محب الرافعى الوزير السابق محب الرافعى- المعلمون الذين يعطون دروس خصوصية هم10 آلاف فقط من مليون و نصف

>> لا بد أن تصبح قضية تطوير التعليم من أولويات الإدارة السياسية

>> الامتحانات تعتمد على الحفظ والتلقين وتغييرها ضرورة

>> لا بد من التوسع في التعليم الخاص وتشديد الرقابة على المدارس الخاصة لمواجهة الجشع والاستغلال

>> نسبة المدارس الخاصة من 10لـ 12% والقاهرة الأعلى

>> المعلم في مصر دائمًا مظلوم.. ورفع أجره ضرورة

>> التحرش الجنسي والانحرفات الأخلاقية بالمدارس هي ثقافة مجتمع

>> لست مع أو ضد دمج التربية الدينية الإسلامية مع المسيحية 

أكد الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم الأسبق، أنه لا بد أن تصبح قضية التعليم من أولويات الإدارة السياسية في مصر، لتطويره والنهوض به، والنهوض بأحوال المعلمين ورفع أجورهم.

وأشار وزير التربية والتعليم الأسبق، في حوار لـ "فيتو"، إلى أن الدروس الخصوصية أصبحت آفة المجتمع والعملية التعليمية في مصر ولا بد القضاء عليها، كما تحدث أيضًا عن أهمية التوسع في المدارس الخاصة، وعن موقفه من مقترح دمج التربية الدينية الإسلامية بالمسيحية، وكيفية القضاء على بعبع الثانوية العامة وإليكم نص الحوار:

*بداية.. كيف ترى مستقبل العملية التعليمية؟

المستقبل متوقف على مدى أهمية أن تصبح قضية تطوير التعليم في مصر من أولويات الإرادة السياسية لتنفيذ خطوات تطوير التعليم على أرض الواقع، ولكي يطور قطاع التعليم فلا بد أن يتحول الاهتمام بالطالب من الحفظ والتلقين إلى مهارات البحث والتفكير الابتكاري النقدي.

* ما هي أبرز الأزمات التي تعاني منها العملية التعليمية؟

الدروس الخصوصية آفة العملية التعليمية في مصر فهي منتشرة ومتوغلة في ثقافة المجتمع المصري، ولا بد من تطوير أجور المعلمين، وكذلك تطوير الامتحانات التي تعتمد على الحفظ والتلقين، فبعد أن ينتهي الطالب من الامتحان ينسى كل شيء، ويتم ذلك من خلال خطة تنفيذية يتم وضعها لتطوير المنظومة التعليمية يكملها كل وزير يأتي لتنفيذها على أرض الواقع ولا تكون مجرد عبارة عن توصيات. 

* هناك اتجاه للتوسع في التعليم الخاص فكيف ترى ذلك؟

لا بد منه وهو مهم جدًا، ولا بد أن يكون هناك زيادة في التعليم الخاص، لأن هناك مشكلة في الكثافة الطلابية في الفصول الدراسية، فكلما كان هناك مدارس خاصة ستقل الكثافة في المدارس الحكومية فسيتم تخفيف الضغط على المدارس الحكومية، وطالما هناك قدرة من البعض على إدخال أبنائهم المدارس الخاصة فلماذا يتم منعهم؟ ولكن من خلال وضع خطة خلال السنوات المقبلة؛ لأن مصر تمر بحالة اقتصادية صعبة جدًا لا يمكنها أن تتوسع في إنشاء المدارس الحكومية، لذلك فالمدارس الخاصة هي شريك للمدارس الحكومية، وعليها إقبال وقبول جتمعي.

* في رأيك لماذا يتهم التعليم الخاص بالتجارة الآن؟

لأنه لا بد من تفعيل مجلس الأمناء بالتعليم الخاص والرقابة الشعبية على المدارس الخاصة لتحديد المصروفات ولوضع قواعد ثابتة لحل مشكلات التعليم الخاص والسيطرة على جشع بعض المدارس في رفع المصروفات، وفي تحسين نوعية وجودة المدارس الخاصة، ولا بد أن يكون لمجلس الأمناء دور رقابي يتم تفعيله لتحسين جودة التعليم.

بجانب رقابة من وزارة التربية والتعليم على المدارس الخاصة لمتابعتها، من حيث نوعية التعليم الذي تقدمه وتنفيذ تعليمات الوزارة والقواعد.

* كم أعداد المدارس الخاصة في مصر؟

ما يقرب من 10 لـ 12% على مستوى الجمهورية، والقاهرة تحصد أعلى نسبة فيوجد بها ما يقرب من 99% من المدارس الخاصة، لأن التركيز كله في محافظة القاهرة على المدارس الخاصة أعلى من باقي المحافظات، فهي تقلل الضغط على المدارس الحكومية.

ولكن لا بد من مراعاة مصروفات المدارس الخاصة، وأنها لا تزيد على مستوى محدد لها، حيث تقوم كل مدرسة بوضع مصروفات خاصة بها حسب المنطقة التي بها المدرسة ومستوى طبقة المعيشة لأولياء أمور الطلاب.

* لماذا يتهم المعلمون بالتقصير دائمًا؟

المعلم مظلوم في مصر، فنحن دائما ننظر على فئة محددة وقليلة من المعلمين وهي الفئة التي تعطي الدروس الخصوصية، فنحن لدينا مليون و600 ألف معلم منهم 10 آلاف معلم يعطون دروسا خصوصية ويتقاضون مبالغ كبيرة جدًا، ولكن لدينا أيضًا عدد كبير من المعلمين لا يعطون دروسا خصوصية، ونحن نطالب بتحسين دخل المعلم كفلندا، التي تتميز بأحسن نظم تعليمية في العالم، ولا بد أن تكون هناك معايير دقيقة جدًا لاختيار المعلمين ففي فلندا أي معلم لا بد أن يكون حاصلا على الماجستير والدكتوراه، لذلك أصبحت من أقوى الدول في العالم في التعليم، وأن يكون هناك تنمية مهنية.

* كيف أثر إلغاء تكليفات كليات التربية على المنظومة التعليمية؟

طبعا أثر إلغاء تكليفات التربية بشكل كبير، منذ الفترة التي ألغى فيها، فقد كان ذلك التكليف مقتصرا فقط على طلاب كليات التربية فقط، وبعد أن تم إلغاؤه أصبح أي خريج من كلية الآداب أو التجارة يحصل على دبلومة بإمكانه أن يتعين في أي مدرسة، وشكل ذلك ظلما لطلاب كلية التربية.

* ما أسباب انتشار الانحرافات الأخلاقية في المدارس مثل التحرش الجنسي؟

ذلك الانتشار هو ثقافة مجتمع؛ لأن ذلك السلوك ليس داخل المدرسة فقط، إنما منتشر في المجتمع أيضََا، لذلك لا بد من تضافر الهيئات المجتمعية وكل المؤسسات الاجتماعية لخلق منظومة قيم داخل المدرسة تكون عن طريق المشاركة ولا بد أن يكون هناك درجات على سلوك الطالب لمعاقبة الطلاب غير الأسوياء، لذلك لا بد من مشاركة مؤسسات الدولة، والمؤسسات الإعلامية ومؤسسات التعليم ومنظمات المجتمع المدني لا بد أن يكون لها دور، فهي ظاهرة اجتماعية ولا بد أن يكون المعلم نموذجا جيدا وقدوة داخل المدرسة، لأن المسلسلات لها دور في انتشار تلك السلوكيات فيوجد بعض المسلسلات التي تدعو إلى العنف وكذلك الأغاني الشعبية المنتشرة، وبكل أسف أصبحنا نرى طلابا يفتخرون أنهم يغشون في الامتحانات.

* هل أنت مع مقترح دمج التربية الدينية الإسلامية مع المسيحية في منهج واحد؟

لست ضد؛ لكن لست معها لأنها لن تضف جديدا، ولأن كل الأجيال تقريبا تدرس نفس القيم وكلًا منهما يدعو إلى التسامح والتعاون وتدعو لنفس القيم.

* هل هناك إمكانية للقضاء على بعبع الثانوية العامة؟

يخاف الجميع من الثانوية العامة لأن درجة الثانوية العامة هي المحدد لدخول الطلاب وتحديد مستقبلهم، لذلك لا بد أن يكون هناك امتحانات واختبارات القدرات للطلاب قبل الالتحاق بالكليات لتحديد وتقييم مستواهم ويتم تطبيقها.

* أخيرًا.. لماذا يشعر البعض أن المدارس الخاصة والدولية دولة داخل الدولة؟

بسبب رفع المصروفات الدراسية، ولكن لا بد أن يكون هناك التزام من تلك المدارس بالزيادة التي تقرها الدولة في قيمة المصروفات.