- ماما هنامشرفة عامة القسم الدينى و الأسرة
- عدد المساهمات : 9179
نقاط : 49030
تاريخ التسجيل : 21/04/2011
لم تقل مريم: أعوذ بالله منك، فلماذا؟!
الأحد 02 يوليو 2017, 18:24
لم تقل مريم: أعوذ بالله منك، فلماذا؟!
اقتحم عليها خَلْوَتَها، وفُوجِئَتْ به معها في محرابها الذي اعتزلت فيه عن الناس، فلم تقل: [أعوذ بالله منك]، ولم تقل: [أعوذ بالله من شرك]؟ أو غير ذلك مما يشابه، بل: قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا فلماذا؟
لماذا لم تستعذ مريم منه ومن شره؟!
ولماذا قالت: أعوذ بالرحمن ولم تقل أعوذ بالله؟!
لكي نجيب على هذه المسائل علينا أن نتأمل الآيات ودلالات الألفاظ والمعاني.
إن المفسرين يكادون يجمعون في تأويل قول الله : قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا على تأويل واحد يدور حول "إني أستجير بالرحمن منك أن تنالني بسوء إن كنتَ ممن يتقي الله" وكان من تعليل المفسرين لقولها: إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا أن قالوا: "هَذَا كَقَوْلِ الْقَائِلِ: إِنْ كُنْتَ مُؤْمِنًا فَلَا تَظْلِمْنِي أَيْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ إِيمَانُكَ مَانِعًا مِنَ الظُّلْمِ".
وحقيقة هذا التعليل لا أراه يشفي الصدر، ويبقى السؤال لماذا ظنَّتْ مريم فيه التقى؟!
فإنَّ قولها: إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا يدل على أنها تَأَمَّلَتْ فيه التقوى، فكيف؟!
ولماذا تَأَمَّلَتْ مريم التقوى في شاب اقتحم عليها محرابها وخلوتها؟!
ولِنَبْدَأْ فنسأل: كيف جاءها الملَك (الروح)؟
ويأتينا الجواب في قول الله تعالى: فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا لقد أتاها في صورة بشر تام الخلقة، جميل الطلعة، اجتمعت فيه خصال الجمال والقوة والشباب، حتى قال بعض المفسرين أن ذلك كان اختبارا لمريم في عفتها قال أبو السعود في الإرشاد: "كان تمثيلُه على ذلك الْحُسن الفائق والجمال الرائق لابتلائها وسَبْر عِفّتها، ولقد ظهر منها من الورع والعَفافِ ما لا غايةَ وراءه".
وإني وإنْ كنتُ أتفق مع السادة العلماء في تأويلهم هذا، لكني أراهم قد غفلوا عن خَصْلة أخرى هي الأهم، ألا وهي أن الملَك أتاها في صورته البشرية التامة ويبدو على هيئته تلك الصلاح والتُّقَى إلى جانب الجمال والقوة والشباب، وهذا ما جعلها تَتَأَمَّلُ فيه الصلاح، وترجو فيه التقوى فقالت: إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا، يؤيد ذلك ويؤكده اختيارها لاسم الله (الرحمن) فقالت: إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ ولم تقل إني أعوذ بالله منك؛
فإن الأولى: إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ ترغيب في الرحمة.
أما الثانية: [إني أعوذ بالله منك] تخويف وترهيب.
فإن مريم قالت: إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا لأنها تَأَمَّلَتْ فيه الصلاح، وظَنَّتْ فيه التقوى، ورغم ذلك لم تأمن بوادره، فاستعاذت بالله، وحين استعاذت قالت: أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ ترغيبا له في رحمة الله وتذكيرا له.
والله أعلم
د. محمد الجبالي
اقتحم عليها خَلْوَتَها، وفُوجِئَتْ به معها في محرابها الذي اعتزلت فيه عن الناس، فلم تقل: [أعوذ بالله منك]، ولم تقل: [أعوذ بالله من شرك]؟ أو غير ذلك مما يشابه، بل: قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا فلماذا؟
لماذا لم تستعذ مريم منه ومن شره؟!
ولماذا قالت: أعوذ بالرحمن ولم تقل أعوذ بالله؟!
لكي نجيب على هذه المسائل علينا أن نتأمل الآيات ودلالات الألفاظ والمعاني.
إن المفسرين يكادون يجمعون في تأويل قول الله : قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا على تأويل واحد يدور حول "إني أستجير بالرحمن منك أن تنالني بسوء إن كنتَ ممن يتقي الله" وكان من تعليل المفسرين لقولها: إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا أن قالوا: "هَذَا كَقَوْلِ الْقَائِلِ: إِنْ كُنْتَ مُؤْمِنًا فَلَا تَظْلِمْنِي أَيْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ إِيمَانُكَ مَانِعًا مِنَ الظُّلْمِ".
وحقيقة هذا التعليل لا أراه يشفي الصدر، ويبقى السؤال لماذا ظنَّتْ مريم فيه التقى؟!
فإنَّ قولها: إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا يدل على أنها تَأَمَّلَتْ فيه التقوى، فكيف؟!
ولماذا تَأَمَّلَتْ مريم التقوى في شاب اقتحم عليها محرابها وخلوتها؟!
ولِنَبْدَأْ فنسأل: كيف جاءها الملَك (الروح)؟
ويأتينا الجواب في قول الله تعالى: فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا لقد أتاها في صورة بشر تام الخلقة، جميل الطلعة، اجتمعت فيه خصال الجمال والقوة والشباب، حتى قال بعض المفسرين أن ذلك كان اختبارا لمريم في عفتها قال أبو السعود في الإرشاد: "كان تمثيلُه على ذلك الْحُسن الفائق والجمال الرائق لابتلائها وسَبْر عِفّتها، ولقد ظهر منها من الورع والعَفافِ ما لا غايةَ وراءه".
وإني وإنْ كنتُ أتفق مع السادة العلماء في تأويلهم هذا، لكني أراهم قد غفلوا عن خَصْلة أخرى هي الأهم، ألا وهي أن الملَك أتاها في صورته البشرية التامة ويبدو على هيئته تلك الصلاح والتُّقَى إلى جانب الجمال والقوة والشباب، وهذا ما جعلها تَتَأَمَّلُ فيه الصلاح، وترجو فيه التقوى فقالت: إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا، يؤيد ذلك ويؤكده اختيارها لاسم الله (الرحمن) فقالت: إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ ولم تقل إني أعوذ بالله منك؛
فإن الأولى: إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ ترغيب في الرحمة.
أما الثانية: [إني أعوذ بالله منك] تخويف وترهيب.
فإن مريم قالت: إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا لأنها تَأَمَّلَتْ فيه الصلاح، وظَنَّتْ فيه التقوى، ورغم ذلك لم تأمن بوادره، فاستعاذت بالله، وحين استعاذت قالت: أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ ترغيبا له في رحمة الله وتذكيرا له.
والله أعلم
د. محمد الجبالي
- (لا دين ولا أخلاق أعوذ بالله)عقد 150 زيجة بين أزواج من المثليين بولاية أركنسو الأمريكية
- شاهد نسل ابليس الذى اغتصب معلمة الإسكندرية الصغيرة بعد القبض عليه " أعوذ بالله"
- أول من آمن بالله ورسوله
- مفاجأة - والدي مريم :ذهبنا للتظلمات وورق مريم متبدل و ليس ورقها وكان معنا محامي لإثبات التلاعب و رفع قضية
- الثقة بالله..
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى