- إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3909
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
حقوق الإنسان فتنة المال.. وإرادة المسلم
الأربعاء 10 أغسطس 2011, 19:43
لقد حرر الاسلام الانسان من كل مظاهر الأثرة. والجشع. والأنانية حال سعيه» لتحصيل المال حتي لا يتحول هذا المال إلي "معبود" يذل له الانسان.
ولقد تعامل القرآن الكريم مع دافع حب تملك الملك بوجهة صالحة إلي خدمة الإنسان في نفسه أولاً. ثم خدمة المجتمع ثانياً. فقال تعالي: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا" "الكهف 6".
وقد فسر ابن عباس "الباقيات الصالحات" بأنها كل أعمال الخير من "قول أو فعل" يبقي للآخرة "تفسير الطبري 18 / 35".
وقدم "الباقيات" بالذكر علي "الصالحات" علي خلاف مقتضي الظاهر» للتنبيه علي ان ما ذكر قبله: "المال والبنون". إنما كان مفصولا» لأنه ليس بباق.
وقد حذر الله في آية أخري من خطر آخر وهو "فتنة المال وطغيانه" الأمر الذي قد يدفع الانسان إلي تحصيله بوسائل غير مشروعة» فينقلب شراً عليه وعلي الناس. قال تعالي: "إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم" "التغابن 15".
ويذم رسولا الله صلي الله عليه وسلم كل من يذل نفسه للمال. أو يخضع له خضوعاً يخرجه عن دائرة القصد في تحصيله وإنفاقه واستثماره. فيقول صلي الله عليه وسلم: "تعس عبد الدينار. وعبد الدرهم. وعبد الخميصة. ان أعطي رضي. وان لم يعط سخط. تعس وانتكس" "أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب: الجهاد والسير. باب: الحراسة في الغزو في سبيل الله. رقم الحديث: 2887".
ويصور صلي الله عيه وسلم في حديث آخر. خطورة الفتنة بالمال والجاه والعُلو والظهور. بصورة حسية في الحديث الذي رواه كعب بن مالك. قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ما ذئبان جائعان أرسلنا في غنم بأفسد لها من حرص المرء علي المال والشرف لدينه" "أخرجه الترمذي في صحيحه 4/588".
ان المالك الحقيقي للمال هو الله- عز وجل- والانسان مستخلف فيه ووكيل عن ربه فيها. فلا يجوز ان يتصرف فيه الا في حدود ما أذن له موكله. كما هو الشأن في نظام الوكالة» حتي يكون المال قوة فعالة في حياة المجتمع المسلم» مسخراً لنفع المجتمع. وهذه الحقيقة نجدها مبثوثة في الكثير من آيات القرآن الكريم نحو: "لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو علي كل شيء قدير" "المائدة0 12". "له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثري" "طه:6". "وآتوهم من مال الله الذي أتاكم" "النور: 33". "آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه" "الحديد:7".
وتعني هذه الآية: ان الأموال التي في أيديكم. انما هي أموال الله تعالي بخلقه وانشائه لها. وانما وكلكم اياها. وخولكم الاستمتاع بها. وجعلكم خلفاءه في التصرف فيها. فليست هي بأموالكم في الحقيقة. وما أنتم فيها إلا بمنزلة الوكلاء والنواب.
والله بمقتضي أنه المالك الحقيقي للمال. أوجب علي المسلم ان يُخرج قدراً معلوماً من هذا المال» لنفع الجماعة في مصارف معلومة بالزكاة» سداً لخلة المحتاجين في المجتمع. وأوجب عليه إلي جواز ذلك حقوقا أخري في المال» لتحقيق التكافل الاجتماعي» حتي تتحقق الكفاية لكل محتاج. مثل "الكفارات. والنذور. والصدقات" واذا لم تكف هذه الموارد» أجبر السلطان أغنياء كل بلد ان يقوموا بفقرائهم.
ومع ذلك نجد ان القرآن الكريم. لا يسلب الناس حقهم في أن تكون لهم ملكية خاصة بالمال. فأضاف ملكية المال إلي الناس في آيات أخري» حتي يدعو نشاطهم إلي احراز المال. واستثماره. وتعمير الأرض من حولهم. فقال تعالي: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل" "البقرة: 261".
"لتبلون في أموالكم وأنفسكم..." "آل عمران 186". "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما" "النساء:5" "إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" "التوبة:111" "وفي أموالهم حق للسائل والمحروم" "الذاريات19".
هذا بالاضافة إلي ايات المواريث. وبيان أنصبة الورثة فيها. ففي كل ذلك ما يدل دلالة واضحة علي إقرار القرآن الكريم لمبدأ الملكية الفردية وإقرار كل مسلم بأن الله تعالي هو المالك الحقيقي للمال لا يسلبه أهليته بالتصرف في ماله» للانماء. والاستثمار والانتفاع به في حياته وبعد مماته. مادام ملتزماً بحدود الشريعة وتعاليم الاسلام في عميات الكسب الحلال. والانفاق والاستثمار الطيب.
اللهم اجعل سعينا مشكورا. وعملنا مأجورا. ودعاءنا مقبولا. واختم لنا بعمل صالح. ولا تجعل أنسنا إلا بك. ولا تجعل خوفنا إلا منك. ولا تجعل اعتمادنا إلا عليك.
ولقد تعامل القرآن الكريم مع دافع حب تملك الملك بوجهة صالحة إلي خدمة الإنسان في نفسه أولاً. ثم خدمة المجتمع ثانياً. فقال تعالي: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا" "الكهف 6".
وقد فسر ابن عباس "الباقيات الصالحات" بأنها كل أعمال الخير من "قول أو فعل" يبقي للآخرة "تفسير الطبري 18 / 35".
وقدم "الباقيات" بالذكر علي "الصالحات" علي خلاف مقتضي الظاهر» للتنبيه علي ان ما ذكر قبله: "المال والبنون". إنما كان مفصولا» لأنه ليس بباق.
وقد حذر الله في آية أخري من خطر آخر وهو "فتنة المال وطغيانه" الأمر الذي قد يدفع الانسان إلي تحصيله بوسائل غير مشروعة» فينقلب شراً عليه وعلي الناس. قال تعالي: "إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم" "التغابن 15".
ويذم رسولا الله صلي الله عليه وسلم كل من يذل نفسه للمال. أو يخضع له خضوعاً يخرجه عن دائرة القصد في تحصيله وإنفاقه واستثماره. فيقول صلي الله عليه وسلم: "تعس عبد الدينار. وعبد الدرهم. وعبد الخميصة. ان أعطي رضي. وان لم يعط سخط. تعس وانتكس" "أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب: الجهاد والسير. باب: الحراسة في الغزو في سبيل الله. رقم الحديث: 2887".
ويصور صلي الله عيه وسلم في حديث آخر. خطورة الفتنة بالمال والجاه والعُلو والظهور. بصورة حسية في الحديث الذي رواه كعب بن مالك. قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ما ذئبان جائعان أرسلنا في غنم بأفسد لها من حرص المرء علي المال والشرف لدينه" "أخرجه الترمذي في صحيحه 4/588".
ان المالك الحقيقي للمال هو الله- عز وجل- والانسان مستخلف فيه ووكيل عن ربه فيها. فلا يجوز ان يتصرف فيه الا في حدود ما أذن له موكله. كما هو الشأن في نظام الوكالة» حتي يكون المال قوة فعالة في حياة المجتمع المسلم» مسخراً لنفع المجتمع. وهذه الحقيقة نجدها مبثوثة في الكثير من آيات القرآن الكريم نحو: "لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو علي كل شيء قدير" "المائدة0 12". "له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثري" "طه:6". "وآتوهم من مال الله الذي أتاكم" "النور: 33". "آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه" "الحديد:7".
وتعني هذه الآية: ان الأموال التي في أيديكم. انما هي أموال الله تعالي بخلقه وانشائه لها. وانما وكلكم اياها. وخولكم الاستمتاع بها. وجعلكم خلفاءه في التصرف فيها. فليست هي بأموالكم في الحقيقة. وما أنتم فيها إلا بمنزلة الوكلاء والنواب.
والله بمقتضي أنه المالك الحقيقي للمال. أوجب علي المسلم ان يُخرج قدراً معلوماً من هذا المال» لنفع الجماعة في مصارف معلومة بالزكاة» سداً لخلة المحتاجين في المجتمع. وأوجب عليه إلي جواز ذلك حقوقا أخري في المال» لتحقيق التكافل الاجتماعي» حتي تتحقق الكفاية لكل محتاج. مثل "الكفارات. والنذور. والصدقات" واذا لم تكف هذه الموارد» أجبر السلطان أغنياء كل بلد ان يقوموا بفقرائهم.
ومع ذلك نجد ان القرآن الكريم. لا يسلب الناس حقهم في أن تكون لهم ملكية خاصة بالمال. فأضاف ملكية المال إلي الناس في آيات أخري» حتي يدعو نشاطهم إلي احراز المال. واستثماره. وتعمير الأرض من حولهم. فقال تعالي: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل" "البقرة: 261".
"لتبلون في أموالكم وأنفسكم..." "آل عمران 186". "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما" "النساء:5" "إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" "التوبة:111" "وفي أموالهم حق للسائل والمحروم" "الذاريات19".
هذا بالاضافة إلي ايات المواريث. وبيان أنصبة الورثة فيها. ففي كل ذلك ما يدل دلالة واضحة علي إقرار القرآن الكريم لمبدأ الملكية الفردية وإقرار كل مسلم بأن الله تعالي هو المالك الحقيقي للمال لا يسلبه أهليته بالتصرف في ماله» للانماء. والاستثمار والانتفاع به في حياته وبعد مماته. مادام ملتزماً بحدود الشريعة وتعاليم الاسلام في عميات الكسب الحلال. والانفاق والاستثمار الطيب.
اللهم اجعل سعينا مشكورا. وعملنا مأجورا. ودعاءنا مقبولا. واختم لنا بعمل صالح. ولا تجعل أنسنا إلا بك. ولا تجعل خوفنا إلا منك. ولا تجعل اعتمادنا إلا عليك.
- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3760
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
رد: حقوق الإنسان فتنة المال.. وإرادة المسلم
الخميس 11 أغسطس 2011, 18:53
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- الحرية والعدالة" يواجه التظاهرات بتنظيم "قوافل" طبية لعلاج "السمنة والنحافة".. وتوعية المواطنين بحرمة المال العام.. وزرع 1000 شجرة ليمون وجوافة تحت شعار "ازرع شجرة ولا تزرع فتنة"
- مراجعة حقوق الإنسان لطلاب كلية الحقوق
- ننشر المواد المعدلة فى قانون العقوبات لحماية حقوق الإنسان
- "أنصار حقوق الإنسان" بالإسكندرية تطالب بالفرز داخل اللجان الفرعية
- وكيل حقوق الإنسان بالبرلمان: يجب تطوير المناهج التعليمية بما يناسب العصر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى