- ماما هنامشرفة عامة القسم الدينى و الأسرة
- عدد المساهمات : 9179
نقاط : 49036
تاريخ التسجيل : 21/04/2011
الحق فى السب
السبت 25 أغسطس 2012, 00:21
الحق فى السب
معتز بالله عبد الفتاح
مجتمعنا يواجه مخاطر متعددة وأخطرها فى تقديرى المخاطر
الأخلاقية التى تنعكس سلباً وبوضوح على سلوكياتنا. وظهر على الساحة حديثاً
نقاش عن تحويل عدد من الصحفيين إلى القضاء لأنهم سبوا وقذفوا رئيس
الجمهورية. ومع تحيزى التام لحق كل مواطن مصرى فى أن يعبر عن وجهة نظره فى
أى قضية يرى أهميتها لكن معضلتى الأساسية هى فى الأسلوب، فى الطريقة، فى
الألفاظ المستخدمة. الحق فى التعبير «freedom of expression» مذكور فى
المادة 19 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان.
ولكن وكما هو الحال مع كل حق يمكن لصاحبه أن يتعسف فيه وأن يضر الآخرين، ولذا جاءت القوانين لتنظم الحقوق لضمان عدم التعسف فيها.
ومن هنا، فإن الكثير من دول العالم فيها نصوص تجرم الإهانة والسب
والقذف للشخصيات العامة أو الخاصة بدرجات متفاوتة، ومن هنا وجدنا قوانين فى
معظم الديمقراطيات تحت عناوين متنوعة، ولكنها فى النهاية تحاول أن تكف يد
الدولة عن أن تبطش بأصحاب الرأى، وتضع ما يكفى من أسباب الردع حتى لا يتحول
المجتمع إلى ساحة من السباب والشتائم والاتهامات الباطلة التى تنال من
سمعة الآخرين وثقتهم فى مجتمعهم.
وهنا لا بد من التفرقة بين ثلاثة أنماط من توجيه «عبارات سلبية للآخرين»:
هناك أولاً انتقاد قرار أو فعل أو سلوك أو من اتخذ القرار أو قام بالفعل أو تبنى السلوك، مع توضيح مخاطره على المجتمع والدولة.
هناك ثانياً «التقول» على شخص بغير وجه حق أنه قرر أو فعل أو سلك
مسلكاً غير صحيح مع عدم القدرة على إثبات نسبة القرار أو السلوك أو الفعل
للشخص. كأن ينسب شخص لآخر أنه أمر بإحراق مصنع دون دليل على ذلك. هناك
ثالثاً السب العلنى وتوجيه الشتائم لشخص على نحو يؤدى إلى إهانته المباشرة.
ولا شك أنه لا يوجد قانون فى العالم الديمقراطى يحرم النمط الأول من
العبارات السلبية، بل من أجلها قامت الديمقراطية، ومن أجلها كانت حرية
الرأى والتعبير.
لكن المشكلة هى فى المسارين الثانى والثالث، وهنا تأتى المعضلة التى
تواجهنا، والتى ستفضى يقيناً إلى مزيد من الأخبار غير السارة عن تحويل
إعلاميين وصحفيين ونشطين إلى القضاء.
ولنأخذ مثالاً من التقاليد الأمريكية التى تتعامل مع أى شخص يتهم
آخر أو يصفه بعبارات مهينة أو يتقول عليه ما لم يكن صحيحاً. وهو ما جعل
الأمريكان يسيرون على ثلاث خطى:
أولاً، لا بد من أن يثبت الشخص أن ما نسبه إليه الآخرون (وليكن بعض الإعلاميين) غير صحيح.
ثانياً، لا بد أن يثبت الشخص أن ما نسبه إليه الآخرون سبب له ضرراً.
ثالثاً، لا بد أن يثبت الشخص أن ما نسبه إليه الآخرون لم يراع فيه
بذل الجهد من أجل تحرى الصدق (مثل الاتصال بصاحب الشأن أو من يمثله لتحرى
الدقة).
رابعاً، وفى حالة الشخصيات العامة، يضاف شرط رابع، وهو إثبات سوء
النية وتعمد الإساءة. وفى هذه الحالة الأخيرة تحديداً، نجد أن رئيس
الجمهورية له وضع خاص فى الكثير من قوانين العالم الديمقراطى مثل القانون
الفرنسى الذى يعتبر أن «إهانة الرئيس» جريمة يعاقب مرتكبها وفقاً لقانون تم
إصداره فى 29 يوليو 1881، ولكن هذا القانون تم تعديله فى يونيو 2000 لتلغى
عقوبة السجن وتبقى فقط على عقوبة الغرامة ضد من يهين رئيس الدولة، مع عدم
إلغاء عقوبة السجن مدة لا تزيد عن 12 شهرا ضد من يشيع الكراهية أو العنصرية
فى المجتمع ضد أتباع أى دين أو عرق.
إذن، نحن بحاجة لأن يعاد النظر فى الجزء الخاص بعقوبة السجن
والاكتفاء بعقوبة الغرامة فقط فى الحالات التى تنطبق عليها الشروط
المذكورة. ولكن فى نفس الوقت، لا بد من أن نعيد النظر فى طريقة تعبيرنا عن
أفكارنا، لأنها لو شاعت، فهى مقدمات حرب أهلية كلامية ستتصاعد إلى ما هو
فوق ذلك.
- القليوبية استمرار الاجازات الاستثنائية مع الحق لرئيس المصلحة الحق في استدعاء العاملة التي لديها طفل اقل من ١٢ عام على حسب احتياج العمل
- سيدة تقتحم سكن طالبات جامعيات مغتربات و تعتدي عليهن بالضرب و السب
- البرلمان يوافق على قانون " الجرائم الألكترونية" بما فيها التدخل فى خصوصيات الغير و السرقة و السب
- البرلمان يوافق على قانون " الجرائم الألكترونية" بما فيها التدخل فى خصوصيات الغير و السرقة و السب
- طارق شوقى - صفحة مزورة تعمل اسمى تنشر أخبار كاذبة و تجلب لى السب من الناس
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى