- إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3909
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
معلومات عن الحملة الفرنسة على مصر
الإثنين 08 أغسطس 2011, 23:57
تاريخ
قبل قيام الحملة الفرنسية على مصر، قدم شارل مجالون القنصل الفرنسي في مصر تقريره إلى حكومته في 9 فبراير 1798م يحرضها على ضرورة احتلال مصر، ويبين أهمية استيلاء بلاده على منتجات مصر وتجارتها، ويعدد لها المزايا التي ينتظر أن تجنيها فرنسا من وراء ذلك.
وبعد أيام قليلة من تقديم تقرير مجالون تلقت حكومة فرنسا تقريرا آخر من - تاليران - وزير الخارجية، ويحتل هذا التقرير مكانة كبيرة في تاريخ الحملة الفرنسية على مصر حيث عرض فيه للعلاقات التي قامت من قديم الزمن بين فرنسا ومصر وبسط الآراء التي تنادي بمزايا الاستيلاء على مصر
وقدم الحجج التي تبين أن الفرصة قد أصبحت سانحة لإرسال حملة على مصر وفتحها، كما تناول وسائل تنفيذ مشروع الغزو من حيث إعداد الرجال وتجهيز السفن اللازمة لحملهم وخطة الغزو العسكرية، ودعا إلى مراعاة تقاليد أهل مصر وعاداتهم وشعائرهم الدينية، وإلى استمالة المصريين وكسب مودتهم بتبجيل علمائهم وشيوخهم واحترام أهل الرأي منهم؛ لأن هؤلاء العلماء أصحاب مكانة كبيرة عند المصريين.
أعد نابليون وحكومة الإدارة الفرنسية حملة على مصر في عام 1798م وكانت الحملة مكونة من 36 ألف جندي. وفى يوم 19 مايو 1798 اقلع أسطول فرنسي كبير مكون من 400 سفينة تقودهم سفينة القائد (اوريليان) والتي تعني الشرق, من ميناء طولون، وبلغ الإنجليز أخبار مغادرة نابليون فرنسا وعهدوا إلى نيلسون باقتفاء أثره وتدمير أسطوله، فقصد إلى مالطة ولكنه وجد أن أسطول نابليون غادرها نحو الشرق منذ خمسة أيام، فرجح أنها تقصد مصر واتجه إلى الإسكندرية وبلغها يوم 28 يونيو 1798 فلم يعثر هناك للفرنسيين على أثر وحذر المصريين. وقد وصل الأسطول الفرنسي غرب الإسكندرية عند أبو قير في أول يوليو 1798، وبادر بإنزال قواته ليلاً على البر ثم سير جيشاً إلى الإسكندرية. أنزلت المراكب الحربية الفرنسية الجيش الفرنسي في 1798 في الإسكندرية ,ووجّه نابليون في اليوم ذاته نداءً إلى الشعب المصري، وأصدرت الحملة نداء إلى الشعب بالهدوء والتعاون وأن نابليون قد أعتنق الإسلام وأصبح صديق وحامي الإسلام. استولى نابليون على أغنى إقليم في الإمبراطورية العثمانية، وطبقاً للبروباجندا الحربية أدعى أنه "صديقاً للسلطان العثماني" وأدعى أيضا أنه قدم إلى مصر "للاقتصاص من المماليك" لا غير، باعتبارهم أعداء السلطان، وأعداء الشعب المصري وهذه رسالة نابليون بونابرت الذي دعاه المؤرخين المسلمين الجنرال علي إلى شعب مصر:
"بسم الله الرحمن الرحيم، لا اله الا الله وحده ولا شريك له في ملكه... ايها المشايخ والأئمة...قولوا لأمتكم ان الفرنساوية هم أيضاً مسلمون مخلصون وإثبات ذلك انهم قد نزلوا في روما الكبرى وخرّبوا فيها كرسي البابا الذي كان دائماً يحّث النصارى على محاربة الإسلام، ثم قصدوا جزيرة مالطا وطردوا منها الكوالليرية الذين كانوا يزعمون ان الله تعالى يطلب منهم مقاتلة المسلمين، ومع ذلك فإن الفرنساوية في كل وقت من الأوقات صاروا محبين مخلصين لحضرة السلطان العثماني..أدام الله ملكه...أدام الله إجلال السلطان العثماني أدام الله إجلال العسكر الفرنساوي لعن الله المماليك وأصلح حال الأمة المصرية". وظل محمد كريم يقاوم تقدم الجيش الفرنسي في الإسكندرية وظل يتقهقر ثم اعتصم بقلعة قايتباى ومعه مجموعة من المقاتلين، وأخيراً أستسلم وكف عن القتال، ولم يكن بد من التسليم ودخل نابليون المدينة، وأعلن بها الأمان. وفى 6 سبتمبر 1798 اصدر نابليون بونابرت أمرا بتنفيذ عقوبة الاعدام في السيد محمد كريم "بميدان الرميلة" في القاهرة. أصبح نابليون بونابرت حاكما مسلما اسمه "بونابردي باشا"، وكان يطلق عليه المسلمين اسم علي نابليون بونابرت، وكان يتجوّل وهو مرتدي الملابس الشرقية والعمامة والجلباب. وكان يتردد إلى المسجد في أيام الجمعة ويسهم بالشعائر الدينية التقليدية بالصلاة، وكوّن نابليون ديواناً استشارياً مؤلفاً من المشايخ والعلماء المسلمين مكونا من11عالما ويرأسه الشيخ عبد الله الشرقاوي. إلا أن أغرب الوثائق هي وصيته لكليبر التي يقول فيها: إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. ووثيقة أخرى شديدة الإثارة عن حلم نابليون بحفر قناة السويس وعدم إضاعة قطرة واحدة من ماء النيل إذا قيد له أن يحكم مصر طويلا, وأن يجعل من مصر قاعدة لإمبراطورية هائلة شرق السويس تمتد حتى إيران وأفغانستان، فأنا لست أقل من الإسكندر الأكبر. رغم حزني الشديد لأن الإسكندر غزا مصر في سن السادسة والعشرين بينما أنا في الثامنة والعشرين. وهناك وثيقة أخرى رقم3618 بتاريخ4 نوفمبر1798 يوقع فيها بونابرت علي قرار عسكري بأن تدفع فرنسا رواتب شيوخ الديوان, وهم الشيخ إسماعيل البراوي والشيخ يوسف الموصلي والشيخ عبد الوهاب الشبراوي والشيخ سليمان الجوسقي والشيخ أحمد الشرقاوي. ويبدو أن هؤلاء لم يكونوا قد انضموا إلي علماء الديوان في تكوينه الأول. وهناك أوامر عسكرية في سطور قليلة تكشف عن كيفية إدارة شئون الجيش الفرنسي في مصر. وتكشف الوثائق عن وجود مراسلات بين المعلم يعقوب قائد كتيبة الأقباط وجرجس الجوهري أحد أعيان أقباط مصر, وهي خطيرة لأنها تكشف عن مخططات واسعة المدى للفصل بين أقباط مصر ومسلميها( الرسالة رقم3872 بتاريخ7 ديسمبر1798). ثم هناك رسالة تهنئة بتاريخ26 فبراير1799 تحت رقم4262 للجنرال مينو علي قيامه بإلقاء خطبة الجمعة كمسلم في مسجد غزة في أثناء الحملة علي الشام, ويقول له: إن أفضل الطرق للحفاظ علي السلم في مصر هو تبني عقيدة الإسلام أو علي الأقل عدم معاداتها واجتذاب ود شيوخ الإسلام ليس فقط في مصر بل في سائر العالم الإسلامي. وتكشف وثائق أخرى عن توصيف دقيق بقلم نابليون نفسه لبعض المعارك الحربية مثل معركة الرحمانية( رقم4626 بتاريخ20 يوليو1799), وأخرى في اليوم التالي, ثم أخرى لأهالي القاهرة للتأكد من حيادهم في حربه ضد مسلمي الشام. ثم عشرات الرسائل والأوامر بإعدام المجرمين وقطاع الطرق في القاهرة, وأيضا إعدام جنود فرنسيين ثبت إجرامهم في حق الأهالي. علي أن أشد هذه الوثائق إثارة هي الوثائق الأخيرة التي وقعها قبل رحيله عن مصر, ومنها وصيته للجنرال كليبر رقم4758 بتاريخ22 أغسطس1799 ثم وثائق أخرى تثبت أنه كان ينوي بعد عودته إلي فرنسا إرسال تعزيزات وجيش جديد لمصر, لكن استسلام مينو في الإسكندرية في يوليو1801 قضي نهائيا علي حلمه. من أقوال نابليون حول مصر: 1. في مصر لو حكمت لن أضيع قطرة واحدة من النيل في البحر, وسأقيم أكبر مزارع ومصانع أطلق بها إمبراطورية هائلة, ولقمت بتوحيد الإسلام والمسلمين تحت راية الإمبراطورية ويسود العالم السلام الفرنسي. 2. في مصر قضيت أجمل السنوات, ففي أوروبا الغيوم لا تجعلك تفكر في المشاريع التي تغير التاريخ, أما في مصر فإن الذي يحكم بإمكانه أن يغير التاريخ. 3. لو لم أكن حاكما علي مصر لما أصبحت إمبراطورا علي فرنسا. 4. الرسول محمد ، بني إمبراطورية من لا شيء.. من شعب جاهل بني أمة واسعة.. من الصحاري القفر بني أعظم أمبراطورية في التاريخ. 5. الإسلام كالمسيحية تفسدهما السياسة ويلعب القائمون عليهما بالنار إذا تخطوا حدود أماكن العبادة لأنهم يتركون مملكة الله ويدخلون مملكة الشيطان. 6. حلمي تجسد في الشرق بينما كاد يتحول إلي كابوس في الغرب.
[عدل]
اسباب ومطامع الحملة الفرنسية علي مصر
قدمت الجيوش الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت عام 1798م، بغرض جعل مصر قاعدة استراتيجية تكون نواة للإمبراطورية الفرنسية في الشرق، وبعد فشل أهدافهم وانهزامهم أمام الجيوش الإنجليزية بعد تحطيم أسطولهم في معركة أبو قير البحرية، رحلوا عن مصر عام 1801م بعد قضاء حوالي 3 سنوات.
قامت الجيوش الفرنسية هم وافقين علي مصرعام 1798 م بقيادة نابليون بونابرت، بغرض جعل مصر قاعدة استراتيجية تكون نواة للإمبراطورية الفرنسية في الشرق، وبعد فشل أهدافهم وانهزامهم أمام الجيوش الإنجليزية وبعد تحطيم أسطولهم في معركة أبو قير البحرية، رحلوا عن مصر عام 1801م بعد قضاء حوالي ثلاث سنوات.
وبعد فترة قليلة من مجيئ الحملة سرعان ما رحل نابليون بونابرت عن مصر تاركاً الجنرال كليبر على رأس الحملة. وبعد مقتل كليبر على يد سليمان الحلبي تسلم الجنرال جاك فرانسوا مينو (أو عبد الله جاك مينو) بعد أن أظهر أنه أسلم ليتزوج من امرأة مسلمة كانت تسمى زبيدة ابنة أحد أعيان رشيد. وبعد هزيمة الفرنسيين وتحطيم أسطولهم وقع الفرنسيون معاهدة لتسليم مصر والعودة لفرنسا على متن السفن البريطانية، لتنتهي بذلك فترة من أهم الفترات التي شهدتها مصر.
لقد تعرضت مصر على مر تاريخها لحملتين صليبيتين في عهد الدولة الأيوبية، وكانت الحملتان تقودهما فرنسا، أما الأولى فقد عرفت بالحملة الصليبية الخامسة، وكانت بقيادة جان دي برس. وأما الأخرى فقد عرفت بالحملة الصليبية السابعة، وكانت بقيادة الملك لويس التاسع ومنيت الحملتان بهزيمة مدوية عامي 618 هـ - 1221م و 648 هـ - 1250م وخرجتا من مصر.
إلا أن احتلال مصر كانت رغبة قوية لدى فرنسا، وبقيت أملا لسياستها وقادتها ينتظرون الفرصة السانحة لتحقيقها متى سنحت لهم، وفي سبيل ذلك يبعثون رجالهم إلى مصر على هيئة تجار أو سياح أو طلاب ودارسين، ويسجلون دقائق حياتها في تقارير يرسلونها إلى قادتهم.
ولما بدأ الضعف يتسرب إلى الدولة العثمانية أخذت فرنسا تتطلع إلى المشرق العربي مرة أخرى، وكانت تقارير رجالهم تحرضهم بأن اللحظة المناسبة قد حان أوانها ولابد من انتهازها.
وكشفت تقارير سانت بريست سفير فرنسا في الأستانة منذ سنة 1768م والبارون دي توت والمسيو (مور) قنصل فرنسا في الإسكندرية ضعف الدولة العثمانية، وأنها في سبيلها إلى الانحلال، ودعت تلك التقارير إلى ضرورة الإسراع باحتلال مصر، غير أن الحكومة الفرنسية ترددت ولم تأخذ بنصائحهم، احتفاظا بسياستها القائم ظاهرها على الود والصداقة للدولة العثمانية.[أظهر]
عرض · نقاش · تعديل
الحملات الاستعمارية الفرنسية
[عدل]
الشروع في إعداد الحملة
تاليران مهندس الحملة الفرنسية
قبل قيام الحملة الفرنسية على مصر، قدم شارل مجالون القنصل الفرنسي في مصر تقريره إلى حكومته في 9 فبراير 1798م يحرضها على ضرورة احتلال مصر، ويبين أهمية استيلاء بلاده على منتجات مصر وتجارتها، ويعدد لها المزايا التي ينتظر أن تجنيها فرنسا من وراء ذلك.
وبعد أيام قليلة من تقديم تقرير مجالون تلقت حكومة فرنسا تقريرا آخر من - تاليران - وزير الخارجية، ويحتل هذا التقرير مكانة كبيرة في تاريخ الحملة الفرنسية على مصر، حيث عرض فيه للعلاقات التي قامت من قديم الزمن بين فرنسا ومصر وبسط الآراء التي تنادي بمزايا الاستيلاء على مصر، وقدم الحجج التي تبين أن الفرصة قد أصبحت سانحة لإرسال حملة على مصر وفتحها، كما تناول وسائل تنفيذ مشروع الغزو من حيث إعداد الرجال وتجهيز السفن اللازمة لحملهم وخطة الغزو العسكرية، ودعا إلى مراعاة تقاليد أهل مصر وعاداتهم وشعائرهم الدينية، وإلى استمالة المصريين وكسب مودتهم بتبجيل علمائهم وشيوخهم واحترام أهل الرأي منهم؛ لأن هؤلاء العلماء أصحاب مكانة كبيرة عند المصريين.
[عدل]
قرار الحملة
وكان من أثر التقريرين أن نال موضوع غزو مصر اهتمام حكومة الإدارة التي قامت بعد الثورة الفرنسية، وخرج من مرحلة النظر والتفكير إلى حيز العمل والتنفيذ، وأصدرت قرارها التاريخي بوضع جيش الشرق تحت قيادة نابليون بونابرت في 12أبريل 1798م
وتضمن القرار مقدمة وست مواد، اشتملت المقدمة على الأسباب التي دعت حكومة الإدارة إلى إرسال حملتها على مصر، وفي مقدمتها عقاب المماليك الذين أساءوا معاملة الفرنسيين واعتدوا على أموالهم وأرواحهم، والبحث عن طريق تجاري آخر بعد استيلاء الإنجليز على طريق رأس الرجاء الصالح وتضييقهم على السفن الفرنسية في الإبحار فيه، وشمل القرار تكليف نابليون بطرد الإنجليز من ممتلكاتهم في الشرق، وفي الجهات التي يستطيع الوصول إليها، وبالقضاء على مراكزهم التجارية في البحر الاحمر والعمل على شق قناة برزخ السويس.
[عدل]
تجهيز الحملة
جرت الاستعدادات لتجهيز الحملة على خير وجه، وكان قائد الحملة الجنرال نابليون يشرف على التجهيز بكل عزم ونشاط ويتخير بنفسه القادة والضباط والعلماء والمهندسين والجغرافيين، وعني بتشكيل لجنة من العلماء عرفت باسم لجنة العلوم والفنون وجمع كل حروف الطباعة العربية الموجودة في باريس لكي يزود الحملة بمطبعة خاصة بها.
لقد تمت التعمية على الجهة التي يقصدها الأسطول حتى إن الرجال كلهم - تقريبا - والبالغ عددهم 000 45 لم يكونوا يعلمون وجهة الأسطول، وفي بيان له سمات خاصة وجهه نابليون "لجيش الشرق" الجديد أشار إليه بأنه مجرد جناح للجيش الفرنسي المعد لغزو إنجلترا، وطلب من البحارة والجنود أن يثقوا به رغم أنه لا يستطيع حتى الآن أن يحدد المهام الموكلة إليهم. وأبحرت الحملة من ميناء طولون في 19 مايو 1798م وتألفت من نحو 35 ألف جندي، تحملهم 300 سفينة ويحرسها أسطول حربي فرنسي مؤلف من 55 سفينة، وفي طريقها إلى الإسكندرية استولت الحملة على جزيرة مالطة من فرسان القديس يوحنا آخر فلول الصليبيين.
[عدل]
الاستيلاء على مالطا
وفي 9 يونيو ظهر الأسطول الفرنسي إزاء سواحل مالطا، وكانت حكومة الإدارة قد قدمت رشوة لرئيس جماعة فرسان مالطا وذوي الشأن فيهم لتكون مقاومتهم شكليو ونتيجة لهذا استولى الفرنسيون على الحصن المنيع الممول جيدا في هذه الجزيرة بسهولة ولم يفقدوا في سبيله سوى ثلاثة رجال• وتأخر نابليون في الجزيرة أسبوعا ليعيد تنظيم إدارة الجزيرة على نمط الإدارة الفرنسية وكان ألفريد ده ڤينه Alfred de Vigne - الذي سيصبح شاعرا فيما بعد - يومئذ في الثانية من عمره، وقد قدموه لنابليون، فرفعه وقبله، وقال ألفريد - فيما بعد - عندما أنزلني بعناية إلى سطح السفينة، كان قد كسب إلى جانبه، عبداً آخر يضاف إلى عبيده. وعلى أيه حال فإن نابليون ذلك الرجل الشبيه بالإله عانى دوار البحر طوال فترة الإبحار إلى الإسكندرية تقريبا، وفي هذه الأثناء درس القرآن.
[عدل]
الأسطول الإنجليزي يراقب الحملة
وعلى الرغم من السرية التامة التي أحاطت بتحركات الحملة الفرنسية وبوجهتها فإن أخبارها تسربت إلى بريطانيا العدو اللدود لفرنسا، وبدأ الأسطول البريطاني يراقب الملاحة في البحر المتوسط، واستطاع نيلسون قائد الأسطول الوصول إلى ميناء الإسكندرية قبل وصول الحملة الفرنسية بثلاثة أيام، وأرسل بعثة صغيرة للتفاهم مع السيد محمد كريم حاكم المدينة وإخباره أنهم حضروا للتفتيش عن الفرنسيين الذين خرجوا بحملة كبيرة وقد يهاجمون الإسكندرية التي لن تتمكن من دفعها ومقاومتها، لكن السيد محمد كريم ظن أن الأمر خدعة من جانب الإنجليز لاحتلال المدينة تحت دعوى مساعدة المصريين لصد الفرنسيين، وأغلظ القول للبعثة فعرضت أن يقف الأسطول البريطاني في عرض البحر لملاقاة الحملة الفرنسية وأنه ربما يحتاج للتموين بالماء والزاد في مقابل دفع الثمن، لكن السلطات رفضت هذا الطلب لتترك الاسطول الإنجليزي للمواجهة مع الحملة في معركة أبي قير البحرية والتي انتهت بتدمير قطع الاسطول الفرنسي لتترك الحملة في مصر بلا اتصال بفرنسا
وتَوقُّع بريطانيا أن تكون وجهة الحملة الفرنسية إلى مصر العثمانية دليلٌ على عزمها على اقتسام مناطق النفوذ في العالم العربي وتسابقهما في اختيار أهم المناطق تأثيرا فيه، لتكون مركز ثقل السيادة والانطلاق منه إلى بقية المنطقة العربية، ولم يكن هناك دولة أفضل من مصر لتحقيق هذا الغرض الاستعماري.
[عدل]
وصول الحملة للاسكندرية
وصلت الحملة الفرنسية إلى الإسكندرية ونجحت في احتلال المدينة في 2 يوليو 1798م بعد مقاومة من جانب أهلها وحاكمها السيد محمد كريم دامت ساعات، وراح نابليون يذيع منشورا على أهالي مصر تحدث فيه عن سبب قدومه لغزو بلادهم وهو تخليص مصر من طغيان البكوات المماليك الذين يتسلطون في البلاد المصرية، وأكد في منشوره على احترامه للإسلام والمسلمين، وبدأ المنشور بالشهادتين وحرص على إظهار إسلامه وإسلام جنده، وشرع يسوق الأدلة والبراهين على صحة دعواه، وأن الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون، فقال: "إنهم قد نزلوا روما وخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دائما يحث المسيحيين على محاربة المسلمين"، وأنهم قد قصدوا مالطة وطردوا منها فرسان القديس يوحنا الذين كانوا يعتقدون أن الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين.
وأدرك نابليون قيمة الروابط التاريخية الدينية التي تجمع بين المصريين والعثمانيين تحت لواء الخلافة الإسلامية فحرص ألا يبدو في صورة المعتدي على حقوق السلطان العثماني فعمل على إقناع المصريين بأن الفرنسيين هم أصدقاء السلطان العثماني، غير أن هذه السياسة المخادعة التي أراد نابليون أن يخدع بها المصريين ويكرس احتلاله للبلاد فلم ينخدعوا بها وقاوموا الاحتلال.
[عدل]
الطريق إلى القاهرة
معركة الأهرام، لويس فرانسوا، البارون لوجين، 1808.
وفي مساء يوم 3 يوليو 1798 م) زحفت الحملة على القاهرة، وسلكت طريقين أحدهما بري وسلكته الحملة الرئيسية؛ حيث تسير من الإسكندرية إلى دمنهور فالرحمانية، فشبراخيت، فأم دينار على مسافة 15 ميلا من الجيزة. وأما الطريق الآخر فبحري وتسلكه مراكب الأسطول الخفيفة في فرع رشيد لتقابل الحملة البرية قرب القاهرة.
ولم يكن طريق الحملة سهلا إلى القاهرة فقد لقي جندها ألوانا من المشقة والجهد، وقابلت مقاومة من قبل أهالي البلاد؛ فوقعت في 13 يوليو 1798م أول موقعة بحرية بين مراكب المماليك والفرنسيين عند شبراخيت، وكان جموع الأهالي من الفلاحين يهاجمون الأسطول الفرنسي من الشاطئين غير أن الأسلحة الحديثة التي كان يمتلكها الأسطول الفرنسي حسمت المعركة لصالحه، واضطر مراد بك قائد المماليك إلى التقهقر صوب القاهرة.
ثم التقى مراد بك بالفرنسيين عند منطقة إمبابة في 21 يوليو 1798م في معركة أطلق عليها الفرنسيون معركة الأهرام. وهناك قال لجنوده (إن كان لنا أن نثق في ذاكرة نابليون):
"إن أربعين قرنا تتطلع إليكم" ومرة أخرى واجه الفرنسيون هذا الهجوم بطلقات المدافع والبنادق والحراب المثبته فقتل سبعون فرنسيا وألفٌ وخمسمائة مملوك، وغرق كثيرون منهم في النيل في أثناء هروبهم الطائش• وفي 22 يوليو أرسلت السلطات التركية في القاهرة مفاتيح المدينة إلى نابليون مما يعني الاستسلام• وفي 32 يوليو دخل نابليون المدينة البهية من غير أن يواجه مقاومة.
وكانت القوات المصرية كبيرة غير أنها لم تكن معدة إعدادا جيدا؛ فلقيت هزيمة كبيرة وفر مراد بك ومن بقي معه من المماليك إلى الصعيد، وكذلك فعل إبراهيم بك شيخ البلد، وأصبحت القاهرة بدون حامية، وسرت في الناس موجة من الرعب والهلع خوفًا من الفرنسيين.
[عدل]
نابليون في القاهرة
صورة لنابليون أمام أبو الهول، جان ليون جيروم، القرن التاسع عشر.
دخل نابليون مدينة القاهرة تحوطه قواته من كل جانب، وفي عزمه توطيد احتلاله للبلاد بإظهار الود للمصريين وبإقامة علاقة صداقة مع الدولة العثمانية، وباحترام عقائد أهالي البلاد والمحافظة على تقاليدهم وعاداتهم؛ حتى يتمكن من إنشاء القاعدة العسكرية، وتحويل مصر إلى مستعمرة قوية يمكنه منها توجيه ضربات قوية إلى الإمبراطورية البريطانية.
وفي اليوم الثاني لدخوله القاهرة وهو الموافق 25 يوليو 1798م أنشأ نابليون ديوان القاهرة من تسعة من كبار المشايخ والعلماء لحكم مدينة القاهرة، وتعيين رؤساء الموظفين، غير أن هذا الديوان لم يتمتع بالسلطة النهائية في أي أمر من الأمور، وإنما كانت سلطة استشارية ومقيدة بتعهد الأعضاء بعدم القيام بأي عمل يكون موجها ضد مصلحة الجيش الفرنسي، ولم يكن الغرض من إنشاء هذا الديوان سوى تكريس الاحتلال الفرنسي والعمل تحت رقابة وأعين السلطات الفرنسية.
ومن القاهرة أصدر أوامره بأن تدار أمور مصر عن طريق دواوين عربية تابعة لسيطرته. ومنع جنوده من السلب والنهب وحمى حقوق الملكية الموجودة لكنه استمر في تحصيل الضرائب التي فرضها المماليك الغزاة على أهل البلاد لتمويل جيشه، وجلس مع الزعماء المحليين واعترف باحترامه للشعائر الإسلامية وإعجابه بالفن الإسلامي، وشهد ألا إله إلا الله، وطلب مساعدة المسلمين له ليعم الرخاء والازدهار مصر• وعقد اجتماعا مع علماء الحملة لوضع الخطط للقضاء على الطاعون وإدخال صناعات جديدة وتطوير نظم التعليم المصري وتحسين القوانين المعمول بها، وإنشاء خدمات بريدية ونظام مواصلات، وإصلاح الترع وضبط الري وربط النيل بالبحر الأحمر.
وفي يوليو سنة 1799 نظم المعهد العلمي المصري من علماء مصر وعلماء الحملة، وكان العلماء هم الذين أعدوا الأربعة والعشرين مجلداً الضخاما التي مولتها ونشرتها الحكومة الفرنسية بعنوان وصف مصر (9081-8281) Description de L`Egypte وأحد هؤلاء العلماء لا نعرف إلا أن اسمه بوشار Bouchard وجد في سنة 1799 في مدينة تبعد عن الإسكندرية ثلاثين ميلا حجر رشيد Rosetta عليه نقوش بلغتين وثلاثة خطوط (الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية) وقد مكنت هذه الكتابات توما يونج Thomas Young (1814) وجان - فرنسوا شامبليون Jean - Francois Champolion (1821) من وضع أسس منهج ترجمة النصوص الهيروغليفية ففتحوا بذلك أمام أوروبا "الحديثة" أبواب حضارة مصر القديمة المركبة والناضجة بشكل يدعو إلى الدهشة• وكان هذا هو النتيجة الرئيسية لحملة نابليون على مصر، أو النتيجة الوحيدة المهمة.
عندما ترك نابليون أسطوله في الإسكندرية متجها إلى القاهرة كان قد أمر (على وفق رواية نابليون) نائب الأدميرال [فرنسوا-بول بروى] Francois-Paul Brueys أن يفرغ كل حمولته من المواد اللازمة للجنود ومن ثم يبحر بأقصى سرعة ممكنة إلى كورفير Corfu التي كان الفرنسيون قد استولوا عليها• كما أمره بضرورة اتخاذ الإجراءات كلها لتجنب تدخل البريطانيين، لكن سوء الأحوال الجوية أخر إبحار بروي Brueys، وفي أثناء فترة التأخير هذه رسا بأسطوله في خليج أبي قير القريب، وهناك في 13 يوليو سنة 1798 رآه نيلسون وهاجمه بسرعة• وبدت القوتان البحريتان المتواجهتان متكافئتين: فالقوات البحرية الإنجليزية قوامها 41 سفينة حربية وسفينة بصاريين، والقوات البحرية الفرنسية قوامها 31 سفينة حربية وأربع فرقاطات• لكن البحارة الفرنسيين كان الحنين إلى العودة إلى بلادهم قد ازداد ولم يكونوا متدربين بما فيه الكفاية، أما البحارة البريطانيون فقد كان البحر هو وطنهم الثاني ألفهم وألفوه، والآن فإن تنظيمهم (البريطانيين) الأكثر تفوقا وبراعتهم البحرية وشجاعتهم سادت طوال النهار والليل لأن المعركة الدامية استمرت حتى فجر الأول من أغسطس.
ففي الساعة العاشرة من يوم 13 يوليو انفجرت، سفينة القيادة (التي بها بروى) التي بها 120 بندقية، وقتل كل من كان على متنها تقريبا بمن فيهم اللواء بحري نفسه، وكان يبلغ من العمر خمسة وأربعين عاما• ولم تستطع الهروب سوى سفينتين فرنسيتين، وبلغت خسائر الفرنسيين ما يزيد على 0571 قتيلاً و 0051 جريح، أما خسائر البريطانيين فكانت 812 قتيلاً و276 جريحاً (بمن فيهم نيلسون)• وهذه المعركة (معركة أبوقير البحرية بالإضافة إلى معركة الطرف الأغر Trafalgar (1805) هما آخر محاولتين قامت بهما فرنسا النابليونية لتحدي السيادة الإنجليزية على البحار. وعندما وصلت أخبار هذه النكسة الكاسحة إلى نابليون في القاهرة أيقن أن فتحه لمصر غدا بلا معنى. فالمغامرون المرافقون له قد أحيط بهم الآن برا وبحرا وما من سبيل لوصول العون الفرنسي إليهم، وأنهم سرعان ما سيصبحون تحت رحمة أهل البلاد المعادين، والبيئة غير المواتية.
[عدل]
ثورة القاهرة
ثورة القاهرة الأولي
وتضاعفت الأزمات على نابليون وجيشه، فلا يكاد يمر يوم بلا هجمات يشنها العرب أو الترك أو المماليك غير المؤتلفين مع سادتهم الجدد - على القوات الفرنسية. وفي 16 أكتوبر قامت جماهير القاهرة بثورة على الفرنسيين الذين قمعوا الثائرين، وتخلى نابليون لفترة عن دور الفاتح المتسامح وأمر بقطع أعناق كل ثائر مسلح.
[عدل]
سوريا
خريطة الحملة الفرنسية على سوريا ومصر
عندما سمع نابليون أن الأتراك يعدون جيشا لاستعادة مصر صمم على مواجهة التحدي فأعدّ ثلاثة عشر ألفا من رجاله إلى سوريا، وانطلق في 10 فبراير سنة 1799 واستولى على العريش وأتم عبور صحراء سيناء ويبين لنا خطاب كتبه نابليون في 27 فبراير بعض جوانب هذه المحنة: حرارة وعطش "وماء غير عذب تعتريه ملوحة، وأحيانا لا ماء أبداً لقد أكلنا الكلاب والحمير والجمال" ووجدوا في غزة - ويا لسعادتهم - بعد معركة قاسية - خضراوات طازجة وبساتين ذوات فواكه لا مثيل لها.
[عدل]
يافا
تفشي الطاعون بين جنود نابليون
وفي 3 مارس توقفت القوات الفرنسية أمام مدينة يافا ذات الأسوار والسكان المعادين وحصن يدافع عنه 007 2 مقاتل تركي من ذوي البأس، فأرسل نابليون يعرض عليهم شروطا، لكنهم رفضوها، وفي 7 مارس أحدث المهندسون العسكريون الفرنسيون في أسوار المدينة ثغرة اندفع الجنود خلالها فقتلوا من قاومهم من السكان وسلبوا المدينة، وأرسل نابليون، يوجين دي بوهارنيه لإعادة النظام في المدينة فعرض حق الخروج الآمن لكل من يستسلم، وسلم جنود الحصن أسلحتهم حتى لا يلحق الفرنسيون مزيدا من الدمار في المدينة، وسيقوا أسرى إلى نابليون، فرفع يديه فزعا وتساءل : "ماذا يمكنني أن أعمل معهم؟" فلم يكن نابليون يستطيع أن يأخذ 0072 أسير معه في مسيرته تلك فالرجال الفرنسيون بذلوا قصارى جهدهم ليجدوا الطعام والشراب لأنفسهم، ولا يمكنه تدبير عدد كاف من الحراس لاصطحاب هؤلاء الأسرى ليسجنوا في القاهرة، وإذا هو أطلق سراحهم فما الذي يمنعهم من حرب الفرنسيين ثانية فعقد نابليون اجتماعا عسكريا وسألهم عن رأيهم في هذه المشكلة، فكان رأيهم أن أفضل حل هو قتل هؤلاء الأسرى، فتم الصفح عن نحو ثلاثمائة منهم، وقتل 1442 طعنا بالحراب لتوفير الذخيرة.
[عدل]
عكا
وواصل الغزاة مسيرتهم، وفي 81 مارس وصلوا إلى مدينة عكاشديدة التحصين، وكان يقود المقاومة الجزار باشا يساعده أنطوان دي فيليبو - الذي كان زميلا لنابليون في الدراسة في بريين، وحاصر الفرنسيون المدينة دون مدافع حصار ذلك أن مدافع الحصار التي كان قد تمَّ ارسالها من الإسكندرية بحرا استولى عليها أسطول إنجليزي بقيادة سيروليم سدني Sir William Sidney وسلمها إلى حصن المدينة (عكا) وراح يزود حاميتها بالطعام والمواد اللازمة في أثناء الحصار. وفي 20 مايو بعد أن قضى الفرنسيون شهرين أمام أسوار المدينة وتكبدوا خسائر فادحة أمر نابليون بالعودة إلى مصر، وقد ذكر نابليون بعد ذلك متفجعا: "إن فيليبو Phélipppeau جعلني أتراجع عن عكا Acre، فلولاه لأصبحت سيد مفتاح الشرق ولأمكنني الذهاب إلى القسطنطينية واستعادة الإمبراطورية الشرقية". وفي سنة 1803 ذكر لمدام دى ريموسا Rémusat" لقد مات خيالي عند عكا• لن أسمح لها أبدا بالتداخل معي مرة أخرى".
[عدل]
العودة إلى مصر
مقالات تفصيلية :معركة أبو قير البحرية و معركة أبو قير البرية
كانت العودة إلى مصر على طول الساحل في أيام نحسات متوالية، لقد كان الجيش أحيانا يقطع مسيرة تصل إلى إحدى عشرة ساعة يوميا بين آبار لا يشرب ماؤها في معظم الحالات يسمم البدن ولا يكاد يطفئ عطشا. وطلب نابليون من أطباء الحملة تدبير جرعات مميتة من الأفيون للقضاء على المصابين بأمراض لا شفاء لها، لكن الأطباء رفضوا وسحب نابليون اقتراحه، وأمر بالتخلي عن ركوب الخيل وتركها للمرضى وجعل من نفسه قدوة لضباطه بسيره على قدميه تاركا حصانه المريض. وفي 14 يونيو دخل الجيش الفرنسي المنهك مدينة القاهرة دخول المنتصر وعرض سبعة عشر علما من أعلام الأعداء وستة عشر أسيرا تركيا، كدليل أن الحملة قد حققت نصرا يدعو للفخر• وكان دخولهم القاهرة بعد رحلة شاقة قطعوا فيها 003 ميل في ستة وعشرين يوما.
وفي 11 يوليو أنزلت مائة سفينة على ساحل خليج أبي قير جيشا تركيا لطرد الفرنسيين من مصر فخرج نابليون من القاهرة متجها شمالا على رأس أفضل جنوده وانقض على الجيش التركي فألحق به هزيمة منكرة في 25 يوليو حتى إن كثيرين من الترك فضلوا الاندفاع إلى البحر ليموتوا غرقى بدلا من مواجهة الفرسان الفرنسيين المندفعين بعنف.
ومن الصحف الإنجليزية التي أرسلها سيدني سميث Sidney Smith إلى نابليون علم - ويالدهشته - أن التحالف الأوربي الثاني قد طرد الفرنسيين من ألمانيا، وأعاد الاستيلاء على إيطاليا كلها تقريبا من الألب إلى كالابريا. إن صروح انتصاراته كلها قد انهارت عبر سلسلة من الكوارث من الراين وبو Po إلى أبي قير وعكا، والآن من خلال هزائم مخزية وجد نفسه وجيشه الذي هلك جانب كبير منه وقد حوصروا في ممر يحيط به الأعداء، حيث يمكنهم محق الفرنسيين في غضون وقت قليل.
وفي نحو منتصف شهر يوليو تلقى من حكومة الإدارة أمرا كان قد أرسل له في 62 مايو، مؤداه أن يعود إلى باريس فورا. فصمم على العودة إلى فرنسا بطريقة ما رغم الحصار البريطاني، ليشق طريقه إلى السلطة، وليعزل القادة المخطئين الذين سمحوا بضياع مكاسبه كلها في إيطاليا بهذه السرعة السريعة• ونظم نابليون الأمور العسكرية والإدارية في القاهرة وعين كليبر المعارض ليكون على رأس ما تبقى من حلم فرنسا ضم مصر إليها، وكانت الخزانة خاوية بالإضافة إلى كونها مدينة بستة ملايين فرنك، فقد كانت هناك متأخرات للجنود وصلت قيمتها إلى أربعة ملايين فرنك، وكان عدد الجنود الفرنسيين يتناقص يوما بعد يوم وكذلك معنوياتهم، بينما أهل البلاد المقاومون يزدادون قوة ويتحينون الفرصة للقيام بثورة أخرى. وكان من الممكن في أي وقت أن ترسل تركيا وبريطانيا العظمى قوات عسكرية إلى مصر يمكنها - بمساعدة أهل البلاد - عاجلا أم آجلا إجبار الفرنسيين على التسليم. وكان نابليون يعلم ذلك كله ولم يكن يستطيع تبرير مغادرته مصر إلا بالقول إنه مطلوب في باريس ولديه أمر بالعودة. وعندما كان يودع جنوده رفع صوته قائلا:" إذا حالفني الحظ ووصلت إلى فرنسا فلا بد أن ينتهي حكم هؤلاء الثرثارين الحمقى"• ولا بد من إرسال الدعم لهؤلاء الفاتحين المحاصرين. ولم يصل هذا الدعم أبداً (ومما يذكر أن نابليون كان قد وعد - في وقت سابق - أن يقدم لكل جندي من جنوده ستة هكتارات من الأرض بعد أن يعودوا ظافرين إلى بلادهم).
وكانت الفرقاطتان مويرو Muiron وكارير Carre`re قد أفلتتا من الإبادة التي ألحقها الأسطول البريطاني بالأسطول الفرنسي في أبي قير، فأرسل نابليون أمراً بتجهيزهما في محاولة منه للوصول إلى فرنسا. وفي 32 أغسطس سنة 9971 ركب السفينة مويرو Muiron ومعه كل من بورين Bourrienne وبرثولي Berthollet ومونج Monge، وتبعهم الجنرالات لان Lannes ومورا Murat ودينو Denon وغيرهم السفينة كارير Carrére وبسبب الضباب وحسن الحظ أفلتت السفينتان من مراقبة جواسيس نلسون وأسطوله• ولم يستطع نابليون ومن معه التوقف في مالطا لأن البريطانيين المنتصرين كانوا قد استولوا على هذا الموقع الحصين في 9 فبراير. وفي 9 أكتوبر رست السفن إزاء فريجو Fréjus وجدف نابليون ومساعدوه حتى الشاطئ عند سان رافائيل St.Raphae`l والآن إما أن يكون " القيصر أو لا أحد " aut Caesar aut nullus.
[عدل]
نتائج الحملة الفرنسية
مقال تفصيلي :الأهمية العلمية لحملة نابليون على مصر
The Egyptian Expedition under the orders of Bonaparte, painting by Léon Cogniet, early 19th century.
[عدل]
النتائج الاجتماعية
1- تعرف المصريون على الحضارة الغربية بمزاياها ومساوئها
2- عرف المصريون بعض الإنظمة الإدارية عن الفرنسيين ومن بينها سجلات المواليد والوفيات وكذلك نظام المحاكمات الفرنسي، وبرز ذلك في قضية سليمان الحلبي.
[عدل]
النتائج العلمية
1- كتاب وصف مصر : رافقت الحملة الفرنسية مجموعة من العلماء في شتى مجال العلم في وقتها أكثر من 150 عالما واكثر من 2000 متخصص من خيرة الفنانين والرسامين والتقنيين الذي رافقوا القائد الفرنسي نابليون بونابرت في مصر خلال اعوام 1798/ 1801. من كيميائيين وأطباء وفلكيين إلى آخرة، وكانت نتيجة لمجهودهم هو كتاب وصف مصر وهو عبارة عن المجموعة الموثقة تضم 11 مجلداً من الصور واللوحات مملوكة لمكتبة الإسكندرية و9 مجلدات من النصوص من بينها مجلد خاص بالأطالس والخرائط اسهم بها المجمع العلمي المصري وقام هؤلاء العلماء بعمل مجهد غطى جميع أرض مصر من شمالها إلى جنوبها خلال سنوات تواجدهم وقاموا برصد وتسجيل كل أمور الحياة في مصر انذاك وكل مايتعلق بالحضارة المصرية القديمة ليخرجوا إلى العالم 20 جزءا لكتاب وصف مصر وتميز الكتاب بصور ولوحات شديدة الدقة والتفاصيل. ويعتبر هذا الكتاب ألان أكبر وأشمل موسوعة للأراضي والآثار المصرية كونها أكبر مخطوطة يدوية مكتوبة ومرسومة برسوم توضيحية قتميزت بالدراسة العميقة الدارسين والاكاديميين الذين رافقوا نابليون فيما نشر الكتاب بين عامي 1809/1829. كما تشتمل هذه المجموعة على صور ولوحات لأوجه نشاط المصري القديم للآثار المصرية وأيام الحملة نفسها التاريخ الطبيعي المصري بالإضافة إلى توثيق كل مظاهر الحياه والكنوز التاريخية والفنية والدينية المصرية وتسجيل جميع جوانب الحياة النباتية والحيوانية والثروة المعدنية آنذاك. وقد أصدرت مكتبة الإسكندرية (نسخة رقمية) من هذا الكتاب (وصف مصر) على أقراص مضغوطة.
2- فكرة [[حفر قناة السويس : حيث اقترح علماء الحملة توصيل البحرين الأحمر والمتوسط فيما يعرف الآن باسم "قناة السويس", ولكن الفكرة لم تنفذ وذلك بسبب اعتقاد خاطئ بان البحر الأحمر أعلي في المستوي من البحر المتوسط.
3- فك رموز حجر رشيد : حيث استطاع شامبليون فك رموز حجر رشيد واكتشاف أسرار اللغة المصرية القديمة, وقد ساعد فك رموز اللغات المصرية القديمة (الهيروغليفية – الهيراطيقية - الديموطيقية) من معرفة اسرار الحضارة الفرعونية.
4- اكتشاف الحضارة المصرية القديمة وقيام العلماء الفرنسيين بتأليف كتاب وصف مصر الذي يصف مصر منذ قيام الحضارة الفرعونية إلى خروج الحملة من مصر.
5- خريطة القطر المصري : حيث قامت الحملة برسم أول خريطة دقيقة للقطر المصري.
[عدل]
النتائج السياسية
1- لفتت الحملة الفرنسية على مصر أنظار العالم الغربي لمصر وموقعها الإستراتيجي وخاصة إنجلترا، مما كان لهذه النتيجة محاولة غزو مصر في حملة فريزر 19 سبتمبر 1807م الفاشلة على رشيد بعد أن تصدى لها المصريون، بعد ذلك بسنوات قلائل.
2- إثارة الوعي القومي لدى المصريين ولفت انتباههم إلى وحدة أهداف المحتل على اختلاف مشاربهم ألا وهو امتصاص خير البلاد.
[عدل]
انتهاء الحملة الفرنسية
في معركة أبي قير البحرية وبعد حصار الشواطئ المصرية، تم تحطيم الأسطول الفرنسي وغرق بمجمله، فقام الجنرال مينو بعد ذلك بتوقيع اتفاقية التسليم مع الجيش الإنجليزي وخروجهم بكامل عدتهم من مصر على متن السفن الإنجليزية. فكذلك انتهت الحملة النابليونية عن البلاد, بعد أن اثرت على المسألة الشرقية وحولتها إلى مسألة أوروبية.
[عدل]
رصد الحملة الفرنسية وتاريخها
لعل من أبرز من تتبع الحملة الفرنسية على مصر هو الشيخ عبد الرحمن الجبرتي، والذي يعد كتابه هو المرجع الأساسي لتلك الفترة من تاريخ مصر؛ فقد ذكر كل الحوادث بالتفصيل.
[عدل]
البصمات اليهودية في الحملة الفرنسية إن حيادية وصحة هذا المقال أو هذا المقطع منه مختلف عليهما.
رجاء طالع الخلاف في صفحة النقاش.
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها.
وسم هذا القالب منذ: ابريل 2011
من الصفات الملازمة للشخصية اليهودية عبر التاريخ صفة استغلال الأحداث وتوظيفها لمصلحتهم التوظيف الأمثل. فالثابت تاريخيا أن اليهود حاولوا استغلال حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798م وتوظيفها لمصلحتهم. لتحقيق عدد من المكاسب التي تخدم المصالح اليهودية وتفت في عضد امتنا الإسلامية. وبذلوا في ذلك الغالي والنفيس. ولكن كيف – ولماذا - حاول اليهود استغلال هذا حدث الحملة الفرنسية على مصر والشام ؟[بحاجة لمصدر]
معلوم أن الرغبة الفرنسية في احتلال مصر العربية كان هدفا قديما، يلمع في الذاكرة للفرنسية من حين لآخر, ويتجدد من أن لا خر، حتى سنحت الظروف بهذا الاحتلال. ولقد تعددت أهداف الحملة الفرنسية وتنوعت. فكا ن من ضمن أهدافها : الثأر من العار الذي لحقهم في معركة المنصورة سنة (648هـ = 1250م) والذي اسر فيها كبيرهم - التاسع عشر - لويس، وكذلك الانتقام لفشل الحملة الصليبية الخامسة سنة ((618هـ= 1221م)) علي يد الملك الكامل. كذلك كان من أهدافها الرغبة الفرنسية في عقاب المماليك الذين ساهموا في كسر الغرور الفرنسي من قبل، وأيضا البحث عن طريق تجاري آخر بعد استيلاء الإنجليز على طريق رأس الرجاء الصالح وتضييقهم على السفن الفرنسية في الإبحار فيه، لذلك تولدت رغبة فرنسية في مواجهة النفوذ البريطاني، المتزايد، بهدف التشويش على طرق التجارة البريطانية، وبالقضاء على مراكزهم التجارية في البحر الحمر, ومن الأهداف أيضا رغبة فرنسا في العمل على شق قناة برزخ السويس. كما وكان من بين الأهداف التي وضعها الفرنسيون من حملتهم على مصر والشام رغبتهم أن تكون مصر قاعدة إستراتيجية ونواة للإمبراطورية الفرنسية في الشرق.[بحاجة لمصدر]
كل هذه الأهداف – وغيرها - كانت تجول في عقلية نابليون, الخارج لتوه من حرب ضروس مع إيطاليا منتصرا متوجا، يملأه الصلف والغرور. إلا أن الواقع يومها كان يقول إن العين الفرنسية بصيرة واليد قصيرة. فغزو مصر هدف كبير، ومكلف وسيكلف نابليون الكثير والكثير. إضافة إلى أن الحكومة الفرنسية تمر بضائقة مالية خانقة بسبب الحروب العديدة المتتالية التي خاضتها فرنسا في الفترة السابقة. وبالتالي برزت أمام أحلام نابليون بإنفاذ حملته على مصر جبال من الصعاب، وتلال من العقبات.[بحاجة لمصدر]
رصدت الرأس اليهودية هذا الواقع. ورصدت – أيضا - الرغبة الفرنسية الجامحة في إنفاذ الحملة العسكرية علي مصر بشتى الطرق. وفي الوقت نفسه رصدت كم الصعاب التي تواجه نابليون وحكومته. ولكنها سرعان ما تدخلت، وسرعان ما بدأ مسلسل استغلال الحدث، وبدأت الرأس اليهودية في التقرب من نابليون. وسرعان ما زللت له كل الصعاب التي واجهته، وحلت له العديد من المشاكل. وسرعان ما تحولت جبال الصعاب إلى سهول معبدة ومفروشة بالورود. فلقد قام المليونير اليهودي روتشيلد بتمويل حملة نابليون على مصر. وصدرت الأوامر لصناع السفن اليهود في ميناء جنوه في إيطاليا ببناء قطع الأسطول الذي سيحتاجه نابليون في مهمته. (بالفعل رافق هذا الأسطول نابليون في حملته على مصر).[بحاجة لمصدر]
ولكن ما هي أهداف تمويل اليهود لحملة نابليون على مصر ؟ وما هو حجم المغانم التي توقعوها من وراء هذه الصفقة.؟
كان الهدف من كل هذا هو إقناع نابليون بونابرت بمساعدة اليهود في تكوين وطن قومي لهم في فلسطين. و" سارع روتشيلد.... إلى إقناع نابليون لتوطين اليهود في فلسطين إن هو نجح في توطيد أركان سيطرته على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط. ولقد استحسن نابليون هذه الفكرة. ويذكر الدكتور أمين عبد محمود: "أن الوعد الفرنسي بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كان مقابل تقديم الممولين اليهود قروضًا مالية للحكومة الفرنسية التي كانت تمر آنذاك بضائقة مالية خانقة، والمساهمة في تمويل الحملة الفرنسية المتجهة صوب الشرق بقيادة بونابرت ويؤكد على هذا البعد أيلي ليفي أبو عسل بقوله " كانت فكرة إعادة اليهود إلى فلسطين في طليعة المرامي والمشاريع الاجتماعية السامية التي كانت تجول في مخيلة نابليون الوقادة ويطمع في تحقيقها حيال المسألة الشرقية عندما شرع في تجهيز حملته لغزو مصر والشام. " [بحاجة لمصدر]
ويذكر المؤرخون أنه "وقبل تحرك الحملة من فرنسا إلى مصر، تلقى بول باراباس، عضو حكومة الإدارة في باريس من صديقه توماس كوريت، الرأسمالي اليهودي الايرلندي، رسالة ينصحه فيها بالاستفادة من اليهود الذين وصفهم بأنهم : يقدمون لكم عنصرا يمكن الاعتماد عليه في الشرق.وضع الاقتراح أمام نابليون الذي التقى عدد من الشخصيات اليهودية التي، دعته إلى إقامة وطن يهودي بالاتفاق مع فرنسا، في إقليم الوجه البحري من مصر، مع حفظ منطقة واسعة المدى ليمتد خطها من مدينة عكا إلى البحر الميت ومنه إلى البحر الأحمر".[بحاجة لمصدر]
ولكن شاء ت إرادة الله أن تزري رياح أحلام روتشيلد وبني قومه. نعم. جاءت الرياح المصرية بما لم تشتهيه السفن الفرنسية- أو قل السفن اليهودية.فلقد تم تدمير الأسطول الفرنسي كله على الشواطئ المصرية. ولم يستسلم الشعب المصري لحظة واحدة، ولم تهنأ القوات الفرنسية في مصر بوجودها لحظة. وقام المصريون بقتل العديد من القوات الفرنسية، وذكرت إحصائية فرنسية حديثة أن قوات نابليون التي جاءت إلى مصر وفلسطين بلغت خسائرها 13 ألف قتيل سقطوا في المعارك. وهناك إحصائية أخرى تقدر خسائر الجيش الفرنسي بلغت 28 ألف جندي أي أكثر من نصف قواته، وأن عدد القتلى الفرنسيين أمام أسوار عكا وحدها بلغت 5000 قتيل.[بحاجة لمصدر]
صحيح أن القوات الفرنسية ارتكبت العديد من الجرائم البشعة في حق الشعب المصري والفلسطيني.صحيح أنهم تعاملوا مع المصريين بقسوة وهمجية اعتدوا على القرى. نهبوا المنازل – حتى المواشي التي كانت تقابلهم في الطرقات – كما ذكر الجبرتي :أشعلوا النيران في الغيطان. أرهقوا الشعب المصري البائس بالضرائب الباهظة. أخرجوا أصحاب المنازل من منازلهم. واستولوا عليها. وعاثوا بالأزهر وضربوه بالقنابل. دخلوه بخيولهم وربطوها بقبلته. وداسوا المصاحف بأقدامهم. وذبحوا أكثر من 2500 من المصريين – كما قال نابليون بونابرت في تقرير رسمي أرسله إلى فرنسا.وصحيح أنهمهم الذين ذبحوا المسجونين المصريين وألقوا بجثثهم في قاع النيل ليلا. حتى النساء المصريات لم يسلمن من الذبح والسلخ على يد الجزار الفرنسي. إلا أن هذا لم يضعف من شأن المقاومة المصرية والمقاومين.[بحاجة لمصدر] ولما دمر الأسطول الفرنسي - وبدلا من أن يجر نابليون أذيال الخيبة مع بقايا جنوده ويتوجه إلى فرنسا -، سار ببقايا جيشه عبر صحراء سيناء إلى فلسطين مضمرا في نفسه أن ينشئ الدولة اليهودية بها، استجابة لطلب المحافل الباريسية الصليبية الصهيونية هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى فإن (فرنسا) لا تتمنى أكثر من أن ترى الطريق إلى (الهند) و(الصين)، وقد سكنها شعب على أهبة الاستعداد لأن يتبعها حتى الموت – من أجل مصالحها - ,ولا يوجد أصلح من الشعب اليهودي لهذا الغرض كما ذكر بالحرف الواحد المفكر اليهودي "موسى هس"[بحاجة لمصدر]
وفي الرابع من أبريل سنة 1799 م خطب نابليون خطبة الشهيرة في صهيوني يافا، وحيفا، والقدس الذين انتظروه مع غيرهم من اليهود القادمين من رومانيا قال فيها : - أيا ورثة فلسطين الشرعيين. الأمة العظيمة تناديكم. لتستردوا ما سلب منكم بالغزو. أسرعوا. لقد حانت اللحظة المطالبة باسترداد حقوقكم المدينة. وكيانكم السياسي كأمة إلى الأبد. "[بحاجة لمصدر] والثابت تاريخيا أن هذه الخطبة التي ألقاها نابليون لم تكن موجه إلى يهودي فلسطين فقط، ولكنها كانت نداء إلى يهود العالم. فلم يوزع هذا النداء في فلسطين وحدها. وإنما جرى توزيعه في الوقت نفسه في فرنسا، وإيطاليا، والإمارات الألمانية وحتى في أسبانيا. الأمر الذي يشير إلى أن القضية كانت أكبر وأوسع من مواجهة نابليون حينما استعصت عليه أسوار القدس كما قال هيكل ومما يؤكد هذا الكلام أنه وأثناء حصار عكا، نشرت الجريدة الرسمية الفرنسية بيانا من نابليون يدعو فيه اليهود إلى مؤازرة فرنسا، وانتهاز فرصة وجوده في فلسطين لتحقيق آمالهم في التمركز ما بين عكا والإسكندرية.[بحاجة لمصدر] كانت خطبة نابليون هذه حافلة بالكلمات التي تستجيش عواطف اليهود- وتشحذ همهم، وتحفزهم وتحمسهم بل وتدعوهم للالتحاق بجيشه من أجل دخول القدس ضمن الحملة الفرنسية نحو الشرق. وإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، ويذكر المؤرخون أن نابليون بونابرت لم يكتب هذه الخطبة بنفسه، ولكن مستشاريه من زعماء الصهيونية العالمية هم الذين أعدوها له ليقوم بتوقيعها قبل أن تذاع 0000 ولكي تكتمل أمامنا زوايا الصورة، يطيب لي أن نتعرف على موقف يهود مصر من حملة نابليون. فالثابت تاريخيا أن يهود مصر ساندوا الحملة الفرنسية بكل قوة, وقاموا بوظيفة العين والأذن لها، وقدموا ما في وسعهم لإضعاف الجبهة الداخلية في مصر آنذاك. ولم يكتفوا بذلك بل ساروا مع الحملة الفرنسية إلى فلسطين ليروا وليشاهدوا نابليون بونابرت وهو ينفذ تعاليم آلهة إسرائيل القاضية بإبادة المسلمين، وإنشاء وطن اليهود القومي في فلسطين. ولكن ما قلنا أتت الرياح بما ل
قبل قيام الحملة الفرنسية على مصر، قدم شارل مجالون القنصل الفرنسي في مصر تقريره إلى حكومته في 9 فبراير 1798م يحرضها على ضرورة احتلال مصر، ويبين أهمية استيلاء بلاده على منتجات مصر وتجارتها، ويعدد لها المزايا التي ينتظر أن تجنيها فرنسا من وراء ذلك.
وبعد أيام قليلة من تقديم تقرير مجالون تلقت حكومة فرنسا تقريرا آخر من - تاليران - وزير الخارجية، ويحتل هذا التقرير مكانة كبيرة في تاريخ الحملة الفرنسية على مصر حيث عرض فيه للعلاقات التي قامت من قديم الزمن بين فرنسا ومصر وبسط الآراء التي تنادي بمزايا الاستيلاء على مصر
وقدم الحجج التي تبين أن الفرصة قد أصبحت سانحة لإرسال حملة على مصر وفتحها، كما تناول وسائل تنفيذ مشروع الغزو من حيث إعداد الرجال وتجهيز السفن اللازمة لحملهم وخطة الغزو العسكرية، ودعا إلى مراعاة تقاليد أهل مصر وعاداتهم وشعائرهم الدينية، وإلى استمالة المصريين وكسب مودتهم بتبجيل علمائهم وشيوخهم واحترام أهل الرأي منهم؛ لأن هؤلاء العلماء أصحاب مكانة كبيرة عند المصريين.
أعد نابليون وحكومة الإدارة الفرنسية حملة على مصر في عام 1798م وكانت الحملة مكونة من 36 ألف جندي. وفى يوم 19 مايو 1798 اقلع أسطول فرنسي كبير مكون من 400 سفينة تقودهم سفينة القائد (اوريليان) والتي تعني الشرق, من ميناء طولون، وبلغ الإنجليز أخبار مغادرة نابليون فرنسا وعهدوا إلى نيلسون باقتفاء أثره وتدمير أسطوله، فقصد إلى مالطة ولكنه وجد أن أسطول نابليون غادرها نحو الشرق منذ خمسة أيام، فرجح أنها تقصد مصر واتجه إلى الإسكندرية وبلغها يوم 28 يونيو 1798 فلم يعثر هناك للفرنسيين على أثر وحذر المصريين. وقد وصل الأسطول الفرنسي غرب الإسكندرية عند أبو قير في أول يوليو 1798، وبادر بإنزال قواته ليلاً على البر ثم سير جيشاً إلى الإسكندرية. أنزلت المراكب الحربية الفرنسية الجيش الفرنسي في 1798 في الإسكندرية ,ووجّه نابليون في اليوم ذاته نداءً إلى الشعب المصري، وأصدرت الحملة نداء إلى الشعب بالهدوء والتعاون وأن نابليون قد أعتنق الإسلام وأصبح صديق وحامي الإسلام. استولى نابليون على أغنى إقليم في الإمبراطورية العثمانية، وطبقاً للبروباجندا الحربية أدعى أنه "صديقاً للسلطان العثماني" وأدعى أيضا أنه قدم إلى مصر "للاقتصاص من المماليك" لا غير، باعتبارهم أعداء السلطان، وأعداء الشعب المصري وهذه رسالة نابليون بونابرت الذي دعاه المؤرخين المسلمين الجنرال علي إلى شعب مصر:
"بسم الله الرحمن الرحيم، لا اله الا الله وحده ولا شريك له في ملكه... ايها المشايخ والأئمة...قولوا لأمتكم ان الفرنساوية هم أيضاً مسلمون مخلصون وإثبات ذلك انهم قد نزلوا في روما الكبرى وخرّبوا فيها كرسي البابا الذي كان دائماً يحّث النصارى على محاربة الإسلام، ثم قصدوا جزيرة مالطا وطردوا منها الكوالليرية الذين كانوا يزعمون ان الله تعالى يطلب منهم مقاتلة المسلمين، ومع ذلك فإن الفرنساوية في كل وقت من الأوقات صاروا محبين مخلصين لحضرة السلطان العثماني..أدام الله ملكه...أدام الله إجلال السلطان العثماني أدام الله إجلال العسكر الفرنساوي لعن الله المماليك وأصلح حال الأمة المصرية". وظل محمد كريم يقاوم تقدم الجيش الفرنسي في الإسكندرية وظل يتقهقر ثم اعتصم بقلعة قايتباى ومعه مجموعة من المقاتلين، وأخيراً أستسلم وكف عن القتال، ولم يكن بد من التسليم ودخل نابليون المدينة، وأعلن بها الأمان. وفى 6 سبتمبر 1798 اصدر نابليون بونابرت أمرا بتنفيذ عقوبة الاعدام في السيد محمد كريم "بميدان الرميلة" في القاهرة. أصبح نابليون بونابرت حاكما مسلما اسمه "بونابردي باشا"، وكان يطلق عليه المسلمين اسم علي نابليون بونابرت، وكان يتجوّل وهو مرتدي الملابس الشرقية والعمامة والجلباب. وكان يتردد إلى المسجد في أيام الجمعة ويسهم بالشعائر الدينية التقليدية بالصلاة، وكوّن نابليون ديواناً استشارياً مؤلفاً من المشايخ والعلماء المسلمين مكونا من11عالما ويرأسه الشيخ عبد الله الشرقاوي. إلا أن أغرب الوثائق هي وصيته لكليبر التي يقول فيها: إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. ووثيقة أخرى شديدة الإثارة عن حلم نابليون بحفر قناة السويس وعدم إضاعة قطرة واحدة من ماء النيل إذا قيد له أن يحكم مصر طويلا, وأن يجعل من مصر قاعدة لإمبراطورية هائلة شرق السويس تمتد حتى إيران وأفغانستان، فأنا لست أقل من الإسكندر الأكبر. رغم حزني الشديد لأن الإسكندر غزا مصر في سن السادسة والعشرين بينما أنا في الثامنة والعشرين. وهناك وثيقة أخرى رقم3618 بتاريخ4 نوفمبر1798 يوقع فيها بونابرت علي قرار عسكري بأن تدفع فرنسا رواتب شيوخ الديوان, وهم الشيخ إسماعيل البراوي والشيخ يوسف الموصلي والشيخ عبد الوهاب الشبراوي والشيخ سليمان الجوسقي والشيخ أحمد الشرقاوي. ويبدو أن هؤلاء لم يكونوا قد انضموا إلي علماء الديوان في تكوينه الأول. وهناك أوامر عسكرية في سطور قليلة تكشف عن كيفية إدارة شئون الجيش الفرنسي في مصر. وتكشف الوثائق عن وجود مراسلات بين المعلم يعقوب قائد كتيبة الأقباط وجرجس الجوهري أحد أعيان أقباط مصر, وهي خطيرة لأنها تكشف عن مخططات واسعة المدى للفصل بين أقباط مصر ومسلميها( الرسالة رقم3872 بتاريخ7 ديسمبر1798). ثم هناك رسالة تهنئة بتاريخ26 فبراير1799 تحت رقم4262 للجنرال مينو علي قيامه بإلقاء خطبة الجمعة كمسلم في مسجد غزة في أثناء الحملة علي الشام, ويقول له: إن أفضل الطرق للحفاظ علي السلم في مصر هو تبني عقيدة الإسلام أو علي الأقل عدم معاداتها واجتذاب ود شيوخ الإسلام ليس فقط في مصر بل في سائر العالم الإسلامي. وتكشف وثائق أخرى عن توصيف دقيق بقلم نابليون نفسه لبعض المعارك الحربية مثل معركة الرحمانية( رقم4626 بتاريخ20 يوليو1799), وأخرى في اليوم التالي, ثم أخرى لأهالي القاهرة للتأكد من حيادهم في حربه ضد مسلمي الشام. ثم عشرات الرسائل والأوامر بإعدام المجرمين وقطاع الطرق في القاهرة, وأيضا إعدام جنود فرنسيين ثبت إجرامهم في حق الأهالي. علي أن أشد هذه الوثائق إثارة هي الوثائق الأخيرة التي وقعها قبل رحيله عن مصر, ومنها وصيته للجنرال كليبر رقم4758 بتاريخ22 أغسطس1799 ثم وثائق أخرى تثبت أنه كان ينوي بعد عودته إلي فرنسا إرسال تعزيزات وجيش جديد لمصر, لكن استسلام مينو في الإسكندرية في يوليو1801 قضي نهائيا علي حلمه. من أقوال نابليون حول مصر: 1. في مصر لو حكمت لن أضيع قطرة واحدة من النيل في البحر, وسأقيم أكبر مزارع ومصانع أطلق بها إمبراطورية هائلة, ولقمت بتوحيد الإسلام والمسلمين تحت راية الإمبراطورية ويسود العالم السلام الفرنسي. 2. في مصر قضيت أجمل السنوات, ففي أوروبا الغيوم لا تجعلك تفكر في المشاريع التي تغير التاريخ, أما في مصر فإن الذي يحكم بإمكانه أن يغير التاريخ. 3. لو لم أكن حاكما علي مصر لما أصبحت إمبراطورا علي فرنسا. 4. الرسول محمد ، بني إمبراطورية من لا شيء.. من شعب جاهل بني أمة واسعة.. من الصحاري القفر بني أعظم أمبراطورية في التاريخ. 5. الإسلام كالمسيحية تفسدهما السياسة ويلعب القائمون عليهما بالنار إذا تخطوا حدود أماكن العبادة لأنهم يتركون مملكة الله ويدخلون مملكة الشيطان. 6. حلمي تجسد في الشرق بينما كاد يتحول إلي كابوس في الغرب.
[عدل]
اسباب ومطامع الحملة الفرنسية علي مصر
قدمت الجيوش الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت عام 1798م، بغرض جعل مصر قاعدة استراتيجية تكون نواة للإمبراطورية الفرنسية في الشرق، وبعد فشل أهدافهم وانهزامهم أمام الجيوش الإنجليزية بعد تحطيم أسطولهم في معركة أبو قير البحرية، رحلوا عن مصر عام 1801م بعد قضاء حوالي 3 سنوات.
قامت الجيوش الفرنسية هم وافقين علي مصرعام 1798 م بقيادة نابليون بونابرت، بغرض جعل مصر قاعدة استراتيجية تكون نواة للإمبراطورية الفرنسية في الشرق، وبعد فشل أهدافهم وانهزامهم أمام الجيوش الإنجليزية وبعد تحطيم أسطولهم في معركة أبو قير البحرية، رحلوا عن مصر عام 1801م بعد قضاء حوالي ثلاث سنوات.
وبعد فترة قليلة من مجيئ الحملة سرعان ما رحل نابليون بونابرت عن مصر تاركاً الجنرال كليبر على رأس الحملة. وبعد مقتل كليبر على يد سليمان الحلبي تسلم الجنرال جاك فرانسوا مينو (أو عبد الله جاك مينو) بعد أن أظهر أنه أسلم ليتزوج من امرأة مسلمة كانت تسمى زبيدة ابنة أحد أعيان رشيد. وبعد هزيمة الفرنسيين وتحطيم أسطولهم وقع الفرنسيون معاهدة لتسليم مصر والعودة لفرنسا على متن السفن البريطانية، لتنتهي بذلك فترة من أهم الفترات التي شهدتها مصر.
لقد تعرضت مصر على مر تاريخها لحملتين صليبيتين في عهد الدولة الأيوبية، وكانت الحملتان تقودهما فرنسا، أما الأولى فقد عرفت بالحملة الصليبية الخامسة، وكانت بقيادة جان دي برس. وأما الأخرى فقد عرفت بالحملة الصليبية السابعة، وكانت بقيادة الملك لويس التاسع ومنيت الحملتان بهزيمة مدوية عامي 618 هـ - 1221م و 648 هـ - 1250م وخرجتا من مصر.
إلا أن احتلال مصر كانت رغبة قوية لدى فرنسا، وبقيت أملا لسياستها وقادتها ينتظرون الفرصة السانحة لتحقيقها متى سنحت لهم، وفي سبيل ذلك يبعثون رجالهم إلى مصر على هيئة تجار أو سياح أو طلاب ودارسين، ويسجلون دقائق حياتها في تقارير يرسلونها إلى قادتهم.
ولما بدأ الضعف يتسرب إلى الدولة العثمانية أخذت فرنسا تتطلع إلى المشرق العربي مرة أخرى، وكانت تقارير رجالهم تحرضهم بأن اللحظة المناسبة قد حان أوانها ولابد من انتهازها.
وكشفت تقارير سانت بريست سفير فرنسا في الأستانة منذ سنة 1768م والبارون دي توت والمسيو (مور) قنصل فرنسا في الإسكندرية ضعف الدولة العثمانية، وأنها في سبيلها إلى الانحلال، ودعت تلك التقارير إلى ضرورة الإسراع باحتلال مصر، غير أن الحكومة الفرنسية ترددت ولم تأخذ بنصائحهم، احتفاظا بسياستها القائم ظاهرها على الود والصداقة للدولة العثمانية.[أظهر]
عرض · نقاش · تعديل
الحملات الاستعمارية الفرنسية
[عدل]
الشروع في إعداد الحملة
تاليران مهندس الحملة الفرنسية
قبل قيام الحملة الفرنسية على مصر، قدم شارل مجالون القنصل الفرنسي في مصر تقريره إلى حكومته في 9 فبراير 1798م يحرضها على ضرورة احتلال مصر، ويبين أهمية استيلاء بلاده على منتجات مصر وتجارتها، ويعدد لها المزايا التي ينتظر أن تجنيها فرنسا من وراء ذلك.
وبعد أيام قليلة من تقديم تقرير مجالون تلقت حكومة فرنسا تقريرا آخر من - تاليران - وزير الخارجية، ويحتل هذا التقرير مكانة كبيرة في تاريخ الحملة الفرنسية على مصر، حيث عرض فيه للعلاقات التي قامت من قديم الزمن بين فرنسا ومصر وبسط الآراء التي تنادي بمزايا الاستيلاء على مصر، وقدم الحجج التي تبين أن الفرصة قد أصبحت سانحة لإرسال حملة على مصر وفتحها، كما تناول وسائل تنفيذ مشروع الغزو من حيث إعداد الرجال وتجهيز السفن اللازمة لحملهم وخطة الغزو العسكرية، ودعا إلى مراعاة تقاليد أهل مصر وعاداتهم وشعائرهم الدينية، وإلى استمالة المصريين وكسب مودتهم بتبجيل علمائهم وشيوخهم واحترام أهل الرأي منهم؛ لأن هؤلاء العلماء أصحاب مكانة كبيرة عند المصريين.
[عدل]
قرار الحملة
وكان من أثر التقريرين أن نال موضوع غزو مصر اهتمام حكومة الإدارة التي قامت بعد الثورة الفرنسية، وخرج من مرحلة النظر والتفكير إلى حيز العمل والتنفيذ، وأصدرت قرارها التاريخي بوضع جيش الشرق تحت قيادة نابليون بونابرت في 12أبريل 1798م
وتضمن القرار مقدمة وست مواد، اشتملت المقدمة على الأسباب التي دعت حكومة الإدارة إلى إرسال حملتها على مصر، وفي مقدمتها عقاب المماليك الذين أساءوا معاملة الفرنسيين واعتدوا على أموالهم وأرواحهم، والبحث عن طريق تجاري آخر بعد استيلاء الإنجليز على طريق رأس الرجاء الصالح وتضييقهم على السفن الفرنسية في الإبحار فيه، وشمل القرار تكليف نابليون بطرد الإنجليز من ممتلكاتهم في الشرق، وفي الجهات التي يستطيع الوصول إليها، وبالقضاء على مراكزهم التجارية في البحر الاحمر والعمل على شق قناة برزخ السويس.
[عدل]
تجهيز الحملة
جرت الاستعدادات لتجهيز الحملة على خير وجه، وكان قائد الحملة الجنرال نابليون يشرف على التجهيز بكل عزم ونشاط ويتخير بنفسه القادة والضباط والعلماء والمهندسين والجغرافيين، وعني بتشكيل لجنة من العلماء عرفت باسم لجنة العلوم والفنون وجمع كل حروف الطباعة العربية الموجودة في باريس لكي يزود الحملة بمطبعة خاصة بها.
لقد تمت التعمية على الجهة التي يقصدها الأسطول حتى إن الرجال كلهم - تقريبا - والبالغ عددهم 000 45 لم يكونوا يعلمون وجهة الأسطول، وفي بيان له سمات خاصة وجهه نابليون "لجيش الشرق" الجديد أشار إليه بأنه مجرد جناح للجيش الفرنسي المعد لغزو إنجلترا، وطلب من البحارة والجنود أن يثقوا به رغم أنه لا يستطيع حتى الآن أن يحدد المهام الموكلة إليهم. وأبحرت الحملة من ميناء طولون في 19 مايو 1798م وتألفت من نحو 35 ألف جندي، تحملهم 300 سفينة ويحرسها أسطول حربي فرنسي مؤلف من 55 سفينة، وفي طريقها إلى الإسكندرية استولت الحملة على جزيرة مالطة من فرسان القديس يوحنا آخر فلول الصليبيين.
[عدل]
الاستيلاء على مالطا
وفي 9 يونيو ظهر الأسطول الفرنسي إزاء سواحل مالطا، وكانت حكومة الإدارة قد قدمت رشوة لرئيس جماعة فرسان مالطا وذوي الشأن فيهم لتكون مقاومتهم شكليو ونتيجة لهذا استولى الفرنسيون على الحصن المنيع الممول جيدا في هذه الجزيرة بسهولة ولم يفقدوا في سبيله سوى ثلاثة رجال• وتأخر نابليون في الجزيرة أسبوعا ليعيد تنظيم إدارة الجزيرة على نمط الإدارة الفرنسية وكان ألفريد ده ڤينه Alfred de Vigne - الذي سيصبح شاعرا فيما بعد - يومئذ في الثانية من عمره، وقد قدموه لنابليون، فرفعه وقبله، وقال ألفريد - فيما بعد - عندما أنزلني بعناية إلى سطح السفينة، كان قد كسب إلى جانبه، عبداً آخر يضاف إلى عبيده. وعلى أيه حال فإن نابليون ذلك الرجل الشبيه بالإله عانى دوار البحر طوال فترة الإبحار إلى الإسكندرية تقريبا، وفي هذه الأثناء درس القرآن.
[عدل]
الأسطول الإنجليزي يراقب الحملة
وعلى الرغم من السرية التامة التي أحاطت بتحركات الحملة الفرنسية وبوجهتها فإن أخبارها تسربت إلى بريطانيا العدو اللدود لفرنسا، وبدأ الأسطول البريطاني يراقب الملاحة في البحر المتوسط، واستطاع نيلسون قائد الأسطول الوصول إلى ميناء الإسكندرية قبل وصول الحملة الفرنسية بثلاثة أيام، وأرسل بعثة صغيرة للتفاهم مع السيد محمد كريم حاكم المدينة وإخباره أنهم حضروا للتفتيش عن الفرنسيين الذين خرجوا بحملة كبيرة وقد يهاجمون الإسكندرية التي لن تتمكن من دفعها ومقاومتها، لكن السيد محمد كريم ظن أن الأمر خدعة من جانب الإنجليز لاحتلال المدينة تحت دعوى مساعدة المصريين لصد الفرنسيين، وأغلظ القول للبعثة فعرضت أن يقف الأسطول البريطاني في عرض البحر لملاقاة الحملة الفرنسية وأنه ربما يحتاج للتموين بالماء والزاد في مقابل دفع الثمن، لكن السلطات رفضت هذا الطلب لتترك الاسطول الإنجليزي للمواجهة مع الحملة في معركة أبي قير البحرية والتي انتهت بتدمير قطع الاسطول الفرنسي لتترك الحملة في مصر بلا اتصال بفرنسا
وتَوقُّع بريطانيا أن تكون وجهة الحملة الفرنسية إلى مصر العثمانية دليلٌ على عزمها على اقتسام مناطق النفوذ في العالم العربي وتسابقهما في اختيار أهم المناطق تأثيرا فيه، لتكون مركز ثقل السيادة والانطلاق منه إلى بقية المنطقة العربية، ولم يكن هناك دولة أفضل من مصر لتحقيق هذا الغرض الاستعماري.
[عدل]
وصول الحملة للاسكندرية
وصلت الحملة الفرنسية إلى الإسكندرية ونجحت في احتلال المدينة في 2 يوليو 1798م بعد مقاومة من جانب أهلها وحاكمها السيد محمد كريم دامت ساعات، وراح نابليون يذيع منشورا على أهالي مصر تحدث فيه عن سبب قدومه لغزو بلادهم وهو تخليص مصر من طغيان البكوات المماليك الذين يتسلطون في البلاد المصرية، وأكد في منشوره على احترامه للإسلام والمسلمين، وبدأ المنشور بالشهادتين وحرص على إظهار إسلامه وإسلام جنده، وشرع يسوق الأدلة والبراهين على صحة دعواه، وأن الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون، فقال: "إنهم قد نزلوا روما وخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دائما يحث المسيحيين على محاربة المسلمين"، وأنهم قد قصدوا مالطة وطردوا منها فرسان القديس يوحنا الذين كانوا يعتقدون أن الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين.
وأدرك نابليون قيمة الروابط التاريخية الدينية التي تجمع بين المصريين والعثمانيين تحت لواء الخلافة الإسلامية فحرص ألا يبدو في صورة المعتدي على حقوق السلطان العثماني فعمل على إقناع المصريين بأن الفرنسيين هم أصدقاء السلطان العثماني، غير أن هذه السياسة المخادعة التي أراد نابليون أن يخدع بها المصريين ويكرس احتلاله للبلاد فلم ينخدعوا بها وقاوموا الاحتلال.
[عدل]
الطريق إلى القاهرة
معركة الأهرام، لويس فرانسوا، البارون لوجين، 1808.
وفي مساء يوم 3 يوليو 1798 م) زحفت الحملة على القاهرة، وسلكت طريقين أحدهما بري وسلكته الحملة الرئيسية؛ حيث تسير من الإسكندرية إلى دمنهور فالرحمانية، فشبراخيت، فأم دينار على مسافة 15 ميلا من الجيزة. وأما الطريق الآخر فبحري وتسلكه مراكب الأسطول الخفيفة في فرع رشيد لتقابل الحملة البرية قرب القاهرة.
ولم يكن طريق الحملة سهلا إلى القاهرة فقد لقي جندها ألوانا من المشقة والجهد، وقابلت مقاومة من قبل أهالي البلاد؛ فوقعت في 13 يوليو 1798م أول موقعة بحرية بين مراكب المماليك والفرنسيين عند شبراخيت، وكان جموع الأهالي من الفلاحين يهاجمون الأسطول الفرنسي من الشاطئين غير أن الأسلحة الحديثة التي كان يمتلكها الأسطول الفرنسي حسمت المعركة لصالحه، واضطر مراد بك قائد المماليك إلى التقهقر صوب القاهرة.
ثم التقى مراد بك بالفرنسيين عند منطقة إمبابة في 21 يوليو 1798م في معركة أطلق عليها الفرنسيون معركة الأهرام. وهناك قال لجنوده (إن كان لنا أن نثق في ذاكرة نابليون):
"إن أربعين قرنا تتطلع إليكم" ومرة أخرى واجه الفرنسيون هذا الهجوم بطلقات المدافع والبنادق والحراب المثبته فقتل سبعون فرنسيا وألفٌ وخمسمائة مملوك، وغرق كثيرون منهم في النيل في أثناء هروبهم الطائش• وفي 22 يوليو أرسلت السلطات التركية في القاهرة مفاتيح المدينة إلى نابليون مما يعني الاستسلام• وفي 32 يوليو دخل نابليون المدينة البهية من غير أن يواجه مقاومة.
وكانت القوات المصرية كبيرة غير أنها لم تكن معدة إعدادا جيدا؛ فلقيت هزيمة كبيرة وفر مراد بك ومن بقي معه من المماليك إلى الصعيد، وكذلك فعل إبراهيم بك شيخ البلد، وأصبحت القاهرة بدون حامية، وسرت في الناس موجة من الرعب والهلع خوفًا من الفرنسيين.
[عدل]
نابليون في القاهرة
صورة لنابليون أمام أبو الهول، جان ليون جيروم، القرن التاسع عشر.
دخل نابليون مدينة القاهرة تحوطه قواته من كل جانب، وفي عزمه توطيد احتلاله للبلاد بإظهار الود للمصريين وبإقامة علاقة صداقة مع الدولة العثمانية، وباحترام عقائد أهالي البلاد والمحافظة على تقاليدهم وعاداتهم؛ حتى يتمكن من إنشاء القاعدة العسكرية، وتحويل مصر إلى مستعمرة قوية يمكنه منها توجيه ضربات قوية إلى الإمبراطورية البريطانية.
وفي اليوم الثاني لدخوله القاهرة وهو الموافق 25 يوليو 1798م أنشأ نابليون ديوان القاهرة من تسعة من كبار المشايخ والعلماء لحكم مدينة القاهرة، وتعيين رؤساء الموظفين، غير أن هذا الديوان لم يتمتع بالسلطة النهائية في أي أمر من الأمور، وإنما كانت سلطة استشارية ومقيدة بتعهد الأعضاء بعدم القيام بأي عمل يكون موجها ضد مصلحة الجيش الفرنسي، ولم يكن الغرض من إنشاء هذا الديوان سوى تكريس الاحتلال الفرنسي والعمل تحت رقابة وأعين السلطات الفرنسية.
ومن القاهرة أصدر أوامره بأن تدار أمور مصر عن طريق دواوين عربية تابعة لسيطرته. ومنع جنوده من السلب والنهب وحمى حقوق الملكية الموجودة لكنه استمر في تحصيل الضرائب التي فرضها المماليك الغزاة على أهل البلاد لتمويل جيشه، وجلس مع الزعماء المحليين واعترف باحترامه للشعائر الإسلامية وإعجابه بالفن الإسلامي، وشهد ألا إله إلا الله، وطلب مساعدة المسلمين له ليعم الرخاء والازدهار مصر• وعقد اجتماعا مع علماء الحملة لوضع الخطط للقضاء على الطاعون وإدخال صناعات جديدة وتطوير نظم التعليم المصري وتحسين القوانين المعمول بها، وإنشاء خدمات بريدية ونظام مواصلات، وإصلاح الترع وضبط الري وربط النيل بالبحر الأحمر.
وفي يوليو سنة 1799 نظم المعهد العلمي المصري من علماء مصر وعلماء الحملة، وكان العلماء هم الذين أعدوا الأربعة والعشرين مجلداً الضخاما التي مولتها ونشرتها الحكومة الفرنسية بعنوان وصف مصر (9081-8281) Description de L`Egypte وأحد هؤلاء العلماء لا نعرف إلا أن اسمه بوشار Bouchard وجد في سنة 1799 في مدينة تبعد عن الإسكندرية ثلاثين ميلا حجر رشيد Rosetta عليه نقوش بلغتين وثلاثة خطوط (الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية) وقد مكنت هذه الكتابات توما يونج Thomas Young (1814) وجان - فرنسوا شامبليون Jean - Francois Champolion (1821) من وضع أسس منهج ترجمة النصوص الهيروغليفية ففتحوا بذلك أمام أوروبا "الحديثة" أبواب حضارة مصر القديمة المركبة والناضجة بشكل يدعو إلى الدهشة• وكان هذا هو النتيجة الرئيسية لحملة نابليون على مصر، أو النتيجة الوحيدة المهمة.
عندما ترك نابليون أسطوله في الإسكندرية متجها إلى القاهرة كان قد أمر (على وفق رواية نابليون) نائب الأدميرال [فرنسوا-بول بروى] Francois-Paul Brueys أن يفرغ كل حمولته من المواد اللازمة للجنود ومن ثم يبحر بأقصى سرعة ممكنة إلى كورفير Corfu التي كان الفرنسيون قد استولوا عليها• كما أمره بضرورة اتخاذ الإجراءات كلها لتجنب تدخل البريطانيين، لكن سوء الأحوال الجوية أخر إبحار بروي Brueys، وفي أثناء فترة التأخير هذه رسا بأسطوله في خليج أبي قير القريب، وهناك في 13 يوليو سنة 1798 رآه نيلسون وهاجمه بسرعة• وبدت القوتان البحريتان المتواجهتان متكافئتين: فالقوات البحرية الإنجليزية قوامها 41 سفينة حربية وسفينة بصاريين، والقوات البحرية الفرنسية قوامها 31 سفينة حربية وأربع فرقاطات• لكن البحارة الفرنسيين كان الحنين إلى العودة إلى بلادهم قد ازداد ولم يكونوا متدربين بما فيه الكفاية، أما البحارة البريطانيون فقد كان البحر هو وطنهم الثاني ألفهم وألفوه، والآن فإن تنظيمهم (البريطانيين) الأكثر تفوقا وبراعتهم البحرية وشجاعتهم سادت طوال النهار والليل لأن المعركة الدامية استمرت حتى فجر الأول من أغسطس.
ففي الساعة العاشرة من يوم 13 يوليو انفجرت، سفينة القيادة (التي بها بروى) التي بها 120 بندقية، وقتل كل من كان على متنها تقريبا بمن فيهم اللواء بحري نفسه، وكان يبلغ من العمر خمسة وأربعين عاما• ولم تستطع الهروب سوى سفينتين فرنسيتين، وبلغت خسائر الفرنسيين ما يزيد على 0571 قتيلاً و 0051 جريح، أما خسائر البريطانيين فكانت 812 قتيلاً و276 جريحاً (بمن فيهم نيلسون)• وهذه المعركة (معركة أبوقير البحرية بالإضافة إلى معركة الطرف الأغر Trafalgar (1805) هما آخر محاولتين قامت بهما فرنسا النابليونية لتحدي السيادة الإنجليزية على البحار. وعندما وصلت أخبار هذه النكسة الكاسحة إلى نابليون في القاهرة أيقن أن فتحه لمصر غدا بلا معنى. فالمغامرون المرافقون له قد أحيط بهم الآن برا وبحرا وما من سبيل لوصول العون الفرنسي إليهم، وأنهم سرعان ما سيصبحون تحت رحمة أهل البلاد المعادين، والبيئة غير المواتية.
[عدل]
ثورة القاهرة
ثورة القاهرة الأولي
وتضاعفت الأزمات على نابليون وجيشه، فلا يكاد يمر يوم بلا هجمات يشنها العرب أو الترك أو المماليك غير المؤتلفين مع سادتهم الجدد - على القوات الفرنسية. وفي 16 أكتوبر قامت جماهير القاهرة بثورة على الفرنسيين الذين قمعوا الثائرين، وتخلى نابليون لفترة عن دور الفاتح المتسامح وأمر بقطع أعناق كل ثائر مسلح.
[عدل]
سوريا
خريطة الحملة الفرنسية على سوريا ومصر
عندما سمع نابليون أن الأتراك يعدون جيشا لاستعادة مصر صمم على مواجهة التحدي فأعدّ ثلاثة عشر ألفا من رجاله إلى سوريا، وانطلق في 10 فبراير سنة 1799 واستولى على العريش وأتم عبور صحراء سيناء ويبين لنا خطاب كتبه نابليون في 27 فبراير بعض جوانب هذه المحنة: حرارة وعطش "وماء غير عذب تعتريه ملوحة، وأحيانا لا ماء أبداً لقد أكلنا الكلاب والحمير والجمال" ووجدوا في غزة - ويا لسعادتهم - بعد معركة قاسية - خضراوات طازجة وبساتين ذوات فواكه لا مثيل لها.
[عدل]
يافا
تفشي الطاعون بين جنود نابليون
وفي 3 مارس توقفت القوات الفرنسية أمام مدينة يافا ذات الأسوار والسكان المعادين وحصن يدافع عنه 007 2 مقاتل تركي من ذوي البأس، فأرسل نابليون يعرض عليهم شروطا، لكنهم رفضوها، وفي 7 مارس أحدث المهندسون العسكريون الفرنسيون في أسوار المدينة ثغرة اندفع الجنود خلالها فقتلوا من قاومهم من السكان وسلبوا المدينة، وأرسل نابليون، يوجين دي بوهارنيه لإعادة النظام في المدينة فعرض حق الخروج الآمن لكل من يستسلم، وسلم جنود الحصن أسلحتهم حتى لا يلحق الفرنسيون مزيدا من الدمار في المدينة، وسيقوا أسرى إلى نابليون، فرفع يديه فزعا وتساءل : "ماذا يمكنني أن أعمل معهم؟" فلم يكن نابليون يستطيع أن يأخذ 0072 أسير معه في مسيرته تلك فالرجال الفرنسيون بذلوا قصارى جهدهم ليجدوا الطعام والشراب لأنفسهم، ولا يمكنه تدبير عدد كاف من الحراس لاصطحاب هؤلاء الأسرى ليسجنوا في القاهرة، وإذا هو أطلق سراحهم فما الذي يمنعهم من حرب الفرنسيين ثانية فعقد نابليون اجتماعا عسكريا وسألهم عن رأيهم في هذه المشكلة، فكان رأيهم أن أفضل حل هو قتل هؤلاء الأسرى، فتم الصفح عن نحو ثلاثمائة منهم، وقتل 1442 طعنا بالحراب لتوفير الذخيرة.
[عدل]
عكا
وواصل الغزاة مسيرتهم، وفي 81 مارس وصلوا إلى مدينة عكاشديدة التحصين، وكان يقود المقاومة الجزار باشا يساعده أنطوان دي فيليبو - الذي كان زميلا لنابليون في الدراسة في بريين، وحاصر الفرنسيون المدينة دون مدافع حصار ذلك أن مدافع الحصار التي كان قد تمَّ ارسالها من الإسكندرية بحرا استولى عليها أسطول إنجليزي بقيادة سيروليم سدني Sir William Sidney وسلمها إلى حصن المدينة (عكا) وراح يزود حاميتها بالطعام والمواد اللازمة في أثناء الحصار. وفي 20 مايو بعد أن قضى الفرنسيون شهرين أمام أسوار المدينة وتكبدوا خسائر فادحة أمر نابليون بالعودة إلى مصر، وقد ذكر نابليون بعد ذلك متفجعا: "إن فيليبو Phélipppeau جعلني أتراجع عن عكا Acre، فلولاه لأصبحت سيد مفتاح الشرق ولأمكنني الذهاب إلى القسطنطينية واستعادة الإمبراطورية الشرقية". وفي سنة 1803 ذكر لمدام دى ريموسا Rémusat" لقد مات خيالي عند عكا• لن أسمح لها أبدا بالتداخل معي مرة أخرى".
[عدل]
العودة إلى مصر
مقالات تفصيلية :معركة أبو قير البحرية و معركة أبو قير البرية
كانت العودة إلى مصر على طول الساحل في أيام نحسات متوالية، لقد كان الجيش أحيانا يقطع مسيرة تصل إلى إحدى عشرة ساعة يوميا بين آبار لا يشرب ماؤها في معظم الحالات يسمم البدن ولا يكاد يطفئ عطشا. وطلب نابليون من أطباء الحملة تدبير جرعات مميتة من الأفيون للقضاء على المصابين بأمراض لا شفاء لها، لكن الأطباء رفضوا وسحب نابليون اقتراحه، وأمر بالتخلي عن ركوب الخيل وتركها للمرضى وجعل من نفسه قدوة لضباطه بسيره على قدميه تاركا حصانه المريض. وفي 14 يونيو دخل الجيش الفرنسي المنهك مدينة القاهرة دخول المنتصر وعرض سبعة عشر علما من أعلام الأعداء وستة عشر أسيرا تركيا، كدليل أن الحملة قد حققت نصرا يدعو للفخر• وكان دخولهم القاهرة بعد رحلة شاقة قطعوا فيها 003 ميل في ستة وعشرين يوما.
وفي 11 يوليو أنزلت مائة سفينة على ساحل خليج أبي قير جيشا تركيا لطرد الفرنسيين من مصر فخرج نابليون من القاهرة متجها شمالا على رأس أفضل جنوده وانقض على الجيش التركي فألحق به هزيمة منكرة في 25 يوليو حتى إن كثيرين من الترك فضلوا الاندفاع إلى البحر ليموتوا غرقى بدلا من مواجهة الفرسان الفرنسيين المندفعين بعنف.
ومن الصحف الإنجليزية التي أرسلها سيدني سميث Sidney Smith إلى نابليون علم - ويالدهشته - أن التحالف الأوربي الثاني قد طرد الفرنسيين من ألمانيا، وأعاد الاستيلاء على إيطاليا كلها تقريبا من الألب إلى كالابريا. إن صروح انتصاراته كلها قد انهارت عبر سلسلة من الكوارث من الراين وبو Po إلى أبي قير وعكا، والآن من خلال هزائم مخزية وجد نفسه وجيشه الذي هلك جانب كبير منه وقد حوصروا في ممر يحيط به الأعداء، حيث يمكنهم محق الفرنسيين في غضون وقت قليل.
وفي نحو منتصف شهر يوليو تلقى من حكومة الإدارة أمرا كان قد أرسل له في 62 مايو، مؤداه أن يعود إلى باريس فورا. فصمم على العودة إلى فرنسا بطريقة ما رغم الحصار البريطاني، ليشق طريقه إلى السلطة، وليعزل القادة المخطئين الذين سمحوا بضياع مكاسبه كلها في إيطاليا بهذه السرعة السريعة• ونظم نابليون الأمور العسكرية والإدارية في القاهرة وعين كليبر المعارض ليكون على رأس ما تبقى من حلم فرنسا ضم مصر إليها، وكانت الخزانة خاوية بالإضافة إلى كونها مدينة بستة ملايين فرنك، فقد كانت هناك متأخرات للجنود وصلت قيمتها إلى أربعة ملايين فرنك، وكان عدد الجنود الفرنسيين يتناقص يوما بعد يوم وكذلك معنوياتهم، بينما أهل البلاد المقاومون يزدادون قوة ويتحينون الفرصة للقيام بثورة أخرى. وكان من الممكن في أي وقت أن ترسل تركيا وبريطانيا العظمى قوات عسكرية إلى مصر يمكنها - بمساعدة أهل البلاد - عاجلا أم آجلا إجبار الفرنسيين على التسليم. وكان نابليون يعلم ذلك كله ولم يكن يستطيع تبرير مغادرته مصر إلا بالقول إنه مطلوب في باريس ولديه أمر بالعودة. وعندما كان يودع جنوده رفع صوته قائلا:" إذا حالفني الحظ ووصلت إلى فرنسا فلا بد أن ينتهي حكم هؤلاء الثرثارين الحمقى"• ولا بد من إرسال الدعم لهؤلاء الفاتحين المحاصرين. ولم يصل هذا الدعم أبداً (ومما يذكر أن نابليون كان قد وعد - في وقت سابق - أن يقدم لكل جندي من جنوده ستة هكتارات من الأرض بعد أن يعودوا ظافرين إلى بلادهم).
وكانت الفرقاطتان مويرو Muiron وكارير Carre`re قد أفلتتا من الإبادة التي ألحقها الأسطول البريطاني بالأسطول الفرنسي في أبي قير، فأرسل نابليون أمراً بتجهيزهما في محاولة منه للوصول إلى فرنسا. وفي 32 أغسطس سنة 9971 ركب السفينة مويرو Muiron ومعه كل من بورين Bourrienne وبرثولي Berthollet ومونج Monge، وتبعهم الجنرالات لان Lannes ومورا Murat ودينو Denon وغيرهم السفينة كارير Carrére وبسبب الضباب وحسن الحظ أفلتت السفينتان من مراقبة جواسيس نلسون وأسطوله• ولم يستطع نابليون ومن معه التوقف في مالطا لأن البريطانيين المنتصرين كانوا قد استولوا على هذا الموقع الحصين في 9 فبراير. وفي 9 أكتوبر رست السفن إزاء فريجو Fréjus وجدف نابليون ومساعدوه حتى الشاطئ عند سان رافائيل St.Raphae`l والآن إما أن يكون " القيصر أو لا أحد " aut Caesar aut nullus.
[عدل]
نتائج الحملة الفرنسية
مقال تفصيلي :الأهمية العلمية لحملة نابليون على مصر
The Egyptian Expedition under the orders of Bonaparte, painting by Léon Cogniet, early 19th century.
[عدل]
النتائج الاجتماعية
1- تعرف المصريون على الحضارة الغربية بمزاياها ومساوئها
2- عرف المصريون بعض الإنظمة الإدارية عن الفرنسيين ومن بينها سجلات المواليد والوفيات وكذلك نظام المحاكمات الفرنسي، وبرز ذلك في قضية سليمان الحلبي.
[عدل]
النتائج العلمية
1- كتاب وصف مصر : رافقت الحملة الفرنسية مجموعة من العلماء في شتى مجال العلم في وقتها أكثر من 150 عالما واكثر من 2000 متخصص من خيرة الفنانين والرسامين والتقنيين الذي رافقوا القائد الفرنسي نابليون بونابرت في مصر خلال اعوام 1798/ 1801. من كيميائيين وأطباء وفلكيين إلى آخرة، وكانت نتيجة لمجهودهم هو كتاب وصف مصر وهو عبارة عن المجموعة الموثقة تضم 11 مجلداً من الصور واللوحات مملوكة لمكتبة الإسكندرية و9 مجلدات من النصوص من بينها مجلد خاص بالأطالس والخرائط اسهم بها المجمع العلمي المصري وقام هؤلاء العلماء بعمل مجهد غطى جميع أرض مصر من شمالها إلى جنوبها خلال سنوات تواجدهم وقاموا برصد وتسجيل كل أمور الحياة في مصر انذاك وكل مايتعلق بالحضارة المصرية القديمة ليخرجوا إلى العالم 20 جزءا لكتاب وصف مصر وتميز الكتاب بصور ولوحات شديدة الدقة والتفاصيل. ويعتبر هذا الكتاب ألان أكبر وأشمل موسوعة للأراضي والآثار المصرية كونها أكبر مخطوطة يدوية مكتوبة ومرسومة برسوم توضيحية قتميزت بالدراسة العميقة الدارسين والاكاديميين الذين رافقوا نابليون فيما نشر الكتاب بين عامي 1809/1829. كما تشتمل هذه المجموعة على صور ولوحات لأوجه نشاط المصري القديم للآثار المصرية وأيام الحملة نفسها التاريخ الطبيعي المصري بالإضافة إلى توثيق كل مظاهر الحياه والكنوز التاريخية والفنية والدينية المصرية وتسجيل جميع جوانب الحياة النباتية والحيوانية والثروة المعدنية آنذاك. وقد أصدرت مكتبة الإسكندرية (نسخة رقمية) من هذا الكتاب (وصف مصر) على أقراص مضغوطة.
2- فكرة [[حفر قناة السويس : حيث اقترح علماء الحملة توصيل البحرين الأحمر والمتوسط فيما يعرف الآن باسم "قناة السويس", ولكن الفكرة لم تنفذ وذلك بسبب اعتقاد خاطئ بان البحر الأحمر أعلي في المستوي من البحر المتوسط.
3- فك رموز حجر رشيد : حيث استطاع شامبليون فك رموز حجر رشيد واكتشاف أسرار اللغة المصرية القديمة, وقد ساعد فك رموز اللغات المصرية القديمة (الهيروغليفية – الهيراطيقية - الديموطيقية) من معرفة اسرار الحضارة الفرعونية.
4- اكتشاف الحضارة المصرية القديمة وقيام العلماء الفرنسيين بتأليف كتاب وصف مصر الذي يصف مصر منذ قيام الحضارة الفرعونية إلى خروج الحملة من مصر.
5- خريطة القطر المصري : حيث قامت الحملة برسم أول خريطة دقيقة للقطر المصري.
[عدل]
النتائج السياسية
1- لفتت الحملة الفرنسية على مصر أنظار العالم الغربي لمصر وموقعها الإستراتيجي وخاصة إنجلترا، مما كان لهذه النتيجة محاولة غزو مصر في حملة فريزر 19 سبتمبر 1807م الفاشلة على رشيد بعد أن تصدى لها المصريون، بعد ذلك بسنوات قلائل.
2- إثارة الوعي القومي لدى المصريين ولفت انتباههم إلى وحدة أهداف المحتل على اختلاف مشاربهم ألا وهو امتصاص خير البلاد.
[عدل]
انتهاء الحملة الفرنسية
في معركة أبي قير البحرية وبعد حصار الشواطئ المصرية، تم تحطيم الأسطول الفرنسي وغرق بمجمله، فقام الجنرال مينو بعد ذلك بتوقيع اتفاقية التسليم مع الجيش الإنجليزي وخروجهم بكامل عدتهم من مصر على متن السفن الإنجليزية. فكذلك انتهت الحملة النابليونية عن البلاد, بعد أن اثرت على المسألة الشرقية وحولتها إلى مسألة أوروبية.
[عدل]
رصد الحملة الفرنسية وتاريخها
لعل من أبرز من تتبع الحملة الفرنسية على مصر هو الشيخ عبد الرحمن الجبرتي، والذي يعد كتابه هو المرجع الأساسي لتلك الفترة من تاريخ مصر؛ فقد ذكر كل الحوادث بالتفصيل.
[عدل]
البصمات اليهودية في الحملة الفرنسية إن حيادية وصحة هذا المقال أو هذا المقطع منه مختلف عليهما.
رجاء طالع الخلاف في صفحة النقاش.
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها.
وسم هذا القالب منذ: ابريل 2011
من الصفات الملازمة للشخصية اليهودية عبر التاريخ صفة استغلال الأحداث وتوظيفها لمصلحتهم التوظيف الأمثل. فالثابت تاريخيا أن اليهود حاولوا استغلال حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798م وتوظيفها لمصلحتهم. لتحقيق عدد من المكاسب التي تخدم المصالح اليهودية وتفت في عضد امتنا الإسلامية. وبذلوا في ذلك الغالي والنفيس. ولكن كيف – ولماذا - حاول اليهود استغلال هذا حدث الحملة الفرنسية على مصر والشام ؟[بحاجة لمصدر]
معلوم أن الرغبة الفرنسية في احتلال مصر العربية كان هدفا قديما، يلمع في الذاكرة للفرنسية من حين لآخر, ويتجدد من أن لا خر، حتى سنحت الظروف بهذا الاحتلال. ولقد تعددت أهداف الحملة الفرنسية وتنوعت. فكا ن من ضمن أهدافها : الثأر من العار الذي لحقهم في معركة المنصورة سنة (648هـ = 1250م) والذي اسر فيها كبيرهم - التاسع عشر - لويس، وكذلك الانتقام لفشل الحملة الصليبية الخامسة سنة ((618هـ= 1221م)) علي يد الملك الكامل. كذلك كان من أهدافها الرغبة الفرنسية في عقاب المماليك الذين ساهموا في كسر الغرور الفرنسي من قبل، وأيضا البحث عن طريق تجاري آخر بعد استيلاء الإنجليز على طريق رأس الرجاء الصالح وتضييقهم على السفن الفرنسية في الإبحار فيه، لذلك تولدت رغبة فرنسية في مواجهة النفوذ البريطاني، المتزايد، بهدف التشويش على طرق التجارة البريطانية، وبالقضاء على مراكزهم التجارية في البحر الحمر, ومن الأهداف أيضا رغبة فرنسا في العمل على شق قناة برزخ السويس. كما وكان من بين الأهداف التي وضعها الفرنسيون من حملتهم على مصر والشام رغبتهم أن تكون مصر قاعدة إستراتيجية ونواة للإمبراطورية الفرنسية في الشرق.[بحاجة لمصدر]
كل هذه الأهداف – وغيرها - كانت تجول في عقلية نابليون, الخارج لتوه من حرب ضروس مع إيطاليا منتصرا متوجا، يملأه الصلف والغرور. إلا أن الواقع يومها كان يقول إن العين الفرنسية بصيرة واليد قصيرة. فغزو مصر هدف كبير، ومكلف وسيكلف نابليون الكثير والكثير. إضافة إلى أن الحكومة الفرنسية تمر بضائقة مالية خانقة بسبب الحروب العديدة المتتالية التي خاضتها فرنسا في الفترة السابقة. وبالتالي برزت أمام أحلام نابليون بإنفاذ حملته على مصر جبال من الصعاب، وتلال من العقبات.[بحاجة لمصدر]
رصدت الرأس اليهودية هذا الواقع. ورصدت – أيضا - الرغبة الفرنسية الجامحة في إنفاذ الحملة العسكرية علي مصر بشتى الطرق. وفي الوقت نفسه رصدت كم الصعاب التي تواجه نابليون وحكومته. ولكنها سرعان ما تدخلت، وسرعان ما بدأ مسلسل استغلال الحدث، وبدأت الرأس اليهودية في التقرب من نابليون. وسرعان ما زللت له كل الصعاب التي واجهته، وحلت له العديد من المشاكل. وسرعان ما تحولت جبال الصعاب إلى سهول معبدة ومفروشة بالورود. فلقد قام المليونير اليهودي روتشيلد بتمويل حملة نابليون على مصر. وصدرت الأوامر لصناع السفن اليهود في ميناء جنوه في إيطاليا ببناء قطع الأسطول الذي سيحتاجه نابليون في مهمته. (بالفعل رافق هذا الأسطول نابليون في حملته على مصر).[بحاجة لمصدر]
ولكن ما هي أهداف تمويل اليهود لحملة نابليون على مصر ؟ وما هو حجم المغانم التي توقعوها من وراء هذه الصفقة.؟
كان الهدف من كل هذا هو إقناع نابليون بونابرت بمساعدة اليهود في تكوين وطن قومي لهم في فلسطين. و" سارع روتشيلد.... إلى إقناع نابليون لتوطين اليهود في فلسطين إن هو نجح في توطيد أركان سيطرته على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط. ولقد استحسن نابليون هذه الفكرة. ويذكر الدكتور أمين عبد محمود: "أن الوعد الفرنسي بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كان مقابل تقديم الممولين اليهود قروضًا مالية للحكومة الفرنسية التي كانت تمر آنذاك بضائقة مالية خانقة، والمساهمة في تمويل الحملة الفرنسية المتجهة صوب الشرق بقيادة بونابرت ويؤكد على هذا البعد أيلي ليفي أبو عسل بقوله " كانت فكرة إعادة اليهود إلى فلسطين في طليعة المرامي والمشاريع الاجتماعية السامية التي كانت تجول في مخيلة نابليون الوقادة ويطمع في تحقيقها حيال المسألة الشرقية عندما شرع في تجهيز حملته لغزو مصر والشام. " [بحاجة لمصدر]
ويذكر المؤرخون أنه "وقبل تحرك الحملة من فرنسا إلى مصر، تلقى بول باراباس، عضو حكومة الإدارة في باريس من صديقه توماس كوريت، الرأسمالي اليهودي الايرلندي، رسالة ينصحه فيها بالاستفادة من اليهود الذين وصفهم بأنهم : يقدمون لكم عنصرا يمكن الاعتماد عليه في الشرق.وضع الاقتراح أمام نابليون الذي التقى عدد من الشخصيات اليهودية التي، دعته إلى إقامة وطن يهودي بالاتفاق مع فرنسا، في إقليم الوجه البحري من مصر، مع حفظ منطقة واسعة المدى ليمتد خطها من مدينة عكا إلى البحر الميت ومنه إلى البحر الأحمر".[بحاجة لمصدر]
ولكن شاء ت إرادة الله أن تزري رياح أحلام روتشيلد وبني قومه. نعم. جاءت الرياح المصرية بما لم تشتهيه السفن الفرنسية- أو قل السفن اليهودية.فلقد تم تدمير الأسطول الفرنسي كله على الشواطئ المصرية. ولم يستسلم الشعب المصري لحظة واحدة، ولم تهنأ القوات الفرنسية في مصر بوجودها لحظة. وقام المصريون بقتل العديد من القوات الفرنسية، وذكرت إحصائية فرنسية حديثة أن قوات نابليون التي جاءت إلى مصر وفلسطين بلغت خسائرها 13 ألف قتيل سقطوا في المعارك. وهناك إحصائية أخرى تقدر خسائر الجيش الفرنسي بلغت 28 ألف جندي أي أكثر من نصف قواته، وأن عدد القتلى الفرنسيين أمام أسوار عكا وحدها بلغت 5000 قتيل.[بحاجة لمصدر]
صحيح أن القوات الفرنسية ارتكبت العديد من الجرائم البشعة في حق الشعب المصري والفلسطيني.صحيح أنهم تعاملوا مع المصريين بقسوة وهمجية اعتدوا على القرى. نهبوا المنازل – حتى المواشي التي كانت تقابلهم في الطرقات – كما ذكر الجبرتي :أشعلوا النيران في الغيطان. أرهقوا الشعب المصري البائس بالضرائب الباهظة. أخرجوا أصحاب المنازل من منازلهم. واستولوا عليها. وعاثوا بالأزهر وضربوه بالقنابل. دخلوه بخيولهم وربطوها بقبلته. وداسوا المصاحف بأقدامهم. وذبحوا أكثر من 2500 من المصريين – كما قال نابليون بونابرت في تقرير رسمي أرسله إلى فرنسا.وصحيح أنهمهم الذين ذبحوا المسجونين المصريين وألقوا بجثثهم في قاع النيل ليلا. حتى النساء المصريات لم يسلمن من الذبح والسلخ على يد الجزار الفرنسي. إلا أن هذا لم يضعف من شأن المقاومة المصرية والمقاومين.[بحاجة لمصدر] ولما دمر الأسطول الفرنسي - وبدلا من أن يجر نابليون أذيال الخيبة مع بقايا جنوده ويتوجه إلى فرنسا -، سار ببقايا جيشه عبر صحراء سيناء إلى فلسطين مضمرا في نفسه أن ينشئ الدولة اليهودية بها، استجابة لطلب المحافل الباريسية الصليبية الصهيونية هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى فإن (فرنسا) لا تتمنى أكثر من أن ترى الطريق إلى (الهند) و(الصين)، وقد سكنها شعب على أهبة الاستعداد لأن يتبعها حتى الموت – من أجل مصالحها - ,ولا يوجد أصلح من الشعب اليهودي لهذا الغرض كما ذكر بالحرف الواحد المفكر اليهودي "موسى هس"[بحاجة لمصدر]
وفي الرابع من أبريل سنة 1799 م خطب نابليون خطبة الشهيرة في صهيوني يافا، وحيفا، والقدس الذين انتظروه مع غيرهم من اليهود القادمين من رومانيا قال فيها : - أيا ورثة فلسطين الشرعيين. الأمة العظيمة تناديكم. لتستردوا ما سلب منكم بالغزو. أسرعوا. لقد حانت اللحظة المطالبة باسترداد حقوقكم المدينة. وكيانكم السياسي كأمة إلى الأبد. "[بحاجة لمصدر] والثابت تاريخيا أن هذه الخطبة التي ألقاها نابليون لم تكن موجه إلى يهودي فلسطين فقط، ولكنها كانت نداء إلى يهود العالم. فلم يوزع هذا النداء في فلسطين وحدها. وإنما جرى توزيعه في الوقت نفسه في فرنسا، وإيطاليا، والإمارات الألمانية وحتى في أسبانيا. الأمر الذي يشير إلى أن القضية كانت أكبر وأوسع من مواجهة نابليون حينما استعصت عليه أسوار القدس كما قال هيكل ومما يؤكد هذا الكلام أنه وأثناء حصار عكا، نشرت الجريدة الرسمية الفرنسية بيانا من نابليون يدعو فيه اليهود إلى مؤازرة فرنسا، وانتهاز فرصة وجوده في فلسطين لتحقيق آمالهم في التمركز ما بين عكا والإسكندرية.[بحاجة لمصدر] كانت خطبة نابليون هذه حافلة بالكلمات التي تستجيش عواطف اليهود- وتشحذ همهم، وتحفزهم وتحمسهم بل وتدعوهم للالتحاق بجيشه من أجل دخول القدس ضمن الحملة الفرنسية نحو الشرق. وإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، ويذكر المؤرخون أن نابليون بونابرت لم يكتب هذه الخطبة بنفسه، ولكن مستشاريه من زعماء الصهيونية العالمية هم الذين أعدوها له ليقوم بتوقيعها قبل أن تذاع 0000 ولكي تكتمل أمامنا زوايا الصورة، يطيب لي أن نتعرف على موقف يهود مصر من حملة نابليون. فالثابت تاريخيا أن يهود مصر ساندوا الحملة الفرنسية بكل قوة, وقاموا بوظيفة العين والأذن لها، وقدموا ما في وسعهم لإضعاف الجبهة الداخلية في مصر آنذاك. ولم يكتفوا بذلك بل ساروا مع الحملة الفرنسية إلى فلسطين ليروا وليشاهدوا نابليون بونابرت وهو ينفذ تعاليم آلهة إسرائيل القاضية بإبادة المسلمين، وإنشاء وطن اليهود القومي في فلسطين. ولكن ما قلنا أتت الرياح بما ل
- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3760
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
رد: معلومات عن الحملة الفرنسة على مصر
الثلاثاء 09 أغسطس 2011, 14:37
- تاريخ - أسباب الحملة الفرنسية وأحوال المجتمع المصرى قبل مجئ الحملة -الصف الثالث الثانوي 2015-2016
- التاريخ الباب الأول الحملة الفرنسية على مصر والشام
- الحملة الفرنسية على مصر - الصف السادس الابتدائي 2011 - بوربوينت
- التاريخ الباب السادس شرح بالفيديو الحملة الصليبية الثانية 3ث
- شرح الباب الأول الحملة الفرنسية على مصر والشام ثالث ثانوي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى