- إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3911
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
مهم اوى ادخل بسرعه سماع القاصدين لصلاح القلوب في الاجتماع على ذلك: إما نشيدمجرد، نظير الغبار، وإما بالتصفيق، ونحو ذلك.
الإثنين 15 أغسطس 2011, 19:26
فأما سماع القاصدين لصلاح القلوب في الاجتماع على ذلك:
إما نشيدمجرد، نظير الغبار، وإما بالتصفيق، ونحو ذلك.
فهو السماع المحدث في الإسلام
فإنه أحدث بعد ذهاب القرون الثلاثة الذين أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (خير القرون: القرن الذي بعثت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) وقد كرهه أعيان الأمة ولم يحضره أكابر المشايخ.
وقال الشافعي ـ رحمه الله ـ: خلفت ببغداد شيئًا أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن.
وسئل عنه الإمام أحمد بن حنبل فقال:هو محدث أكرهه،قيل له: إنه يرق عليه القلب، فقال:لا تجلسوا معهم. قيل له: أيهجرون؟ فقال:لا يبلغ بهم هذا كله،
فبين أنه بدعة لم يفعلها القرون الفاضلة، لا في الحجاز، ولا في الشام،ولافي اليمن،ولا في مصر،ولا في العراق، ولا خراسان، ولو كان للمسلمين به منفعة فيدينهم لفعله السلف.
ولم يحضره مثل: إبراهيم بن أدهم، ولا الفضيل بن عياض، ولا معروف الكرخي، ولا السري السقطي، ولا أبو سليمان الداراني، ولا مثل الشيخ عبد القادر،والشيخ عدي، والشيخ أبي البيان، ولا الشيخ حياة، وغيرهم، بل في كلام طائفة من هؤلاءـ كالشيخ عبد القادر وغيره ـ النهي عنه. وكذلك أعيان المشائخ.
وقد حضره من المشائخ طائفة، وشرطوا له المكان، والإمكان، والخلان، والشيخ الذي يحرس من الشيطان. وأكثر الذين حضروه من المشائخ الموثوق بهم رجعواعنه في آخر عمرهم. كالجنيد فإنه حضره وهو شاب، وتركهم في آخر عمره،
وكان يقول:من تكلف السماع فتن به، ومن صادفه السماع استراح به. فقد ذم من يجتمع له، ورخص فيمن يصادفه من غير قصد. ولا اعتماد للجلوس له.
وسبب ذلك أنه مجمل ليس فيه تفصيل. فإن الأبيات المتضمنة لذكرالحب، والوصل والهجر، والقطيعة، والشوق، والتتيم، والصبر على العذل واللوم ونحوذلك، هو قول مجمل، يشترك فيه محب الرحمن، ومحب الأوثان، ومحب الإخوان، ومحب الأوطان، ومحب النسوان، ومحب المردان. فقد يكون فيه منفعة إذا هيج القاطن، وأثارالساكن، وكان ذلك مما يحبه الله ورسوله. لكن فيه مضرة راجحة على منفعته: كما في الخمر والميسر،فإن فيهما إثم كبير، ومنافع للناس، وإثمهما أكبر من نفعهما.
فلهذا لم تأت به الشريعة، لم تأت إلا بالمصلحة الخالصة أوالراجحة.
وأما ما تكون مفسدته غالبة على مصلحته، فهو بمنزلة من يأخذ درهما بدينار، أو يسرق خمسة دراهم، ويتصدق منها بدرهمين.
وذلك أنه يهيج الوجد المشترك، فيثير من النفس كوامن تضره آثارها، ويغذي النفس ويفتنها، فتعتاض به عن سماع القرآن، حتى لا يبقى فيها محبة لسماع القرآن ولا التذاذ به، ولا استطابة له، بل يبقى في النفس بغض لذلك، واشتغال عنه،كمن شغل نفسه بتعلم التوراة والإنجيل، وعلوم أهل الكتاب، والصابئين واستفادته العلم والحكمة منها، فأعرض بذلك عن كتاب الله وسنة رسوله، إلى أشياء أخرى تطول.
فلما كان هذا السماع لا يعطي بنفسه ما يحبه الله ورسوله من الأحوال والمعارف، بل قد يصد عن ذلك، و يعطي مالا يحبه الله ورسوله، أو ما يبغضه الله ورسوله، لم يأمر الله به ولا رسوله، ولا سلف الأمة ولا أعيان مشائخها.
ومن نكته أن الصوت يؤثر في النفس بحسنه: فتارة يفرح، وتارة يحزن،وتارة يغضب، وتارة يرضى، وإذا قوى أسكر الروح فتصير في لذة مطربة من غير تمييز.
كما يحصل للنفس إذا سكرت بالرقص،
وللجسد أيضًا إذا سكر بالطعام والشراب،
فإن السكرهو الطرب الذي يؤثر لذة بلا عقل، فلا تقوم منفعته بتلك اللذة بما يحصل من غيبةالعقل، التي صدت عن ذكر الله وعن الصلاة، وأوقعت العداوة والبغضاء.
و بالجملة فعلى المؤمن أن يعلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئًا يقرب إلى الجنة إلا وقد حدث به، ولا شيئًا يبعد عن / النار إلا وقد حدث به، وإن هذا السماع لو كان مصلحة لشرعه الله ورسوله، فإن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْدِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَدِينًا} [المائدة:3]
وإذا وجد فيه منفعة لقلبه، ولم يجد شاهدذلك، لا من الكتاب ولا من السنة، لم يلتفت إليه.
قال سهل بن عبد الله التستري:كل وجد لايشهد له الكتاب والسنة فهو باطل.
وقال أبو سليمان الداراني: إنه لتلم بقلبي النكتة من نكت القوم فلا أقبلها إلا بشاهدين عدلين: الكتاب، والسنة
وقال أبوسليمان أيضًا:ليس لمنألهم شيئًا من الخير أن يفعله، حتى يجد فيه أثرًا. فإذا وجد فيه أثرًا كان نورًاعلى نور.
وقال الجنيد بن محمد: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، فمن لم يقرأالقرآن، ولم يكتب الحديث، لا يصلح له أن يتكلم في علمنا
.
و أيضا فإن الله يقول في الكتاب: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً} [الأنفال:35]
قال السلف من الصحابة والتابعين: [المكاء] كالصفير ونحوه، من التصويت، مثلالغناء.
و[التصدية]:التصفيق باليد.
فقد أخبر الله عن المشركين أنهم كانوا يجعلون التصدية / والغناء لهم صلاة، وعبادة، وقربة، يعتاضون به عن الصلاة التي شرعها الله ورسوله.
وأما المسلمون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان: فصلاتهم وعبادتهم القرآن، واستماعه، والركوع والسجود، وذكر الله ودعاؤه، ونحو ذلك مما يحبه الله ورسوله، فمن اتخذ الغناء والتصفيق عبادة وقربة فقد ضاهى المشركين فيذلك، وشابههم فيماليس من فعل المؤمنين: المهاجرين والأنصار.
فإن كان يفعله فيبيوت الله فقد زاد في مشابهته أكبر وأكبر.
واشتغل به عن الصلاة وذكر الله ودعائه،فقد عظمت مشابهته لهم.
وصار له كفل عظيم من الذم الذي دل عليه قوله سبحانه وتعالى: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً}.
لكن قد يغفر له ذلك لاجتهاده، أو لحسنات ماحية، أوغير ذلك. فيمايفرق فيه بين المسلم والكافر.
لكن مفارقته للمشركين في غير هذا لا يمنع أن يكون مذمومًا خارجًا عن الشريعة، داخلًا في البدعة التي ضاهى بها المشركين، فينبغي للمؤمن أن يتفطن لهذا، ويفرق بين سماع المؤمنين الذي أمر الله به ورسوله، وسماع المشركين الذي نهى الله عنه ورسوله.
/ويعلم أن هذا السماع المحدث هو من جنس سماع المشركين، وهو إليه أقرب منه إلى سماع المسلمين، وإن كان قد غلط فيه قوم من صالح المسلمين، فإن الله لايضيع أجرهم وصلاحهم، لما وقع من خطئهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذااجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر واحد).
وهذا كما أن جماعة من السلف قاتلوا أمير المؤمنين عليا بتأويل، وعلي بن أبي طالب وأصحابه أولى بالحق منهم، وقد قال فيهم: من قصد الله فله الجنة.
وجماعة من السلف والخلف استحلوا بعض الأشربة بتأويل ـ وقد ثبت بالكتاب والسنة تحريم ما استحلوه ـ وإن كان خطؤهم مغفورًا لهم.
والذين حضروا هذا السماع من المشائخ الصالحين شرطوا له شروطًا لاتوجد إلا نادرًا، فعامة هذه السماعات خارجة عن إجماع المشائخ، ومع هذا فأخطؤوا ـ والله يغفر لهم خطأهم فيما خرجوا به عن السنة ـ وإن كانوا معذورين.
والسبب الذي أخطؤوا فيه أوقع أممًا كثيرة في المنكر الذي نهوا / عنه
وليس للعالمين شرعة ولا منهاج، ولا شريعة ولا طريقة أكمل من الشريعة التي بعثالله بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم كما كان يقول في خطبته: (خير الكلام كلام الله،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم).
ومن غلط بعضهم توهمه أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين حضروا هذا السماع، سماع المكاء والتصدية، والغناء والتصفيق بالأكف، حتى روى بعض الكاذبين أن النبي صلى الله عليه وسلم أنشده أعرابي شعرًا، قوله:
قد لسعت حية الهوى كبدي ** فلا طبيب لها ولا راقي.
سوى الحبيب الذي شغفت به ** فمنه دائي ومنه ترياقي.
وأن النبي صلى الله عليه وسلم تواجد حتى سقطت البردة عن منكبيه،وقال: (ليس بكريم من لم يتواجد عند ذكر المحبوب).
وهذا الحديث كذب بإجماع العارفين بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته وأحواله.
كما كذب بعض الكذابين: أن أهل الصفة قاتلوا المؤمنين مع / المشركين، وأمثال هذه الأمور المكذوبة إنما يكذبها من خرج عن أمر الله ورسوله،وأطبقت عليه طوائف من الجاهلين بأحوال الرسول وأصحابه، بل بأصول الإسلام.
إما نشيدمجرد، نظير الغبار، وإما بالتصفيق، ونحو ذلك.
فهو السماع المحدث في الإسلام
فإنه أحدث بعد ذهاب القرون الثلاثة الذين أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (خير القرون: القرن الذي بعثت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) وقد كرهه أعيان الأمة ولم يحضره أكابر المشايخ.
وقال الشافعي ـ رحمه الله ـ: خلفت ببغداد شيئًا أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن.
وسئل عنه الإمام أحمد بن حنبل فقال:هو محدث أكرهه،قيل له: إنه يرق عليه القلب، فقال:لا تجلسوا معهم. قيل له: أيهجرون؟ فقال:لا يبلغ بهم هذا كله،
فبين أنه بدعة لم يفعلها القرون الفاضلة، لا في الحجاز، ولا في الشام،ولافي اليمن،ولا في مصر،ولا في العراق، ولا خراسان، ولو كان للمسلمين به منفعة فيدينهم لفعله السلف.
ولم يحضره مثل: إبراهيم بن أدهم، ولا الفضيل بن عياض، ولا معروف الكرخي، ولا السري السقطي، ولا أبو سليمان الداراني، ولا مثل الشيخ عبد القادر،والشيخ عدي، والشيخ أبي البيان، ولا الشيخ حياة، وغيرهم، بل في كلام طائفة من هؤلاءـ كالشيخ عبد القادر وغيره ـ النهي عنه. وكذلك أعيان المشائخ.
وقد حضره من المشائخ طائفة، وشرطوا له المكان، والإمكان، والخلان، والشيخ الذي يحرس من الشيطان. وأكثر الذين حضروه من المشائخ الموثوق بهم رجعواعنه في آخر عمرهم. كالجنيد فإنه حضره وهو شاب، وتركهم في آخر عمره،
وكان يقول:من تكلف السماع فتن به، ومن صادفه السماع استراح به. فقد ذم من يجتمع له، ورخص فيمن يصادفه من غير قصد. ولا اعتماد للجلوس له.
وسبب ذلك أنه مجمل ليس فيه تفصيل. فإن الأبيات المتضمنة لذكرالحب، والوصل والهجر، والقطيعة، والشوق، والتتيم، والصبر على العذل واللوم ونحوذلك، هو قول مجمل، يشترك فيه محب الرحمن، ومحب الأوثان، ومحب الإخوان، ومحب الأوطان، ومحب النسوان، ومحب المردان. فقد يكون فيه منفعة إذا هيج القاطن، وأثارالساكن، وكان ذلك مما يحبه الله ورسوله. لكن فيه مضرة راجحة على منفعته: كما في الخمر والميسر،فإن فيهما إثم كبير، ومنافع للناس، وإثمهما أكبر من نفعهما.
فلهذا لم تأت به الشريعة، لم تأت إلا بالمصلحة الخالصة أوالراجحة.
وأما ما تكون مفسدته غالبة على مصلحته، فهو بمنزلة من يأخذ درهما بدينار، أو يسرق خمسة دراهم، ويتصدق منها بدرهمين.
وذلك أنه يهيج الوجد المشترك، فيثير من النفس كوامن تضره آثارها، ويغذي النفس ويفتنها، فتعتاض به عن سماع القرآن، حتى لا يبقى فيها محبة لسماع القرآن ولا التذاذ به، ولا استطابة له، بل يبقى في النفس بغض لذلك، واشتغال عنه،كمن شغل نفسه بتعلم التوراة والإنجيل، وعلوم أهل الكتاب، والصابئين واستفادته العلم والحكمة منها، فأعرض بذلك عن كتاب الله وسنة رسوله، إلى أشياء أخرى تطول.
فلما كان هذا السماع لا يعطي بنفسه ما يحبه الله ورسوله من الأحوال والمعارف، بل قد يصد عن ذلك، و يعطي مالا يحبه الله ورسوله، أو ما يبغضه الله ورسوله، لم يأمر الله به ولا رسوله، ولا سلف الأمة ولا أعيان مشائخها.
ومن نكته أن الصوت يؤثر في النفس بحسنه: فتارة يفرح، وتارة يحزن،وتارة يغضب، وتارة يرضى، وإذا قوى أسكر الروح فتصير في لذة مطربة من غير تمييز.
كما يحصل للنفس إذا سكرت بالرقص،
وللجسد أيضًا إذا سكر بالطعام والشراب،
فإن السكرهو الطرب الذي يؤثر لذة بلا عقل، فلا تقوم منفعته بتلك اللذة بما يحصل من غيبةالعقل، التي صدت عن ذكر الله وعن الصلاة، وأوقعت العداوة والبغضاء.
و بالجملة فعلى المؤمن أن يعلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئًا يقرب إلى الجنة إلا وقد حدث به، ولا شيئًا يبعد عن / النار إلا وقد حدث به، وإن هذا السماع لو كان مصلحة لشرعه الله ورسوله، فإن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْدِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَدِينًا} [المائدة:3]
وإذا وجد فيه منفعة لقلبه، ولم يجد شاهدذلك، لا من الكتاب ولا من السنة، لم يلتفت إليه.
قال سهل بن عبد الله التستري:كل وجد لايشهد له الكتاب والسنة فهو باطل.
وقال أبو سليمان الداراني: إنه لتلم بقلبي النكتة من نكت القوم فلا أقبلها إلا بشاهدين عدلين: الكتاب، والسنة
وقال أبوسليمان أيضًا:ليس لمنألهم شيئًا من الخير أن يفعله، حتى يجد فيه أثرًا. فإذا وجد فيه أثرًا كان نورًاعلى نور.
وقال الجنيد بن محمد: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، فمن لم يقرأالقرآن، ولم يكتب الحديث، لا يصلح له أن يتكلم في علمنا
.
و أيضا فإن الله يقول في الكتاب: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً} [الأنفال:35]
قال السلف من الصحابة والتابعين: [المكاء] كالصفير ونحوه، من التصويت، مثلالغناء.
و[التصدية]:التصفيق باليد.
فقد أخبر الله عن المشركين أنهم كانوا يجعلون التصدية / والغناء لهم صلاة، وعبادة، وقربة، يعتاضون به عن الصلاة التي شرعها الله ورسوله.
وأما المسلمون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان: فصلاتهم وعبادتهم القرآن، واستماعه، والركوع والسجود، وذكر الله ودعاؤه، ونحو ذلك مما يحبه الله ورسوله، فمن اتخذ الغناء والتصفيق عبادة وقربة فقد ضاهى المشركين فيذلك، وشابههم فيماليس من فعل المؤمنين: المهاجرين والأنصار.
فإن كان يفعله فيبيوت الله فقد زاد في مشابهته أكبر وأكبر.
واشتغل به عن الصلاة وذكر الله ودعائه،فقد عظمت مشابهته لهم.
وصار له كفل عظيم من الذم الذي دل عليه قوله سبحانه وتعالى: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً}.
لكن قد يغفر له ذلك لاجتهاده، أو لحسنات ماحية، أوغير ذلك. فيمايفرق فيه بين المسلم والكافر.
لكن مفارقته للمشركين في غير هذا لا يمنع أن يكون مذمومًا خارجًا عن الشريعة، داخلًا في البدعة التي ضاهى بها المشركين، فينبغي للمؤمن أن يتفطن لهذا، ويفرق بين سماع المؤمنين الذي أمر الله به ورسوله، وسماع المشركين الذي نهى الله عنه ورسوله.
/ويعلم أن هذا السماع المحدث هو من جنس سماع المشركين، وهو إليه أقرب منه إلى سماع المسلمين، وإن كان قد غلط فيه قوم من صالح المسلمين، فإن الله لايضيع أجرهم وصلاحهم، لما وقع من خطئهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذااجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر واحد).
وهذا كما أن جماعة من السلف قاتلوا أمير المؤمنين عليا بتأويل، وعلي بن أبي طالب وأصحابه أولى بالحق منهم، وقد قال فيهم: من قصد الله فله الجنة.
وجماعة من السلف والخلف استحلوا بعض الأشربة بتأويل ـ وقد ثبت بالكتاب والسنة تحريم ما استحلوه ـ وإن كان خطؤهم مغفورًا لهم.
والذين حضروا هذا السماع من المشائخ الصالحين شرطوا له شروطًا لاتوجد إلا نادرًا، فعامة هذه السماعات خارجة عن إجماع المشائخ، ومع هذا فأخطؤوا ـ والله يغفر لهم خطأهم فيما خرجوا به عن السنة ـ وإن كانوا معذورين.
والسبب الذي أخطؤوا فيه أوقع أممًا كثيرة في المنكر الذي نهوا / عنه
وليس للعالمين شرعة ولا منهاج، ولا شريعة ولا طريقة أكمل من الشريعة التي بعثالله بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم كما كان يقول في خطبته: (خير الكلام كلام الله،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم).
ومن غلط بعضهم توهمه أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين حضروا هذا السماع، سماع المكاء والتصدية، والغناء والتصفيق بالأكف، حتى روى بعض الكاذبين أن النبي صلى الله عليه وسلم أنشده أعرابي شعرًا، قوله:
قد لسعت حية الهوى كبدي ** فلا طبيب لها ولا راقي.
سوى الحبيب الذي شغفت به ** فمنه دائي ومنه ترياقي.
وأن النبي صلى الله عليه وسلم تواجد حتى سقطت البردة عن منكبيه،وقال: (ليس بكريم من لم يتواجد عند ذكر المحبوب).
وهذا الحديث كذب بإجماع العارفين بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته وأحواله.
كما كذب بعض الكذابين: أن أهل الصفة قاتلوا المؤمنين مع / المشركين، وأمثال هذه الأمور المكذوبة إنما يكذبها من خرج عن أمر الله ورسوله،وأطبقت عليه طوائف من الجاهلين بأحوال الرسول وأصحابه، بل بأصول الإسلام.
- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3762
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
رد: مهم اوى ادخل بسرعه سماع القاصدين لصلاح القلوب في الاجتماع على ذلك: إما نشيدمجرد، نظير الغبار، وإما بالتصفيق، ونحو ذلك.
الإثنين 15 أغسطس 2011, 20:03
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى