الوصايا العشر للسيسى.. اتق الله يكن معك.. ولا تستنكف سماع النصيحة.. وعليك بالشورى وأهل العلم.. ويجب أن يتساوى الجميع بعهدك

وجه أعضاء بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أكبر هيئة علمية فى العالم الإسلامى، الوصايا العشر إلى الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى، الذى يؤدى اليمين الدستورية اليوم الأحد، ويعقبه حفل لتنصيبه يشهده عدد من زعماء العالم.

وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، "إننى أستبشر خيرا بالمشير عبد الفتاح السيسى، وإنى لمست فيه الصدق والصلاح، وأنى لأدعو الله أن تنهض على يديه مصر، وأوصيه أن يتقى الله، فكن مع الله يكن الله معك، وعليك أن تكون قدوة لغيرك فى السلوك والأخلاق، وأن تعمل على نصرة دين الله حتى ينصرك الله، "أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامك".

وتابع "هاشم"، مخاطبا الرئيس المنتخب، "عليك ألا تستنكف عن سماع نصيحة من ينصحك ومن يأمر بالتقوى، وعليك إقامة العدل بين الجميع ولا تحابى أحدا على أحد، ولا تحابى المسلمين على غير المسلمين، بل يجب أن تقيم العدالة بين الجميع بلا استثناء، حتى بين الذين بينك وبينهم عدواة، فيقول الله تعالى "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"، وعليك انتقاء المساعدين وإبعاد بطانة السوء، لأن بطانة السوء سبب كل انحراف لأى مسئول، وإذا أراد الله بالمسئول خيرا قيد له بطانة خير، إن نسى ذكروه وإن ذكر أعانوه".

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء، "عليك أيها الرئيس وجوب الأخذ بمبدأ الشورى، والحذر كل الحذر من الاستبداد بالرأى وأن يكون مجلس الشورى مكون من مختلف الفئات المجتمعية، وأن تنظر إلى الجميع نظرة متساوية فتجعل من نفسك أبا للكبير وأخا للصغير، وأنك مسئول عن الجميع، وألا تحتجب عن أصحاب الحاجات والمظالم، وأن تخصص يوما لمقابلة أصحاب الحاجات ومقابلة من هم من أهل العلم والخبرة، وأن تتابع بنفسك التقارير التى تعدها المجالس القومية المختلفة لأنها تضم صفوة من شوامخ أهل العلم والخبرة، وفيما سطروه من تقارير خلاصة عمر وتجارب حياة، وأن تتفقد بنفسك أحوال البلاد والعباد، وأن تنظر فى أحوال الناس، ولا تكتفى بإرسال أحد نوابك ومساعديك، بل عليك أن تنزل بنفسك بين الناس، وأن تتسم بالرفق والتيسير والبعد عن العنف والتعسير مهما كانت الأحوال والظروف.

من جانبه، قال الدكتور محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، إن الرئيس المنتخب له من اسمه نصيبا، فهو عبد الفتاح وسوف يفتح على يديه الكثير من الأمور المغلقة، وندعو الله عز وجل مقتدين بالحسن البصرى، الذى قال "لو أن لى دعوة صالحة لادخرتها للحاكم"، ونطالبك أن تجعل معاش المصرى كمعاش الفرنسى فلسنا أقل منهم أومن غيرهم، لأنه من الظلم البين أن يكون معاش أستاذ الجامعة ألف جنيه، فكيف يعيش بها وهو ربما يعول أسرة كبيرة، وعليك القضاء على الانفلات الأمنى والأخلاقى، والقضاء على الأفكار التى تبثها الجماعات والفرق فليس فى الإسلام جماعات ولا فرق ولا شيعا ولا أحزاب، وإنما الموجود أن الإسلام إسلام وكفى، ونطالبك أن تقضى على الفساد والمفسدين والانحلال والمنحلين، مهما كانت عزوتهم ومهما كان علمهم، ونطلب منك اختيار البطانة، كما قال موسى بن عمران لربنا عز وجل "واجعل لى وزيرا من أهلى هارون أخى اشدد به أزرى وأشركه فى أمرى كى نسبحك كثيرا ونذكرا كثيرا".

وأضاف "مهنى"، عليك القضاء على العشوائيات والنظر إلى الفقراء والمساكين الذين يتضورون جوعا، وتحديد الحد الأدنى الأقصى فمن غير المعقول أن يعيش رجل بملايين ومليارات، وأن يعيش بقية الشعب بملاليم وجنيهات، خاصة أنك حددت لنفسك أنك ستعمل بدون مرتب، فتحية لك ثم تحية لك، وعليك النظر إلى الأزهر نظرة حب واحترام وإجلال، لأن الأزهر أكبر جامعة إسلامية فى التاريخ، ونشرت العلم فى القارات الست، وأن تكون دائما وراء كل قرار وأن تستعين بأولى العزم وأن تصبر على هؤلاء الذين يناوئونك، كما قال الله تعالى لنبيه "فاصبر كما صبر أولى العزم من الرسل ولا تستعجل لهم"، وندعو الله عز وجل لك بالتوفيق والسداد واختيارك لمصر اختيار موفق لأنك من أبناء الجند الذين هم خير أجناد الأرض، ومن أبناء من وحدوا القطرين، ومن أبناء الذين علموا الناس التوحيد قبل أن تعرفه البشرية الفراعنة الأوائل ونطلب من الله أن يهيئ لك من أمرك رشدا، وأن تحافظ على نفسك لأننا كلنا محتاجون إلى الله ثم إليك.

وقال الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو هيئة كبار العلماء، أوصيك بالخوف من الله وأن الله سائلك عما استرعاك كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله الشريف "كلكم راعى وكلكم مسئول عن رعيته"، وأن تعلم أن الرئيس دائما واجبه واجب عظيم خطير جدا، ويجب عليك أيها الرئيس تحقيق آمال الشعب والعمل على رفع مستوى الإنسان المصرى ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا، وأن تعامل الأجهزة المختلفة فى عهدك المواطن بكل احترام، وإعطاؤه كل حقوقه، فمصر فى عهدك يجب أن يتساوى فيها الجميع فى الحقوق والواجبات.