- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3753
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
لكل من يريد نصرة فلسطين و القدس -2-
الثلاثاء 09 أغسطس 2011, 17:39
فتاوى مجموعة من مشايخ العلماء في حكم المقاطعة
الشيخ محمد عبد الكريم
السؤال
الإخوة الكرام..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
فقد قرأت الفتوى التي وقع عليها سبعون من العلماء والأساتذة في السودان بوجوب مقاطعة البضائع الأمريكية، ولكن لاحظت أن هذه الفتوى مختصرة جداً مع كون الموضوع يحتاج إلى مزيد تفصيل وبيان، فهل لكم أن تبينوا دواعي المقاطعة وأدلتها الشرعية بشيء من التفصيل؟ وهل حقاً لها النتائج المؤثرة في الأعداء؟
الإجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي حَضَّ عباده على قتال الكافرين، بالنفس والمال، وبشّرهم على ذلك بالنصر والسؤدد، فقال: (قاتلوهم يعذّبهم اللهُ بأيديكم ويُخزِهم وينصركم عليهم ويشفِ صدور قومٍ مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم).
وصلى الله على على سيدنا محمد، رسول الله ونجيُّه، القائل: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) [رواه أبو داود والنسائي والدارمي بإسنادٍ صحيح، مشكاة المصابيح 3821]، والقائل: (مثلُ المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمّى) [رواه مسلم 8/20، وأحمد 4/70].
إن من المفهوم بداهةً: أن الولاء والبراء في الله تعالى، من صميم الإيمان، ولحمة الدين، وأن على المسلم تحقيق ذلك في في كل شئون حياته، حباًّ وبغضاً، قرباً وبعداً، فهذا ديدنه مع كل الناس إن كانوا له مسالمين، فكيف به مع الأعداء المعتدين، والمحاربين المتغطرسين.
فهذه "إسرائيل" دولة يهود المزعومة، عدوٌ صائلٌ، والولايات المتحدة الأمريكية من أعظم الدول المساندة لها بكل الوسائل؛ فقد ارتهنت معها بأحلافٍ ومعاهدات، رمزاً لعناق "البروتستانتية" الصليبية مع اليهودية "التلمودية"، على أكذوبة "أرض الميعاد وإحياء مملكة المسيح".
وتقاسمت أمريكا وبريطانيا على الكفر بغياً وعدواناً، وتواثقوا لحماية الدولة الحوشية "إسرائيل"، وإبقائها خنجراً في حجر الزاوية وملتقى آسيا وإفريقيا، حيث الموطن العريق للوجود الإسلامي ليتمكنوا من تفتيت وحدة المسلمين، وتسويغ وجود الصليبية الحاقدة في المنطقة بشكل دائم لنهب النفط وغيره من الثروات.
وإذا كانت الدنيا كلها تشهد وتشاهد مجازر شُذّاذ الأمم، ونُفاية الشعوب، ولصوص الدنيا من اليهود، وذبحهم المستضعفين في فلسطين بأسلحةٍ فتّاكةٍ قد أهدتها أمريكا إليهم؛ فإن شأن أمريكا في هذا المعنى شأن اليهود بالنسبة لكل مسلم على وجه الأرض، فهي تعمل على محو الإسلام وحربه، جنباً إلى جنبٍ مع شياطين اليهود، وترتكب هذه الدولة الطاغية اليوم من الجرائم والفظائع ما تصغر معه جرائم اليهود وتتضاءل، فهي تمارس ذبحاً من نوعٍ آخر أشد ضراوةً وأكثر شمولية، وقائمتها الجرائمية طويلة..
· قتلها أكثر من مليوني طفل في العراق بسبب التجويع والحصار.
· إهلاكها الحرث والنسل في أفغانستان بواسطة القصف المدمر كل يوم.
· الهيمنة العسكرية والاقتصادية السافرة على حقول النفط وخيرات الأمة.
· تجفيف منابع الدعوة الإسلامية في أرجاء المعمورة عن طريق التضييق ومصادرة أرصدة الهيئات والمنظمات العاملة للإسلام، وملاحقة الدعاة والمجاهدين باسم مكافحة الإرهاب.
· توفير الغطاء السياسي لـ "إسرائيل" من خلال الأمم المتحدة لتهوين جرائم اليهود ومذابحهم، وما مذبحة جينين ومهزلة لجنة تقصي الحقائق في مجلس خوفها عنّا ببعيد!
إن بعض ما في هذه القائمة الحزينة كفيل بأن تتربع أمريكا على كرسي العدو الأول للمسلمين في هذا العصر.
توالت الأحداث العظيمة فكشفت لنا بعض المخبوء من المكر الكُبّار ، حتى جاء زعيمهم الأخرق "بوش" فأفصح عن الأمر كله، ليقرر – مرتين – علناً وصراحة: أنها حرب صليبية، هكذا! بلا لبس ولا مجاملة: (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر).
أيها المسلمون .
. إن على الشعوب الإسلامية أن تقوم بدورها، رغم ما تعانيه من حكوماتها وأنظمتها، إذ يجب علينا جميعاً أن نكون على مستوى المسئولية في صراعنا مع اليهود وأذنابهم، وفي استطاعتنا من الوسائل ما نرد بها على الأعداء الصاع صاعين، ونكف بتطبيقها بأس الكافرين فلا نستصغر ليهودي، ولا نذل لنصراني، ولا نستكين لأي كافر، وفي مقدمة تلك الواجبات: مقاطعتنا الاقتصادية لكل البضائع والخدمات اليهودية والأمريكية والبريطانية.
لقد أجمع العلماء قاطبةً على أن الكافر المحارب يحرم التعامل معه، وأن الدولة الحربية لا يجوز مدُّها بما تستعين به في حربها على المسلمين، ومن مؤيدات مشروعية هذه المقاطعة ما يلي:
أولاً:
عمومات الايات التي أمر الله تعالى فيها بقتال الكافرين، والتضييق على المعاندين، كقول الله تعالى: (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كلَّ مرصد). قال أهل التفسير: (واحصروهم) أي: امنعوهم من التصرف في بلاد الإسلام، حتى تضيقوا محلهم الواسع [تفسير القرطبي 6/320]. فهل يتأتى للمسلمين منع أمريكا واليهود من التصرف في بلاد المسلمين دون مقاطعة منتجاتهم، والحدّ من ترويج سلعهم؟ يقول أستاذ السياسة الدولية "بنجامين سوارتز": "الاستراتيجية الاقتصادية الأميريكية – منذ خمسين سنة – هي أننا نريد العالم كله سوقاً تحت سيطرتنا.. نحن نريد العالم سوقاً ضخمةً أو "سوبر ماركت" فيه كل شيء ونحن الذين نسيطر عليه".
ثانياً:
مارس النبي – صلى الله عليه وسلم – سياسة الحصر الوارد في الآية وهو يديل الصراع مع أعدائه حيث حاصر يهود بني النضير لما نقضوا العهد، فأتلفت مزارعهم، وخربت نخيلهم، فبارك الله تعالى هذا الصنيع بقوله: (ما قطعتم من لينةٍ أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين). وحاصر كذلك أهل الطائف وأمر بقطع أعناب حوائطهم وتحريقها. قال القرافي المالكي: "لا بأس بتحريق قراهم وحصونهم وتغريقها بالماء وإخرابها وقطع شجرها المثمر، قال في المدونة: يُجاز قطع النخل ونحوه لما في مسلم [كتاب الجهاد باب قطع أشجار الكفار وتحريقها] أنه عليه السلام حرّق نخل بني النضير".
ثالثاً:
إقرار النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل ثمامة بن أثال رضي الله عنه على "حظر الحنطة" عن قريش بعد إسلامه، حيث روى البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي: "أن ثمامة بن أثال عندما قدم مكة معتمراً قال له أهل مكة: أصبأت؟ فقال: لا، ولكن أسلمتُ مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال لهم: والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم" [جامع الأصول 10/74].
رابعاً:
إن من خلص من المسلمين إلى الثغور لملاقاة اليهود وأحلافهم هم أفضل الناس، فلم يبق للقاعدين، وهو اليوم عموم المسلمين سوى الجهاد بأموالهم لنصرة إخوانهم، فهل من الجائز شرعاً والسائغ عقلاً أن نجمع لإخواننا المال بيد، وندفع إلى أعدائنا من الأمريكيين واليهود سلاحاً بيد أخرى هي يد شراء سلعهم وخدماتهم؟ إن المقاومة السلبية "الكف عن معاملتهم تجارياً" مقدمةٌ على المقاومة الإيجابية، والبراءة من الكفار كلٌ لا يتجزّأ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله) [رواه مسلم 5/428]، وأي خذلان للمستضعفين أعظم من الإصرار على الاتجار بسلع أعدائهم، فتتحول في أيديهم سلاحاً يجئون به صدور المسلمين؟
وبناء على ما تقرر فإنه يجب على عموم المسلمين ما يلي:
1. الكف التام عن شراء سلع وخدمات الشركات الأمريكية والإنجليزية واليهودية، كشركة "بيبسي كولا" و"كوكاكولا"، ومنتجات شركات "ماكدونالدز" وغيرها، أينما كانت وحيثما وجدت، مع التنبيه إلى أن حرمة هذه الأشياء ليست من جهة مادتها، لأن الأصل في ذواتها الحلّ ما لم يثبت ضررها أو احتواؤها على مسكر أو حرام من مشتقات الخمر و لحم الخنزير. فتكون حرمة هذه البضائع إذن من جهة كونها محرماً لغيرها.
2. على أصحاب البقالات والمحلات التجارية التخلص من بضائع اليهود وأمريكا التي في حوزتهم واستبدالها بغيرها.
3. لا يجوز لمسلم أخذ التوكيل عن تلك الشركات، لبيع سلعها أو الترويج لها والإعلان عنها لأن "كل ما لا يجوز للمسلم العقد عليه لا يجوز أن يوكل فيه" [المغني 5/263].
4. عدم القيام بالخدمة لدى الشركات والمؤسسات التابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل" مهما يكن من وراء تلك البضائع من امتيازات أو إغراءات.
أيها المسلمون..
إن أمريكا واليهود قومٌ جبناء، يفرون حين يجدون القوي المناضل، ويستأسدون حين يجدون الرِّخو المستضعف، فمن الواجب المناط بنا شرعاً أن نوظف قدراتنا المالية فيما يعود علينا بالنصر والتمكين، ووالله إن لم نقف مع المستضعفين من المؤمنين موقف النصير، فإن ما ينتظر الأمة كلها هو أسوأ المصير، والله تعالى آخذنا بهم، وسيصيبنا من عقابيل ذلك ما يصيبهم، وربما كان علينا من الإصر أضعاف ما حُمّلوا (وما ربك بظلاّمٍ للعبيد).
إننا قبل أن ننحي باللائمة على أعدائنا، لا بد من الالتفات إلى ما اكتسبته أيدينا، فهذه بلاد المسلمين دعمت الميزان التجاري الأمريكي بما يكفي للتغطية وإحداث فائض، ومن أهم أسباب ذلكم الغنى الفاحش عند الأمريكيين: الأرباح الفائضة للسلع التي تصدرها الولايات المتحدة الأمريكية إلينا! لأن شراءنا من شركات القوم وضعٌ للأموال في أيدي أعدائنا وتقوية لهم ضدنا، ووسيلة يستخدمونها في المستقبل للضغط علينا. فهل من مدكر؟
لزامٌ علينا جميعاً إزاء هذه الأوضاع المأساوية التي تمر بنا أن ندعو كافة المسلمين إلى مقاطعتهم والإعراض عن شراء سلعهم، حتى تغيب في لحدها، وتفيء العادية عن غيِّها، ولا أدلَّ على جدوى هذه المحاصرة من تعالي صرخات مراقبيهم مع فشوّ ظاهرة المقاطعة في بلدان كثيرة.
فما عليك أخي الغيور على دينك يا من شرعت في هذه العبادة العظيمة إلاّ ملاحظة ما يلي:
1. توسيع دائرة المقاطعة بإشراك الأهل والولد، والجيران والصحب والخلان.
2. مهما وجدت من صعوبةٍ في البدء، ونوع ضعف في مقاطعة بعض السلع فلا تيأسنّ، فإن ذلك سيزول بالإخلاص والتعوّد والمران، وإنما هذا من امتحان صبرك وإيمانك، كما قال ابن القيم: "إنكما يجد المشقة في ترك المألوفات والعادات من تركها لغير الله، أما من تركها صادقاً مخلصاً من قلبه لله فإنه لا يجد في تركها مشقة إلاّ في أول وهلة ليُمتحن أصادقٌ هو في تركها أم كاذب، فإن صبر على تلك المشقة قليلاً استحالت لذةً"، ولهذا مهما كسرت يوماً ما طوق المقاطعة لضرورة ماسة أو لعارض فلا تستمر على ذلك وارجع إليها مرة أخرى.
3. كل من فقد بسبب المقاطعة مالاً أو متعة سلعة فإنا نبشره بقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عَيْلةً فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء)، كما نعزيه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا أبدلك الله به ما هو خيرٌ لك منه) [رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد 1/296].
ألا إن الأمر جدٌ ليس بالهزل..
والأمة مسئولةٌ عن إقامة دينها، والعمل على نصرته في كل وقتٍ وحينٍ.. نعم لقد قصّرنا جميعاً وأخطأنا إذ لم نبادر بالمقاطعة والمنابذة من قبل، ولعله قد آن الأوان أن نفعل. فلينظر كلّ امرئ لنفسه، وليكن سياجاً لدين الله لا يوهن الإسلام من قِبَلِه، وإنما النصر من عند الله، (ولينصرنّ الله من ينصره)، (وإن تتولّوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).
شبكة المشكاة الإسلامية
- إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3902
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
رد: لكل من يريد نصرة فلسطين و القدس -2-
الثلاثاء 09 أغسطس 2011, 19:27
ربنا يكرمك يارب
- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3753
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
رد: لكل من يريد نصرة فلسطين و القدس -2-
الأربعاء 10 أغسطس 2011, 13:51
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى