- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3760
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
لآلئ رمضانية
الإثنين 15 أغسطس 2011, 17:53
بسـم الله الرحمن الرحيـم
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فهذه لآلئ رمضانية، ودرر إيمانية، نثرناها بين يدي رمضان، ليجتهد العاقل في التقاطها، وليصبر المشتاق في متابعتها وامتلاكها.
اللؤلؤة الأولى: التهنئة بقدوم رمضان
يستحب أن يهنئ المسلمون بعضهم بعضًا بقدوم شهر الرحمة والمغفرة، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه بقدوم هذا الشهر، فيقول -صلى الله عليه وسلم-: «قد جاءكم رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة ويغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم» [المحدث: أحمد شاكر، صحيح].
اللؤلؤة الثانية: رمضان شهر الفضائل
ومن فضائله أنه:
1- شهر أنزل فيه القرآن: كما قال -سبحانه-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].
2- فيه تفتح أبواب الجنان: وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين. قال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين» [رواه مسلم].
3- فيه ليلة خير من ألف شهر: قال -تعالى-: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 1- 5].
4- حصول المغفرة لمن صام نهاره وقام ليله إيمانًا واحتسابًا: لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
5- كثرة العتقاء فيه من النار: لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «... ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة» [صححه الألباني].
6- أن الدعاء فيه مستجاب: لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر» [صححه الألباني].
7- أن أجر الصائم يضاعف أضعافًا كثيرة لا يعلمها إلا الله: فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله -عز وجل-: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به» [رواه مسلم].
8- أنه شهر الرحمة: لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا جاء رمضان، فتحت أبواب الرحمة ...» [صححه الألباني].
9- العمرة فيه تعدل حجة: لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «عمرة في رمضان تعدل حجة» [صححه الألباني].
10- قيام ليلة القدر سبب في مغفرة الذنوب: لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
اللؤلؤة الثالثة: كيف نستقبل رمضان؟
نستقبل رمضان:
1- بحمد الله -تعالى- وشكره على أن بلغنا هذا الشهر.
2- باستحضار فضائل هذا الشهر الكريم، والاغتباط بمقدمه.
3- بالتوبة النصوح من جميع الذنوب والمعاصي.
4- بعقد العزم على اغتنام أيامه ولياليه فيما يرضي الله -عز وجل-.
5- بالخروج من المظالم، ورد الحقوق إلى أصحابها.
6- بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، وتأديتها بخشوع وطمأنينة.
7- بالإكثار من تلاوة القرآن الكريم مع الفهم والتدبر.
8- بالإكثار من ذكر الله -تعالى- ودعائه واستغفاره، والمحافظة على الأذكار المطلقة والمقيدة.
9- بالحرص على النوافل بعد إتيان الفرائض.
10- بالإكثار من الصدقة، والإنفاق في وجوه البر.
11- بالمسابقة إلى تفطير الصائمين.
12- بالحرص على قيام رمضان، وتحري ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.
13- بحفظ اللسان عن فضول الكلام والبصر عن فضول النظر، والجوارح عن الوقوع في الحرام.
14- بالمكث في المصلى بعد صلاة الفجر، وذكر الله -تعالى- حتى تطلع الشمس وترتفع قيد رمح، ثم صلاة ركعتين، وبذلك يكون له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة.
15- بالحرص على أداء عمرة في رمضان.
16- بالحرص على اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، وزيادة الاجتهاد فيها.
17- بالاقتصاد في الطعام والشراب والنوم.
18- بالمسارعة إلى كل خير بما يناسب الحال والمقام.
اللؤلؤة الرابعة: الصوم المقبول
قال ابن القيم: "والصائم: هو الذي صامت جوارحه عن الآثام، ولسانه عن الكذب، والفحش، وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الرفث فإن تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه كله نافعًا صالحًا، وكذلك أعماله، فهي بمنزلة الرائحة التي يشمها من جالس حامل المسك.
كذلك من جالس الصائم انتفع بمجالسته، وأمن فيها من الزور والكذب والفجور والظلم، هذا هو الصوم المشروع، لا مجرد الإمساك عن الطعام والشراب؛ ففي الحديث الصحيح: «من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري]، وفي الحديث: «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش» [المحدث: الألباني، صحيح لغيره].
فالصوم هو صوم الجوارح عن الآثام، وصوم البطن عن الشرب والطعام، فكما أن الطعام والشراب يقطعه ويفسده، فهكذا الآثام تقطع ثوابه، وتفسد ثمرته، فتصيره بمنزلة من لم يصم" (الوابل الصيب).
اللؤلؤة الخامسة: حديث عظيم في نعمة العمر وإدراك رمضان
عن طلحة بن عبيد الله أن رجلين من بَلِيٍّ قدما على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان إسلامهما جميعًا، فكان أحدهما أشد اجتهادًا من الآخر. فغزا المجتهد منهما، فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي. قال طلحة: فرأيت في المنام، بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد. فأصبح طلحة يحدث به الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحدثوه الحديث، فقال: «من أي ذلك تعجبون؟»، فقالوا: يا رسول الله! هذا كان أشد الرجلين اجتهادًا، ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أليس قد مكث هذا بعده سنة؟» قالوا: بلى، قال: «وأدرك رمضان فصام، وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟» قالوا: بلى، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض» [صححه الألباني].
موعظة
إخواني!!
أين من كان معكم في رمضان الماضي؟ أما أفنته آفات المنون القواضي!
أين من كان يتردد إلى المساجد في الظلم، سافر عن داره منذ زمن ولم.
أين الذي ارتفعت أصواتهم بالأدعية؟ خرجت تلك الجواهر من تلك الأوعية.
أخي!!
شمر عسى أن ينفع التشميرُ *** وانظر بفكرك ما إليه تصيرُ
طولت آمالاً تكنفها الهوى *** ونسيت أن العمر منك قصير
قد أفصحت دنياك عن غدراتها *** وأتى مشيبك والمشيب نذير
دار لهوت بزهوها متمتعًا *** ترجو المقام بها وأنت تسير
لا يشغلنك عاجل عن آجل *** أبدًا فملتمس الحقير حقير
اللؤلؤة السادسة: رمضان والقرآن
لشهر رمضان خصوصية بالقرآن، حيث نزل فيه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ} [البقرة: 185]، ولذلك كانت تلاوة القرآن في شهر رمضان والاستماع إليه ومدارسته وتدبر أحكامه من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذا الشهر الفضيل.
وكان جبريل -عليه السلام- يلقى النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن.
ومن هنا كان السلف -رحمهم الله- يتفرغون للقرآن في هذا الشهر، وربما تركوا بعض العبادة من أجل اغتنام هذا الشهر في تلاوة القرآن ومدارسته.
قال ابن عبد الحكم: "كان مالك إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث، ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف".
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: "فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام".
ومن آداب تلاوة القرآن:
1- أن تخلص لله -تعالى- عند قراءتك.
2- أن تستحضر في نفسك مناجاة الله -تعالى- بالقرآن.
3- أن تستشعر عظمة الله -تعالى- في كل آية تقرؤها.
4- أن تستحضر الخشوع والتدبر والخضوع عند القراءة.
5- أن تكون متوضئًا نظيف البدن والثياب.
6- أن يكون المكان الذي تقرأ فيه القرآن طاهرًا نظيفًا.
7- أن تكون مستقبلًا القبلة عند القراءة.
8- أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند ابتداء القراءة.
9- أن تحسن صوتك بالقراءة، وأن تقرأ بتؤدة وسكينة.
10- أن تلتزم بأحكام تلاوة القرآن الكريم ما استطعت، وأن تقرأ بالترتيل.
11- أن تجتنب ما يخل بالقراءة كالضحك، واللغط، والعبث.
اللؤلؤة السابعة: العشر الأواخر
للعشر الأواخر من رمضان مزيد فضل على ما سبقها من أيام وليالٍ، وقد كان السلف يعظمون ثلاثة أعشار من العام: العشر الأول من محرم، والعشر الأواخر من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة.
ومن خصائص هذه العشر:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجتهد في العبادة فيها أكثر من غيرها، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره" [رواه مسلم].
وفي الصحيحين عنها قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" [رواه البخاري].
ومن خصائص هذه العشر أن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فمن أحسن العبادة في هذه العشر أدرك فضيلة ليلة القدر.
ومن خصائص هذه العشر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف فيها في المسجد.
والاعتكاف: لزوم المسجد لطاعة الله، والانقطاع لعبادته والتفرغ من شواغل الحياة.
فيستحب للمعتكف أن يشتغل بذكر الله وتلاوة القرآن والصلاة والدعاء والمناجاة ومدارسة العلم.
ويستحب له أن يجعل له مكانًا في المسجد ينقطع فيه عن الناس، ويتفرغ للعبادة، وإن جعل له خباءً أو مكانًا مستورًا يدخل فيه، فحسن.
السلف والعشر الأواخر
قال سفيان الثوري: "أحب إليَّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك".
إضاءة
قال ابن القيم: "ومن علامات صحة القلب: أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم من اهتمامه بالعمل: فيحرص على الإخلاص فيه، والنصيحة، والمتابعة، والإحسان، ويشهد مع ذلك منة الله عليه فيه، وتقصيره في حق الله، فهذه ستة مشاهد، لا يشهدها إلا القلب الحي السليم" (إغاثة اللهفان).
- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3760
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
رد: لآلئ رمضانية
الإثنين 15 أغسطس 2011, 20:17
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى