- حمدي عبد الجليلالمشرف العام
- عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28462
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
كتاب - المدهش - لإمام ابن الجوزي - الباب الرابع
السبت 15 أكتوبر 2011, 20:14
المدهش
الباب الرابع: في ذكر عيون التواريخ
روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خلق الله تعالى التربةَ يوم السبت وخلق الجبال فيها: يوم الأحد، وخلق الشجر فيها: يوم الاثنين، وخلق المكروه: يوم الثلاثاء، وخلق النور: يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب: يوم الخميس، وخلق آدم: يوم الجمعة بعد العصر.
قال علماء التاريخ: الأرض كلها على صخرة، والصخرة على منكبي ملك، والملك على حوت، والحوت على الماء، والماء على متن الريح.
فصل
أقاليم الأرض سبعة: فالإقليم الأول الهند، والثاني إقليم الحجاز، والثالث إقليم مصر، والرابع إقليم بابل، والخامس إقليم الروم والشام، والسادس بلاد الترك، والسابع بلاد الصين.
وأوسط الأقاليم: إقليم بابل وهو أعمرها وفيه جزيرة العرب وفيه العراق الذي هو سرة الدنيا، وبغداد في أوسط هذا الإقليم، فلاعتداله اعتدلت ألوان أهله، فسلموا من شقرة الروم، وسواد الحبش، وغلظ الترك، وجفاء أهل الجبال، ودمامة أهل الصين، وكما اعتدلوا في الخلقة، لطفوا في الفطنة.
فصل
قال علماء التواريخ: جميع ما عرف في الأرض من الجبال مائة وثمانية وتسعون: من أعجبها جبل سرنديب، وطوله مائتان ونيف وستون ميلاً وفيه أثر قدم آدم حين هبط، وعليه سنا البرق، لا يذهب صيفاً، وحوله ياقوت، وفي واديه الماس الذي يقطع الصخور، ويثقب اللؤلؤ، وفيه العود والفلفل، ودأبه المسك، ودابة الزباد.
وجبل الرد الذي فيه السد، طوله سبعمائة فرسخ وينتهي إلى البحر المظلم
فصل
قالوا: في الأرض سبعمائة معدن، ولا ينعقد الملح إلا في السبخ، ولا الجص إلا في الرمل والحصى، والبحر الأعظم محيط بالدنيا، والبحار تستمد منه.
فصل
قالوا: وعاش آدم ألف سنة، وولدت له حواء أربعين ولداً، في كل بطن ذكر وأنثى، فأولهم قابيل، وتوأمته قليما، ولم يمت آدم حتى رأى من ولده وولد ولده أربعين ألفاً، وانقرض نسلهم، غير نسل شيت، ثم انقرض النسل، وبقي أولاد نوح وهم: سام، وحام، ويافث، فسام أبو العرب، وحام أبو الزنج، ويافث أبو الروم والترك، ويأجوج ومأجوج نوع من الترك.
فصل
في تسمية الحواريين
شمعون الصفا، وشمعون القناني، ويعقوب بن زندي، ويعقوب بن حلقي، وقولوس، ومارقوس، وأندراوس، وبرثملا، ويوحنا، ولوقا، وتوما، ومتى.
فصل
كان أول ملوك الفرس: دارا: ملك نحواً من مائتي سنة، ثم ملك بعده خمسة وعشرون: منهم امرأتان، وكان آخر القوم يزدجرد، هلك في زمان عثمان، وكان ملكهم خمسمائة سنة وكسراً.
روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خلق الله تعالى التربةَ يوم السبت وخلق الجبال فيها: يوم الأحد، وخلق الشجر فيها: يوم الاثنين، وخلق المكروه: يوم الثلاثاء، وخلق النور: يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب: يوم الخميس، وخلق آدم: يوم الجمعة بعد العصر.
قال علماء التاريخ: الأرض كلها على صخرة، والصخرة على منكبي ملك، والملك على حوت، والحوت على الماء، والماء على متن الريح.
فصل
أقاليم الأرض سبعة: فالإقليم الأول الهند، والثاني إقليم الحجاز، والثالث إقليم مصر، والرابع إقليم بابل، والخامس إقليم الروم والشام، والسادس بلاد الترك، والسابع بلاد الصين.
وأوسط الأقاليم: إقليم بابل وهو أعمرها وفيه جزيرة العرب وفيه العراق الذي هو سرة الدنيا، وبغداد في أوسط هذا الإقليم، فلاعتداله اعتدلت ألوان أهله، فسلموا من شقرة الروم، وسواد الحبش، وغلظ الترك، وجفاء أهل الجبال، ودمامة أهل الصين، وكما اعتدلوا في الخلقة، لطفوا في الفطنة.
فصل
قال علماء التواريخ: جميع ما عرف في الأرض من الجبال مائة وثمانية وتسعون: من أعجبها جبل سرنديب، وطوله مائتان ونيف وستون ميلاً وفيه أثر قدم آدم حين هبط، وعليه سنا البرق، لا يذهب صيفاً، وحوله ياقوت، وفي واديه الماس الذي يقطع الصخور، ويثقب اللؤلؤ، وفيه العود والفلفل، ودأبه المسك، ودابة الزباد.
وجبل الرد الذي فيه السد، طوله سبعمائة فرسخ وينتهي إلى البحر المظلم
فصل
قالوا: في الأرض سبعمائة معدن، ولا ينعقد الملح إلا في السبخ، ولا الجص إلا في الرمل والحصى، والبحر الأعظم محيط بالدنيا، والبحار تستمد منه.
فصل
قالوا: وعاش آدم ألف سنة، وولدت له حواء أربعين ولداً، في كل بطن ذكر وأنثى، فأولهم قابيل، وتوأمته قليما، ولم يمت آدم حتى رأى من ولده وولد ولده أربعين ألفاً، وانقرض نسلهم، غير نسل شيت، ثم انقرض النسل، وبقي أولاد نوح وهم: سام، وحام، ويافث، فسام أبو العرب، وحام أبو الزنج، ويافث أبو الروم والترك، ويأجوج ومأجوج نوع من الترك.
فصل
في تسمية الحواريين
شمعون الصفا، وشمعون القناني، ويعقوب بن زندي، ويعقوب بن حلقي، وقولوس، ومارقوس، وأندراوس، وبرثملا، ويوحنا، ولوقا، وتوما، ومتى.
فصل
كان أول ملوك الفرس: دارا: ملك نحواً من مائتي سنة، ثم ملك بعده خمسة وعشرون: منهم امرأتان، وكان آخر القوم يزدجرد، هلك في زمان عثمان، وكان ملكهم خمسمائة سنة وكسراً.
وكان أظرفهم ولاية ذو الأكتاف، فإنه لا يعرف من ملك وهو في بطن أمه غيره، لأن أباه كان قد مات ولا ولد له، وإنما كان هذا حملاً، فقال المنجمون هذا الحمل يملك الأرض، فوضع التاج على بطن الأم، وكتب منه إلى الآفاق، وهو جنين، وسمي سابوراً وإنما لقب بذي الأكتاف لأنه حين ملك كان ينزع أكتاف مخالفيه، وهو الذي بنى الإيوان، وبنى نيسابور وسجستان والسوس، وما زال الملك ينتقل بعده فيهم حتى ملك أنشروان، وكان أحزمهم، وكان له اثنا عشر ألف امرأة وجارية، وخمسون ألف دابة، وألف فيل إلا واحداً، وفي زمانه ولد نبينا صلى الله عليه وسلم، ومات لثمان سنين مضت من مولد نبينا صلى الله عليه وسلم، ولما دخل المسلمون المدائن، أحرقوا ستر باب الإيوان، فأخرجوا منه ألف ألف مثقال ذهباً.
فصل
أربعة تناسلوا، رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو قحافة، وابنه أبو بكر، وابنه عبد الرحمن، وابنه محمد، ويكنى أبا عتيق.
أربعة أخوة كان بين كل واحد منهم وواحد عشر سنين: أولاد أبي طالب: طالب وعقيل، وجعفر، وعلي، فكان طالب أسن من عقيل عشر سنين، وعقيل أسن من جعفر بعشر سنين، وجعفر أسن من علي بعشر.
ولا يعرف أخوان تباعدا في السن مثل موسى بن عبيدة الربذي وأخيه عبد الله بن عبيدة، فإن عبد الله أسن من موسى بثمانين سنة.
ومن العجائب: ثلاث أخوة ولدوا في سنة واحدة، وقتلوا في سنة واحدة وكانت أعمارهم ثماني وأربعين سنة: يزيد، وزياد، ومدرك، بنو المهلب ابن أبي صفرة.
ومن العجائب: أربعة أنفس رزق كل واحد منهم مائة ولد، أنس بن مالك، وعبد الله بن عمر الليثي، وخليفة السعدي، وجعفر بن سليمان الهاشمي.
ومن العجائب: ثلاثة بنو أعمام كلهم كانوا في زمان واحد، كل واحد منهم اسمه علي، ولهم ثلاثة أولاد كل واحد منهم اسمه محمد، والآباء والأبناء علماء أشراف، وهم: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وعلي بن عبد الله بن العباس، وعلي بن عبد الله بن جعفر.
ومن العجائب: أنه في ليلة السبت لأربع بقين من ربيع الأول سنة تسعين ومائة، مات الهادي، واستخلف الرشيد، وولد المأمون.
ومن العجائب: أنه سلم على الرشيد بالخلافة عمه سليمان بن المنصور وعم أبيه المهدي، وهو العباس بن محمد، وعم جده المنصور، وهو عبد الصمد بن علي، وقال له عبد الصمد يوماً: يا أمير المؤمنين هذا مجلس فيه أمير المؤمنين وعم أمير المؤمنين وعم عم أمير المؤمنين وعم عم عمه، وذلك أن سليمان بن أبي جعفر عم الرشيد، والعباس عم سليمان، وعبد الصمد عم العباس.
ومن العجائب: أن عبد الصمد حج بالناس سنة خمسين ومائة، وقد حج قبله يزيد بن معاوية سنة خمسين: وهما في النسب إلى عبد مناف سواء، لأن يزيد هو ابن معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. وعبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
فصل
وقد سلم على المتوكل بالخلافة ثمانية، كلهم ابن خليفة: المنتصر ابنه، ومحمد ابن الواثق، وأحمد بن المعتصم، وموسى بن المأمون، وعبد الله بن الأمير، وأبو أحمد بن الرشيد، وأبو العباس بن الهادي، والمنصور بن المهدي.
فصل
وقد ولي الخلافة: أخوان، وثلاثة، وأربعة، فأما الأخوان: فالسفاح والمنصور، والهادي والرشيد، والواثق والمتوكل ابنا المعتصم، والمسترشد والمقتفي، وأما الثلاثة: فالأمين والمأمون والمعتصم بنو الرشيد، والمكتفي والمقتدر والقاهر بنو المعتضد، والراضي والمتقي والمطيع بنو المقتدر، وأما الأربعة فلم يكونوا إلا بني عبد الملك.
فصل
من العجائب المتعلقة بالنساء
من ذلك أن امرأة شهد لها بدراً سبعة بنين مسلمين وهي: عفراء بنت عبيد، تزوجها الحارث بن رفاعة، فولدت له معاذاً ومعوذاً، ثم تزوجها بكير فولدت له إياساً وخالداً، وعاقلاً، وعامراً، ثم رجعت إلى الحارث فولدت له عوفاً، فشهدوا كلهم بدراً، ويخرج من هذا جواب المسائل هل تعرفون أربعة أخوة لأب وأم شهدوا بدراً مسلمين؟.
فصل
أربعة تناسلوا، رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو قحافة، وابنه أبو بكر، وابنه عبد الرحمن، وابنه محمد، ويكنى أبا عتيق.
أربعة أخوة كان بين كل واحد منهم وواحد عشر سنين: أولاد أبي طالب: طالب وعقيل، وجعفر، وعلي، فكان طالب أسن من عقيل عشر سنين، وعقيل أسن من جعفر بعشر سنين، وجعفر أسن من علي بعشر.
ولا يعرف أخوان تباعدا في السن مثل موسى بن عبيدة الربذي وأخيه عبد الله بن عبيدة، فإن عبد الله أسن من موسى بثمانين سنة.
ومن العجائب: ثلاث أخوة ولدوا في سنة واحدة، وقتلوا في سنة واحدة وكانت أعمارهم ثماني وأربعين سنة: يزيد، وزياد، ومدرك، بنو المهلب ابن أبي صفرة.
ومن العجائب: أربعة أنفس رزق كل واحد منهم مائة ولد، أنس بن مالك، وعبد الله بن عمر الليثي، وخليفة السعدي، وجعفر بن سليمان الهاشمي.
ومن العجائب: ثلاثة بنو أعمام كلهم كانوا في زمان واحد، كل واحد منهم اسمه علي، ولهم ثلاثة أولاد كل واحد منهم اسمه محمد، والآباء والأبناء علماء أشراف، وهم: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وعلي بن عبد الله بن العباس، وعلي بن عبد الله بن جعفر.
ومن العجائب: أنه في ليلة السبت لأربع بقين من ربيع الأول سنة تسعين ومائة، مات الهادي، واستخلف الرشيد، وولد المأمون.
ومن العجائب: أنه سلم على الرشيد بالخلافة عمه سليمان بن المنصور وعم أبيه المهدي، وهو العباس بن محمد، وعم جده المنصور، وهو عبد الصمد بن علي، وقال له عبد الصمد يوماً: يا أمير المؤمنين هذا مجلس فيه أمير المؤمنين وعم أمير المؤمنين وعم عم أمير المؤمنين وعم عم عمه، وذلك أن سليمان بن أبي جعفر عم الرشيد، والعباس عم سليمان، وعبد الصمد عم العباس.
ومن العجائب: أن عبد الصمد حج بالناس سنة خمسين ومائة، وقد حج قبله يزيد بن معاوية سنة خمسين: وهما في النسب إلى عبد مناف سواء، لأن يزيد هو ابن معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. وعبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
فصل
وقد سلم على المتوكل بالخلافة ثمانية، كلهم ابن خليفة: المنتصر ابنه، ومحمد ابن الواثق، وأحمد بن المعتصم، وموسى بن المأمون، وعبد الله بن الأمير، وأبو أحمد بن الرشيد، وأبو العباس بن الهادي، والمنصور بن المهدي.
فصل
وقد ولي الخلافة: أخوان، وثلاثة، وأربعة، فأما الأخوان: فالسفاح والمنصور، والهادي والرشيد، والواثق والمتوكل ابنا المعتصم، والمسترشد والمقتفي، وأما الثلاثة: فالأمين والمأمون والمعتصم بنو الرشيد، والمكتفي والمقتدر والقاهر بنو المعتضد، والراضي والمتقي والمطيع بنو المقتدر، وأما الأربعة فلم يكونوا إلا بني عبد الملك.
فصل
من العجائب المتعلقة بالنساء
من ذلك أن امرأة شهد لها بدراً سبعة بنين مسلمين وهي: عفراء بنت عبيد، تزوجها الحارث بن رفاعة، فولدت له معاذاً ومعوذاً، ثم تزوجها بكير فولدت له إياساً وخالداً، وعاقلاً، وعامراً، ثم رجعت إلى الحارث فولدت له عوفاً، فشهدوا كلهم بدراً، ويخرج من هذا جواب المسائل هل تعرفون أربعة أخوة لأب وأم شهدوا بدراً مسلمين؟.
ومن هذا الجنس، امرأة كان لها أربعة أخوة وعمَّان شهدوا بدراً، فأخوان وعم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخوان وعم مع المشركين، وهي هند بنت عتبة بن ربيعة، فالأخوان المسلمان: أبو حذيفة بن عتبة ومصعب بن عمير، والعم المسلم: معمر بن الحارث، والأخوان المشركان: الوليد بن عتبة وأبو عزيز، والعم المشرك: شيبة بن ربيعة.
ومن العجائب: أن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان كان له أربع بنات: عبدة، وعائشة، وأم سعيد، ورقية، تزوجهن أربعة من الخلفاء: تزوج عبدة الوليد بن عبد الملك، وعائشة سليمان، وأم سعيد يزيد بن عبد الملك، ورقية هشام.
وكان لهذا الرجل - أعني عبد الله بن عمرو - ولد اسمه محمد - كان يقال له الديباج لحسنه - وكان لمحمد بنت اسمها حفصة لا يعرف امرأة ولدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير والحسين وابن عمر سواها، أما ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، فإن أم أبيها فاطمة بنت الحسين بن علي، وأم الحسين فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن طريق الحسين بن علي ولادته لها وولادة علي لها، وأما ولادة أبي بكر لها، فإن أمها خديجة بنت عثمان بن عروة بن الزبير، وأم عروة أسماء بنت أبي بكر الصديق، ومن طريق عروة ولدها الزبير، وأما ولادة عمر لها، فإن أم جدها عبد الله زينب بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب، فمن هذه الطريق ولادة عمر لها، وأما ولادة عثمان لها، فمن طريق أبيها، وأما ولادة طلحة، فإن جدتها من قبل أبيها هي أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله.
ومن العجائب: امرأة ولدت خليفتين، وهن ثلاث: الأولى: ولادة بنت العباس العبسية، تزوجها عبد الملك بن مروان، فولدت له: الوليد وسليمان فوليا الخلافة، والثانية: شاهفرند بنت فيروز بن يزدجرد، تزوجها الوليد بن عبد الملك، فولدت له: يزيد وإبراهيم فوليا الخلافة، والثالثة: الخيزران: ولدت للمهدي الهادي والرشيد.
فصل
في الجدوب وعموم الموت
أجدبت الأرض في سنة ثماني عشرة فكانت الريح تسفي تراباً كالرماد، فسمي عام الرمادة، وجعلت الوحوش تأوي إلى الأنس، فآلى عمر ألا يذوق سمناً ولا لبناً ولا لحماً حتى يحيى الناس واستسقى بالعباس فسقوا، وفيها كان طاعون عمواس، مات فيه أبو عبيدة، ومعاذ، وأنس.
وفي سنة أربع وستين وقع طاعون بالبصرة وماتت أم أميرهم فما وجدوا من يحملها.
وفي سنة إحدى وثلاثين ومائة مات أول يوم في الطاعون سبعون ألفاً، وفي الثاني نيف وسبعون ألفاً، وفي اليوم الثالث خمد الناس.
وفي سنة تسع عشرة وثلاث مائة كثر الموت، وكان يدفن في القبر الواحد جماعة.
وفي سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة ذبح الأطفال، وأكلت الجيف، وبيع العقار برغيفان، واشتري لمعز الدولة كر دقيق بعشرين ألف درهم.
وفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة عمت الأمراض البلاد، فكان يموت أهل الدار كلهم.
وفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة أصاب أهل البصرة حر، فكانوا يتساقطون موتى في الطرقات.
وفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة عم القحط، فأكلت الميتة، وبلغ المكوك من بزر البقلة سبع دنانير، والسفرجلة والرمانة ديناراً، والخيارة واللينوفرة ديناراً، وورد الخبر من مصر بأن ثلاثة من اللصوص نقبوا داراً فوجدوا عند الصباح موتى، أحدهم على باب النقب، والثاني على رأس الدرجة، والثالث على الثياب المكورة.
وفي السنة التي تليها وقع وباء، فكان تحفر زبية لعشرين وثلاثين فيلقون فيها، وتاب الناس كلهم وأراقوا الخمور، ولزموا المساجد.
وفي سنة ست وخمسين وأربعمائة وقع الوباء، وبلغ الرطل من التمر الهندي أربعة دنانير.
وفي سنة اثنتين وستين وأربعمائة اشتد الجوع والوباء بمصر، حتى أكل الناس بعضهم بعضاً، وبيع اللوز والسكر بوزن الدراهم، والبيضة بعشرة قراريط، وخرج وزير صاحب مصر إليه فنزل عن بغلته، فأخذها ثلاثة فأكلوها، فصلبوا، فأصبح الناس لا يرون إلا عظامهم تحت خشبهم وقد أكلوا.
وفي سنة أربع وستين وأربعمائة وقع الموت في الدواب حتى إن راعياً قام إلى الغنم وقت الصباح ليسوقها فوجدها كلها موتى.
فصل
في الزلازل والآيات
زلزلت الأرض على عهد عمر في سنة عشرين، ودامت الزلازل في سنة أربع وتسعين: أربعين يوماً، وقعت الأبنية الشاهقة، وتهدمت أنطاكية.
ومن العجائب: أن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان كان له أربع بنات: عبدة، وعائشة، وأم سعيد، ورقية، تزوجهن أربعة من الخلفاء: تزوج عبدة الوليد بن عبد الملك، وعائشة سليمان، وأم سعيد يزيد بن عبد الملك، ورقية هشام.
وكان لهذا الرجل - أعني عبد الله بن عمرو - ولد اسمه محمد - كان يقال له الديباج لحسنه - وكان لمحمد بنت اسمها حفصة لا يعرف امرأة ولدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير والحسين وابن عمر سواها، أما ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، فإن أم أبيها فاطمة بنت الحسين بن علي، وأم الحسين فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن طريق الحسين بن علي ولادته لها وولادة علي لها، وأما ولادة أبي بكر لها، فإن أمها خديجة بنت عثمان بن عروة بن الزبير، وأم عروة أسماء بنت أبي بكر الصديق، ومن طريق عروة ولدها الزبير، وأما ولادة عمر لها، فإن أم جدها عبد الله زينب بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب، فمن هذه الطريق ولادة عمر لها، وأما ولادة عثمان لها، فمن طريق أبيها، وأما ولادة طلحة، فإن جدتها من قبل أبيها هي أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله.
ومن العجائب: امرأة ولدت خليفتين، وهن ثلاث: الأولى: ولادة بنت العباس العبسية، تزوجها عبد الملك بن مروان، فولدت له: الوليد وسليمان فوليا الخلافة، والثانية: شاهفرند بنت فيروز بن يزدجرد، تزوجها الوليد بن عبد الملك، فولدت له: يزيد وإبراهيم فوليا الخلافة، والثالثة: الخيزران: ولدت للمهدي الهادي والرشيد.
فصل
في الجدوب وعموم الموت
أجدبت الأرض في سنة ثماني عشرة فكانت الريح تسفي تراباً كالرماد، فسمي عام الرمادة، وجعلت الوحوش تأوي إلى الأنس، فآلى عمر ألا يذوق سمناً ولا لبناً ولا لحماً حتى يحيى الناس واستسقى بالعباس فسقوا، وفيها كان طاعون عمواس، مات فيه أبو عبيدة، ومعاذ، وأنس.
وفي سنة أربع وستين وقع طاعون بالبصرة وماتت أم أميرهم فما وجدوا من يحملها.
وفي سنة إحدى وثلاثين ومائة مات أول يوم في الطاعون سبعون ألفاً، وفي الثاني نيف وسبعون ألفاً، وفي اليوم الثالث خمد الناس.
وفي سنة تسع عشرة وثلاث مائة كثر الموت، وكان يدفن في القبر الواحد جماعة.
وفي سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة ذبح الأطفال، وأكلت الجيف، وبيع العقار برغيفان، واشتري لمعز الدولة كر دقيق بعشرين ألف درهم.
وفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة عمت الأمراض البلاد، فكان يموت أهل الدار كلهم.
وفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة أصاب أهل البصرة حر، فكانوا يتساقطون موتى في الطرقات.
وفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة عم القحط، فأكلت الميتة، وبلغ المكوك من بزر البقلة سبع دنانير، والسفرجلة والرمانة ديناراً، والخيارة واللينوفرة ديناراً، وورد الخبر من مصر بأن ثلاثة من اللصوص نقبوا داراً فوجدوا عند الصباح موتى، أحدهم على باب النقب، والثاني على رأس الدرجة، والثالث على الثياب المكورة.
وفي السنة التي تليها وقع وباء، فكان تحفر زبية لعشرين وثلاثين فيلقون فيها، وتاب الناس كلهم وأراقوا الخمور، ولزموا المساجد.
وفي سنة ست وخمسين وأربعمائة وقع الوباء، وبلغ الرطل من التمر الهندي أربعة دنانير.
وفي سنة اثنتين وستين وأربعمائة اشتد الجوع والوباء بمصر، حتى أكل الناس بعضهم بعضاً، وبيع اللوز والسكر بوزن الدراهم، والبيضة بعشرة قراريط، وخرج وزير صاحب مصر إليه فنزل عن بغلته، فأخذها ثلاثة فأكلوها، فصلبوا، فأصبح الناس لا يرون إلا عظامهم تحت خشبهم وقد أكلوا.
وفي سنة أربع وستين وأربعمائة وقع الموت في الدواب حتى إن راعياً قام إلى الغنم وقت الصباح ليسوقها فوجدها كلها موتى.
فصل
في الزلازل والآيات
زلزلت الأرض على عهد عمر في سنة عشرين، ودامت الزلازل في سنة أربع وتسعين: أربعين يوماً، وقعت الأبنية الشاهقة، وتهدمت أنطاكية.
وفي سنة أربع وعشرين ومائتين زلزلت فرغانة فمات فيها خمسة عشر ألفاً.
وفي السنة التي تليها رجفت الأهواز، وتصدعت الجبال، وهرب أهل البلد إلى البحر والسفن ودامت ستة عشر يوماً.
وفي السنة التي تليها مطر أهل تيما مطراً وبرداً كالبيض، فقتل بها ثلاثمائة وسبعين إنساناً، وسمع في ذلك صوت يقول: ارحم عبادك، اعف عن عبادك، ونظروا إلى أثر قدم طولها ذراع بلا أصابع، وعرضها شبر، ومن الخطوة إلى الخطوة خمسة أذرع أو ست، فاتبعوا الصوت فجعلوا يسمعون صوتاً ولا يرون شخصاً.
وفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين رجفت دمشق رجفة حتى انقضت منها البيوت وسقطت على من فيها، فمات خلق كثير، وانكفأت قرية في الغوطة على أهلها، فلم ينج منهم إلا رجل واحد، وزلزلت أنطاكية فمات منها عشرون ألفاً.
وفي السنة التي تليها هبت ريح شديدة لم يعهد مثلها فاتصلت نيفاً وخمسين يوماً، وشملت بغداد والبصرة والكوفة وواسط وعبادان والأهواز، ثم ذهبت إلى همدان، فأحرقت الزرع، ثم ذهبت إلى الموصل، فمنعت الناس من السعي، فتعطلت الأسواق، وزلزلت هراة فوقعت الدور.
وفي سنة ثمان وثلاثين وجه طاهر بن عبد الله إلى المتوكل حجراً سقط بناحية طبرستان، وزنه ثمانمائة وأربعون درهماً، أبيض، فيه صدع، وذكروا أنه سمع لسقوطه هدة أربع فراسخ في مثلها، وأنه ساخ في الأرض خمسة أذرع.
وفي سنة أربعين ومائتين خرجت ريح من بلاد الترك، فمرت بمرو فقتلت خلقاً كثيراً بالزكام، ثم صارت إلى نيسابور، وإلى الري، ثم إلى همذان وحلوان، ثم إلى العراق، فأصاب أهل بغداد وسر من رأى حمى وسعال وزكام، وجاءت كتب من المغرب أن ثلاث عشرة قرية من قرى القيروان خسف بها، فلم ينج من أهلها إلا اثنان وأربعون رجلاً سود الوجوه فأتوا القيروان فأخرجهم أهلها، وقالوا أنتم مسخوط عليكم فبنى لهم العامل حظيرة خارج المدينة فنزلوها.
وفي سنة إحدى وأربعين ماجت النجوم في السماء، وجعلت تتطاير شرقاً وغرباً كالجراد، من قبل غروب الشمس إلى الفجر، ولم يكن مثل هذا إلا عند ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي السنة التي تليها رجمت قرية يقال لها السويدا ناحية مصر بخمسة أحجار، فوقع حجر منها على خيمة أعرابي فاحترقت، ووزن منها حجر فكان فيه عشرة أرطال، وزلزلت الري وجرجان وطبرستان ونيسابور وأصبهان وقم وقاشان كلها في وقت واحد، وزلزلت الدامغان فهلك من أهلها خمسة وعشرون ألفاً، وتقطعت جبال، ودنا بعضها من بعض، وسمع للسماء والأرض أصوات عالية، فهلك من أهلها، وسار جبل باليمن، عليه مزارع، حتى أتى مزارع قوم آخرين، ووقع طائر أبيض دون الرخمة وفوق الغراب على دلبة بحلب، لسبع مضين من رمضان فصاح: يا معشر الناس، اتقوا الله، الله، الله، حتى صاح أربعين صوتاً ثم طار، وجاء من الغد فصاح أربعين صوتاً ثم طار، فكتب صاحب البريد بذلك، وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه، ومات رجل في بعض كور الأهواز فسقط طائر أبيض على جنازته، فصاح بالفارسية والخورية: إن الله قد غفر لهذا الميت ولمن شهده.
وفي سنة خمس وأربعين ومائتين زلزلت أنطاكية، فسقط منها ألف وخمسمائة دار، ووقع من سورها نيف وتسعون برجاً، وسمع أهلها أصواتاً هائلة، من كوى المنازل، وسمع أهل تنيس صيحة هائلة، دامت فمات منها خلق كثير، وذهبت جيلة بأهلها.
وفي سنة خمسين وثلاثين ومائتين مطرت قرية حجارة بيضاء وسوداء.
وفي سنة ثمان وثمانين زلزلت دنبل في الليل، فأصبحوا، ولم يبق من المدينة إلا اليسير، فأخرج من تحت الهدم خمسون ومائة ألف ميت.
وفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة عدل الحاج عن الجادة خوفاً من العرب، فرأوا في البرية، صور الناس من حجارة، ورأوا امرأة قائمة على تنور وهي من حجارة، والخبز الذي في التنور من حجارة.
وفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة هبت ريح بفم الصلح، شبت بالتنين، خرقت دجلة، حتى ذكر أنها باتت أرضها، وهلكت خلقاً كثيراً، واحتملت زورقاً منحدراً، وفيه دواب، فطرحته في أرض جوخى.
وفي سنة عشرين وأربعمائة جاء برد هائل، ووقعت بردة، حزرت بمائة وخمسين رطلاً، فكانت كالثور النائم.
وفي سنة أربع وثلاثين زلزلت تبريز، فهدم سورها وقلعتها، وهلك تحت الهدم خمسون ألفاً.
وفي السنة التي تليها رجفت الأهواز، وتصدعت الجبال، وهرب أهل البلد إلى البحر والسفن ودامت ستة عشر يوماً.
وفي السنة التي تليها مطر أهل تيما مطراً وبرداً كالبيض، فقتل بها ثلاثمائة وسبعين إنساناً، وسمع في ذلك صوت يقول: ارحم عبادك، اعف عن عبادك، ونظروا إلى أثر قدم طولها ذراع بلا أصابع، وعرضها شبر، ومن الخطوة إلى الخطوة خمسة أذرع أو ست، فاتبعوا الصوت فجعلوا يسمعون صوتاً ولا يرون شخصاً.
وفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين رجفت دمشق رجفة حتى انقضت منها البيوت وسقطت على من فيها، فمات خلق كثير، وانكفأت قرية في الغوطة على أهلها، فلم ينج منهم إلا رجل واحد، وزلزلت أنطاكية فمات منها عشرون ألفاً.
وفي السنة التي تليها هبت ريح شديدة لم يعهد مثلها فاتصلت نيفاً وخمسين يوماً، وشملت بغداد والبصرة والكوفة وواسط وعبادان والأهواز، ثم ذهبت إلى همدان، فأحرقت الزرع، ثم ذهبت إلى الموصل، فمنعت الناس من السعي، فتعطلت الأسواق، وزلزلت هراة فوقعت الدور.
وفي سنة ثمان وثلاثين وجه طاهر بن عبد الله إلى المتوكل حجراً سقط بناحية طبرستان، وزنه ثمانمائة وأربعون درهماً، أبيض، فيه صدع، وذكروا أنه سمع لسقوطه هدة أربع فراسخ في مثلها، وأنه ساخ في الأرض خمسة أذرع.
وفي سنة أربعين ومائتين خرجت ريح من بلاد الترك، فمرت بمرو فقتلت خلقاً كثيراً بالزكام، ثم صارت إلى نيسابور، وإلى الري، ثم إلى همذان وحلوان، ثم إلى العراق، فأصاب أهل بغداد وسر من رأى حمى وسعال وزكام، وجاءت كتب من المغرب أن ثلاث عشرة قرية من قرى القيروان خسف بها، فلم ينج من أهلها إلا اثنان وأربعون رجلاً سود الوجوه فأتوا القيروان فأخرجهم أهلها، وقالوا أنتم مسخوط عليكم فبنى لهم العامل حظيرة خارج المدينة فنزلوها.
وفي سنة إحدى وأربعين ماجت النجوم في السماء، وجعلت تتطاير شرقاً وغرباً كالجراد، من قبل غروب الشمس إلى الفجر، ولم يكن مثل هذا إلا عند ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي السنة التي تليها رجمت قرية يقال لها السويدا ناحية مصر بخمسة أحجار، فوقع حجر منها على خيمة أعرابي فاحترقت، ووزن منها حجر فكان فيه عشرة أرطال، وزلزلت الري وجرجان وطبرستان ونيسابور وأصبهان وقم وقاشان كلها في وقت واحد، وزلزلت الدامغان فهلك من أهلها خمسة وعشرون ألفاً، وتقطعت جبال، ودنا بعضها من بعض، وسمع للسماء والأرض أصوات عالية، فهلك من أهلها، وسار جبل باليمن، عليه مزارع، حتى أتى مزارع قوم آخرين، ووقع طائر أبيض دون الرخمة وفوق الغراب على دلبة بحلب، لسبع مضين من رمضان فصاح: يا معشر الناس، اتقوا الله، الله، الله، حتى صاح أربعين صوتاً ثم طار، وجاء من الغد فصاح أربعين صوتاً ثم طار، فكتب صاحب البريد بذلك، وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه، ومات رجل في بعض كور الأهواز فسقط طائر أبيض على جنازته، فصاح بالفارسية والخورية: إن الله قد غفر لهذا الميت ولمن شهده.
وفي سنة خمس وأربعين ومائتين زلزلت أنطاكية، فسقط منها ألف وخمسمائة دار، ووقع من سورها نيف وتسعون برجاً، وسمع أهلها أصواتاً هائلة، من كوى المنازل، وسمع أهل تنيس صيحة هائلة، دامت فمات منها خلق كثير، وذهبت جيلة بأهلها.
وفي سنة خمسين وثلاثين ومائتين مطرت قرية حجارة بيضاء وسوداء.
وفي سنة ثمان وثمانين زلزلت دنبل في الليل، فأصبحوا، ولم يبق من المدينة إلا اليسير، فأخرج من تحت الهدم خمسون ومائة ألف ميت.
وفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة عدل الحاج عن الجادة خوفاً من العرب، فرأوا في البرية، صور الناس من حجارة، ورأوا امرأة قائمة على تنور وهي من حجارة، والخبز الذي في التنور من حجارة.
وفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة هبت ريح بفم الصلح، شبت بالتنين، خرقت دجلة، حتى ذكر أنها باتت أرضها، وهلكت خلقاً كثيراً، واحتملت زورقاً منحدراً، وفيه دواب، فطرحته في أرض جوخى.
وفي سنة عشرين وأربعمائة جاء برد هائل، ووقعت بردة، حزرت بمائة وخمسين رطلاً، فكانت كالثور النائم.
وفي سنة أربع وثلاثين زلزلت تبريز، فهدم سورها وقلعتها، وهلك تحت الهدم خمسون ألفاً.
وفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة كانت بأذربيجان زلازل، انقطعت منها الحيطان، فحكى من يعتمد على قوله، إنه كان قاعداً في إيوان، فانفرج حتى رأى السماء من وسطه ثم عاد.
وفي سنة ستين وأربعمائة كانت زلزلة بفلسطين هلك فيها خمسة عشر ألفاً، وانشقت صخرة بيت المقدس، ثم عادت فالتأمت، وغاب الحر مسيرة يوم، فساخ في الأرض، فدخل الناس يلتقطون، فرجع عليهم فأهلك خلقاً كثيراً منهم.
وفي سنة اثنتين وستين خسف بأيلة.
وفي سنة ست وخمسمائة سمع ببغداد صوت هدة عظيمة في أقطار بغداد في الجانبين، قال شيخنا أبو بكر ابن عبد الباقي أنا سمعتها، فظننت حائطاً قد وقع، ولم يعلم ما ذاك، ولم يكن في السماء غيم فيقال رعد.
وفي سنة سبع وقعت زلزلة بناحية الشام، فوقع من سور الرها ثلاثة عشر برجاً، وخسف بسميساط وقلب بنصف القلعة.
وفي سنة إحدى عشرة زلزلت الأرض ببغداد يوم عرفة، فكانت الحيطان تمر وتجيء.
وفي سنة خمس عشرة وقع الثلج ببغداد، فامتلأت منه الشوارع والدروب، ولم يسمع قبله بمثله.
وفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة كانت زلزلة بجنزة أتت على مائتي ألف وثلاثين ألفاً فأهلكتهم، وكانت في مقدار عشرة فراسخ في مثلها.
وفي السنة التي تليها خسف بجنزة وصار مكان البلد ماء أسود، وقدم التجار من أهلها فلزموا المقابر يبكون على أهليهم، وزلزلت حلوان فتقطع الجبل، وهلك خلق كثير.
وفي سنة اثنين وخمسين وخمسمائة كانت زلازل بالشام في ثلاثة عشر بلداً من بلاد الإسلام، فمنها ما هلك كله، ومنها ما هلك بعضه.
________________________________________________
رد: كتاب - المدهش - لإمام ابن الجوزي - الباب الرابع
السبت 15 أكتوبر 2011, 20:19
ربنا يحفظك يا أستاذ حمدى هذا المنتدى أصبح ثرى بموضوعات فريدة فقط بفضل الله ثم حضرتك
________________________________________________
جاري تحميل مناهج 2025 كل الفرق
- حمدي عبد الجليلالمشرف العام
- عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28462
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
رد: كتاب - المدهش - لإمام ابن الجوزي - الباب الرابع
السبت 15 أكتوبر 2011, 21:34
شكرا أستاذي الفاضل -
الأستاذ - عادل
هذا بفضل الله أولا ثم فضل قيادتك الممتازة
وحبنا الكبير لهذا المنتدى الراقي
الأستاذ - عادل
هذا بفضل الله أولا ثم فضل قيادتك الممتازة
وحبنا الكبير لهذا المنتدى الراقي
________________________________________________
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى