الوفد - مقارنة بين التسريبات فى ثانوية الأزهر والثانوية العامة

ولكن اختلف الأمر نهائيًا هذا العام، حيث نجح القائمون على شهادة الثانوية الأزهرية فى السيطرة على الكنترولات الرئيسية أمنيًا، واختيار القائمين عليها بدقة وعناية بعد التأكد من أمانتهم وقدرتهم على الحفاظ على أوراق الامتحان لحين نقلها للمعاهد الأزهرية على مستوى الجمهورية، وذلك بمساعدة وزارتى الدفاع والداخلية، مما يعكس صورة طفرة التطور الرقابي هذا العام.

ولم يكتفِ الأزهر بالسيطرة الأمنية على الكنترولات فقط لمنع تسريبها، بل كثف وجوده الإلكترونى على صفحات تسريبات الامتحانات وتتبع الحسابات الشخصية للطلاب على مواقع التواصل الاجتماعى والقبض عليهم من داخل اللجان، وذلك عن طريق تدشن لجان إلكترونية تحمل اسم صفحات "غش" وأجهزة تتبع للوصول إلى الطلاب، ليثبت الأزهر بذلك إنه تعلم من أخطاء السنوات السابقة وسيطرة على ظاهرة الغش أو تسريب الامتحان.

وجاءت معظم تمرير أوراق الامتحانات بعد ساعة من الوقت الرسمى من بدء اللجان التى تقدر بنصف الوقت فى معظم الامتحانات، مما يعنى تمريرها عن طريق الطلاب الذين خرجوا بالفعل من اللجان وليسوا بداخلها، وهم بذلك يتفوقون على الثانوية العامة للمرة الأولى.

يأتى ذلك على عكس شهادة الثانوية العامة، التى شهدت فاجعة فى تسريبات الامتحانات بطريقة غير مسبوقة أطاحت بأحلام وآمال الطلاب الذين يرغبون فى الوصول لكليات القمة.

بدأت التسريبات من اليوم الأول للامتحان، حيث استطاعت صفحة "بالغش اتجمعنا" على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" فى تسريب امتحان التربية الدينية قبل بدء الامتحان بساعة ونماذج إجابات اللغة العربية أثناء تأدية الطلاب الامتحانات، مما اضطر الوزارة إلى أخذ قرار بتأجيل امتحان مادة "التربية الدينية" يوم 29 من يونيو.

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى ورقة امتحان "اللغة الإنجليزية والإحياء" قبل الامتحان بأربع وعشرين ساعة مما اضطر الوزارة إلى إعطاء الطلاب الامتحان البديل من دون الاعتراف بذلك لوسائل الإعلام، واشتكى الطلاب من صعوبة الامتحان من دون أن يلتفت إليهم أحد.

ونجحت صفحة "ثورة التعليم الفاسد" فى الحصول على نسخة من امتحان الاقتصاد قبل بدء اللجان بثلث ساعة ولكن لم تعترف الوزارة بهذه الواقعة وأكملت الامتحان على رغم تطابقه مع الورقة التى سُربت قبل اللجان.

وقامت صفحة "شاومينج" بتسريب امتحان مادة "الديناميكا" قبل بدء اللجان بحوالى ساعة ونصف ولم تستطع الوزارة تغيير الامتحان أو استبداله وبعد أن أدى الطلاب امتحانهم أصدر وزير التربية والتعليم قرارًا بإعادة الامتحان فى الثانى من يوليو.

وأجبرت صفحات الغش الإلكترونى وزارة التربية والتعليم على تأجيل مواد "التاريخ والجيولجيا والرياضة البحتة" وهو الامتحان الأخير قبل أن يؤديهم الطلاب بيومين من دون الإفصاح عن سبب التأجيل، مما أربك الطلاب وخرجوا للتظاهر أمام وزارة التعليم وبميدان التحرير ونقابة الصحفيين للمطالبة بعدم التأجيل أو الإلغاء ولكن الأمر نفذ.