- ماما هنامشرفة عامة القسم الدينى و الأسرة
- عدد المساهمات : 9179
نقاط : 49039
تاريخ التسجيل : 21/04/2011
روشتة لعلاج الخرس العاطفى (4)
الخميس 23 أغسطس 2012, 01:38
روشتة لعلاج الخرس العاطفى (4)
خالد منتصر
فن الحوار الزوجى يعتمد على فهم نظريتين أساسيتين وهما: نظرية
الرجل «الأستك»، ونظرية المرأة «الموجة»، وسنشرح كل نظرية على حدة.
الرجل يشبه الأستك أو شريط المطاط عندما ينسحب بعيداً، فإنه يبتعد
إلى أقصى ما يمكنه قبل أن يرتد ثانية باندفاع، إنها أصدق تلخيص للدورة
العاطفية للرجل، إنه عندما يحب امرأة يحتاج للابتعاد عنها من حين لآخر قبل
أن يقترب منها مرة أخرى، وهو يساء فهمه فى هذا الابتعاد الذى يشبع حاجته
للحرية والاستقلال أكثر من حاجته للإهمال والتجاهل، وإذا لم يتمكن الرجل من
هذا الابتعاد فإنه للأسف لن يشعر بالرغبة فى الاقتراب الحميم، ومن المهم
أن تفهم حواء أنها بإصرارها على وجود حميمية فى وقت الابتعاد فإنها تضر
بالعلاقة، وكذلك الرجل لا بد أن يفهم أن المرأة ليست مثله سريعة الرجوع
ولكنها تحتاج لبعض الوقت، والرجل عادة مايركب «مرجيحة» عاطفية تنطلق إلى
الأمام حيث الحاجة إلى الاستقلال وإلى الخلف حيث الحاجة إلى العلاقة
الحميمة ويظل الرجل حائراً بين الرغبتين، راكباً تلك المرجيحة إلى الأبد.
نصل إلى المرأة «الموجة» التى إذا شعرت بأنها محبوبة تحرك تقديرها
لذاتها ارتفاعاً وانخفاضاً كالموجة، وعندما ترتفع معنوياتها تصل موجتها إلى
الذروة، ولكن فجأة ينحرف مزاجها وتنكسر الموجة، وهذا الانكسار وقتى، فما
إن تصل للقاع حتى يتغير مزاجها ثانية فتشعر بالرضا عن نفسها، وبطريقة آلية
ترتفع الموجة مرة أخرى، وعندما تعلو موجة المرأة يفيض حبها على من حولها،
ولكن عندما تنكسر موجتها تشعر بفراغ داخلى تحتاج إلى أن تملأه بالحب، عندما
تصل المرأة للقاع تحتاج للتعبير عن مشاعرها المؤلمة حتى تتخلص منها، وبين
ذهاب الرجل للكهف ونزول المرأة إلى البئر تمشى العلاقة الزوجية على سلك
مشدود يحتاج أحياناً إلى مهارة البهلوان، وأحياناً أخرى إلى حكمة القديسين.
نصل إلى أهم مأساة تغتال الحوار الزوجى وهى عدم قدرة الزوج على
الإنصات، فالإنصات فن لا يتقنه الرجل، وفريضة غائبة يهملها آدم، وهناك عدة
نصائح للإنصات دون غضب، وأهمها عدم اللوم المتواصل أثناء شكوى حواء، وقاوم
رغبتك الملحة فى تقديم الحلول، وحاول أن تتخيل العالم من وجهة نظرها، إنها
تتكلم من أجل الفضفضة أولاً وثانياً وعاشراً، ثم تأتى الرغبة فى الحل فى
نهاية القائمة.
المهم فى حوار آدم وحواء أن يظل حواراً ولا ينقلب جدالاً، فالجدال
سرعان مايتحول إلى شجار يقتل الحب، ولنتعلم أن يقول كل طرف للآخر: «أنا
آسف» و«أنا آسفة»، فالعناد و«ركوب الدماغ» فى العلاقة الزوجية هو الكفن
الذى يلف جسد العلاقة الزوجية البارد، فلنتعلم فن الحوار الزوجى قبل أن
تتحول مناقشاتنا إلى مباراة «بوكس»، وبيوتنا إلى حلبة مصارعة، وقلوبنا إلى
قفازات نتخلص منها فور انتهاء الماتش.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى