- إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3902
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)
الثلاثاء 26 يوليو 2011, 18:06
يقول المفكر الإسلامي أ. د. محمد عمارة
((التقريب هو الانطلاق من تمايز المذاهب المتعددة والمختلفة، مع العدول عن نفي مذهب للمذاهب الأخرى، بالتعصب لمذهب واحد، ورفض ما عاداه.. فهو تعايش بين المذاهب المختلفة، مع اكتشاف الإطار العام الجامع لها، ومناطق الاتفاق بينها، وتحديد مناطق التمايز والاختلاف. أما التوحيد بين المذاهب: فإنه يعني دمجها جميعاً في مذهب واحد، ونفي قاعدة التعدد والتمايز والاختلاف..))
ويقول أيضاً(( والنظر إلى الأحكام التي اثمرتها الإجتهادات المذهبية المختلفة باعتبارها التراث الواحد للأمة الواحدة، ومن ثم الاستفادة بالملائم منها، الذي يلبي حاجات تحقيق المصالح والضرورات المتجددة بحكم تمايز الزمان والمكان وتنوع العادات والتقاليد والأعراف.. أي توسيع دائرة الترجيح بين الأحكام و الإجتهادات من نطاق المذهب الواحد إلى جملة المذاهب كلها.. ومفهوم الاحتضان هذا من الممكن أن يكون ثمرة من ثمرات التقريب.))
وإنني ما زلت أرى أن مصر هي المرشحة لرفع راية التقريب والتوحيد بين المذاهب فعلى الرغم من أن أهل مصر يعتنقون المذهب السني فهم أكثر الشعوب حباً لـ ألـ بيت النبوة بعيداً عن التشيع
والغلو، والجدير بالذكر أن أصدرت مصر موسوعة الفقه الإسلامي المسماة ( موسوعة جمال عبد الناصر ) التي اعتمدت كل المذاهب الفقهية الموثقة مصادرها، وهي المذاهب السنية المالكية
والحنفية والشافعية والحنبلية ، والمذهب الظاهري وكلها من مذاهب أهل السنة مع المذهب الجعفري ، والمذهب الزيدي وهم من المذاهب الشيعية والمذهب الأباضي وهم يعدون من الخوارج .
وأيضاً في أربعينيات القرن العشرين، قامت في مصر جماعة التقريب بين المذاهب.
وقد توجت جهود التقريب بما قام به المرحوم الإمام الأكبر شيخ لأزهر / محمود شلتوت في
التقريب بين المذاهب الفقهية وفتواه الخاصة بجواز التعبد على المذاهب الإسلامية الثابتة الأصول المعروفة المصادر المتبعة لسبيل المؤمنين، ومنها مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية وجاء في رده على سؤال وجه إليه:
إن الإسلام لا يوجب على أحد إتباع مذهب معين، بل نقول: إن لكل مسلم الحق في أن يقلد بادئ ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلا صحيحاً، والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة، ولمن قلد مذهبا من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره – أي مذهب كان – ولا حرج عليه في شيء.
ومن هذا المنطلق وكرأي خاص بي فأنني أقول بأنه لا يجوز أن يعتبر المسلم أخوه المسلم خارج عن الدين بسبب إتباعه مذهب أو فرقة تخالفه.
نشأة المذاهب والفرق الإسلامية
في بداية الفُرقة تفرقت أمة الإسلام إلى ثلاثة مذاهب هم:
بدأت الخلافات كما هو معلوم بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم وكانت حول من يخلف الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن حسم سيدنا على رضي الله عنه الأمر فبايع سيدنا أبو بكر الصديق على الخلافة ثم بايع من بعده سيدنا عمر بن الخطاب ثم سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنهم جميعاً ) مما دعم وحدة المسلمين ولكن الفتنة الكبرى ظهرت بعد مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه في خلافة سيدنا على كرم الله وكان الخلاف حول سرعة القصاص من قتلة سيدنا عثمان. وقد أفرز هذا الخلاف عن ظهور من تشيعوا لسيدنا على مقابل من ساندوا سيدنا معاوية بن أبى سفيان وكان الكل حتى هذا الوقت من أهل السنة مع وجود خلاف سياسي بينهم ولم يكن الخلاف على تولى الخلافة نفسها بل كان على القصاص من قتلة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه. ثم ظهر الخوارج بخروجهم على سيدنا على رضي الله عنه بعد أن أرتضى بالتحكيم فخرجوا عليه وقاتلوه وقالوا غير الحق فيه وفى مخالفيهم من المسلمين ووصل الحد بهم لقتل من خالفهم .
وبعد موت سيدنا على رضي الله عنه أتخذ الشيعة بعداً مذهبياً أساسه أن سيدنا على كان أحق بالخلافة وفضلوه على جميع الصحابة بل وكفروا بعضهم وقالوا فى أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق السيدة عائشة رضى الله عنها قول سيحاسبهم الخالق عليه وذاد غلوهم بعد تخليهم عن سيدنا الحسين رضي الله.
ثم تفرق كل مذهب إلى عدة فرق تصديقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة، فواحدة في الجنة و سبعين في النار، و افترقت النصارى على اثنين و سبعين فرقة فواحدة في الجنة و إحدى و سبعين في النار، و الذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث و سبعين فرقة، فواحدة في الجنة و اثنتين و سبعين في النار، قيل يا رسول الله من هم ؟ قال: هم الجماعة)وفى رأى وهذه ليست بفتوى لأني لا أملك حق الفتوى أو التفسير:أقول: لو اتحد كل المسلمين في جماعة واحدة فإنها ستكون هي الطائفة الناجية التي ستدخل الجنة.
وإذا كان توحيد المذاهب صعب حالياً وقد يحدث فيما بعد بإذن الله على يد من يهديه الله لتوحيد وقيادة أمتنا فلنبحث عن التقريب.
تعدد الطوائف المنبثقة عن المذاهب والفرق وخلافاتهم أسفر عن ظهور( المُرجئة ) الذين قالوا بإرجاء أمر المختلفين إلى الله
ولكن الغالبية العظمى من المسلمين ظلوا على إيمانهم بإتباع كتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام في كلّ القضايا ولم يردوا أيّ شيء منها أو يؤلونه مع الالتزام بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم تصدر منهم أي إهانة أو اتهام لأي من الصحابة.وهؤلاء هم أهل السنة والجماعة.
وقد كان لظهور التأويل وعلم الكلام أن رأينا من يثبت الصفات ومن ينفيها من أهل السنة والجماعة ومنهم من قال بالجبر ومنهم من قال بالاختيار ومنهم من اتخذ موقفاً وسطاً .
وإذا كان توحيد المذاهب صعب حالياً وقد يحدث فيما بعد بإذن الله على يد من يهديه الله لتوحيد وقيادة أمتنا فلنبحث عن التقريب.
لدعم المنتدى قم بإرسالة لكل أصدقائك على الفيس بوك
ذُكِرَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِزِيَادٍ: هَلْ تَدْرِي مَا يَهْدِمُ الْإِسْلَامَ؟ زَلَّةُ عَالِمٍ وَجِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ وَأَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ،
((التقريب هو الانطلاق من تمايز المذاهب المتعددة والمختلفة، مع العدول عن نفي مذهب للمذاهب الأخرى، بالتعصب لمذهب واحد، ورفض ما عاداه.. فهو تعايش بين المذاهب المختلفة، مع اكتشاف الإطار العام الجامع لها، ومناطق الاتفاق بينها، وتحديد مناطق التمايز والاختلاف. أما التوحيد بين المذاهب: فإنه يعني دمجها جميعاً في مذهب واحد، ونفي قاعدة التعدد والتمايز والاختلاف..))
ويقول أيضاً(( والنظر إلى الأحكام التي اثمرتها الإجتهادات المذهبية المختلفة باعتبارها التراث الواحد للأمة الواحدة، ومن ثم الاستفادة بالملائم منها، الذي يلبي حاجات تحقيق المصالح والضرورات المتجددة بحكم تمايز الزمان والمكان وتنوع العادات والتقاليد والأعراف.. أي توسيع دائرة الترجيح بين الأحكام و الإجتهادات من نطاق المذهب الواحد إلى جملة المذاهب كلها.. ومفهوم الاحتضان هذا من الممكن أن يكون ثمرة من ثمرات التقريب.))
وإنني ما زلت أرى أن مصر هي المرشحة لرفع راية التقريب والتوحيد بين المذاهب فعلى الرغم من أن أهل مصر يعتنقون المذهب السني فهم أكثر الشعوب حباً لـ ألـ بيت النبوة بعيداً عن التشيع
والغلو، والجدير بالذكر أن أصدرت مصر موسوعة الفقه الإسلامي المسماة ( موسوعة جمال عبد الناصر ) التي اعتمدت كل المذاهب الفقهية الموثقة مصادرها، وهي المذاهب السنية المالكية
والحنفية والشافعية والحنبلية ، والمذهب الظاهري وكلها من مذاهب أهل السنة مع المذهب الجعفري ، والمذهب الزيدي وهم من المذاهب الشيعية والمذهب الأباضي وهم يعدون من الخوارج .
وأيضاً في أربعينيات القرن العشرين، قامت في مصر جماعة التقريب بين المذاهب.
وقد توجت جهود التقريب بما قام به المرحوم الإمام الأكبر شيخ لأزهر / محمود شلتوت في
التقريب بين المذاهب الفقهية وفتواه الخاصة بجواز التعبد على المذاهب الإسلامية الثابتة الأصول المعروفة المصادر المتبعة لسبيل المؤمنين، ومنها مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية وجاء في رده على سؤال وجه إليه:
إن الإسلام لا يوجب على أحد إتباع مذهب معين، بل نقول: إن لكل مسلم الحق في أن يقلد بادئ ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلا صحيحاً، والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة، ولمن قلد مذهبا من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره – أي مذهب كان – ولا حرج عليه في شيء.
ومن هذا المنطلق وكرأي خاص بي فأنني أقول بأنه لا يجوز أن يعتبر المسلم أخوه المسلم خارج عن الدين بسبب إتباعه مذهب أو فرقة تخالفه.
نشأة المذاهب والفرق الإسلامية
في بداية الفُرقة تفرقت أمة الإسلام إلى ثلاثة مذاهب هم:
بدأت الخلافات كما هو معلوم بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم وكانت حول من يخلف الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن حسم سيدنا على رضي الله عنه الأمر فبايع سيدنا أبو بكر الصديق على الخلافة ثم بايع من بعده سيدنا عمر بن الخطاب ثم سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنهم جميعاً ) مما دعم وحدة المسلمين ولكن الفتنة الكبرى ظهرت بعد مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه في خلافة سيدنا على كرم الله وكان الخلاف حول سرعة القصاص من قتلة سيدنا عثمان. وقد أفرز هذا الخلاف عن ظهور من تشيعوا لسيدنا على مقابل من ساندوا سيدنا معاوية بن أبى سفيان وكان الكل حتى هذا الوقت من أهل السنة مع وجود خلاف سياسي بينهم ولم يكن الخلاف على تولى الخلافة نفسها بل كان على القصاص من قتلة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه. ثم ظهر الخوارج بخروجهم على سيدنا على رضي الله عنه بعد أن أرتضى بالتحكيم فخرجوا عليه وقاتلوه وقالوا غير الحق فيه وفى مخالفيهم من المسلمين ووصل الحد بهم لقتل من خالفهم .
وبعد موت سيدنا على رضي الله عنه أتخذ الشيعة بعداً مذهبياً أساسه أن سيدنا على كان أحق بالخلافة وفضلوه على جميع الصحابة بل وكفروا بعضهم وقالوا فى أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق السيدة عائشة رضى الله عنها قول سيحاسبهم الخالق عليه وذاد غلوهم بعد تخليهم عن سيدنا الحسين رضي الله.
ثم تفرق كل مذهب إلى عدة فرق تصديقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة، فواحدة في الجنة و سبعين في النار، و افترقت النصارى على اثنين و سبعين فرقة فواحدة في الجنة و إحدى و سبعين في النار، و الذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث و سبعين فرقة، فواحدة في الجنة و اثنتين و سبعين في النار، قيل يا رسول الله من هم ؟ قال: هم الجماعة)وفى رأى وهذه ليست بفتوى لأني لا أملك حق الفتوى أو التفسير:أقول: لو اتحد كل المسلمين في جماعة واحدة فإنها ستكون هي الطائفة الناجية التي ستدخل الجنة.
وإذا كان توحيد المذاهب صعب حالياً وقد يحدث فيما بعد بإذن الله على يد من يهديه الله لتوحيد وقيادة أمتنا فلنبحث عن التقريب.
تعدد الطوائف المنبثقة عن المذاهب والفرق وخلافاتهم أسفر عن ظهور( المُرجئة ) الذين قالوا بإرجاء أمر المختلفين إلى الله
ولكن الغالبية العظمى من المسلمين ظلوا على إيمانهم بإتباع كتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام في كلّ القضايا ولم يردوا أيّ شيء منها أو يؤلونه مع الالتزام بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم تصدر منهم أي إهانة أو اتهام لأي من الصحابة.وهؤلاء هم أهل السنة والجماعة.
وقد كان لظهور التأويل وعلم الكلام أن رأينا من يثبت الصفات ومن ينفيها من أهل السنة والجماعة ومنهم من قال بالجبر ومنهم من قال بالاختيار ومنهم من اتخذ موقفاً وسطاً .
وإذا كان توحيد المذاهب صعب حالياً وقد يحدث فيما بعد بإذن الله على يد من يهديه الله لتوحيد وقيادة أمتنا فلنبحث عن التقريب.
لدعم المنتدى قم بإرسالة لكل أصدقائك على الفيس بوك
ذُكِرَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِزِيَادٍ: هَلْ تَدْرِي مَا يَهْدِمُ الْإِسْلَامَ؟ زَلَّةُ عَالِمٍ وَجِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ وَأَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ،
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى