القرار النهائى بعد تدخل نقابة معلمى دمياط و مؤسسات المجتمع المدنى و أولياء الأمور و أسرة بسملة " إعفاء المعلم من العقاب الجنائى و وتطبيق الجزاء الإدارى فقط

القرار النهائى بعد تدخل نقابة معلمى دمياط و مؤسسات المجتمع المدنى و أولياء الأمور و أسرة بسملة " إعفاء المعلم من العقاب الجنائى و  وتطبيق الجزاء الإدارى فقط

اسدال الستار حول قضية طالبة التنمر بدمياط بالصلح
بسملة: حقي جالى و مش هستفيد حاجة من حبس المدرس والتصالح معه لكبر سنه
الام : أخشى من سوء معاملة المدرسين لنجلتى تضامنا مع زميلهم
وكيل التعليم: المدرس أخطأ والتصالح الجنائي لا يعفيه من العقاب الإداري
على مدار الأسبوع تحولت إلى الطفلة الأشهر على السوشيال ميديا والقنوات الفضائية ولقبت "بطالبة التنمر بدمياط"،تعاطف معها الكثير ليس في دمياط فحسب وانما على مستوى الجمهورية ، إنها الطالبة بسملة على عبد الحميد عبدالله،13 سنة، بالصف الثانى الإعدادى، بمدرسة الشهيد محمد جمال صابر الإعدادية المشتركة بإدارة دمياط التعليمية والتى أشعلت صفحات السوشيال ميديا وتصدرت عناوين الأخبار وبرامج التوك شو في مصر على مدار الايام الماضية وذلك بعد إعلانها رفض معاملة معلم اللغة العربية بالمدرسة لها ونعتها بأنها "طالبه سوداء " و استهزائه وسخريته منها عندما طلب من طلاب الفصل إعراب جملة بسملة طالبة سوداء" وهنا انهارت بسملة بالبكاء رافضة نعتها بالسواد ولكن لم يبالى ببكائها واستمرت في توبيخها مندهشا من بكائها بعد نعتها بـ السوداء..
فاشتكت بسملة في بادئ الأمر لوالدتها والتى بدورها قامت بالتوجه الى المدرسة وتقديم شكوى ضد المعلم "سامى دياب" معلم اللغة العربية لقيامه بالاستهزاء بلون بشرة ابنتها وتنمرة منها وعلى الفور قام بعض المعلمين بالتدخل لدى الأم ومطالبتها بالتنازل عن الشكوى مع وعد بحسن المعاملة وبالفعل تنازلت الأم عن الشكوى.
كان على المدرس الكف عن إيذاء بسملة نفسيا الا انه استفزها ببعض العبارات منها " لو مش عاجبك حاجه في المدرسة يا بسملة روحى اشتكينى " وطالبها بلم الزبالة" في اشارة منه انه قامت من قبل بتقديم شكوى ضده وعندها شعرت بسملة بأن المدرس لن يكف عن مضايقتها فلجات لوالدتها مرة اخرى ولكن هذة المرة ذهبت والدتها الى مكتب السيد سويلم وكيل وزارة التربية والتعليم والذى استقبل بسملة ووالدها ووالدتها واعتذر لهم عما بدر من المدرس.
واصدر قرارا على الفور بنقل المدرس الى مدرسة أخري وهو ماتم بالفعل الا ان الامر خرج من حيز المدرسة والتربية والتعليم وأصبح حديث الساعة عبر صفحات التواصل الاجتماعى الفيس بوك بدمياط الى ان تصاعد الامر ووصل لجميع الجروبات الخاصة بالتعليم وحقوق الانسان وغيره من المهتمين بقضية التمنر والعنصر وعقب ساعات قليلة من تسريب خبر استقبال وكيل وزارة التربية والتعليم لبسملة الا وان اصبح الخبر حديث مصر كلها وهنا انقلب الوضع رأسا على عقب فتحولت من مجرد شكوى ضد مدرس قام بالسخرية من طالبة سواء بقصد او بدون قصد الى قضية رأى عام وهى قضية التنمر في مصر.
وفي اليوم التالى قامت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط بالتوجة الى المدرسة حاملا باقه من الورود للطالبة وقامت بتقديم الباقه للطالبة خلال طابور الصباح تعبيرا منها عن تقديرها للطالبة وفي محاولة للرد اعتبارها وفي مساء هذا اليوم قام العديد من القنوات الفضائية بعمل مداخلة مع بسملة واسرتها والمدرس وقام المدرس بالاعتذار على الهواء لبسملة وأكد أنه لم يقصد نهائيا السخرية منها .
والغريب في الامر ان بسملة واسرتها أبدت في بداية الأمر تسامحها مع المدرس بعد اعتذاره إلا ان ما حدث في صباح اليوم التالى كان مفاجأة للجميع وهو استدعاء للمعلم من قبل النيابه العامة بدمياط للمثول أمام وكيل النائب العام للتحقيق معه في واقعة الاستهزاء بالطالبة والسخرية منها وبالفعل توجه المعلم الى مقر النيابة العامة بشطا برفقة عدد من المحامين الذين أعلنوا تضامنهم معه ووفد من نقابة المعلمين.
وأنكر المعلم خلال التحقيق معه توجيه عبارة "بسملة طالبة سوداء " بل قال انه طالب الطلاب بالفصل إعراب جملة "بسملة طالبة سمراء " وقالها بعفوية ولم يقصد السخرية من الطالبة خاصة وانه اسمر البشرة مثلها "على حد قوله" إلا أن النيابة أصدرت قرارا بعد التحقيق معه على مدار 5 ساعات ، بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
هنا ثار العديد من المعلمين بالمدرسة وكذلك أعضاء نقابة المعلمين الفرعية بدمياط ونقابة المحامين بدمياط والعديد من رواد الفيس بوك واستنكروا حبس المدرس واتهامه جنائيا ومعاقبته كأحد الخارجين على القانون وحبسه وطالبوا بالاكتفاء بمحاسبته اداريا خاصة وان تحقيق النيابة الإدارية مازال قيد التحقيق.
وجاء قرار المستشار جمال حتة، المحامى العام لنيابات دمياط، بإحالة المدرس لجلسة عاجلة يوم 2 ديسمبر أمام محكمة جنح مركز دمياط مع استمرار حبسه، ليحول مسار القضية من تعاطف مع بسملة الطالبة التى تعرضت للتنمر الى تعاطف مع المدرس مربي الاجيال والذى يتم محاكمته جنائيا لخطأ ارتكبه في حق طالبه والسخرية منها سواء بقصد او بدون قصد.
وعلى اثر ذلك قام البرلمانى ضياء داوود وياسر ابو هندية نقيب المحامين بدمياط بالتوجه الى منزل الطالبة ومقابلتها هى وأسرتها ومطالبتهم بالتصالح جنائيا مع المدرس وابدأت بسملة واسرتها الموافقة وبالفعل توجهوا صباح اليوم ، الى مقر النيابة العامة بشطا للتصالح مع المدرس في الشق الجنائي وترك الشق الادارى يسير في طريقة في التحقيقات وبهذا التصالح تكون قد أسدلت الستار حول الواقعة الأولى من نوعها في دمياط والاكثر شهر وتداولا على مدار الاسبوع.
ومن جانبها تقول منال غريب والدة الطالبة بسملة .إلى أنه بعد مكالمة وزير التربية والتعليم لها واعتذاره على الهواء، فإن ذلك يكفى لعودة حق بسملة، وقالت لازم يخرج من الحبس، والتصالح في النيابة العامة، حفاظًا على سن الأستاذ والوضع الصحي الخاص به ولكن بالنسبة للشق الاداري فلا تصالح فيه ومستمرون في شكواهم في النيابة الإدارية ضد المدرس.
وطالبت العاملين بمدرسة ابنتها بحسن معاملة ابنتها خاصة بعد ان قاموا باتخاذ موقف تجاة ابنتها بعد قرار النيابة بحبس المدرس .
مضيفا انهم ليس لهم ذنب في قرار النيابة بل لم يتوجه احد منهم للنيابة لتقديم بلاغ ضد المدرس بل فوجئوا باستدعائهم من قبل المحامى العام لاخذ اقوالهم على اعتبار ان قضية بسملة أصبحت قضية رأى عام.
واشارت الى ان ابنتها تخشي من سوء معاملة المدرسين تضامنا مع زميلهم ولكنها ستذهب للمدرسة مرفوعه الرأس لانها تسامحت في حقها بعد ان حاربت من أجله.
ومن جانبه أكدت الطالبة بسملة" انه لم تكن ترغب في حبس المدرس وانها أرادت رد اعتبارها فقط وانه مهما كان معلمها حتى وان اخطأ في حقها واستهزأ بلون بشرتها أمام زملائها وعلى الرغم من ذلك فلن ترضي بسجنه مع الخارجين على القانون نظرا لوضعه الاجتماعي وسنه وحالته الصحية.
وأضافت،أنها سعيدة بأنه تم رد اعتبارها بصرف النظر عما حدث من المدرسين بالمدرسة على مدار الأيام الماضية وتضامنهم مع المعلم وسوء تعاملهم معى خاصة بعد قرار حبسه من قبل النيابة العامة فانا مقدرة تمام تضررهم من حبس زميلهم.
ومن جانبه أكد السيد سويلم وكيل وزارة التربية والتعليم بدمياط ، ان موقف المديرية تجاة المدرس واضح جدا وهو رفض الاسلوب الذى تعامل به مع الطالبة ورفض العنصرية والتنمر بشكل قاطع.
مؤكدا انه لن يتهاون مع اى مدرس او مدرسة او احدا من العاملين بالتربية والتعليم يقوم بالسخرية من طالب او من زميلة فالمسالة مساله مبدأ لاتتجزأ وليس معنى التصالح الذى تم بين أسرة الطالبة بسملة والمدرس ان الامر انتهى بل العكس التحقيق بالمديرية قائم والتحقيق بالنيابة الادارية مستمر وسيعاقب جزاء ماوقع فيه من خطأ تجاه الطالبة .
مضيفا، ان وزير التعليم تعليماته لي واضحه وصريحة بانه لاتهاون مع اى مخطئ في حق طالب او العكس فالتنمر والسخرية أمر مرفوض وبالفعل الوزير اتصل بالطالبة وجبر بخاطرها ورد لها اعتبارها.
واشار الى ان التنازل من قبل الاسرة في الشق الجنائي جاء نتيجة لتسامحهم مع المدرس نظرا لكبر سنه وحالته الصحية وبعد تدخل البعض من منظمات المجتمع المدنى والبرلمانين لدى الاسرة وقرار التصالح امر يخص بسملة واسرتها فقط وجاء حفاظا على الترابط الاجتماعى داخل المجتمع الدمياطى لان هناك من يتضامن مع المدرس لكبر سنه والتمسوه له العذر بانه لم يقصد اهانه على حد قول المدرس واقواله في النيابه وهناك من يرفض ماقام به ومؤيد لاجراءات التى تمت حياله ففي نهاية الامر المدرس اخطا وسينال عقابه اداريا واعتقد انه ناله مجتمعيا بعد رفض المجتمع لما قام به في حق الطالبة.