- إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3896
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
الصبر على الإخوان من شيم الكرام
الجمعة 12 أغسطس 2011, 23:10
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد:
إن مما أثر عن الفضيل بن عياض رحمة الله عليه قوله: من طلب أخاً بلا عيب صار بلا أخ
فالأخوة هي الرابطة الربانية العظيمة التي رعاها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتعهدها من بعده صحبه الكرام ، والحقيقة أن الحاجة ماسة للتذكير بهذا الموضوع ، حتى تعود لهذه الرابطة مكانتها العظيمة، التي تتربع بها تاجاً على القلوب، تضبط تصرفاتنا، وتهذب نفوسنا، وتحكم ألسنتنا، وترتقي بأذواقنا، وتؤدب فعالنا
فمن طلب أخاً بلا عيب صار بلا أخ
فهل يدرك هؤلاء الذين يطلبون الكمال في إخوانهم، ويفترضون الملائكية في تصرفاتهم، ويتوقعون الحكمة في كل أفعالهم، والرشد في كل شأن من شؤونهم. يرسمون لهم صورة النقاء المطلق، والصفاء الخالص .
هل يدرك هؤلاءأن الأخ بشر، من طبيعته الخطأ، بل من الطبيعي أن يخطئ، ومن المستحيل أن لا يكون الخطأ ، لصعوبة أن تجتمع في المرء كل خصال الخير، ومجامع النبل، فإن رضيت منه أخلاقاً، فقد يسوؤك غيرها، وهكذا هي الحال، لاسيما في هذا الزمان.
وجميل ما قاله الشاعر:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
فإن تَتَبَّعْتَ الأخطاء ، ووقَفْت كثيراً عند السقطات، وضخمت السيئات، وساءتك بعض التصرفات، وآلمتك بعض الإشارات، وقلت: هذا ليس من أخلاق الإخوان، وهذا لا يليق بالإخوان ، فكيف يمكن أن يقبل من الإخوان، وهذه والله أخلاق من لا أخلاق لهم، وهذه تؤكد عدم الصفاء، أو الصدق في المودة واللقاء. وهكذا حديث نفس متألمة ، يغذيه شيطان رجيم ، تفرحه القطيعة، وتسره الخصومة، ويعيش في أجواء اللمز والغمز، والشحناء والكراهية .
فمن كان هذا هو نهجه، فلن يُبقيَ على أخ أبداً.
وجميل ما أوصى به الأولون رحمهم الله حين قالوا: لا يزهدنك في رجل حمدت سيرته، وارتضيت وتيرته، وعرفت فضله، وبطنت عقله، عيب خفي، تحيط به كثرة فضائله، أو ذنب صغير تستغفر له قوة وسائله.
إن الصبر على الإخوان من شيم الكرام ، فحقاً لا يصبر على الإخوان من لا يتحمل خطأهم، ويغض الطرف عن جفوتهم، ويغفر زلتهم، وينسى إساءتهم، ويلتمس لهم الأعذار، ويسعى في حاجاتهم، وإن قصروا ونسوا. فهل يكون لنا في سجل الكرام صفحة، نسجل فيها مآثر الأولين. ونمتثل لأمر رب العالمين:
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا
قال عبد العزيز بن عمر: «قال لي أبي يا بني إذا سمعت كلمة من امرئ مسلم فلا تحملها على شيء من الشر ما وجدت لها محملا من الخير» «الحلية» لأبي نعيم: (5/278).
وقال أبو قلابة: «إذا بلغك عن أخيك شيءٌ تكرهه فالتمس له عذرًا فإن لم تجد له عذرًا فقل: لعله له عذر لا أعلمه» «روضة العقلاء» لابن حبان البستي:
(184).
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد:
إن مما أثر عن الفضيل بن عياض رحمة الله عليه قوله: من طلب أخاً بلا عيب صار بلا أخ
فالأخوة هي الرابطة الربانية العظيمة التي رعاها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتعهدها من بعده صحبه الكرام ، والحقيقة أن الحاجة ماسة للتذكير بهذا الموضوع ، حتى تعود لهذه الرابطة مكانتها العظيمة، التي تتربع بها تاجاً على القلوب، تضبط تصرفاتنا، وتهذب نفوسنا، وتحكم ألسنتنا، وترتقي بأذواقنا، وتؤدب فعالنا
فمن طلب أخاً بلا عيب صار بلا أخ
فهل يدرك هؤلاء الذين يطلبون الكمال في إخوانهم، ويفترضون الملائكية في تصرفاتهم، ويتوقعون الحكمة في كل أفعالهم، والرشد في كل شأن من شؤونهم. يرسمون لهم صورة النقاء المطلق، والصفاء الخالص .
هل يدرك هؤلاءأن الأخ بشر، من طبيعته الخطأ، بل من الطبيعي أن يخطئ، ومن المستحيل أن لا يكون الخطأ ، لصعوبة أن تجتمع في المرء كل خصال الخير، ومجامع النبل، فإن رضيت منه أخلاقاً، فقد يسوؤك غيرها، وهكذا هي الحال، لاسيما في هذا الزمان.
وجميل ما قاله الشاعر:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
فإن تَتَبَّعْتَ الأخطاء ، ووقَفْت كثيراً عند السقطات، وضخمت السيئات، وساءتك بعض التصرفات، وآلمتك بعض الإشارات، وقلت: هذا ليس من أخلاق الإخوان، وهذا لا يليق بالإخوان ، فكيف يمكن أن يقبل من الإخوان، وهذه والله أخلاق من لا أخلاق لهم، وهذه تؤكد عدم الصفاء، أو الصدق في المودة واللقاء. وهكذا حديث نفس متألمة ، يغذيه شيطان رجيم ، تفرحه القطيعة، وتسره الخصومة، ويعيش في أجواء اللمز والغمز، والشحناء والكراهية .
فمن كان هذا هو نهجه، فلن يُبقيَ على أخ أبداً.
وجميل ما أوصى به الأولون رحمهم الله حين قالوا: لا يزهدنك في رجل حمدت سيرته، وارتضيت وتيرته، وعرفت فضله، وبطنت عقله، عيب خفي، تحيط به كثرة فضائله، أو ذنب صغير تستغفر له قوة وسائله.
إن الصبر على الإخوان من شيم الكرام ، فحقاً لا يصبر على الإخوان من لا يتحمل خطأهم، ويغض الطرف عن جفوتهم، ويغفر زلتهم، وينسى إساءتهم، ويلتمس لهم الأعذار، ويسعى في حاجاتهم، وإن قصروا ونسوا. فهل يكون لنا في سجل الكرام صفحة، نسجل فيها مآثر الأولين. ونمتثل لأمر رب العالمين:
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا
قال عبد العزيز بن عمر: «قال لي أبي يا بني إذا سمعت كلمة من امرئ مسلم فلا تحملها على شيء من الشر ما وجدت لها محملا من الخير» «الحلية» لأبي نعيم: (5/278).
وقال أبو قلابة: «إذا بلغك عن أخيك شيءٌ تكرهه فالتمس له عذرًا فإن لم تجد له عذرًا فقل: لعله له عذر لا أعلمه» «روضة العقلاء» لابن حبان البستي:
(184).
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى