التوافق علم النفس ثانوية عامة

التوافق علم النفس ثانوية عامة



◄لتحميل الدرس بصيغة PDF اضغط هنا..
الدرس في شكل نص مقروء
ثانوية عامة | علم النفس - التوافق
◄◄مفهوم التوافق واستخداماته في علم النفس:
• مفهوم التوافق مستمد من علم البيولوجيا – وهو يعني درجة الملاءمة بين الفرد والظروف الطبيعية التي يعيش فيها حتى يستطيع البقاء.
• انتقل المفهوم بعد ذلك إلى علم النفس، لأن الإنسان في حاجة إلى تحقيق الملاءمة بينه وبين البيئة والظروف الاجتماعية والنفسية التي يعيش فيها، ولهذا ظهر مفهوم التوافق النفسي والاجتماعي.


◄◄أنواع التوافق:
التوافق له معنيين أساسيين ، هما:

1) هو العملية التي يمكن من خلالها تعديل سلوك الفرد لكي يتواءم مع البيئة الاجتماعية والنفسية والمادية المحيطة، ويلعب التعلم دورًا هامًا في هذا الصدد.
2) هو العملية التي يمكن من خلالها تعديل البيئة الاجتماعية والنفسية والمادية – بحيث تصبح أكثر قابلية لإشباع دوافعه وأهدافه.

ويمكن القول إن عملية التوافق تعمل فـي الاتجاهين معا:
1- فإذا كانت البيئة على درجة كبيرة من التغير على نحو يتطلب من الشخص قدرًا من المرونة تسمح له بتعديل سلوكه (التوافق بالمعنى الأول).
2- وعلى الناحية الأخرى فإن دوافع الشخص وأهدافه متجددة ومتغيرة على نحو قد يطلب منه أن يغير في بيئته (التوافق بالمعنى الثاني).

يميز علماء النفس بين نوعين رئيسيين للتوافق ، هما:


الإحباط والصراع والقلق:

1) إذا وجدت «عوائق» تمنع الفرد من إشباع دوافعه وتحقيق أهدافه – يتعرض «للإحباط».
2) إذا «تعارضت» دوافع الفرد وحاجاته وأهدافه – يتعرض «للصراع».
3) عندما تنتاب الشخص حالة من التوتر الدائم يتوقع فيه خطرًا أو تهديدًا فهذا يسمى (القلق).




نعرض فيما يلي هذه المفاهيم

◄أولاً : الإحباط:
- معنى الإحباط: هو «خبرة نفسية» يتعرض لها الفرد لوجود «عائق» يحول بين المرء وإشباع دوافعه وحاجاته وأهدافه.





◄ثانياً: الصراع:
- معنى الصراع هو «خبرة نفسية» يتعرض لها الفرد حين يحدث «تعارض» بين أهداف الفرد وحاجاته، ويصبح لها درجة واحدة في القوة والتأثير.
ويصنف علماء النفس الصراعات إلى ثلاثة أنواع ، كالآتي:
أ ) صراع الإقدام – الإقدام:



1- يحدث حين يحاول المرء الاختيار بين هدفين كلاهما «جذاب».
مثال: الشخص الذي يعرض عليه وظيفتين، جيدتين.
2- هذا النوع من الصراع لا يطول أمده، لكنه ينتهي بمجرد أن يقرر الشخص اختيار الهدف الأقرب، أما إذا طال الصراع فإنه يدل على وجود خبرة سابقة سلبية مما يجعله متردداً.

ب) صراع الإقدام – الإحجام:

1- يحدث حين يحاول المرء الاختيار بين هدف واحد «جذاب ومنفر» في نفس الوقت.
مثال: الشخص الذي يحب الحلوى ويخالف من السمنة.
2- يعتبر هذا النوع من الصراع من أصعب الأنواع في حسمه ، ذلك لأن الفرد يميل فيه إلى التذبذب بين البدائل.
وقد يلجأ إلى اختيار بديل قد رفضه من قبل، ثم يتركه ويعود إلى البديل الآخر، وهكذا.
3- يوجد في هذا النوع من الصراع ما يسمى (صراع الإقدام – الإحجام المزدوج)، وينشأ عن وجود هدفين لدى الشخص، لكل منهما جوانبه الإيجابية والسلبية.
مثال: «صراع الأدوار»، كأن تختار المرأة بين العمل والتفرغ للبيت، فالعمل قد يكون مجهدًا ولكنه يدر عليها دخلاً، والتفرغ للبيت يتيح لها الفرصة لرعاية الأبناء ولكنه قد يكون مملاً بسبب طول وقت الفراغ.
4- هذا النوع من الصراع أصعب أنواع الصراع في حسمه.

جـ) صراع الإحجام - الإحجام:
1- يحدث حين يحاول المرء الاختيار بين هدفين كلاهما «منفر».
مثال: اختيار الفرد الاستمرار في الزواج الفاشل وما يصاحب ذلك من مشاكل، وبين الطلاق وما يترتب عليه من تشتت للأبناء.
2- هذا النوع من الصراع أكثر صعوبة في حسمه ، لذلك يطول أمده.



◄نتائج الإحباط والصراع:
يترتب على الإحباط والصراع نتائج متعددة، منها:

1) النتائج المباشرة يرتبط الإحباط والصراع بحالات انفعالية غير سارة مثل (القلق – التوتر – الغضب – عدم الاستقرار وتأجيل الإشباع أو تغير الهدف).
2) النتائج غير المباشرة:
أ ) تعرف باسم (الحيل الدفاعية اللاشعورية) وسميت بالحيل الدفاعية لأنها تعمل على تخفيف آثار التوتر والقلق والألم الناشئ عن الصراع والإحباط، ولكنها لا تؤدي إلى تحقيق الهدف أو إشباع الدافع بطريقة واقعية، وقد تدفع الفرد إلى إصدار «أنماط من السلوك غير الملائم».
ب) لكن ميزتها أنها تعطي الفرد فسحة من الوقت يعيد فيها تنظيم حياته حتى يتوصل إلى الحلول الملائمة.
ج) لا تعمل على حل الصراع.
د ) سميت باللاشعورية لأنها لا إرادية، فالشخص يقوم بها دون إدراك الدوافع الحقيقية لها.

◄ومن الحيل الدفاعية الآتي:
1- الكبت نوع من النسيان المدفوع، وبه يسعى المرء بطريقة لا إرادية إلى إبعاد الدوافع غير المقبولة والذكريات المؤلمة عن دائرة الشعور، وإخفائها في اللا شعور.
مثال: الشخص الذي يحاول عدم تذكر ذكريات الطفولة المؤلمة.
2- الإعلاء(التسامي): هو تحويل الطاقة النفسية المتعلقة بأحد الدوافع غير المقبولة اجتماعيًّا إلى طرق مقبولة اجتماعيًّا.
مثال: الإعلاء بالدافع الجنسي في كتابة الشعر، والعدوان من خلال نشاط رياضي.
3- التعويض يعني محاولة النجاح في ميدان ما نتيجة الفشل في مجال آخر، فهو نوع من تغيير الأهداف، أو تغطية لضعف، بطريقة لا شعورية.
مثال: * طالب فاشل دراسيًّا ، لكنه متفوق رياضيًّا.
* سيدة عاقر لا تنجب ، تتبنى طفلاً.
* شخص ضعيف جسميًّا يستخدم القسوة مع الأطفال الصغار أو الحيوانات.


علم النفس - التوافق


4- التبرير:هو حالة لا شعورية يعطي الفرد فيه أسباباً تبدو مقبولة اجتماعيًّا ومنطقيًّا لأشياء غير منطقية وغير سليمة.

◄ويوجد نوعان من التبرير:

أ ) تشويه الهدف الجيد:وذلك عندما (يقلل) المرء من قيمة الهدف الذي يعجز عن الوصول إليه.
مثال: شاب تقدم إلى وظيفة هامة بوزارة الخارجية، ويفشل في اختباراتها، لكنه يصفها بأن مستقبلها غير مضمون. وتسمى هذه الحيلة (بالعنب الحصرم) نسبة إلى الثعلب الذي دخل حديقة ولم يستطع الوصول إلى عنبها الناضج ليأكله فوصفه بأنه لا يزال حصرمًا.
ب) تحسين الهدف السيء وذلك عندما (يمجد) المرء من قيمة الهدف على الرغم من عدم أهميته.
مثال: شاب يقبل وظيفة متواضعة ، ويصفها بأنها تهيئ له الحياة الكريمة.. وتسمى هذه الحيلة (الليمون الحلو) نسبة إلى الثعلب الذي دخل حديقة ولم يجد فيها غير الليمون فأكله ووصفه بأنه حلو على الرغم من أنه مرّ.
5- الإسقاط:هو حيلة يلجأ إليها المرء عندما يلصق عيوبه ونقائصه على الآخرين.
مثال: فالشخص الذي يشعر بالكراهية نحو شخص آخر قد يسقط ذلك عليه ويدركه على أنه يضمر له العداء.

6- أحلام اليقظة:وهي حيلة يلجأ إليها الإنسان عندما يفشل في تحقيق أهدافه في الواقع، فيلجأ إلى تحقيقها في عالم الخيال، حيث تزول جميع العوائق.
وهي عدة أنواع:

أ ) أحلام البطولة: ذلك عندما يتخيل الشخص نفسه بطلاً قوميًّا أو شخصية عظيمة.
ب) أحلام العدوان:عندما يتخيل الشخص الأذى والمصائب بالآخرين، الذين يقفون في سبيل تحقيق أهدافه.
ج) أحلام الاستشهاد:عندما يتخيل الشخص نفسه شهيدًا تعرض للظلم والأذى من الآخرين.
وهناك حيل أخرى مثل (الانسحاب – التكوين الضدي – العناد – النكوص – الإنكار).
ثالثًا : القلق:
- هو حالة من التوتر الشامل المستمر ، يتوقع فيه الفرد خطرًا وتهديدًا واقعيًّا أو رمزيًّا.




◄◄علم نفس الشائعات
مقدمة:

1) ظهرت دراسة علم نفس الشائعات أثناء الحرب العالمية الثانية – بعد أن لاحظ عالما النفس (ألبورت) و (بوستمان) أهمية الشائعة – والشائعة المضادة في التأثير على معنويات الناس وأفكارهم وسلوكهم.
2) يلاحظ أن الشائعات تنتشر أكثر في وقت الأزمات أو المثيرة للقلق (الحروب – الحوادث والمصائب) على اختلاف أنواعها الاقتصادية والاجتماعية.
3) تنتشر الشائعات أكثر حين يكون هناك تعتيم إعلامي أو غموض.
4) وضع (ألبورت) و (بوستمان) كتاب «علم نفس الشائعة» 1945 ، (معادلة) على غرار الرياضيات وهي: أن انتشار الشائعة يساوي أهمية الموضوع المتصل بالشائعة مضروبًا في مدى الغموض حوله.
إمكانية الشائعة = موضوع مهم × غموض حول الحدث

◄ملحوظة هامة:
- تصبح الشائعة أكثر انتشارًا – كلما كان الموضوع هامًا من ناحية ، وغامضًا من ناحية أخرى.
- وعلى العكس لو فقد الموضوع أهميته، أو كانت المعلومة واضحة – أدى إلى فشل الشائعة.
- وهذه المعادلة مفيدة جدًا لصانعي الشائعة والشائعات المضادة، ومفيدة لمواجهة أثر تلك الشائعات.

◄◄تعريف الشائعة:
هي (عبارة عن خبر أو قصة أو حدث يتناقله الناس بدون تمحيص أو تحقق من صحته، وغالبًا ما يكون مبالغًا فيه بالتهويل غير الصحيح).


عوامل انتشار الشائعة:
الأول:الوعي المعرفي المشوّه (التشويه هنا مقصود).
وزيادة ميل الناس إلى تزييف الحقائق أو إخفاء أجزاء منها – مما يزيد من غموض الأشياء، إضافةً إلى ضعف المصداقية في التصريحات والأخبار وتناقضها مع الواقع.
الثاني:رغبة الناس في معرفة المزيد ، وانفتاح شهيتهم لسماع رؤى مجهولة أكثر فأكثر.

◄دوافع إطلاق الشائعات وانتشارها:

(1) العدوانية. (2) الإسقاط. (3) التنبؤ. (4) الاختيار.
(5) جذب الانتباه.

1) العدوانية:تجاه المستهدف بالإشاعة، وذلك لتشويه السمعة، أو تغيير موقف الناس منه.
وهذا يحدث كثيراً تجاه الأشخاص والجماعات ذات الأهمية والشهرة.
2) الإسقاط:حيث يسقط مروّج الشائعة ما يضمره في نفسه على شخص آخر كالخوف والإهمال والكذب والرشوة.. الخ، فيسقطه على الآخرين.
3) التنبؤ:تشير الشائعة إلى احتمالات مستقبلية يعتقد مروّج الشائعة بقرب حدوثها، حيث يهيئ الناس والظروف لاستقبالها.
4) الاختبار:الشائعة تكون كبالونة اختبار، لمعرفة درجة استجابة الناس لحدث معين حين يُقَدَّر له الحدوث فعلاً.
مثال: تسرب شائعة بتغيير وزاري – ثم تدرس ردود أفعال الناس.
5) جذب الانتباه:حيث يبدو مروج الشائعة على أنه عليم ببواطن الأمور ولديه مصادر مهمة للأخبار لا يعرفها بقية الناس.
ربما يكون ذلك تعويضاً عن نقص – وربما يكون ذلك بسبب الفراغ والملل والحاجة إلى التسلية وإرباك الناس وتوتيرهم.

◄أنواع الشائعات:
1- الشائعة الزاحفة:التي تنتشر ببطء وسرية.
2- الشائعة الضاغطة:تنتشر بسرعة فائقة، معتمدة على مشاعر انفعالية عنيفة.
3- الشائعة الغواصة:تنتشر في ظروف معينة، ثم تختفي (تغطس) ثم تعاود الظهور في ظروف مماثلة.
4- الشائعة الممرضة:تنتشر في الأوساط التي تتمنى صحة هذه الشائعات.
5- الشائعة المرعبة:تنتشر في أجواء التهديد المولدة للمخاوف، وذلك لدفع الخائفين إلى التسليم.
6- الشائعة التميزية:التي تحمل موقفًا ما من جماعة عرفية أو طائفية.
7- الشائعة الخادعة:تنتشر في أوقات الحروب والأزمات، وتركز على الفئات المسئولة عن المواجهة مثل القادة والجماعات المنظمة.
8- شائعة المارد العملاق:وهي شائعة خوف مبالغة.


◄تأثير الشائعة:
1) هناك أمثلة كثيرة توضح كيف تؤثر الشائعة في الأ؛داث الحياتية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك من خلال التأثير في توجهات الناس، وروحهم المعنوية، وبلبلة الرأي العام، أو التأثير في مسارات الأحداث، أو الإنتاج والتسويق.
2) أشيع أن (سقراط) يفسد عقول الشباب، وقد أدى ذلك إلى حشد الرأي العام ضده ومطالبته بقتله وتم إعدامه بعد ذلك.
3) أشاع بعض أعوان (نيرون) أنه لم يحرق روما وإنما حرقها بعض المسيحيين، وأدى هذا إلى حملة اضطهاد موجهة نحو المسيحيين في روما.

◄كيف تقاوم الشائعة ؟
1- اليقظة اللشائعات في أوقات الأزمات والحروب والحوادث وفترات التحول الاجتماعي.
2- توافر المعلومات الصحيحة عن أي موضوع يهم الناس، وتحقيق الشفافية.
3- الاهتمام بتعليم الناس وثقافتهم.
4- تربية النشء على التفكير النقدي الذي يمحّص الأمور قبل أن يقبلها أو يرفضها.
5- إشاعة فضيلة الصدق في المجتمع.

◄لتحميل الدرس بصيغة PDF اضغط هنا..