منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
إيمان إبراهيم مساعد
عدد المساهمات : 0
نقاط : 3909
تاريخ التسجيل : 13/01/2014

« العصفور والسجان ( خاطرة ) | احتضار أم |	 شعر الحلمنتيشى » Empty « العصفور والسجان ( خاطرة ) | احتضار أم | شعر الحلمنتيشى »

الأربعاء 17 أغسطس 2011, 19:50
ندهت له وهو راقد...( يما قوم الفطور جاهز..قوم ياحبيبي)
استفاق على صوتها الحنون..نظر في وجهها اللطيف الأبيض
وعلامات الدفء تنضح منه..ابتسمت له وربتت بيدها على شعره
في رجاء امومة لابنها ..ان اجعل صباحي ذات معنى ..وكن دليلي في الحياة

استفاق الغلام والدفء غطى روحه..دون انتظار القادم من اللحظات
أمضى صباحه متعلقا في ثوبها..يتبادلان ماطاب من ضحكات
خرجا معا ويداهما متشابكات..كتشابك روحيهما والماضي من سنوات
كانت عيون الطفل ترسم أحلاما..آمالا..مشاهد يتمنى تحقيقها ليبث في قلب امه فخرا..واعتزازا..ينسيها بها الفقر والضيم وماعانته من ويلات
* * * * * * * * * * * * * *
كان يمشي وينظر كل حين الى وجهها المبتسم..فتمر في جسده رعشة الرضى..تشرق من عينيه أنشودة الصباحات
وفجأة...سمع الدوي ولم يعي..ما حل بالأحلام في لحظة واحدة..لما تحولت جميعها إلى فتات
سقط الفتى صريعا..غارقا في بحر دماء دافء..وسط الهدوء الفارغ إلا من الصرخات
ليفيق على همساتها..لمساتها..حشرجة روح تعبق بخوف فقدانه ..( يما..حبيبي..طمني عنك يما...)
ليفتح عينيه مجددا..ولكن على وقع صورة تهشم قلبه في لحظات

..فوجه أمه الأبيض بات مكسوا بدمائها..وعيناها تحارب الغشاوات
تحاول أن تركز على وجه ابنها ..تطمئن عليه ..تفتش هل حل به شيء من الاصابات
باتت تصارع نفسها..تحاول الابقاء على ماتبقى من رمق ..لتحاكي ابنها بخافت الهمسات

( يما...دير بالك عحالك..لا تخاف..أنا باقية معاك ..دير بالك عاخواتك مالهومش غيرك بعدي..يما...بلاش تبكي خليك رجال..)

وتبتلع الأم الصريعة ريقها ممزوجا بالدم والدموع وتتلعثم على شفتيها العبارات
والطفل يصرخ باكيا ( يما..يمااااا..ليش أنا ياربي ليش؟؟؟!!! )
بقيت تربت بكفها على خده..وبقي الحنان ملازما اياها حتى آخر اللحظات
همست له في أذنه ( يما اخواتك ...اصحك يما ...ي..ممم......اااااا)
ليختفي صوتها مع هبة النسمات

صمت قلبها الذي اتسع دوما لقلبه..وكان معبده المليء بالصلوات
صمت الكون حوله في لحظة ..كأنه ينعي كل شيء حوله..الأرض والأحلام والليل والإصباح والحياة
لم يستطع أن يرقب عينها في احتضارهما..فالمفجوع دوما يهرب من مقصلة الصدمات
عيناه ارهقهما الدمع..وصوته اختفى من شدة الحزن..وعقله توقف عن صياغة الأفكار..فكل ما في عمره تحول لترهات

بقيا هناك ..أم صريعة وابنها.. في صورة تضاف لكتاب شعب اعتاد أن يتجرع في أيامه مر الممات
في صورة تحكي لنا عن نفسها..عن ظلم ليل لفها..عن مجد عرب كاذب ..نعيش عليه فنشرب منه الحزن ..ومنه نأكل ونقتات
في صورة يندى الجبين امامها..لا تستوي في حضرة حزنها كل ما نسمعه من وعود وشعارات

فعذرا من كل اسراب الشهداء..عذرا من أطفال الحجارة الأبرياء..
عذرا من قضيتنا..عذرا من كرامتنا..عذرا من رجولتنا
وعذرا منكن جميعا ايها الأمهات
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى