الدكتور وسيم السيسي، باحث في علم المصريات :«المصريون القدماء صاموا 30 يوما وعرفوا ليلة القدر»

وفرض الله عز وجل فريضة "الصوم" شهرا واحدا فى كل عام، وذلك لتطهير وتنقية النفوس والقلوب، والشعور بالفقراء والتعايش معهم، كما يعتقد الكثيرون، والغريب أن المصريين القدماء رغم أن عصورهم لم تشهد  الإسلام إلا أنهم عرفوا الصيام.

وأكد الدكتور وسيم السيسي، باحث في علم المصريات، أن المصري القديم عرف صيام شهر رمضان، حيث كان المصريون القدماء يصومون 30 يومًا من بداية الفجر وحتى غروب الشمس.

واكد أن الفراعنة كانوا يمتنعون عن النساء في ذلك الشهر، إلا أن هذه الأيام الثلاثين لم تكن معروفة باسمها الحالي الذي حدده الدين الإسلامي باسم "شهر رمضان".

وقد عرف قدماء المصريين، فكرة "الصوم" للتقرب للآلهة وتهذيب نفوسهم، وكانوا من أقدم الشعوب التى عرفته، وكان يعرف "الصوم" في اللغة المصرية القديمة "الهيروغليفية" بـ "صاو"، وتعني "الامتناع"، حيث كانوا يقيمون طقوسًا خاصة للصيام، فضلا عن التقرب من الآلهة في ذلك الشهر.

وينتشر في شهر رمضان الكريم، شراء الفوانيس للاطفال، للعب بها والقاء السرور داخلهم، وتعتبر من أبرز معالم الشهر الكريم، وأثناء اللعب بالفوانيس تتردد كلمات "وحوي يا وحوي إياحه" ولكن لا يوجد من يعرف أصل تلك الكلمات.

يذكر أنه بعد انتصار أحمس على الهكسوس، خرج الشعب يحي الملكة "أياح حتب" أم الملك المظفر "أحمس"، فكانوا يقولون "واح واح إياح" أي "تعيش تعيش إياح"، ومنذ ذلك الوقت وتحولت إلى "وحوي ياوحوي إياحه"، وارتبطت بقدوم شهر رمضان، ويعد ذلك التفسير هو الأصح طبقًا لأبحاث ودراسات متخصصين.

ويوجد تفسير، يقول: إن عبارة "وحوي يا وحوي إياحه" أصلها يرجع إلى اللغة القبطية، وكلمة "وحوي" تعني اقتربوا، و"إياحا" تعني القمر أو الهلال، ومعنى العبارة هو "اقتربوا لرؤية الهلال".

وهناك تفسير آخر يقول: إن كلمة "وحوي" تعني رحل أو ذهب، و"إياحه" معناها القمر أو الهلال، وكانت الأغنية قديمًا تحية للقمر، وأصبحت منذ العصر الفاطمى تحية خاصة بهلال رمضان، وتقال عن وداع شهر شعبان واستقبال شهر رمضان، بمعني رحل شعبان وجاء رمضان.

وكانت ليلة القدر معروفة لدى المصريين القدماء، وكانت هذه الليلة معروفة قبل الإسلام فى الأمم الماضية، وكان عند الصابئة "حكماء مصر" عيد، يسمى "يشيشلام ربه"، وتعني "عيد السلام الكبير"، ومدته يومان، والليلة التى بينهما هى ليلة القدر، وكلمة (شى) تعني "القدر"، أى ما يناله كل إنسان من رزق وعمر، وفى قاموس بدوى وكيس نجد "شى" معناها حظ.. قسمة.. نصيب..! فتكون شى شلام ربه معناها: عيد السلام الكبير الذى به ليلة القدر، وهذه الليلة التى تحدد فيها أرزاق الناس فى العام المقبل.