الصحابى الجليل : سهيل بن عمرو

هو (سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن
لؤىبن غالب بن فهرالقرش العامرى وكان أحد أشراف قريش وعقلائهم وخطبائهم فى
الجاهليةأسر يوم بدركافرا وكان خطيب قريش وكان أعلم الشفة(الأعلم المشقوق الشفة العليا) فقال عمر بن الخطاب ( يا رسول الله أنزع ثنيتيه فلايقوم عليك خطيباأبدا) فقال الرسول صلىالله عليه وسلم( دعه يا عمر فعسى أن يقوم مقاما تحمده عليه ) .

وفى صلح الحديبية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه ( قد سهل لكم من
أمركم ) – أى تفاؤلا باسمه وعقد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلح يومئذ
وهو الذى كان يتولى ذلك دون سائرقريش وقد جاءفى مقدمة كتاب الصلح( باسمك
اللهم ، هذا ما صالح عليه محمد ابن عبد الله سهيل بن عمرو ... ) أما المقام
الذى أقامه فىالاسلام والذى صدقت فيه نبوءة النبى صلىالله عليه وسلم حين قال
لعمر بن الخطاب (دعه فعسى أن يقوم مقاما تحمده عليه ) فكان مقامه هذا حين
ماج أهل مكةعند وفاة النبى صلىالله عليه وسلم وارتد من ارتد من العرب ، كان
لسهيل موقف مشهوديدل علىثبات العقيدة ورجاحةالعقل وسعةالأفق والايمان القوى
الذىلا تخالجه ريبةحيث قام سهيل بن عمروخطيبا فقال "يا معشر قريش لا تكونوا
آخرمن أسلم وأول من ارتد..والله ان هذاالدين ليمتدن امتداد الشمس من طلوعها
الى غروبها فلا يغرنكم هذا من أنفسكم – يعنى أبا سفيان–فانه ليعلم من هذا الأمرما أعلم ولكنه على صدره حسد بنى هاشم.... " وأتى فى خطبته بكلام طويل مثل كلام أبى بكر الصديق فى ذكروفاةالنبى صلىالله عليه وسلم بالمدينة فثبتت مكة على اسلامها ... فتحققت فيه بذلك الموقف الباهر نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وكان ( سهيل بن عمرو ) يحب وطنه (مكة) حبا ينسيه نفسه ومع ذلك فقد أثر أن
يتركهاالى الشام مرابطافى سبيل الله،فقد سمع رسول الله صلىالله عليه وسلم يقول (مقام أحدكم فى سبيل الله ساعة خيرا له من عمله طوال عمره) . فأخذمكانه فى جيش الاسلام مقاتلاشجاعايطفئ مع كتائب الحق نارفارس التى يعبدونهامن دون الله ويحرقون فيها مصاير الشعوب التىيستعبدونها وينشر كلمة التوحيد والتقوىفى كل مكان وفى يوم(اليرموك)فرح سهيل فرحاشديدااذوجدالفرصةالتى ينتظرها لكى يبذل من ذات نفسه فى هذا اليوم العصيب ما يزيل خطايا جاهليته وشركه ووفى سهيل عهده،ونال ماتمناه من الشهادةفى سبيل الحق واستشهدباليرموك وهو على كتيبةمن الخيل فطارت روحه مسرعةالى رحمه من الله ورضوان.رضىالله عنه وأرضاه.