- إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3902
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
محبة الله ! يا من يتحرجون من الحديث عن محبة الله !!
الخميس 18 أغسطس 2011, 21:00
(( محبة الله !! ))
(( يا من يتحرجون من الحديث عن محبة الله !! ))
لماذا يتحرج و يقلق بعض الناس من موضوع المحبة ويخاف أن يتكلم عن محبة الله في المجالس حتى لا يُرمى بالتصوف !! أ و يرمي غيره بالتصوف والبدعة بمجرد أن يراه يتحدث عن محبة الله تعالى أو عن أعمال القلوب !
أتراه عطل صفة المحبة فصار من الجهمية المعطلة ؟! فرّ من محذور إلى محذور أكبر منه !! هؤلاء تجد عباداتهم في الغالب بلا روح ولا تلذذ ولا تجد في قلوبهم تلك الخشية
وكما قال ابن القيم عن أمثال هؤلاء :"حرام على منكري محبة الرب تعالى أن يشموا لذلك رائحة أو أن يدخلوا من هذا الباب أو يذوقوا من هذا الشراب :
فقل للعيون العمى للشمس أعين ** سواك يراها في مغيب ومطلع
وسامح يؤسا لم يؤهل لحبهم فما ** يحسن التخصيص في كل موضع إ.هـ [ شفاء العليل ]
ومنهم من لا يلتفت إلى واجبات القلوب من تحقيقهم لعبودية التوكل واليقين والصبر والرضا والشكر أو لا يهتم بتطهير قلبه فتراه مريض القلب همه حب الشهرة أو الدنيا ويمتلأ قلبه بالحقد والحسد !!
ومقابل هؤلاء أناس غلو في مسألة محبة الله ومسألة أعمال القلوب حتى وقعوا في البدع بل شرعوا عبادات لم يأذن الله بها ولم يأتي بها النبي صلى الله عليه ويسلم وغالبا هؤلاء يقدمون المفضول على الفاضل و تجد الكثير منهم لاسيما إن كان داعية يتكلم عن المقامات والأحوال وقد ينزلق في وحل التصوف في بعض المسائل وهو لا يدري فتراه يربي تلاميذه على الروحانيات ولا ينصحهم بطلب العلم خاصة طلب العقيدة الصافية عقيدة السلف الصالح أو التفقه في الدين بل قد يحسب العامة أننا نؤاخذ فقط بأعمال القلوب ولا نؤاخذ على أعمال الجوارح فوصلوا بذلك إلى بدعة الإرجاء وهم لا يشعرون بل منهم من ينشغل بالمباحات والتوسع في أمور الدنيا إلى حد الإسراف ويقول الزهد الحقيقي زهد القلب وأنت إذا فعلت ذلك فهو دليل على قوة يقينك وإيمانك لأنك لم تجعل الدنيا تؤثر على قلبك !! سبحان الله أين هدي النبي صلى الله عليه وسلم في زهده والتقلل من الدنيا فعن عبد الله بن بريدة أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه ) [ صححه الألباني ]أي الرفاهية والترف ؟!!
بل قد يتكلم أحدهم بالمقامات العالية عند العامة ويكون جل حديثه هذا الأمر حتى يتعجبون مما يقول وبما يأتي به من مسائل دقيقة *[ وقد تلتبس بعض الأمور على العامة ويُفهم الفهم الخاطئ بسببها ] !!
وإذا علموا مسألة من المسائل التي تدل على كمال الإيمان واليقين طاروا بها وظنوا أنهم وصلوا إلى الإيمان الكامل واليقين ! وصاروا ينكرون على الناس ويتهمون إيمانهم وإن سألته عن مسألة من مسائل العقيدة أو الفقه لا يعرفها !! فحال هذا كحال من يرى نفسه أنه في قمة الجبل ويرى الناس تحته صغار والناس يرونه صغيرا كذلك , فهذه قيمته حقيقة !! , كل هذا لأنه تعلم مسائل العلم الكبار قبل صغارها فتطغى نفسه ويرى أنه على شيء وطغيان الطاعات أشد من طغيان المعاصي !!
لذلك كان المربي الذي تنفع تربيته و تثمر هو الذي يربي تلاميذه على صغار الأمور قبل كبارها !! كما قال ابن عباس رضي الله عنه : ( الإمام الرباني هو الذي يعلم الناس صغار العلم قبل كباره )
فنحن نريد الوسطية نريد منهج الرسول صلى الله عليه وسلم ! نعم أصل الدين في محبة الله وتوحيده و يجب الاهتمام بأعمال القلوب* قبل كل شيء لكن لنأخذ بجوانب الدين كلها .
ونرجع إلى محبة الله تعالى , فالله سبحانه يُحِب ويُحَب و المحبة صفة ثابتة لله ومن أسمائه الودود قال ابن عباس أي الحبيب !!
قال تعالى { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه } وقال { والذي ءامنوا أشد حباً لله } وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقول ( اللهم إني أسألك حبك وحب عمل يقربني إلى حبك ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب الله تعالى العبد نادى جبريل إن الله تعالى يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل فينادي أهل السماء إن الله يحب فلان فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض) [متفق عليه]
قال ابن تيمية رحمه الله : " محبة الله بل محبة الله ورسوله من أعظم واجبات الإيمان وأكبر أصوله , وأجل قواعده , بل هي أصل كل عمل من أعمال الإيمان والدين ! " إ. هـ [ مجموع الفتاوى / ج10 ]
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " فأصل العبادة محبة الله , بل إفراده بالمحبة وأن يكون الحب كله لله فلا يحب معه سواه وإنما يحب لأجله وفيه " [ مدارج السالكين ]
وقال : وكل حركة في العالم العلوي والسفلي فأصلها المحبة فهي علتها الفاعلية والغائية !! [ روضة المحبين ]
قال تعالى { يا أيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم }
تأمل أول صفة وأعظمها ذكرها الله تعالى في أوليائه الذين يريدهم و هي المحبة ! أن الله { يحبهم ويحبونه } قال السعدي رحمه الله : فإن محبة الله للعبد هي أجل نعمة أنعم بها عليه وأفضل فضيلة تفضل الله بها عليه وإذا أحب الله بها عبدا يسر له الأسباب وهون عليه كل عسير و وفقه لفعل الخيرات وترك المنكرات وأقبل بقلوب عباده إليه بالمحبة والوداد إ.هـ*
وأمعن النظر في قول ابن تيمية الذي يدل على غزارة علمه وقوة فهمه وحدة ذكائه رحمه الله تعالى قال: فإذا كان أصل العمل الديني هو إخلاص الدين لله وهو إرادة الله وحده فالشيء المراد لنفسه هو المحبوب لذاته , وهذا كمال المحبة لكن أكثر ما جاء المطلوب مسمى باسم العبادة ! كقوله { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } وقوله { ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم } وأمثال هذا ..,والعبادة تتضمن كمال الحب ونهايته وكمال الذل ونهايته , فالمحبوب الذي لا يعظم ولا يذل له لا يكون معبودا والمعظم الذي لا يحب لا يكون معبودا .إ.هـ [ محبة الله عند الإمامين الجليلين ابن تيمية وابن القيم]
فلماذا نلغي ونتحرج من أصل الدين بحجة أن الطائفة الفلانية غلت فيه أو خرجت عن جادة الصواب ؟ كان الأولى أن نُعلِم الناس الحق والصواب في هذه المسألة ونبين لهم المنهج الحق فيه , لا أن نلغيه ونتركه ونرمي كل من يتحدث عن المحبة وواجبات القلوب بالتصوف والبدعة أين منهج السلفي الوسط الذي يدعونه ؟! ألا يبينوا للناس المنهج السلفي الحق في كل مسائل الدين التي يغطي حقيقتها غبار أهل البدع وخرافاتهم أم هو مجرد اتباع الهوى وأخذ جانب من الدين وترك جوانب أخرى ؟! ثم يدعون أنهم على المنهج السلفي ؟! وليست هذه بطريقة أهل السلف لو كانوا يفقهون!!
"اللهم فعياذا ممن قصر في العلم والدين باعه وطالت في الجهل وأذى عبادك ذراعه وعياذا بك ممن جعل الملامة بضاعته والعذل نصيحته فهو دائما يبدي في الملامة ويعيد ويكرر على العذل فلا يفيد ولا يستفيد .بل عياذا بك من عدو في صورة ناصح وولي في مسلاخ بعيد كاشخ يجعل عداوته وأذاه حذرا وإشفاقا وتنفيره وتخذيله إسعافا وإرفاقا وإذا كانت العين لا تكاد إلا على هؤلاء تفتح والميزان بهم يخف ولا يرجح فما أحرى اللبيب بأن لا يعيرهم من قلبه جزء من الالتفات ويسافر في طريق مقصده بينهم سفره إلى الأحياء بين الأموات ...وما أحسن ما قال القائل :
وفي الجهل قبل الجهل موت لأهله ** وأجسامهم قبل القبور قبور
وأرواحهم في وحشة من جسومهم ** وليس لهم حتى النشور نشور "
[مفتاح دار السعادة ]
====
لو تدبرنا آيات الكتاب الكريم لوجدنا الكثير من آياته تتكلم عن حب الله تعالى وتنذر من جعل شيئاً من الدنيا أحب إليه من الله قال تعالى {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين}. التوبة:24وجاء في الأثر( أرجحكم عقلاً شدكم لله حباً)
و ( من أحب شيئاً غير الله عذب به)
ولله در القائل:-
تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
فكمال العبودية لله تعالى تتأتى من كمال المحبة له سبحانه
نسأل الله أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وأن يقبضنا إليه وهو عنا راض
أنا إن لم أجد من الحب وصلاً
رمت في النار منزلاً ومقيــــلا
ثم أزعجت أهلـــــــــها بندائي
بكرة في عرصــــاتها وأصيلا
معشر المشركين نوحوا على
من يدعي أنه يحب الجليــــلا
لم يكن في الذي إدعــــاه حقاً
فجزاه به العذاب الطويـــــلا
(( يا من يتحرجون من الحديث عن محبة الله !! ))
لماذا يتحرج و يقلق بعض الناس من موضوع المحبة ويخاف أن يتكلم عن محبة الله في المجالس حتى لا يُرمى بالتصوف !! أ و يرمي غيره بالتصوف والبدعة بمجرد أن يراه يتحدث عن محبة الله تعالى أو عن أعمال القلوب !
أتراه عطل صفة المحبة فصار من الجهمية المعطلة ؟! فرّ من محذور إلى محذور أكبر منه !! هؤلاء تجد عباداتهم في الغالب بلا روح ولا تلذذ ولا تجد في قلوبهم تلك الخشية
وكما قال ابن القيم عن أمثال هؤلاء :"حرام على منكري محبة الرب تعالى أن يشموا لذلك رائحة أو أن يدخلوا من هذا الباب أو يذوقوا من هذا الشراب :
فقل للعيون العمى للشمس أعين ** سواك يراها في مغيب ومطلع
وسامح يؤسا لم يؤهل لحبهم فما ** يحسن التخصيص في كل موضع إ.هـ [ شفاء العليل ]
ومنهم من لا يلتفت إلى واجبات القلوب من تحقيقهم لعبودية التوكل واليقين والصبر والرضا والشكر أو لا يهتم بتطهير قلبه فتراه مريض القلب همه حب الشهرة أو الدنيا ويمتلأ قلبه بالحقد والحسد !!
ومقابل هؤلاء أناس غلو في مسألة محبة الله ومسألة أعمال القلوب حتى وقعوا في البدع بل شرعوا عبادات لم يأذن الله بها ولم يأتي بها النبي صلى الله عليه ويسلم وغالبا هؤلاء يقدمون المفضول على الفاضل و تجد الكثير منهم لاسيما إن كان داعية يتكلم عن المقامات والأحوال وقد ينزلق في وحل التصوف في بعض المسائل وهو لا يدري فتراه يربي تلاميذه على الروحانيات ولا ينصحهم بطلب العلم خاصة طلب العقيدة الصافية عقيدة السلف الصالح أو التفقه في الدين بل قد يحسب العامة أننا نؤاخذ فقط بأعمال القلوب ولا نؤاخذ على أعمال الجوارح فوصلوا بذلك إلى بدعة الإرجاء وهم لا يشعرون بل منهم من ينشغل بالمباحات والتوسع في أمور الدنيا إلى حد الإسراف ويقول الزهد الحقيقي زهد القلب وأنت إذا فعلت ذلك فهو دليل على قوة يقينك وإيمانك لأنك لم تجعل الدنيا تؤثر على قلبك !! سبحان الله أين هدي النبي صلى الله عليه وسلم في زهده والتقلل من الدنيا فعن عبد الله بن بريدة أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه ) [ صححه الألباني ]أي الرفاهية والترف ؟!!
بل قد يتكلم أحدهم بالمقامات العالية عند العامة ويكون جل حديثه هذا الأمر حتى يتعجبون مما يقول وبما يأتي به من مسائل دقيقة *[ وقد تلتبس بعض الأمور على العامة ويُفهم الفهم الخاطئ بسببها ] !!
وإذا علموا مسألة من المسائل التي تدل على كمال الإيمان واليقين طاروا بها وظنوا أنهم وصلوا إلى الإيمان الكامل واليقين ! وصاروا ينكرون على الناس ويتهمون إيمانهم وإن سألته عن مسألة من مسائل العقيدة أو الفقه لا يعرفها !! فحال هذا كحال من يرى نفسه أنه في قمة الجبل ويرى الناس تحته صغار والناس يرونه صغيرا كذلك , فهذه قيمته حقيقة !! , كل هذا لأنه تعلم مسائل العلم الكبار قبل صغارها فتطغى نفسه ويرى أنه على شيء وطغيان الطاعات أشد من طغيان المعاصي !!
لذلك كان المربي الذي تنفع تربيته و تثمر هو الذي يربي تلاميذه على صغار الأمور قبل كبارها !! كما قال ابن عباس رضي الله عنه : ( الإمام الرباني هو الذي يعلم الناس صغار العلم قبل كباره )
فنحن نريد الوسطية نريد منهج الرسول صلى الله عليه وسلم ! نعم أصل الدين في محبة الله وتوحيده و يجب الاهتمام بأعمال القلوب* قبل كل شيء لكن لنأخذ بجوانب الدين كلها .
ونرجع إلى محبة الله تعالى , فالله سبحانه يُحِب ويُحَب و المحبة صفة ثابتة لله ومن أسمائه الودود قال ابن عباس أي الحبيب !!
قال تعالى { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه } وقال { والذي ءامنوا أشد حباً لله } وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقول ( اللهم إني أسألك حبك وحب عمل يقربني إلى حبك ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب الله تعالى العبد نادى جبريل إن الله تعالى يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل فينادي أهل السماء إن الله يحب فلان فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض) [متفق عليه]
قال ابن تيمية رحمه الله : " محبة الله بل محبة الله ورسوله من أعظم واجبات الإيمان وأكبر أصوله , وأجل قواعده , بل هي أصل كل عمل من أعمال الإيمان والدين ! " إ. هـ [ مجموع الفتاوى / ج10 ]
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " فأصل العبادة محبة الله , بل إفراده بالمحبة وأن يكون الحب كله لله فلا يحب معه سواه وإنما يحب لأجله وفيه " [ مدارج السالكين ]
وقال : وكل حركة في العالم العلوي والسفلي فأصلها المحبة فهي علتها الفاعلية والغائية !! [ روضة المحبين ]
قال تعالى { يا أيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم }
تأمل أول صفة وأعظمها ذكرها الله تعالى في أوليائه الذين يريدهم و هي المحبة ! أن الله { يحبهم ويحبونه } قال السعدي رحمه الله : فإن محبة الله للعبد هي أجل نعمة أنعم بها عليه وأفضل فضيلة تفضل الله بها عليه وإذا أحب الله بها عبدا يسر له الأسباب وهون عليه كل عسير و وفقه لفعل الخيرات وترك المنكرات وأقبل بقلوب عباده إليه بالمحبة والوداد إ.هـ*
وأمعن النظر في قول ابن تيمية الذي يدل على غزارة علمه وقوة فهمه وحدة ذكائه رحمه الله تعالى قال: فإذا كان أصل العمل الديني هو إخلاص الدين لله وهو إرادة الله وحده فالشيء المراد لنفسه هو المحبوب لذاته , وهذا كمال المحبة لكن أكثر ما جاء المطلوب مسمى باسم العبادة ! كقوله { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } وقوله { ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم } وأمثال هذا ..,والعبادة تتضمن كمال الحب ونهايته وكمال الذل ونهايته , فالمحبوب الذي لا يعظم ولا يذل له لا يكون معبودا والمعظم الذي لا يحب لا يكون معبودا .إ.هـ [ محبة الله عند الإمامين الجليلين ابن تيمية وابن القيم]
فلماذا نلغي ونتحرج من أصل الدين بحجة أن الطائفة الفلانية غلت فيه أو خرجت عن جادة الصواب ؟ كان الأولى أن نُعلِم الناس الحق والصواب في هذه المسألة ونبين لهم المنهج الحق فيه , لا أن نلغيه ونتركه ونرمي كل من يتحدث عن المحبة وواجبات القلوب بالتصوف والبدعة أين منهج السلفي الوسط الذي يدعونه ؟! ألا يبينوا للناس المنهج السلفي الحق في كل مسائل الدين التي يغطي حقيقتها غبار أهل البدع وخرافاتهم أم هو مجرد اتباع الهوى وأخذ جانب من الدين وترك جوانب أخرى ؟! ثم يدعون أنهم على المنهج السلفي ؟! وليست هذه بطريقة أهل السلف لو كانوا يفقهون!!
"اللهم فعياذا ممن قصر في العلم والدين باعه وطالت في الجهل وأذى عبادك ذراعه وعياذا بك ممن جعل الملامة بضاعته والعذل نصيحته فهو دائما يبدي في الملامة ويعيد ويكرر على العذل فلا يفيد ولا يستفيد .بل عياذا بك من عدو في صورة ناصح وولي في مسلاخ بعيد كاشخ يجعل عداوته وأذاه حذرا وإشفاقا وتنفيره وتخذيله إسعافا وإرفاقا وإذا كانت العين لا تكاد إلا على هؤلاء تفتح والميزان بهم يخف ولا يرجح فما أحرى اللبيب بأن لا يعيرهم من قلبه جزء من الالتفات ويسافر في طريق مقصده بينهم سفره إلى الأحياء بين الأموات ...وما أحسن ما قال القائل :
وفي الجهل قبل الجهل موت لأهله ** وأجسامهم قبل القبور قبور
وأرواحهم في وحشة من جسومهم ** وليس لهم حتى النشور نشور "
[مفتاح دار السعادة ]
====
لو تدبرنا آيات الكتاب الكريم لوجدنا الكثير من آياته تتكلم عن حب الله تعالى وتنذر من جعل شيئاً من الدنيا أحب إليه من الله قال تعالى {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين}. التوبة:24وجاء في الأثر( أرجحكم عقلاً شدكم لله حباً)
و ( من أحب شيئاً غير الله عذب به)
ولله در القائل:-
تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
فكمال العبودية لله تعالى تتأتى من كمال المحبة له سبحانه
نسأل الله أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وأن يقبضنا إليه وهو عنا راض
أنا إن لم أجد من الحب وصلاً
رمت في النار منزلاً ومقيــــلا
ثم أزعجت أهلـــــــــها بندائي
بكرة في عرصــــاتها وأصيلا
معشر المشركين نوحوا على
من يدعي أنه يحب الجليــــلا
لم يكن في الذي إدعــــاه حقاً
فجزاه به العذاب الطويـــــلا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى