منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
حمدي عبد الجليل
حمدي عبد الجليل
المشرف العام
المشرف العام
ذكر عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28469
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
بحر الدموع - الفصل الثالث والعشرون 1393418480781

بحر الدموع - الفصل الثالث والعشرون 140

بحر الدموع - الفصل الثالث والعشرون Empty بحر الدموع - الفصل الثالث والعشرون

السبت 17 سبتمبر 2011, 14:53
ص -102- بحر الدموع - الفصل الثالث والعشرون
يا من سوّف بالمتاب حتى شاب، يا من ضيّع في الغفلة أيام الشباب، يا مطرودا بذنوبه عن الباب، إذا كنت في الشباب غافلا، في المشيب مسوّفا، متى تقف بالباب؟ كم عوملت على الوفاء؟ ما هكذا فعل الأحباب، الظاهر منك عامر، والباطن ويحك، خراب، كم عصيان كم مخالفة، كم رياء, كم حجاب؟ ولّى طيب العمر في الخطايا، يا ترى تعود إلى الصواب؟.
ما بعد الشيب لهو، كيف يجمل بالشيخ التصاب؟ أنت لو قدمت في متقادم عمرك الطاعة، لخفف عنك الحساب. كيف والعمر ولى في الغفلة وفي طلب الأسباب؟ إذا أنذرك المشيب بالرحلة، ولم تقدّم الزاد ماذا يكون الجواب.
ليت شعري أهل المعاصي كيف عيشهم يطيب
{وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ}
سبأ 51.
يروى أن محمد بن واسع رأى شبابا في المسجد، قد خاضوا في بحر الغيبة والضلالة، فقال لهم: أيجمل بأحدكم أن يكون له حبيب، فيخالفه ليفوز به غيره؟ فقالوا: لا. فقال: أنتم قعود في بيت الله تخالفون أمره، وتغتابون الناس. فقالوا: قد تبنا. فقال: يا أولادي، هو ربكم وحبيبكم، وإذا عصيتموه، وأطاعه غيركم، خسرتموه. وربحه غيركم، أفلا يضرّكم ذلك؟ قالوا: نعم. فقال: ومن خالفه، وربما يعاقبه لو عاقبه، أفلا تغيرون على شبابكم كيف يعاقب بالنار والعذاب وغيركم يفوز بالجنة والثواب. قالوا: نعم وحسن رجوعهم إلى الله تعالى.
وأنشدوا:


ألا فاسلك إلى المولى سبيلا ولا تطلب سوى التقوى دليلا

وسر فيها بجد وانتهاض تجد فيخا المنى عرضا وطولا


ص -103- ولا تركن إلى الدنيا وعوّل على مولاك واجعله وكيلا

وإن أحببت أنء تعتزّ عزا يدوم فكن له عبدا ذليلا

وواصل من أناب إليه واقطع وصال المسرفين تكن نبيلا

ولا تفني شبابك واغتنمه ومثل بين عينيك الرحيلا

ولا تصل الدنيا واهجر بنيها على طبقاتهم هجرا جميلا

وعامل فيهم المولى بصدق يضع لك في قلوبهم القبولا

ومن كتاب أنس المريدين وقدوة الزاهدين: قال يزيد بن الحباب: مررت بحمدونه المجنونة وهي قاعدة على قارعة الطريق وعليها جبّة صوف مكتوب بين كتفيها، بمداد هذا البيت المفرد:

سلب الرقاد عن الجفون تشوقي فمتى اللقا يا وارث الأموات

قال: فسلمت عليها، فردت السلام، فقالت: ألست أنت يزيد بن الحباب؟ قلت: لها، نعم، فبم عرفتيني؟! قالت: اتصلت المعرفة في الأسرار، فعرفتك بتعريف الملك الجبار، ثم قالت: أسالك. قلت: اسألي. قالت: ما هو السخاء في الدين؟ قلت لها: المسارعة إلى طاعة المولى. قالت: يا يزيد. آه آه، ليس هذا مسارعة، إنما المسارعة إلى طاعة الله أن لا يطلع على قلبك وأنت تريد منه شيئا بشيء، ثم أنشأت تقول هذين البيتين:

حسب من الحبيب بعلمه أن المحب ببابه مطروح

فإذا تقلب في الدنا ففؤاده بسهام لوعات الهوى مجروح

ويروى عن الحسن البصري رضي الله عنه أنه قرأ {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} البقرة 281، فقال: هذه موعظة وعظ الله بها المسلمين، وذلك إن الحور العين تقول لولي الله، وهو متكئ على نهر العسل وهي تعطيه الكأس، وهما في سرور ونعيم: أتدري يا حبيب الله متى

ص -104- زوجنيك الله ربي؟ فيقول: لا أدري. فتقول: نظر إليك في يوم صائف بعيد ما بين الطرفين وأنت في ظمأ الهواجر، فتباهى بك الملائكة، وقال: أنظروا يا ملائكتي إلى عبدي، ترك شهوته ولذته، وزوجته وطعامه وشرابه رغبة فيما عندي، أشهدكم أني قد غفرت له، فغفر لك يومئذ وزوجنيك.
لله درّ أقوام لاطفهم بأنسه، فتقرّبوا إليه بقلب سليم، أذاقهم حلاوة مناجاته، فكل منهم بحبه يهيم، أسكن قلوبه حبه، فليلهم بالأشواق ليل سليم، طهرها من الهوى، فحب الدنيا عنها راحل، وحب الآخرة مقيم على كل حال لا يعرفون سواه، فأهلا به من تنعّم، وأهلا به من نعيم.


للصالحين كرامات وأسرار لهم من الله تخصيص وآثار

صفت قلوبهم لله واتصفت بالصدق واكتنفت بالنور أنوار

واستغرقت كل وقت من زمانهم في طاعة الله أوراد وأذكار

صاموا النهار وقاموا الليل ما سئموا حتى تعرّفت على الظلماء أسحار

خلو به وراق الليل منسدل حتى لهم قد تجلت منه أنوار

طوبى لهم فلقد طابت حياتهم وشرّفت لهم في الناس أقدار

فازوا من الله بالزلفى وأسكنهم جنات عدن فنعم الدار والجار

ويروى عن إبراهيم بن أدهم1 رضي الله عنه أنه كان على بعض جبال مكة يحدّث أصحابه، فقال: لو أن وليا من أولياء الله تعالى قال لهذا الجبل: زل، لزال فتحرّك الجبل، فضربه إبراهيم برجله، وقال له اسكن، إنما ضربتك مثلا لأصحابي.
وروي عنه أيضا أنه ركب البحر فتحرك ريح عاصف فوضع إبراهيم رأسه ونام، فقال أصحابه: أما ترى ما نحن فيه من الشدة، فقال: أو هذه شدة؟ قالوا:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هو أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور. توفي 160هـ من بلخ من أعمال خراسان من أعلام الزهاد. وكان يأكل من عمل يده كالحصاد والعمل بالبساتين.



ص -105- نعم، قال: لا، وإنما الشدة الحاجة للناس، ثم قال: الهي، أريتنا قدرتك، فأرنا عفوك، فصار البحر كأنه قدح زيت.
وعنه أيضا أنه كان في بعض الطرق مع أصحابه، فتعرّض لهم أسد، فقال له أصحابه: يا إبراهيم، هذا السبع قد ظهر لنا، فقال: أرونيه، فلما نظر إليه إبراهيم، قال: يا قسورة، إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به، وإلا فتنحّ عنا.
قال: فضرب الأسد بذنبه، وولى هاربا، فتعجبنا منه حين فقه كلام إبراهيم، رضي الله عنه ونفعنا به.
**

________________________________________________
بحر الدموع - الفصل الثالث والعشرون 12107010_906912522734669_1561722651500059538_n
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى