- إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3909
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
في رحاب بر الوالدين (3)
السبت 03 سبتمبر 2011, 01:59
رابع عشر: الدعاء:
وذلك بأن تتوجه إلى الله تعالى أن يعينك على البر بل أن يجعلك مداوماً عليه… فتقول:
{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} (آل عمران:
فيثبت الله قلبك وجوارحك على بر الوالدين.
والدعاء ذاته عبادة لله تجعلك في معيته ومحبته وتوفيقه فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء هو العبادة))
ولقد أمرنا الله به فقال:
{وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} (غافر: 60)
كما طمأن الله سبحانه وتعالى عباده بأنه قريب سميع مجيب الدعاء.
قال الله تعالى:
{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان...} (البقرة: 186)
فهذه رحمة من الله عز وجل شاملة ونعمة واسعة وفيض عظيم، ولطف كريم بأن جعل العلاقة بينه سبحانه وتعالى وبين عباده علاقة حب وود. ومن آثار هذا الحب ولمسات هذا الود والحنان الدعاء له عز وجل مباشرة دون واسطة.
والدعاء إلى الله يتطلب فقط الإخلاص في القول والعمل، والصدق في النية والعزيمة .. وفي حاجة دائمة إلى القلب السليم.
فالدعاء هو جناح نوراني يصدر من القلب إلى الله مباشرة دون واسطة وهو في جوهره وحقيقته سر بين العبد وربه ولا يعلم السر إلا الله.
{ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء} (إبراهيم: 38)
{وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم..}
(الأنعام: 3)
{وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور}
(الملك: 13)
فهو سبحانه وحده العليم بما في نفس كل إنسان، وبما يتمناه كل فرد .. فهو العليم بذات الصدور.
والدعاء إلى الله يمثل الإيمان الشامل والعبودية المطلقة، حيث يكمن في حقيقة الدعاء معنى باطني هام وهو اعتراف إيمان العبد إيماناً مطلقاً بأن الله واحد .. لا إله إلا هو لا شريك له .. هو المالك لكل شيء .. والمهيمن على كل شيء .. والقادر على كل شيء، وأن العبد يدعوه إيماناً بأنه سبحانه الواحد القهار القادر وحده على الاستجابة إلى دعائه وتحقيق طلبه. ولقد وعد الله عبده بالاستجابة إليه وبين له أنه قريب يجيب دعوة الداع إذا دعاه وأنه أقرب إليه من حبل الوريد.
وسجود الإنسان لله يسبح بحمده ويدعوه لاجئا إليه وحده يعنى إيمان مطلق من العبد بأن الله واحد .. لا إله إلا هو مالك الملك، وهو وحده القادر على كل شيء، وأن بيده الأمر كله، وإليه وحده ترجع الأمور كلها، فهو وحده صاحب الأمر .. ولذلك فهو يدعوه ويلجأ إليه وحده.
وهنا تتجلى قمة من قمم الإيمان بالله، وتتبلور قمة من قمم العبودية لله الواحد القهار رب العالمين.
وهذه القمة هي التي تعين الإنسان على طاعة الله في ما أمر سبحانه وتعالى وعلى رأسها بر الوالدين.
ولا يمكن أن يسعى العبد إلى طاعة الله ويتركه الله بل يمده بالعون والثبات في طريقه ويفتح له الأبواب ويعينه ويهديه للقرب منه عز وجل، فإذا طلب الإنسان من الله أن يعينه على بر الوالدين فلا شك أنه سيهديه إلى ذلك، فيصبح عبداً محباً لله باراً بوالديه فينال رضا الله ويفوز بكان في الجنة.
خامس عشر: التربية الإيمانية:
وتتجلى في إقامة الدين أن أقيموا الدين وذلك بفعل ما يحبه الله والبعد عن كل ما يغضبه عز وجل، وأن تجاهد نفسك في طاعة الله وفي بر الوالدين.
{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}
(العنكبوت: 69)
وأن تعلم أن الله يراقبك في كل صغيرة وكبيرة، ومن هنا تجد نفسك دائماً تتنافس مع غيرك وتسابق الريح في طاعة الله ولسان حالك.
{قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}
(الأنعام: 162-163)
فاحرص أن تكون التربية الإيمانية بداخلك، حيث تهذبك وتصقلك، وتقتدى دائما بأنبياء الله في أفعالهم وأقوالهم وأحيا دائما بنور القرآن الكريم فتطيع أمر الله في كل ما جاء به وتنتهي عما نهي عنه، واطمع دائما في رضاه ورحمته ولمسات حنانه .. إنها كنوز الدنيا والآخرة.
وكن من عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا : سلاما.
هكذا هي التربية الإيمانية تعلمك وتهذبك وتثبت فؤادك وتملأك رحمة وحنانا فتعينك على بر والديك.
سادس عشر: ذكر الله:
من الأسباب التي تعينك على بر الوالدين ذكر الله…
قال تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراُ لعلكم تفلحون} (الأنفال: 45)
فإن كان الله عز وجل قد جعل الذكرى من أعظم ما يعين على الثبات في الجهاد فمن باب أولى أن يكون الذكر سبباً في الثبات على بر الوالدين وسائر الطاعات.
قال الله تعالى:
{الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (الرعد: 28)
وللذكر فضائل عديدة، وآثار نفسية رائعة، وثمرات جليلة منها:
1- أنه يعين الإنسان على مجابهة الصعاب.
2- يساعده على التغلب على العقبات.
3- يجعله قادرا على طرح رياء النفس جانباً.
4- يعمل على تحلية القلب من الآفات.
5- يصرف عن النفس الخواطر المذمومة.
6- يدفع عن الإنسان غواية الشيطان.
7- يزيل عنه الحقد والغل والحسد والاغترار.
8- ينقى القلب ويجعله قابلا لاستقبال المعانى الإلهية والأسرار الربانية وينزل على النفس الأمن والسكينة.
9- كما أن الذكر باب إلى الاستقامة والاعتدال إذ يجنب الإنسان الانحراف وارتكاب المعاصى؛ لأن فيه حلاوة الاتصال.
ومن يحافظ على الذكر يحيا في دائرة النور الإلهي مما يعينه على الطاعة فيسعى إلى بر الوالدين والإحسان إليهما وتكريمهما.
فالذكر هو الحصن الذي يتحصن به المؤمن من مكائد الشيطان، وبه يرتع العبد في رياض الجنان وبه يثبت العبد على طاعة الرحمن.
سابع عشر: طلب العلم:
فالعلم يجعل العبد أكمل الناس معرفة بالله .. ومن عرف الله زادت خشيته منه.
قال الله تعالى:
{إنما يخشى الله من عباده العلماء} (فاطر: 28)
فيخشى أن يعصى الله بعقوق الوالدين، بل قال صلى الله عليه وسلم:
((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))
فإن أراد الله بك خيراً وامتن عليك بنعمة الفقه في الدين، فإنه بذلك ييسر لك برك بوالديك وذلك لعلمك بالأجر والمثوبة وخوفك من البطش والعقوبة.
ثامن عشر: مرافقة الصالحين:
يتأثر المرء سلباً وإيجاباً برفاقه الذين يصاحبهم فمن صاحب أهل العقوق تشبه بهم، ومن صاحب أهل البر والإحسان بالوالدين تشبه بهم، فإن مرافقة أهل الصلاح والتقوى يكونون عوناً لك في الدنيا على طاعة الله.
تاسع عشر: الخوف من سوء الخاتمة وتذكر الموت:
الموت هو الحقيقة الوحيدة في الحياة، ونحن جميعاً مسافرون ومهاجرون هذه الدنيا فلا بد أن تتجهز لهذا اليوم الذي تقف فيه بين يدى الله عز وجل.
{يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه}
(الانشقاق: 6)
{واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}
(البقرة: 281)
{أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة}
(النساء: 78)
إن في تذكر الموت عظة وعبرة، حيث يذكرك بأنك بلا شك ستمر بهذه اللحظة التي ترى فيها غيرك، ولا بد أن تعد العدة قبل حلول هذه اللحظة.
ولذلك من الأمور الهامة في حياة الإنسان تذكره للموت مما يعينه على الطاعة وفعل الخيرات استعداداً لهذه اللحظة لحظة لقاء الله فكيف سيقابله وهو عاصٍ متمرد عاق لواليه.
إن بر الوالدين من العبادات التي أمرنا الله بها وأوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإتباعها.
والسعي إليها والمحافظة عليها يقربك من الله ورسوله وتجعلك في مقام عال تحظى بمكان في الجنة.
ومن يتذكر الموت يتذكر أيضاً الخاتمة، ودائماً يدعو الإنسان المؤمن ((اللهم أحسن خاتمتي)) وحسن الخاتمة طريق كله عمل وجهاد وسعى في سبيل الله ولمرضاة الله.
والشعور بالخوف من سوء الخاتمة وعاقبتها يعينك على الطاعة ويساعدك على أن تبتعد عن كل ما يغضب الله ونهاك عنه ومنه عقوق الوالدين.
ولأهمية بر الوالدين عند الله سبحانه وتعالى جعله عز وجل بعد التوحيد وعبادة الله، وهي عبادة نستطيع أن نقدم فيها الكثير دون أن يكلفك ذلك شيء سوى حبك ورحمتك لمن أحبوك وأعطوك عمرهم وأيامهم بسعادة لا ينتظرون منك ثناءاً أو شكراً أو أجراً، وما تقدمه لهما الآن لا يساوى شيئاً أمام ما قدموه لك من جهد متواصل وقلق مستمر وعناء دائم من أجل تربيتك وتوجيهك ومستقبلك وحياتك التي هي أغلى من حياتهما.
فالخوف من سوء الخاتمة وتذكر الموت وغضب الله يجعل الإنسان يسعى إلى طاعة الله ورضاه فيبر والديه ويحسن صحبتهما في الحياة ويترحم عليهما بعد الممات.
وذلك بأن تتوجه إلى الله تعالى أن يعينك على البر بل أن يجعلك مداوماً عليه… فتقول:
{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} (آل عمران:
فيثبت الله قلبك وجوارحك على بر الوالدين.
والدعاء ذاته عبادة لله تجعلك في معيته ومحبته وتوفيقه فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء هو العبادة))
ولقد أمرنا الله به فقال:
{وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} (غافر: 60)
كما طمأن الله سبحانه وتعالى عباده بأنه قريب سميع مجيب الدعاء.
قال الله تعالى:
{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان...} (البقرة: 186)
فهذه رحمة من الله عز وجل شاملة ونعمة واسعة وفيض عظيم، ولطف كريم بأن جعل العلاقة بينه سبحانه وتعالى وبين عباده علاقة حب وود. ومن آثار هذا الحب ولمسات هذا الود والحنان الدعاء له عز وجل مباشرة دون واسطة.
والدعاء إلى الله يتطلب فقط الإخلاص في القول والعمل، والصدق في النية والعزيمة .. وفي حاجة دائمة إلى القلب السليم.
فالدعاء هو جناح نوراني يصدر من القلب إلى الله مباشرة دون واسطة وهو في جوهره وحقيقته سر بين العبد وربه ولا يعلم السر إلا الله.
{ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء} (إبراهيم: 38)
{وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم..}
(الأنعام: 3)
{وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور}
(الملك: 13)
فهو سبحانه وحده العليم بما في نفس كل إنسان، وبما يتمناه كل فرد .. فهو العليم بذات الصدور.
والدعاء إلى الله يمثل الإيمان الشامل والعبودية المطلقة، حيث يكمن في حقيقة الدعاء معنى باطني هام وهو اعتراف إيمان العبد إيماناً مطلقاً بأن الله واحد .. لا إله إلا هو لا شريك له .. هو المالك لكل شيء .. والمهيمن على كل شيء .. والقادر على كل شيء، وأن العبد يدعوه إيماناً بأنه سبحانه الواحد القهار القادر وحده على الاستجابة إلى دعائه وتحقيق طلبه. ولقد وعد الله عبده بالاستجابة إليه وبين له أنه قريب يجيب دعوة الداع إذا دعاه وأنه أقرب إليه من حبل الوريد.
وسجود الإنسان لله يسبح بحمده ويدعوه لاجئا إليه وحده يعنى إيمان مطلق من العبد بأن الله واحد .. لا إله إلا هو مالك الملك، وهو وحده القادر على كل شيء، وأن بيده الأمر كله، وإليه وحده ترجع الأمور كلها، فهو وحده صاحب الأمر .. ولذلك فهو يدعوه ويلجأ إليه وحده.
وهنا تتجلى قمة من قمم الإيمان بالله، وتتبلور قمة من قمم العبودية لله الواحد القهار رب العالمين.
وهذه القمة هي التي تعين الإنسان على طاعة الله في ما أمر سبحانه وتعالى وعلى رأسها بر الوالدين.
ولا يمكن أن يسعى العبد إلى طاعة الله ويتركه الله بل يمده بالعون والثبات في طريقه ويفتح له الأبواب ويعينه ويهديه للقرب منه عز وجل، فإذا طلب الإنسان من الله أن يعينه على بر الوالدين فلا شك أنه سيهديه إلى ذلك، فيصبح عبداً محباً لله باراً بوالديه فينال رضا الله ويفوز بكان في الجنة.
خامس عشر: التربية الإيمانية:
وتتجلى في إقامة الدين أن أقيموا الدين وذلك بفعل ما يحبه الله والبعد عن كل ما يغضبه عز وجل، وأن تجاهد نفسك في طاعة الله وفي بر الوالدين.
{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}
(العنكبوت: 69)
وأن تعلم أن الله يراقبك في كل صغيرة وكبيرة، ومن هنا تجد نفسك دائماً تتنافس مع غيرك وتسابق الريح في طاعة الله ولسان حالك.
{قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}
(الأنعام: 162-163)
فاحرص أن تكون التربية الإيمانية بداخلك، حيث تهذبك وتصقلك، وتقتدى دائما بأنبياء الله في أفعالهم وأقوالهم وأحيا دائما بنور القرآن الكريم فتطيع أمر الله في كل ما جاء به وتنتهي عما نهي عنه، واطمع دائما في رضاه ورحمته ولمسات حنانه .. إنها كنوز الدنيا والآخرة.
وكن من عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا : سلاما.
هكذا هي التربية الإيمانية تعلمك وتهذبك وتثبت فؤادك وتملأك رحمة وحنانا فتعينك على بر والديك.
سادس عشر: ذكر الله:
من الأسباب التي تعينك على بر الوالدين ذكر الله…
قال تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراُ لعلكم تفلحون} (الأنفال: 45)
فإن كان الله عز وجل قد جعل الذكرى من أعظم ما يعين على الثبات في الجهاد فمن باب أولى أن يكون الذكر سبباً في الثبات على بر الوالدين وسائر الطاعات.
قال الله تعالى:
{الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (الرعد: 28)
وللذكر فضائل عديدة، وآثار نفسية رائعة، وثمرات جليلة منها:
1- أنه يعين الإنسان على مجابهة الصعاب.
2- يساعده على التغلب على العقبات.
3- يجعله قادرا على طرح رياء النفس جانباً.
4- يعمل على تحلية القلب من الآفات.
5- يصرف عن النفس الخواطر المذمومة.
6- يدفع عن الإنسان غواية الشيطان.
7- يزيل عنه الحقد والغل والحسد والاغترار.
8- ينقى القلب ويجعله قابلا لاستقبال المعانى الإلهية والأسرار الربانية وينزل على النفس الأمن والسكينة.
9- كما أن الذكر باب إلى الاستقامة والاعتدال إذ يجنب الإنسان الانحراف وارتكاب المعاصى؛ لأن فيه حلاوة الاتصال.
ومن يحافظ على الذكر يحيا في دائرة النور الإلهي مما يعينه على الطاعة فيسعى إلى بر الوالدين والإحسان إليهما وتكريمهما.
فالذكر هو الحصن الذي يتحصن به المؤمن من مكائد الشيطان، وبه يرتع العبد في رياض الجنان وبه يثبت العبد على طاعة الرحمن.
سابع عشر: طلب العلم:
فالعلم يجعل العبد أكمل الناس معرفة بالله .. ومن عرف الله زادت خشيته منه.
قال الله تعالى:
{إنما يخشى الله من عباده العلماء} (فاطر: 28)
فيخشى أن يعصى الله بعقوق الوالدين، بل قال صلى الله عليه وسلم:
((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))
فإن أراد الله بك خيراً وامتن عليك بنعمة الفقه في الدين، فإنه بذلك ييسر لك برك بوالديك وذلك لعلمك بالأجر والمثوبة وخوفك من البطش والعقوبة.
ثامن عشر: مرافقة الصالحين:
يتأثر المرء سلباً وإيجاباً برفاقه الذين يصاحبهم فمن صاحب أهل العقوق تشبه بهم، ومن صاحب أهل البر والإحسان بالوالدين تشبه بهم، فإن مرافقة أهل الصلاح والتقوى يكونون عوناً لك في الدنيا على طاعة الله.
تاسع عشر: الخوف من سوء الخاتمة وتذكر الموت:
الموت هو الحقيقة الوحيدة في الحياة، ونحن جميعاً مسافرون ومهاجرون هذه الدنيا فلا بد أن تتجهز لهذا اليوم الذي تقف فيه بين يدى الله عز وجل.
{يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه}
(الانشقاق: 6)
{واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}
(البقرة: 281)
{أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة}
(النساء: 78)
إن في تذكر الموت عظة وعبرة، حيث يذكرك بأنك بلا شك ستمر بهذه اللحظة التي ترى فيها غيرك، ولا بد أن تعد العدة قبل حلول هذه اللحظة.
ولذلك من الأمور الهامة في حياة الإنسان تذكره للموت مما يعينه على الطاعة وفعل الخيرات استعداداً لهذه اللحظة لحظة لقاء الله فكيف سيقابله وهو عاصٍ متمرد عاق لواليه.
إن بر الوالدين من العبادات التي أمرنا الله بها وأوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإتباعها.
والسعي إليها والمحافظة عليها يقربك من الله ورسوله وتجعلك في مقام عال تحظى بمكان في الجنة.
ومن يتذكر الموت يتذكر أيضاً الخاتمة، ودائماً يدعو الإنسان المؤمن ((اللهم أحسن خاتمتي)) وحسن الخاتمة طريق كله عمل وجهاد وسعى في سبيل الله ولمرضاة الله.
والشعور بالخوف من سوء الخاتمة وعاقبتها يعينك على الطاعة ويساعدك على أن تبتعد عن كل ما يغضب الله ونهاك عنه ومنه عقوق الوالدين.
ولأهمية بر الوالدين عند الله سبحانه وتعالى جعله عز وجل بعد التوحيد وعبادة الله، وهي عبادة نستطيع أن نقدم فيها الكثير دون أن يكلفك ذلك شيء سوى حبك ورحمتك لمن أحبوك وأعطوك عمرهم وأيامهم بسعادة لا ينتظرون منك ثناءاً أو شكراً أو أجراً، وما تقدمه لهما الآن لا يساوى شيئاً أمام ما قدموه لك من جهد متواصل وقلق مستمر وعناء دائم من أجل تربيتك وتوجيهك ومستقبلك وحياتك التي هي أغلى من حياتهما.
فالخوف من سوء الخاتمة وتذكر الموت وغضب الله يجعل الإنسان يسعى إلى طاعة الله ورضاه فيبر والديه ويحسن صحبتهما في الحياة ويترحم عليهما بعد الممات.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى