- ماما هنامشرفة عامة القسم الدينى و الأسرة
- عدد المساهمات : 9179
نقاط : 49039
تاريخ التسجيل : 21/04/2011
روشتة لعلاج الخرس العاطفى (2)
الثلاثاء 21 أغسطس 2012, 07:34
روشتة لعلاج الخرس العاطفى (2)
خالد منتصر
البداية مهمة جداً تلخصها هذه الجملة البليغة «لنتذكر
اختلافاتنا ولا نتوقع من الجنس الآخر أن يكون مثلنا»، هنا سيزدهر الحب
وتنمو العلاقة، ولنستمع إلى أكثر الشكاوى تكراراً عند آدم وحواء لكى نضع
أيدينا على مواطن الخلل والجلطات فى شرايين الحوار الزوجى، المرأة تشكو من
أن الرجل لا يستمع إليها ودائماً يتقمص دور المصلح، والرجل يشكو من أن
المرأة دائماً تسعى إلى تغييره، والسر فى هذه الشكوى من المرأة وهذا التذمر
من الرجل يرجع إلى اختلاف طبيعتهما التى تحدثنا عنها، فأولويات المرأة هى
التواصل ولا خجل عندها من طلب المساعدة، وأولويات الرجل تحقيق الهدف
والإنجاز، وهو دوماً يخجل من النصيحة وليس عنده فن الإنصات، وعندما تصطدم
هذه الأولويات تحدث الأخطاء التى تقوض العلاقة الحميمة التى تربط آدم
وحواء، ويحاول الرجل أن يبدل مشاعر المرأة بإصرار وإلحاح وأحياناً بعنف،
وسرعان ما يتقمص دور المصلح الاجتماعى وتنفتح عنده حنفية النصائح!، وتحاول
المرأة تشكيل لجنة تحسين منزلية لإصلاح عيوب الرجل، والمدهش أن عش الزوجية
ينهار دون أن يكلف الرجل نفسه عناء البحث فى سبب ثرثرة المرأة، إنها تطلب
منه التعاطف لا المشورة، وتحتاج إلى الحنان لا الخبرة حين تحكى له مشكلتها،
الحديث المتصل عندها ليس دعوة للبحث عن حل ولكنه بحث دائم عن التعاطف
والقرب والود، وأيضاً لا تكلف المرأة نفسها عناء البحث فى سبب عزلة الرجل
الذى يتلمس كثيراً الاعتكاف فى كهفه الخاص.
قصة كهف الرجل الخاص لها علاقة وثيقة بكيفية تعامل آدم وحواء مع
الضغوط، وحتى لا تتفاقم الخلافات علينا أن نفهم الاختلافات الجذرية بين
الرجل والمرأة فى التعامل مع التوتر والضغط والاحتقان.. إلخ.
يتعامل الرجل عادة مع الضغوط المحيطة بالتركيز والانصراف، أما
المرأة فتواجه بالارتباك والانفصال، يذهب الرجل إلى كهفه الخاص لتحقيق
عزلته ولذلك نرى كثيراً المشهد الأثير والمفضل لدى الرجال وهو الإنغماس
بعدها فى قراءة الجرائد، وارتباك المرأة يجعلها تلجأ إلى الحديث والفضفضة،
وعندما يتصادم الاثنان لعدم فهم كل منهما لطبيعة الآخر يتهم الرجل محاولة
حديث المرأة بأنها «رغاية»، وتتهم المرأة الرجل بأنه «مطنّش»!!، وبين
اتهامات الرغى والطناش تتوه الحقيقة، وهى حقيقة الاختلاف الذى لايعنى أبداً
التنافر، إن الرجل عادة ما يريد خلاصة الموضوع، والمرأة تريد التفاصيل،
والحل هو أن يتعلم الرجل فن الإنصات وأن تتعلم المرأة فن الانسحاب فى الوقت
المناسب، والإيمان بأن الحب ليس لعبة تنس لا بد أن يكسب فيها طرف على حساب
خسارة الآخر، إنه لعبة جديدة شعارها «أكسب أنا عندما تكسب أنت أيضاً».
يتحمس الرجل إذا شعر أن هناك من يحتاج إليه، أما المرأة فتتحمس إذا
شعرت أن هناك من يهتم بها، والموت البطىء للرجل هو ألا يكون هناك من يحتاج
إليه، والمرأة عندما تكون محبطة ومرتبكة ويائسة فإن أكثر ما تحتاجه هو مجرد
الصحبة و«الونس»، فالونس هو أوكسجين المرأة، والتجاهل هو أول رصاصة تطلق
على قلب وعقل الحب، فبالنسبة للمرأة فإن اللامبالاة تقتلها وتستفزها
وتخنقها، وتسبب لها الإحباط وخيبة الأمل، وتكون المرأة فى غاية الإحباط
وقمة الاكتئاب إذا أحست أن تعبيرها عن احتياجها تحول إلى توسّل، هنا تترجم
المشاعر إلى مهانة، فتفقد الثقة فى آدم وفى نفسها أيضاً.
رد: روشتة لعلاج الخرس العاطفى (2)
الثلاثاء 21 أغسطس 2012, 10:56
شكرا جزيلا موضوع هام جدا
________________________________________________
جاري تحميل مناهج 2025 كل الفرق
- ماما هنامشرفة عامة القسم الدينى و الأسرة
- عدد المساهمات : 9179
نقاط : 49039
تاريخ التسجيل : 21/04/2011
رد: روشتة لعلاج الخرس العاطفى (2)
الثلاثاء 21 أغسطس 2012, 11:25
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى