- أم زينبالمديرة العامة
- عدد المساهمات : 15740
نقاط : 135570
تاريخ التسجيل : 08/01/2011
فلسفة الاجتماعية الوضعية ثانوية عامة
السبت 14 ديسمبر 2013, 20:22
فلسفة ثانوية عامة | الاجتماعية الوضعية
المدرسة الاجتماعية الفرنسية كونت - دور كايم
ظروف نشأة المذهب
◄انتشرت في أوروبا بعد القرن (19) عدة تيارات فكرية وكان التيار العلمي التجريبي أكثر تأثيرا من التيارات الأخرى نظراً لدقته ونفعية نتائجه للفرد والمجتمع .
◄أراد المفكرون إحراز تقدم مماثل فى دراسة الإنسان والمجتمع بعد أن فشلت مناهج التأمل الفلسفي وقد ظهر نتيجة ها "المذهب الاجتماعي الوضعي" الذي استخدم أنصاره الأسلوب العلمي والطريقة الوضعية في دراسة الظواهر الاجتماعية والأخلاقية ومحاولة تفسيرها وكشف القوانين التي تتحكم في نشأة وتطور المجتمع.
◄وحمل لواء هذا التيار ثلاثة من علماء الاجتماع الفرنسيين (كونت - دوركايم - بريل) وأطلق عليهم لقب المدرسة الاجتماعية الفرنسية.
◄تتمثل المعالم الرئيسية للمذهب فى استخدام الأسلوب العلمي الوضعي في دراسة الظواهر الاجتماعية والأخلاقية.
باعتبار ان العقل البشرى مر بثلاث مراحل:
1- المرحلة الأولى: المرحلة اللاهوتية الدينية فى تفسير الوجود. "المرحلة الأدنى"
2- المرحلة الثانية: المرحلة الفلسفية الميتافيزيقية ."المرحلة الأوسط".
3- المرحلة الثالثة: الوضعية المنطقية . "المرحلة الأرقى".
◄وتعتبر المرحلة الثالثة هي ارقي المراحل حيث أصبح الأسلوب العلمي التجريبي يستخدم في تفسير الطبيعة والإنسان معاً.
طبيعة الأخلاق ومصدر الإلزام عند الاجتماعيين الوضعيين:
1 - رد الأخلاق من الفلسفة الى علم الاجتماع:
◄كانت الأخلاق جزء من الدراسات الفلسفية بمنهجها التأملي التحليلي قبل الدراسة الاجتماعية وكانت تدرس تحت مبحث القيم وكان الفلاسفة يبحثون فى الأخلاق بوصفها علماً معياريا يحدد ما ينبغي أن يكون عليه السلوك الأخلاقي .
◄إلى أن جائت المدرسة الاجتماعية فنقلت دراسته من الفلسفة التعقلية إلى علم الاجتماع الوضعي التجريبي اى من مجال ما ينبغي إن يكون إلى ما هو قائم بالفعل فى المجتمع.
2 - الأخلاق علم وضعي تجريبي:
◄وبهذا أصبحت الأخلاق علم وضعي تجريبي بعد استخدام الأسلوب العلمي كالعلوم الطبيعية مع مراعاة بعض الفروق النوعية فى الدراسة .. فالعلوم الطبيعية تدرس معملياً بينما الظواهر الاجتماعية ( ومنها القيم الأخلاقية ) فتدرس بالملاحظة العلمية المقصودة ، وتتبع الظواهر في أصل نشأتها الاجتماعية واكتشاف علاقتها التأثيرية في تشكيل القيم الأخلاقية وفقاً لظروف المجتمع كما أن تحليل القيم ينتهي بنا إلى نشأتها الاجتماعية فالأخلاق لا تظهر فى حياة الفرد المنعزل عن الجماعة.
3 - المجتمع يحدد القيم الأخلاقية:
◄القيم الأخلاقية كالواجب والتعاون والعفة والطهارة ليست فطرية بل هى مكتسبة من المجتمع .... ويترتب على ذلك أن القيم الأخلاقية فى مفهومها الوضعى تكون نسبية وليست مطلقة فهى تختلف من مجتمع لمجتمع اخر فالفضيلة فى مجتمع قد تكون رذيلة فى مجتمع أخر وفقاً لما يحدده كل مجتمع حسب ظروفه .
◄ونسبية القيم ليس معناه أنه ليس هناك أخلاق بل هو تغير حقيقى للمجتمع... واختلاف الخير ليس معناه انه ليس خير، بل هو موجود بمعان متحددة.
4 - المجتمع هو مصدر الإلزام الخلقي:
◄يترتب على كل ما سبق نتيجة هامة ، وهى أن المجتمع وحده هو مصدر الإلزام الخلقي عن طريق ما يعرف بالضمير أو العقل الجمعي الذي يضم كل المبادئ والقيم والأوامر والنواهي المتفق عليها من أفراد المجتمع وهذا الضمير الجمعي هو الذي يحدد لنا ما يجب أن نمارسه من سلوك ونؤديه من أعمال.
◄وتبدأ الحياة الأخلاقية حين تبدأ الحياة الاجتماعية ، فتتحدد أخلاق الفرد وفقاً لمبادئ المجتمع... وتصبح هذه المبادئ إلزام خلقي يمثل قوة قهرية للأفراد تحمل وسائل عقاب الخارج عنها ووسائل تقدير المنقاد لها كالاحترام والتقدير المادي والأدبي وغيرها.
فلسفة ثانوية عامة | الاجتماعية الوضعية
النقد للمذهب الاجتماعي الوضعي
1 - إغفال الدور الأخلاقي للدين بوصفه وحيا الهياً:
◄تطرف الاجتماعيون فى رد الأخلاق إلى ظروف المجتمع فقط واعتبارهم أن الأخلاق ظاهرة اجتماعية ترتبط بظروف كل مجتمع . واغفلوا الدور الاخلاقى للدين بوصفة وحياً إلهياً ، فالدين يتضمن أوامر ونواهي تمثل مصدراً إلهيا للإلزام الخلقي لا يمكن إغفاله في تحديد القيم الأخلاقية.
2 - الفرد ليس دمية يحركها المجتمع:
◄اغفل الاجتماعيون دور الفرد تماماً فجعلوه دمية يحركها المجتمع وفقاً لظروفه فالضمير الفردي يعمل داخله ضمير الجماعة والسلوك الخلاقى مجرد انعكاس لرغبات الجماعة ، فكلما تغيرت ظروف الجماعة تغير معها الفرد ، ولكن هناك كثيراً من الإفراد يؤثرون فى المجتمع ويغيرون من طبيعته مثل الثوار والمصلحين والعلماء والزعماء وغيرهم من الأفراد.
3 - نسبية الأخلاق وتغير مبادئها:
◄القول بنسبية الأخلاق والدفاع عنها بوصفها حقيقة واقعية ليس ميزة بل هو عيب شديد لآن النسبية قد تؤدى الى تفكك البناء الاخلاقى للإنسانية عامة ، فتتحطم المعاير وتظهر الأخلاق الجزئية المتغيرة بتغير المواقف الاجتماعية مما يؤدى الى صعوبة التمييز بين ما هو خير وما هو شر .
4 - طبيعة الأخلاق إن تكون معيارية و ليست تجريبية:
◄علم الأخلاق علم معياري ، اى مثال عقلي مجرد يقاس به معاني الخير ، فلا يهتم بما هو قائم في المجتمع ، بل يهتم بما يجب ان يكون مثل علم الجمال والمنطق يحددها المعايير التي ينبغي أن يسير عليها الإنسان دون الاهتمام بما هو قائم فى المجتمع .
◄فالاجتماعيون عندما جعلوا الأخلاق علم تجريبي وليس معياري جعلوا الأخلاق تدور في فلك المجتمع فأصبحت نسبية تختلف من مجتمع لآخر ولكن الإنسانية تحتاج إلى قيم عامة أخلاقية مشتركة بين المجتمعات وهذه هى المهمة الأساسية للأخلاق .
◄لتحميل الدرس بصيغة PDF اضغط هنا..
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى