- حمدي عبد الجليلالمشرف العام
- عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28462
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
صدور عامرة بالإيمان
الخميس 29 ديسمبر 2011, 20:50
لَو انتَسبَ كلُّ إنسانٍ لِما يحْلو لهُ :
أهلُ المالِ , أهلُ الشهرةِ , أهلُ القصورِ , أهلُ الفنِّ , أهلُ الرياضةِ , أهلُ الأدبِ .....
ولو استُمطِرَت ألفاظُ الثناءِ والفخرِ مِنْ جميعِ القواميسِ والمعاجمِ
فهلْ ستأتِي بأَوصافٍ أكملَ وأجملَ وأعزَّ مِمَّا وُصِفَ بِهِ حَمَلَةُ كِتابِ اللهِ بِأنَّهمْ
" أهلُ اللهِ وخَاصَتهِ " ؟!
[center]
[center][center]المُتأمِّلُ فِي أَحْوالِنا اليومَ يجدُ أنَّ اللهَ فضّلَ النَّاسَ بعْضهُم عَلَى بعضٍ ورفعَ بعضَهُمْ درجاتٍ ..
[/center]
[center][center][center]قالَ تعَالَى:" انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى? بَعْضٍ ? وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا " (الإِسراء : 21)
[/center]
[/center]
[center][center][center]فلوْ أنَّ أحدًا رزقَهُ اللهُ الخَيرَ الوفيرَ , والمالَ الكثيرَ , لرأيْتَ أَعْيُنَ النَّاسِ ترمُقُه ولِسانُ حالِ كلِّ واحدٍ منهُمْ يقولُ :
[/center]
[/center]
[center][center][center]ليتَ لَنا مِثلَ ما أُوتيََ فنفوزَ فوزًا عظيمًا !
[/center]
[/center]
[center][center][center]لكِنْ الذِي يستحقُ الغبطةَ حقًا ويستحقُ هذه المكانةَ العاليةَ مِنَ النُّفوسِ هُوَ
[/center]
[/center]
[center][center][center]:: حاملُ القرآنِ ::
[/center]
[/center]
[center][center]
[/center]
[center][center][center]عَنِ ابْنِ عُمرَ – رَضيَ اللهُ عنهُمَا – عنِ النبيِّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – أنَّهُ قالَ :
[/center]
[/center]
[center][center][center](( لا حسدَ إِلا علَى اثنتينِ:
[/center]
[/center]
[center][center][center]رجلٌ آتاهُ اللهُ الكتابَ وقامَ بهِ آناءَ الليلِ , ورجلٌ آتاهُ اللهُ مالًا فهُو يتصدقُ به آناءَ الليلِ وآناءَ النَّهارِ ))
[/center]
[/center]
[center][center][center]y]رواهُ البُخاريُّ ومُسلمٌ ]
[/center]
[/center]
[center][center][center]إنَّ حِفظَ القرآنِ الكريمِ هُوَ الأَساسُ المُؤسِّسُ بلْ إنَّهُ الأَصلُ فِي تلَقي القرآنِ وتعلُّمِهِ إذْ وَصَفَ
[/center]
[/center]
[center][center][center]اللهُ جلَّ وَعَلا هَذا القرآنَ بقولهَ
[/center]
[/center]
[center][center][center]" بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ? وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ " ( العَنْكبوت : 49 )
[/center]
[/center]
[center][center][center]ولعلَّ مِنْ لَطائفِ الاستدلالِ عَلَى ذلكَ ما استدلَّ بهِ أَبو الفضلِ الرازي فقالَ :
[/center]
[/center]
[center][center][center]|| ومِنْها أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ
[/center]
[/center]
[center][center][center]لمْ يُنزِلُهُ جملةً واحدةً كغيرِهِ مِنَ الكُتبِ , بلْ نُجومًا متفرقةً مرتلةً ما بينَ الآيةِ والآيتينِ
[/center]
[/center]
[center][center][center]والآياتِ والسورةِ والقصة ِ, في مدّةٍ زادت علَى عشرينَ سنةً , إلا ليتلَقوْهُ حِفظًا , ويستوِي في تلقـُفـِّهِ فِي هذه الصورةِ
[/center]
[/center]
[center][center][center]الكليلُ والفطِنُ , والبليدُ والذكِيُّ , والفارغُ والمشغولُ , والأُمِّيُّ وغيرُ الأميِّ , فيكونُ لِمَنْ بعدِهمْ
[/center]
[/center]
[center][center][center]فيهمْ أسوةٌ في نقلِ كتابِ اللهِ حفظًا ولفظًا قرنًا بعدَ قرنٍ وخلفًا بعد سلفٍ ||
[/center]
[/center]
[center][center][center]y]فضائلُ القرآنِ لأَبِي الفضلِ الرازي ]
[/center]
[/center]
[center][center][center]قال الإمامُ النوويُّ : || كانَ السلفُ لا يُعلِّمونَ الحديثَ والفقهَ إلا لِمنْ يحفظُ القرآنَ ||
[/center]
[/center]
[center][center][center]بلْ إنَّ مِنَ الخصائصِ التي اختصَّ اللهُ بِها هذهِ الأمّة حفظَ القرآنِ الكريمِ وحملَ كتابِ اللهِ
[/center]
[/center]
[center][center][center]قالَ ابنُ الجَزَريُّ – رَحِمهُ اللهُ - :
[/center]
[/center]
[center][center][center]|| أخبرَ تعالَى أنَّ القرآنَ لا يحتاجُ في حِفظِهِ إِلَى صحيفةٍ تُغسَلُ بالماءِ , بلْ يقرؤهُ بكلِّ حالٍ كما جاءَ في صفةِ أُمَّتهِ ( أناجيلُهم فِي صدورِهم ) وذلك بخلافِ أهلِ الكتابِ
[/center]
[/center]
[center][center][center]الذينَ لا يحفظونَهُ إلا في الكتبِ , ولا يقرؤونه كلَّهُ إلا نظرًا , لا عن ظهرِ قلبٍ , ولما خصَّ اللهُ تعالَى
[/center]
[/center]
[center][center][center]بحفظهِ من شاءَ مِن أهلِه , أقامَ لهُ أئمةً ثقاة تجرَّدوا لتصحيحِه , وبَذلوا أنْفُسَهم في إتقانِه
[/center]
[/center]
[center][center]وتلَقَوْهُ مِنَ النَّبيِّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – حرفًا حرفًا , لمْ يُهمِلوا مِنْه حركة ً ولا سكونًا ولا إثباتًا ولا حذفًا , ولا دخلَ عليهم في شيءٍ منهُ شكّ ولا وهمٌ
[/center]
[center][center]||
[/center]
[center][center][center]حتَّى صارَ نورًا في وجوهِ حاملِيه , و نهجًا قويمًا لخُطى متَّبِعيهِ , وغصّةً حاذقةً مرّةً في
[/center]
[/center]
[center][center][center]حلوقِ أعدائِهِ والداعينَ إلى خلافِهِ , فهُم يرجونَ اندثارَهُ ويأْبَى اللهُ إلا أنْ يُتمّ نورَه .
[/center]
[/center]
[center][center]
[/center]
[center][center][center]يقولُ أحدُ أولئكَ المحرومينَ معترفًا بهذهِ المعجزةِ الخالدةِ :
[/center]
[/center]
[center][center][center][ لعلَّ القرآنَ هو أكثرُ الكُتبِ الَّتي تُقرأُ
[/center]
[/center]
[center][center][center]في العالمِ وهو بكلِّ تأكيدٍ أيسرُها حِفظًا ]
[/center]
[/center]
[center][center][center]لمّا رأَى حفظَ اللهِ لهُ وترديدَ المُتَنعِمينَ بهِ لهُ آناءَ الليلِ وأطرافَ النّهارِ ..
[/center]
[/center]
[center][center][center]فهو الأكثرُ ترديدًا , والأقومُ منهجًا , والأيسرُ حفظًا وذكرًا .. قال تعالى:
[/center]
[/center]
[center][center][center]" وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ " (القمر : 17)
[/center]
[/center]
[center][center][center]|| أيْ : سهَّلناهُ لِلحفظِ وأعنّا عليهِ مَنْ أرادَ حِفظهُ فهل مِنْ طالبٍ لحِفظهِ فيُعانُ عليهِ ؟! ||
[/center]
[/center]
[center][center][center]y]الجامعُ لأحكامِ القرآنِ ]
[/center]
[/center]
[center][center][center]
[/center]
[/center]
[center][center][center]ولعلّ من السمومِ الَّتي فتكتْ بقلوبِ أبْناءِ الأمّةِ , وقتلتْ همّتَهم ومُضيّهُم في طريقِ حفظِ القرآنِ
[/center]
[/center]
[center][center][center]وسوسةُ الشيطانِ لهم بصعوبةِ حفظهِ , وغرضُه – لعنهُ اللهُ – إيقافُهم عَنْ هذا الخيرِ العظيمِ
[/center]
[/center]
[center][center][center]لكِنَّ المُتأمِّلَ بعقلِه وقلبِه يدركُ أنَّ حِفظِه مُيسَّرٌ للصغيرِ والكبيرِ و العربيِّ والأعجميِّ
[/center]
[/center]
[center][center][center]فكمْ رَأيْنا مِنَ ألسنٍ أعجميةٍ لا تنطقُ بالعربيّةِ شيئًا غيرَ القرآنِ
[/center]
[/center]
[center][center][center]وكمْ سمِعنا عنْ هِمم ٍلمْ تحفظْ القرآنَ إلا بعدَ أن بلغتْ مِنَ الكِِبَرِ عِتيًّا
[/center]
[/center]
[center][center][center]ألم تروْا أولئكَ الصبيانَ الصغارَ الذينَ لا يملكونَ مِنَ العربيةِ سِوَى بِضعِ كلماتٍ يقضونَ بِها
[/center]
[/center]
[center][center][center]حوائجَهُم اليوميّةَ , وقدْ لا يُدركُ بعضًا مِن معانيها أيضًا , حينما يُرسلون إلى الكتّابِ في الماضي
[/center]
[/center]
[center][center][center]أو يلتحقون بحِلَقِ التحفيظِ الآنَ لمْ يلبثُوا زمنًا يسيرًا حتى تَلَوُا القرآنَ وحفظوهُ
[/center]
[/center]
[center][center][center]عن ظهرِ قلبٍ !
[/center]
[/center]
[center][center][center]|| وتلكمُ مدارسُ تحفيظِ القرآنِ في العالمِ الإسلامِيِّ , نشأتْ منذُ بزوغِ القرآنَ وما زالتْ , يلتحقُ
[/center]
[/center]
[center][center][center]بها في كلِّ بلدٍ الآلافُ يتلونَ القرآنَ , ويحفظونَ منهُ ما شاءَ اللهُ , أرأيتم لو كانَ في حفظِه مشقّةً
[/center]
[/center]
[center][center][center]هل سيلتحقُ بها أحدٌ أو يُلحقُ ابْنَه
[/center]
[/center]
[center][center][center]؟ ||
[/center]
[/center]
[center][center][center]y]مِن خصائصِ القرآنِ لفهدٍ الرُّومِيِّ ]
[/center]
[/center]
[center][center][center]أقدِمْ , ولا تتوانَ , ولْتثقْ بخبرِ الله وعونهِ وتيسيرِه
[/center]
[/center]
[center][center][center]ألا تريدُ الْلِحاقَ بركبِ الحاملينَ لكتابِ اللهِ ؟!
[/center]
[/center]
[center][center][center]واللهِ إنَّهمُ الأعلًى شأنًا في الدُّنيا والآخرةِ , فهُمْ أولَى النَّاسِ بالتقديمِ حتَّى بعدَ موتِهمْ
[/center]
[/center]
[center][center][center]فعنْ جابرٍ بنِ عبدِ اللهِ – رضي اللهُ عنهما - قالَ :
[/center]
[/center]
[center][center][center]كانَ النبيُّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – يجمعُ بينَ الرجُلينِ
[/center]
[/center]
[center][center][center]مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثوبٍ واحدٍ ثمَّ يقولُ : (( أيُّهم أكثرُ أخذًا للقرآنِ ؟ )) فإذا أُشيرَ إلَى أحدِهِما
[/center]
[/center]
[center][center][center]قدَّمه في الْلَحدِ , وقالَ : (( أنا شهيدٌ علَى هؤلاءِ يومَ القيامةِ )) y]رواهُ البخاريُّ ]
[/center]
[/center]
[center][center][center]
[/center]
[/center]
[center][center][center]هلمّ معاً
[/center]
[/center]
[center][center][center]نمتطي ركاب الطلب الي منابر الخير
[/center]
[/center]
[center][center][center]نحي فيها قلوبنا نمسح عنها تعب السنين ؟
[/center]
[/center]
[center][center][center]ألا تريدُ أنْ تكونَ مِمَنْ عَلاَ نسبُهم وسَمَا فِي الفخرِ جَاهُهُم لِكَونِهِم
[/center]
[/center]
[center][center][center]" أهلُ اللهِ وخاصتِهِ " ؟!
[/center]
[/center]
[center][center][center]
[/center]
[/center]
[center][center][center]فاطمَحْ إلَى نيْلِ المعالِي و اسْعَ إلى دَرْكِ العزيزِ الغالي
[/center]
[/center]
[center][center][center]ختامًا : نسألُ اللهَ أنْ نكونَ قدْ وُفـِّـقنا في طرحِ سلسلةَ ( ربيعِ القلوبِ )
[/center]
[/center]
[center][center][center]التي كان هدفُنا مِنها توعيةُ الشبابِ المسلمِ ,خصوصا بعد ما شُنَّ من حملات ضد المصحف الشريف ,
[/center]
[/center]
[center][center][center]بأهميةِ القرآنِ والعملِ به وتدَبُّرِ معانيهِ وحفظهِ ..
[/center]
[/center]
________________________________________________
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى