- حمدي عبد الجليلالمشرف العام
- عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28461
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
الباب ( 5- 6- 7 ) من أخبار الحمقى والمغفلين
الخميس 11 أغسطس 2011, 22:58
الباب الخامس
في ذكر صفات الأحمق
صفات الأحمق تقسم إلى قمسين: أحدهما: من حيث الصورة، والثاني: من حيث الخصال والأفعال.
صفات الأحمق من حيث الصورة
ذكر القسم الأول: قال الحكماء: إذا كان الرأس صغيراً رديء الشكل دل على رداءة في هيئة الدماغ. قال جالينوس: لا يخلو صغر الرأس البتة من دلالة على رداءة هيئة الدماغ وإذا قصرت الرقبة دلت على ضعف الدماغ وقلته، ومن كانت بنيته غير متناسبة كان رديئاً حتى في همته وعقله مثل الرجل العظيم البطل، القصير الأصابع، المستدير الوجه، العظيم القامة، الصغير الهامة، اللحيم الجبهة والوجه والعنق والرجلين، فكأنما وجهه نصف دائرة.
صفة الرأس
كذلك إذا كان مستدير الرأس واللحية، ولكن وجهه شديد الغلظ وفي عينيه بلادة وحركة فهو أيضاً من أبعد الناس على الخير، فإن جحظتا فهو وقح مهذار.
صفة العين
فإن كانت العين ذاهبة في طول البدن فصاحبها مكار لص، وإذا كانت العين عظيمة مرتعدة فصاحبها كسلان بطال أحمق محب للنساء. والعين الزرقاء التي في زرقتها صفرة كأنها زعفران، تدل على رداءة الأخلاق جداً، والعين المشبهة لأعين البقر تدل على الحمق، وإذا كانت العين كأنها ناتئة وسائر الجفن لاطىء فصاحبها أحمق، وإذا كان الجفن من العين منكسراً أو متلوناً من غير علة، فصاحبها كذاب مكار أحمق، والشعر على الكتفين والعنق يدل على الحمق والجرأة؛ وعلى الصدر والبطن يدل على قلة الفطنة.
صفة العنق والشفة
في ذكر صفات الأحمق
صفات الأحمق تقسم إلى قمسين: أحدهما: من حيث الصورة، والثاني: من حيث الخصال والأفعال.
صفات الأحمق من حيث الصورة
ذكر القسم الأول: قال الحكماء: إذا كان الرأس صغيراً رديء الشكل دل على رداءة في هيئة الدماغ. قال جالينوس: لا يخلو صغر الرأس البتة من دلالة على رداءة هيئة الدماغ وإذا قصرت الرقبة دلت على ضعف الدماغ وقلته، ومن كانت بنيته غير متناسبة كان رديئاً حتى في همته وعقله مثل الرجل العظيم البطل، القصير الأصابع، المستدير الوجه، العظيم القامة، الصغير الهامة، اللحيم الجبهة والوجه والعنق والرجلين، فكأنما وجهه نصف دائرة.
صفة الرأس
كذلك إذا كان مستدير الرأس واللحية، ولكن وجهه شديد الغلظ وفي عينيه بلادة وحركة فهو أيضاً من أبعد الناس على الخير، فإن جحظتا فهو وقح مهذار.
صفة العين
فإن كانت العين ذاهبة في طول البدن فصاحبها مكار لص، وإذا كانت العين عظيمة مرتعدة فصاحبها كسلان بطال أحمق محب للنساء. والعين الزرقاء التي في زرقتها صفرة كأنها زعفران، تدل على رداءة الأخلاق جداً، والعين المشبهة لأعين البقر تدل على الحمق، وإذا كانت العين كأنها ناتئة وسائر الجفن لاطىء فصاحبها أحمق، وإذا كان الجفن من العين منكسراً أو متلوناً من غير علة، فصاحبها كذاب مكار أحمق، والشعر على الكتفين والعنق يدل على الحمق والجرأة؛ وعلى الصدر والبطن يدل على قلة الفطنة.
صفة العنق والشفة
ومن طالت عنقه ورقت، فهو صياح أحمق جبان، ومن كان أنفه غليظاً ممتلئاً فهو قليل الفهم، ومن كان غليظ الشفة، فهو أحمق غليظ الطبع. ومن كان شديد استدارة الوجه فهو جاهل، ومع عظمت أذنه فهو جاهل طويل العمر. وحسن الصوت دليل على الحمق وقلة الفطنة، واللحم الكثير الصلب دليل على غلظ الحس والفهم، والغباوة والجهل في الطول أكثر.
عظم الهامة
وقال الأحنف بن قيس: إذا رأيت الرجل عظيم الهامة طويل اللحية فاحكم عليه بالرقاعة ولو كان أمية بن عبد شمس.
وقال معاوية لرجل عتب عليه: كفانا في الشهادة عليك في حماقتك وسخافة عقلك، ما نراه من طول لحيتك. وقال عبد الملك بن مروان: من طالت لحيته فهو كوسجٌ في عقله. وقال غيره: من قصرت قامته، وصغرت هامته، وطالت لحيته، فحقيقاً على المسلمين أن يعزوه في عقله. وقال أصحاب الفراسة: إذا كان الرجل طويل القامة واللحية فاحكم عليه بالحمق، وإذا انضاف إلى ذلك أن يكون رأسه صغيراً فلا تشك فيه.
وقال بعض الحكماء: موضع العقل الدماغ، وطريق الروح الأنف، وموضع الرعونة طويل اللحية. وعن سعد بن منصور أنه قال: قلت لابن إدريس: أرأيت سلام بن أبي حفصة؟ قال: نعم، رأيته طويل اللحية وكان أحمق.
وعن ابن سيرين أنه قال: إذا رأيت الرجل طويل اللحية لم، فاعلم ذلك في عقله. قال زياد ابن أبيه: ما زادت لحية رجل على قبضته، إلا كان ما زاد فيها نقصاً من عقله.
قال بعض الشعراء: متقارب:
إذا عرضت للفتى لحيةٌ ... وطالت فصارت إلى سرته
فنقصان عقل الفتى عندنا ... بمقدار ما زاد في لحيته
كلام الأحمق أدل شيء على حمقه
ومن صفات الأحمق صغر الأذن، ويعرف الأحمق بمشيه وتردده، وكلام الأحمق أقوى الأدلة على حمقه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد قال: بلغني أن المهدي لما فرغ من عيسا باذ ركب في جماعة يسيرة لينظر، فدخل مفاجأة فأخر كل من كان هناك من الناس، وبقي رجلان خفيا عن أبصار الأعوان، فرأى المهدي أحدهما وهو دهش لا يعقل، فقال: من أنت؟ قال: أنا أنا أنا، قال: ويلك من أنت؟ قال: لا أدري، قال: ألك حاجة؟ قال: لا لا، قال: أخرجوه أخرج الله نفسه. فدفع في قفاه، فلما خرج قال لغلامه: اتبعه من حيث لا يعلم فسل عن أمره ومهنته، فإني أخاله حائكاً. فخرج الغلام يقفوه، ثم رأى الآخر فاستنطقه فأجابه بقلب قوي ولسان جريء فقال: من أنت؟ فقال: رجل من أبناء رجال دعوتك، قال: فما جاء بك إلى هنا؟ قال: جئت لأنظر هذا البناء الحسن. وأتمتع بالمنظر، وأكثر من الدعاء لأمير المؤمنين بطول المدة، وتمام النعمة، ونماء العز والسلامة؛ قال: ألك حاجة؟ قال: نعم خطبت ابنة عم لي فردني أبوها، وقال: لا مال لك، والناس يرغبون في المال وأنا بها مشغوف، قال: قد أمرت لك بخمسين ألف درهم، قال: جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين، قد وصلت فأجزلت الصلة ومننت فأعظمت المنة، فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه، وآخر أيامك خيراً من أولها، ومتعك بما أنعم به وأمتع رعيتك بك. فأمر أن يعجل صلته ووجه بعض خاصته معه وقال: سل عن مهنته فإني أخاله كاتباً. فجاء الرسول الأول فقال: وجدته حائكاً وأخبر الآخر قال: وجدته كاتباً. فقال المهدي: لم يخف علي مخاطبة الحائط والكاتب.
يعرف الأحمق من كنيته
وقد روي عن معاوية أنه قال لأصحابه: بأي شيء تعرفون الأحمق من غير مجاورة؟ قال بعضهم: من قبل مشيته ونظره وتردده، وقال بعضهم: لا بل يعرف حمق الرجل من كنيته ونقش خاتمه، فبينما هو يخوضون في حديث الحمقى إذ صاح رجل لرجل: يا أبا الياقوت؛ فدعا به معاوية، فإذا رجل عليه بزة، فحاوره ساعة ثم قال: ما الذي على فص خاتمك؟ فقال: " ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين " ، فقالوا يا أمير المؤمنين: الأمر كما قلت. وعن الشافعي أنه قال: إذا رأيت الرجل خاتمه كبير وفصه صغير فذاك رجل عاقل، وإذا رأيت فضته قليلة وفصه كبير فذاك عاجز، وإذا رأيت الكاتب دواته على يساره فليس بكاتب، وإذا كانت على يمينه وقلمه على أذنه فذاك كاتب.
صفات الأحمق الخلقية
ذكر القسم الثاني: وهو المتعلق بالخصال والأفعال. من ذلك ترك نظره في العواقب وثقته بمن لا يعرفه ولا يخبره، ومنها، أنه لا مودة له.
العجب وكثرة الكلام
عظم الهامة
وقال الأحنف بن قيس: إذا رأيت الرجل عظيم الهامة طويل اللحية فاحكم عليه بالرقاعة ولو كان أمية بن عبد شمس.
وقال معاوية لرجل عتب عليه: كفانا في الشهادة عليك في حماقتك وسخافة عقلك، ما نراه من طول لحيتك. وقال عبد الملك بن مروان: من طالت لحيته فهو كوسجٌ في عقله. وقال غيره: من قصرت قامته، وصغرت هامته، وطالت لحيته، فحقيقاً على المسلمين أن يعزوه في عقله. وقال أصحاب الفراسة: إذا كان الرجل طويل القامة واللحية فاحكم عليه بالحمق، وإذا انضاف إلى ذلك أن يكون رأسه صغيراً فلا تشك فيه.
وقال بعض الحكماء: موضع العقل الدماغ، وطريق الروح الأنف، وموضع الرعونة طويل اللحية. وعن سعد بن منصور أنه قال: قلت لابن إدريس: أرأيت سلام بن أبي حفصة؟ قال: نعم، رأيته طويل اللحية وكان أحمق.
وعن ابن سيرين أنه قال: إذا رأيت الرجل طويل اللحية لم، فاعلم ذلك في عقله. قال زياد ابن أبيه: ما زادت لحية رجل على قبضته، إلا كان ما زاد فيها نقصاً من عقله.
قال بعض الشعراء: متقارب:
إذا عرضت للفتى لحيةٌ ... وطالت فصارت إلى سرته
فنقصان عقل الفتى عندنا ... بمقدار ما زاد في لحيته
كلام الأحمق أدل شيء على حمقه
ومن صفات الأحمق صغر الأذن، ويعرف الأحمق بمشيه وتردده، وكلام الأحمق أقوى الأدلة على حمقه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد قال: بلغني أن المهدي لما فرغ من عيسا باذ ركب في جماعة يسيرة لينظر، فدخل مفاجأة فأخر كل من كان هناك من الناس، وبقي رجلان خفيا عن أبصار الأعوان، فرأى المهدي أحدهما وهو دهش لا يعقل، فقال: من أنت؟ قال: أنا أنا أنا، قال: ويلك من أنت؟ قال: لا أدري، قال: ألك حاجة؟ قال: لا لا، قال: أخرجوه أخرج الله نفسه. فدفع في قفاه، فلما خرج قال لغلامه: اتبعه من حيث لا يعلم فسل عن أمره ومهنته، فإني أخاله حائكاً. فخرج الغلام يقفوه، ثم رأى الآخر فاستنطقه فأجابه بقلب قوي ولسان جريء فقال: من أنت؟ فقال: رجل من أبناء رجال دعوتك، قال: فما جاء بك إلى هنا؟ قال: جئت لأنظر هذا البناء الحسن. وأتمتع بالمنظر، وأكثر من الدعاء لأمير المؤمنين بطول المدة، وتمام النعمة، ونماء العز والسلامة؛ قال: ألك حاجة؟ قال: نعم خطبت ابنة عم لي فردني أبوها، وقال: لا مال لك، والناس يرغبون في المال وأنا بها مشغوف، قال: قد أمرت لك بخمسين ألف درهم، قال: جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين، قد وصلت فأجزلت الصلة ومننت فأعظمت المنة، فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه، وآخر أيامك خيراً من أولها، ومتعك بما أنعم به وأمتع رعيتك بك. فأمر أن يعجل صلته ووجه بعض خاصته معه وقال: سل عن مهنته فإني أخاله كاتباً. فجاء الرسول الأول فقال: وجدته حائكاً وأخبر الآخر قال: وجدته كاتباً. فقال المهدي: لم يخف علي مخاطبة الحائط والكاتب.
يعرف الأحمق من كنيته
وقد روي عن معاوية أنه قال لأصحابه: بأي شيء تعرفون الأحمق من غير مجاورة؟ قال بعضهم: من قبل مشيته ونظره وتردده، وقال بعضهم: لا بل يعرف حمق الرجل من كنيته ونقش خاتمه، فبينما هو يخوضون في حديث الحمقى إذ صاح رجل لرجل: يا أبا الياقوت؛ فدعا به معاوية، فإذا رجل عليه بزة، فحاوره ساعة ثم قال: ما الذي على فص خاتمك؟ فقال: " ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين " ، فقالوا يا أمير المؤمنين: الأمر كما قلت. وعن الشافعي أنه قال: إذا رأيت الرجل خاتمه كبير وفصه صغير فذاك رجل عاقل، وإذا رأيت فضته قليلة وفصه كبير فذاك عاجز، وإذا رأيت الكاتب دواته على يساره فليس بكاتب، وإذا كانت على يمينه وقلمه على أذنه فذاك كاتب.
صفات الأحمق الخلقية
ذكر القسم الثاني: وهو المتعلق بالخصال والأفعال. من ذلك ترك نظره في العواقب وثقته بمن لا يعرفه ولا يخبره، ومنها، أنه لا مودة له.
العجب وكثرة الكلام
ومنها، العجب وكثرة الكلام، قال أبو الدرداء: لا يغرنكم ظرف الرجل وفصاحته وإن كان مع ذلك قائم الليل صائم النهار إذا رأيتم فيه ثلاث خصال، العجب، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه، وإن يجد على الناس فيما يأتي مثله، فإن ذلك من علامة الجاهل. وقال عمر بن عبد العزيز: ما عدمت من الأحمق فلن تعدم خلتين، سرعة الجواب، وكثرة الإلتفاتات، وتكلم رجل عند معاوية فأكثر الكلام، فضجر معاوية فقال: اسكت. فقال: وهل تكلمت؟
الخلو من العم أصلاً
ومن علامات الأحمق، خلوه من العلم أصلاً، فإن العقل لا بد أن يحرك إلى اكتساب شيء. فقال: وهل تكلمت؟
الخلو من العم أصلاً
ومن علامات الأحمق، خلوه من العلم أصلاً، فإن العقل لابد أن يحرك إلى اكتساب شيء من العلم وإن قل، فإذا غلب السن ولم يحصل شيئاً من العلم دل على الحمق. قال الأعمش: إذا رأيت الشيخ ليس عنده شيءٌ من العلم أحببت أن أصفعه.
كان عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب صديقاً للوليد يأتيه ويؤانسه، فجلسا يوماً يلعبان بالشطرنج، إذ أتاه الآذن فقال: أصلح الله الأمير، رجل من أخوالك من أشراف ثقيف قدم غازياً، فأحب السلام عليك؟ فقال: دعه، فقال عبد الله: وما عليك، ائذن لي فنظل نحن على لعبنا، فادع بمنديل يوضع عليها ونسلم على الرجل ونعود، ففعل ثم قال: ائذن له، فإذا هو رجل له هيبة وبين عينيه أثر السجود، وهو معتم قد رجل لحيته، فسلم ثم قال: أصلح الله الأمير، قدمت غازياً فكرهت أن أجوزك حتى أقضي حقك، فقال: حياك الله وبارك عليك، ثم سكت عنه، فلما أنس أقبل عليه الوليد فقال: يا خال هل جمعت القرآن؟ قال: لا، كانت شغلتنا عنه شواغل، قال: أحفظت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومغازيه وأحاديثه شيئاً؟ قال: لا، كانت شغلتنا عن ذلك شواغل. قال: فأحاديث العرب وأشعارها؟ قال: لا، قال: فأحاديث أهل الحجاز ومضاحيكها؟ قال: لا، قال: فأحاديث العجم وآدابها؟ قال: ذاك شيء ما طلبته، فرفع الوليد المنديل وقال: شاهك، فقال عبد الله بن معاوية: سبحان الله، قال: لا، والله ما معنا في البيت أحد، فلما رأى ذلك الرجل خرج، وأقبلوا على لعبهم.
يفرح الأحمق بالمدح الكاذب
ومن خصال الأحمق فرحه بالكذب من مدحه، وتأثره بتعظيمه، وإن كان غير مستحق لذلك. عن الحسن أنه يقول: خفق النعال خلف الأحمق قلما يلبث. وقال زيد بن خالد: ليس أحد أحمق من غني قد أمن الفقر وفقير قد آيس من الغنى. وقال الأصمعي: إذا أردت أن تعرف عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه بحديث لا أصل له، فإن رأيته أصغى إليه وقبله فاعلم أنه أحمق، وإن أنكره فهو عاقل.
بعض الحكماء يصف أخلاقه الحمق
وقال بعض الحكماء: من أخلاق الحمق، العجلة، والخفة، والجفاء، والغرور، والفجور، والسفه، والجهل والتواني، والخيانة، والظلم، والضياع، والتفريط، والغفلة، والسرور، والخيلاء، والفجر، والمكر، إن استغنى بطر، وإن افتقر قنط، وإن فرح أشر، وإن قال فحش، وإن سئل بخل، وإن سأل ألح، وإن قال لم يحسن، وإن قيل له لم يفقه، وإن ضحك نهق، وإن بكى خار.
وقال بعض الحكماء: يعرف الأحمق بست خصال: الغضب من غير شيء، والإعطاء في غير حق، والكلام من غير منفعة، والثقة بكل أحد، وإفشاء السر، وأن لا يفرق بين عدوه وصديقه، ويتكلم ما يخطر على قلبه، ويتوهم أنه أعقل الناس.
علامات الحمق
وقال أبو حاتم بن حيان الحافظ: علامة الحمق سرعة الجواب، وترك التثبت، والإفراط في الضحك، وكثرة الإلتفات، والوقيعة في الأخيار، والإختلاط بالأشرار، والإحمق إن أعرضت عنه أعتم، وإن أقبلت عليه اغتر، وإن حلمت عنه جهل عليك، وإن جهلت عليه حلم عليك، وإن أحسنت إليه أساء إليك، وإن أسأت إليه أحسن إليك، وإذا ظلمته أنصفت منه، ويظلمك إذا أنصفته، فمن ابتلى بصحبة الأحمق فليكثر من حمد الله على ما وهب له مما حرمه ذاك.
قال محمد الشامي: السريع:
لنا جليسٌ تاركٌ للأدب ... جليسه من قوله في تعب
يغضب جهلاً عند حال الرضى ... ومنه يرضى عند حال الغضب
الباب السادس
في التحذير من صحبة الأحمق
لا تؤاخ الأحمق
الخلو من العم أصلاً
ومن علامات الأحمق، خلوه من العلم أصلاً، فإن العقل لا بد أن يحرك إلى اكتساب شيء. فقال: وهل تكلمت؟
الخلو من العم أصلاً
ومن علامات الأحمق، خلوه من العلم أصلاً، فإن العقل لابد أن يحرك إلى اكتساب شيء من العلم وإن قل، فإذا غلب السن ولم يحصل شيئاً من العلم دل على الحمق. قال الأعمش: إذا رأيت الشيخ ليس عنده شيءٌ من العلم أحببت أن أصفعه.
كان عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب صديقاً للوليد يأتيه ويؤانسه، فجلسا يوماً يلعبان بالشطرنج، إذ أتاه الآذن فقال: أصلح الله الأمير، رجل من أخوالك من أشراف ثقيف قدم غازياً، فأحب السلام عليك؟ فقال: دعه، فقال عبد الله: وما عليك، ائذن لي فنظل نحن على لعبنا، فادع بمنديل يوضع عليها ونسلم على الرجل ونعود، ففعل ثم قال: ائذن له، فإذا هو رجل له هيبة وبين عينيه أثر السجود، وهو معتم قد رجل لحيته، فسلم ثم قال: أصلح الله الأمير، قدمت غازياً فكرهت أن أجوزك حتى أقضي حقك، فقال: حياك الله وبارك عليك، ثم سكت عنه، فلما أنس أقبل عليه الوليد فقال: يا خال هل جمعت القرآن؟ قال: لا، كانت شغلتنا عنه شواغل، قال: أحفظت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومغازيه وأحاديثه شيئاً؟ قال: لا، كانت شغلتنا عن ذلك شواغل. قال: فأحاديث العرب وأشعارها؟ قال: لا، قال: فأحاديث أهل الحجاز ومضاحيكها؟ قال: لا، قال: فأحاديث العجم وآدابها؟ قال: ذاك شيء ما طلبته، فرفع الوليد المنديل وقال: شاهك، فقال عبد الله بن معاوية: سبحان الله، قال: لا، والله ما معنا في البيت أحد، فلما رأى ذلك الرجل خرج، وأقبلوا على لعبهم.
يفرح الأحمق بالمدح الكاذب
ومن خصال الأحمق فرحه بالكذب من مدحه، وتأثره بتعظيمه، وإن كان غير مستحق لذلك. عن الحسن أنه يقول: خفق النعال خلف الأحمق قلما يلبث. وقال زيد بن خالد: ليس أحد أحمق من غني قد أمن الفقر وفقير قد آيس من الغنى. وقال الأصمعي: إذا أردت أن تعرف عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه بحديث لا أصل له، فإن رأيته أصغى إليه وقبله فاعلم أنه أحمق، وإن أنكره فهو عاقل.
بعض الحكماء يصف أخلاقه الحمق
وقال بعض الحكماء: من أخلاق الحمق، العجلة، والخفة، والجفاء، والغرور، والفجور، والسفه، والجهل والتواني، والخيانة، والظلم، والضياع، والتفريط، والغفلة، والسرور، والخيلاء، والفجر، والمكر، إن استغنى بطر، وإن افتقر قنط، وإن فرح أشر، وإن قال فحش، وإن سئل بخل، وإن سأل ألح، وإن قال لم يحسن، وإن قيل له لم يفقه، وإن ضحك نهق، وإن بكى خار.
وقال بعض الحكماء: يعرف الأحمق بست خصال: الغضب من غير شيء، والإعطاء في غير حق، والكلام من غير منفعة، والثقة بكل أحد، وإفشاء السر، وأن لا يفرق بين عدوه وصديقه، ويتكلم ما يخطر على قلبه، ويتوهم أنه أعقل الناس.
علامات الحمق
وقال أبو حاتم بن حيان الحافظ: علامة الحمق سرعة الجواب، وترك التثبت، والإفراط في الضحك، وكثرة الإلتفات، والوقيعة في الأخيار، والإختلاط بالأشرار، والإحمق إن أعرضت عنه أعتم، وإن أقبلت عليه اغتر، وإن حلمت عنه جهل عليك، وإن جهلت عليه حلم عليك، وإن أحسنت إليه أساء إليك، وإن أسأت إليه أحسن إليك، وإذا ظلمته أنصفت منه، ويظلمك إذا أنصفته، فمن ابتلى بصحبة الأحمق فليكثر من حمد الله على ما وهب له مما حرمه ذاك.
قال محمد الشامي: السريع:
لنا جليسٌ تاركٌ للأدب ... جليسه من قوله في تعب
يغضب جهلاً عند حال الرضى ... ومنه يرضى عند حال الغضب
الباب السادس
في التحذير من صحبة الأحمق
لا تؤاخ الأحمق
قال عليه السلام: " لا تؤاخي الأحمق فإنه يشير عليك ويجهد نفسه فيخطىء، وربما يريد أن ينفعك فيضرك، وسكوته خير من نطقه، وبعده خير من قربه، وموته خير من حياته " . وقال ابن أبي زياد: قال لي أبي: يا بني الزم أهل العقل وجالسهم واجتنب الحمقى، فإني ما جالست أحمق فقمت، إلا وجدت النقص في عقلي.
لا تغضب على الحمقى
عن عبد الله بن حبيق قال: أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام " لا تغضب على الحمقى فيكثر غمك " . وعن الحسن قال: هجران الأحمق قربة إلى الله عز وجل. وعن سلمان بن موسى قال: ثلاثة لا ينتصف بعضهم من بعض، حليم من أحمق، وشريف من دنيء، وبر من فاجر.
الناس أربعة أصناف
وكذلك روينا عن الأحنف بن قيس أنه قال: قال الخليل بن أحمد: الناس أربعة، رجل يدري ويدري أنه يدري، فذاك عالم فخذوا عنه، ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري، فذاك ناسٍ فذكروه، ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري، فذاك طالب فعلموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه. وقال أيضاً: الناس أربعة، فكلم ثلاثة، ولا تكلم واحداً، رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فكلمه، ورجل يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه، ورجل لا يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه، ورجل لا يعلم ويرى أنه يعلم فلا تكلمه. قال جعفر بن محمد: الرجال أربعة: رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه، ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه، ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه، ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.
الناس ثلاثة أصناف
وقد روينا عن أبي يوسف القاضي أنه قال: الناس ثلاثة: مجنون، ونصف مجنون، وعاقل، فأما المجنون ونصف فأنت معهما في راحة، وأما العاقل فقد كفيت مؤنته. عن الأعمش أنه قال: معاتبة الأحمق نفخ في بليسة.
كل صديق لا عقل له عدو
عن عبد الله بن داود الحربي أنه قال: كل صديق ليس له عقل فهو أشد عليك، من عدوك. عن بشر بن الحارث أنه قال: النظر إلى الأحمق سخنة عين. وسمعته يقول: يأتي على الناس زمان تكون الدولة فيه للحمقى. وعنه أنه قال: الأحمق سخنة عين غاب أو حضر.
لا تجالس الأحمق
عن شعبة أنه قال: عقولنا قليلة، فإذا جلسنا مع من هو أقل عقلاً منا ذهب ذلك القليل، فإني لأرى الرجل يجلس مع من هو أقل عقلاً منه فأمقته.
قال بعض الحكماء: مؤنة العاقل على نفسه، ومؤنة الأحمق على الناس، ومن لا عقل له فلا دنيا له ولا آخرة.
كيف يعامل الأحمق
قال حكيم آخر: ليس كل أحد يحسن يعامل الأحمق وأنا أحسن أعامله، قيل له كيف؟ قال: أبخسه حتى يطلب الحق بعينه، إذ متى أعطيته حقه طلب ما هو أكثر منه.
وأنشدوا المديد
إتق الأحمق أن تصحبه ... إنما الأحمق كالثوب الخلق
كلما رقعت منه جانباً ... خرقته الريح وهناً فانخرق
أو كصدعٍ في زجاجٍ فاحشٍ ... هل ترى صدع زجاج يرتتق
كحمار السوق إن أقضمته ... رمح الناس وإن جاع نهق
أو غلام السوء إن أسغبته ... سرق الناس وإن يشبع فسق
وإذا عاتبته كي يرعوي ... أفسد المجلس منه بالخرق
الباب السابع
في ضرب العرب المثل بمن عرف حمقه
العرب تضرب للأحمق، تارة بمن قد عرف حمقه من الناس، وتارة بما ينسب إلى سوء التدبير من البهائم والطير، وتارة بما لا يقع منه فعل، ولكن لو تصور له فعل كان ما ظهر منه حمقاً.
حمقى ضرب بهم المثل
فأما ضربهم المثل بمن قد عرف حمقه فقال أبو هلال العسكري: تقول العرب: أحمق من هبنقة وستأتي أخباره، وأحمق من حذنة، قيل هو رجل بعينه، وقيل هو الصغير الأذن، الخفيف الرأس، القليل الدماغ، وكذلك يكون الأحمق. وقيل: حذنة امرأة كانت تمتخط بكوعها. وتقول العرب: أحمق من أبي غبشان وأحمق من جحا وأحمق من عجل بن لجيم وأحمق من حجينة وهو رجل من بني الصداء وأحمق من بيهس ومن مالك بن زيد مناة ومن عدي بن حباب وأحمق من الممهورة إحدى خدمتيها.
حيوانات ضرب المثل بحمقها
لا تغضب على الحمقى
عن عبد الله بن حبيق قال: أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام " لا تغضب على الحمقى فيكثر غمك " . وعن الحسن قال: هجران الأحمق قربة إلى الله عز وجل. وعن سلمان بن موسى قال: ثلاثة لا ينتصف بعضهم من بعض، حليم من أحمق، وشريف من دنيء، وبر من فاجر.
الناس أربعة أصناف
وكذلك روينا عن الأحنف بن قيس أنه قال: قال الخليل بن أحمد: الناس أربعة، رجل يدري ويدري أنه يدري، فذاك عالم فخذوا عنه، ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري، فذاك ناسٍ فذكروه، ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري، فذاك طالب فعلموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه. وقال أيضاً: الناس أربعة، فكلم ثلاثة، ولا تكلم واحداً، رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فكلمه، ورجل يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه، ورجل لا يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه، ورجل لا يعلم ويرى أنه يعلم فلا تكلمه. قال جعفر بن محمد: الرجال أربعة: رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه، ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه، ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه، ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.
الناس ثلاثة أصناف
وقد روينا عن أبي يوسف القاضي أنه قال: الناس ثلاثة: مجنون، ونصف مجنون، وعاقل، فأما المجنون ونصف فأنت معهما في راحة، وأما العاقل فقد كفيت مؤنته. عن الأعمش أنه قال: معاتبة الأحمق نفخ في بليسة.
كل صديق لا عقل له عدو
عن عبد الله بن داود الحربي أنه قال: كل صديق ليس له عقل فهو أشد عليك، من عدوك. عن بشر بن الحارث أنه قال: النظر إلى الأحمق سخنة عين. وسمعته يقول: يأتي على الناس زمان تكون الدولة فيه للحمقى. وعنه أنه قال: الأحمق سخنة عين غاب أو حضر.
لا تجالس الأحمق
عن شعبة أنه قال: عقولنا قليلة، فإذا جلسنا مع من هو أقل عقلاً منا ذهب ذلك القليل، فإني لأرى الرجل يجلس مع من هو أقل عقلاً منه فأمقته.
قال بعض الحكماء: مؤنة العاقل على نفسه، ومؤنة الأحمق على الناس، ومن لا عقل له فلا دنيا له ولا آخرة.
كيف يعامل الأحمق
قال حكيم آخر: ليس كل أحد يحسن يعامل الأحمق وأنا أحسن أعامله، قيل له كيف؟ قال: أبخسه حتى يطلب الحق بعينه، إذ متى أعطيته حقه طلب ما هو أكثر منه.
وأنشدوا المديد
إتق الأحمق أن تصحبه ... إنما الأحمق كالثوب الخلق
كلما رقعت منه جانباً ... خرقته الريح وهناً فانخرق
أو كصدعٍ في زجاجٍ فاحشٍ ... هل ترى صدع زجاج يرتتق
كحمار السوق إن أقضمته ... رمح الناس وإن جاع نهق
أو غلام السوء إن أسغبته ... سرق الناس وإن يشبع فسق
وإذا عاتبته كي يرعوي ... أفسد المجلس منه بالخرق
الباب السابع
في ضرب العرب المثل بمن عرف حمقه
العرب تضرب للأحمق، تارة بمن قد عرف حمقه من الناس، وتارة بما ينسب إلى سوء التدبير من البهائم والطير، وتارة بما لا يقع منه فعل، ولكن لو تصور له فعل كان ما ظهر منه حمقاً.
حمقى ضرب بهم المثل
فأما ضربهم المثل بمن قد عرف حمقه فقال أبو هلال العسكري: تقول العرب: أحمق من هبنقة وستأتي أخباره، وأحمق من حذنة، قيل هو رجل بعينه، وقيل هو الصغير الأذن، الخفيف الرأس، القليل الدماغ، وكذلك يكون الأحمق. وقيل: حذنة امرأة كانت تمتخط بكوعها. وتقول العرب: أحمق من أبي غبشان وأحمق من جحا وأحمق من عجل بن لجيم وأحمق من حجينة وهو رجل من بني الصداء وأحمق من بيهس ومن مالك بن زيد مناة ومن عدي بن حباب وأحمق من الممهورة إحدى خدمتيها.
حيوانات ضرب المثل بحمقها
وأما ذكرهم للبهائم فيقولون: أحمق من الضبع وأحمق من أم عامر، وأحمق من نعجة على حوض لأنها إذا وردت الماء أكبت عليه ولا تنثني وأحمق من ذئبة لأنها تدع ولدها وترضع ولد الضبع.
طيور ضرب المثل بحمقها
وأما ذكرهم الطير، فيقولون: أحمق م حمامة لأنها لا تصلح عشها وربما سقط بيضها فانكسر، وربما باضت على الأوتاد فيقع البيض، وأحمق من نعامة لأنها إذا مرت ببيض غيرها حضنته وتركت بيضها، وأحمق من رخمة، وأحمق من عقعق لأنه يضيع بيضه وفراخه، وأحمق من كروان لأنه إذا رأى أناساً سقط على الطريق فيأخذونه.
ومن الموصوف بالحمق من الحيوان: الحبارى، والنعجة، والبعير، والطاووس، والزرافة.
نبتة ضرب المثل بحمقها
وأما ضربهم المثل بمن لا فعل له كقولهم: أحمق من رجلة وهي البقلة الحمقاء لأنها تنبت في مجاري السيل.
طيور ضرب المثل بحمقها
وأما ذكرهم الطير، فيقولون: أحمق م حمامة لأنها لا تصلح عشها وربما سقط بيضها فانكسر، وربما باضت على الأوتاد فيقع البيض، وأحمق من نعامة لأنها إذا مرت ببيض غيرها حضنته وتركت بيضها، وأحمق من رخمة، وأحمق من عقعق لأنه يضيع بيضه وفراخه، وأحمق من كروان لأنه إذا رأى أناساً سقط على الطريق فيأخذونه.
ومن الموصوف بالحمق من الحيوان: الحبارى، والنعجة، والبعير، والطاووس، والزرافة.
نبتة ضرب المثل بحمقها
وأما ضربهم المثل بمن لا فعل له كقولهم: أحمق من رجلة وهي البقلة الحمقاء لأنها تنبت في مجاري السيل.
________________________________________________
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى