- حمدي عبد الجليلالمشرف العام
- عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28461
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
أخلاق أهل القرآن
الجمعة 27 أبريل 2012, 17:51
أخلاق أهل القرآن
أبو بكر محمد بن الحسين الآجري
قسَّم الكتاب إلى أبواب، وجعل لكل باب عنوانًا، وأورد تحته ما يناسبه من أحاديث وآثار.ثم عقَّب على كثير من الأحاديث والآثار التي أوردها بالشرح والبيان، كما أنه لم يخل هذه التعليقات من توجيهات ونصائح ينتفع بها أهل القرآن.و لم يلتزم الصحة فيما يورده من النصوص.و لم يرتب النصوص التي أوردها ترتيبًا محددًا.وبلغ عدد النصوص المسندة(96) نصًّا، تتنوع بين أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة على الصحابة والتابعين.
نص على نسبته إليه السيوطي في الإتقان)182، 282(، المناوي في فيض القدير)48(، والعجلوني في كشف الخفاء)275(
بسم الله الرحمن الرحيم أبو بكر محمد بن الحسين الآجري
قسَّم الكتاب إلى أبواب، وجعل لكل باب عنوانًا، وأورد تحته ما يناسبه من أحاديث وآثار.ثم عقَّب على كثير من الأحاديث والآثار التي أوردها بالشرح والبيان، كما أنه لم يخل هذه التعليقات من توجيهات ونصائح ينتفع بها أهل القرآن.و لم يلتزم الصحة فيما يورده من النصوص.و لم يرتب النصوص التي أوردها ترتيبًا محددًا.وبلغ عدد النصوص المسندة(96) نصًّا، تتنوع بين أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة على الصحابة والتابعين.
نص على نسبته إليه السيوطي في الإتقان)182، 282(، المناوي في فيض القدير)48(، والعجلوني في كشف الخفاء)275(
وبه ثقتي وما توفيقي إلا بالله
أخبرنا الشيخان الصالحان الثقتان: الشيخ تاج الدين أبو العباس أحمد بن علي بن أبي الفضائل العكبري الفقيه الشافعي، والشيخ كما الدين أبو حفص عمر بن محمد بن محمد بن حسين سبط الشيخ الإمام العالم الحافظ أبي محمد عبد الرحيم بن محمد بن الزجاج.
قراءة عليهما وأنا أسمع، في يوم الجمعة السادس عشر من شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة في مسجد السلامي بدار الخليفة مشرقي بغداد.
قيل لهما: أخبركما الشيخ الإمام العالم مجد الدين أبو الفضل عبد الله بن محمود بن مودود بن محمود بن بلدجي إجازة فأقرابه.
قالا: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الصالح أبو بكر مسمار بن عمر بن محمد بن العويس النيار المقرئ البغدادي سماعاً لجميعه قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي الحافظ قال: أنا أبو بكر أحمد بن علي الطريبي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحماني رحمة الله عليه، قال: قال أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري، رحمه الله: أحق ما أستفتح به الكلام، الحمد لمولانا الكريم، وأفضل الحمد ما حمد به الكريم نفسه، فنحن نحمده به.
)الحَمدُ لِلّهِ الَّذي أَنزَلَ عَلى عَبدِهِ الكِتابُ وَلَم يَجعَلُ لَهُ عِوجاً قيماً ليُنذِرَ بَأَساً شَديداً مِن لَدُنهِ، وَيُبَشر المُؤمِنينَ الَّذين يَعمَلونَ الصالِحاتِ أَن لَهُم أَجراً حَسَناً ماكِثينَ فيهِ أَبَدَاً(.
و)الحَمدُ لِلّه الَّذي لَهُ ما في السَمَواتِ وَما في الأَرض وَلَهُ الحَمدُ في الآَخِرَةِ وَهُوَ الحَكيمُ الخَبير يَعلَمُ ما يَلِجُ في الأَرضِ وَما يَخرِجُ مِنها وَما يَنزِلُ مِن السَماءِ وَما يَعرِجُ فيها وَهُوَ الرَحيمُ الغَفور(.
أحمده على قديم إحسانه، وتواتر نعمه، حمد من يعلم أن مولاه الكريم علمه ما لم يكن يعلم، وكان فضله عليه عظيماً.
وأسأله المزيد من فضله، والشكر على ما تفضل به من نعمه، إنه ذو فضل عظيم.
وصلى الله على محمد عبده ورسوله، ونبيه، وأمينه على وحيه وعباده، صلاة تكون له رضاً، ولنا بها مغفرة، وعلى آله أجمعين وسلم كثيراً طيباً.
أما بعد: فإني قائل وبالله ألق التوفيق والصواب من القول والعمل، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال أبو بكر: أنزل الله عز وجل القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم، وأعلمه فضل ما أنزل عليه، وأعلم خلقه في كتابه، وعلى لسان رسوله: أن القرآن عصمة لمن اعتصم به، وحرز من النار لمن اتبعه ونور لمن استنار به، وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين.
ثم أمر الله خلقه أن يؤمنوا به، ويعملوا بمحكمة: فيحلوا حلاله، ويحرموا حرامه، ويؤمنوا بمتشابهه، ويعتبروا بأمثاله، ويقولوا: )آمنا بِهِ كُلُ مِن عِندَ رَبَنا(.
ثم وعدهم على تلاوته والعمل به: النجاة من النار والدخول إلى الجنة ثم ندب خلقه عز وجل إذا هم تلوا كتابه أن يتدبروه ويتكفروا فيه بقلوبهم، وإذا سمعوه من غيرهم: أحسنوا استماعه.
ثم وعدهم على ذلك الثواب الجزيل فله الحمد.
ثم أعلم خلقه: أن من تلى القرآن وأراد به متاجرة مولاه الكريم فإنه يربحه الربح الذي لا بعده ربح، ويعرفه بركة المتاجرة في الدنيا والآخرة.
قال محمد بن الحسين: جميع ما ذكرته وما سأذكره إن شاء الله، بيانه في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن قول صحابته رضي الله عنهم وسائر العلماء، وسأذكر منه ما حضرني ذكره إن شاء الله والله الموفق لذلك. قال الله عز وجل )إِنَّ الَّذين يَتلونَ كِتابَ اللَهِ وَأَقاموا الصَلاةَ وأَنفَقوا مَمّا رَزقناهُمُ سِراً وَعلانيِةً يَرجونَ تِجارَةً لَن تَبورَ ليوفيهُمُ أُجورَهُم وَيزيدَهُم مِن فَضلِهِ إِنه غَفورٌ شَكور(.
وقال عز وجل: )إِنِّ هَذا القُرآن يَهدي لِلَتي هِيَ أَقوَمُ وَيُبَشِرُ المُؤمِنينَ الَّذينَ يَعمَلونَ الصالِحاتِ أَنَّ لَهُمُ أَجراً كَبيراً. وَإِنَّ الَّذينَ لا يُؤمِنونُ بِالآخِرَةِ أَعتَدنا لَهُمُ عَذاباً أَليماً(.
وقال عز وجل: )وَنُنَزَّلُ مِن القُرآنِ ما هُوَ شَفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظالِمينَ إِلا خَساراً(.
وقال عز وجل: )يا أَيُّها الناسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةً مِن رَبِكُم وَشِفاءٌ لِما في الصُدور وَهُدَىً وَرَحمَةً لِلمُؤمِنين(.
وقال عز وجل: )يا أَيُّها الناسُ قَد جاءَكُم بُرهانٌ مِن رَبِكُم وأَنزَلنا إِلَيكُم نُورَاً مُبيناً. فَأَما الَّذينَ آمَنوا بِاللَهِ وَاَعتَصَموا بِهِ فَسَيُدخِلَهُم في رَحمَةٍ مِنهُ وَفضل وَيَهديهُم إِلَيهِ صِراطاً مُستَقيماً(.
وقال عز وجل: )وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَهِ جَميعاً وَلا تَفَرَقوا(.
وحبل الله هو القرآن.
وقال عز وجل: )اللَهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ كِتاباً مُتشابِهاً مُثاني تَقشَعِرُ مِنهُ جُلودُ الَّذينَ يَخشونُ رَبَهُم ثُمَ تَلينُ جُلودَهُم وَقُلوبَهُم إِلى ذِكرِ اللهِ ذَلِكَ هدى اللَهِ يَهدي مَن يَشاءُ وَمَن يُضَلِل اللَهُ فَما لَهُ مِن هاد(.
وقال عز وجل: )وَكَذَلِكَ أَنزَلناهُ قُرآناً عَرَبياً وَصَرَفنا فيهِ مِن الوَعيدِ لَعَلَهُم يَتَقون أَو يَحدِثُ لَهُم ذِكراً(.
ثم إن الله عز وجل وعد لمن استمع إلى كلامه فأحسن الأدب عند استماعه بلا اعتبار الجميل، ولزوم الواجب لاتباعه والعمل به، يبشره منه بكل خير، ووعده على ذلك أفضل الثواب.
فقال عز وجل )فبشر عِبادي الَّذينَ يَستَمِعونَ القَولَ فَيتَبِعونَ أَحسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذينَ هَداهُمُ اللَهُ وَأُولَئِكَ هُمُ أُولوا الأَلباب(.
وقال عز وجل: )وَأنيبوا إِلى رَبَكُم وَأَسلَموا لَهُ مِن قَبلِ أَن يَأتيكُمُ العَذابَ ثُمَ لا تَنصُرونَ( إلى قوله )مِن قَبلِ أَن يَأتيكُمُ العَذابُ بَغتَةً وَأَنتُمُ لا تَشعُرونَ(.
قال محمد بن الحسين: فكل كلام ربنا حسن لمن تلاه، ولمن استمع إليه، وإنما هذا والله أعلم صفة قوم إذا سمعوا القرآن تتبعوا من القرآن أحسن ما يتقربون إلى الله تعالى، مما دلهم عليه مولاهم الكريم، يطلبون بذلك رضاه، ويرجون رحمته، سمعوا الله قال: )وَإِذا قُرِئَ القُرآنَ فَاِستَمِعوا لَهُ وَأَنصِتوا لَعَلَكُم تُرحَمون(.
فكان حسن استماعهم يبعثهم على التذكر فيما لهم وعليهم. وسمعوا الله عز وجل قال: )فَذَكر بِالقُرآنَ مِن يَخافُ وَعيد(.
وقد أخبرنا الله عن الجن، وحسن استماعهم للقرآن، واستجابتهم فيما يجذبهم إليه، ثم رجعوا إلى قومهم فوعظوهم بما سمعوا القرآن بأحسن ما يكون من الموعظة.
قال الله عز وجل: )قُل اوحِيَ إِلَيَّ أَنَهُ اِستَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِ فَقالوا إِنا سَمِعنا قُرآناً عَجَباً يَهدي إِلى الرُشدِ فَآمنا بِهِ وَلَن نُشرِك بِرَبِنا أَحَداً(
وقال عز وجل: )وَإِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَراً مِنَ الجِن يَستَمِعونَ القُرآنَ، فَلَما حَضَروهُ قالوا: أَنصِتوا فَلَما قُضِيَ وَلّوا إِلى قَومِهُم مُنذِرينَ قالوا يا قَومَنا إِنّا سَمِعنا كِتاباً أُنزِلَ مِن بَعدِ موسى مُصَدِقاً لِما بَينَ يَدَيهِ يَهدي إِلى الحَقِ وَإِلى طَريقٍ مُستَقيم يا قَومَنا أَجيبوا داعِيَ اللَهِ وآمَنوا بِهِ(
قال محمد بن الحسين: وقد قال الله عز وجل في سورة ق والقرآن المجيد، ما دلنا على عظيم ما خلق من السموات والأرض ةما بينهما من عجائب حكمته في خلقه، ثم ذكر الموت وعظيم شأنه، ثم ذكر النار وعظيم شأنها، وذكر الجنة وما أعد فيها لأوليائه فقال عز وجل: )لَهُمُ ما يَشاءونَ فيها وَلَدَينا مَزيدٌ( إلى آخر الآية.
ثم قال بعد ذلك: )إِنَّ في ذَلِكَ لِذِكرى لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ أَو أَلقى السَمعَ وَهُوَ شَهيد(.
فأخبر جل ذكره أن المستمع بأذنيه ينبغي أن يكون شاهداً بقلبه ما يتلو وما يسمع لينتفع بتلاوته للقرآن بالاستماع ممن يتلوه. ثم إن الله عز وجل حث خلقه على أن يتدبروا القرآن، فقال عز وجل: )أَفَلا يَتَدَبَرونَ القُرآنَ أَم عَلى قُلوبِ أَقفالَها*(.
ثم قال بعد ذلك: )إِنَّ في ذَلِكَ لِذِكرى لِمَن كانَ لَه قَلبٌ أَو أَلقى السَمعَ وَهُوَ شَهيد(.
فأخبر جل ذكره أن المستمع بأذنيه ينبغي أن يكون شاهداً بقلبه ما يتلو وما يسمع لينتفع بتلاوته للقرآن بالاستماع ممن يتلوه. ثم إن الله عز وجل حث خلقه على أن يتدبروا القرآن، فقال عز وجل: )أَفَلا يَتَدَبَرونَ القُرآنَ أَم عَلى قُلوبِ أَقفالِها(.
وقال عز وجل:
)أَفَلا يَتَدَبرونَ القُرآنَ وَلَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَهِ لَوَجَدوا فيهِ اِختِلافاً كَثيراً(.
قال محمد بن الحسين: ألا ترون رحمكم الله إلى مولاكم الكريم كيف يحث خلقه على أن يتدبروا كلامه، ومن تدبر كلامه عرف الرب عز وجل، وعرف عظيم سلطانه وقدرته، وعرف عظيم تفضله على المؤمنين، وعرف ما عليه من فرض عبادته، فألزم نفسه الواجب، فحذر مما حذره مولاه الكريم، ورغب فيما رغبه فيه، ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن وعند استماعه من غيره كان القرآن له شفاء، فاستغنى بلا مال، وعز بلا عشيرة، وأنس بما يستوحش منه غيره، وكان همه عند التلاوة السورة إذا افتتحها: متى أتعظ بما أتلوه? ولم يكن مراده متى أختم السورة? وإنما مراده متى أعقل من الله الخطاب? متى أذدجر? متى أعتبر? لأن تلاوته للقرآن عبادة، والعبادة لا تكون بغفلة، والله الموفق.
حدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال ثنا زيد بن أخزم قال نا محمد بن الفضل قال نا سعيد بن زيد عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله يعني ابن مسعود قال: لا تنثروه نثر الدقل. ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
وحدثنا أبو بكر أيضاً قال: نا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني قال: نا عبد الوهاب بن عطاء قال: سمعت أبا عبيدة الناجي يقول إنه سمع الحسن يقول: الزموا كتاب الله وتتبعوا ما فيه من الأمثال وكونوا فيه من أهل البصر.
ثم قال: رحم الله عبداً عرض نفسه وعمله على كتاب الله فإن وافق كتاب الله حمد الله وسأله الزيادة وإن خالف كتاب الله أعتب نفسه ورجع من قريب.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال نا شجاع بن مخلد قال نا ابن علية، قال نا زياد بن مخراق عن معاوية بن قرة عن أبي كنانة أن أبا موسى الأشعري جمع الذين قرأوا القرآن وهم قريب من ثلاثمائة فعظم القرآن وقال: إن هذا القرآن كائن لكم ذخراً وكائن عليكم وزراً فاتبعوا القرآن ولا يبتعكم فإنه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن زخ به في قفاه فقذفه في النار.
الحسين بن الحسن المروزي قال نا ابن المبارك قال نا سالم المكي عن الحسن قال: من أحب أن يعلم ما هو فليعرض نفسه على القرآن.
حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال نا وحدثنا أبو محمد أيضاً قال نا الحسين قال نا عبد الله قال نا عبد الملك بن أبي ليمان عن عطاء وقيس بن سعد عن مجاهد في قوله عز وجل )يَتلونَهُ حَقَ تِلاوَتِهِ( قال: يعملون به حق عمله.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال: نا شجاع بن مخلد قال نا أبو معاوية الضرير قال نا عبد رب بن أيمن عن عطاء قال: إنما القرآن عبر إنما القرآن عبر.
قال محمد بن الحسين: وقبل أن أذكر أخلاق أهل القرآن وما ينبغي أن يتأدبوا به أذكر فضل حملة القرآن ليرغبوا في تلاوته والعمل به والتواضع لمن تعلموا منه أو علموه.
باب فضل حملة القرآن
حدثنا أبو العباس حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال نا يعقوب الدورقي قال نا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الرحمن بن بديل عن أبيه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله من الناس أهلون، قيل: من هم يا رسول الله قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال نا زياد ابن أيوب قال نا أبو عبيدة الحداد قال نا عبد الرحمن بن بديل عن أبيه عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله أهلين قيل: من هم يا رسول الله? قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني قال نا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال نا حماد بن شعيب عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: إقرأ وارق في الدرجات ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها.
وأخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال نا شجاع بن مخلد قال نا الفضل بن دكين قال نا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقال: إقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.
وروي عن أم الدرداء أنها قالت: سألت عائشة عمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن ما فضله على من لم يقرأه? فقالت عائشة عمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن ما فضله على من لم يقرأه? فقالت عائشة إن عدد درج الجنة بعدد آي القرآن فمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن فليس فوقه أحد.
حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلي قال نا الحسن بن محمد الزعفراني قال نا علي بن عاصم عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلموا هذا القرآن واتلوه فإنكم تؤجرون على تلاوته بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول الم عشر ولكن الألف عشر واللام عشر والميم عشر، إن هذا النور المبين والشفاء النافع ونجاة من اتبعه وعصمة من تمسك به لا يعوج فيقوم ولا تنقض عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد.
وأخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي قال نا شجاع بن مخلد قال نا حجاج بن المنهال قال حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي الأحوص وأبي البختري أن ابن مسعود قال: تعلموا القرآن واتلوه فإنكم تؤجرون به، إن بكل اسم منه عشراً أما إني لا أقول بالم عشر ولكن بالألف عشر وباللام عشر وبالميم عشر.
حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود قال نا أبو الطاهر أحمد بن عمرو وقال نا ابن وهب قال نا يحيى بن أيوب عن خالد بن يزيد بن ثعلبة بن أبي الكنود عن عبيد الله بن عمرو بن العاص قال: من جمع القرآن فقد حمل أمراً عظيماً، لقد أدرجت النبوة بين كتفيه غير أنه لا يوحي إليه فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحد من يحد ولا يجهل مع من يجهل لأن القرآن في جوفه.
وحدثنا أبو بكر بن أبي داود أيضاً قال نا أبو الطاهر قال نا ابن وهب قال اخبرني مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن مكحول عن أبي أمامة الباهلي يرفعه قال: من قرأ ربع القرآن فقد أوتي ربع النبوة، ومن قرأ ثلث القرآن فقد أوتي ثلث النبوة ومن قرأ ثلثي القرآن فقد أوتي ثلثي النبوة.
باب فضل من تعلم القرآن وعلمه
حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني قال نا علي بن الجعد قال نا شعبة عن علقمة بن مرثد قال: سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال شعبة قلت له عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم قال: خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
قال أبو عبد الرحمن: فذلك أقعدني مقعدي هذا فكان يعلم من خلافة عثمان إلى إمرة الحجاج.
حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني قال حدثنا فيض بن وثيق قال نا عبد الواحد بن زيد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
حدثنا أبو خبيب العباس بن أحمد البرتي قال نا عبد الله بن معاوية الجمحي قال نا الحارث بن نبهان قال نا عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه وأخذ بيدي فأقعدني في مجلسي اقرأ.
حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلي قال نا زهير بن محمد قال نا عبد الله بن يزيد المقرئ قال نا موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يقول سمعت عقبة بن عامر يقول خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: أيكم يجب أن يغدو إلى بطحان أو العقيق فيأتي كل يوم بناقتين كوماوين زهراوين فيأخذهما في غير إثم ولا قطع رحم قال: قلنا: كلنا يا رسول الله يحب ذلك قال: فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل.
باب فضل الاجتماع في المسجد لدرس القرآن
حدثنا الفريابي قال نا إسحاق بن راهويه قال نا جرير يعني ابن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تجالس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفت بهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.
وحدثنا الفريابي أيضاً قال نا أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله عز وجل يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفت بهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده.
وحدثنا الفريابي قال نا منجاب بن الحارث قال نا أبو الأحوص عن هارون بن عنترة عن أبيه قال قلت لابن عامر: أي العمل أفضل? قال: ذكر الله أكبر وما جلس قوم في بيت من بيوت الله يدرسون فيه كتاب الله ويتعاطونه بينهم إلا أظلتهم الملائكة بأجنحتها وكانوا أضياف الله ما داموا فيه حتى يخوضوا في حديث غيره.
باب ذكر أخلاق أهل القرآن
قال محمد بن الحسين: ينبغي لمن علمه الله القرآن، وفضله على غيره ممن لم يعلم كتابه وأحب أن يكون من أهل القرآن، وأهل الله وخاصته، وممن وعده الله من الفضل العظيم ماتقدم ذكرنا له.
وقال الله عز وجل )يَتلونَهُ حَقَ تِلاوَتِهِ(
قيل في التفسير: يعملون به حق عمله.
وممن قال النبي صلى الله عليه وسلم.
)لذي يقرأ القرآن، وهو ماهر به مع الكرام السفرة، والذي يقرأ القرآن وهو علين شاق، له أجران(
وقال بشر بن الحارث: سمعت عيسى بن يونس يقول: إذا ختم العبد القرآن، قبل الملك بين عينيه فينبغي له أن يجعل القرآن ربيعاً لقلبه، يعمر به ما خرب من قلبه، يتأدب بآداب القرآن، ويتخلق بأخلاق شريفة، تبين به عن سائر الناس ممن لا يقرأ القرآن.
فأول ما ينبغي له أن يستعمل تقوى الله في السر والعلانية باستعمال الورع في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه.
بصيراً بزمانه وفساد أهله، فهو يحذرهم على دينه، مقبلاً على شأنه، مهموماً بإصلاح ما فسد من أمره، حافظاً للسانه مميزاً لكلامه. إن تكلم: تكلم بعلم، إذا رأى الكلام صواباً. وإذا سكت: سكت بعلم إذا كان السكوت صواباً، قليل الخوض فيما لا يعنيه، يخاف من لسانه أشد مما يخاف من عدوه. يحبس لسانه كحبسه لعدوه: ليأمن من شره وشر عاقبته. قليل الضحك مما يضحك منه الناس لسوء عاقبة الضحك إن مر بشيء مما يوافق الحق تبسم.
يكره المزاح خوفاً من اللعب، فإن مزح: قال حقاً. باسط الوجه، طيب الكلام، لا يمدح نفسه بما فيه، فكيف بما ليس فيه، يحذر نفسه أن تغلبه على ما تهوى مما يسخط مولاه، لا يغتاب أحداً، ولا يحقر أحداً، ولا يسب أحداً، ولا يشمت بمصيبة، ولا يبغي على أحد، ولا يحسده ولا يسيء الظن بأحد إلا لمن يستحق، يحسد بعلم ويظن بعلم ويتكلم بما في الإنسان من عيب بعلم ويسكت عن حقيقة ما فيه بعلم قد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خلق حسن جميل حافظاً لجميع جوارحه عما نهي عنه إن مشى مشى بعلم وإن قعد قعد بعلم يجتهد ليسلم الناس من لسانه ويده، ولا يجهل فإن جهل عليه حلم لا يظلم وإن ظلم عفى لا يبغي وإن بغي عليه صبر بكظم غيظه ليرضي ربه ويغيظ عدوه متواضع في نفسه إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير، يطلب الرفعة من الله لا من المخلوقين ماقت للكبر خائفاً على نفسه منه، لا يتآكل بالقرآن ولا يحب أن تفضى له به الحوائج ولا يسعى به إلى أبناء الملوك ولا يجالس به الأغنياء ليكرموهن، إن كسب الناس من الدنيا الكثير بلا فقه ولا بصيرة كسب هو القليل بفقه وعلم، إن لبس الناس الليّن الفاخر لبس هو من الحلال ما يستر به عورته إن وسع عليه وسع وإن أمسك عنه أمسك، يقنع بالقليل فيكفيه ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه، يتبع واجبات القرآن والسنة يأكل الطعام بعلم ويأكل بعلم ويشرب بعلم وينام بعلم ويجامع أهله بعلم ويصحب الإخوان بعلم يزورهم بعلم ويستأذن عليهم بعلم ويسلم عليهم بعلم ويحاور جاره بعلم، يلزم نفسه بر والديه فيخفض لهما جناحه ويخفض لصوتهما صوته ويبذل لهما ماله وينظر إليهما بعين الوقار والرحمة يدعو لهما بالبقاء ويشكر لهما عند الكبر، لا يضجر بهما ولا يحقرهما إن استعانا به على طاعة أعانهما وإن استعانا به على معصية لم يعنهما عليها ورفق بهمان من معصيته إياهما يحسن الأدب ليرجعا عن قبيح ما أرادا مما لا يحسن بهما فعله، يصل الرحم ويكره القطيعة، من قطعه لم يقطعه، من عصى الله فيه أطاع الله فيه، يصحب المؤمنين بعلم ويجالسهم بعلم، من صحبه نفعه، حسن المجالسة لمن جالس، إن علم غيره رفق به، لا يعنف من أخطأ ولا يخجله رفيق من أموره، صبور على تعليم الخير، يأنس به المتعلم ويفرح به المجالس، مجالسته تفيد خيراً، مؤدب لمن جالسه بأدب القرآن والسنة وإذا أصيب بمصيبة فالقرآن والسنة له مؤدبان، يحزن بعلم ويبكي بعلم ويصبى بعلم يتطهر بعلم ويصلي بعلم ويزكي بعلم ويتصدق بعلم ويصوم بعلم ويحج بعلم ويجاهد بعلم ويكتسب بعلم وينفق وينبسط في الأمور بعلم وينقبض عنها بعلم قد أدبه القرآن والسنة. يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه لا يرضى من نفسه أن يؤدي ما فرض الله عليه بجهل قد جعل العلم والفقه دليله إلى كل خير إذا درس القرآن فبحضور فهم وعقل، همته إيقاع الفهم لما ألزمه الله من إتباع ما أمر والانتهاء عما نهى، ليس همته متى أختم السورة همته متى استغني بالله عن غيرهن متى أكون من المتقين، متى أكون من المحسنين، متى أكون من المتوكلين متى أكون من الخاشعين، متى أكون من الصابرين، متى أكون من الصادقين متى أكون من الخائفين متى أكون من الراجين منى أزهد في الدنيا متى أرغب في الآخرة، متى أتوب من الذنوب متى أعرف النعم المتواترة، متى أشكره عليها، متى أعقل عن الله الخطاب، متى أفقه ما أتلو، متى أغلب نفسي على ما تهوي متى أجاهد في الله حق الجهاد، متى أحفظ لساني، متى أغض طرفي، متى أحفظ فرجي، متى أحاسب نفسي، متى أتذود ليوم معادي متى أكون عن الله راضياً متى أكون بالله واثقاً، متى أكون بزجر القرآن متعظاً، متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلاً متى أحب ما أحب ومتى أبغض ما أبغض متى أنصح لله متى أخلص له عملي، متى أقصر أملي، متى أتأهب ليوم موتي وقد غيب عني أجلي متى أعمر قبري متى أفكر في الموت وشدته، متى أفكر في خلوتي مع ربي متى أفكر في المنقلب، متى أحذر مما حذرني منه ربي من نار حرها شديد وقعرها بعيد وعمقها طويل، لا يموت أهلها فيستريحوا ولا تقال عثرتهم ولا ترحم عبرتهم طعامهم الزقوم وشرابهم الحميم، كلما نضجت جلودهم بدلوا جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب، ندموا حيث لا ينفعهم الندم، وعضوا على الأيدي أسفاً على تقصيرهم في طاعة الله وركوبهم لمعاصي الله، فقال منهم قائل يا ليتني قدمت لحياتي
وقالال قائل رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت وقال قائل يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وقال قائل يا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً وقالت فرقة منهم ووجوههم تتقلب في أنواع من العذاب فقالوا يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا.قائل رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت وقال قائل يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وقال قائل يا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً وقالت فرقة منهم ووجوههم تتقلب في أنواع من العذاب فقالوا يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا.
فهذه النار يا معشر المسلمين يا حملة القرآن حذرها الله المؤمنين في غير موضع من كتابه فقال عز وجل: )ا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا قَوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم ناراً وقودُها الناسُ وَالحِجارَة عَلَيها مَلائِكَةً غِلاظ شِدادٌ لا يَعصونَ اللَهَ ما أَمَرَهُم وَيفعَلونَ ما يُؤمَرون(وقال عز وجل )َاتَقوا النارَ الَّتي أُعِدَت لِلكافِرين(وقال عز وجل )ا أَيُّها الَّذين آمَنوا اَتَقوا اللَهَ وَلتَنظُر نَفسٌ ما قَدَمَت لِغَدٍ وَاتَقوا اللَهَ إِن اللَهَ خَبيرٌ بِما تَعمَلون(
ثم حذر المؤمنين أن يغفلوا عما فرض عليهم وما عهده إليهم أن لا يضيعوه وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده ولا يكونوا كغيرهم ممن فسق عن أمره فعذبه بأنواع العذاب.
وقال عز وجل: )َلا تَكونوا كَالَّذينَ نَسوا اللَهَ فَأَنساهُم أَنفُسَهُم أُولَئِكَ هُمُ الفاسِقون(ثم أعلم
________________________________________________
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى