مسلسل رمضانى يثير ضجة بين المعلمين أستاذ عيسى".. حكاية مدرس حولته دراما رمضان لرجل عصابة بسبب ضعف راتبه

"السقا".. مدرس الميري يعمل فترة إضافية تدفعه في لطريق رجل العصابات .. و"نائب الوزير للمعلمين" المسألة تخضع لأهواء المؤلف

تظل قضية المُعلم ورغبته في تحسين صورته وإبرازه بهيئة تليق بقدره ومكانته بين طبقات المجتمع المختلفة، حيث يعد أحد الركائز الأساسية في تكوينها، واحدة من أعقد القضايا وأكثرها اشتباكاً، وفي ظل وجود الدراما كمرآة تعكس مشاكل الواقع بحثاً عن تسليط الأضواء عليها ولفت أنظار الجميع لخطورتها، يأتي الحضور المتجدد للمُعلم خلال الأعمال الرمضانية، حيث من المقرر أن يشهد رمضان الجاري حضوراً لمُعلم التاريخ في هيئة تجمع بين القدوة والإنجراف مع تيار الحياة.
المعلم القدوة
ويحظي المُعلم في الأعمال الدرامية بالحضور اللافت الذي يجمع بين الوقار تارة والسخرية أخرى، حيث كان من بين تلك النماذج "الأستاذ حمام" مدرس اللغة العربية وهي الشخصية التى قدمها نجيب الريحانى فى فيلم "غزل البنات"، كذلك مدرس اللغة العربية في أعمال "حضرة المتهم أبى"، و"آخر الرجال المحترمين"للراحل نور الشريف، إضافة إلى مسلسل "ضمير أبلة حكمت" والذي لعبت فيه دور البطولة الفنانة الراحلة فاتن حمامة كناظرة لإحدى مدارس الإسكندرية.
نموذج للسخرية والتهكم
لم تعط بعض الأعمال الأخرى للمعلم تلك الصورة الجيدة بل أظهرته بصورة تجمع بين السخرية والجشع وأحياناً التحرش وتدهور الخلق، منها ما حملته مدرسة المشاغبين قديماً، وما قدمته مُدرسة اللغة الإنجليزية "مس ميرفت" والتي قامت بدورها إيمى سمير غانم فى "عسل أسود" من أخطاء كارثية تتعلق بنطقها لكافة كلمات اللغة، والفنان محمد هنيدى فى فيلم ومسلسل "رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة"، و"مسيو رمضان"، مدرس اللغة العربية الذي تجرفه الحياة ويتخلى فيها عن مبادئه واهتمامه بطلابه الذين لعب دوراً كبيراً في التأثير عليهم نحو الأفضل فيما انحرف هو نحو الأسوأ، ومنه أيضاً فيلم الناظر الذي تضمن أركان المنظومة جميعاً بداية من ناظر المدرسة الذي بدأ بشدة وحزم وانتهى بشاب يجمع بين أساليب المعاصرة والرغبة في التعليم جسدهما الراحل علاء ولي الدين، مروراً بوكيل المدرسة الطامح في جمع الأموال والإختلاس دون وعي وإدراك بمستقبل الطلاب جسدها الفنان حسن حسني، إلى جانب بعض المدرسين أصحاب المبادئ كالفنان هشام سليم، والفنانة بسمه، وأخرى ميس إنشراح مدرسة الإنجليزى والدراسات المدرسة التي تدرس أكثر من مادة بسبب عدم توافر معلمين، وتضرب التلاميذ، وتهتم بالأكل اثناء الحصة، أكثر من تعليم الطلاب.
مدرس تاريخ شوهته الظروف
ويحمل المسلسل الرمضاني الجديد الذي يلعب بطولته الفنان أحمد السقا والذي يجسد فيه شخصية "عيسى" مدرس تاريخ بإحدى المدارس الحكومية براتب ضعيف للغاية، لا يمكنه من العيش، ليضطر العمل كسائق يجبر في وردية إضافية لكن مع مرور الوقت يتحول لرجل عصابات ويتورط في العمل بتجارة المخدرات من أجل إنقاذ والدته.
التعليم تتوعد
من جانبه، علق نائب وزير التربية والتعليم لشؤون المُعلمين الدكتور محمد عمر، لتلك الحالة من الأعمال الدرامية قائلاً: إن الأمر أصبح خاضعاً للأهواء الشخصية والتي يمر بها مؤلف العمل الدرامي، ليظهر المُعلم بشكل جيد وآخر بشكل ردئ أو جعله ماده قابلة للسخرية والاستهزاء وهو أمر لا يستحق عناء الرد، مشيراً إلى أنه لن تُقبل أي إهانة سواء للطفل أو المُعلم داخل تلك الأعمال وسيتم ملاحقتها قضائياً.

ولفت عمر في تصريحات خاصة إلى أن هناك أعمال درامية رائدة ومشرفة من بينها "ضمير أبلة حكمت، وأبو العلا البشري"، مشدداً الوزارة ليست مسؤولة عن أى خلل ذهني ونفسي يعانيه المؤلف.