- حمدي عبد الجليلالمشرف العام
- عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28468
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
التحقيق في أحاديث الخلاف
الإثنين 14 مايو 2012, 14:18
التحقيق في أحاديث الخلاف
مقدمة
بِسم الله الرَّحْمَن
الرَّحِيم
قَالَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ المتقن الْمُحَقق أَبُو
الْفرج بن الْجَوْزِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وأرضاه وَجعل الْجنَّة منقلبه و
مثواه
أَحْمد الله عَلَى الإنعام المترادف وأشكره عَلَى الْإِكْرَام المتكاثف
حمدا يقوم
الرَّحِيم
قَالَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ المتقن الْمُحَقق أَبُو
الْفرج بن الْجَوْزِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وأرضاه وَجعل الْجنَّة منقلبه و
مثواه
أَحْمد الله عَلَى الإنعام المترادف وأشكره عَلَى الْإِكْرَام المتكاثف
حمدا يقوم
(1/21)
بشكر التالد و الطارف
وشكرا يصدر من مقرّ بِالْفَضْلِ عَارِف وَكَيف لَا وبحر فهمي يهمي وَكم فهم وَاقِف
وبصر بصيرتي فِي الْعُلُوم يَنْفِي فِي نَقده الزائف وأصلي عَلَى أشرف رَاكب وملب و
طائف مُحَمَّد الَّذِي شرع أحسن الشَّرَائِع ووظف أزين الْوَظَائِف وَعَلَى كل من
صَحبه وَتَبعهُ خالفا لسالف
وَبعد فَهَذَا كتاب نذْكر فِيهِ مَذْهَبنَا فِي
مسَائِل الْخلاف وَمذهب الخالف ونكشف عَن دَلِيل المذهبين من النَّقْل كشف مناصف
لانميل لنا و لَا علينا فِيمَا نقُول وَلَا نجازف وسيحمدنا المطلع عَلَيْهِ إِنَّه
كَانَ منصفا والواقف وَيعلم أَنا أولَى بِالصَّحِيحِ من جَمِيع الطوائف و الله
الْمُوفق لأَرْشَد الطّرق و أهْدَى المعارف
- فصل
كَانَ السَّبَب فِي إثارة الْعَزْم لتصنيف
هَذَا الْكتاب أَن جمَاعَة من إخْوَانِي و مشايخي فِي الْفِقْه كَانُوا
يَسْأَلُونِي فِي زمن الصِّبَا جمع أَحَادِيث التَّعْلِيق وَبَيَان مَا صَحَّ
مِنْهَا و مَا طعن فِيهِ و كنت أتوانى عَن هَذَا لشيئين أَحدهمَا اشتغالي
بِالطَّلَبِ وَالثَّانِي ظَنِّي أَن مَا فِي التَّعَالِيق فِي ذَلِك يَكْفِي
فَلَمَّا نظرت فِي التَّعَالِيق رَأَيْت بضَاعَة أَكثر الْفُقَهَاء فِي
الحَدِيث
وشكرا يصدر من مقرّ بِالْفَضْلِ عَارِف وَكَيف لَا وبحر فهمي يهمي وَكم فهم وَاقِف
وبصر بصيرتي فِي الْعُلُوم يَنْفِي فِي نَقده الزائف وأصلي عَلَى أشرف رَاكب وملب و
طائف مُحَمَّد الَّذِي شرع أحسن الشَّرَائِع ووظف أزين الْوَظَائِف وَعَلَى كل من
صَحبه وَتَبعهُ خالفا لسالف
وَبعد فَهَذَا كتاب نذْكر فِيهِ مَذْهَبنَا فِي
مسَائِل الْخلاف وَمذهب الخالف ونكشف عَن دَلِيل المذهبين من النَّقْل كشف مناصف
لانميل لنا و لَا علينا فِيمَا نقُول وَلَا نجازف وسيحمدنا المطلع عَلَيْهِ إِنَّه
كَانَ منصفا والواقف وَيعلم أَنا أولَى بِالصَّحِيحِ من جَمِيع الطوائف و الله
الْمُوفق لأَرْشَد الطّرق و أهْدَى المعارف
- فصل
كَانَ السَّبَب فِي إثارة الْعَزْم لتصنيف
هَذَا الْكتاب أَن جمَاعَة من إخْوَانِي و مشايخي فِي الْفِقْه كَانُوا
يَسْأَلُونِي فِي زمن الصِّبَا جمع أَحَادِيث التَّعْلِيق وَبَيَان مَا صَحَّ
مِنْهَا و مَا طعن فِيهِ و كنت أتوانى عَن هَذَا لشيئين أَحدهمَا اشتغالي
بِالطَّلَبِ وَالثَّانِي ظَنِّي أَن مَا فِي التَّعَالِيق فِي ذَلِك يَكْفِي
فَلَمَّا نظرت فِي التَّعَالِيق رَأَيْت بضَاعَة أَكثر الْفُقَهَاء فِي
الحَدِيث
(1/22)
مزجاة يعول أَكْثَرهم
عَلَى أَحَادِيث لَا تصح ويعرض عَن الصِّحَاح ويقلد بَعضهم بَعْضًا فِيمَا ينْقل
ثمَّ قد انقسم الْمُتَأَخّرُونَ ثَلَاثَة أَقسَام
الْقسم الأول قوم غلب
عَلَيْهِم الكسل وَرَأَوا أَن فِي الْبَحْث تعبا و كلفة فتعجلوا الرَّاحَة واقتنعوا
بِمَا سطره غَيرهم
وَالْقسم الثَّانِي قوم لم يهتدوا إِلَى أمكنة الحَدِيث
وَعَلمُوا أَنه لَا بُد من سُؤال من يعلم هَذَا فاستنكفوا عَن ذَلِك
وَالْقسم
الثَّالِث قوم مقصودهم التَّوَسُّع فِي الْكَلَام طلبا للتقدم والرئاسة واشتغالهم
بالجدل وَالْقِيَاس وَلَا الْتِفَات لَهُم إِلَى الحَدِيث لَا إِلَى تَصْحِيحه
وَلَا إِلَى الطعْن فِيهِ وَلَيْسَ هَذَا شَأْن من استظهر لدينِهِ وَطلب
الْوَثِيقَة من أمره
وَلَقَد رَأَيْت بعض الأكابر من الْفُقَهَاء وَيَقُول فِي
تصنيفه عَن أَلْفَاظ قد أخرجت فِي الصِّحَاح لَا يجوز أَن يكون رَسُول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ هَذِه الْأَلْفَاظ وَيرد الحَدِيث الصَّحِيح
وَيَقُول هَذَا لَا يعرف و إِنَّمَا هُوَ لَا يعرفهُ ثمَّ رَأَيْته قد اسْتدلَّ
بِحَدِيث زعم أَن البُخَارِيّ أخرجه وَلَيْسَ كَذَلِك ثمَّ نَقله عَنهُ مُصَنف آخر
كَمَا قَالَ تقليدا لَهُ ثمَّ اسْتدلَّ فِي مَسْأَلَة فَقَالَ دليلنا مَا رَوَى
بَعضهم أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كَذَا و رَأَيْت
جُمْهُور مَشَايِخنَا يَقُولُونَ فِي تصانيفهم دليلنا مَا رَوَى أَبُو بكر الْخلال
بِإِسْنَادِهِ عَن رَسُول الله و دليلنا مَا رَوَى أَبُو بكر عبد الْعَزِيز
بِإِسْنَادِهِ و دليلنا مَا رَوَى ابْن بطة بِإِسْنَادِهِ و جُمْهُور تِلْكَ
الْأَحَادِيث فِي الصِّحَاح وَفِي الْمسند وَفِي السّنَن غير أَن السَّبَب فِي
اقتناعهم بِهَذَا التكاسل عَن الْبَحْث
و الْعجب مِمَّن لَيْسَ لَهُ شغل سُوَى
مسَائِل الْخلاف ثمَّ قد اقْتصر مِنْهَا فِي المناظرة عَلَى خمسين مَسْأَلَة
وَجُمْهُور هَذِه الْخمسين لَا يسْتَدلّ فِيهَا بِحَدِيث فَمَا قدر الْبَاقِي
حَتَّى يتكاسل عَن الْمُبَالغَة فِي مَعْرفَته
- فصل وألوم عِنْدِي مِمَّن قد
لمته من الْفُقَهَاء جمَاعَة من كبار الْمُحدثين عرفُوا صَحِيح النَّقْل وسقيمه
وصنفوا فِي ذَلِك فَإِذا جَاءَ حَدِيث ضَعِيف يُخَالف مَذْهَبهم بينوا وَجه الطعْن
فِيهِ وَإِن كَانَ مُوَافقا لمذهبهم سكتوا عَن الطعْن فِيهِ وَهَذَا ينبيء عَن
قلَّة دين وَغَلَبَة هوى أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْن بن عبد الْخَالِق قَالَ
أَنبأَنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد
الْملك بن بَشرَان قَالَ حَدثنَا عَلّي بن عمر بن الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ حَدثنَا
أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن سعيد قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد
السكونِي قَالَ سَمِعت أبي قَالَ
عَلَى أَحَادِيث لَا تصح ويعرض عَن الصِّحَاح ويقلد بَعضهم بَعْضًا فِيمَا ينْقل
ثمَّ قد انقسم الْمُتَأَخّرُونَ ثَلَاثَة أَقسَام
الْقسم الأول قوم غلب
عَلَيْهِم الكسل وَرَأَوا أَن فِي الْبَحْث تعبا و كلفة فتعجلوا الرَّاحَة واقتنعوا
بِمَا سطره غَيرهم
وَالْقسم الثَّانِي قوم لم يهتدوا إِلَى أمكنة الحَدِيث
وَعَلمُوا أَنه لَا بُد من سُؤال من يعلم هَذَا فاستنكفوا عَن ذَلِك
وَالْقسم
الثَّالِث قوم مقصودهم التَّوَسُّع فِي الْكَلَام طلبا للتقدم والرئاسة واشتغالهم
بالجدل وَالْقِيَاس وَلَا الْتِفَات لَهُم إِلَى الحَدِيث لَا إِلَى تَصْحِيحه
وَلَا إِلَى الطعْن فِيهِ وَلَيْسَ هَذَا شَأْن من استظهر لدينِهِ وَطلب
الْوَثِيقَة من أمره
وَلَقَد رَأَيْت بعض الأكابر من الْفُقَهَاء وَيَقُول فِي
تصنيفه عَن أَلْفَاظ قد أخرجت فِي الصِّحَاح لَا يجوز أَن يكون رَسُول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ هَذِه الْأَلْفَاظ وَيرد الحَدِيث الصَّحِيح
وَيَقُول هَذَا لَا يعرف و إِنَّمَا هُوَ لَا يعرفهُ ثمَّ رَأَيْته قد اسْتدلَّ
بِحَدِيث زعم أَن البُخَارِيّ أخرجه وَلَيْسَ كَذَلِك ثمَّ نَقله عَنهُ مُصَنف آخر
كَمَا قَالَ تقليدا لَهُ ثمَّ اسْتدلَّ فِي مَسْأَلَة فَقَالَ دليلنا مَا رَوَى
بَعضهم أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كَذَا و رَأَيْت
جُمْهُور مَشَايِخنَا يَقُولُونَ فِي تصانيفهم دليلنا مَا رَوَى أَبُو بكر الْخلال
بِإِسْنَادِهِ عَن رَسُول الله و دليلنا مَا رَوَى أَبُو بكر عبد الْعَزِيز
بِإِسْنَادِهِ و دليلنا مَا رَوَى ابْن بطة بِإِسْنَادِهِ و جُمْهُور تِلْكَ
الْأَحَادِيث فِي الصِّحَاح وَفِي الْمسند وَفِي السّنَن غير أَن السَّبَب فِي
اقتناعهم بِهَذَا التكاسل عَن الْبَحْث
و الْعجب مِمَّن لَيْسَ لَهُ شغل سُوَى
مسَائِل الْخلاف ثمَّ قد اقْتصر مِنْهَا فِي المناظرة عَلَى خمسين مَسْأَلَة
وَجُمْهُور هَذِه الْخمسين لَا يسْتَدلّ فِيهَا بِحَدِيث فَمَا قدر الْبَاقِي
حَتَّى يتكاسل عَن الْمُبَالغَة فِي مَعْرفَته
- فصل وألوم عِنْدِي مِمَّن قد
لمته من الْفُقَهَاء جمَاعَة من كبار الْمُحدثين عرفُوا صَحِيح النَّقْل وسقيمه
وصنفوا فِي ذَلِك فَإِذا جَاءَ حَدِيث ضَعِيف يُخَالف مَذْهَبهم بينوا وَجه الطعْن
فِيهِ وَإِن كَانَ مُوَافقا لمذهبهم سكتوا عَن الطعْن فِيهِ وَهَذَا ينبيء عَن
قلَّة دين وَغَلَبَة هوى أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْن بن عبد الْخَالِق قَالَ
أَنبأَنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد
الْملك بن بَشرَان قَالَ حَدثنَا عَلّي بن عمر بن الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ حَدثنَا
أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن سعيد قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد
السكونِي قَالَ سَمِعت أبي قَالَ
(1/23)
سَمِعت وكيعا يَقُول أهل
الْعلم يَكْتُبُونَ مَا لَهُم و مَا عَلَيْهِم و أهل الْأَهْوَاء لَا يَكْتُبُونَ
إِلَّا مَا لَهُم
وَهَذَا حِين شروعنا فِيمَا انتدبنا لَهُ من ذكر الْأَحَادِيث
معرضين عَن الْعصبَة الَّتِي نعتقدها فِي مثل هَذَا حَرَامًا وَلَو ذكرنَا كل
حَدِيث بِجَمِيعِ طرقه وأشبعنا الْكَلَام فِيهَا لطال ومل وَإِنَّمَا هَذَا
مَوْضُوع للفقهاء وغرضهم يحصل مَعَ الِاخْتِصَار وللمحدثين فِيهِ يَد بِقَلِيل من
الْبسط و الْأَسَانِيد وَالله الْمُوفق
الْعلم يَكْتُبُونَ مَا لَهُم و مَا عَلَيْهِم و أهل الْأَهْوَاء لَا يَكْتُبُونَ
إِلَّا مَا لَهُم
وَهَذَا حِين شروعنا فِيمَا انتدبنا لَهُ من ذكر الْأَحَادِيث
معرضين عَن الْعصبَة الَّتِي نعتقدها فِي مثل هَذَا حَرَامًا وَلَو ذكرنَا كل
حَدِيث بِجَمِيعِ طرقه وأشبعنا الْكَلَام فِيهَا لطال ومل وَإِنَّمَا هَذَا
مَوْضُوع للفقهاء وغرضهم يحصل مَعَ الِاخْتِصَار وللمحدثين فِيهِ يَد بِقَلِيل من
الْبسط و الْأَسَانِيد وَالله الْمُوفق
(1/24)
________________________________________________
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى