منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
ناجح المتولى
عدد المساهمات : 0
نقاط : 3760
تاريخ التسجيل : 13/01/2014

 || دروس رمضان للشيخ محمد إبراهيم الحمد الجزء 38 || Empty || دروس رمضان للشيخ محمد إبراهيم الحمد الجزء 38 ||

الأربعاء 20 يوليو 2011, 20:43
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إنَّ الحمد لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونستهديهِ ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما
فإنَّه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً ...

أقدم لكم هذا الموضوع
وهي تحت عنوان
|| دروس رمضان للشيخ محمد إبراهيم الحمد الجزء 38 ||

تقسيمات وضوابط في الحياء
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد مر حديثٌ حولَ الحياء، وأثرِ الصيام في اكتسابه، والتحلي به، والحديثُ ههنا إكمالٌ لما مضى؛ حيث سيتناول بعض التقسيمات والضوابط في الحياء.
معاشرَ الصائمين: قَسَّم بعُض العلماءِ الحياءَ إلى ثلاثةِ أقسام وبعضُهم إلى أكثر من ذلك.
قال الماوردي -رحمه الله-:'واعلم أن الحياء في الإنسان قد يكون من ثلاثة أوجه:
أحدها: حياؤه من الله -تعالى- ويكون بامتثال أوامره، والكف عن زواجره.
والثاني: حياؤه من الناس، ويكون بكف الأذى، وترك المجاهرة بالقبيح.
والثالث: حياؤه من نفسه، ويكون بالعفة، وصيانة الخلوات'.
وقال ابن القيم -رحمه الله- :'وقد قُسِّمَ الحياءُ على عشرة: حياءُ جناية، وحياءُ تقصيرٍ، وحياءُ إجلالٍ، وحياءُ كرمٍ، وحياءُ حشمةٍ، وحياءُ استصغارٍ للنفس، واحتقارٍ لها، وحياءُ محبةٍ،وحياءُ عبوديةٍ، وحياءُ شرفٍ وعزٍّ، وحياءُ المستحيي من نفسه.
فأما حياءُ الجناية، فمنه حياءُ آدمَ -عليه السلام- لما فر هارباً من الجنة، فقال الله -تعالى - : 'أفراراً مني يا آدم؟
قال: لا يا رب، بل حياءاً منك'.
وحياءُ التقصيرِ: كحياء الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون، فإذا كان يوم القيامة قالوا: سبحانك ما عبدناك حقَّ عبادتك.
وحياءُ الإجلالِ: هو حياءُ المعرفةِ، وعلى حسب معرفة العبدِ بربه يكون حياؤه منه.
وحياءُ الكرمِ:كحياء النبي-صلى الله عليه وسلم-من القوم الذين دعاهم إلى وليمة زينب،وطولوا الجلوس عنده، فقام استحياءاً أن يقول لهم: انصرفوا.
وحياءُ الحشمةِ: كحياء علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المذي لمكانة ابنته منه.
وحياءُ الاستحقارِ واستصغارِ النفس: كحياء العبد من ربه -عز وجل- أن يسأله حوائجه، احتقاراً لنفسه، واستصغاراً لها.
وفي أثر إسرائيلي 'أن موسى-عليه السلام- قال: يارب! إنه لتعرض لي حاجةٌ من الدنيا فاستحيي أن أسألك هي يا رب'.
فقال الله - تعالى - : 'سلني حتى ملحَ عجينتك، وعلفَ شاتك'.
وأما حياءُ المحبةِ: فهو حياءُ المحبِّ من محبوبه، حتى إذا خطر على قلبه في غيبته هاج الحياءُ من قلبه، وأحسَّ به في وجهه، ولا يدري ما سببه.
وكذلك يعرضُ للمحب عند ملاقاة محبوبه، ومفاجأته له روعةٌ شديدة.
وأما حياءُ العبودية: فهو حياءٌ ممتزجٌ من محبةٍ، وخوفٍ، ومشاهدةِ عدم صلاح عبوديته لمعبوده، وأن قدَره أعلى وأجلُّ منها؛ فعبوديته له توجب استحياءه منه لا محالة.
وأما حياءُ الشرفِ والعزة: فحياءُ النفسِ العظيمة الكبيرة إذا صدر منها ما هو دون قدرها من بذلٍ، أو عطاءٍ، أو إحسانٍ؛ فإنه يستحيي -مع بذله- حياءَ شرِفِ نفسٍ، وعزة.
وهذا له سببان أحدهما هذا، والثاني: استحياؤه من الآخذ، حتى كأنه هو الآخذُ السائلُ، حتى إنَّ بعض أهل الكرم لا تطاوعه نفسُه بمواجهته لمن يعطيه حياءاً منه، وهذا يدخل في التلوم؛ لأنه يستحيي من خجلة الآخذ.
وأما حياء المرء من نفسه: فهو حياء النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة من رضاها لنفسها بالنقص، وقناعتها بالدون، فيجدُ نفسَه مستحيياً من نفسه، حتى لكأن له نَفْسين، يستحي بإحداهما من الأخرى.
وهذا أكملُ ما يكون من الحياء؛ فإن العبد إذا استحيا من نفسه فهو بأن يستحيي من غيره أجدر' انتهى ملخصاً من كلام ابن القيم -رحمه الله- .
معاشر الصائمين: قد يشكل على بعض الناس كونُ الحياءِ من الإيمان، وكونُه خيراً، أو لا يأتي إلا بخير مع أنه صاحبه قد يمتنع من أن يواجِهَ بالحق من يستحيي منه، فيترك إنكار المنكر عليه، وأمرَه بالمعروف، وقد يحمله الحياء على الإخلال ببعض الحقوق، وغير ذلك مما هو معروف في العادة.
والجواب أن ذلك المانعَ ليس حياءاً حقيقياً بل هو صوريَّ وإنما هو عجز ومهانةٌ، وخورٌ، وتسميته حياءاً من باب التجوز لمشابهته الحياء الحقيقي.
ثم إن الحياءَ وسطٌ بين رذيلتين إحداهما: الوقاحة، والأخرى: الخجل، ويقال لها: الخَرَق.
أما الوقاحةُ فمذمومةٌ بكلِ لسانٍ بالنسبة لكل إنسان وحقيقتها: لجاج النفس في تعاطي القبيح.
وأما الخرقُ وهو الدهشةُ من شدة الحياء،فيذم به الرجل لا سيما في المواطن التي تقتضي الإقدامَ، كالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والحكمِ بالحق، والقيام به، وأداء الشهادات على وجهها، ونحو ذلك.
معاشر الصائمين: ومع عظم مكانة الحياء، وما ورد في فضله، والنهي عن ضده إلا أن هناك مظاهرَ تشيع في أوساط الناس تدلُ على قلة الحياء،ومنها المجاهرةُ بالمعاصي، وقلةُ الأدب مع الوالدين، والجيران، والمر بين، والمعلمين.
ومنها كثرةُ اللجاج، والسباب، والخصومة، والصخب.
ومنها التدخينُ -خصوصاً في الأماكن العامة-.
ومن مظاهر قلة الحياء التفحيطُ، ورفعُ الصوت بالغناء، والمعاكساتُ، والكتاباتُ البذيئة على الجدارن والأماكن العامة.
ومنها التبذلُ،والتبرجُ،والتكشفُ،والتعري،وتقليدُ الكفار في مستهجن العادات.
ومن مظاهر قلة الحياء كثرةُ الحديث عن النفس على سبيل المفاخرة، وتُقصُّدُ استعمال ما يدعو إلى الشهرة ولفت الأنظار، وما إلى ذلك من مظاهر قلة الحياء.
معاشر الصائمين: الحياءُ فطريٌّ غريزي يولد مع الإنسان، وهو -كذلك- اكتسابي يناله الإنسان بالأخذ بالأسباب.
ومما يعين على اكتساب الحياء وتنميته استحضارُ مراقبة الله-عز وجل-والإمساكُ مما تقتضيه قلةُ الحياءِ من قولٍ أو فعلٍ، وتذكرُ الآثارِ الطيبة للحياء، والآثارِ القبيحة لقلة الحياء.
ومنها مجالسة أهل الحياء، و مجانبةُ أهل الوقاحة، ومجاهدةُ النفس، وقراءةُ القرآن بالتدبر؛ فإنه يهدي للتي هي أقوم، والحياء من جملة ذلك.
ومنها تعاهدُ الإيمان وتقويتُه؛ فإن الحياء من الإيمان، وتحري الصدق؛ فإنه يهدي إلى البر، والحياءُ من البِّر، وتجنبُ الكذب؛ فإنه يهدي إلى الفجور وقلة الحياء من الفجور.
ومن أسباب اكتساب الحياءِ الدعاءُ، واستحضارُ حياء النبي -صلى الله عليه وسلم- ومطالعةُ أخلاق الكمَّل من الرجال، و التناصحُ والتواصي بالحياء، وإشاعةُ روح الحياء في المجتمع، والحرصُ على إزالة ما ينافي ذلك، وتربية الأولاد على هذا الخلق العظيم.
اللهم اجعلنا من أهل الحياء، وأعذنا من الوقاحة وسوء الأدب.
وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى