منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
ناجح المتولى
عدد المساهمات : 0
نقاط : 3753
تاريخ التسجيل : 13/01/2014

 أهمية السنة النبوية الكريمة ومنزلتها من القرآن الكريم Empty أهمية السنة النبوية الكريمة ومنزلتها من القرآن الكريم

الأحد 18 سبتمبر 2011, 22:03

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أهمية السنة النبوية الكريمة ومنزلتها من القرآن الكريم





الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وآله وصحبه أجمعين .
وبعد :
فاذا كان القران الكريم هو أصل الشريعة الاسلامية ومصدرها الأول ، فإن السنة النبوية الكريمة هي المصدر الثاني من مصادر الأحكام الشرعية ، تستنبط منها الأحكام بعد القرآن الكريم ، فإن الباحث إذا لم يجد فى القرآن الكريم الحكم الشرعي مما يريد معرفته من أحكام دينه ، لجأ الى السنة النبوية ، يبحث فيها عما يريد ، لقوله جل شأنه مخبرا بأنها من عنده تعالى ، وأن كلام هذا النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر وحيا من الله ؛ يقول تعالى Sad والنجم إذا هوى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) ( النجم : 1-4 ).
فقوله ( صاحبكم ) يعني نبينا -صلى الله عليه وسلم- فأخبر تعالى بأنه ما ضل عن الصراط السوي بسبب الجهل بالحق ، وأنه لم يكن من الغاوين الذين عرفوا الحق وتركوه عمدا ، بل إنه من الراشدين المهتدين ، وأنه لا ينطق عن الهوى ، وإنما يتكلم بما أوحى الله إليه .


ولذا فقد أمر الله تعالى بطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم في آيات كثيرة من كتابه الكريم ، منها :

1- فقال سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) ( النساء : 59 ).

قال الطبري : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ربكم فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه ، وأطيعوا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ، فإن في طاعتكم إياه لربكم طاعة ، وذلك أنكم تطيعونه لأمر الله إياكم بطاعته .

وهو أمر من الله بطاعة رسوله في حياته فيما أمر ونهى ، وبعد وفاته باتباع سنته ، وذلك أن الله عم الأمر بطاعته ، لم يخصص بذلك في حال دون حال ، فهو على العموم حتى يخصَّ ذلك ما يجب التسليم له انتهى .

وطاعة أولي الأمر ـ وهم العلماء و الأمراء ـ « إنما هي تبعٌ لااستقلال ، ولهذا قَرَنها بطاعة الله والرسول ولم يُعد العاملَ ، وأفْرَد طاعة الرسول وأعاد العامل ، لئلا يُتوهّم أنه إنما يطاع كما يطاع أولو الأمر تبعاً ، وليس كذلك ، بل طاعته واجبة استقلالاً ، سواء كان ما أمر به ونهى عنه في القرآن أو لم يكن » .

2- وقال تعالى: ( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ) ( الأعراف :3 ). أي: اتبعوا الكتاب ، ومثله السنة ، لقوله تعالى ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ونحوها من الآيات ، وهو أمر للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته .

3- وقال عز وجل: ( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ) ( النساء : 69 ). قال الطبري: ( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ ) بالتسليم لأمرهما ، وإخلاص الرضى بحكمهما، والانتهاء إلى أمرهما ، والانزجار عما نهيا عنه من معصية الله ، فهو مع الذين أنعم الله عليهم بهدايته ، والتوفيق لطاعته في الدنيا ، من أنبيائه ، وفي الآخرة إذا دخل الجنة ، والصديقين ... انتهى المقصود منه.

4- وقال تعالى ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا ) ( النساء : 125 ) .
فمعنى ( أسلم وجهه ): أي أخلص العمل لربه عز وجل .
( وهو محسن ) أي اتبع في عمله ما شرعه الله على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام ، وما أرسله الله به من الهدى ودين الحق .
وهما شرطان لا يصح عمل عامل بدونهما .


5- وقال سبحانه وتعالى: ( فَلْيَحْذَرِ الذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُم فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ عَلِيمٌ ) (النور : 63). قال ابن كثير: وقوله: ( فَلْيَحْذَرِ الذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ) أي: عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه و طريقته وسنته وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال ، بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قُبل ، وما خالفه مردود على قائله وفاعله كائناً من كان ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌ ».
أي: فليحذر و ليخش من خالف شريعة الرسول باطناً وظاهراً ( أَنْ تُصِيبَهُم فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ عَلِيمٌ ) أي: في الدنيا بقتلٍ ، أو حدٍّ ، أو حبسٍ أونحو ذلك .


وأيضا السنة النبوية الكريمة مبينة للقرآن الكريم ، وموضحه لمبهمه ، وشارحة لآياته ، كما قال تعالى ( وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزل اليهم ) ( النحل : 44 ).
ففي السنة مزيد بيان للتوحيد والإيمان ، وأعداد الصلوات ومواقيتها ، ومقادير الزكوات وأنصبتها ، ومناسك الحج والعمرة ، وكثير من المعاملات والأخلاق ، وآداب السلوك .


وإذا كان الأمر كذلك ، فإن علينا أن نتمسك بالسنة النبوية ، وأن نسير عليها ولو خالفنا من خالفنا من الناس .
وقد أوصى - صلى الله عليه وسلم - صحابته بذلك ، ففي الحديث الصحيح عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع؛ فأوصنا ، فقال : " أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " . رواه أحمد وأصحاب السنن .


فعلينا إذن أن نتمسك بالسنن بأيدينا ، وإذا خشينا أن تتفلت منا ، عضضنا عليها بالنواجذ التي هي أقصى الأسنان ، كما قال : " عضوا عليها بالنواجذ " .
" وإياكم ومحدثات الأمور " أي : ابتعدوا عن المحدثات وعن البدع والضلالات ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، فكل ما أحدث في دين الله تعالى فإنه من البدع ، التي هي مردودة على أصحابها.


كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه ، فهو رد " متفق عليه .
أي : مردود على أهله ، وعلى من جاء به ، لا أجر له فيه ، لأنه شرع شيئا لم يأذن به الله تعالى .
فلذلك من كان متمسكا بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فإنه بلا شك سائر على طريق اليقين بحصول الأجر والثواب ، وحصول النجاة له في الآخرة .


فعليك ياعبد الله بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فسر عليها ، ولو خالفك من خالفك ، ولا تغتر بكثرة الهالكين ، ولا بكثرة المنحرفين .

فالصحابة كأنهم فهموا من تلك الموعظة أنه صلى الله عليه وسلم سوف يودعهم ويفارقهم ، وقد يكون ذلك في آخر حياته ، لما وعظهم بتلك الموعظة ، فعند ذلك عهد إليهم وأوصاهم بما أوصاهم به ، وهو أن يتمسكوا بسنته صلى الله عليه وسلم ، وسنة خلفائه الراشدين ، الذين هم : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم- فإنهم الذين قاموا بالسنن بعده ، والذين هداهم الله وهدى بهم العباد ، وفتح بهم البلاد ، وانتشر بواسطة دعوتهم الإسلام ، ونقلوا لنا هم وبقية الصحابة كلام ربنا ، ونقلوا لنا أفعال نبينا صلى الله عليه وسلم وأقواله وبقية سنته ، وكل ذلك من فضل الله تعالى علينا.


فالواجب علينا أن نتمسك بهذه السنة النبوية ، التي تركنا عليها -صلى الله عليه وسلم- وأخبر بأن من سار عليها نجا ، ومن تركها فقد هلك وتعرض للهلاك .
فقال صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا أبى " قالوا : ومن يأبى يارسول الله ؟! قال : " من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى " رواه البخاري .
وضرب صلى الله عليه وسلم لأمته مثلا ، فخط لهم خطا مستقيما ، وخط عن يمينه وعن شماله خطوطا ، وقال : " هذا صراط الله مستقيما ، وهذه السبل على كل سبيل منها شيطان ، يدعو إليها " ثم قرأ ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) ( الأنعام : 153 ) رواه أحمد والدارمي .


فقوله : " هذا صراط الله " يعني هذا الطريق المستقيم - هو صراط الله ، وهو سبيله الذي فرضه على عباده ، والذي أمرهم بأن يسألوه كل يوم في قولهم في صلاتهم : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ).
وهذه السبل والطرق التي عن يمينه وعن شماله ، هي البدع والمحدثات والأهواء والآراء ، والتي من سار عليها فإنه في طريقه إلى الهلاك والضلال عن الصراط المستقيم .
فحذر صلى الله عليه وسلم أمته سلوك تلك الطرق الملتوية المعوجة عن الصراط المستقيم ، والتي من سار عليها تردى ، ووصل إلى النار -والعياذ بالله-.

وأما من سار على الصراط السوي الذي لا انحراف فيه ولا اعوجاج ، فإن الله تعالى ينجيه من الضلال ، ويسلك به طريق الهداية الموصل للجنة .


فإن لكل فرقة طريقا تتخذه وتسير عليه ، ومطاعا ترجع في دينها إليه ، وقد أخبر النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- بأن أمته سوف تتفرق وتختلف ، فقال عليه الصلاة والسلام : " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة " فقيل : من هم ؟ فقال : " من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " . حديث صحيح مشهور ، رواه أحمد وغيره .
إذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر بأن الذين على سبيل النجاة فرقة واحدة ، وهم الذين أخبر بأنهم ناجون ، فكيف ينخدع المسلم بالكثير والكثير بالذين خالفوا هذه السنة ، وساروا على طرق منحرفة ملتوية .


فعلى المسلم والمسلمة أن يتمسكوا بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولو كثر المخالفون ، ولو كثر المبتدعون ، ولو كثرت النحل ، وتفرقت الفرق .

وهذه الفرق وهذه النحل الثنتان والسبعون ، هي فرق البدع والمحدثات والضلال ، وهم الخارجون عن الصراط المستقيم ، وقد أدرك بعضَهم بعضُ الصحابة ، وفشوا وانتشروا في عهد التابعين ، وعظموا وعظمت الفتنة بعد القرون الثلاثة المفضلة ، فحدثت الفتن والبدع وانتشرت وتمكنت ، وهي التي حذرنا عنها صلى الله عليه وسلم وأمرنا بأن نتمسك بالسنة الثابتة ، والسنة واضحة جلية – والحمد لله -.

فعلى المسلم أن يقصد وجه الله ، ويعمل برضاه ، ويسير على النهج القويم ، ودليله سنة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - التي هي سبيل النجاة ، التي هي الوسيلة لمن أراد النجاة ، وأراد الاتباع ، وأراد أن يحشر في زمرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- .
فأما ما يضاف إلى هذه السنة من البدع ومن المحدثات ، فإن ذلك لا شك أنه ضلال وانحراف .

فعلى المسلم أن يقصد وجه الله أولا ، وأن يتمسك بسنته التي كان -صلى الله عليه وسلم- يوصي عباده بأن يسيروا عليها فهو في كل خطبة غالبا يقول لهم : " إن أفضل الكلام كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " . رواه مسلم وغيره .


فيبين لهم أن النجاة تكون باتباع كلام الله تعالى ، وباتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم .

فنسال الله تعالى أن يحيينا على السنة ، وأن يميتنا عليها ، وأن يحمينا وإخواننا جميعا من البدع وأهلها ، إنه سميع عليم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين




الشيخ محمد الحمود النجدي



الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى