سلسلة المراة في الاسلام (1)

المرأة
والمساندة الزوجية







من أهم خصائص المرأة فى الاسلام 00 أن تعين الزوجة زوجها فى كل الأمور والمساندة الزوجية مسئولية تتطلب الصبر والحكمة والهدوء والقدرة على احتواءأزمةالزوج، وامتصاص غضبة ،ومعاونته ومشاركته فى اتخاذ الرأى السديد0

والمساندة ليست فى الضراء فقط وانما ايضا فى السراء من خلال مشاعر الود والرحمة والألفة بينهما حيث يشعر الزوج أن زوجته هى خير معين له فى أزماته فتخفف عنه ويجدالراحة عندها،وخير رفيق له فى السراءحيث المشاركة فى الفرحة والاهتمامات مقتدية بأمهات المؤمنين0

ولدينا فى الاسلام نماذج رائعة للمرأةالتى تساند زوجها وتعاونه نذكر منها:السيدة/ خديجةرضى الله عنها،والسيدة / عائشة والسيدة/ فاطمة الزهراء رضى الله عنهن وغيرهن كثيرات0

وسنتحدث اليوم عن أم المؤمنين السيدة/ خديجة رضى الله عنها وكيف تبلورت صور المساندة لزوجها سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم0

هى خديجة بنت خويلد من سادات قريش ذات حسب ونسب وجاه، ونشأت على الأخلاق الحسنة، واتصفت بالحزم والعقل العفة0

تزوجت السيدة خديجة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهى فى الأربعين من عمرها وهو فى الخامسة والعشرين من عمره ولهذا الزواج حكمة حيث ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان مقبلاعلى حدث عظيم من نزول الوحى، والرسالة الاسلامية والدعوة الى عبادة الله الواحد0

وكان يتطلب هذا الحدث أنت تكون لزوجته صفات خاصة مثل رجاحة العقل ونضج الشخصية ، لذا كان لابد من مثل هذا ا لزواج أن يتم لما تتمتع السيدة خديجةرضى الله عنهامن هذه الصفات لاحتواءالرسول عليه ا لصلاة والسلام اثناء استقباله لهذا الحدث العظيم0

وفعلا كانت السيدةخديجة رضى الله عنهاخير من اعانه اذ عندما نزل عليه الوحى وعادالرسول الى خديجةويرتجف فؤاده 00 فخففت عنه باعثةالأمل والقوة فى نفسه قائلة:

( كلا 00 والله ما يخزيك الله ابدا،
انك لتصل الرحم، وتصدق الحديث
وتحمل الكل، وتكسب المعدوم ، وتقرى الضيف،
وتعين على نوائب الدهر)0

انها شهادة حق شهدت بها الزوجة الوفية لزوجها تكشف بها عن معدنه الطيب وخلقه الحسن، انها شهادة الزوجة التى تقدر زوجها وتعينه على ابلاغ رسالته فى أحرج الأوقات وأشد الأزمات0

ومن المواقف التى برزت فيها مؤازرة السيدة/ خديجة رضى الله عنها : موقف المقاطعة الذى تعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث لجأت قريش الى سلاح المقاطعة اذ اجمعوا على مقاطعتهم واخراجهم من مكة الى شعب بنى هاشم، وتآمروا على أن يكتبواصحيفة ويعلقوهافى الكعبة وتعاهدوا وتعاقدوا على ألا يتزوجوا منهم ولا يبتاعوا منهم00 واستمرت هذه المقاطعة الظالمة ثلاث سنين " سنوات" حتى أصيبوا بالجهد الشديد0

ووقفت السيدة خديجة مع زوجها تشاركه وتتحمل معه الآلام راضية صابرة، مواسيةبنفسها ومالها، وقد تخلت عن كل ما تعودت عليه من رخاء ونعيم لتقف لجانبه فى أحلك أوقات المحنة0

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيا لها يثنى عليها ويذكر محاسنها فى كل وقت حتى قال لعائشة رضى الله عنها:

( لا والله ما أبدلنى الله خيرا منها
آمنت بى حين كفر الناس،
وصدقتنى اذ كذبنى الناس،
وواستنى بمالها اذ حرمنى الناس
ورزقنى الله منها الولد دون غيرها من النساء)

كانت خديجة مثالا للزوجةالصالحة التى تذلل الصعاب لزوجها وتشاركه فى همومه وآلامه وآماله وتعينه على الثبات والاستمرار ولقد كافأها الله عز وجل بأن بشرها ببيت فى الجنة0

وستظل السيدة خديجة رضى الله عنها منفردة بلقب المسلمة الأولى التى آثرها الله عز وجل بالدور العظيم فى حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم 0