- حمدي عبد الجليلالمشرف العام
- عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28469
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
كتاب - اللآلي - لابن الجوزي
الجمعة 14 أكتوبر 2011, 21:27
الكتاب : اللآلي
المؤلف : جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى : 597هـ)
المؤلف : جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى : 597هـ)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الأمة علم الأئمة، ناصر السنة، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي - رحمة الله عليه - الحمد لله على الإنعام السرمد، والصلاة على نبيه أحمد، وعلى من صحبه وتبعه من أحمر وأسود - هذه خطب أنشأتها منتقاة مما كنت أرتجله وتكتب عني في مجالس وعظي على آيات تقرأ بين يدي في الحال، جمعتها من الملتقطين لها، وألفتها على حروف المعجم والله الموفق.
حرف الألف
الخطبة الأولى الحمد لله الذي بيده الإيجاد والإنشاء، والإنجاد والإعطاء، والأمانة والإحياء، والإعادة والإبداء، والإنعام والآلاء، والحط والعلاء، والرخص والغلاء، والعافية والبلاء، والداء والدواء، خلق الإنسان وخلقت له الأشياء، فمن خلقه كانت الأرض والسماء، وهبت الريح وجرى الماء، وتكون الصباح والمساء، وعلمه الخط فجاء الهجاء، الألف والباء والتاء والثاء، والجيم والحاء والخاء، والدال والذال والراء والزاء، والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء، والعين والغين والفاء والقاف والكاف والميم والنون والواو والهاء، واللام الألف، والياء، ولقنه الإقرار بالقدر فالمنع منه والعطاء (قُل اللّهُمَّ مالِكَ المُلكِ تُؤتي المُلكَ مَن تَشاءُ. وتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ) يا لها من كلمات ما اهتدى إليها الفصحاء، تأثيرها عند الحساد الأسى والبرحاء والصعداء، وأين هم وقع فيهم يا ابن حلا الجلاء.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أنشأ الآدمي من ماء مهين ضعيف وقوى، وغربل اللبن بغربال اللطف وروى، وفتق معاه للقوت فتقوى، بصنعته استدار المصير وتحوى، وبشكر نعمته سجد المصلي وخوى، يصوركم في الأرحام ولا يدرى آدم ولا حواء، وينزل القطر إذا شاء فيبهت السماك والعوى، واها لفصاحتي شوت أكباد حسدتي فلا بطل الشوى، لا ينسى رزق الحمل ولا يهمل قوت النمل ولا الحيات في الرمل تطوى، أجل فكرك في أركانك وتدبر بناء بنانك ويكفي في العبر نطق لسانك كلما تلوى، فإذا عرفت ما أنعم به وأبلى، وتيقنت ما أسدى وأولى، (سَبِّح اِسمَ رَبِّكَ الأعلى، الّذِي خَلَقَ فَسَوّى).
الخطبة الثالثة
الحمد لله الذي جل وجلى، ودفع عمن لطف به كلا، وتقدس عن مثل وشبه كلا، يراه المؤمنون في الجنة إذا تجلى، ويضرب الكافر بصوت القلى فيتقلى، فيقال: ألا كان هذا قبل هذا ألا، (قد أفلَحَ مَن تَزَكَّى، وَذَكرَ اِسمَ رَبِّه فَصَلّى)،أحمده حمد عنا تبلا ولا تبلى، وعلى جميع أصحابه وأبو بكر قبلاً، وعلى عمر الذي لم تدع هيبته لكسرى عقلاً، وعلى عثمان الذي فضله من الشمس أحلى، وعلى علي الذي ما أقدم قط فتولى، أفيدعي أنه يحبه ونبغضه نحن ألا، على عمه العباس الذي أصبح السحاب ببركته مستهلاً، جد سيدنا ومولانا الإمام المستضيء بأمر الله أمير المؤمنين - رحمة الله عليه - الذي أمطر جود جوده وبلا لا طلا، لا ينتفع من خرج عن طاعته وإن صام وصلى، صلى من حيث سبق المتقدمين وكلهم لسبق سيرته صلى، يا لها من كلمات ملأت شرق الفصاحة وغربها وخصت نهر معلى.
الخطبة الرابعة
الحمد لله سامع السر والنجوى، وكاشف الضر والبلوى، ومغيث المتلهف قبل الشكوى، ومبلغ المؤمل غاية أمله القصوى، يسوق الرزق في البر إلى الذر والأروى، كم أعطش عدله وكم أغبق فضله وأروى، من تفكر في ذاته وقع بعيد المهوى، ومن خالفه باتباع هواه ضره ما يهوى، لا ينظر إلى صور الأعمال وإنما يناله التقوى، مد أمد الحلم عن فرعون وقد أضل وأغوى، إلى أن غرق يوم اليم أين المنقلب والمثوى، كم آية صرحت وكم زاجرة لوحت فلم ينتفع بالصريح ولا الفحوى، بليت جوارحه وبقيت مقابحه تروى، ويبس زرعه فخلا ربعه وأقوى، وكم أهلكت الذنوب من كان أكثر منه وأقوى، (وقَومَ نُوحٍ مِن قَبلِ إنَّهُم كانُوا هُم أظلَمَ وَأَطغَى، والمُؤتِفكَة أهوى).
حرف الباء
الخطبة الأولى
قال شيخ الأمة علم الأئمة، ناصر السنة، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي - رحمة الله عليه - الحمد لله على الإنعام السرمد، والصلاة على نبيه أحمد، وعلى من صحبه وتبعه من أحمر وأسود - هذه خطب أنشأتها منتقاة مما كنت أرتجله وتكتب عني في مجالس وعظي على آيات تقرأ بين يدي في الحال، جمعتها من الملتقطين لها، وألفتها على حروف المعجم والله الموفق.
حرف الألف
الخطبة الأولى الحمد لله الذي بيده الإيجاد والإنشاء، والإنجاد والإعطاء، والأمانة والإحياء، والإعادة والإبداء، والإنعام والآلاء، والحط والعلاء، والرخص والغلاء، والعافية والبلاء، والداء والدواء، خلق الإنسان وخلقت له الأشياء، فمن خلقه كانت الأرض والسماء، وهبت الريح وجرى الماء، وتكون الصباح والمساء، وعلمه الخط فجاء الهجاء، الألف والباء والتاء والثاء، والجيم والحاء والخاء، والدال والذال والراء والزاء، والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء، والعين والغين والفاء والقاف والكاف والميم والنون والواو والهاء، واللام الألف، والياء، ولقنه الإقرار بالقدر فالمنع منه والعطاء (قُل اللّهُمَّ مالِكَ المُلكِ تُؤتي المُلكَ مَن تَشاءُ. وتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ) يا لها من كلمات ما اهتدى إليها الفصحاء، تأثيرها عند الحساد الأسى والبرحاء والصعداء، وأين هم وقع فيهم يا ابن حلا الجلاء.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أنشأ الآدمي من ماء مهين ضعيف وقوى، وغربل اللبن بغربال اللطف وروى، وفتق معاه للقوت فتقوى، بصنعته استدار المصير وتحوى، وبشكر نعمته سجد المصلي وخوى، يصوركم في الأرحام ولا يدرى آدم ولا حواء، وينزل القطر إذا شاء فيبهت السماك والعوى، واها لفصاحتي شوت أكباد حسدتي فلا بطل الشوى، لا ينسى رزق الحمل ولا يهمل قوت النمل ولا الحيات في الرمل تطوى، أجل فكرك في أركانك وتدبر بناء بنانك ويكفي في العبر نطق لسانك كلما تلوى، فإذا عرفت ما أنعم به وأبلى، وتيقنت ما أسدى وأولى، (سَبِّح اِسمَ رَبِّكَ الأعلى، الّذِي خَلَقَ فَسَوّى).
الخطبة الثالثة
الحمد لله الذي جل وجلى، ودفع عمن لطف به كلا، وتقدس عن مثل وشبه كلا، يراه المؤمنون في الجنة إذا تجلى، ويضرب الكافر بصوت القلى فيتقلى، فيقال: ألا كان هذا قبل هذا ألا، (قد أفلَحَ مَن تَزَكَّى، وَذَكرَ اِسمَ رَبِّه فَصَلّى)،أحمده حمد عنا تبلا ولا تبلى، وعلى جميع أصحابه وأبو بكر قبلاً، وعلى عمر الذي لم تدع هيبته لكسرى عقلاً، وعلى عثمان الذي فضله من الشمس أحلى، وعلى علي الذي ما أقدم قط فتولى، أفيدعي أنه يحبه ونبغضه نحن ألا، على عمه العباس الذي أصبح السحاب ببركته مستهلاً، جد سيدنا ومولانا الإمام المستضيء بأمر الله أمير المؤمنين - رحمة الله عليه - الذي أمطر جود جوده وبلا لا طلا، لا ينتفع من خرج عن طاعته وإن صام وصلى، صلى من حيث سبق المتقدمين وكلهم لسبق سيرته صلى، يا لها من كلمات ملأت شرق الفصاحة وغربها وخصت نهر معلى.
الخطبة الرابعة
الحمد لله سامع السر والنجوى، وكاشف الضر والبلوى، ومغيث المتلهف قبل الشكوى، ومبلغ المؤمل غاية أمله القصوى، يسوق الرزق في البر إلى الذر والأروى، كم أعطش عدله وكم أغبق فضله وأروى، من تفكر في ذاته وقع بعيد المهوى، ومن خالفه باتباع هواه ضره ما يهوى، لا ينظر إلى صور الأعمال وإنما يناله التقوى، مد أمد الحلم عن فرعون وقد أضل وأغوى، إلى أن غرق يوم اليم أين المنقلب والمثوى، كم آية صرحت وكم زاجرة لوحت فلم ينتفع بالصريح ولا الفحوى، بليت جوارحه وبقيت مقابحه تروى، ويبس زرعه فخلا ربعه وأقوى، وكم أهلكت الذنوب من كان أكثر منه وأقوى، (وقَومَ نُوحٍ مِن قَبلِ إنَّهُم كانُوا هُم أظلَمَ وَأَطغَى، والمُؤتِفكَة أهوى).
حرف الباء
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي خلق النوى والحب، وخلق الفاكهة والأب، وأبغض وكره وأحب، وأمرض وداوى وطب، أنشأ الحيوان بقدرته فدب، ثم حامى عنه بلطفه وذب، ورباه فأحسن تدبيره حين رب، فالعجب لمربوب ينكر الرب، عم أنعامه في البحر الحوت وفي البر الضب، اختار محمداً فشرح صدره فلب، وصبت المحبة في قلبه فانصب الصب، وكان يسمى بالأمين صغيراً وبعدما شب، ثم اجتمع له المراد بالنصر واستتب، وقهر الأعداء حتى ألبسهم الزناد والقب، وقمع كل من يتجرع الخنق فاختنق حين عب، فقيل لنبينا يا حليم نحن نجيب عنك الخب (تَبَّت يَدا أبِي لَهبٍ وَتَبّ).
الخطبة الثانية
الحمد لله ربي عقائد الموحدين فعرفوه ربا، وصفى قلوب المحبين فصب معرفته في قلب الصب به صبا، وابتعث محمداً فجعله خير من أقلته الغبراء وأظلته الجربا، وحفظ دينه بخلافه الأربعة فكم ردوا إليه من تأبى، ثم شرحه بأربعة أئمة بثوه شرقاً غرباً، أبو حنيفة ومالك والشافعي وقد أربى، وأحمد الذي عز ضريبه لما حمل لنصر القرآن ضربا، ورفعوا الظلمة ونفعوا الأمة ودفعوا الغمة وكفوا حربا (وكانَ وراءَهم مَلِكُ يأخُذُ كُلَّ سَفينةٍ غَصبا).
الخطبة الثالثة
الحمد لله الذي يختار من يشاء ويجتبي، فمن المختارين يوسف النبي صاح الهوى يا زليخا راودي والعبي، فقاوم الشهوة مقاومة الفطن لا الغبي، فصوتت ميزان شهوات زليخا بذلك الصبي، جز فقد أطفأ نورك لهبي، وكان القميص أصدق شاهد أعلى الأمر المختبي (اَذهَبُوا بِقَميصِي هَذا فألقُوهُ عَلى وَجهِ أبِي) أحمد إذا ظفرني بالمعاني قبل طلبي وأصلي على رسوله الأمي العربي، وعلى صاحبه أبي بكر أبي، وعلى عمر مخرج الرسول من دار الخيزران وقد طال ما خبي، وعلى عثمان الذي بابنتي رسول الله حبي، وعلى علي الذي من زمن الطفولية في الإسلام ربي، وعلى عمه الذي قال فيه الرسول عمي وصنو أبي، جد سيدنا ومولانا الإمام الواجبة ومخالفه جاهلي في مذهبي، هل أخبرتم بمثل سيرته أو خبرتم كسريرته فيا أكف المؤرخين اكتبي، فموالات أيامه حسبي وخدمتي عزي وحسبي، ثم الشكر لمن غرس الفصاحة في أرض قلبي وقال اخصبي، وكل ألفاظي ممرع ليس فيها وبي، وذلك بفضل ربي لا بأمي وأبي، يا أعين الناس انظري واعجبي، ويا قلوب الحاضرين افهمي واضربي، لو قاومني كل الفصحاء غلبتهم أي والنبي.
حرف التاء
الخطبة الأولى سبحانك نوعت المخلوقات وجنست، وتعاليت عن نظير ووزير وتقدست، احرس عقائدنا عن الزيغ كمن قد حرست، ثم تمارا إيماننا فأنت الذي غرست، آنس قلوبنا بالإيمان ولا توحش من آنست، ورفعتنا بالإقرار وبالقرآن وكم قد وكست، أتقول ألسنة الجاهلية إنه شعر لو شئت لأخرست، أتدعي يا مسيلمة قول مثله أفلست، أتعارض (والنازِعاتِ غَرقا)، بالأكلات أكلاً أنحست، أتدعي يا بدعي إنه مخلوق مرك جست، ما لنبينا معجز كالقرآن ثم تمحوه نيكست، ما يسلم من بدي قدح البدعي في ني بشكست، يا لها من كلمات كالنبال الصائبات (وَكذَلِك نُصَرِّفُ الآياتِ وَليقُولُوا دَرَست) .
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي بت الفكر عن عرفان جلال ذاته بتا، وبث القدر في الأحوال فكم مصيف ما شتا، بطش ففت الجبال الشم الصم بقهره فتا، وأنعش فلم ينته عفوه حتى الخطايا حتا، أخرج يوسف من السجن بفضله وحبس بفضله يونس بن متى، منع الألكن الفصاحة فهو يروم ما لا يتأتى (وَالليلُ إذا يَغشَى، والنَهارُ إذا تَجَلَّى، وما خَلقَ الذَكَرَ والأُنثَى، إن سَعيَكُم لشَتَّى).
الخطبة الثالثة
الحمد لله الذي يمهل ولا يخاف فواتا، الذي قال للكون كن فواتى، جمع بقدرته من المختلفات أشتاتاً، وفرق بين الإلفين وكم باتا، وقسر بقهره من تكبر وتعاتى، كم مطمئن في عزته أخذه بعزته بياتا، وكم هدم قصراً مشيداً وكم زلزل أبياتا، يعلم ضمائر القلوب ويسمع أصواتا، لا ينقصه من ملكه ما وهب وآتى، جعل مهر الأخرى طلاق الدنيا بتاتا، وأعلم الزاهدين أنها لا تستطيع ثباتا، مد الأرض وأثبتها بالجبال إثباتا، وأخرج منهاجاً وأباً جعله أقواتا، وصيرها مساكن الخلق تربيهم صغاراً وتضمهم رفاتا، وكتب لفناء ساكنيها عمراً مقدراً وميقاتا، فقضى لهم حياة وقضى عليهم مماتا، ما تأتي عبرة مثل أن أباك وأمك ماتا، (ألم نَجعَلُ الأرضَ كِفاتا، أحياءً وأمواتا).
الخطبة الرابعة
الخطبة الثانية
الحمد لله ربي عقائد الموحدين فعرفوه ربا، وصفى قلوب المحبين فصب معرفته في قلب الصب به صبا، وابتعث محمداً فجعله خير من أقلته الغبراء وأظلته الجربا، وحفظ دينه بخلافه الأربعة فكم ردوا إليه من تأبى، ثم شرحه بأربعة أئمة بثوه شرقاً غرباً، أبو حنيفة ومالك والشافعي وقد أربى، وأحمد الذي عز ضريبه لما حمل لنصر القرآن ضربا، ورفعوا الظلمة ونفعوا الأمة ودفعوا الغمة وكفوا حربا (وكانَ وراءَهم مَلِكُ يأخُذُ كُلَّ سَفينةٍ غَصبا).
الخطبة الثالثة
الحمد لله الذي يختار من يشاء ويجتبي، فمن المختارين يوسف النبي صاح الهوى يا زليخا راودي والعبي، فقاوم الشهوة مقاومة الفطن لا الغبي، فصوتت ميزان شهوات زليخا بذلك الصبي، جز فقد أطفأ نورك لهبي، وكان القميص أصدق شاهد أعلى الأمر المختبي (اَذهَبُوا بِقَميصِي هَذا فألقُوهُ عَلى وَجهِ أبِي) أحمد إذا ظفرني بالمعاني قبل طلبي وأصلي على رسوله الأمي العربي، وعلى صاحبه أبي بكر أبي، وعلى عمر مخرج الرسول من دار الخيزران وقد طال ما خبي، وعلى عثمان الذي بابنتي رسول الله حبي، وعلى علي الذي من زمن الطفولية في الإسلام ربي، وعلى عمه الذي قال فيه الرسول عمي وصنو أبي، جد سيدنا ومولانا الإمام الواجبة ومخالفه جاهلي في مذهبي، هل أخبرتم بمثل سيرته أو خبرتم كسريرته فيا أكف المؤرخين اكتبي، فموالات أيامه حسبي وخدمتي عزي وحسبي، ثم الشكر لمن غرس الفصاحة في أرض قلبي وقال اخصبي، وكل ألفاظي ممرع ليس فيها وبي، وذلك بفضل ربي لا بأمي وأبي، يا أعين الناس انظري واعجبي، ويا قلوب الحاضرين افهمي واضربي، لو قاومني كل الفصحاء غلبتهم أي والنبي.
حرف التاء
الخطبة الأولى سبحانك نوعت المخلوقات وجنست، وتعاليت عن نظير ووزير وتقدست، احرس عقائدنا عن الزيغ كمن قد حرست، ثم تمارا إيماننا فأنت الذي غرست، آنس قلوبنا بالإيمان ولا توحش من آنست، ورفعتنا بالإقرار وبالقرآن وكم قد وكست، أتقول ألسنة الجاهلية إنه شعر لو شئت لأخرست، أتدعي يا مسيلمة قول مثله أفلست، أتعارض (والنازِعاتِ غَرقا)، بالأكلات أكلاً أنحست، أتدعي يا بدعي إنه مخلوق مرك جست، ما لنبينا معجز كالقرآن ثم تمحوه نيكست، ما يسلم من بدي قدح البدعي في ني بشكست، يا لها من كلمات كالنبال الصائبات (وَكذَلِك نُصَرِّفُ الآياتِ وَليقُولُوا دَرَست) .
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي بت الفكر عن عرفان جلال ذاته بتا، وبث القدر في الأحوال فكم مصيف ما شتا، بطش ففت الجبال الشم الصم بقهره فتا، وأنعش فلم ينته عفوه حتى الخطايا حتا، أخرج يوسف من السجن بفضله وحبس بفضله يونس بن متى، منع الألكن الفصاحة فهو يروم ما لا يتأتى (وَالليلُ إذا يَغشَى، والنَهارُ إذا تَجَلَّى، وما خَلقَ الذَكَرَ والأُنثَى، إن سَعيَكُم لشَتَّى).
الخطبة الثالثة
الحمد لله الذي يمهل ولا يخاف فواتا، الذي قال للكون كن فواتى، جمع بقدرته من المختلفات أشتاتاً، وفرق بين الإلفين وكم باتا، وقسر بقهره من تكبر وتعاتى، كم مطمئن في عزته أخذه بعزته بياتا، وكم هدم قصراً مشيداً وكم زلزل أبياتا، يعلم ضمائر القلوب ويسمع أصواتا، لا ينقصه من ملكه ما وهب وآتى، جعل مهر الأخرى طلاق الدنيا بتاتا، وأعلم الزاهدين أنها لا تستطيع ثباتا، مد الأرض وأثبتها بالجبال إثباتا، وأخرج منهاجاً وأباً جعله أقواتا، وصيرها مساكن الخلق تربيهم صغاراً وتضمهم رفاتا، وكتب لفناء ساكنيها عمراً مقدراً وميقاتا، فقضى لهم حياة وقضى عليهم مماتا، ما تأتي عبرة مثل أن أباك وأمك ماتا، (ألم نَجعَلُ الأرضَ كِفاتا، أحياءً وأمواتا).
الخطبة الرابعة
الحمد لله القاسم المرزق والجالب للقوت، القادر فلا يعجزه شيء ولا يفوت، الموصوف بالقدم وبالكرم منعوت، العالم بما فوق الفوق وتحت التحوت، له العز والكبرياء والملكوت، وإليه المرجع والرغبوت، ومنه الخوف والحذر والرهبوت، إذا حدق الفكر نحو عظمته رجع وهو مبهوت، صرعت أقداره العتاة فهلك إبليس وماروت، ورفع إنعامه المحتقرين فملك على ضعفه طالوت، وقوت إعانته المنكسرين فقتل داود جالوت، ينفخ في الصور فيقوم من القبور الأموات الخفوت، ويناقش في السؤال فإذا الفصيح صموت، واعجباً لهذا العظيم يعبد معه صنم منحوت، موصوف بالكلام وقد جل عن وصف السكوت، ولقد قالوا في كلامه ما لا يقال في االموت، جاء جهم ذو النظام والمريس فخربوا البيوت، كل منهم كان محنة وكل طاغوت، أيقال إن القرآن ليس بمسموع ما قال راس المشبه ولا راس الجالوت، كلا بل هو المسموع المتلو في بيوت، يا أئمة السلف جحدت السكينة وسرق التابوت، أتراهم ابتدعوا النبل الحطام سم وخشوت، احذرهم ودع انسهم ثم لا تنسهم في دعاء القنوت، وجاهد أعداء السنة أهل الغي (وَتَوَكَّل عَلى الحيَّ الّذي لا يَمُوتُ) نسجت ثوب السنة فدار المنوال وتم المشتوت، يا لكلامي أحسن من در ماروت، مليح ولا غمرة بدين ولا قنوت، ظرف مملوء ظرفاً لا كقول مكبوت، أيماثل نسج دود القز ونسج بيت العنكبوت، أيشبه الدر بالبعر من مثل هذا أموت، بينه وبين غيره كما بين العرش والبهموت، لا يقدر على مثل قولي ولكن سل عن البخوت.
الخطبة الخامسة
الحمد لله القديم فلا يقال متى، القاهر بعز سلطانه كل جبار عتا، المحمود على أي قضاء منه أتى، قرب موسى نجيا فقرت عين الفتى، وأرسله بمعجز العصا إلى من عصى فنسخ بحقه باطلهم نسخ الصيف الشتاء، فلو رأيت أعداءه قد جمعوا واجتمعوا، فنادى لسان النصر ولكن ما سمعوا، (وَألق ما فِي يَمِينِك تَلقَف ما صَنَعوا كَيدُ ساحرٍ ولا يفُلِحُ الساحِرُ حَيثُ أتى).
حرف الثاء
الخطبة الأولى الحمد لله الذي يكشف الكرب يغيث، ويروح بالفرج قلب اللهيث، يحلم عمن يعصي ويفسد، وعيده بطيء ووعده حثيث،أنزل القرآن فجحده الوليد وكم تبع الخبيث، وادعى مسيلمة معارضته فإذا في الرجل تخنيث، وافتضح ذو الخمار فسقطت النقطة من اسمه وميث، هؤلاء لما هلكوا وأخذ المبتدعة المواريث، ما يرضى لهم طوفان نوح وريح عادٍ فاصبر يا مستريث، انتدب الحق بنفسه لجاحد كلامه بمن يستغيث، (فَذَرنِي ومَن يُكَذِّبُ بِهَذا الحَدِيثِ).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أجزل النعم وبثها بثا، فكم كشف كرباً وكم رفع بثا، وكم قوى أملاً كان قد رثا، أنزل من السماء ماء فسقى حرثا، وأخرج لبناً قد جاور دماً وفرثا، فردى به نفوساً كانت عطشى غرثى، أنشأ الجبال صماً ثم يعيدها هباء منبثا، كمثل الرجل ونقص وحير الخنثى، وكم سلب طفلاً وما بلغ بعد حنثا، وجازى بالأعمال فيها يثنى ويثنى، أقام العابدين يبعثون نوق الجد يحذرون بعثا، فكلما حركهم الخوف زادوا المطي حثا، (فاستَجابَ لَهُم رَبُّهُم أنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عاملٍ مِنكُم مِن ذَكرٍ أو أُنثى) .
الخطبة الثالثة
الحمد لله مخرج المزارع برفقة والحروث، ومشبع الجائع برزقه والفروث، من أصل كالبذر وغير أصل كالكشوث، يحب الوافي بالعهود ويقلي النكوث، ويبغض النفاق وتكفي سورة البحوث، يخلط الأمشاج في مستقرها ويموث، فترتب القدرة المعا ثم الفروث، والكبد تطبخ الطعام وهو بالهضم محثوث، والقلب تارة يفرح وتارة مخروث، والروح مدبر البدن والقلب سلطان البعوث، والآدمي قليل الشكر للنعم وللبلاء نفوث، متكبر وتؤذيه بقة ويزعجه برغوث، سبحان من صنعه جميع الموجودات من يعوق ومن نسر ومن يغوث ويا قلة بقائه ثم إنه بعد الموت مبعوث، يوم تظهر الأموال الرائعة إذا وقعت الواقعة (القارِعَةُ، وما القارِعَة. وَما أدراكَ ما القارِعَة، يَومَ يَكُونُ الناسُ كالفَراشِ المَبثُوث).
حرف الجيم
الخطبة الأولى
الخطبة الخامسة
الحمد لله القديم فلا يقال متى، القاهر بعز سلطانه كل جبار عتا، المحمود على أي قضاء منه أتى، قرب موسى نجيا فقرت عين الفتى، وأرسله بمعجز العصا إلى من عصى فنسخ بحقه باطلهم نسخ الصيف الشتاء، فلو رأيت أعداءه قد جمعوا واجتمعوا، فنادى لسان النصر ولكن ما سمعوا، (وَألق ما فِي يَمِينِك تَلقَف ما صَنَعوا كَيدُ ساحرٍ ولا يفُلِحُ الساحِرُ حَيثُ أتى).
حرف الثاء
الخطبة الأولى الحمد لله الذي يكشف الكرب يغيث، ويروح بالفرج قلب اللهيث، يحلم عمن يعصي ويفسد، وعيده بطيء ووعده حثيث،أنزل القرآن فجحده الوليد وكم تبع الخبيث، وادعى مسيلمة معارضته فإذا في الرجل تخنيث، وافتضح ذو الخمار فسقطت النقطة من اسمه وميث، هؤلاء لما هلكوا وأخذ المبتدعة المواريث، ما يرضى لهم طوفان نوح وريح عادٍ فاصبر يا مستريث، انتدب الحق بنفسه لجاحد كلامه بمن يستغيث، (فَذَرنِي ومَن يُكَذِّبُ بِهَذا الحَدِيثِ).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أجزل النعم وبثها بثا، فكم كشف كرباً وكم رفع بثا، وكم قوى أملاً كان قد رثا، أنزل من السماء ماء فسقى حرثا، وأخرج لبناً قد جاور دماً وفرثا، فردى به نفوساً كانت عطشى غرثى، أنشأ الجبال صماً ثم يعيدها هباء منبثا، كمثل الرجل ونقص وحير الخنثى، وكم سلب طفلاً وما بلغ بعد حنثا، وجازى بالأعمال فيها يثنى ويثنى، أقام العابدين يبعثون نوق الجد يحذرون بعثا، فكلما حركهم الخوف زادوا المطي حثا، (فاستَجابَ لَهُم رَبُّهُم أنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عاملٍ مِنكُم مِن ذَكرٍ أو أُنثى) .
الخطبة الثالثة
الحمد لله مخرج المزارع برفقة والحروث، ومشبع الجائع برزقه والفروث، من أصل كالبذر وغير أصل كالكشوث، يحب الوافي بالعهود ويقلي النكوث، ويبغض النفاق وتكفي سورة البحوث، يخلط الأمشاج في مستقرها ويموث، فترتب القدرة المعا ثم الفروث، والكبد تطبخ الطعام وهو بالهضم محثوث، والقلب تارة يفرح وتارة مخروث، والروح مدبر البدن والقلب سلطان البعوث، والآدمي قليل الشكر للنعم وللبلاء نفوث، متكبر وتؤذيه بقة ويزعجه برغوث، سبحان من صنعه جميع الموجودات من يعوق ومن نسر ومن يغوث ويا قلة بقائه ثم إنه بعد الموت مبعوث، يوم تظهر الأموال الرائعة إذا وقعت الواقعة (القارِعَةُ، وما القارِعَة. وَما أدراكَ ما القارِعَة، يَومَ يَكُونُ الناسُ كالفَراشِ المَبثُوث).
حرف الجيم
الخطبة الأولى
الحمد لله الغني فليس له حاجة، المريد ولا باعث أهاجه، بنى بقدرته السحب الرجراجة، وأوقد بصنعته الوهاجه، وعلم عد قطرات البحر وأمواجه، نفذ قضاؤه فرمى كسرى وكسر تاجه، وحط قيصر ونقض ابراجه، كلامه مكتوب ودع العفص وزاجه، فمرض البدعي لا يقبل علاجه، اعتقاد المبتدع وتد في رمله وعقد السني مسمار في ساجه، ليل المبتدع بلا صباح ووجوه أهل السنة صباح (كَمِشكاةٍ فِيها مِصباحُ المِصباحُ فِي زُجاجَة).
الخطبة الثانية
الحمد لله سامع الهمس والضجيج، ومدرك الركز والعجيج، له ذل المصلون وقصد الحجيج، الأمور تجري بقضائه لا بمقتضى التقويم والزيج، على قانون حكمه لا زيغ فيه ولا تعويج، لألطافه إلى من عصاه تطلع وتعريج، يعلم قطرات البحر وما يجري منه في خليج، ويبغض المزمار ويحب البكاء على الأوزار والنشيج، أقرت العقول بوجوده فأما الإحساس ففي أمر مريج، خرج النور بقدرته ونبت، فنبت عنه الأرض (وَرَبَت وأنبَتت مِن كُلِّ زَوجٍ بهِيج).
الخطبة الثالثة
الحمد لله الخالق ولم يمس ولم يعالج، العالم بعدد الأشياء فسواء الجبال ورمل عالج، أنشأ الآدمي من طين والجان من مارج، وعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الخادم، ومنسج اللحم على العظم فانظروا قدرة الناسج، وأضحك الباكي من خوفه وأفرح الناشج، يبصر دبيب النمل في ظلمات الداجي في أظلم المناهج، ويسمع وطأ الإبل على الرمل عليها الهوادج،رازق الذر في البر كما يرزق الطير في المبارج، كاشف الغم إذا عم ونعم الفارج، من غيره لكربات الحوائج، باين عن خلقه لا يختلط بهم ولا يمازج، خارج عن الند والضد والمشبه خارج، إذا نزل عذابه سبق الكرة تضربها الصوالج (ليسَ لَهُ دافِعُ، مِن اللهِ ذِي الَمعارِج).
الخطبة الرابعة
الحمد لله الذي مد سقف السماء وأحكم برجه، وزينه بمصابيح ونور سرجه، وبسط مهاد الأرض وهيأ المحجه، وأمسكها بالجبال وزلزلها برجه، وأنشأ الآدمي من أمشاج وأحسن نسجه، ونور العين وحسن فيها الدعجه، وصان البصر فقعر أزجه وقوس أزجه، وأنطق الألسن فإذا للمختصين ضجه، وأدار حوايا البطن ثم أحكم شرجه، وقوم القدمين ليقصد الإنسان غرضه ويتوجه، وملأ فم السحاب ماءً فإذا أذن له مجه، وأجرى الأنهار وأخرج الثمار نضيجة وفجه، فأنبتنا حدائق ذات بهجه، وبعث إلى كل مرزوق رزقاً كافياً ودجه، ودل على وجوده لئلا يكون للناس على الله حجة، وبنى البيت لا للسكنى وفرض في العمر حجه، وركز في الطباع الشره (إنَّ هَذا أخِي لَهُ تِسعُ َوتِسعُونَ نَعجَه) يا لها من كلمات تعجبت عند ظهورها عنها اللهجة، وصاحت ألسنة الفصاحة فدينا هذه المهجة، لو عارضها سحبان صار بين الناس فرجه.
الخطبة الخامسة
الحمد لله الذي أنشأ بقدرته الأبدان والمهج، على غير مثال يكفي في الدليل والحجيج، جمع في الأجساد الضد والضد فازدوج، وبث العظام الصغار والعظام ونسج، وخلق العيون وأحسن في تركيبها الدعج، وصانها في مستقر يشبه الأزج، وحجز بين ماء العين وماء الأذن وماء الفم فما امتزج، وأقام الهدب تذب عنها ما دب ودرج، وجعل للقدم أخمصاً عليه أنين مكروب يرجو الفرج، ويبصر في سواد الليل سواد السبج، وسواء عند علمه ما على وجه الأرض وما في اللجج، لطف بعباده (وَما جَعَلَ عَليكُم فِي الدِّينِ مِن حَرَجِ)، ويقول في الدجى هل من سائل فيقضي الحوج، أوقد نيران محبته فلها في قلوب أحبته وهج، فالقلب بالحب محترق والصدر بالرضا قد ثلج، فهم يترنمون بكلامه حتى يرون الفجر قد انبلج، كلامه قديم فمن خرج إلى دعوى حدثه خرج، به نزل جبريل ولأجله عرج، (قُرآناً عَرَبيّاً غَيرَ ذِي عِوجٍ)، أقدم إيماننا سليمة وفي أرجل المبتدعين عرج، ويكفي في قلع أصولهم أبو الفرج.
حرف الحاء
الخطبة الأولى
الخطبة الثانية
الحمد لله سامع الهمس والضجيج، ومدرك الركز والعجيج، له ذل المصلون وقصد الحجيج، الأمور تجري بقضائه لا بمقتضى التقويم والزيج، على قانون حكمه لا زيغ فيه ولا تعويج، لألطافه إلى من عصاه تطلع وتعريج، يعلم قطرات البحر وما يجري منه في خليج، ويبغض المزمار ويحب البكاء على الأوزار والنشيج، أقرت العقول بوجوده فأما الإحساس ففي أمر مريج، خرج النور بقدرته ونبت، فنبت عنه الأرض (وَرَبَت وأنبَتت مِن كُلِّ زَوجٍ بهِيج).
الخطبة الثالثة
الحمد لله الخالق ولم يمس ولم يعالج، العالم بعدد الأشياء فسواء الجبال ورمل عالج، أنشأ الآدمي من طين والجان من مارج، وعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الخادم، ومنسج اللحم على العظم فانظروا قدرة الناسج، وأضحك الباكي من خوفه وأفرح الناشج، يبصر دبيب النمل في ظلمات الداجي في أظلم المناهج، ويسمع وطأ الإبل على الرمل عليها الهوادج،رازق الذر في البر كما يرزق الطير في المبارج، كاشف الغم إذا عم ونعم الفارج، من غيره لكربات الحوائج، باين عن خلقه لا يختلط بهم ولا يمازج، خارج عن الند والضد والمشبه خارج، إذا نزل عذابه سبق الكرة تضربها الصوالج (ليسَ لَهُ دافِعُ، مِن اللهِ ذِي الَمعارِج).
الخطبة الرابعة
الحمد لله الذي مد سقف السماء وأحكم برجه، وزينه بمصابيح ونور سرجه، وبسط مهاد الأرض وهيأ المحجه، وأمسكها بالجبال وزلزلها برجه، وأنشأ الآدمي من أمشاج وأحسن نسجه، ونور العين وحسن فيها الدعجه، وصان البصر فقعر أزجه وقوس أزجه، وأنطق الألسن فإذا للمختصين ضجه، وأدار حوايا البطن ثم أحكم شرجه، وقوم القدمين ليقصد الإنسان غرضه ويتوجه، وملأ فم السحاب ماءً فإذا أذن له مجه، وأجرى الأنهار وأخرج الثمار نضيجة وفجه، فأنبتنا حدائق ذات بهجه، وبعث إلى كل مرزوق رزقاً كافياً ودجه، ودل على وجوده لئلا يكون للناس على الله حجة، وبنى البيت لا للسكنى وفرض في العمر حجه، وركز في الطباع الشره (إنَّ هَذا أخِي لَهُ تِسعُ َوتِسعُونَ نَعجَه) يا لها من كلمات تعجبت عند ظهورها عنها اللهجة، وصاحت ألسنة الفصاحة فدينا هذه المهجة، لو عارضها سحبان صار بين الناس فرجه.
الخطبة الخامسة
الحمد لله الذي أنشأ بقدرته الأبدان والمهج، على غير مثال يكفي في الدليل والحجيج، جمع في الأجساد الضد والضد فازدوج، وبث العظام الصغار والعظام ونسج، وخلق العيون وأحسن في تركيبها الدعج، وصانها في مستقر يشبه الأزج، وحجز بين ماء العين وماء الأذن وماء الفم فما امتزج، وأقام الهدب تذب عنها ما دب ودرج، وجعل للقدم أخمصاً عليه أنين مكروب يرجو الفرج، ويبصر في سواد الليل سواد السبج، وسواء عند علمه ما على وجه الأرض وما في اللجج، لطف بعباده (وَما جَعَلَ عَليكُم فِي الدِّينِ مِن حَرَجِ)، ويقول في الدجى هل من سائل فيقضي الحوج، أوقد نيران محبته فلها في قلوب أحبته وهج، فالقلب بالحب محترق والصدر بالرضا قد ثلج، فهم يترنمون بكلامه حتى يرون الفجر قد انبلج، كلامه قديم فمن خرج إلى دعوى حدثه خرج، به نزل جبريل ولأجله عرج، (قُرآناً عَرَبيّاً غَيرَ ذِي عِوجٍ)، أقدم إيماننا سليمة وفي أرجل المبتدعين عرج، ويكفي في قلع أصولهم أبو الفرج.
حرف الحاء
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي بيده الخسر والربح ، والصبر والنجح، والغضب والصلح، والدجى والصبح، يبصر الذر ولا يمنعه الجنح، ويكون الشيء ولا يسبقه اللمح، له الحمد والثناء والمدح، ومنه يرجى العفو ويطلب الصفح، قضاءه ينيل الأغراض لا الكدح، فهم سليمان الحكم إذ نفش السرح، فغلب الخلق ومن قهره الصرح، أسعد وأشقى وأفقر وأغنى ويطول الشرح، والناس كالأرض فمنها الحزن والسهل العذب والملح، والطباع مختلفة ففيها الكرم والشح، والأيدي متفاوتة فمنها الشح والسمح، علق القصاص بالحد فسهل القتل والجرح، وأثاب الخليل بالتسليم وما جرى الذبح، فمن أراج لحاق الفاضلين صبر وآيس ذا بالإلزام والطرح، (الَّذِينَ اِستَجابوا للهِ والرَسُول مِن بَعدِ ما أصابَهُم القَرحُ).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي بسط الأرض الأريضة الفسيحة، وقدر الأعمال والأقوال الفصيحة، الحسنة والقبيحة، وخاطب فتكاليفه خاطره ومبيحة، وحمل عبء التعب فما نفس عاقل مستريحة، حرم الميتة والمخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة، وتدارك جسد الآدمي لئلا ينحل وينحل فأحل له الذبيحة، أنعم فكم أسدى نعمة وكم أعطى منيحة، وزجر فرد بمواعظه إلى الصواب القلوب المشيحه، وعرض العباد لمعاملته فمتاجرته بيحه، جزيل العطا فربما وهب الجنة بتسبيحه، قضى الديون وفك الرهون فأقر العيون القريحة، وفارق بين الخلائق في الأحداق فأبلد وذو قريحه، أقام البراهين على وحدانيته فالدلالات مريحة، ظاهرة الأبصار بادية للأفكار صريحة، لقد تجلى لخلقه بخلقه فجحده وجوده فضيحة، الصامت يدل بحالاته والناطق بمقالاته الفصيحة، كم أبرز عروس غروس عروش مليحة، وكم أخرج وجوها من النبات على اختلاف الألوان صبيحة، وكم أقام الورق على الورق تصدح وتمدح فاسمع تمديحه، والنرجس الشيحه والطير في بحر الهدى تخرق بمجاذيف أجنحتها ريحه، وما من منذر إلا وتصيح على باب دار الهوى نصيحه، وكل مخلوق في الأرض والطول والعرض، (ألم تَرَ أنَّ اللهَ يُسَبِحُ لَهُ مَن فِي السَماواتِ والأرضِ والطَيرُ صافّاتٍ كُلُ قَد عَلِمَ صَلاتَهُ وتَسبِيحَه).
حرف الدال
الخطبة الأولى الحمد لله المتفرد بالوحدة وحده، الذي رغب فيما عنده عبده، منعه الذي يؤذيه بالتحريم وصدهن وما حرم شيئاً إلا وأباح من جنسه عده، رباه باللطف فلما بلغ أشده، أجاز له النكاح لدفع تلك الشدة، فإن لم يقنع الهوى بالمباح فليخبر بقصر المده، فإن أهجر من هجر فما الزجر حتى فقدحه حده (الزَانِيةُ والزَانِي فاَجلِدوا كُلَّ واحدٍ مِنهُما مِائَة جَلدَة).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي يذل لعزته المتجبر ويعيده، ويتواضع لعظمته المتكبر ويسجد، ويقوم في خدمته من يقوم له الناس ويقعد، ويسهر في طاعته من يرجو حسن إثابته ولا يرقد، إذا دخل الداخل في العمل له يفسد، وإذا قصدت به أسواق الخلق يكسد، يجل كلامه عن أن يقال مخلوق ويبعد، جد جدّ التسليم لصفاته مستقيم الجدّ جد، وكرمه سياح فلا يحتاج إلى أن يقال جدّ جد، من شبه أو عطل ولم يرشد، ما جاء في القرآن قبلنا أو في السنة لم يردد، فأما أن تقول في الخالق برأيك فاشك بتردد، ألساني يملي أم داود يسرد، وكيف لا أتفقد العقائد لأدفع الضير، فإن سليمان تفقد الطير، (فقالَ ماليَ لا أرَى الهُدهُدَ)، في قلوب أحبابي فرحات، وفي قولب حسادي قرحات تنفد، كلامي للأمراض يشفي وللأعداء يشقي فمن أعجبه غرفي فليرد، ما يربح حسادي، فإني في الوادي، الذي لا ازرع أحصد.
الخطبة الثالثة
الحمد لله الذي تسبحه الأعيان المائعة والجامده، والعيون الجارية والراكدة، والعيون المتيقظة والراقده،والقلوب القلقة والبارده، أسجد الملائكة لآدم لا إنها عائده، ونجى نوحاً وغرق الأمم الجاحده، وسلم الخليل يوم النار فأصبحت خامدة، وكلم موسى كفاحاً واعظم بها فائدة، وأحيا الموتى لعيسى وأنزل المائدة، وقدم محمداً فما ولدت مثله والده، ودحر الشياطين لمبعثه فذلت المارده، وأطلق سيوفه في أعدائه فأصبحت حاصده، وجعل أمته على الأمم قبلها شاهده، فاشكروه فقد أحبكم واحمدوه، إذ أعذب شربكم. (يا أيُها الناسُ اِتَّقوا رَبَّكُم الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَة).
الخطبة الرابعة
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي بسط الأرض الأريضة الفسيحة، وقدر الأعمال والأقوال الفصيحة، الحسنة والقبيحة، وخاطب فتكاليفه خاطره ومبيحة، وحمل عبء التعب فما نفس عاقل مستريحة، حرم الميتة والمخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة، وتدارك جسد الآدمي لئلا ينحل وينحل فأحل له الذبيحة، أنعم فكم أسدى نعمة وكم أعطى منيحة، وزجر فرد بمواعظه إلى الصواب القلوب المشيحه، وعرض العباد لمعاملته فمتاجرته بيحه، جزيل العطا فربما وهب الجنة بتسبيحه، قضى الديون وفك الرهون فأقر العيون القريحة، وفارق بين الخلائق في الأحداق فأبلد وذو قريحه، أقام البراهين على وحدانيته فالدلالات مريحة، ظاهرة الأبصار بادية للأفكار صريحة، لقد تجلى لخلقه بخلقه فجحده وجوده فضيحة، الصامت يدل بحالاته والناطق بمقالاته الفصيحة، كم أبرز عروس غروس عروش مليحة، وكم أخرج وجوها من النبات على اختلاف الألوان صبيحة، وكم أقام الورق على الورق تصدح وتمدح فاسمع تمديحه، والنرجس الشيحه والطير في بحر الهدى تخرق بمجاذيف أجنحتها ريحه، وما من منذر إلا وتصيح على باب دار الهوى نصيحه، وكل مخلوق في الأرض والطول والعرض، (ألم تَرَ أنَّ اللهَ يُسَبِحُ لَهُ مَن فِي السَماواتِ والأرضِ والطَيرُ صافّاتٍ كُلُ قَد عَلِمَ صَلاتَهُ وتَسبِيحَه).
حرف الدال
الخطبة الأولى الحمد لله المتفرد بالوحدة وحده، الذي رغب فيما عنده عبده، منعه الذي يؤذيه بالتحريم وصدهن وما حرم شيئاً إلا وأباح من جنسه عده، رباه باللطف فلما بلغ أشده، أجاز له النكاح لدفع تلك الشدة، فإن لم يقنع الهوى بالمباح فليخبر بقصر المده، فإن أهجر من هجر فما الزجر حتى فقدحه حده (الزَانِيةُ والزَانِي فاَجلِدوا كُلَّ واحدٍ مِنهُما مِائَة جَلدَة).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي يذل لعزته المتجبر ويعيده، ويتواضع لعظمته المتكبر ويسجد، ويقوم في خدمته من يقوم له الناس ويقعد، ويسهر في طاعته من يرجو حسن إثابته ولا يرقد، إذا دخل الداخل في العمل له يفسد، وإذا قصدت به أسواق الخلق يكسد، يجل كلامه عن أن يقال مخلوق ويبعد، جد جدّ التسليم لصفاته مستقيم الجدّ جد، وكرمه سياح فلا يحتاج إلى أن يقال جدّ جد، من شبه أو عطل ولم يرشد، ما جاء في القرآن قبلنا أو في السنة لم يردد، فأما أن تقول في الخالق برأيك فاشك بتردد، ألساني يملي أم داود يسرد، وكيف لا أتفقد العقائد لأدفع الضير، فإن سليمان تفقد الطير، (فقالَ ماليَ لا أرَى الهُدهُدَ)، في قلوب أحبابي فرحات، وفي قولب حسادي قرحات تنفد، كلامي للأمراض يشفي وللأعداء يشقي فمن أعجبه غرفي فليرد، ما يربح حسادي، فإني في الوادي، الذي لا ازرع أحصد.
الخطبة الثالثة
الحمد لله الذي تسبحه الأعيان المائعة والجامده، والعيون الجارية والراكدة، والعيون المتيقظة والراقده،والقلوب القلقة والبارده، أسجد الملائكة لآدم لا إنها عائده، ونجى نوحاً وغرق الأمم الجاحده، وسلم الخليل يوم النار فأصبحت خامدة، وكلم موسى كفاحاً واعظم بها فائدة، وأحيا الموتى لعيسى وأنزل المائدة، وقدم محمداً فما ولدت مثله والده، ودحر الشياطين لمبعثه فذلت المارده، وأطلق سيوفه في أعدائه فأصبحت حاصده، وجعل أمته على الأمم قبلها شاهده، فاشكروه فقد أحبكم واحمدوه، إذ أعذب شربكم. (يا أيُها الناسُ اِتَّقوا رَبَّكُم الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَة).
الخطبة الرابعة
الحمد لله القديم الشاهد، العظيم الواحد، أمر بالصيام ثم ألحق بالكافرين الجاحد، وفرض الحج ليلين القلب بتلك المشاهد، وحتم الصيام ليعرف ما يلاقي الفقير ويكابد، وأوجب الزكاة فالمانع للزكاة معاند، وأوعد بلفظ يوم يحمى فهل يساوي المال في تلك الشدائد، فأحذر من أثره يا مريض البخل فكم من مريض بلا عائد، هيهات كيف يجلس الحباحب في منصب يحيى بن خالد، لولا دفاع العذاب عن البخلاء بالكرماء لزلزلت الأرض الواحد، أفتسمعون ما أقول كم من نبي ما تبعه إلا واحد، (وَلولا دَفعُ اللهُ الناسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لهُدِّمَت صَوامِعُ وَبِيَعُ وصَلواتُ ومَساجِدُ).
حرف الذال
الخطبة الأولى الحمد لله الذي صنع الأشياء لا على مثال فيقال إحتذى، وتقدس عن مشابهة الأجناس فلا يقال هو كذا، قديم الأوصاف وقد تنزه وجودها عن إذا وإذا، من وصفه بغير ما وصف به نفسه هذا كلم موسى كفاحاً وإنما خرج للجذا، فقربه نجيا وأمره بالبقاء الحذا، ساق الأزراق إلى الخلائق ودبر مجاري الغذا، وأحب مكارم الأخلاق وكره الفحش والبذا، نهى عن المن في العطاء لتسلم عيون الصدقات من قذا، (يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا لا تُبطِلوا صَدَقاتِكُم بِالمنِّ والأذَى)
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي لا يجد الهارب منه وزراً ولا معاذا، ولا يرى الملتجي إلى غيره ملاذا، أبرم القضاء قبل خلق إنفاذا، وأنفذ العصاة بالتوبة من الخطايا إنقاذا، كل المخلوقات دليل عليه فلا يقال هذا دون هذا، وجميعها مصنوعة فلا يغرر بعضها بالا ذا، خارج عن الكائنات فلا يقال سامتها وحاذى، فأحذر التشبيه عياذا بالله عياذا، وخف التعطيل فإنه إذا اعتقد آذى. المشبهة عبدة الأصنام وإبراهيم يجعلهم جذاذا. والمعطلة يدخلون بينكم ويتخللون ثم يتسللون منكم لواذا، دعوني من البدع فما ترون لهذا عندي نفاذا، واسمعوا وصفي للسلف فإني ألتذ بذكرهم التذاذ، أنا الذي أنقذت أهل ورذاذا، أنا الذي تركت كل مبتدع في خسة يتهاذى، أنا الذي حذرتهم إلى مسان العزل فطوبى لهم كلواذا، أنا الذي قلعت الأصول بذكر الأصول أجري هذا، هل تجدون مثل لفظي اطلبوا، فإن لم تجدوا فامدحوا واطنبوا، فإن سمعتم بأعمى البصيرة (اَذهَبوا بِقَمِيصِي هَذا):
هَذِه الذالُ فاَسمَعُوها وَهاتوا ... خاطِباً قالَ فِي الرَوَي عَلى ذا
أنا ثَقفُ لَقفُ لو أنّ القَوافِي ... كُنّ صَخراً أطرتُهُنَّ جُذاذا
حرف الراء
الخطبة الأولى الحمد لله الذي أرسل السحائب بالمطر، فتحت حتى ارتجت النهر، حتى عجت الغدر، فضجت مما لجت الجدر، فرجعت على الورق الشكر، فلما أقلعت أطلعت الثمر، وظهرت من التخوم كالنجوم الزهر، وشكرت حتى سكرت غصون ضمر، وارتعت إذا سعت فشبعت خيل وحمر، وبان زخرف الدنيا وأفلح الضمر، فسبحان مدبر الفلك ولو لم يدر لم يدر، العادل في اقضيته لم يخف ولم يجر، قسم عباده فمنهم الفهماء ومنهم الغثر، ومنهم مستقيم القدم وفيهم العثر، ومنهم أرباب التقى ومنهم الغجر، أرسل طوفان الفتن فغطى البحار الزخر، ثم بنى لأهل الصلاح (ذاتُ ألواحٍ وُدسرٍ) فسلموا وغنموا وبحر الباقون كالجزر، فإن سألت عن الناجين فهم الخائفون الحذر، تمسكوا بعرى التقى كالمدابير الغدر، نصبوا إذا إنتصبوا فنصبت لهم السرر، وإن سألت عن الهالكين فقوم رضوا بالمياه الكدر، فوقعوا في حومة غفلة وفي ضيق شعر، أطلقوا أنفسهم في أغراضها كالسوائب والبحر، فكيف رأيت ماشيهم قد وقع ولم يثر، (كَذَبَت عادُ فكيفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ).
الخطبة الثانية
حرف الذال
الخطبة الأولى الحمد لله الذي صنع الأشياء لا على مثال فيقال إحتذى، وتقدس عن مشابهة الأجناس فلا يقال هو كذا، قديم الأوصاف وقد تنزه وجودها عن إذا وإذا، من وصفه بغير ما وصف به نفسه هذا كلم موسى كفاحاً وإنما خرج للجذا، فقربه نجيا وأمره بالبقاء الحذا، ساق الأزراق إلى الخلائق ودبر مجاري الغذا، وأحب مكارم الأخلاق وكره الفحش والبذا، نهى عن المن في العطاء لتسلم عيون الصدقات من قذا، (يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا لا تُبطِلوا صَدَقاتِكُم بِالمنِّ والأذَى)
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي لا يجد الهارب منه وزراً ولا معاذا، ولا يرى الملتجي إلى غيره ملاذا، أبرم القضاء قبل خلق إنفاذا، وأنفذ العصاة بالتوبة من الخطايا إنقاذا، كل المخلوقات دليل عليه فلا يقال هذا دون هذا، وجميعها مصنوعة فلا يغرر بعضها بالا ذا، خارج عن الكائنات فلا يقال سامتها وحاذى، فأحذر التشبيه عياذا بالله عياذا، وخف التعطيل فإنه إذا اعتقد آذى. المشبهة عبدة الأصنام وإبراهيم يجعلهم جذاذا. والمعطلة يدخلون بينكم ويتخللون ثم يتسللون منكم لواذا، دعوني من البدع فما ترون لهذا عندي نفاذا، واسمعوا وصفي للسلف فإني ألتذ بذكرهم التذاذ، أنا الذي أنقذت أهل ورذاذا، أنا الذي تركت كل مبتدع في خسة يتهاذى، أنا الذي حذرتهم إلى مسان العزل فطوبى لهم كلواذا، أنا الذي قلعت الأصول بذكر الأصول أجري هذا، هل تجدون مثل لفظي اطلبوا، فإن لم تجدوا فامدحوا واطنبوا، فإن سمعتم بأعمى البصيرة (اَذهَبوا بِقَمِيصِي هَذا):
هَذِه الذالُ فاَسمَعُوها وَهاتوا ... خاطِباً قالَ فِي الرَوَي عَلى ذا
أنا ثَقفُ لَقفُ لو أنّ القَوافِي ... كُنّ صَخراً أطرتُهُنَّ جُذاذا
حرف الراء
الخطبة الأولى الحمد لله الذي أرسل السحائب بالمطر، فتحت حتى ارتجت النهر، حتى عجت الغدر، فضجت مما لجت الجدر، فرجعت على الورق الشكر، فلما أقلعت أطلعت الثمر، وظهرت من التخوم كالنجوم الزهر، وشكرت حتى سكرت غصون ضمر، وارتعت إذا سعت فشبعت خيل وحمر، وبان زخرف الدنيا وأفلح الضمر، فسبحان مدبر الفلك ولو لم يدر لم يدر، العادل في اقضيته لم يخف ولم يجر، قسم عباده فمنهم الفهماء ومنهم الغثر، ومنهم مستقيم القدم وفيهم العثر، ومنهم أرباب التقى ومنهم الغجر، أرسل طوفان الفتن فغطى البحار الزخر، ثم بنى لأهل الصلاح (ذاتُ ألواحٍ وُدسرٍ) فسلموا وغنموا وبحر الباقون كالجزر، فإن سألت عن الناجين فهم الخائفون الحذر، تمسكوا بعرى التقى كالمدابير الغدر، نصبوا إذا إنتصبوا فنصبت لهم السرر، وإن سألت عن الهالكين فقوم رضوا بالمياه الكدر، فوقعوا في حومة غفلة وفي ضيق شعر، أطلقوا أنفسهم في أغراضها كالسوائب والبحر، فكيف رأيت ماشيهم قد وقع ولم يثر، (كَذَبَت عادُ فكيفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي جعل الدنيا على الحقيقة معبر اعتبار، يغتفر ملاح سفينتها إلى جذفٍ واصطبار، ولم يرضها لأوليائه فبنى لهم غير هذه الدار، وبالغ في ذمها ويكفي ما فيها من الأكدار، غير أنه زينها وطفل الهوى ذو اغترار، زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث فللشهوات حيلة غيار، من النساء وللنساء حبائل الشيطان المكار، تخرب إحداهن الدين بعد أن تخرب الدار، فالعربي يقول من معاشرتهن ويلي والأعجمي يصيح زنهار والبنين وكم صغر قاسى الأب لأجل الصغار، فلما ترقوا فعقوا والعقوق من الذنوب الكبار، والقناطير المقنطرة وما اجتمعت إلا بأوزار، والخيل المسومة يجول بها في حلبة العجب المغوار، بينا تجري براكبها عثرت به أي عثار، والأنعام وهي معجبة للمالك والنظار، بينا هي في صعود الزيادة إذا صاحبها إلى القبر في انحدار، والحرث مخضراً ومصفراً مختلف الألوان والأزهار، تبدلت أوراقه عن الورق غربان البين فقامت تندب الآثار (ذَلِكَ مَتاعُ الحَياةِ الدُّنِيا) وهل المتاع إلا عارية تعار، أسمعتم عيوب العاجلة أيشتري زنابير التمر مشتار، (أؤُنَبِّئكُم بِخَيرٍ مِن ذَلكُم لِلَّذينَ اِتَّقَوا عِندَ ربِّهم جَناتُ تَجرِي مِن تَحتِها الأنهارُ).
حرف الزاي
الخطبة الأولى الحمد لله الذي ساق سحاب الشهوة برعد هواء مرجوز، فجرت قطرات النطف إلى أحصن الحروز، فتقلبت في أعجب الحالات إلى حين البروز، ثم أخرج طفلاً يتنقل من خرق القماط إلى خز الخزوز، ويمر في أغراضه لولا أن العقل حجوز، فأعجب والديه فأنفقا عليه كل مكنوز، فلما حل الهدم بودي سارة منع الولدان يجوز، وأقلع شجر بستانها وتعطلت المروز، وانقضى زمان الدلال وفات وقت النشوز، وأقل محنة الكبير أن تقع النواة في الكوز، فجاءت البشارة في كانون اليأس بآمال تموز، فجعلت أن تقول متى تصديقاً لما أتى من الوعد يا فتى، (قالَت يا وَيلتا أألِدُ وأنا عَجوزُ).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أظهر الدليل على وجوده وأبرزه، وأقام علم الهدى على منار النظر وركزه، وأزعج الغافل عنه بالموعظة ووكزه، قسم الأرزاق فكم ذي قوة قد تحرزه، محصور عن مراده وإن طلبه أعوزه، وكم موسع عليه قد فضل عنه ما أحرزه، فسبحان من جعل هذا فتنة لأرباب المعجزة، والخامل يغيب المذكور وينسى من أنشزه، والجاهل يغمز العالم وما يفيء العقاب بالنزه (وَيلَ لكلّ هُمَزةٍ لُمَزَه).
حرف السين
الخطبة الأولى الحمد لله الذي لانت لهيبته العتاة الشرس، وذلت لسطوته الطغاة الجبس، ونفذ حكمه فبحكته المآتم والعرس، ولم يدفع قضاءه درع ولا ترس، يرى في الجنة كما روى وكيع بن عرس، متكلم وقد جل عن صفات الخرس، كلامه مسموع بالأسماع مكتوب في الطرس، تعالى عما يعتقده فيه الغواة النجس، أنزله على رسله الكرام الفضلاء الندس، منهم من كلم الله (وَرَفَعَ بَعضَهُم دَرجاتٍ وآتينا عِيسى اِبن مَريمِ البيِّناتِ وأيَّدناهُ بِرُوحِ القُدُسِ).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي يسبحه الغصن الرطيب والعود اليبيس، والثوب الجديد والخلق والتدريس، لا ينفق عنده النفاق ولا يحب التدليس فرق الخلائق بين مرؤوس ورئيس، وباين بين العزائم فمنطلق وحبيس، وستر العواقب فكم مطرود في حلل التعبد يميس، اختار آدم فغلبت القلوب بالحسد، وكان تأثير التنفيس، إن قالت الملائكة نحن أهل التسبيح والتقديس، فقيل لهم كل العبادات طعام وتعبد هذا دقيق الكيس، وقال إبليس هذا طين وأصل الطين خسيس، وأنا خلقت من نارٍ وجوهر النار نفيس، فقاس مع النص والفقيه إذا جاء نص لا يقيس، فأنماث بالجسد عقله كإيماث الرميس، فلما قيل اسجد واضرب الشرس الخلق إلا شريس، فلاومه الخزي واللعن سجيس عجيس، فإختار الأنظار على الغفران وكذا اختيار المناحيس، فهو يبغض الأذان من جهله ويحب النواقيس، وما أمهله إلا ليرى صبر نوح وذكاء إدريس، ومجاهدات الخليل يوم حرقوه وقد حمي الوطيس، وملاقاة الكليم فرعون وقد اقتسما كلمتي نعم وبيس، وزهد عيسى وفضائل أحمد أحمد من سارت به العيس، ويرى من الأتباع من له مرتبة أنا جليس، ومن الكاملات مع نقص الأنوثة كآسية وبلقيس، فلما أحس الأملاك بفضل آدم ووجودا (فَسَجَدوا إلاّ إبليسُ).
الخطبة الثالثة
حرف الزاي
الخطبة الأولى الحمد لله الذي ساق سحاب الشهوة برعد هواء مرجوز، فجرت قطرات النطف إلى أحصن الحروز، فتقلبت في أعجب الحالات إلى حين البروز، ثم أخرج طفلاً يتنقل من خرق القماط إلى خز الخزوز، ويمر في أغراضه لولا أن العقل حجوز، فأعجب والديه فأنفقا عليه كل مكنوز، فلما حل الهدم بودي سارة منع الولدان يجوز، وأقلع شجر بستانها وتعطلت المروز، وانقضى زمان الدلال وفات وقت النشوز، وأقل محنة الكبير أن تقع النواة في الكوز، فجاءت البشارة في كانون اليأس بآمال تموز، فجعلت أن تقول متى تصديقاً لما أتى من الوعد يا فتى، (قالَت يا وَيلتا أألِدُ وأنا عَجوزُ).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أظهر الدليل على وجوده وأبرزه، وأقام علم الهدى على منار النظر وركزه، وأزعج الغافل عنه بالموعظة ووكزه، قسم الأرزاق فكم ذي قوة قد تحرزه، محصور عن مراده وإن طلبه أعوزه، وكم موسع عليه قد فضل عنه ما أحرزه، فسبحان من جعل هذا فتنة لأرباب المعجزة، والخامل يغيب المذكور وينسى من أنشزه، والجاهل يغمز العالم وما يفيء العقاب بالنزه (وَيلَ لكلّ هُمَزةٍ لُمَزَه).
حرف السين
الخطبة الأولى الحمد لله الذي لانت لهيبته العتاة الشرس، وذلت لسطوته الطغاة الجبس، ونفذ حكمه فبحكته المآتم والعرس، ولم يدفع قضاءه درع ولا ترس، يرى في الجنة كما روى وكيع بن عرس، متكلم وقد جل عن صفات الخرس، كلامه مسموع بالأسماع مكتوب في الطرس، تعالى عما يعتقده فيه الغواة النجس، أنزله على رسله الكرام الفضلاء الندس، منهم من كلم الله (وَرَفَعَ بَعضَهُم دَرجاتٍ وآتينا عِيسى اِبن مَريمِ البيِّناتِ وأيَّدناهُ بِرُوحِ القُدُسِ).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي يسبحه الغصن الرطيب والعود اليبيس، والثوب الجديد والخلق والتدريس، لا ينفق عنده النفاق ولا يحب التدليس فرق الخلائق بين مرؤوس ورئيس، وباين بين العزائم فمنطلق وحبيس، وستر العواقب فكم مطرود في حلل التعبد يميس، اختار آدم فغلبت القلوب بالحسد، وكان تأثير التنفيس، إن قالت الملائكة نحن أهل التسبيح والتقديس، فقيل لهم كل العبادات طعام وتعبد هذا دقيق الكيس، وقال إبليس هذا طين وأصل الطين خسيس، وأنا خلقت من نارٍ وجوهر النار نفيس، فقاس مع النص والفقيه إذا جاء نص لا يقيس، فأنماث بالجسد عقله كإيماث الرميس، فلما قيل اسجد واضرب الشرس الخلق إلا شريس، فلاومه الخزي واللعن سجيس عجيس، فإختار الأنظار على الغفران وكذا اختيار المناحيس، فهو يبغض الأذان من جهله ويحب النواقيس، وما أمهله إلا ليرى صبر نوح وذكاء إدريس، ومجاهدات الخليل يوم حرقوه وقد حمي الوطيس، وملاقاة الكليم فرعون وقد اقتسما كلمتي نعم وبيس، وزهد عيسى وفضائل أحمد أحمد من سارت به العيس، ويرى من الأتباع من له مرتبة أنا جليس، ومن الكاملات مع نقص الأنوثة كآسية وبلقيس، فلما أحس الأملاك بفضل آدم ووجودا (فَسَجَدوا إلاّ إبليسُ).
الخطبة الثالثة
الحمد لله الذي خلق اليوم وأمسه، وقمر الكون وشمسه، وآدم بيده وما مسه، عرفه الموحد فنزه قدسه، وجهله المشبه فاستفتى حسه، فقاس الخالق بالأشياء المحسه، فتراكم عليه غبار التشبيه وضاعت المحسه، وجحد المعطل صفاته فما أخسه، ادفع المعطل بيديك والحق بالمشبه رفسه، فالنصر للوحدين في الدين بحفظ الله صاحب الشمسه، كم عثر مبتدع والسنة تصيح به تعسه، وسيحضر يوم الحساب ويرى جزاء ما انتحل وافترى، إذا ذهب عن عينيه الكرى (يومَ تَجِدُ كلُّ نَفسٍ ما عَمِلَت مِن خَيرٍ مُحضَراً، وما عَمِلَت مِن سُوءٍ تَودُّ لو أنَّ بَينَها وبَينهُ أمَداً بَعيداً ويُحَذِّرُكُم اللهُ نَفسَهُ).
الخطبة الرابعة
الحمد لله الذي صور الصور وما باشر ولا مس، وعلم البواطن وما لمس ولا جس، سمع ورأى ولا يقال أحس، جل عن صاحبة وولد وكذب القس، افترت اليهود والنصارى وجاحد القرآن أخس، هو منهم بلا شك غير أنه في المسلمين يندس، أخيال يعتري المبتدع أو جنون أو مس، ما هذا الخوض في الفضول إنما هو كتاب وسنة بس، أيعلم جاحد القرآن أنه قد عادى من أهلك (عاداً وثَمُوداً وأصحابُ الرَسِّ)
حرف الشين
الخطبة الأولى الحمد لله الذي رفع السماء فانظر في بنائها ورقوشها، ووضع الأرض فتلمح حسن منقوشها، أرأيت أعجب من سوق رزقها الموقوت وقوت وحوشها، أبصرت أظرف من بنائها وأطرف من فروشها، فيا أعشى البصيرة قد كتب بالطومار رقم نقوشها، أي الحالين أعجب تفهم بليدها أو سماع أطروشها، أفأنت كالمؤمن من قبل عيان يد القدرة يرتق فتق خدوشها (أو كالّذِي مَرَّ عَلى قَريةٍ وَهِي خاوِيَة عَلى عُرُوشِها).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي مهد الأرض تمهيد الفروش، ومدها مد البساط المفروش، وجعل الكواكب زينة للسماء الدنيا كالنقوش، فحسنها بها كما يحسن المنقوش، وحمل على الخيل نعمة وحمل حكمة على النعوش، يبعث السحب إلى هامد الترب فإذا هو منعوش، فيبكي العنان يرش القطر فيضحك القفر المرشوش، يحب الإخلاص ولا يرضى العمل المغشوش، يفقر الغني ويغني الفقير الدريوش ينفخ في الصور فيحشر الجن والإنس والوجوش، فإذا كل جبارٍ ضئيل بالقهر مخشوش، فإذا المتكبر للصغر كالصغار قد ذك الزوش، وإذا العصاة كل منهم متحير مدهوش، فحينئذٍ يبصر الأكمة ويسمع الأطروش، وينصب الصراط فكم مكدوس في النار وكم مخدوش، ولا تؤخذ ثم فدية كالحشوش (يومَ يَكونُ الناسُ كالفَراشِ المَبثُوثِ، وتكونُ الجِبالُ كالعِهنِ المَنفُوشِ).
الخطبة الثالثة
الخطبة الرابعة
الحمد لله الذي صور الصور وما باشر ولا مس، وعلم البواطن وما لمس ولا جس، سمع ورأى ولا يقال أحس، جل عن صاحبة وولد وكذب القس، افترت اليهود والنصارى وجاحد القرآن أخس، هو منهم بلا شك غير أنه في المسلمين يندس، أخيال يعتري المبتدع أو جنون أو مس، ما هذا الخوض في الفضول إنما هو كتاب وسنة بس، أيعلم جاحد القرآن أنه قد عادى من أهلك (عاداً وثَمُوداً وأصحابُ الرَسِّ)
حرف الشين
الخطبة الأولى الحمد لله الذي رفع السماء فانظر في بنائها ورقوشها، ووضع الأرض فتلمح حسن منقوشها، أرأيت أعجب من سوق رزقها الموقوت وقوت وحوشها، أبصرت أظرف من بنائها وأطرف من فروشها، فيا أعشى البصيرة قد كتب بالطومار رقم نقوشها، أي الحالين أعجب تفهم بليدها أو سماع أطروشها، أفأنت كالمؤمن من قبل عيان يد القدرة يرتق فتق خدوشها (أو كالّذِي مَرَّ عَلى قَريةٍ وَهِي خاوِيَة عَلى عُرُوشِها).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي مهد الأرض تمهيد الفروش، ومدها مد البساط المفروش، وجعل الكواكب زينة للسماء الدنيا كالنقوش، فحسنها بها كما يحسن المنقوش، وحمل على الخيل نعمة وحمل حكمة على النعوش، يبعث السحب إلى هامد الترب فإذا هو منعوش، فيبكي العنان يرش القطر فيضحك القفر المرشوش، يحب الإخلاص ولا يرضى العمل المغشوش، يفقر الغني ويغني الفقير الدريوش ينفخ في الصور فيحشر الجن والإنس والوجوش، فإذا كل جبارٍ ضئيل بالقهر مخشوش، فإذا المتكبر للصغر كالصغار قد ذك الزوش، وإذا العصاة كل منهم متحير مدهوش، فحينئذٍ يبصر الأكمة ويسمع الأطروش، وينصب الصراط فكم مكدوس في النار وكم مخدوش، ولا تؤخذ ثم فدية كالحشوش (يومَ يَكونُ الناسُ كالفَراشِ المَبثُوثِ، وتكونُ الجِبالُ كالعِهنِ المَنفُوشِ).
الخطبة الثالثة
الحمد لله الذي رفع السقف وبسط الفراش، وقسم الرزق فنال الأسد والفراش، والطير الكاسب والضعيف الخفاش، والفرخ في الوكر على ضيق الأعشاش، كل دبر له ما قدر له من المعاش، فلا ينقص بضعف الضعيف ولا يزيد بقوة البطاش، شكى إليه القفر الفقر وبالغ في الإجهاش، فساق إليه السحاب فسقى الترب العطاش، وأنعشه بغرضه من مرضه أي إنعاش، وانتظرت الورق بالصدح حياة النبت إن عاش، فحدق النرجس وخجل الجلنار وورد الخشخاش، ونزل الطل فنقط خد الورد برشاش (اِستَوَى عَلى العَرشِ) لا كما في النفوس من جلوس وافتراش، ونزل جن الليل ووجه المشبه أسود من تلك الأغباش، عظيم إذا سار العقل إلى عظمته حار وطاش، المعطلة ثقال والمشبهة وجاش، لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش، عقيدة سنية مستقرة في المشاش، لأهل البدعة اقشعرار منها لأهل السنة هشاش، واحد من أهل السنة ألف وألف من أهل البدعة لاش، البدعي يخفي مذهبه والسني قوي الجاش، تقول السنة للسني قل والبدعي خاموش باش، افتقد ما تعتقد وانتقد فالمؤمن فتاش، أحمده حمد راضٍ بقضائه إذا جاش الجاش، وأصلي على رسوله الذي عرج به وجبريل الفراش، وعلى صاحبه أبي بكر الذي قوى الإسلام بجده وانتاش، وعلى عثمان مجهز جيش العسرة بالجيش والرياش، وعلى علي الراقد ليلة الهجرة على الفراش، وعلى عمه العباس المستسقى بشيبته فسبق الوبل الرشاش، جد سيدنا ومولانا الإمام المستضيء بأمر الله الذي كان الجود في آخر نفس فأحياه وأعاش، وأنعش القفر فعمم وتمم وراش، وبعث غيث فضله فروى القلوب العطاش، مواعظي شوافي وخطبي عوافي، وأنا أستخرج القوافي بمنقاش، سلعي مطلوبة وألفاظي محبوبة ونصبتي منصوبة لا منصوبة لجلب الرياش، اعتمادي على السنة والقرآن واعتقادي اعتقاد فقهاء البلدان، وأورد الصحيح في نقلي وأقل البهتان وقد عرف الدكان والقماش، يا لها من خطبة رتبها صانعها وزينها صائغها كما يزين المنقوش النقاش، فهداها إلى وطنها، وأهداها إلى سكنها، وقد قنع من ثمنها أن يقال له شاباش.
حرف الصاد
الخطبة الأولى الحمد لله الذي جل عن أن تلحقه العيوب والنقائض، وعز عما يتوهمه الحس الغافل والحدس الخارص، لا يخفى عليه زائد ولا ناقص، ولا المرائي بعمله المحتال المغافص، ولا من يظهر الخشوع ويرعد الفرائض، ولا من يزعم الفطنة وهو غائب غائص، ولا من يدعي العلوم وهو عامي دائص، ولا من يقول أنا كامل وهو ناقص، فإذا رأيته قد صوف الكمين ورفع الدخارص، (فاَعبُد اللهَ مُخلِصاً لَهُ الدِّينَ، ألا لله الدِّينُ الخالِصُ).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي قرب من شاء كما شاء وأقصى، وتمت كلماته فلا ترى لها نقضاً ولا نقصا، وأحاط علمه بالكائنات كلها وأحصى، وتكاتف جوده فنعمه لا تحد ولا تحصى، وتوالى حلمه عن الذنوب فكم يحلم وكم يعصى، أدب الخلائق بشرعه وعلم ووصى، وجعل العلم خاتماً والزهد فصا، واستخدم المتعبد وجعل العرف به مختصا، أسرى بعبده ليلاً وأنزل به نصا، وأدى أمانة التصديق فقد أصبح المعتزلي لصا، كلما اضطربت سمكة إنكاره في بحر جحده فوجدت شصا، ولقد كان الصديق يسحب بالتصديق ذيلا، وعمر يجري في حلبة القبول خيلا، ودموع عثمان تجري إيماناً به سيلا، وعلي من اليقين كقيس من ليلى، وأبو جهل قد حصل بالتكذيب ويلا، (سُبحانَ الّذي أسرَى بِعَبدِهِ لَيلاً مِن المسجِدِ الحَرامِ إلى المسجِدِ الأقصَى).
الخطبة الثالثة
حرف الصاد
الخطبة الأولى الحمد لله الذي جل عن أن تلحقه العيوب والنقائض، وعز عما يتوهمه الحس الغافل والحدس الخارص، لا يخفى عليه زائد ولا ناقص، ولا المرائي بعمله المحتال المغافص، ولا من يظهر الخشوع ويرعد الفرائض، ولا من يزعم الفطنة وهو غائب غائص، ولا من يدعي العلوم وهو عامي دائص، ولا من يقول أنا كامل وهو ناقص، فإذا رأيته قد صوف الكمين ورفع الدخارص، (فاَعبُد اللهَ مُخلِصاً لَهُ الدِّينَ، ألا لله الدِّينُ الخالِصُ).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي قرب من شاء كما شاء وأقصى، وتمت كلماته فلا ترى لها نقضاً ولا نقصا، وأحاط علمه بالكائنات كلها وأحصى، وتكاتف جوده فنعمه لا تحد ولا تحصى، وتوالى حلمه عن الذنوب فكم يحلم وكم يعصى، أدب الخلائق بشرعه وعلم ووصى، وجعل العلم خاتماً والزهد فصا، واستخدم المتعبد وجعل العرف به مختصا، أسرى بعبده ليلاً وأنزل به نصا، وأدى أمانة التصديق فقد أصبح المعتزلي لصا، كلما اضطربت سمكة إنكاره في بحر جحده فوجدت شصا، ولقد كان الصديق يسحب بالتصديق ذيلا، وعمر يجري في حلبة القبول خيلا، ودموع عثمان تجري إيماناً به سيلا، وعلي من اليقين كقيس من ليلى، وأبو جهل قد حصل بالتكذيب ويلا، (سُبحانَ الّذي أسرَى بِعَبدِهِ لَيلاً مِن المسجِدِ الحَرامِ إلى المسجِدِ الأقصَى).
الخطبة الثالثة
الحمد لله قسم السعادة، والشقاوة وفرق الحصص، فرت عاصٍ آب ورب عابد نكص، وعلل البصائر كعلل الأبصار وما نزول الماء كالرمص، ناول بلعام كأس العلم ثم استقاه بالغصص، فتعلقت بمعدته ريح الهوى وبقلبه مغص، وآثر القبيح قبحاً لمن افترى فاخترص، واختار الفاني على الباقي والفاني مقسوم إذا زاد نقص، أنسى أن الرزق مقدر واللعوب من حرص، خرج ليصيد فاصطيد فإذا الصائد في القفص، ونقر حبة الجناح فعرقلت ريش الجناح فما خلص، وزن الدنيا بالأخرى لكن قبانه شقص، عيشة الأخرى صافية ولذة الدنيا نغص، خرج على أتانه فكلمته وجرى له معها قصص، وخص بيض العلم ثم خنق الفرخ لما فقص، ويلا له حظ نفسه بخس وعين الفهم بخص، كان جلد فضله مزيناً بلون آتيناه لكن فانسلخ منها برص، أتراه في اللذات كم يلبث، أما يوقن أنه يحشر ويبعث، أخلق في الدنيا ليبعث (إن تَحمِل عَليهِ يَلهَث، أو تَترُكهُ يَلهَث، ذلِك مِثلُ القومِ الَّذينَ كَذَّبُوا بآياتِنا فاِقصُصُ القَصَصَ).
حرف الضاد
الخطبة الأولى الحمد لله الذي رفع بقدرته سماء وسطح بصنعته أرضا، وأجرى القدر بمشيئته فاسخط وأرضى، ودبر الأمور بإرادته إبراماً ونقضا، وتصرف في الأكوان بحكمته طولاً وعرضا، ووعد المكلفين بعدل أقضيته حساباً وعرضا، ونهى المسلم أن يستلب من إخوانه مالاً أو عرضا، فإذا رأيتم من زل بهفوة فليرحم المعافى المرضى، (اِجتَنِبوا كَثِيراً مِن الظَنِّ إنَّ بَعضَ الظَنِّ إثمُ ولا تَجَسَّسوا ولا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاً).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أنشأ النفوس مريضة وممروضه، ومبتدية فعل الخير وأخرى محضوضه، خلق الأموال وسيلة إلى المحبوبات المعروضة، فاحفظوها وما أظن نصيحتي مبغوضة، كم من معامل خيانته تقرض أمانته قرض البعوضة، فقد عشنا حتى رأينا الأمانات المفروضة مرفوضة، فاشهدوا فرب عزيمة على الأداء باتت منقوضه (وإن كُنتُم عَلى سَفرٍ ولم تَجِدوا كاتِباً فَرِهانُ مَقبُوضَه).
وليس في حرفي الطاء والظاء شيء
حرف العين
الخطبة الأولى الحمد لله الذي أجرى القضاء كما شاء ضراً ونفعا، وبث القدر على ما أراد إعطاء ومنعا، لا مثل له ولا شبه فاعلم قطعا، لا إله إلا هو يسأل ويدعى، خلق الإنسان من نطفة إلى علقة فاعدد سبعا، بينا يرى قطرات ماء إذا هو يبطش ويعسى، وإذا حركات لسانه تعرب خفضاً ورفعا، ثم قضى بالممات فإذا الأقدار تدفعه دفعا، ويرى منجل الهلاك يحصد من الأبدان زرعا، ثم جاءت صيحة القيامة فقام كل الصرعى، (وتركنا بَعضَهُم يَومَئذٍ يَموجُ فِي بَعضٍ ونُفِخَ فِي الصُورِ فَجمعناهُم جَمعا).
الخطبة الثانية
الحمد لله الخالق الصانع فلا شريك في صنعه، الرازق المانع فلا معطي لمنعه، صرف العبد كما شاء بين ضره ونفعه، وقضى له وعليه بما لا وجه لدفعه، أخرج البذر بقدرته فهو المتولى لزرعه، وساق العنان إلى حضرته فبذل في خدمته قدر وسعه، فالرعد يزمجر بصوته والبرق يخوف بلمعه، والقطر مغربل بنزيل وقعه، وعين السحاب تبكي صب الصب لدمعه، والأرض تضحك إلى الغمام إذا واصلها بعد قطعه، ودولاب العرق يرقي الماء من أصله إلى فرعه، فطفل البذر يمتص امتصاص الفصيل من ضرعه، وكف القدرة للحب يصف وقد وكل الحف بطلعه، وعروس الثرى تزف في الربيع خدر كانون إلى ربعه، فتجلى على بعل البصر تحريكاً لطبعه، والحمام يشكر ويشكو فقد الإلف بسجعه، فيأخذ حنينه إذا حن ببصر المحب وسمعه، فكأنه بما يبدىء بدري يبكي على نجده وسلعه، فرجه النرجس قد أقمر، واللينوفر قد ضم نفسه فأضمر، (اَنظُروا إلى ثَمَرِه إذا أثمَرَ ويَنِعه).
وليس في حرف الغين شيء
حرف الفاء
الخطبة الأولى
حرف الضاد
الخطبة الأولى الحمد لله الذي رفع بقدرته سماء وسطح بصنعته أرضا، وأجرى القدر بمشيئته فاسخط وأرضى، ودبر الأمور بإرادته إبراماً ونقضا، وتصرف في الأكوان بحكمته طولاً وعرضا، ووعد المكلفين بعدل أقضيته حساباً وعرضا، ونهى المسلم أن يستلب من إخوانه مالاً أو عرضا، فإذا رأيتم من زل بهفوة فليرحم المعافى المرضى، (اِجتَنِبوا كَثِيراً مِن الظَنِّ إنَّ بَعضَ الظَنِّ إثمُ ولا تَجَسَّسوا ولا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاً).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أنشأ النفوس مريضة وممروضه، ومبتدية فعل الخير وأخرى محضوضه، خلق الأموال وسيلة إلى المحبوبات المعروضة، فاحفظوها وما أظن نصيحتي مبغوضة، كم من معامل خيانته تقرض أمانته قرض البعوضة، فقد عشنا حتى رأينا الأمانات المفروضة مرفوضة، فاشهدوا فرب عزيمة على الأداء باتت منقوضه (وإن كُنتُم عَلى سَفرٍ ولم تَجِدوا كاتِباً فَرِهانُ مَقبُوضَه).
وليس في حرفي الطاء والظاء شيء
حرف العين
الخطبة الأولى الحمد لله الذي أجرى القضاء كما شاء ضراً ونفعا، وبث القدر على ما أراد إعطاء ومنعا، لا مثل له ولا شبه فاعلم قطعا، لا إله إلا هو يسأل ويدعى، خلق الإنسان من نطفة إلى علقة فاعدد سبعا، بينا يرى قطرات ماء إذا هو يبطش ويعسى، وإذا حركات لسانه تعرب خفضاً ورفعا، ثم قضى بالممات فإذا الأقدار تدفعه دفعا، ويرى منجل الهلاك يحصد من الأبدان زرعا، ثم جاءت صيحة القيامة فقام كل الصرعى، (وتركنا بَعضَهُم يَومَئذٍ يَموجُ فِي بَعضٍ ونُفِخَ فِي الصُورِ فَجمعناهُم جَمعا).
الخطبة الثانية
الحمد لله الخالق الصانع فلا شريك في صنعه، الرازق المانع فلا معطي لمنعه، صرف العبد كما شاء بين ضره ونفعه، وقضى له وعليه بما لا وجه لدفعه، أخرج البذر بقدرته فهو المتولى لزرعه، وساق العنان إلى حضرته فبذل في خدمته قدر وسعه، فالرعد يزمجر بصوته والبرق يخوف بلمعه، والقطر مغربل بنزيل وقعه، وعين السحاب تبكي صب الصب لدمعه، والأرض تضحك إلى الغمام إذا واصلها بعد قطعه، ودولاب العرق يرقي الماء من أصله إلى فرعه، فطفل البذر يمتص امتصاص الفصيل من ضرعه، وكف القدرة للحب يصف وقد وكل الحف بطلعه، وعروس الثرى تزف في الربيع خدر كانون إلى ربعه، فتجلى على بعل البصر تحريكاً لطبعه، والحمام يشكر ويشكو فقد الإلف بسجعه، فيأخذ حنينه إذا حن ببصر المحب وسمعه، فكأنه بما يبدىء بدري يبكي على نجده وسلعه، فرجه النرجس قد أقمر، واللينوفر قد ضم نفسه فأضمر، (اَنظُروا إلى ثَمَرِه إذا أثمَرَ ويَنِعه).
وليس في حرف الغين شيء
حرف الفاء
الخطبة الأولى
الحمد لله الغني في إيجاده عن التكلف، العادل في أفعاله والتصرف، الجائد بالأنعام الزائد والتعطف، القائل للشيء كن فيكون بلا توقف، ألف فأحكم التأليف، وتألف فأحسن التأليف، تعرف إلى خلقه بأدلةٍ تشفي أهل التعرف أوصافه مأخوذة عن الأنبياء لا عن أهل التفلسف، تلق المنقول بكف المعقول واربح التعسف، جل من كريم يغيث المستغيث ويرحم التلهف، ويحب التواضع ويكره التعجرف، ويبغض التلطخ بالخطايا ويختار التنظف، ويؤثر سهل الأخلاق لا شراسها في التقشف، أغنى وأفقر فليحد الواجد للسؤال وأهل التشوف، (للفُقَراءِ الَّذِين أُحصِروا فِي سَبيلِ اللهِ لا يَستَطيعُون ضَرباً فِي الأرضِ يَحسَبُهُم الجاهِلُ أغنِياءَ مِن التَعَفُّفِ).
الخطبة الثانية
الحمد لله صانع المؤتلف وجامع المختلف، أكمل من وصف وأعدل من ينتصف جوده قد عرف، وحلمه قد ألف، وإن حدق حس إلى عظمته طرف، وإن استرق شيطان فكر في سماء عزته قذف، أنزل كلاماً قديماً نؤمن به ونعترف، ونجعله بحراً خضماً منه الفهوم تغترف، فتلاعب به أهل الضلال فإذا أهواؤهم تختلف، قال بعضهم كلام الله معنى قائم بذاته لا يأتلف، ليس في كلام الله لام ولا ألف، وقال النظام هو مخلوق والنظام قد خرف، واجتمعوا في بيت البدعة وبيت البدعة يكسف، وكدروا مشرع القرآن والقرآن صلف، ولا حور، (والسَماءُ ذاتُ الحُبُكِ إنّكُم لَفِي قُولٍ مُختَلِف).
حرف القاف
الخطبة الأولى الحمد لله الذي ينفق ويرفق، ويسوق الأقوات إلى المخلوقات ويرزق، يبعث السحاب وفيه البرق يبرق، فينزل القطر فيورق الغصن وينسق، ويفتح أكمام النبات بقدرته ويفتق، ويجمع بين الأضداد إذا شاء ويفرق، ويعلم بالنهار ما يحدث وبالليل ما يطرق، بإرادته تصير البيضة فرخاً وبمشيئته تمرق، يعلم خائنة الطرف حين يسارق ويرمق، يثيب المخلص والرياء عنده لا ينفق، نفذ قضاؤه فجاع بشر وشبع يلبق، يحب المطيع ويبغض من يفسق، يرمي بنبل هجره من أعرض عنه ويرشق، له كتاب وسنة ومخالفهما يمرق، يجهل من يشبهه بمصنوعاته ويخمن (أفَمَن يَخلُقُ كمن لا يَخلُق).
حرف الكاف
الخطبة الأولى الحمد لله الذي فصم عرى الجبابرة وفك، وقصم أعناق القياصرة وبك، ورفع باليقين ما اعترض في القلب وحك، وتجلى بهيبته للجبل فساخ واندك، لا يغرب عن سمعه صوت الفصيل إذا أمتك، ولا عور بعود إذا قر أو احتك، ابتلى العباد لا ليكون ما لم يكتب في الصك (إلاَّ لِنعلَمَ مَن يُؤمِنُ باِلآخِرةِ مِمَّن هُو مِنها فِي شَكٍّ).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي يسبحه الملك والملك، والفلك والفلك، والنور والحلك، والسبيل ومن سلك، إذا أعرض عن عبدٍ هلك، وإذا أعان فقيراً ملك، توحد بالأقضية فما فيها مشترك، كم نكس من نسك وكم عثر لا بحسك، خصك بالتقديم على الملائكة وآمرك، وأعطاك سلاح الجهاد وأقام المعترك، فقبلت نفسك بالخطايا فعلى من الدرك، وبارزته بالذنوب كأنه لم يرك، وأقدمت على خلافه فما أجسرك، وسمعت وصف عذابه فما أصبرك ، ولقد كنت صغيراً مطيعاً فماذا غيرك، إن اختطفت قوياً وإلا قاسيت كبرك:
تَسوقُ القَوِي بِالعَصا ... ونَضُو القَوِي قَد بَرَك
فاسمع قسمة ما لك يا من قد أنفرك، (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أولادِكُم لِلذَّكَرِ مِثلُ حَظَّ الأُنثَيينِ فإن كُنَّ نِساءً فَوقَ اِثنَتينِ فَلَهُن ثُلُثا ما تَرك).
الخطبة الثالثة
الحمد لله المتفرد بالملك ولا شريك، القاصم أعناق الجبابرة فقد بت مرتبك، الذي نصر بي جند السنة وقد ضعفوا فأنا اليزك، وقتل بوجودي حسادي ولا درك، فأنا أصعد وهم ينزلون إلى الدرك، وكلما لاح آمال فؤادي دار على مرادي الفلك، وكلما جاء عرفي شب في العلم وما أنفرك، زاحمت كبار العلماء قالوا تاالله لقد آثرك، وأقر بالعجز فخلا لي المعترك، وكلما نصب إبليس لي شركاً خرقت ذلك الشرك، وما أبقى حيلة لي في مكائده ولا ترك، وهذا كله لا مني بل مِن من ملك، (قُل لا أقُولُ لكُم عِندِي خَزائِنُ اللهِ ولا أعلمُ الغيبَ ولا أقُولُ لكُم إنِّي مَلَك).
الخطبة الرابعة
الخطبة الثانية
الحمد لله صانع المؤتلف وجامع المختلف، أكمل من وصف وأعدل من ينتصف جوده قد عرف، وحلمه قد ألف، وإن حدق حس إلى عظمته طرف، وإن استرق شيطان فكر في سماء عزته قذف، أنزل كلاماً قديماً نؤمن به ونعترف، ونجعله بحراً خضماً منه الفهوم تغترف، فتلاعب به أهل الضلال فإذا أهواؤهم تختلف، قال بعضهم كلام الله معنى قائم بذاته لا يأتلف، ليس في كلام الله لام ولا ألف، وقال النظام هو مخلوق والنظام قد خرف، واجتمعوا في بيت البدعة وبيت البدعة يكسف، وكدروا مشرع القرآن والقرآن صلف، ولا حور، (والسَماءُ ذاتُ الحُبُكِ إنّكُم لَفِي قُولٍ مُختَلِف).
حرف القاف
الخطبة الأولى الحمد لله الذي ينفق ويرفق، ويسوق الأقوات إلى المخلوقات ويرزق، يبعث السحاب وفيه البرق يبرق، فينزل القطر فيورق الغصن وينسق، ويفتح أكمام النبات بقدرته ويفتق، ويجمع بين الأضداد إذا شاء ويفرق، ويعلم بالنهار ما يحدث وبالليل ما يطرق، بإرادته تصير البيضة فرخاً وبمشيئته تمرق، يعلم خائنة الطرف حين يسارق ويرمق، يثيب المخلص والرياء عنده لا ينفق، نفذ قضاؤه فجاع بشر وشبع يلبق، يحب المطيع ويبغض من يفسق، يرمي بنبل هجره من أعرض عنه ويرشق، له كتاب وسنة ومخالفهما يمرق، يجهل من يشبهه بمصنوعاته ويخمن (أفَمَن يَخلُقُ كمن لا يَخلُق).
حرف الكاف
الخطبة الأولى الحمد لله الذي فصم عرى الجبابرة وفك، وقصم أعناق القياصرة وبك، ورفع باليقين ما اعترض في القلب وحك، وتجلى بهيبته للجبل فساخ واندك، لا يغرب عن سمعه صوت الفصيل إذا أمتك، ولا عور بعود إذا قر أو احتك، ابتلى العباد لا ليكون ما لم يكتب في الصك (إلاَّ لِنعلَمَ مَن يُؤمِنُ باِلآخِرةِ مِمَّن هُو مِنها فِي شَكٍّ).
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي يسبحه الملك والملك، والفلك والفلك، والنور والحلك، والسبيل ومن سلك، إذا أعرض عن عبدٍ هلك، وإذا أعان فقيراً ملك، توحد بالأقضية فما فيها مشترك، كم نكس من نسك وكم عثر لا بحسك، خصك بالتقديم على الملائكة وآمرك، وأعطاك سلاح الجهاد وأقام المعترك، فقبلت نفسك بالخطايا فعلى من الدرك، وبارزته بالذنوب كأنه لم يرك، وأقدمت على خلافه فما أجسرك، وسمعت وصف عذابه فما أصبرك ، ولقد كنت صغيراً مطيعاً فماذا غيرك، إن اختطفت قوياً وإلا قاسيت كبرك:
تَسوقُ القَوِي بِالعَصا ... ونَضُو القَوِي قَد بَرَك
فاسمع قسمة ما لك يا من قد أنفرك، (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أولادِكُم لِلذَّكَرِ مِثلُ حَظَّ الأُنثَيينِ فإن كُنَّ نِساءً فَوقَ اِثنَتينِ فَلَهُن ثُلُثا ما تَرك).
الخطبة الثالثة
الحمد لله المتفرد بالملك ولا شريك، القاصم أعناق الجبابرة فقد بت مرتبك، الذي نصر بي جند السنة وقد ضعفوا فأنا اليزك، وقتل بوجودي حسادي ولا درك، فأنا أصعد وهم ينزلون إلى الدرك، وكلما لاح آمال فؤادي دار على مرادي الفلك، وكلما جاء عرفي شب في العلم وما أنفرك، زاحمت كبار العلماء قالوا تاالله لقد آثرك، وأقر بالعجز فخلا لي المعترك، وكلما نصب إبليس لي شركاً خرقت ذلك الشرك، وما أبقى حيلة لي في مكائده ولا ترك، وهذا كله لا مني بل مِن من ملك، (قُل لا أقُولُ لكُم عِندِي خَزائِنُ اللهِ ولا أعلمُ الغيبَ ولا أقُولُ لكُم إنِّي مَلَك).
الخطبة الرابعة
الحمد لله المالك والكل مملوك، الرازق فرزقه يعم الغني والصعلوك، اختار محمداً من الخلق فهو كالذهب السمبوك، وأوضح دلائله كإيضاح الطريق المسلوك، وأذك به الجبابرة الشم الملوك وأنزل عليه كلاماً إذا قرأته افتخر فوك، وما دمت تقرؤه فالوقار يعلوك، فهو يتلى في الصلوات من الغسق إلى الدلوك، فيا من يحب الأخرى ويهجر الدنيا الفروك، لا يمل حادي تلاوته السير ولا يختار البروك، عارضه مسيلمة بقرآن قرأه على ابن متروك، فلو سكت كان مستوراً غير أن الله يفضح المعتوك، ونسج الأعداء ثوب معاداته، (ولولا فَضلُ اللهِ عَليكَ ورَحمتُهُ لهَمَّت طائِفةُ مِنهُم أن يُضِلُّوكَ).
حرف اللام
الخطبة الأولى الحمد لله الذي يحول كل شيءٍ ولا يحول، ويزول كل مقيم ولا يزول، ويطول شرح به ما به يطول، صفاته متلقاة من الكتاب والسنة بالقبول، شاهدان عدلان وما من العدول عدول، المستخرج منهما فضل ومن غيرهما فضول، نصول بنصولهما عند الخوض في الأصول، إذا أخفى غيرنا عقيدته ضر
حرف اللام
الخطبة الأولى الحمد لله الذي يحول كل شيءٍ ولا يحول، ويزول كل مقيم ولا يزول، ويطول شرح به ما به يطول، صفاته متلقاة من الكتاب والسنة بالقبول، شاهدان عدلان وما من العدول عدول، المستخرج منهما فضل ومن غيرهما فضول، نصول بنصولهما عند الخوض في الأصول، إذا أخفى غيرنا عقيدته ضر
________________________________________________
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى