- حمدي عبد الجليلالمشرف العام
- عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28468
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
المقاتل العنيد
الثلاثاء 31 يناير 2012, 12:57
المقــاتل العنيــد!
كتب - عادل صبري:
67
شاءت
الأقدار أن أكون سكرتيرا لتحرير صفحة شباب وتعليم والتي كان الأستاذ لبيب
السباعي مشرفا عليها منذ صدورها علي صفحات الأهرام عام92 كل يوم أثنين
فأقتربت من ذلك الرجل رأيته صحفيا مقاتلا يخوض معارك كثيرة من أجل المهنة
أولا والتعليم ثانيا.
أولي تلك المعارك كانت ضد عودة الصف السادس الابتدائي وكتب فيها الكثير ــ
في عموده كلمات جريئة ــ منددا بعودتها مرة أخري دون ابداء أسباب منطقية
خصوصا أنها الغيت دون ابداء لأية مبررات وهاجم فيها وزير التربية والتعليم
آنذاك في زمن تكممت فيه الأفواه, وتكرر الهجوم حتي ضاق النظام القديم به
وكانت التعليمات صارمة بوقف المقالات دون ابداء أي سبب لذلك الحظر وانسحب
المقاتل من المعركة ــ مؤقتا ــ انسحاب الشجعان بعد أن عرفت مصر كلها من
الجاني ومن المجني عليه. ورغم كل ذلك أستمر في مهاجمة الوزير وسياسته
التعليمية الفاشلة وكان الحل الأخير هو اقصاء الوزير عن الوزارة في انتصار
كبير للصحفي المقاتل.
المعركة الثانية كانت مع جامعة القاهرة والتي أنتشر فيها الفساد في ظل
النظام القديم وخاض الأستاذ لبيب معركة ضد فساد بعض أساتذة الجامعة
واصرارهم علي تعيين ابنائهم معيدين بالجامعة متخطين من هم الأحق دون النظر
للتقدير العلمي.. وفي احدي هذه المقالات تم الاستعانة بصورة تعبيرية تحذر
من خطورة هذا الوضع وتحمل ناقوس خطر من انهيار القيم في هذه الجامعة
العريقة.. وجدته يستدعيني صباحا وعلي وجهه ابتسامة عريضة وأخرج من حافظة
أمام مكتبه ورقة تحمل شكوي من أكثر من خمسين من أساتذة الجامعة يطلبون
التحقيق مع سكرتير التحرير صاحب هذه الصورة والتي أعتبرونها اهانة موجهة
لهم وفي نهاية الشكوي كان توقيع رئيس التحرير بالتحقيق الفوري ومحاسبة
المتسبب في ذلك.. نظرت للأستاذ لبيب وقلت له: أنا رحت في داهية
أجابني بكل هدوء: أنا المسئول.. انا متحمل مسئولية كل ما حدث ولن يضرك أي شئ في هذا الموضوع.
مرت الأيام دون حدوث أي مكروه لي فعرفت أنه رجل بمعني الكلمة ويتحمل
مسئولية ما يقول, ولم أعرف حتي الآن ما فعل ليجنبني نار التحقيق والانذار
بالفصل.
ولكنه أنتصر في النهاية وتم فتح التحقيق في ظاهرة تعيين أبناء الأساتذة
وتم تحويل أحد الأساتذة للتحقيق بعد أن قام بتغيير درجات ابنه وآخر قام
بتزوير النتيجة وغيرهم ممن شاركوا في تلك الجرائم.
المعركة الثالثة كانت ضد النظام القديم ومهاجمة وزير التربية والتعليم ليس
لشخصه ولكن لحمايته نظام تعليمي عقيم.. وتم منع أو كما يقال بلغة الصحافة
تأجيل مقاله عدة مرات.. فقرر الأستاذ لبيب عدم الكتابة مرة أخري لحين تغيير
رئيس التحرير الموجود آنذاك.. وتحدثت معه بشأن العدول عن القرار وكان
مبرره: كيف أكتب في صحيفة لا أملك فيها قرار النشر أو عدمه ولا أعرف هل
مقالي سينشر أم لا.. الكرامة المهنية قبل كل شئ سواء كان شهرة أو سلطة..
لقد خاض الأستاذ لبيب السباعي معارك كثيرة لا يتسع المداد والورق لسردها
كلها.. وكانت المعركة الأخيرة ضد المرض.. ولكنه لم يخسرها فقد قاوم حتي
النهاية ولامفر من الموتياخذ منك الحبيب والقريب وياخذك عن الاحبه والاه
مفتقدين ذلك الوجه الشاب المبتسم والمتقد حيوية ونشاطا وخلقا نبيلا,
ومفتقدين أيضا المقاتل العنيد صاحب الانتصارات العديدة.
فرحمة الله تغشاك أيها المقاتل الكريم, الذي فارقنا جسدا وبقي بيننا روحا زكية ترفرف حولنا, وذكري عزيزة لا تفارقنا>
________________________________________________
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى