ننشر تقرير "المصرى لحقوق الإنسان" حول العام الدراسى المنتهى..تحويل طلاب ومدرسين للتحقيق لرفعهم شارات "رابعة"..وتلاميذ يعتدون جنسيا على زملائهم.. والإشراف على مدارس الإخوان..و3حالات خطف و133حالة تسمم

ننشر تقرير "المصرى لحقوق الإنسان" حول العام الدراسى المنتهى..تحويل طلاب ومدرسين للتحقيق لرفعهم شارات "رابعة"..وتلاميذ يعتدون جنسيا على زملائهم.. والإشراف على مدارس الإخوان..و3حالات خطف و133حالة تسمم
الجمعة، 3 يناير 2014 - 22:31

صورة أرشيفية
كتب أحمد مصطفى


أصدر المركز المصرى لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، تقريره الشهرى الثالث للعام الدراسى 2013/2014، لأوضاع حقوق الإنسان والعنف فى المدارس، فى إطار التعرف على الانتهاكات التى يتعرض لها التلاميذ والاعتداءات التى تنال المعلمين.

وذكر التقرير تحويل عدد من المدرسين للتحقيق بسبب رفعهم إشارة رابعة أو محاولة تعطيل اليوم الدراسى، بسبب انتمائهم لجماعة الإخوان، واتهام عدد من مدرسى الإخوان بتهمة تعطيل الدراسة، إلى جانب معاقبة مدرس فى بنى سويف بسبب اعتدائه على تلميذ يرتدى تى شيرت عليه صورة الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع.

كما ركز التقرير على نقباء المعلمين التابعين للإخوان فى المحافظات، والاتهامات المنسوبة لهم بإفشال الدراسة بالتعاون مع المدرسين التابعين للإخوان، باستمرار العنف وتشويه اليوم الدراسى، والضغط على وزارة التربية والتعليم لإرباكها ومنعها من متابعة العام الدراسى بشكل جيد.

ولاحظ التقرير أيضًا متابعة وزارة التربية والتعليم للمدارس المملوكة لقيادات الإخوان والمخالفات التى تتم بها، وكيفية معالجة الوزارة لهذه الأزمة التى استفحلت وسببت أزمة كبيرة للوزارة، وخاصة بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى من الحكم والقبض على قيادات جماعة الإخوان.

وناقش التقرير كيفية تعامل وزارة التربية والتعليم مع المعلمين الذين يقومون بانتهاك تعليمات الوزارة، إلى جانب إلقاء الضوء على التغذية المدرسية وأوجه النقص فيها والمشكلات المترتبة عليها، إلى جانب استعراض الانتهاكات التى قام بها بعض المعلمين المنتمين لجماعة الإخوان ومحاولة تعطيل الدراسة لتنفيذ مخططات الجماعة لإفشال العام الدراسى.

وتابع المركز المصرى لحقوق الإنسان أوضاع التعليم فى مصر فى إطار متابعته لنشر وتعزيز قيم حقوق الإنسان فى المنظومة التعليمية، ويعمل المركز للعام الرابع على التوالى على متابعة وتحليل كل ما يواجه التلاميذ والمعلمين وأولياء الأمور، من اجل إرسال كل ما يتم رصده وتحليله إلى وزارة التربية والتعليم ومراكز البحوث، وتطوير المناهج لإصلاح العملية التعليمية.

وكشف التقرير عن إصابة 2087 بالغدة النكافية و177 إصابة بالجدرى فى عدد من المحافظات منذ بدء العام الدراسى ومنها القاهرة، الجيزة، دمياط، الشرقية، وتشكيل وزارة التربية والتعليم لجان عمل تابعة للوزارة لرصد إصابات التلاميذ، ومحاولة توفير العلاج المناسب ومحاصرة الإصابة بالمرض منعا لانتشاره.

وسجل التقرير 3 حالات خطف، حيث تم رصد اختطاف تلميذ من أمام مدرسته بسوهاج، وقيام رجل وسيدة بخطف طفلة من أمام مدرستها، وكذلك اختطاف طفل أثناء خروجه من المدرسة وطلب فدية 500 ألف جنيه.

وعن حالات التسمم رصد التقرير 133 فى الفترة التى شملها التقرير حالة تسمم للتلاميذ فى كل من سوهاج، بنى سويف، الأقصر، المنيا، بسبب الوجبات المدرسية الفاسدة.

وبسبب الدروس الخصوصية، تم استبعاد مدير مدرسة بالبحيرة سمح بإعطاء دروس خصوصية، كذلك قام المشرفين بمؤسسة الأزهر على العملية التعليمية بحملات واسعة على المعاهد الأزهرية لمواجهة الدروس الخصوصية.

وكشف التقرير عن 17 حالة عنف فى المدارس خلال الفترة التى يرصدها التقرير، ما بين عنف من طالب لزميله، أو عنف المدرس للتلميذ، أو عنف من ولى الأمر ضد المدرس أو العكس، إلى جانب اغتصاب 7 تلاميذ لصديقهم، حيث تم رصد بلاغ ضد مديرة مدرسة بالمنوفية، بسبب الاعتداء على طالب، وطالب يطعن زميله بمطواة عقب درس خصوصى، ومدرس يضرب تلميذ بالشلوت ويكسر يده، واتهام تلميذ بمحاولة الاعتداء على المدير بمطواة.

كما تم رصد 5 حالات معاكسات، إلى جانب قيام طالبين بتسلق مدرسة بالقليوبية لمعاكسة الفتيات، إلى جانب قيام طالبة الانتحار عبر تناول بسكويت مسمم.

وكانت أبرز الانتهاكات التى رصدها التقرير هي:

أبو النمرس التعليمية: ارتفاع عدد الإصابة بالغدة النكافية إلى 52 حالة وإصابة 20 تلميذًا بتسمم إثر تناول وجبة غذائية مدرسية فاسدة بسوهاج واستبعاد مدير مدرسة ومعلم غيرا النشيد الوطنى، و3369 إصابة بالغدة النكافية خلال شهرين، ومدارس الإخوان تحت إشراف (التعليم ).

ويرصد التقرير انتشار حالات الإصابة بالغدة النكافية والجدرى، وهو ما يكشف عن عجز وزارة التربية والتعليم عن توفير الرعاية الصحية الكافية لطلاب المدارس منعا لانتشار العدوى والأمراض، وبالرغم من المحاولات التى تقوم بها لمواجهة هذه المشكلة، إلا أن الإمكانيات المادية واللوجستية لا تسمح للوزارة بمحاصرة هذه الأمراض، وأن المجتمع لا يزال يفتقد التوعية ومكافحة العدوى قبل ظهورها وانتشارها.

وأشار التقرير إلى فشل وزارة التربية والتعليم فى السيطرة على المدرسين الإخوان، واضطرارها إلى وقفهم عن العمل والتحقيق مع آخرين، فى ظل محاولات التنظيم الدولى للجماعة وقياداتها فى استغلال المدارس الخاصة بهم فى تعطيل الدراسة، والهجوم على مؤسسات الدولة وخاصة الجيش والشرطة والحكومة، وسط العجز عن كشف مخططات الإخوان وتجفيف منابع التطرف، واضطرار الوزارة إلى تحويل أغلبية هذه المدارس إلى متابعتها نتيجة المخالفات والانتهاكات التى تم رصدها، والإنذارات التى أرسلتها الوزارة لهذه المدارس قبل الإشراف عليها.

وبالرغم من إنفاق 8 مليارات جنيه على التغذية المدرسية خلال 150 يومًا وفق الأرقام الرسمية، إلا أن الإصابات تتزايد، وهو ما يفتح الباب للتحقيق فى فساد منتشر ببعض الإدارات التعليمية التى ينجم عنها فساد بعض الأغذية وتسمم التلاميذ بسبب هذه الوجبات، خاصة وأن أسهم الاتهامات تتجه إلى موردى هذه الأغذية والمسئولين عن رقابتها, واستمرار حالات العنف فى المدارس من الطلاب لبعضهم البعض وكذلك من المدرسين للطلاب، إلى جانب التحرش بالتلاميذ أمر ينبغى التعامل معه بجدية، ويؤكد حاجة المدارس إلى أطباء علم النفس من أجل علاج الطلاب نفسيًا وكذلك متابعة المعلمين وتشكيل آلية لتقييم المعلمين خلقيًا ونفسيًا والكشف المبكر عن المعلمين الذين يكونون سبب مشاكل وأزمات للتلاميذ المدرسة ككل.

كذلك قيام بعض الطلاب باغتصاب زملاء لهم فى المدرسة يكشف عن تراجع خلقى وأمراض نفسية وغياب القيم، وهو الأمر الذى ينبغى مواجهته من خلال تعاون المدرسة مع أولياء الأمور والأطباء النفسيين، من أجل محاصرة هذه الظاهرة قبل انتشارها خارج أسوار الجامعة، خاصة وأن المجتمع يدفع ثمن هذه الأخطاء كثيرًا.

كما لاحظ التقرير وجود عجز فى المدرسين لدى الوزارة، وأنه بعد تفاقم الأزمة أرسلت الإدارات التعليمية بالقاهرة للمديرية نسب العجز فى المعلمين بعدد من المواد، والمديرية تبدأ فى استكمال الخطة التى شارك فيها عدد من القيادات السابقة، وهو ما يكشف عن أزمة بالوزارة تحتاج إلى علاج فورى للحفاظ على انتظام العملية التعليمة.

وأوصى التقرير بضرورة دعوة وزارة التربية والتعليم إلى تغيير الاستراتيجية التى تتبعها فى توفير الوجبات الغذائية للتلاميذ لوقف حالات التسمم، وتشكيل لجنة تكون مسئوليتها إعادة الموردين والمصانع التى تتعامل معها الوزارة، وتقييم تجربة الوزارة خلال السنوات الماضية، وعلاج الخلل الذى يؤدى إلى انتشار حالات التسمم.

والتحقيق العاجل والفورى مع المدرسين الذين يقومون بتعطيل الدراسة، ورفع شعارات سياسية تنحاز لأطراف معينة أو جماعات بعينها، حفاظًا على قدسية الدراسة، ومعاقبتهم بكل صرامة من أجل إعادة الانضباط للمنظومة التعليمة، خاصة فى ظل إصرار المدرسين التابعين لجماعة الإخوان وتصعيد الأزمة على حساب التلاميذ وحقهم فى عام دراسى خالٍ من المشكلات, واستبعاد المدرسين المتهمين باغتصاب التلاميذ من العمل فورًا حفاظًا على القيم الأخلاق، وضبط المنظومة التعليمية.

وأشار إلى ضرورة إعلان وزارة التربية والتعليم للتحقيقات التى أجرتها على المدارس التابعة لجماعة الإخوان، والكشف عن هذه الانتهاكات التى وقعت فيها هذه المدارس، كى يعرف الرأى العام حقائق الأمور منعا لاختلاط وتزييف الحقائق وسد العجز فى المدرسين من خلال تعيين الخريجين لخلق فرص عمل، وسد احتياج المدارس من المعلمين، من أجل عام دراسى أكثر نشاطًا وعملية تعليمية أكثر انتظامًا.