منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
ناجح المتولى
عدد المساهمات : 0
نقاط : 3760
تاريخ التسجيل : 13/01/2014

 العبادة الصامتة... Empty العبادة الصامتة...

السبت 19 نوفمبر 2011, 14:49
التَأمل :-


هوَ طَريقٌ ممهّد للوصُول إلى مَعْرفَة الخَالِق ،



وهُو من مَدَارج سَالكِين طَريق الحقّ ،


وهُو الغَمَامَة التي تَطيرُ بِنَا إلى عَالم السَّعادة


عَالم صنَعْنَاه بأنفسنا وسَخّرَهُ الله لنَا .



التَأمل :-


هُو أن نصْرف أبصَارنَا إلى مَواطِن الجَمال


إمّا في الطبيعَة أو في ما يجري من حَولي من أحداث ،


ومن التأمل التفكير بالعَواقب والمَواقف .



التَأمل :-


هُو أن تصنَع لك عَالماً خَالصاً لك لا يُشاطرك


به أحد ، يَفتح لك أفاق ، ويُشرع لك نَوافذ ،


ويُفعم قَريحَتك بالأفكار ، ويبذُر في قَلبك الدلالات .


 العبادة الصامتة... 15573_1319562140



يتبع...
avatar
ناجح المتولى
عدد المساهمات : 0
نقاط : 3760
تاريخ التسجيل : 13/01/2014

 العبادة الصامتة... Empty رد: العبادة الصامتة...

السبت 19 نوفمبر 2011, 14:51
 العبادة الصامتة... Icon


ما هو معنى هذه الآية , سورة آل عمران رقم 189
( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب )

و من هم : أولو الألباب ؟

و جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الله تعالى:
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ
قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ {آلعمران: 190-191}

~

قال ابن كثيررحمه الله تعالى:
ومعنى الآية أنه تعالى يقول: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أي هذه في ارتفاعها واتساعها، وهذه في انخفاضها وكثافتها واتضاعها، وما فيهما من الآيات المشاهدة العظيمة من كواكب سيارات

وثوابت وبحار وجبال وقفار وأشجار ونبات وزروع وثمار وحيوان ومعادن ومنافع مختلفة الألوان والطعوم والروائح والخواص، وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أي تعاقبهما وتقارضهما الطول والقصر، فتارة يطول هذا ويقصر هذا، ثم يعتدلان، ثم يأخذ هذا من هذا فيطول الذي كان قصيرا

ويقصر الذي كان طويلا، وكل ذلك تقدير العزيز الحكيم، ولهذا قال: لأولي الألباب. أي العقول التامة الذكية التي تدرك الأشياء بحقائقها على جلياتها، وليسوا كالصم البكم الذين لا يعقلون


ثم وصف تعالى أولي الألباب فقال: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىجُنُوبِهِمْ ..
أي لا يقطعون ذكره في جميع أحوالهم بسرائرهم وضمائرهم وألسنتهم.

ويتفكرون في خلق السموات والأرض:
أي يفهمون ما فيهما من الحكم الدالة على عظمة الخالق وقدرته وعلمه وحكمته واختياره ورحمته

انتهى. مختصرا
والله أعلم

avatar
ناجح المتولى
عدد المساهمات : 0
نقاط : 3760
تاريخ التسجيل : 13/01/2014

 العبادة الصامتة... Empty رد: العبادة الصامتة...

السبت 19 نوفمبر 2011, 14:52

 العبادة الصامتة... Icon


قال تعالى:
(وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ( 16 )

وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ( 17 )

إِلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ( 18 )

وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ( 19 )

وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) الحجر


يذكر تعالى خلقه السماء في ارتفاعها وما زينها به من الكواكب الثواقب لمن تأملها ، وكرر النظر
فيها ،يرى فيها من العجائب والآيات الباهرات ، ما يحار نظره فيه .

ولهذا قال مجاهد وقتادة: البروج هاهنا هي : الكواكب .

قلت: وهذا كقوله تعالى :
(تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ) [ الفرقان : 61 ]
ومنهم من قال : البروج هي : منازل الشمس والقمر .


وقال عطية العوفي: البروج هاهنا : هي قصور الحرس

وجعل الشهب حرسا لها من مردة الشياطين ، لئلا يسمعوا إلى الملأ الأعلى ، فمن تمرد منهم [ وتقدم ]
لاستراق السمع ، جاءه (شهاب مبين) فأتلفه ، فربما يكون قد ألقى الكلمة التي سمعها قبل أن يدركه
الشهاب إلى الذي هو دونه ، فيأخذها الآخر ، ويأتي بها إلى وليه ، كما جاء مصرحا به في الصحيح ،

كما قال البخاري في تفسير هذه الآية :
حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، يبلغبه النبي -
صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا قضى الله الأمر في السماء ، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا
لقوله كأنه سلسلة على صفوان " .

قال علي: وقال غيره : صفوان ينفذهم ذلك ، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟قالوا : الذي قال : الحق ، وهو العلي الكبير . فيسمعها مسترقو السمع ،ومسترقو السمع[ ص: 529 ] هكذا واحد فوق آخر -

ووصف سفيان بيده ففرج بين أصابع يده اليمنى ، نصبها بعضها فوق بعض - فربما أدرك الشهاب
المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه ، وربما لم يدركه [ حتى ] يرمي بها إلى الذي يليه ،
[ إلى الذي ] هو أسفل منه ، حتى يلقوها إلى الأرض - وربما قال سفيان: حتى تنتهي إلى الأرض فتلقى على فم الساحر - أو : الكاهن - فيكذب معها مائة كذبة فيقولون : ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا ، فوجدناه حقا ؟ للكلمة التي سمعت من السماء "

ثم ذكر - تعالى - خلقه الأرض ، ومده إياها وتوسيعها وبسطها، وما جعل فيها من الجبال الرواسي ،
والأودية والأراضي والرمال ، وما أنبت فيها من الزروع والثمار المتناسبة .

وقال ابن عباس: ( من كل شيء موزون) أي : معلوم . وكذا قال سعيد بن جبير، وعكرمة،
وأبو مالك، ومجاهد، والحكم بن عتيبة والحسن بن محمد، وأبو صالح، وقتادة.

ومنهم من يقول : مقدر بقدر .

وقال ابن زيد: من كل شيء يوزن ويقدر بقدر . وقال ابن زيد: ما تزنه [ أهل ] الأسواق .

وقوله : ( وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين) يذكر - تعالى - أنه صرفهم في الأرض
في صنوف [ من ] الأسباب والمعايش ، وهي جمع معيشة .

وقوله : ( ومن لستم له برازقين) قال مجاهد: وهي الدواب والأنعام .

وقال ابن جرير: هم العبيد والإماء والدواب والأنعام .

والقصد أنه - تعالى - يمتن عليهم بما يسر لهم من أسباب المكاسب ووجوه الأسباب وصنوف المعايش ،
وبما سخر لهم من الدواب التي يركبونها والأنعام التي يأكلونها ، والعبيد والإماء
التي يستخدمونها ،ورزقهم على خالقهم لا عليهم فلهم هم المنفعة ، والرزق على الله تعالى .


avatar
ناجح المتولى
عدد المساهمات : 0
نقاط : 3760
تاريخ التسجيل : 13/01/2014

 العبادة الصامتة... Empty رد: العبادة الصامتة...

السبت 19 نوفمبر 2011, 14:53
تفسير قوله: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ
لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ) (2الرعد)


( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها)
يعني : السواري ، واحدها عمود ، مثل : أديم وأدم، وعمد أيضا جمعه ، مثل : رسول ورسل .


ومعناه نفي العمد أصلا وهو الأصح ، يعني : ليسمن دونها دعامة تدعمها ولا فوقها علاقة تمسكها .

قال إياس بن معاوية: السماء مقببة على الأرض مثل القبة

وقيل : " ترونها " راجعة إلى العمد ، [ معناه ] لها عمد ولكن لا ترونها[ ص: 293 ]

وزعم : أن عمدها جبل قاف ، وهو محيط بالدنيا ، والسماء عليه مثل القبة .


( ثم استوى على العرش) علا [ عليه ] ( وسخرالشمس والقمر) ذللهما لمنافع خلقه فهما مقهوران
( كل يجري ) أي : يجريان على ما يريد الله عز وجل ( لأجل مسمى )
أي : إلى وقت معلوم وهوفناء الدنيا .

[ وقال ابن عباس] : أراد بالأجل المسمى درجاتهما ومنازلهما ينتهيان إليها لا يجاوزانها ( يدبرالأمر )
يقضيه وحده ( يفصل الآيات ) يبين الدلالات ( لعلكم بلقاء ربكم توقنون) لكي توقنوا بوعده وتصدقوه


avatar
ناجح المتولى
عدد المساهمات : 0
نقاط : 3760
تاريخ التسجيل : 13/01/2014

 العبادة الصامتة... Empty رد: العبادة الصامتة...

السبت 19 نوفمبر 2011, 14:54
قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ
مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ } سورةالملك


قوله تعالى : الذي خلق سبع سماوات طباقا أي بعضها فوق بعض .

والملتزق منها أطرافها ; كذا روي عن ابن عباس . و " طباقا " نعت ل " سبع " فهو وصف بالمصدر .

وقيل : مصدر بمعنى المطابقة ; أي خلق سبع سموات وطبقها تطبيقا أو مطابقة . أو على طوبقت طباقا .

وقال سيبويه : نصب طباقا لأنه مفعول ثان .


قلت : فيكون خلق بمعنى جعل وصير . وطباق جمع طبق ; مثل جمل وجمال .
وقيل : جمع طبقة . وقال أبان بن تغلب : سمعت بعض الأعراب يذم رجلا فقال : شره طباق ، وخيره غير باق . ويجوز في غير القرآن سبع سموات طباق ; بالخفض على النعت لسموات . ونظيره ( وسبع سنبلات خضر ) .



ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت قراءة حمزة والكسائي " من تفوت " بغير ألف مشددة .
وهي قراءة ابن مسعود وأصحابه . الباقون ( من تفاوت ) بألف . وهما لغتان مثل التعاهد والتعهد ، والتحمل والتحامل ، والتظهر [ ص:193 ]والتظاهر ، وتصاغر وتصغر ، وتضاعف وتضعف ، وتباعد وتبعد ; كله بمعنى .

واختار أبو عبيد " من تفوت " واحتج بحديث عبد الرحمن بن أبي بكر : " أمثلي يتفوت عليه في بناته ! " النحاس : وهذا أمر مردود على أبي عبيد ، لأن يتفوت يفتات بهم . وتفاوت في الآية أشبه .

كما يقال تباين يقال : تفاوت الأمر إذا تباين وتباعد ; أي فات بعضها بعضا .

ألا ترى أن قبله قوله تعالى : الذي خلق سبع سموات طباقا .

والمعنى : ما ترى في خلق الرحمن من اعوجاج ولا تناقض ولا تباين - بل هي مستقيمة مستوية دالة
على خالقها - وإن اختلفت صوره وصفاته .

وقيل: المراد بذلك السموات خاصة ; أي ما ترى في خلق السموات من عيب .
وأصله من الفوت ، وهو أن يفوت شيء شيئا فيقع الخلل لقلة استوائها ;
يدل عليه قول ابن عباس رضي الله عنه : من تفرق . وقال أبو عبيدة : يقال : تفوت الشيء أي فات .



ثم أمر بأن ينظروا في خلقه ليعتبروا به فيتفكروا في قدرته : فقال :

فارجع البصر هل ترى من فطور أي اردد طرفك إلى السماء . ويقال : قلب البصر في السماء .
ويقال : اجهد بالنظر إلى السماء . والمعنى متقارب . وإنما قال : فارجع بالفاء وليس قبله فعل مذكور ; لأنه قال : ما ترى . والمعنى انظر ثم ارجع البصر هل ترى من فطور ; قاله قتادة .
والفطور : الشقوق ، عنمجاهد والضحاك .
وقال قتادة : من خلل . السدي : من خروق . ابن عباس : من وهن .
وأصله من التفطر والانفطار وهو الانشقاق . قال الشاعر :



بنى لكم بلا عمد سماء وزينها فما فيها فطور

وقال آخر :


شققت القلب ثم ذررت فيه هواك فليم فالتأم الفطور

تغلغل حيث لم يبلغ شراب ولا سكر ولم يبلغ سرور
avatar
ناجح المتولى
عدد المساهمات : 0
نقاط : 3760
تاريخ التسجيل : 13/01/2014

 العبادة الصامتة... Empty رد: العبادة الصامتة...

السبت 19 نوفمبر 2011, 14:55
قال تعالى:
(ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون)
النحل (آية:79)


موقع هذه الجملة موقع التعليل والتدليل على عظيم قدرة الله وبديع صنعه ، وعلى لطفه بالمخلوقات ،

فإنه لما ذكر موهبة العقل والحواس التي بها تحصيل المنافع ، ودفع الأضرار نبه الناس
إلى لطف يشاهدونه أجلى مشاهدة لأضعف الحيوان ، بأن تسخير الجو للطير
وخلقها صالحة لأن ترفرف فيه بدون تعليم هو لطف بها اقتضاه ضعف بنياتها ؛ إذ كانت عادمة
وسائل الدفاع عن حياتها ، فجعل الله لها سرعة الانتقال مع الابتعاد عن تناول ما يعدو
عليها من البشر والدواب .


فلأجل هذا الموقع لم تعطف الجملة على التي قبلها ; لأنها ليس في مضمونها نعمة على البشر ،
ولكنها آية على قدرة الله تعالى وعلمه ، بخلاف نظيرتها في سورة الملك
أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات فإنها عطفت على آيات دالة على قدرة الله تعالى من قوله
ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح ثم قال وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير
ثم قال أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ثم قال أولم يروا إلى الطير الآية ،
ولذلك المعنى عقبت هذه وحدها بجملة إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون.

والتسخير : التذليل للعمل ، وقد تقدم عند قوله تعالى والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره
في سورة الأعراف

والجو : الفضاء الذي بين الأرض والسماء ، وإضافته إلى السماء ; لأنه يبدو متصلا بالقبة

الزرقاء في ما يخال الناظر

والإمساك : الشد عن التفلت ، وتقدم في قوله تعالى فإمساك بمعروف في سورة البقرة

[ ص: 235 ] والمراد هنا : ما يمسكهن عن السقوط إلى الأرض من دون إرادتها ، وإمساك الله

إياها خلقه الأجنحة لها والأذناب ، وجعله الأجنحة والأذناب قابلة للبسط ، وخلق عظامها أخف
من عظام الدواب بحيث إذا بسطت أجنحتها وأذنابها ونهضت بأعصابها خفت خفة شديدة ;

فسبحت في الهواء فلا يصلح ثقلها لأن يخرق ما تحتها من الهواء ، إلا إذا قبضت من أجنحتها
وأذنابها وقوست أعصاب أصلابها عند إرادتها النزول إلى الأرض أو الانخفاض في الهواء ،
فهي تحوم في الهواء كيف شاءت ثم تقع متى شاءت أو عييت ، فلولا أن الله خلقها
على تلك الحالة لما استمسكت ، فسمي ذلك إمساكا على وجه الاستعارة ، وهو لطف بها .

والرؤية : بصرية ، وفعلها يتعدى بنفسه ، فتعديته بحرف ( إلى ) لتضمين الفعل معنى ( ينظروا ) .

و ( مسخرات ) حال ، وجملة
ما يمسكهن إلا الله حال ثانية .

وقرأ الجمهور
ألم يروا بياء الغائب على طريقة الالتفات عن خطاب المشركين في قوله تعالى
والله أخرجكم من بطون أمهاتكم .

وقرأ ابن عامر وحمزة ويعقوب وخلف ( ألم تروا ) بتاء الخطاب تبعا للخطاب المذكور .

والاستفهام إنكاري ، معناه : إنكار انتفاء رؤيتهم الطير مسخرات في الجو بتنزيل رؤيتهم إياها

منزلة عدم الرؤية ; لانعدام فائدة الرؤية من إدراك ما يدل عليه المرئي من انفراد الله تعالى بالإلهية .

وجملة
إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون مستأنفة استئنافا بيانيا ; لأن الإنكار على المشركين
عدم الانتفاع بما يرونه من الدلائل يثير سؤالا في نفس السامع : أكان عدم الانتفاع بدلالة رؤية
الطير عاما في البشر ، فيجاب بأن المؤمنين يستدلون من ذلك بدلالات كثيرة .

[ ص: 236 ] والتأكيد بـ ( إن ) مناسب لاستفهام الإنكار على الذين لم يروا تلك الآيات ،

فأكدت الجملة الدالة على انتفاع المؤمنين بتلك الدلالة ; لأن الكلام موجه للذين لم يهتدوا
بتلك الدلالة ، فهم بمنزلة من ينكر أن في ذلك دلالة للمؤمنين ; لأن المشركين ينظرون بمرآة أنفسهم .

وبين الإنكار عليهم عدم رؤيتهم تسخير الطير ، وبين إثبات رؤية المؤمنين محسن الطباق .

وبين نفي عدم رؤية المشركين ، وتأكيد إثبات رؤية المؤمنين لذلك محسن الطباق أيضا ،
وبين ضمير يروا وقوله قوم يؤمنون التضاد أيضا ، فحصل الطباق ثلاث مرات ،
وهذا أبلغ طباق جاء محويا للبيان .


وجمع الآيات ; لأن في الطير دلائل مختلفة :
من خلقة الهواء ، وخلقة أجساد الطير مناسبة للطيران في الهواء . وخلق الإلهام للطير بأن
يسبح في الجو ، وبأن لا يسقط إلى الأرض إلا بإرادته ، وخصت الآيات بالمؤمنين ;
لأنهم بخلق الإيمان قد ألفوا إعمال تفكيرهم في الاستدلال على حقائق الأشياء ، بخلاف أهل الكفر
فإن خلق الكفر مطبوع على النفرة من الاقتداء بالناصحين وعلى مكابرة الحق


الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى