- أم زينبالمديرة العامة
- عدد المساهمات : 15740
نقاط : 135557
تاريخ التسجيل : 08/01/2011
علم الاجتماع ثانوية عامة العولمة والهوية القومية
الجمعة 31 يناير 2014, 22:25
◄لتحميل الدرس بصيغة PDF اضغط هنا..
علم الاجتماع | العولمة والهوية القومية
◄إن العصر الذي نعيشه هو عصر الانفتاح المعرفي، مما أدى إلى الانفتاح العالمي والتعاون الدولي، مما جعل العالم قرية صغيرة.
◄وفى ظل هذا التطور تحولت «التربية» على سبيل المثال من شأن مجتمعي محدود إلى قضية دولية عالمية، لتأخذها كبرى منظمات الأمم المتحدة مثل «اليونسكو» وغيرها ، لتجعلها على عاتقها، فيكون تحالف دولي من أجل «التربية للجميع».
◄ولكن على الناحية الأخرى يمثل الغزو الثقافى تهديداً حقيقياً للوطن العربي فكرياً، واقتصادياً، وخاصة سلوكياً ؛ عبر القنوات الفضائية ، حيث تسرب (العنف، والجنس، وعبدة الشيطان).
تعريف العولـمـة
◄«هى مجموعة العمليات الاقتصادية، السياسية، الثقافية والاجتماعية، التكنولوجية، التي أصبحت من خلالها الحياة الإنسانية حول العالم أكثر ترابطاً وتشابكاً، وتؤدى إلى جعل كوكب الأرض وعاءاً واحداً يعيش ويتعايش الجميع فيه».
◄ولقد تعددت تعريفات العولمة، حتى أصبح من الصعب تعريفها تعريفاً «جامعاً مانعاً».
◄فها هو تعريف العولمة من المنظورالثقافى: هو «محاولة التقارب بين ثقافات شعوب العالم المختلفة بهدف إزالة الفوارق الثقافية بينها، ودمجها جميعاً في ثقافة واحدة ذات خصائص مشتركة».
تحليل التعريف:
◄ولعل هذا التعريف يحمل معنى «هيمنة الثقافة الأقوى على الثقافة الأضعف».. إما عن طريق التفاعل الثقافي ، أو الامتزاج الثقافي في حالة تلاشي الحدود الجغرافية.. وفي الحالتين النتيجة هي طغيان ثقافة عالمية واحدة على الثقافات المحلية، والحلول محلها.
تعريف الهوية القومية
◄هى السمات التي يتمسك بها مجتمع من المجتمعات ، وتميزه عن غيره من المجتمعات الأخرى.
1 - فالهوية قد تأصلت عبر العصور نتيجة عدة تراكمات متتالية تعرض لها المجتمع، وتتمثل في جانبين:
أ - الجانب المادى:
◄والذي يتضمن «معارف وعلوم، وفنون واختراعات واكتشافات.. الخ».
ب- الجانب المعنوى:
◄والذي يتضمن «عادات المجتمع وتقاليده وقيمه، وأخلاقيات وسلوكيات أفراده».
2- وعلينا أن نعرف أنه كلما تأصلت الهوية القومية في نفوس أفراد المجتمع، ساعد ذلك بقوة في التأثير على ثقافات المجتمعات الأخرى.
3- كما أن المحاولات التى تقوم بها بعض المجتمعات لتدمير الهوية القومية لمجتمعات أخرى عن طريق «السيطرة/ الإذلال» ، فإنها تؤدى إلى فقدان التماسك الاجتماعى بين البشر جميعاً.
4- فالهوية القومية تعبر عن خصوصية كل شعب عن غيره.
تأثير العولمة على الهوية القومية
◄يختلف المحللون حول مدى تأثير (ظاهرة العولمة)
الـمؤيــدون يرون:
1- أنها تسهم في انتشار التكنولوجيا المتقدمة، ومن ثم زيادة الإنتاج.
2- كما تسهم العولمة في نقل المعلومات وتخزينها لمن يُريد الانتفاع بها، وهكذا تكون الفوائد أكثر من الضرر.. وفي سبيل ذلك تهون الهوية القومية.
الرافضـون يرون:
1- أن العولمة تؤدي إلى الاستغلال الاقتصادي.. والمثال المؤيد لذلك ما تفعله الاستثمارات الأجنبية بالدول الأقل نموًّا ، حيث سيطرة السلع المستوردة على المحلية ، ومنها «الأدوية».
2- لذا يرى هؤلاء أن حماية الهوية القومية عن طريق إثارة الحِمْيَة الوطنية واجبة كوسيلة للتصدي لهذا الاستغلال.
3- فالعولمة تهديد هوية أمة لهوية أمة أخرى، وليست فقط غزواً اقتصاديّاً أو علمانيّاً، بل غزواً قوميّاً.
علم الاجتماع | العولمة والهوية القومية
الموقف العربي تجاه العولمة:
◄وانقسموا فى ذلك إلى ثلاثة أقسام
أولاً: الـمؤيــدون:
◄وهم الأقلام العربية التي نمت في ظل الحداثة الغربية، والتي تغنت بحضارته وانبهرت به، فيرون أن للعولمة مزايا، والتي تتمثل في:
1- فتح الحدود ، وتيسير تدفق السلع، والخدمات، والأفكار.
2- إنشاء الشبكات الاتصالية التي تجعل العالم وحدة واحدة.
3- كما ظهرت من خلالها قيم هامة مثل «احترام حقوق الإنسان، واحترام إرادة الشعوب في تقرير مصيرها، وحرية التعايش بين الثقافات والعقائد، والدعوة إلى تشكيل حركة عالمية تمنع الحروب وتدعو للسلام».
ثانياً: الرافضون:
◄وهى مجموعة الأقلام للأحزاب الأيدلوجية المختلفة، وهؤلاء يرون:
◄أن العولمة «استلابية قاتلة للحضارات ، وثقافات الشعوب، وتعمل على إلغائها لتحل محلها ثقافات أخرى أقوى، لتتجاوز تراث الشعوب وحضاراته».
ثالثًا: الصالحون:
1- وتتمثل في الأقلام التي تدعو للعقلانية والواقعية والبعد عن الانبهار بالعولمة، وفي نفس الوقت الاستفادة منها.
2- حيث ينبغي أن نفهم ظاهرة العولمة فهمًا صحيحًا «بما لها وما عليها» دون تهوين أو تهويل.
3- فالعولمة تمثل تحدياً كبيراً يلزمنا مواجهته والعمل على تعظيم مكاسبنا من ورائها، وفي نفس الوقت تحجيم أضرارها المحتملة.
التربية من أجل تعزيز الهوية والانتماء القومى
(1) إننا نعاني كثيراً من مظاهر الانسياق وراء الغرب، فنحن نستورد منه لنستهلك، وليس لنغرس ونستنبت، ويتوقف ذلك على التربية الصالحة وهي لا تستورد.
(2) لذلك كان على نظام التعليم العربي أن يعمل على تدعيم الهوية العربية والانتماء القومي عن طريق برامج يتم بثها من خلال القنوات الفضائية، والتي تعمل أيضًا على تدعيم القيم الروحية المستقاة من تراث أمتنا.
(3) كما يجب على النظام الثقافي والتربوي مستقبلاً أن يزرع الثقة والأمل في الشعوب العربية من جديد حول غدٍ مُشرق.
(4) كما يجب وضع الأسس الفكرية الحضارية من العالم المتقدم، ولكن دون تفريط في القيم الروحية والقومية.
(5) إعادة التأكيد على الأهداف الكبرى للأمة العربية، مثل:
أ- الاستقلال والتحرر.. فى مواجهة الهيمنة الأجنبية.
ب- الوحدة العربية.. فى مواجهة التجزئة الإقليمية.
ج- الديمقراطية.. فى مواجهة الاستبداد.
د- العدالة الاجتماعية.. فى مواجهة الاستغلال.
هـ- التنمية البشرية.. فى مواجهة التخلف.
و- الأصالة .. فى مواجهة التبعية الثقافية.
(6) أمام كل ذلك تسعى التربية لتحقيق «التفاهم والتعددية الثقافية» ضمن الكل الواحد، فما من حضارة حافظت على التعددية كما هي الحضارة العربية التي احترمت ثقافات الأمم من (فُرس، وهند، ورومان) حيث أخذت علومها وشجعت الترجمة عنها، وأصبغت كل ذلك (بالطابع العربي).
(7) وفي حياتنا المعاصرة على (التربية العربية) أن تحترم ثقافات الأقليات الموجودة على الأرض العربية، على ألاّ يكون ذلك على حساب الثقافة الموحدة للدولة، حيث إن التنوع ضمن الواحد الموحد أمر لا خوف منه.
سبل مواجهة تحديات العولمة والهيمنة الثقافية
1- تطوير المناهج التربوية واشتمالها على قضايا العصر ، بما يؤدي إلى ترسيخ عقيدة الإيمان بالله وتأكيد قيم العلم والحرية والإنتاج والسلام.
2- التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به مؤسسات التنشئة الاجتماعية في غرس الخصوصية الثقافية لكل شعب في عقول النشء، ليكون حصانة ثقافية في مواجهة الثقافة الغربية.
3- تدعيم مكانة (اللغة العربية) في نفوس أبناء الأمة لأنها تعد عاملاً أساسيًّا في استمرارية الثقافة العربية.
4- مواجهة الثورة التكنلوجية والمعرفية، بانتقاء النافع منها فقط، واستخدامها في إنتاج أفكار جديدة.
لازم نعرف
◄أن الحفاظ على الهوية لا يعني الجمود، بل هو عملية تتيح للمجتمع أن يتغير ويتطور دون أن يفقد هويته الأصلية، وأن يأخذ بما يتفق مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى