- ماما هنامشرفة عامة القسم الدينى و الأسرة
- عدد المساهمات : 9179
نقاط : 49023
تاريخ التسجيل : 21/04/2011
آيات ووقفات (الحلقة الثانية عشرة)
الجمعة 12 يناير 2018, 19:02
آيات ووقفات (الحلقة الثانية عشرة)
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم (8)
وهذا هو المانع الشديد ، والحائل المحيد، عن الطريق السديد، ذلك الطبع وهو الختم الذي جعله الله بسبب كفرهم (2) . فلا يدخلها الإيمان، ولا تقر به أنفسهم، ولا تعرف الطريق إليه، قال مجاهد (ختم الله على قلوبهم ) قال:الطبع ثبتت الذنوب على القلب فحفت به من كل نواحيه حتى تلتقي عليه فالتقاؤها عليه الطبع والطبع الختم. وجاء في حديث حذيفة في الصحيح أن رسول الله رسول الله قال : "تعرض الفتن على القلب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض ، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً" (3). أما أسماعهم فجعلها مغلقة عن سماع الحق، معرضة عنه ، فلا يهتدون إليه، وأبصارهم عليها غشاوة ، فلا ترى الحق ، ولا تتحقق من وجوده، إذ هي معمية عنه فيكون الكافر والعياذ بالله أعمى البصر ، ومطموس البصيرة . ولكن ذلك لم يحدث إلا بعد الوعظ والبلاغ، فقد نادى رسول الله من على الصفا لما أمره الله بالجهر بالدعوة فجمع أهل قريش، وقال لهم إني لكم نذير بين يدي عذاب شديد، فقال له أبا لهب : تباً لك ألهذا جمعتنا؟ ، والحوادث كثيرة ، وإيذاء أصحاب الرسول ، ومحاولات قتل النبي ، فهذا والعياذ بالله زيغ منهم فكان جزاء لهم أن أضل الله قلوبهم (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) لأنهم لم تفدهم المواعظ ، وأساليب الدعوة المختلفة، حتى أن رسول الله بقي يدعوا قومه ثلاثة عشر عاماً ، فما آمن معه إلا قليل ، ومعروفه قصته حينما ذهب إلى الطائف ، وأدموا جهلتها قدماه الشريفتان، وفي هذا تذكير للدعاة ، أن الطريق شائك، والأعداء كثير، والشهوات محفوفة بالنار، والجنة محفوفة بالمكاره، والطريق غير ممهد، والقلوب مختلفة، فلا يحسب الداعية أن الدعوة سهلة المنال، ولا أن يتوقف عنها لأن هؤلاء الناس لن يهتدوا لختم الله على قلوبهم، ولكن يجب عليه التحلي أولاً بالعلم الشرعي الصحيح، ثم بالحلم، والصفات العظيمة التي كان يتصف بها رسول الله ، وأن لا يضع في باله أنه يجب على من بلغ أن يهتدي ، كلا الأمر ليس كذلك، ولكن عليه أن يبلغه بالعلم الشرعي، والوسائل المتاحة اليوم ، من وسائل الاتصالات المختلفة، فبالإمكان الآن أن ترسل أي ملف صوتي أو مرئي إلى أي جهة في العالم، ومن أي جهاز حاسوب كان فالدعوة ليست مقصورة في مكان معين ، أو بطريقة واحدة فقط. إننا اليوم نتمتع ولله الحمد بالبرامج الكثيرة، والكتب الموضوعة في شبكة الإنترنت، والتي اختصرت الكثير من الأوقات في البحث ، والتأصيل ، والتخريج، والتفسير ، والترجمة كل ذلك موجود في البرامج الحاسوبية، والمواقع المنتشرة في الإنترنت.
فلا يعني أبداً أن نيأس من دعوة الكفار ، أو تبليغهم ديننا، وتعاليمنا التي ننعم بها ولله الحمد والمنة، لهذا فحري بنا أن نقوم بكل ما بوسعنا القيام به كي تنتشر الدعوة ، وينتشر الإسلام ، والذي أصبحت صورته اليوم مشوهة، وأخبار الناس عنه غريبة وعجيبة، فلقد اقض مضاجع اليهود ، والنصارى الحاقدين ، انتشار الإسلام ، ومعرفة الناس لأسراره، وروحانية النفس في ظلاله، فأغاظهم ذلك ، وحاربوه أشد المحاربة، وشنوا الحملات تلوا الحملات للقضاء عليه ولكنهم لم ولن يستطيعوا فالله هو حافظه.
الوقفات
1- الختم على القلوب نعوذ بالله من ذلك يكون بتجمع الذنوب والمعاصي على القلوب حتى تصبح مغطاة بها تماماً ، فلا تقبل موعظة، ولا تهتدي لهدى الله ، ويكون على الكفار نتيجة إعراضهم وشدة جحودهم وعنادهم للحق. ولكن باب التوبة مفتوح للتائبين و التوبة تجب(1) ما قبلها.
2- وجوب الدعوة إلى الله لإقامة الحجة على المدعوين.
3- يجب على المسلم أن يستمع للمواعظ ، والقرآن فكما أخبر رسول الله (إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، وجلائها كتاب الله).
4- الله يختم على القلوب المعرضة عن سبيله، فيجعلها أشد إعراضاً ثم يعذبها نتيجة لذلك.
_
(2) الكفر في اللغة هو الغطاء ، أي مغطاة قلوبهم عن إدراك الحق.
(3) صحيح : مسلم (144) .
(1) أي يتجاوز الله عن جميع الذنوب التي قبل التوبة ، وورد في القرآن أن الله يبدل سيئاتهم حسنات.
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم (8)
وهذا هو المانع الشديد ، والحائل المحيد، عن الطريق السديد، ذلك الطبع وهو الختم الذي جعله الله بسبب كفرهم (2) . فلا يدخلها الإيمان، ولا تقر به أنفسهم، ولا تعرف الطريق إليه، قال مجاهد (ختم الله على قلوبهم ) قال:الطبع ثبتت الذنوب على القلب فحفت به من كل نواحيه حتى تلتقي عليه فالتقاؤها عليه الطبع والطبع الختم. وجاء في حديث حذيفة في الصحيح أن رسول الله رسول الله قال : "تعرض الفتن على القلب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض ، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً" (3). أما أسماعهم فجعلها مغلقة عن سماع الحق، معرضة عنه ، فلا يهتدون إليه، وأبصارهم عليها غشاوة ، فلا ترى الحق ، ولا تتحقق من وجوده، إذ هي معمية عنه فيكون الكافر والعياذ بالله أعمى البصر ، ومطموس البصيرة . ولكن ذلك لم يحدث إلا بعد الوعظ والبلاغ، فقد نادى رسول الله من على الصفا لما أمره الله بالجهر بالدعوة فجمع أهل قريش، وقال لهم إني لكم نذير بين يدي عذاب شديد، فقال له أبا لهب : تباً لك ألهذا جمعتنا؟ ، والحوادث كثيرة ، وإيذاء أصحاب الرسول ، ومحاولات قتل النبي ، فهذا والعياذ بالله زيغ منهم فكان جزاء لهم أن أضل الله قلوبهم (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) لأنهم لم تفدهم المواعظ ، وأساليب الدعوة المختلفة، حتى أن رسول الله بقي يدعوا قومه ثلاثة عشر عاماً ، فما آمن معه إلا قليل ، ومعروفه قصته حينما ذهب إلى الطائف ، وأدموا جهلتها قدماه الشريفتان، وفي هذا تذكير للدعاة ، أن الطريق شائك، والأعداء كثير، والشهوات محفوفة بالنار، والجنة محفوفة بالمكاره، والطريق غير ممهد، والقلوب مختلفة، فلا يحسب الداعية أن الدعوة سهلة المنال، ولا أن يتوقف عنها لأن هؤلاء الناس لن يهتدوا لختم الله على قلوبهم، ولكن يجب عليه التحلي أولاً بالعلم الشرعي الصحيح، ثم بالحلم، والصفات العظيمة التي كان يتصف بها رسول الله ، وأن لا يضع في باله أنه يجب على من بلغ أن يهتدي ، كلا الأمر ليس كذلك، ولكن عليه أن يبلغه بالعلم الشرعي، والوسائل المتاحة اليوم ، من وسائل الاتصالات المختلفة، فبالإمكان الآن أن ترسل أي ملف صوتي أو مرئي إلى أي جهة في العالم، ومن أي جهاز حاسوب كان فالدعوة ليست مقصورة في مكان معين ، أو بطريقة واحدة فقط. إننا اليوم نتمتع ولله الحمد بالبرامج الكثيرة، والكتب الموضوعة في شبكة الإنترنت، والتي اختصرت الكثير من الأوقات في البحث ، والتأصيل ، والتخريج، والتفسير ، والترجمة كل ذلك موجود في البرامج الحاسوبية، والمواقع المنتشرة في الإنترنت.
فلا يعني أبداً أن نيأس من دعوة الكفار ، أو تبليغهم ديننا، وتعاليمنا التي ننعم بها ولله الحمد والمنة، لهذا فحري بنا أن نقوم بكل ما بوسعنا القيام به كي تنتشر الدعوة ، وينتشر الإسلام ، والذي أصبحت صورته اليوم مشوهة، وأخبار الناس عنه غريبة وعجيبة، فلقد اقض مضاجع اليهود ، والنصارى الحاقدين ، انتشار الإسلام ، ومعرفة الناس لأسراره، وروحانية النفس في ظلاله، فأغاظهم ذلك ، وحاربوه أشد المحاربة، وشنوا الحملات تلوا الحملات للقضاء عليه ولكنهم لم ولن يستطيعوا فالله هو حافظه.
الوقفات
1- الختم على القلوب نعوذ بالله من ذلك يكون بتجمع الذنوب والمعاصي على القلوب حتى تصبح مغطاة بها تماماً ، فلا تقبل موعظة، ولا تهتدي لهدى الله ، ويكون على الكفار نتيجة إعراضهم وشدة جحودهم وعنادهم للحق. ولكن باب التوبة مفتوح للتائبين و التوبة تجب(1) ما قبلها.
2- وجوب الدعوة إلى الله لإقامة الحجة على المدعوين.
3- يجب على المسلم أن يستمع للمواعظ ، والقرآن فكما أخبر رسول الله (إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، وجلائها كتاب الله).
4- الله يختم على القلوب المعرضة عن سبيله، فيجعلها أشد إعراضاً ثم يعذبها نتيجة لذلك.
_
(2) الكفر في اللغة هو الغطاء ، أي مغطاة قلوبهم عن إدراك الحق.
(3) صحيح : مسلم (144) .
(1) أي يتجاوز الله عن جميع الذنوب التي قبل التوبة ، وورد في القرآن أن الله يبدل سيئاتهم حسنات.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى