- أم زينبالمديرة العامة
- عدد المساهمات : 15740
نقاط : 135571
تاريخ التسجيل : 08/01/2011
«لسع السياط» منهاجًا للتعليم في مدارس مصر
الأحد 07 يناير 2018, 20:57
«لسع السياط» منهاجًا للتعليم في مدارس مصر
07/01/2018 - 12:47 م
أطفال بإحدى المدارس المصرية
عندما تتراءى أمام ناظريك كلمة «السوط» أو تسمعها صدفة، فإن أفكارك تلقائيًا تتجه نحو ألفاظ معينة ككلمة «العبيد» أو «اضطهاد»، وكل ما فيه قمع للحرية وكبح للإنسانية، بالإضافة طبعًا إلى الإذلال الصريح للمرء أمام نفسه، لكن هل لك أن تتخيل أن كل هذه الكلمات التي تنم عن السوداوية والكبت هي الكلمات التي ينشأ عليها جيل كامل في مصر من المُفترض أن يكون الأمل في التقدم والرقي معلقًا على أيديهم.
بالطبع أنت لست تتخيل فقط، بل إنك تعرف تمامًا ما يعانيه التعليم المصري من أهوال إذا جف البحر فهي لا تجف؛ نتحدث عن إحدى الحلقات البارزة في سلسلة أوبئة المنظومة التعليمية في مصر، إنهم المعلمون بلا شك الذين إذا صلحوا صلحت معهم المنظومة، وإذا فسدوا حدث ما نراه ونجابهه جميعًا الآن.
دعونا نتفق.. لا تستطيع والدتك إرغامك على أكل طعام لا تُحبه، وليكن «سبانخ»، وإن حدث وأرغمتك فإنك ستلفظه من فمك بمجرد أن تتاح لك الفرصة لذلك، كما أنك ستعزف عزوفًا تامًا عن تناول الطعام في منزلكم لأنك تُجبر دومًا على تناول وجبة السبانخ التي لا تطيق أن تشُم رائحتها. الأمر في التعليم كذلك، ولكن العلم ليس بالسبانخ! فبإمكانك العدول عن تناولها ولن يصيبك مكروه ولديك البدائل، أما العلم فلا بديل له.
العلم هو مزيج مبهر من جميع الأكلات والمشروبات التي قد تتمناها معدتك، فلا يمكنك رفضه لأنك بدونه لا أمل لك في الحياة، لكن برز أمام ناظرينا كما تبرز الغيمة في السماء خفافيش أرادت أن تخلق مناخًا قاتمًا لتعيش فيه وتنغص علينا حياتنا، فجعلوا الطلاب يمقتون التعليم ويفرون منه كمن يفر من الموت.
الطلاب الآن يذهبون إلى المدرسة صباحًا كمن يُساق ليُباع في أسواق الرقيق، فيسيرون ويتمنون أن تحدث معجزة ما فيفاجئون بخبر إجازة ما مدتها سبعة أشهر على الأقل، أو يتمنون حدوث إحدى الكوارث الطبيعية فتنشق الأرض وتبتلع مدرستهم بأكملها ولا يموت سوى بضعة مدرسين سيئين، أو يحدث زلزال ما فيُنهي أمر المدرسة في الحال.
بظنكم، لماذا يكره جميع الطلاب المدرسة ويتمنون حدوث كل هذا الهراء الذي ذكرناه من قبل، والذي لا يحدث للأسف، ويواجهون طوال مسيرتهم التعليمية نكبات وكبوات نفسية تؤثر على حياتهم حاضرًا ومستقبلًا، يصحبها انخفاض المستوى التعليمي وسوء توظيف المواهب والقدرات في مواضعها والتعامل مع المراحل التعليمية على أنها أمر بدأ رغمًا عنا وعما قريب سوف ينتهي.. فلينته على أي حال.
ولماذا يترك كثيرون العملية التعليمية ككل ويفضلون أن يعملوا في حرفة ما، أو يجلسوا على المقاهي ونواصي الشوارع التي دائمًا تحتضنهم بقوة وتقدم لهم كل وسائل الترفيه والسعادة، وبهذا يكون معظمهم في عِداد الضائعين.
إننا الآن أمام حالتين شائعتين في مختلف الأوساط المصرية، الأولى حالة الطالب الذي يقضي سنوات تعليمه على أية حال، فهو شخص ألزمته عائلته والوسط المحيط به بالالتزام بالتعليم لأنه يمثل المستقبل، وأردفوا قائلين تلك العبارة السخيفة التي أصبحت شعارًا ضمنيًا للتعليم في مصر «كلنا اتعلمنا بالضرب»، فأصبح على الجميع تقبل الأمر الواقع والانصياع لرغبات شخص قد يكون مريضًا نفسيًا أو صاحب عقدة ما جعلته يمارس ساديته على الطلاب.
وعندما يكبر صاحبنا هذا – الذي رسخّت عائلته في عقله وقلبه أن التعليم ماء نشربه أو طعام نأكله لا غنى عنه – يجد أن كلام عائلته كان صحيحًا، وأنه لا بد من إكمال مسيرته التعليمية ليستطيع أن يحقق أحلامه، التي غالبًا ما تتحقق، بالرغم من سوء التعبير عن هذا الأمر ولهجة الآمر الناهي التي ما خلا بيت من بيوتنا منها، والتي دائمًا ما تسبب مقتنا لأشياء نافعة فقط لسوء أسلوب النصح بها، ناهيك عن الإحساس بأنك مُجبر على شيء، ذلك الإحساس المقيت الذي يدفعك إلى الرفض والثوران كبركان فقط لأنك تمقت أن تُجبر على شيء.
أما الحالة الثانية، فحالة الطالب الذي نشأ نشأة عصيبة في ظروف اجتماعية ومادية قوضت الأحلام والأماني إلى أن أصبحت لقمة العيش هي المسعى الأول والأخير، وغالبًا في هذه الحالة يكون الأهل غير متعلمين، فينقسمون إلى قسمين: إما أن يكونوا مُدركين ماهية التعليم برغم جهلهم به، فيسوقون أبناءهم سوقًا إلى المدرسة أملًا في أن يحيوا حياة أفضل منهم، ويحرصون كل الحرص على أن يكون أبناؤهم من المتفوقين، أو أن يكونوا من الذين لم يدركوا أهمية العلم، فيبعدون أبناءهم عنه كمن يبعد صغيره عن حيوان مفترس خشية أن يؤذيه، أو تغلبهم الظروف القاسية فيمنعون أبناءهم عن المدرسة بحجة عدم المقدرة على الوفاء بمصروفات التعليم المختلفة، ويردفون: «العين بصيرة والإيد قصيرة»، ولهم العذر في ذلك، ولكنه للأسف عذر أقبح من ذنب.
وفي كلا الحالتين إن حاول أحد أن يلتحق بالتعليم ويجابه الصعاب ويضع شعار «إن كان هذا هو المستحيل فأنا صانعه» أمامه، فبالطبع سيكون بحاجة إلى ترغيب في العلم وليس ترهيبًا، فإن وجد أن حياته ستتحول لجحيم يتمثل في أحمق ما يتصيد له الأخطاء لينهال عليه بالضرب الذي يُهين كرامته وذاته لإرضاء ساديته ويترك له آثارًا نفسية عجز الزمان عن محوها، فبدون أدنى تردد سيفضل أن تكون حياته خالية من كل هذا العذاب، خاصة أن جُل ما يحدث من أمثال هذه الأمور يكون غالبًا في المرحلتين الابتدائية والإعدادية.
لكن لا يُمكننا أن نغفل عن أولئك الطلاب الذين يتعرضون لكل هذه الضغوط، وبالرغم منها جميعًا فهم يُصرون على تحمل المشاق على مختلف أنواعها، سواء كان العنف المدرسي أو غيره.
ويتخذ أولئك الذين يسمون أنفسهم معلمي الأجيال أسماء مختلفة لأدواتهم المستخدمة في ترهيب الطلبة من التعليم، فيقولون «العصاية» أو «الخرزانة» وغالبًا ما يقولون «الجلدة»، وأحيانًا كثيرة تكون الأداة المستخدمة في ضرب الطلاب هي «خرطوم الأنبوبة»!
منذ أن كنت صغيرًا وأنا أحتار أشد الحيرة، وأريد أن أعرف من أين كان يأتي معلمونا بكل هذه الأشياء؟
كنا كل يوم نجد المُعلم يهل علينا بطلته البهية وكل طلة بأداة ضرب مختلفة، وأحيانًا كان بعضهم يقومون بعمل هذا العرض السريع لكي يختبروا أيها أكثر إيلامًا!
لماذا يفعلون ذلك؟ هذا هو السؤال الأهم.. لماذا نجد معلمين ومعلمات مغرمين بضرب الطلاب ولا تمر حصة إلا وكانوا يحملون العصا ويلوحون بها، فيصبح الشغل الشاغل لأي طالب في الفصل سؤال: «على أي مكان في جسدي ستهوي العصا هذه المرة»، فيجلس الجميع متصلبين وكأن على رءوسهم الطير تفاديًا لشر ذلك الذي لم يرع الله فيهم.
من خلال تجربتي الشخصية، ومن مُنطلق أنني مررت على ثلاث مدارس مختلفة في مسيرتي التعليمية التي لم تنته بعد، وبالتالي فإنني تعرضت إلى أصناف كثيرة من المعلمين، منهم العظماء الذين أخذوا مقاعدهم في قلوبنا وعقولنا فلا ننساهم ولا نستطيع أن ننكر فضلهم علينا، لقد كانوا متميزين في المادة العلمية التي يدرسونها، وكذلك كانوا معلمين لنا في الحياة يعاملوننا كأبنائهم، وينقلون إلينا خبراتهم المختلفة، فكسبوا قلوبنا بعدما ضربوا عرض الحائط بأسلوب أقرانهم الذين لا يفعلون شيئًا سوى التلويح بعصاهم، ومعظمهم في الأصل ضعيف في تدريس المادة العلمية، فلا يكسبون سوى كراهيتنا لهم ودعواتنا عليهم.
وهذا هو تحليلي الشخصي لدوافع العنف المدرسي لدى المعلمين:
أتمنى أن يؤثر هذا المقال إيجابيًا في أحد ممن يقرؤه، وبما أننا قد قمنا بفتح هذا الموضوع وتحاورنا فيه فإنني أود أن أقدم التحية لجميع المعلمين الذين أعرفهم والذين لا أعرفهم؛ الذين يحترمون الطالب ويوقرونه ويعاملونه كما يجب أن يُعامل، أنتم بدرٌ مُضيءٌ في سماء حالكة، ليتهم جميعًا مثلكم.
07/01/2018 - 12:47 م
أطفال بإحدى المدارس المصرية
عندما تتراءى أمام ناظريك كلمة «السوط» أو تسمعها صدفة، فإن أفكارك تلقائيًا تتجه نحو ألفاظ معينة ككلمة «العبيد» أو «اضطهاد»، وكل ما فيه قمع للحرية وكبح للإنسانية، بالإضافة طبعًا إلى الإذلال الصريح للمرء أمام نفسه، لكن هل لك أن تتخيل أن كل هذه الكلمات التي تنم عن السوداوية والكبت هي الكلمات التي ينشأ عليها جيل كامل في مصر من المُفترض أن يكون الأمل في التقدم والرقي معلقًا على أيديهم.
بالطبع أنت لست تتخيل فقط، بل إنك تعرف تمامًا ما يعانيه التعليم المصري من أهوال إذا جف البحر فهي لا تجف؛ نتحدث عن إحدى الحلقات البارزة في سلسلة أوبئة المنظومة التعليمية في مصر، إنهم المعلمون بلا شك الذين إذا صلحوا صلحت معهم المنظومة، وإذا فسدوا حدث ما نراه ونجابهه جميعًا الآن.
دعونا نتفق.. لا تستطيع والدتك إرغامك على أكل طعام لا تُحبه، وليكن «سبانخ»، وإن حدث وأرغمتك فإنك ستلفظه من فمك بمجرد أن تتاح لك الفرصة لذلك، كما أنك ستعزف عزوفًا تامًا عن تناول الطعام في منزلكم لأنك تُجبر دومًا على تناول وجبة السبانخ التي لا تطيق أن تشُم رائحتها. الأمر في التعليم كذلك، ولكن العلم ليس بالسبانخ! فبإمكانك العدول عن تناولها ولن يصيبك مكروه ولديك البدائل، أما العلم فلا بديل له.
العلم هو مزيج مبهر من جميع الأكلات والمشروبات التي قد تتمناها معدتك، فلا يمكنك رفضه لأنك بدونه لا أمل لك في الحياة، لكن برز أمام ناظرينا كما تبرز الغيمة في السماء خفافيش أرادت أن تخلق مناخًا قاتمًا لتعيش فيه وتنغص علينا حياتنا، فجعلوا الطلاب يمقتون التعليم ويفرون منه كمن يفر من الموت.
الطلاب الآن يذهبون إلى المدرسة صباحًا كمن يُساق ليُباع في أسواق الرقيق، فيسيرون ويتمنون أن تحدث معجزة ما فيفاجئون بخبر إجازة ما مدتها سبعة أشهر على الأقل، أو يتمنون حدوث إحدى الكوارث الطبيعية فتنشق الأرض وتبتلع مدرستهم بأكملها ولا يموت سوى بضعة مدرسين سيئين، أو يحدث زلزال ما فيُنهي أمر المدرسة في الحال.
بظنكم، لماذا يكره جميع الطلاب المدرسة ويتمنون حدوث كل هذا الهراء الذي ذكرناه من قبل، والذي لا يحدث للأسف، ويواجهون طوال مسيرتهم التعليمية نكبات وكبوات نفسية تؤثر على حياتهم حاضرًا ومستقبلًا، يصحبها انخفاض المستوى التعليمي وسوء توظيف المواهب والقدرات في مواضعها والتعامل مع المراحل التعليمية على أنها أمر بدأ رغمًا عنا وعما قريب سوف ينتهي.. فلينته على أي حال.
ولماذا يترك كثيرون العملية التعليمية ككل ويفضلون أن يعملوا في حرفة ما، أو يجلسوا على المقاهي ونواصي الشوارع التي دائمًا تحتضنهم بقوة وتقدم لهم كل وسائل الترفيه والسعادة، وبهذا يكون معظمهم في عِداد الضائعين.
إننا الآن أمام حالتين شائعتين في مختلف الأوساط المصرية، الأولى حالة الطالب الذي يقضي سنوات تعليمه على أية حال، فهو شخص ألزمته عائلته والوسط المحيط به بالالتزام بالتعليم لأنه يمثل المستقبل، وأردفوا قائلين تلك العبارة السخيفة التي أصبحت شعارًا ضمنيًا للتعليم في مصر «كلنا اتعلمنا بالضرب»، فأصبح على الجميع تقبل الأمر الواقع والانصياع لرغبات شخص قد يكون مريضًا نفسيًا أو صاحب عقدة ما جعلته يمارس ساديته على الطلاب.
وعندما يكبر صاحبنا هذا – الذي رسخّت عائلته في عقله وقلبه أن التعليم ماء نشربه أو طعام نأكله لا غنى عنه – يجد أن كلام عائلته كان صحيحًا، وأنه لا بد من إكمال مسيرته التعليمية ليستطيع أن يحقق أحلامه، التي غالبًا ما تتحقق، بالرغم من سوء التعبير عن هذا الأمر ولهجة الآمر الناهي التي ما خلا بيت من بيوتنا منها، والتي دائمًا ما تسبب مقتنا لأشياء نافعة فقط لسوء أسلوب النصح بها، ناهيك عن الإحساس بأنك مُجبر على شيء، ذلك الإحساس المقيت الذي يدفعك إلى الرفض والثوران كبركان فقط لأنك تمقت أن تُجبر على شيء.
أما الحالة الثانية، فحالة الطالب الذي نشأ نشأة عصيبة في ظروف اجتماعية ومادية قوضت الأحلام والأماني إلى أن أصبحت لقمة العيش هي المسعى الأول والأخير، وغالبًا في هذه الحالة يكون الأهل غير متعلمين، فينقسمون إلى قسمين: إما أن يكونوا مُدركين ماهية التعليم برغم جهلهم به، فيسوقون أبناءهم سوقًا إلى المدرسة أملًا في أن يحيوا حياة أفضل منهم، ويحرصون كل الحرص على أن يكون أبناؤهم من المتفوقين، أو أن يكونوا من الذين لم يدركوا أهمية العلم، فيبعدون أبناءهم عنه كمن يبعد صغيره عن حيوان مفترس خشية أن يؤذيه، أو تغلبهم الظروف القاسية فيمنعون أبناءهم عن المدرسة بحجة عدم المقدرة على الوفاء بمصروفات التعليم المختلفة، ويردفون: «العين بصيرة والإيد قصيرة»، ولهم العذر في ذلك، ولكنه للأسف عذر أقبح من ذنب.
وفي كلا الحالتين إن حاول أحد أن يلتحق بالتعليم ويجابه الصعاب ويضع شعار «إن كان هذا هو المستحيل فأنا صانعه» أمامه، فبالطبع سيكون بحاجة إلى ترغيب في العلم وليس ترهيبًا، فإن وجد أن حياته ستتحول لجحيم يتمثل في أحمق ما يتصيد له الأخطاء لينهال عليه بالضرب الذي يُهين كرامته وذاته لإرضاء ساديته ويترك له آثارًا نفسية عجز الزمان عن محوها، فبدون أدنى تردد سيفضل أن تكون حياته خالية من كل هذا العذاب، خاصة أن جُل ما يحدث من أمثال هذه الأمور يكون غالبًا في المرحلتين الابتدائية والإعدادية.
لكن لا يُمكننا أن نغفل عن أولئك الطلاب الذين يتعرضون لكل هذه الضغوط، وبالرغم منها جميعًا فهم يُصرون على تحمل المشاق على مختلف أنواعها، سواء كان العنف المدرسي أو غيره.
ويتخذ أولئك الذين يسمون أنفسهم معلمي الأجيال أسماء مختلفة لأدواتهم المستخدمة في ترهيب الطلبة من التعليم، فيقولون «العصاية» أو «الخرزانة» وغالبًا ما يقولون «الجلدة»، وأحيانًا كثيرة تكون الأداة المستخدمة في ضرب الطلاب هي «خرطوم الأنبوبة»!
منذ أن كنت صغيرًا وأنا أحتار أشد الحيرة، وأريد أن أعرف من أين كان يأتي معلمونا بكل هذه الأشياء؟
كنا كل يوم نجد المُعلم يهل علينا بطلته البهية وكل طلة بأداة ضرب مختلفة، وأحيانًا كان بعضهم يقومون بعمل هذا العرض السريع لكي يختبروا أيها أكثر إيلامًا!
لماذا يفعلون ذلك؟ هذا هو السؤال الأهم.. لماذا نجد معلمين ومعلمات مغرمين بضرب الطلاب ولا تمر حصة إلا وكانوا يحملون العصا ويلوحون بها، فيصبح الشغل الشاغل لأي طالب في الفصل سؤال: «على أي مكان في جسدي ستهوي العصا هذه المرة»، فيجلس الجميع متصلبين وكأن على رءوسهم الطير تفاديًا لشر ذلك الذي لم يرع الله فيهم.
من خلال تجربتي الشخصية، ومن مُنطلق أنني مررت على ثلاث مدارس مختلفة في مسيرتي التعليمية التي لم تنته بعد، وبالتالي فإنني تعرضت إلى أصناف كثيرة من المعلمين، منهم العظماء الذين أخذوا مقاعدهم في قلوبنا وعقولنا فلا ننساهم ولا نستطيع أن ننكر فضلهم علينا، لقد كانوا متميزين في المادة العلمية التي يدرسونها، وكذلك كانوا معلمين لنا في الحياة يعاملوننا كأبنائهم، وينقلون إلينا خبراتهم المختلفة، فكسبوا قلوبنا بعدما ضربوا عرض الحائط بأسلوب أقرانهم الذين لا يفعلون شيئًا سوى التلويح بعصاهم، ومعظمهم في الأصل ضعيف في تدريس المادة العلمية، فلا يكسبون سوى كراهيتنا لهم ودعواتنا عليهم.
وهذا هو تحليلي الشخصي لدوافع العنف المدرسي لدى المعلمين:
- قد يكون المعلم يعاني من مشاكل في حياته الشخصية أو الزوجية أو الاجتماعية تُسبب له الاضطراب الدائم، وبالطبع هذه المشاكل تعطي الفرد مخزونًا هائلًا من الطاقة السلبية التي تبحث عمن يُثيرها فيخرجها من كنانتها، وبالطبع يكون الطلاب هم الضحية.
- وقد يكون المعلم يعاني عقدة نفسية ما، فيحب إظهار نفسه بأنه صاحب السلطة والقوة، ويطير قلبه فرحًا بنظرات الخوف والرهبة التي يرمقها في عيون طلابه الذين قد يرتجف بعضهم لمرآه فقط، فيُعجب بنفسه، وكطبيعة الحال يزداد هو تسلطًا عليهم ويزدادون هم خنوعًا وخوفًا.
- آخر سبب توصلت إليه في هذا الأمر هو أن نسبة كبيرة تمارس العنف المدرسي من منطلق التعود أو الروتين أو العادة، أو كما يقولون «من شب على شيء شاب عليه»، وبالنسبة لشخص شب على معلم يضربه، وعلى مجتمع يعترف بوجوب الضرب في المدارس لضمان سريان العملية التعليمية بوجه صحيح، فبالتالي هو يتعامل مع الأمر بتلقائية!
أتمنى أن يؤثر هذا المقال إيجابيًا في أحد ممن يقرؤه، وبما أننا قد قمنا بفتح هذا الموضوع وتحاورنا فيه فإنني أود أن أقدم التحية لجميع المعلمين الذين أعرفهم والذين لا أعرفهم؛ الذين يحترمون الطالب ويوقرونه ويعاملونه كما يجب أن يُعامل، أنتم بدرٌ مُضيءٌ في سماء حالكة، ليتهم جميعًا مثلكم.
- السبت، الدراسة بجميع مدارس الجمهورية، بما فيها مدارس محافظتى سيناء.
- مدير الدقى العام للتعليم الإعدادى والثانوى - مدرس الإبتدائى مسئول عن فشل المنظومة و مدارس الإبتدائى تخرج طلاب فاشلين لباقى المراحل
- فعاليات 2019 عام للتعليم السيسى يفتتح المنتدى العالمى للتعليم والبحث العلمى اليوم بالعاصمة الإدارية.. 55 خبيرا دوليا
- بعد إقرارها بشكل رسمى - الموازنة العامة الجديدة.. زيادة الأجور لـ361 مليار جنيه.. 275.6 مليار جنيه للصحة و256.1 مليار للتعليم و132 مليارا للتعليم العالى
- مدارس المتفوقين تنشر أسماء الناجحين و توقف نقلهم لأى مدارس أخرى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى