- أم زينبالمديرة العامة
- عدد المساهمات : 15740
نقاط : 135570
تاريخ التسجيل : 08/01/2011
الخطاب العاطفى الأخير من مبارك للمحكمة وأبناء الشعب المصرى.. قدم فيه التحية للقضاء
الجمعة 28 نوفمبر 2014, 20:46
الخطاب العاطفى الأخير من مبارك للمحكمة وأبناء الشعب المصرى.. قدم فيه التحية للقضاء.. وأكد: أمضيت أكثر من 62 عاماً فى خدمة الوطن ولم أكن ساعياً وراء سلطة.. وواجهت تحديات الإرهاب من اليوم الأول
الجمعة، 28 نوفمبر 2014 - 08:23 ص
حسنى مبارك
يعيد "اليوم السابع" نشر كلمة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، المتهم الأول فى "قضية القرن" التى ألقاها على هيئة محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدى، ومن داخل القفص الزجاجى بالميكروفون، وقال مدافعا عن نفسه:
تحية إجلال وتقدير للقضاء، وإننى أشكر المحكمة على إتاحة الفرصة كى أمارس حق يكفله القانون بأن أتحدث لهيئة المحكمة مدافعا عن نفسى، مضيفا إلى ما أبداه عنى المحامى القدير فريد الديب، أتحدث إلى حضراتكم باقتناع أكيد بأن عجلة التاريخ لا ترجع أبدا للوراء، وأن أحدا لا يستطيع أن يزيف التاريخ، فالتاريخ يعى أخبار الرجال ويعطى كل ذى حق حقه، مهما كانت محاولة الطمس والتزييف، وفى نهاية المطاف لا يصح عند الله تعالى وعند التاريخ إلا الصحيح.
منذ أن تركت موقعى كرئيس للجمهورية تعرضت لحملات من الإساءة والتشكيك، وتعرضت عند تحملى للمسؤولية إلى كل رخيصة، وتبعد عنى كل إنجاز، إننى أمثل أمام المحكمة الموقرة بعد أن أمضيت أكثر من 62 عاما فى خدمة للوطن، بينها سنوات طويلة ابنا للقوات المسلحة، ثم نائبا ثم رئيسا للجمهورية، خضت كل حروب مصر بعد ثورة يوليو، وتوليت قيادة القوات الجوية فى حرب أكتوبر 1973، لم أكن يوما ساعيا وراء منصب أو سلطة، وأؤكد أننى لم أكن يوما ساعيا، وتعلمون حضراتكم الظروف العصيبة التى تحملت فيها مسئولية الرئاسة، خلفا لرئيس اغتالته يد الإرهاب.
واجهت منذ اليوم الأول تحديات الإرهاب، وتابعت استكمال انسحاب إسرائيل من سنياء عام 1982 ثم من طابا عام 1989 واستعدنا أخرى شبر من أراضينا المحتلة، وأدرت العلاقات مع إسرائيل كمن يمشى على سلك مشدود دون أى تهاون، ورفضت زيارة إسرائيل طالما بقى الاحتلال، وظل موقفى متمسكا بأسس عملية السلام، مناهضا للانقسام بين الضفة وغزة، راعيا للمصالح الفلسطينية، ولم أتردد لحظة فى تقديم دعم مصر للمحاصرين فى غزة، لكنى تصديت لمحاولات تهديد أمن مصر القومى عبر حدودنا مع هذا القطاع، حافظت على السلام، ولم أقامر بأرواح المصريين فى مغامرات غير محسوبة، وحرصت على تطوير القوات المسلحة عتادا وتسليحا وتدريبا، لتبقى درعا للوطن يحمى أرضه وشعبه وسيادته، ويحمى السلام.
كان أمامى منذ اليوم الأول تحدى الإرهاب، وخضت مواجهة شرسة تمثل تلك التى نخوضها الآن، وانتصرت مصر فى حربها مع الإرهاب فى الثمانينات والتسعينات، وستنتصر بإذن الله بتضافر شعبنا وقيادته، كما أن علينا مواجهة تحدٍ آخر، هو إعادة بناء البنية الأساسية المتهالكة، والاقتصاد الذى أنهكته الحروب، مضينا فى إصلاحات اقتصادية، ونجحنا فى إسقاط ما يقرب من 27 مليار دولار من ديون مصر الخارجية، وأتحنا المناخ الجاذب للاستثمار.
استهدفت سياساتنا فتح أبواب الرزق لملايين المصريين، وحقق اقتصادنا أعلى معدلات نمو فى التاريخ وأعلى احتياطى للنقد الأجنبى، وواجهنا تلك التحديات، وتحقق لمصر وشعبها إنجازات عديدة، رغم الزيادة السكانية وما تشكله من ضغط على الموارد، والإحصاءات مسجلة وموثقة ومتاحة، لكن مجال الحديث عنها بالتفصيل ليس هنا أو الآن.
ويشهد الله أننى لا أبالى بمحاولات البعض التشكيك فى دورى بحرب أكتوبر، فقد قمت به مخلصا، ولا أبالى أيضا أن يمحى اسمى من على المؤسسات التعليمية أو الثقافية، فستظل باقية شاهدة ضمن شواهد عديدة باتساع أرض الوطن.
سيادة المستشار رئيس المحكمة.. هيئة المحكمة الموقرة، لقد أقمت سياسة مصر الخارجية على الندية والتكافؤ، وسعيت لمصالح مصر أينما كانت وامن مصر القومى على كافة أبعاده ومحاوره، فلم أكن يوما حليفا متهاونا فى الحفاظ على السيادة المصرية، واستعدت علاقات مصر المقطوعة مع الدول العربية، واستعدت جامعة الدول العربية للقاهرة، وحافظت على مصر فى علاقاتها العربية والإفريقية والأوروبية، ولم أقبل أبدا أى تدخل خارجى أى كانت الظروف فى الشأن المصرى، أو أى تواجد عسكرى أبدا على أرضنا أو مساسا بشريان حياتنا نهر النيل.
حافظت على حرية الرأى والتعبير وعملت على توسيع الديمقراطية وتعزيز مبدأ المواطنة، محذرا من خلط الدين بالسياسة، على نحو ما أتت به الأحداث عام 2012. وما حدث فى يناير 2011، عندما اخترق المتاجرون بالدين والمتحالفون معهم من الداخل والخارج، المظاهرات السلمية، بأعمال عنف وقتل وترويع للشعب وتعدى على الممتلكات العامة والخاصة واقتحام السجون وإحراق أقسام الشرطة.
ومنذ الأيام الأولى بادرت باتخاذ قرارات وإجراءات لمواجهة تداعياتهما وأصدرت تعليمات بنزول القوات المسلحة عصر 28 يناير لحفظ الأمن وتأمين البلاد بعد أن عجزت الشرطة عن القيام بدورها نظرا لما تعرضت له من المتآمرين على الوطن، وفى إطار استجابتى لمطالب المتظاهرين طرحت خطوات تضمن الانتقال السلمى للسلطة فى إطار الدستور والقانون بحلول انتخابات الرئاسة فى سبتمبر 2011 وأعلنتها فى خطابى، فسعى من أرادوا الانقضاض على الدولة إلى تأجيج الأوضاع، وزعزعة ثقة الشعب فى القيادات والقوات المسلحة.
مع تفاقم الأحداث وأصبحت متأكدا من أن هدف هؤلاء هو إسقاط الدولة ومؤسساتها فاخترت طواعية ان أتخلى عن مسئوليتى كرئيس للجمهورية حقنا للدماء وحفاظا على تماسك الوطن كى لا تنزلق مصر إلى منزلقات خطرة تدفع بها للمجهول، اخترت بحس وطنى خالص تسليم الأمانة للقوات المسلحة، ثقة فى قدرتها على العبور بمصر وشعبها لبر الآمان وقد كان.
وأقول بكل صدق أن ضميرنا الوطنى يملى علينا جميعا إعادة قراءة الأحداث منذ 2011 فى ضوء ما تداعت له التطورات وكشف المؤامرات العديدة التى كانت تتربص بمصر ولا تزال تسعى للانقضاض عليها.
لم أتحدث اليوم عن عطائى لبلادى فسيظل لها الفضل علينا جميعا فهى الوطن والأهل والملاذ وأرض المحيا والممات، إلا إننى أدافع عن نفسى اليوم لمواجهة الاتهام، لا أدعى لنفسى الكمال، فالكمال لله وحده، فأنا بشر أصيب وأخطئ.
تحملت بشرف وأمانة، وسوف يحكم التاريخ على وعلى غيرى بما لنا وما علينا، من المؤكد أن التوفيق لم يحالفنى فى بعض ما اتخذته من قرارات وهو شىء طبيعى، أو أن بعضها لم يرتق لتطلعات بنى وطنى، لكننى أشهد أمام الله أن كل قرار وسياسة انتهجتها إنما ابتغيت صالح الوطن، وأقول مخلصا إنه رغم ما تعرضت له من اتهام وإيذاء، لا أزال شديد الاعتزاز بخدمة بلادى وبنى وطنى من أيدنى منهم ومن عارضنى على حد سواء.
إن محمد حسنى مبارك الذى يتحدث اليوم أمامكم، لم يكن ليأمر أبدا بقتل المتظاهرين وإراقة دماء المصريين، وهو الذى أفنى عمره فى الدفاع عن مصر وأبنائها، وأقول أمام الله وأمام الشعب أننى قضيت حياتى مقاتلا، هكذا كان تعليمى وتدريبى وتلك كانت عقيدتى منذ تخرجى فى سلاح الطيران، ولم أكن لآمر أبدا بقتل مصرى واحد تحت أى ظروف.
لم يكن لى أيضا أن أصدر قرارا بإشاعة الفوضى، وقد حذرت منها، ولم أكن لأصدر قرارا بإحداث فراغ أمنى، فيعلم الجميع أننى حافظت على استقرار مصر وأمنها الوطنى، ولم يكن من الحقيقة أبدا أن أتهم بالفساد المالى والإضرار بالمال العام، فلا شرفى العسكرى ولا الأمانة يسمحان لى بذلك.
إننى كابن من أبناء القوات المسلحة كنت وسوف أظل حريصا على الشرف العسكرى حتى الرمق الأخير ولن أفرط، وإننى كابن من أبناء مصر سأظل ما حييت أحافظ على أبناء مصر، وأثق أن مصر لن تنسى من عملوا وسهروا من أجلها، وضحوا بأرواحهم ولا يزالون، من رجال القوات المسلحة والشرطة.
إننى أثق فى عدالة المحكمة وحكمها وسأتقبله بنفس راضية، الحكم العدل هو حكم التاريخ، وثقتى بلا حدود أن مصر ستستعيد عافيتها وستواصل بناء نهضتها من جديد بقيادتها المخلصة وبعزة ورفعة وكرامة.
لعل حديثى أمامكم اليوم هو أخرى ما أتحدث به حتى ينتهى العمر، وإننى وإذ اقترب العمر من نهايته مرتاح الضمير أن قضيته مدافعا عن مصر ومصالحها وأبنائها حربا وسلاما، وإننى بخبرة السنين أقول لكل مصرى ومصرية حافظوا على وحدة الوطن، وانتبهوا لما يحدق بالوطن من أخطار وما يحاك له من مخططات ومؤامرات، ومصر أمانة أحملوا رايتها واحفظوها وامضوا بها إلى الأمام، حمى الله مصر ورعاها، وحمى شعبها، وأشكركم سيادة الرئيس.
الجمعة، 28 نوفمبر 2014 - 08:23 ص
حسنى مبارك
يعيد "اليوم السابع" نشر كلمة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، المتهم الأول فى "قضية القرن" التى ألقاها على هيئة محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدى، ومن داخل القفص الزجاجى بالميكروفون، وقال مدافعا عن نفسه:
تحية إجلال وتقدير للقضاء، وإننى أشكر المحكمة على إتاحة الفرصة كى أمارس حق يكفله القانون بأن أتحدث لهيئة المحكمة مدافعا عن نفسى، مضيفا إلى ما أبداه عنى المحامى القدير فريد الديب، أتحدث إلى حضراتكم باقتناع أكيد بأن عجلة التاريخ لا ترجع أبدا للوراء، وأن أحدا لا يستطيع أن يزيف التاريخ، فالتاريخ يعى أخبار الرجال ويعطى كل ذى حق حقه، مهما كانت محاولة الطمس والتزييف، وفى نهاية المطاف لا يصح عند الله تعالى وعند التاريخ إلا الصحيح.
منذ أن تركت موقعى كرئيس للجمهورية تعرضت لحملات من الإساءة والتشكيك، وتعرضت عند تحملى للمسؤولية إلى كل رخيصة، وتبعد عنى كل إنجاز، إننى أمثل أمام المحكمة الموقرة بعد أن أمضيت أكثر من 62 عاما فى خدمة للوطن، بينها سنوات طويلة ابنا للقوات المسلحة، ثم نائبا ثم رئيسا للجمهورية، خضت كل حروب مصر بعد ثورة يوليو، وتوليت قيادة القوات الجوية فى حرب أكتوبر 1973، لم أكن يوما ساعيا وراء منصب أو سلطة، وأؤكد أننى لم أكن يوما ساعيا، وتعلمون حضراتكم الظروف العصيبة التى تحملت فيها مسئولية الرئاسة، خلفا لرئيس اغتالته يد الإرهاب.
واجهت منذ اليوم الأول تحديات الإرهاب، وتابعت استكمال انسحاب إسرائيل من سنياء عام 1982 ثم من طابا عام 1989 واستعدنا أخرى شبر من أراضينا المحتلة، وأدرت العلاقات مع إسرائيل كمن يمشى على سلك مشدود دون أى تهاون، ورفضت زيارة إسرائيل طالما بقى الاحتلال، وظل موقفى متمسكا بأسس عملية السلام، مناهضا للانقسام بين الضفة وغزة، راعيا للمصالح الفلسطينية، ولم أتردد لحظة فى تقديم دعم مصر للمحاصرين فى غزة، لكنى تصديت لمحاولات تهديد أمن مصر القومى عبر حدودنا مع هذا القطاع، حافظت على السلام، ولم أقامر بأرواح المصريين فى مغامرات غير محسوبة، وحرصت على تطوير القوات المسلحة عتادا وتسليحا وتدريبا، لتبقى درعا للوطن يحمى أرضه وشعبه وسيادته، ويحمى السلام.
كان أمامى منذ اليوم الأول تحدى الإرهاب، وخضت مواجهة شرسة تمثل تلك التى نخوضها الآن، وانتصرت مصر فى حربها مع الإرهاب فى الثمانينات والتسعينات، وستنتصر بإذن الله بتضافر شعبنا وقيادته، كما أن علينا مواجهة تحدٍ آخر، هو إعادة بناء البنية الأساسية المتهالكة، والاقتصاد الذى أنهكته الحروب، مضينا فى إصلاحات اقتصادية، ونجحنا فى إسقاط ما يقرب من 27 مليار دولار من ديون مصر الخارجية، وأتحنا المناخ الجاذب للاستثمار.
استهدفت سياساتنا فتح أبواب الرزق لملايين المصريين، وحقق اقتصادنا أعلى معدلات نمو فى التاريخ وأعلى احتياطى للنقد الأجنبى، وواجهنا تلك التحديات، وتحقق لمصر وشعبها إنجازات عديدة، رغم الزيادة السكانية وما تشكله من ضغط على الموارد، والإحصاءات مسجلة وموثقة ومتاحة، لكن مجال الحديث عنها بالتفصيل ليس هنا أو الآن.
ويشهد الله أننى لا أبالى بمحاولات البعض التشكيك فى دورى بحرب أكتوبر، فقد قمت به مخلصا، ولا أبالى أيضا أن يمحى اسمى من على المؤسسات التعليمية أو الثقافية، فستظل باقية شاهدة ضمن شواهد عديدة باتساع أرض الوطن.
سيادة المستشار رئيس المحكمة.. هيئة المحكمة الموقرة، لقد أقمت سياسة مصر الخارجية على الندية والتكافؤ، وسعيت لمصالح مصر أينما كانت وامن مصر القومى على كافة أبعاده ومحاوره، فلم أكن يوما حليفا متهاونا فى الحفاظ على السيادة المصرية، واستعدت علاقات مصر المقطوعة مع الدول العربية، واستعدت جامعة الدول العربية للقاهرة، وحافظت على مصر فى علاقاتها العربية والإفريقية والأوروبية، ولم أقبل أبدا أى تدخل خارجى أى كانت الظروف فى الشأن المصرى، أو أى تواجد عسكرى أبدا على أرضنا أو مساسا بشريان حياتنا نهر النيل.
حافظت على حرية الرأى والتعبير وعملت على توسيع الديمقراطية وتعزيز مبدأ المواطنة، محذرا من خلط الدين بالسياسة، على نحو ما أتت به الأحداث عام 2012. وما حدث فى يناير 2011، عندما اخترق المتاجرون بالدين والمتحالفون معهم من الداخل والخارج، المظاهرات السلمية، بأعمال عنف وقتل وترويع للشعب وتعدى على الممتلكات العامة والخاصة واقتحام السجون وإحراق أقسام الشرطة.
ومنذ الأيام الأولى بادرت باتخاذ قرارات وإجراءات لمواجهة تداعياتهما وأصدرت تعليمات بنزول القوات المسلحة عصر 28 يناير لحفظ الأمن وتأمين البلاد بعد أن عجزت الشرطة عن القيام بدورها نظرا لما تعرضت له من المتآمرين على الوطن، وفى إطار استجابتى لمطالب المتظاهرين طرحت خطوات تضمن الانتقال السلمى للسلطة فى إطار الدستور والقانون بحلول انتخابات الرئاسة فى سبتمبر 2011 وأعلنتها فى خطابى، فسعى من أرادوا الانقضاض على الدولة إلى تأجيج الأوضاع، وزعزعة ثقة الشعب فى القيادات والقوات المسلحة.
مع تفاقم الأحداث وأصبحت متأكدا من أن هدف هؤلاء هو إسقاط الدولة ومؤسساتها فاخترت طواعية ان أتخلى عن مسئوليتى كرئيس للجمهورية حقنا للدماء وحفاظا على تماسك الوطن كى لا تنزلق مصر إلى منزلقات خطرة تدفع بها للمجهول، اخترت بحس وطنى خالص تسليم الأمانة للقوات المسلحة، ثقة فى قدرتها على العبور بمصر وشعبها لبر الآمان وقد كان.
وأقول بكل صدق أن ضميرنا الوطنى يملى علينا جميعا إعادة قراءة الأحداث منذ 2011 فى ضوء ما تداعت له التطورات وكشف المؤامرات العديدة التى كانت تتربص بمصر ولا تزال تسعى للانقضاض عليها.
لم أتحدث اليوم عن عطائى لبلادى فسيظل لها الفضل علينا جميعا فهى الوطن والأهل والملاذ وأرض المحيا والممات، إلا إننى أدافع عن نفسى اليوم لمواجهة الاتهام، لا أدعى لنفسى الكمال، فالكمال لله وحده، فأنا بشر أصيب وأخطئ.
تحملت بشرف وأمانة، وسوف يحكم التاريخ على وعلى غيرى بما لنا وما علينا، من المؤكد أن التوفيق لم يحالفنى فى بعض ما اتخذته من قرارات وهو شىء طبيعى، أو أن بعضها لم يرتق لتطلعات بنى وطنى، لكننى أشهد أمام الله أن كل قرار وسياسة انتهجتها إنما ابتغيت صالح الوطن، وأقول مخلصا إنه رغم ما تعرضت له من اتهام وإيذاء، لا أزال شديد الاعتزاز بخدمة بلادى وبنى وطنى من أيدنى منهم ومن عارضنى على حد سواء.
إن محمد حسنى مبارك الذى يتحدث اليوم أمامكم، لم يكن ليأمر أبدا بقتل المتظاهرين وإراقة دماء المصريين، وهو الذى أفنى عمره فى الدفاع عن مصر وأبنائها، وأقول أمام الله وأمام الشعب أننى قضيت حياتى مقاتلا، هكذا كان تعليمى وتدريبى وتلك كانت عقيدتى منذ تخرجى فى سلاح الطيران، ولم أكن لآمر أبدا بقتل مصرى واحد تحت أى ظروف.
لم يكن لى أيضا أن أصدر قرارا بإشاعة الفوضى، وقد حذرت منها، ولم أكن لأصدر قرارا بإحداث فراغ أمنى، فيعلم الجميع أننى حافظت على استقرار مصر وأمنها الوطنى، ولم يكن من الحقيقة أبدا أن أتهم بالفساد المالى والإضرار بالمال العام، فلا شرفى العسكرى ولا الأمانة يسمحان لى بذلك.
إننى كابن من أبناء القوات المسلحة كنت وسوف أظل حريصا على الشرف العسكرى حتى الرمق الأخير ولن أفرط، وإننى كابن من أبناء مصر سأظل ما حييت أحافظ على أبناء مصر، وأثق أن مصر لن تنسى من عملوا وسهروا من أجلها، وضحوا بأرواحهم ولا يزالون، من رجال القوات المسلحة والشرطة.
إننى أثق فى عدالة المحكمة وحكمها وسأتقبله بنفس راضية، الحكم العدل هو حكم التاريخ، وثقتى بلا حدود أن مصر ستستعيد عافيتها وستواصل بناء نهضتها من جديد بقيادتها المخلصة وبعزة ورفعة وكرامة.
لعل حديثى أمامكم اليوم هو أخرى ما أتحدث به حتى ينتهى العمر، وإننى وإذ اقترب العمر من نهايته مرتاح الضمير أن قضيته مدافعا عن مصر ومصالحها وأبنائها حربا وسلاما، وإننى بخبرة السنين أقول لكل مصرى ومصرية حافظوا على وحدة الوطن، وانتبهوا لما يحدق بالوطن من أخطار وما يحاك له من مخططات ومؤامرات، ومصر أمانة أحملوا رايتها واحفظوها وامضوا بها إلى الأمام، حمى الله مصر ورعاها، وحمى شعبها، وأشكركم سيادة الرئيس.
- القوى السياسية تشيد بانفراد "اليوم السابع" فى تسجيلات "مبارك".. وتؤكد: الرئيس المخلوع كاذب والثورة قام بها الشعب المصرى بسبب القمع والعمل على التوريث.. والناس هم أصحاب الحكم فى الرئيس القادم
- مبارك للمحكمة: بلادى وإن جارت علىَ عزيزة وأهلى وإن ضنوا عليا كرام
- الشارع المصرى يختلف حول جنازة مبارك؟
- مرسى": الرجال لا ينسحبون ولن أخذل الشعب المصرى
- ننشر صورة من خطاب جمال مبارك بخط يده لمساعد وزير الداخلية.. نجل المخلوع يصر على وصف مبارك بـ "الوالد الرئيس مبارك".. ويؤكد: اعتبارات سياسية بالدرجة الأولى تحكم التعامل مع الحالة الصحية للرئيس مبارك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى