- حمدي عبد الجليلالمشرف العام
- عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28470
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
قصة وعبرة - صدفة خير من ألف ميعاد
الثلاثاء 13 سبتمبر 2011, 22:26
صدفة خير من ألف ميعاد
كنت في سفر إلي الرياض فصعدت الطائرة وبين أنا اضع حقائبي في المكان المخصص إذا بمن يناديني من خلفي ويقول السلام عليكم يا فلان فألتفت فإذا بشاب أعرفه منذ سنوات طوال فرقت بيني وبينة أحوال الدنيا هنا وهناك في أخر عهدي به منذ سنين مضت أنة مذبذب لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء سار مع أهل الاستقامة فترة ثم عاد إلي ما كان علية ... الذي اعرفه انه أصبح موظف في الخطوط الجوية وأصبح مضيفا وهذه أمنية كان يتمناها هو كنت أسئلة لماذا تريد هذه الوظيفة المتعبة ؟ قال أحب السفر هنا وهناك كل يوم في بلد ، مضت الأيام وتفرقنا أنا و أياه، والذي أعرفه أنة ألتحق في ذلك المجال الذي يريده وجاءتني الأخبار أنة تزوج وأصبح أبا لم أره منذ 10 سنوات إلا في الطائرة في ذلك اليوم قلت فلان قال نعم قلت أهلا وسهلا كان يرتدي ثياب الوظيفة لكنة لم يكن علي مهمة في تلك الطائرة كان يريد الذهاب إلي الرياض ثم من الرياض سيصعد علي طائرة إلي خارج البلاد في رحلة تستغرق أربع ساعات ثم يرجع إلي البلاد في نفس الليلة جالسنا أنا واياه......
قلت له ما هي أخبارك قال أبشرك بخير وسعادة وما مر علي لحظات إلا وأنا أحسن تلو اللحظات قلت عندي خبر أنك تزوجت قال نعم تزوجت وعندي طفل صغير أسمة خالد ، قلت ما شاء الله تبارك الله الآن أصبحت رجل مسئول أصبحت مسئول عن أسرة كاملة فكيف هي أحوالك ؟ قال بعد أن أنجبت زوجتي هجرتني لسنة كاملة ذهبت وتركت البيت لسنة كاملة قلت لماذا ؟
قال بصراحة يا شيخ لسوء تصرفاتي لسوء تصرفاتي لقد كذبت عليك حين قلت لك أني في سعادة وأني في طمأنينة الحقيقة يا شيخ أني أعيش هموم وغموم ما يعلمها إلا الله والله يا شيخ أني في ضياع لا يعلمه إلا الله كثرة السفر وكثرة التنقلات كنت أظنها كنت أظنها ستجلب لي سعادة لكن الذي حدث إنها أحدثت لي عكس ذلك أتبعت السيارة وانجرفت مع الأشرار من بلد إلي بلد ومن مصيبة إلي مصيبة حتى تركتني زوجتي وذهبت إلي أهلها سنة كاملة ....
رجعت بعد أن عاهدتها أني سأستقيم وأني سأعود إلي صراط الله المستقيم لكني ما صدقت في عهودي وما في مواثيقي يقول منذ أيام حدث حادث أثر في حياتي حدث حادث أثر لي كثيرا وغير من مجريات حياتي قلت له ما هو ؟ قال كنت في أحد البلاد الأسيوية خرجت بعد أن وصلت الرحلة المفترض أننا سنبقي ثلاث ليالي هناك ثم نرجع مرة ثانية خرجت مع من خرج يسرح و يمرح في تلك البلاد رجعت ومعي فاجرة إلي الفندق يقول فلما تجردت من ثيابها وتجردت أنا من ثيابي إذا بنداء هز كياني إذا بالمؤذن يرتفع من مسجد مجاور لنا .
يقول خافت هي وانتفضت ولبست ثيابها ودخلت إلي دورة المياه وتوضأت ثم خرجت وجلست تصلي وتبكي وجلست تصلي وتبكي وأنا لم يتحرك شيء في داخلي قلت في نفسي إلي هذه الدرجة أنا وصلت إلي الضياع ! إلي هذه الدرجة أصبح الأذان يؤذن ولا يحرك في قلبي شيء !!! إلي هذه الدرجة أرى من يتأثر ويبكي ولا يعني لي شيء!!! فرجعت ولم أصنع شيئا لكني رجعت وأنا أحمل هم وأنا أقول إلي متى و أنا أسير علي هذا الطريق إلي متى وأنا أسير علي طريق الضياع سبحان الله ، فاجرة سمعت الأذان ينادي فانتفضت في مكانها ورفضت أن تفعل الفاحشة وتوضأت وصلت باكية في مكانها ويقول لي أنا الآن تجاوزت الثلاثين سنة ولا أدري متى سيتغير الواقع ؟
قلت له كيف أنت مع الصلاة ؟ قال أنا ما أصلي يا شيخ قال أنا ما أصلي قلت له وكيف تحيا إذن وأنت لا تصلي ولا تعرف أوامر الله ولا تأتمر بأوامر الله قال كأن الله قد ساقك إلي الليلة أنا أحتاجك يا شيخ أنا أحتاجك أريد أن أصرح لك أبوح لك بما يدور في داخلي الذي يدور في داخلة يا أحبة هو اّثر الذنوب والمعاصي اّثر البعد عن الله جل في علاه اّثر الأدبار عن صراط الله المستقيم ، كيف يتغير الواقع وهو لا يعرف أبسط أمور الدين وهي الاستقامة علي صلاته ، قلت أنا أنزل في الرياض في مهمة وأرجع علي طائرة الحادية عشر والنصف قال هي موعد رجوع طائرتي أيضا أنا أسافر إلي بيروت ثم أرجع و أقلع علي طائرة الحادية عشر والنصف قال أرجوك أنا أريدك يا شيخ فقد مللت هذا الطريق و هذه الحياة قلت أستقم في صفوف المصلين وألزم المسجد وأركع و أسجد لله حتى يتغير الحال فأن الله لا يغير ما بقوم حتى هم يغيروا ما بأنفسهم افترقنا أنا وهو في صالة المطار علي أن نلتقي في الساعة الحادية عشر والنصف حتى نرجع إلي الدمام ، لظروف أنا تأخرت في المجيء إلي المطار لظروف طارئة تأخرت أنا في المجيء إلي المطار حتى كادت الرحلة تفوتني .
حتى قال لي الشباب في الرياض أمكث يا شيخ امكث هذه الليلة وأرجع غدا صباحا قلت لا أنا علي موعد في المطار ( مع ذلك الشاب الذي واعدته علي أن نلتقي مهما كانت الظروف ودعني في المطار بعينين باكية ما زلت أذكر ذلك الوجه وهو يفترق ويبتعد عني وهو يقول لي أرجوك يا شيخ أنا أحتاجك فما أردت أن أتخلف عن موعدة )
تخيل أنطلقت من منطقة بالرياض في الساعة الحادية عشر و الطائرة تقلع في الساعة الحادية عشر والنصف (في إتصلات الشباب التي نعرفهم رتبوا إجراءات صعودي للطائرة ) لما وصلت إلي المطار الساعة الحادية عشر و النصف وجدت أن الركاب كلهم قد ركبوا إلا صاحبي كان ينتظر عند البوابة فلما راّني بكي و أخذ يقول والله يا شيخ ما كنت لأركب الطائرة حتى تأتي أنت ثم ركبنا أنا واياه ، بين السماء و الأرض باح و اعترف ،، بين السماء و الأرض أعلنها توبة لله رب العالمين قال لي فيما قال في الحديث الذي دار بيني وبينة أبشرك يا شيخ صليت ولأول مرة أصلي منذ سنوات والله لأول مرة بين السماء والأرض أني أحس أني قريب من الله لأول مرة أحس أني لا أخاف لأول مرة أحس بالراحة والطمأنينة في داخلي ،،
أقول أحبتي الإنسان في ضياع حتى يتعرف علي الله جل في علاه قال سبحانه ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) من معانيها أي ما خلقتهم إلا ليتعرفوا علي وكيف يكون التعرف علي الله إلا بالركوع والسجود والخضوع لأوامره والانتهاء عن نواهيه أنت عبد للسيد الذي خلقك وأعطاك وأمدك بكل شيء لابد أن تحقق العبودية حتى يحقق الله لك ما وعد لابد أن تسير علي النهج الذي خلقك الله من أجلة ... ظل يبكي بين السماء والأرض ويدلي باعترافات (تركتني زوجتي ، تركني المقربون ، تركني أناس كثيرون )
السبب الذنوب والمعاصي كنت أظن أن السفر والترحال سيجلب لي سعادة كنت أظن أن الراحة هنا وهناك ومعاشرة هؤلاء وهؤلاء ستجلب لي سعادة ،، قال والله ما استشعرت السعادة إلا مرة واحدة منذ سنوات مضت حين انتشلني هؤلاء الشباب الصالحون وأخذوا يغدون ويروحون بي إلي المسجد حينها عرفت أنني إنسان حينها عرفت أن لي قيمة في هذا المجتمع ،،، اجتهدت علي كثير من الشباب في تلك الفترة لكن حين سلكت تلك الوظيفة وبدأت أطير من بلد إلي بلد بدأت رحلة الضياع .
________________________________________________
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى