تدليل الناس لأولادها عرض مستمر - طفل يركب سيارة " بابى " و يدهس سيدة و يحرم أولادها الأربعة منها

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية عقب حادثة وفاة شيماء محمد نور الدين، دهسا في القاهرة الجديدة، بسيارة مسرعة يقودها أحد الصبية، لم يتجاوز عمره 15 عاما.

وترصد "الوطن" خلال هذا التقرير، القصة الكاملة لدهس سيدة في القاهرة الجديدة، من أحد الطلبة.

لقيت سيدة مصرعها صباح الثلاثاء، في القاهرة الجديدة، صدمتها سيارة يقودها صبي، وجرى نقل الجثة إلى المستشفى، وتكثف المباحث جهودها لضبط المتهم.

وتلقت الأجهزة الأمنية بلاغا من أهالي حي العمارات "b7" بالقاهرة الجديدة، بمصرع فتاة، وبالانتقال والفحص تبين أنه أثناء سير الفتاة، صدمتها سيارة كانت تسير عكس الاتجاه ويقودها صبي، وجرى نقل الجثة إلى المستشفى، تحت تصرف النيابة.

وأمرت النيابة العامة بدفن الجثة، وكلفت المباحث بسرعة تحرياتها حول الواقعة وملابساتها، ونجحت في ضبط المتهم والسيارة.

وفحصت أجهزة الأمن الكاميرات، تمهيدا لتحديد المتهم وضبطه، وتقديمه إلى النيابة العامة للتحقيق معه في تلك الجريمة، ووثق عدد من شهود العيان شهادتهم عن الجريمة، وطالبوا بمحكمة المتهم بتهمة القتل العمد لا القتل الخطأ، لأن ما فعله المتهم يعد استهتار بأرواح المواطنين.

وأضاف شهود العيان، أن منفذ الحادث شاب مراهق لم يتجاوز 16 سنة، وكان يستقل سيارة ملاكى بصحبة أصدقائه بشوارع القاهرة الجديدة، وأثناء ترجل الضحية لشراء بعض المستلزمات من أمام سوبر ماركت دهسها بسبب السرعة الجنونية، وتمكن من الهروب، بعد الحادث.

وكانت قوة أمنية من مباحث قسم القاهرة الجديدة، انتقلت لإجراء المعاينة الأولية، وإجراء التحريات حول ملابسات الواقعة، ومناقشة شهود العيان، وسماع أقوال صاحب السوبر ماركت، فيما أخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

وقال جيران المجني عليها على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك": "إنا لله وانا اليه راجعون توفيت شيماء ضحية شباب صغير كان يقود عربية ملاكى، وبيلعبوا وكان في بنات واقفين أمام سوبر ماركت، واللي كان سايق نزل يجري والناس جريت وراه، وأصاب أكتر من بنت بإصابات خطيرة والإسعاف قامت بنقلهم للمستشفى لتلقى العلاج".

وأمر النائب العام، بحبس طالب –عمره 15 عاما – ووالده، احتياطيًّا أربعة أيام، على ذمة التحقيقات، لتسبب الأول خطأً في موت سيدة، وإصابة أخرى –بحي مدينتي بالقاهرة الجديدة- بإهماله ورعونته، وعدم احترازه وعدم مراعاته للقوانين، حالَ قيادته مركبة بسرعة جاوزت الحد الأقصى، ودون الحصول على رخصة قيادة، وتمكين الثاني له من قيادة المركبة.

وأسفرت التحقيقات، عن صدم الطالب السيدتين خلال قيادته المركبة -في صحبة ثمانية أشخاص- بسرعةٍ متجاوزة في الاتجاه المعاكس لسيرهما بالطريق، فتسبب في موت إحداهما، وإصابة الأخرى، وأجمع الثمانية -صُحبة المتهم- على وقوع الحادث بتلك الصورة، وأن الطالب المتهم تلقى اتصالًاً من والده قبيل وقوع الحادث، ادعى للأخير فيه، قيادتَهُ السيارة بسرعة منخفضة.

بينما تمسك الطالب المتهم -خلال استجوابه- بعدم علم والده بقيادته السيارة قبل وقوع الحادث، مُدعيًا ترك الأخير مفتاحها بها، وتمكنه لذلك من قيادتها، مُقرًّا بارتكابه الحادث على نحو ما انتهت إليه التحقيقات، إلا أن تحريات الشرطة، أكدت علم والده بقيادة الطالب السيارة قبيل وقوع الحادث، والذي أكدت التحريات وقوعه على نحو ما تقدم.

وتبينت النيابة العامة من معاينة سيارة الحادث، وجودَ تلفٍ بمقدمتها وجانبها الأيمن، وتهشم زجاجها الأمامي والأيسر، ووجود لفافة بها آثار اشتعال، فقررت إرسال الطالب المتهم لـ"مصلحة الطبِّ الشرعيِّ"، لبيان مدى تعاطيه أيًّا من المواد المخدِّرة، وفحص بقايا اللفافة المضبوطة، لبيان مدى احتوائها على أيٍّ من تلك المواد.

حذر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، من عواقب الإفراط في تدليل الأطفال، والهروب من مسؤولية تأديبهم وتربيتهم على نحو سليم، والسماح لهم بأمور تسوقهم إلى ارتكاب جرائم تعرض حياة الناس وحياتهم للخطر.

وأكد النائب العام على تصدي النيابة العامة لهذا الانفلات، بما خوَّلها القانون من سلطات وإجراءات.

وفقا للقانون، من لم يبلغ سن 18 سنة فهو طفل، وبالتالي يسري عليه قانون الأطفال ويحاكم أمام محكمة الطفل، وإذا لم يتم سن 15سنة، يخضع لتدابير احترازية مثل التأهيل أو إخضاعه في أحد دور التأهيل، ولا يواجه أي عقوبات، وفقا للدكتور عماد الفقي، أستاذ القانون الجنائي.

وإذا تجاوز الشخص الـ15 عام ولم يكمل الـ18 عاما، أي في الفترة من سن 15 حتى 18 يخضع للعقوبات الكاملة ماعدا 3 عقوبات وهي، بحسب تصريح الفقي لـ"الوطن"، الإعدام والسجن المؤبد والسجن المشدد، وأقصى عقوبة قد تطبق عليه، السجن لمدة لا تتجاوز 15 سنة.

وأوضح أستاذ القانون الجنائي، أن والد مرتكب الواقعة مسؤول عن تعويض الخسائر باعتباره يتولى رعايته.

لم تكن تعلم أن خروجها لاستنشاق الهواء النقي، واقتناء المستلزمات المنزلية داخل أحد الكومبوندات الشهيرة بالقاهرة الجديدة، سيكون الأخير، لينهي حياتها، شابا طائشا يقود السيارة بسرعة عالية، لتلقى شيماء نور حتفها على الفور.