- حمدي عبد الجليلالمشرف العام
- عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28461
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
كتاب - ( الأذكياء ) الباب ( 5 1 ) المنقول عن العرب
الأحد 14 أغسطس 2011, 22:24
الباب الخامس عشر
في سياق المنقول من ذلك عن العرب
وعلماء العربية
في سياق المنقول من ذلك عن العرب
وعلماء العربية
حدثنا علي بن المغيرة قال لما حضرت نزار بن معد الوفاة قسم ماله بين بنيه وهم أربعة مضر وربيعة وإياد وأنمار فقال يا بني هذه القبة الحرماء وهي من آدم وما أشبهها من المال لمضر فسمي مضر الحمراء وهذا الخباء الأسود وما أشبه من المال لربيعة فأخذ خيلادهما فسمى ربيعة الفرس وهذه الخادم وما أشبه من المال لربيعة فأخذ خيلادهما فسمى ربيعة الفرس وهذه الخادم وما أشبهها من المال لأياد وكانت الخادم شمطاء فأخذ إياد البلق وهذه البدرة والمجلس لأنمار يجلس فيه فأخذ أنمار ما صار له وقال لهم إن أشكل الأمر عليكم في ذلك واختلفتم في القسمة فعليكم بالأفعى الجرهمي فاختلفوا فتوجهوا إلى الأفعى فبينما هم يسيرون إذ رأى مضر كلاء قد رعى إياد وهو ابتر وقال أنمار وهو شرود فلم يسيروا إلا قليلاً حتى لقيهم رجل توضع به راحلته فسألهم عن البعير فقال مضر هو أعور قال نعم قال ربيعة هو أزور قال نعم قال إياد هو ابتر قال نعم قال أنمار هو شرود قال نعم هذه والله صفة بعيري دلوني عليه فحلفوا له أنهم ما رأوه فلزمهم وقال كيف أصدقكم وأنتم تصفون بعيري بصفته فساروا حتى قدموا على نجران فنزلوا بالأفعى الجرهمي فنادى صاحب البعير أصحاب بعيري وصفوا لي صفته ثم قالوا لم نره فقال الجرهمي كيف وصفتموه ولم تروه فقال مضر رأيته يرعى جانباً ويدع جانباً فعرفت أنه أعور وقال ربيعة رأيت إحدى يديه ثابتة الأثر والأخرى فاسدة الأثر فعرفت أنه أفسدها بشدة وطئته لا زوراره وقال إياد عرفت بتره باجتماع بعره ولو كان ذيالاً لمصع بعره به وقال أنمار عرفت أنه شرود أنه كان يرعى في المكان الملتف نبته ثم يجوز إلى مكان آخر أرق منه وأخبث فقال الشيخ ليسوا بأصحاب بعيرك فاطلبه ثم سألهم من هم فأخبروه فرحب بهم وقال تحتاجون إلي وأنتم كما أرى فدعا فلهم بطعام فأكل وأكلوا وشرب وشربوا فقال مضر لم أر كاليوم خمراً أجود لو لا أنها على قبر وقال ربيعة لم أر كاليوم مضر لم أر كاليوم خمراً أجود لولا أنها على قبر وقال ربيعة لم أر كاليوم لحماً أطيب لولا أنه ربي بلبن كلبة وقال إياد لم أر كاليوم رجلاً سرياً لولا أنه ليس لأبيه الذي يدعي له وقال أنمار لم أر كاليوم كلاماً أنفع من حاجتنا فلما سمع صاحبهم كلامهم فقال ما هؤلاء إلا شياطين فسأل أمه فأخبرته أنها كانت تحت ملك ولا يولد له ولد فكرهت أن يذهب الملك فأسكنت رجلاً نزل بهم من نفسها فوطئها وقال للقهرمان للخمر التي شربناها ما أمرها قال من حبة غرستها على قبر أبيك وسأل الراعي عن اللحم ما أمره فقال شاة أرضعناها من لبن كلبة ولم يكن ولد في الغنم شيء غيرها فأتاهم فقال قصوا قصتكم فقصوا عليه ما وصى به أبوهم وما كان من اختلافهم فقال ما أشبه القبة الحرماء من مال فهو لمضر فصارت له الدنانير والغبل وهن حمر فسميت مضر الحمراء وما أشبه الخباء الأسود من دابة ومال فهو لربيعة فصارت له الخيل ويه دعم فسمي ربيعة الفرس وما أشبه الخادم وكانت شمطاء من مال فيه بلق فهو لإياد فصارت له الماشية البلق من الخيل والبقر وقضى لأنمار بالدراهم والأرض فساروا من عنده على ذلك قال مؤلف الكتاب واعلم أن العرب تضرب المثل للذكي بالدهاء فيقولون ادعى من قيس بن زهير وهو سيد عبس وكان شديد الذكاء ومن كلامه أربعة لا يطاقون عبد ملك ونذل شبع وأمة ورثت وقبيحة تزوجت.
عن الشعبي قال خرج عمرو بن معد يكرب يوماً حتى انتهت إلى حي فإذا بفرس مشدودة ورمح مركوز وإذا صاحبه في وهدة يقضي حاجته فقلت له خذ حذرك فإن قاتلك قال ومن أنت قلت عمرو بن معد يكرب قال يا أبا ثور ما أنصفتني أنت على ظهر فرسك وأنا في بئر فأعطني عهداً إنك لا تقتلني حتى أركب فرسي وآخذ حذري فأعطيته عهداً أن لا أقتله حتى يركب فرسه ويأخذ حذره فخرج من المواضع الذي كان فيه حتى أحتبي بسيفه وجلس فقلت له ما هذا قال ما أنا براكب فرسي ولا مقاتلك فإن كنت نكثت عهداً فأنت أعلم فتركته ومضيت فهذا أحيل من رأيت.
عن الشعبي قال خرج عمرو بن معد يكرب يوماً حتى انتهت إلى حي فإذا بفرس مشدودة ورمح مركوز وإذا صاحبه في وهدة يقضي حاجته فقلت له خذ حذرك فإن قاتلك قال ومن أنت قلت عمرو بن معد يكرب قال يا أبا ثور ما أنصفتني أنت على ظهر فرسك وأنا في بئر فأعطني عهداً إنك لا تقتلني حتى أركب فرسي وآخذ حذري فأعطيته عهداً أن لا أقتله حتى يركب فرسه ويأخذ حذره فخرج من المواضع الذي كان فيه حتى أحتبي بسيفه وجلس فقلت له ما هذا قال ما أنا براكب فرسي ولا مقاتلك فإن كنت نكثت عهداً فأنت أعلم فتركته ومضيت فهذا أحيل من رأيت.
عن أبي حاتم الأصمعي قال حدثنا شيخ من بني العنبرة قال أسرت بني شيبان رجلاً من بني العنبر فقال لهم أرسل إلى أهلي ليفدوني قالوا ولا تكلم الرسول إلا بين أيدينا فجاؤوه برسول فقال له ائت قومي فقل لهم أن الشجر قد أورق وأنا لنساء قد اشتكت ثم قال له أتعقل قال نعم اعقل قال فما هذا وأشار بيده فقال هذا الليل قال أراك تعقل انطلق فقل لأهلي عروا جملي الأصهب واركبوا ناقتي الحمراء وسلوا حراثة عن أمري فأتاهم الرسول فأرسلوا إلى حارثة فقص عليهم الرسول القصة فلما خلا معهم قال أما قوله أن الشجر قد أورق فإنه يريد أن القوم قد تسلحوا وقوله أن النساء قد اشتكت فإنه يريد أنها قد اتخذت الشكا للغزور وهي الأسقية وقوله هذا الليل يريد يأتوكم مثل الليل أو في الليل وقوله عروا جملي الأصهب يريد ارتحلوا عن الصمان وقوله اركبوا ناقتي يريد اركبوا الدهناء فلما قال لهم ذلك تحملوا من مكانهم فأتاهم القوم فلم يجدوا منهم أحد.
قال مؤلف الكتاب وبلغني عن أبي الأعرابي قال أسرت طيء رجلاً شاباً من العرب فقدم عليه أبوه وعمه ليفدياه فاشتطوا عليهما في الفداء فأعطيا به عطية لم يرضوها فقال أبوه لا والذي جعل الفرقدين يصبحان ويمسيان على جبل طيئ لا أزيدكم على ما أعطيتكم ثم انصرفا فقال الأب لقد ألقيت إلى ابني كلمة لئن كان فيه خير لينجون فما لبث أن جاء وطرد قطعة من أبلهم فذهب بها كأنه قال له الزم الفرقدين على جبل طيئ فإنهما طالعان عليه ولا يغيبان عنه.
حدثنا ابن الأعرابي عن بعض مشايخه أن رجلاً من بني تميم كانت له ابنة جميلة وكان غيوراً فابتنى لها في داره صومعة وجعلها فيها وزوجها من أكفائه من بني عمها وأن فتى من كنانة مر بالصومعة فنظر إليها ونظرت إليه فاشتد وجد كل واحد منهما بصاحبه ولم يمكنه الوصول إليها وأنه افتعل بيتاً من الشعر ودعا غلاماً من الحي فعلمه البيت وقال له ادخل هذه الدار وانشد كأنك لاعب ولا ترفع رأسك ولا تصوبه ولا تومئ في ذلك إلى أحد ففعل الغلام ما أمر به وكان زوج الجارية قد أزمع على سفر يوم أو يومين فأنشد الغلام يقول:
لحى الله من يلحي على الحب أهله ... ومن يمنع النفس اللجوج هواها
قال فسمعت الجارية ففهمت فقالت:
إلا إنما بين التفرق ليلة ... وتعطى هوس العاشقين مناها
قال فسمعت الأم ففهمت فأنشأت تقول:
إلا إنما تعنون ناقة رحلكم ... فمن كان ذا نوق لديه رعاها
قال فسمع الأبد فأنشأ يقول:
فأنا سنرعاها ونوثق قيدها ... ونطرد عنها الوحش حين أتاها
فسمع الزوج ففهم فأنشأ يقول:
سمعت الذي قلتم فها أنا مطلق ... فتاتكم مهجورة لبلاها
قال فطلقها الزوج وخطبها ذلك الفتى وأرغبهم في المهر فتزوجها.
حدثنا
قال مؤلف الكتاب وبلغني عن أبي الأعرابي قال أسرت طيء رجلاً شاباً من العرب فقدم عليه أبوه وعمه ليفدياه فاشتطوا عليهما في الفداء فأعطيا به عطية لم يرضوها فقال أبوه لا والذي جعل الفرقدين يصبحان ويمسيان على جبل طيئ لا أزيدكم على ما أعطيتكم ثم انصرفا فقال الأب لقد ألقيت إلى ابني كلمة لئن كان فيه خير لينجون فما لبث أن جاء وطرد قطعة من أبلهم فذهب بها كأنه قال له الزم الفرقدين على جبل طيئ فإنهما طالعان عليه ولا يغيبان عنه.
حدثنا ابن الأعرابي عن بعض مشايخه أن رجلاً من بني تميم كانت له ابنة جميلة وكان غيوراً فابتنى لها في داره صومعة وجعلها فيها وزوجها من أكفائه من بني عمها وأن فتى من كنانة مر بالصومعة فنظر إليها ونظرت إليه فاشتد وجد كل واحد منهما بصاحبه ولم يمكنه الوصول إليها وأنه افتعل بيتاً من الشعر ودعا غلاماً من الحي فعلمه البيت وقال له ادخل هذه الدار وانشد كأنك لاعب ولا ترفع رأسك ولا تصوبه ولا تومئ في ذلك إلى أحد ففعل الغلام ما أمر به وكان زوج الجارية قد أزمع على سفر يوم أو يومين فأنشد الغلام يقول:
لحى الله من يلحي على الحب أهله ... ومن يمنع النفس اللجوج هواها
قال فسمعت الجارية ففهمت فقالت:
إلا إنما بين التفرق ليلة ... وتعطى هوس العاشقين مناها
قال فسمعت الأم ففهمت فأنشأت تقول:
إلا إنما تعنون ناقة رحلكم ... فمن كان ذا نوق لديه رعاها
قال فسمع الأبد فأنشأ يقول:
فأنا سنرعاها ونوثق قيدها ... ونطرد عنها الوحش حين أتاها
فسمع الزوج ففهم فأنشأ يقول:
سمعت الذي قلتم فها أنا مطلق ... فتاتكم مهجورة لبلاها
قال فطلقها الزوج وخطبها ذلك الفتى وأرغبهم في المهر فتزوجها.
حدثنا
________________________________________________
- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3753
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
رد: كتاب - ( الأذكياء ) الباب ( 5 1 ) المنقول عن العرب
الإثنين 15 أغسطس 2011, 00:45
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى