- إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3910
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
نداءات التصحيح
الجمعة 05 أغسطس 2011, 02:31
لقد ارتفعت في الوسط الشّيعيّ أصوات كثيرة تدعو إلى تنقية المذهب الشّيعيّ من العقائد والخرافات التي ألصقت به على مرّ العصور، ولكنّ جماهير علماء الشّيعة رفضوا هذه النّداءات، بل ووضعوا سدا منيعا في وجه كلّ شيعيّ عاقل يفكّر في ركوب قطار التّصحيح، وصوّروا لأتباعهم أنّ كلّ من ينتقد مذهب الشّيعة فهو عدوّ لأهل البيت، وهابيّ مأجور للدّولة السّعودية الوهابية، يتلقّى منها الدّعم الماديّ والمعنويّ للقضاء على مذهب الحقّ (!)، وهكذا سادَ الخوف في أوساط هؤلاء الأتباع من سماع أيّ صوت يدعو إلى المراجعة، فلم تجد دعوات التّصحيح على كثرتها آذانا صاغية إلا من القلّة القليلة ممّن تجرّدوا وصبروا على ترك الموروث والمألوف..
فكان لزاما على الدّعاة المهتمّين بملفّ التشيّع أن يظهروا ويشهروا لعوامّ الشّيعة تلك الدّعوات التي انطلقت في أوساطهم تدعوهم إلى نبذ ما ألصق بالمذهب من عقائد وطقوس ومواقف شذّت به عن جماعة المسلمين.
وفيما يلي نبذة مختصرة من سير ومواقف أشهر علماء ودعاة وكتّاب الشّيعة الذين رفعوا راية الإصلاح والتّصحيح في هذا الزّمان، ونخصّ بالذّكر:
1. الدكتور الشّيعيّ المجتهد موسى الموسوي رحمه الله صاحب الكتاب المشهور (الشّيعة والتّصحيح).
2. لعلامة الإيراني آية الله شريعت سنكلجي (ت1363هـ) رحمه الله صاحب الكتاب الفذّ (توحيد العبادة).
3. العلامة آية الله أبو الفضل البرقعي رحمه الله، الذي كان أعلى مرجعية من الخميني، من أشهر كتبه في نقد التراث الشّيعي:
• (كسر الصّنم).
• (تضاد مفاتيح الجنان مع القرآن).
• (دراسة علمية في أحاديث المهدي).
• (دراسة في نصوص الإمامة).
4. العلامة إسماعيل آل إسحاق الخوئيني (ت2000م).
5. الكاتب والأديب الايراني أحمد الكسروي (ت1324هـ/1909م) صاحب كتاب (التشيع والشيعة).
6. الباحث الشّيعي أحمد الكاتب: صاحب كتاب تطور الفكر السياسي الشيعي: أبطل فيه نظرية النصّ، وأثبت خرافة نظرية المهدي.
7. العالم الشّيعي المعروف محمّد حسين فضل الله.
1. الدكتور المجتهد موسى الموسوي:
هو حفيد الإمام الأكبر السيد أبو الحسن الموسوي الأصبهاني.. ولد في النجف الأشرف عام 1930، وأكمل الدراسات التقليدية في جامعتها الكبرى، وحصل على الشهادة العليا في الفقه الإسلامي "الاجتهاد" من المرجع الدينيّ الأعلى زعيم الحوزة العلمية في النّجف محمّد الحسين آل كاشف الغطاء سنة 1371هـ. حصل على شهادة الدكتوراه في التشريع الإسلامي من جامعة طهران عام 1955م.
حمل لواء الدّعوة إلى تصحيح المذهب الشّيعي وتنقيته من الانحرافات والخرافات التي ألصقت به في كتابات ومقالات كثيرة، أشهرها على الإطلاق كتابه الفذّ (الشّيعة والتّصحيح) الذي يقول في مقدّمته: " وقد كنت أدعو الله في آناء الليل وأطراف النهار أن يلهمني العلم والبصيرة، ويمنحني القوة والتوفيق لأداء رسالة التصحيح التي كنت أصبو إليها منذ سني الشباب، فكانت نتيجة تلك الدعوات الصالحات هي كتابي: (الشّيعة والتّصحيح: الصراع بين الشّيعة والتشيّع) الذي أقدمه اليوم إلى الشيعة في كل زمان ومكان. إنه نداء للشيعة مبعثه الإيمان المطلق بالله وبرسالة الإسلام الخالدة وبقوة المسلمين وكرامة الإنسان. إنه نداء يدعو إلى الطرق الإصلاحية الكبرى لمحاولة إنهاء الخلاف الطائفي بين الشيعة والفرق الإسلامية الأخرى إلى الأبد وإلى أن تقوم الساعة. إنها صرخة لله ولاستيقاظ الشيعة من نوم عميق دام ألفاً ومائتي عام، إنها قصة الصراع المرير بين المسلمين حتى يومنا هذا. إنه نداء العقل والإيمان إلى الشيعة كي تنفض عن نفسها غبار السنين، وتثور ثورة لا هوادة فيها ولا انتظار على تلك الزعامات المذهبية التي سببت لها هذا التخلف الكبير في الحياة الدينية والفكرية والاجتماعية. وهكذا يدفعني اعتقادي وواجبي أن أوصي ملايين الشيعة وأؤكد عليهم قراءة هذا الكتاب: { فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنْ الْمُنذِرِينَ }[النمل:92] صدق الله العظيم".
2. آية الله شريعت بن محمّد حسن سنكلجي الإيراني (ت1363هـ/1940م):
من أبرز علماء الشّيعة، كان ميالا إلى مدارسة القرآن والتّعمّق في مدلولاته، فهداه الله إلى أنّ ما عليه قومه يناقض القرآن ويضادّه، فأعلن الإنكار على هذا التراث المليء بالخرافة والانحراف، وألّف في ذلك كتابا قيّما أسماه (توحيد العبادة)، فجوبه بالتّهديد والوعيد، وألصقت به التّهمة الجاهزة (تهمة الوهابية)، يقول عليه رحمة الله واصفا ما لاقاه: " أنا أعتقد أن ما يورده الجهلة ويشغبون به عليّ إنما هو بسبب دعوتي للإصلاح التي قدمتها في هذا الكتاب -أي كتاب توحيد العبادة- وكتب ومحاضرات أخرى، حيث بيّنت الإسلام الصحيح الذي هو إسلام السلف، والذي تكون نتيجته دحض كثير من الخرافات وهدم كثير من المعابد الوثنية ".
ويقول أيضا: " تلقّيت مصاعب في تأليف هذا الكتاب ونشره، ومثله كتاب مفاتيح فهم القرآن، ومحاضرات ليلة الخميس، لأنّ بعض الجهلة والذين لا يعرفون حقيقة التوحيد كانوا يشنُّون عليَّ الغارة تلو الغارة، بل أنهم لم يألوا جهداً في الافتراء عليّ طاعة لأنفسهم وأهوائهم ".
وقد ركّز رحمه الله جهوده الإصلاحية في التحذير من الأصوات التي تدّعي أنّ القرآن لا يمكن فهمه، وكشف مقاصد أصحاب هذا القول.
وبسبب إصراره على دعوته وصبره عليها فقد لقي من الأذى الشّيء الكثير، يقول عليه رحمة الله: " أنا شخصياً هددونني بالقتل، وحرِّضوا الناس علي بشكل مستمر { أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذباً فعليه كذبه وإن يك صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب }، وأحياناً يصوِّرون أقوالي بصورة الباطل ويصورنها بأنها أكاذيب، ولا يعلمون أنّ ما كان لله فإنه يبقى وينمو مهما كان، يقول تعالى: { ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء }.
3. آية الله العظمى السيد أبو الفضل البرقعي القمّي الإيرانيّ:
من سلالة الحسين رضي الله عنه، كان من أقران الخميني، بل أعلى مرجعية منه في مذهب الشيعة. حمل لواء الدّعوة إلى التّصحيح وتنقية التراث الشّيعيّ في عهد الشاه.
كان للبرقعي عليه رحمة الله مسجد يؤمّ فيه المصلّين في طهران، وبعد تصدّيه لنقد المذهب الشّيعيّ اجتمع مشايخ قم بزعامة مرجعهم حينذاك شريعتمداري وأرسلوا إلى الشاه ستة آلاف توقيع أن هذا (اليهودي) يريد هدم دين أهل البيت، فأُخذ إلى المحكمة، ولكنّهم لمّا لم يجدوا حجّة لمحاكمته هاجموا مسجده وأغروا الأوباش به واستولوا عليه.
وبعد قيام الثورة الخمينية طورد، وأطلق عليه أحد حراس الثورة النار وهو في بيته يصلي فدخلت الرصاصة من خده الأيسر وخرجت من خده الأيمن لكنه لم يمت، حمل إلى المستشفى وهو مغمى عليه ومُنع من العلاج، وبعد شفائه بسنوات حكم عليه بالسجن ثلاثين سنة.. وتوفي رحمه الله بعد وفاة الخميني.
ألّف البرقعي رحمه الله كتباً قيّمة تنقض انحرافات وخرافات المذهب الشّيعيّ، أهمّها: (كسر الصّنم)، (تضاد مفاتيح الجنان مع القرآن)، (دراسة علمية في أحاديث المهدي)، (دراسة في نصوص الإمامة)، (نقد المراجعات)، (تضادّ المذهب الجعفري مع القرآن والإسلام).
4. العلامة إسماعيل آل إسحاق الخوئيني الإيراني (ت:2000م):
هو ابن آية الله عبد الكريم الخوئيني.. من أبرز علماء الشّيعة في إيران.
حمل لواء الإصلاح في إيران، فمكروا به وحاولوا بكل الوسائل، وعن طريق التجسس في حياته الشخصية والعائلية والاجتماعية، أن يتّهموه بالارتباط بالدول الخارجية والأنظمة العالمية، ولكن بفضل الله لم يتمكنوا من ذلك، فاضطر مسؤولو وزارة المخابرات والمباحث للضّغط عليه للحصول على أية حجة لتنفيذ حكم الإعدام في حقّه، فأجبروه بعد سبعة أشهر من الضرب والشتم والتعذيب على الإقرار بذنب لم يرتكبه، وقرروا إعدامه. كان الأمر منتهياً وقد أحضروا عائلته من قم وطهران،..
في لقائه مع الأقرباء قدّم لهم وصيته المكتوبة، وأخبرهم أنّ هذا هو اللقاء الأخير، ولكن لم يقدر الله إعدامه، فقد مرض الخميني ومات، فأخّر إعدام العلامة الخوئيني. وبرغم وضعه الصحّي المتدهور فقد كان ينقل من سجن إلى سجن، حتى قرّروا إخراجه بعد أن جرّدوه من كلّ وظائفه وتأكّدوا أنّ وضعه الصحيّ لن يمكّنه من تقديم الكثير، وهدّدوه أنه إذا اجترأ على ممارسة أي نشاط ثقافي أو سياسي، فإنّهم سوف يقدمون على اختلاق حادثة ما ويقضون عليه.. ولكنه لم يتوقف عن النشاط إلى أن توفي رحمه الله يوم: 7/10/2000م.
يقول طيّب الله ثراه في رسالة له كتبها في أواخر أيام حياته وهو يتحدّث عن مبرّرات اختراع المذهب الشّيعيّ:
" والمذهب الشيعي السياسي هو حزب سياسي، ظهر باسم الدين وهو مذهب (مخترع) في الدين، ولكي يوجهوا كل السياسات والحركات، ويتمكنوا من الظلم والإجحاف والكذب والإعدام، ولكي ينتقموا من الخلافة والإسلام والمسلمين سموا أنفسهم مسلمين، واخترعوا عناوين الإمامة والولاية، ولكي يستطيع الإمام والقائد أن يتخذ أي قرار شاء أعطوه الولاية الإلهية، والولاية التكوينية والتشريعية والحاكمية المطلقة والولاية المطلقة.
لماذا زعموا بأن المهدي المفترض المزعوم غائب؟ لكي يستطيعوا أن يدعوا خلافته ونيابته والولاية المطلقة، ولأجل تأسيس هذا وترويجه بدأوا يفسرون ويؤولون آيات القرآن الكريم حسب هواهم.
ووضعوا آلاف الأحاديث باسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واخترعوا مئات المعجزات والكرامات، واخترعوا أجوراً خيالية لزيارة القبور وكتبوا كتباً، واخترعوا قصصاً مثل الغدير، ووضعوا روايات كثيرة على ألسنة الأئمة، وألفوا كتباً مثل نهج البلاغة بعد أربعمائة سنة من وفاة علي رضي الله عنه، واخترعوا الصحيفة السجادية وحديث الكساء من دون سند!! وألفوا كتباً مثل مفاتيح الجنان وزاد المعاد، وتعبوا قروناً حتى وضعوا كتباً في مقابل الصحاح الستّة لأهل السنة؛ كالكافي، والوافي، ومن لا يحضره الفقيه، والاستبصار، ولأجل القوة المالية اخترعوا الخمس وسهم الإمام، ولأجل الإطاعة المطلقة من المرجع اخترعوا المرجعية والرسائل العلمية.
واخترع لهم الصفوية مجالس التعازي، وضرب الصدور، والسلاسل والسكاكين، ولأجل الترويج الدائم للمذهب الشيعي اخترعوا التواشيح والأغاني المبكية وجعلوها ثقافة، ولكي لا يستطيع أحد أن يتكلم اخترعوا المداحية لعلي، واخترعوا الشعر وأنشدوا في وصف علي، وبنوا قباباً وأضرحة على القبور، وزركشوها بالذهب.
وقد ضخموا الإمامة الشخصية، هذه الأكذوبة التي هي قطعاً ويقيناً مخالفة للقرآن، ضخموها وكبروها، كما ضخموا وفخموا قضية المهدي المزعوم وعرضوها بشكل قاطع وجدي، واخترعوا له احتفالات مولد، وخرافات أخرى إلى درجة لا يبقى فيها مجال للإنكار ولا حتى التفكير والتدبر في سبب اختراع هذا المذهب وهذا الحزب السياسي، وقد كسبوا القوة والنجاح عدة مرات بهذه الطريقة ".
نجاح الرافضة عبر التاريخ:
1- قتل عمر بواسطة أبي لؤلؤة فيروز الإيراني.
2- قتل عثمان في المدينة بواسطة مجموعة كأنها تنوي مكة في لباس الإحرام، وكان عددهم أربعمائة وسبعين (470) شخصاً جاءوا من الكوفة (مركزتجمع الإيرانيين والمدائنيين المهزومين).
3- قتل الإمام علي بواسطة ابن ملجم القادم من الكوفة ومن الإيرانيين.
4- قتل الإمام الحسن بواسطة زوجته جعدة من الكوفة وهي إيرانية.
5- دعوة الإمام الحسين بواسطة أهل الكوفة -أي: نفس الحزب الشيعي من قبل الإيرانيين المنهزمين من العرب- وقتله في كربلاء.
6- ترك نصرة زيد بن علي بن الحسين حتى قتل وعلق على الدار لمدة سنة.
7- الاجتماع حول مختار في الكوفة.
8- الاجتماع حول مصعب وقتل مختار.
9- الاجتماع حول محمد بن الحنفية في المدينة، والإشاعة بأنه الإمام الغائب في جبل رضوى وذي الطول، وتأسيس الفرقة الحنفية
(الشيعية).
10- تأسيس الفرقة الزيدية المعتقدة بإمامة زيد بن علي بن الحسين، الذي قتل في اليمن ولازالت هذه الفرقة موجودة.
11- تأسيس الفرقة الإسماعيلية في مقابل جعفر الصادق، حتى يوجد اليوم ما يقارب عشرون مليوناً إسماعيلي بين المسلمين، وقد وصلوا إلى الحكم عدة مرات منها في مصر وفي إيران بو اسطة حسن الصباح وغيره.
12- تأسيس الفاطميين ووصولهم إلى الحكم ثم سقوطهم في مصر.
13- تأسيس العلويين في مازندران (من محافظات إيران).
14- الهجوم على بني أمية من خراسان بقيادة أبي مسلم الخراساني.
15- الهجوم على مركز الخلافة الإسلامية في بغداد بواسطة جيش هولاكو وإسقاط الحكومة المركزية والمعتصم في بغداد، بقيادة خواجة نصير الدين الطوسي.
16- تأسيس حكومة شيعية في سلطانية بواسطة شاه (الملك) خدابنده .
17- تأسيس الصفوية في أردبيل (إيران).
18- تأسيس البابية بواسطة سيد علي محمد باب.
19- وتأسيس البهائية بواسطة خلفه بهاء الله ( ميرزا حسين علي).
20- وأخيراً تأسيس حكومة جمهورية إيران الإسلامية!
تلاحظون أن كل هذه حركات ولدت بواسطة الشيعة، والمذهب الشيعي، وباسم دين الإسلام، واليوم ظهرت في الدنيا بشكل أكمل وأشد صرامة وجدية وتسلحاً، وكل ذلك لإغفال عباد الله بواسطة القادة المذهبيين.
الخطر باق:
وما دام هؤلاء القادة موجودين، وزعم حقانية هذا المذهب موجود، ومادام يعرض المذهب الجعفري على أنه هو الحق والبقية على باطل، ولا رادع لكل هذه الأمور، والناس يظنون أن في الدين إمامة وولاية، وكل من يقتل في هذا السبيل فهو شهيد وفي الجنة، سوف يستمر هذا الفكر وهذا البرنامج وهذا المخطط، وتتوسع دائرة قتل العلماء والمحققين التي اشتهرت بـ(المقتلة المسلسلة) ويشتد أكثر من ذي قبل، ولا يبقى أمل لنجاة الإسلام والمسلمين من أيدي هؤلاء القادة والأولياء الفقهاء وهذه الحوزات، وهذا المذهب وهذا المخطط".ا.هـ
5. الكاتب والأديب الإيراني أحمد الكسروي:
عمل رحمه الله أستاذاً في جامعة طهران، وتولى رئاسة بعض المحاكم في بعض المدن الإيرانية، حتى أصبح أحد كبار مفتشي وزارة العدل الأربعة في طهران، ثم تولى منصب المدعي العام في العاصمة الإيرانية، وكان يشتغل محرراً لجريدة ( برجم ) الإيرانية.
من أشهر كتبه التي انتقد فيها التراث الشّيعيّ: كتاب (التشيّع والشّيعة)، الذي تناول فيه نشأة المذهب الإثني عشري وأصوله وأهم كتبه وأئمته وآثاره، وعرض لذلك بشكل علمي وتحليل عقلي، ودعم كلامه بالبرهان التاريخي، وخلص من هذه الدراسة بنتيجة مفادها أنّ هذا المذهب قد جاء بمجازفات وأمور منكرة كثيرة، وأنّ الإثني عشرية قد انفصلوا عن جماعة المسلمين بعقائدهم وأحكامهم.
وكما هو منتظر فقد تعرّض الكسرويّ عليه رحمة الله للتّضييق والتّهديد من قبل علماء وعامّة الشّيعة، حيث قام مجموعة من الغوغاء بإطلاق الرصاص عليه المؤلف بعد نشره لهذا الكتاب، فأدخل المستشفى، وأجريت له عملية جراحية، و تم شفاؤه بفضل الله. ولأنهم أرادوا إسكات كل صوت معارض لموروثهم فقد اتّهموه بمخالفة الإسلام، ورفعوا ضده شكوى إلى وزارة العدل. دعي للتحقيق معه، و في آخر جلسة من جلسات التحقيق، في نهاية سنة 1324هـ، أطلق عليه الرّصاص مرّة أخرى، و طعن بخنجر، فمات على إثر ذلك رحمه الله رحمة واسعة.
من أقواله:
يقول: "وممّا يُرى من لجاج الشّيعة أنّه قد انقضى منذ ظهور الوهابيين أكثر من مائة وخمسين عامًا، وجرت في تلك المدّة مباحثات ومجادلات كثيرة بينهم وبين الطوائف الأخرى من المسلمين، وانتشرت رسالات وطبعت كتب، وظهر جليًا أنْ ليست زيارة القبب، والتوسل بالموتى، ونذر النذور للقبور وأمثالها إلا الشّرك، ولا فرق بين هذه وبين عبادة الأوثان التي كانت جارية بين المشركين من العرب فقام الإسلام يجادلها ويبغي قلع جذورها، يبيّن ذلك آياتٌ كثيرة من القرآن، فأثّرت الوهابية في سائر طوائف المسلمين غير الرّوافض أو الشيعة الإمامية، فإنّ هؤلاء لم يكترثوا بما كان، ولم يعتنوا بالكتب المنتشرة والدلائل المذكورة أدنى اعتناء، ولم يكن نصيب الوهابيين منهم إلا اللّعن والسبّ كالآخرين" [الكسروي/ التشيّع والشيعة: ص89].
6. الباحث الشّيعي أحمد الكاتب:
صاحب المناظرات المشهورة مع علماء الشّيعة، ومؤلّف الكتاب المشهور (تطور الفكر السياسي الشيعي)، الذي أبطل فيه نظرية النصّ، وأثبت خرافة نظرية المهدي الغائب.
7. العالم الشّيعي المعروف محمّد حسين فضل الله:
أنكر فضل الله كثيرا من أساطير الشّيعة، وأعلن استهجانه لأكذوبة ضرب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه لفاطمة وإسقاطه لجنينها، وقال بعدما أثبت كذب تلك الرّوايات التي روتها، قال مخاطبا العقلاء: " أنت إذا جاء أحدهم وهجم على زوجتك وأراد أن يضربها، هل تقعد في بيتك وبالغرفة وتقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، أو تهجم على الذي جاء يضرب زوجتك ؟! علي بن أبي طالب سلام الله عليه، هذا الرّجل الذي دوّخ الأبطال يترك الجماعة يهجمون على الزّهراء بهذا الشّكل وهو قاعد في البيت يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم ؟! أيّ أحد يقبل هذا على نفسه منكم ؟! ولا أحد.. "..
ثمّ قال فضل الله: " لماذا الزّهراء تفتح الباب.. أنت إذا كنت موجودا في البيت وزوجتك موجودة ودقّ البابَ أحدهم، خصوصا إذا جاء رجال أمن ليعتقلوك، هل تقول لامرأتك أنت: اخرجي ؟.. يعني الإمام علي جبان، ما عنده غيرة ؟! يقولون: النبيّ صلى الله عليه وآله أوصاه، أوصاه بأن لا يفتح المعركة في الخلافة ! وليس أن لا يدافع عن زوجته "..
لقد أنكر محمّد حسين فضل الله هذه الرّوايات التي تسيء إلى علي رضي الله عنه قبل أن تسيء إلى أبي بكر وعمر، ودعا الشّيعة إلى ترك مظاهر الشّرك من التعلّق بالقبور ودعاء الموتى والتوسّل بهم، وقال أنّ الإمامة ليست شرطا في صحّة الإسلام أو قبول أعمال العباد، وإنّما هي نظرية ترجّحت عند بعض المسلمين ولم تترجّح عند غيرهم من المسلمين، وهي من المتحوّل الذي يخضع للتّوثيق والتّضعيف، وانتقد بشدّة نسبة علم الغيب للأئمّة..
فماذا كان جزاؤه لمّا دعا الشّيعة إلى التّصحيح؟
كان جزاؤه هو جزاء الذين حاولوا التّصحيح قبله، فقد أصدرت الحوزة العلمية الشّيعية في كلّ من إيران والعراق بيانات تتبرّأ فيها من فضل الله في شهر جمادى الأولى سنة 1418هـ، جُمعت في كتاب عنوانه (الحوزة العلمية تدين الانحراف).. وحرّم الملقّب بآية الله اللنكراني قراءة كتب محمّد حسين فضل الله وبيعها.. وقال الملقّب بآية الله العظمى الشيخ بهجت: أنّ فضل الله مشروع وهابي ينخر كيان التشيع من داخله.. أمّا الملقّب بآية الله العظمى الشيخ وحيد الخراساني فقد صرّح في مجلس علنيّ أنّه يجب على الشّيعة كل بحسب وسعه وقدرته إسقاط فضل الله، وعندما سأله أحد الحضور: هل نقتله؟! أجاب: "كلا"، ثم عقب بما يكشف بأنّ ذلك ليس لحرمة دمه، فقال: "لأنه إذا قتل فستصبح أفكاره أكثر شهرة ورواجاً، والواجب هو القضاء على أفكاره ومنع انتشارها"..
وأمّا المدعو (محمّد باقر الصّافي) في كتابه (فتنة فضل الله)، فقد شنّ هجوما عنيفا على الرّجل وقال في مقدّمة كتابه هذا وهو يتحدّث عن فضل الله: " فقد تصدّى للتنظير الإسلامي واستنباط الأفكار والمفاهيم، ثم الأحكام والفتاوى معممٌ لا ناقة له في الفقه ولا جمل، ولا بضاعة له في العلم ولا متاع.. يبكي وهو يقرأ دعاء كميل، ويبالغ في الوعظ والإرشاد، وهو يعيش السخرية والاستهزاء في داخله والكفر والانحراف في واقعه "..
وألصق به التّهمة الجاهزة تهمة الوهّابية فقال: " لم يختلف عن الطرح الوهابي إلا في الحذر والجبن الذي لم يسمِّ الأشياء بأسمائها.. فهاجم التوسل والشفاعة وتنكر لها ونقضها دون أن ينعتها بالشرك، وطعن في المعجزة ونال من الكرامة ومن مقامات الأولياء دون أن يسمّها بالكفر والغلو.. وهكذا "..
فكان لزاما على الدّعاة المهتمّين بملفّ التشيّع أن يظهروا ويشهروا لعوامّ الشّيعة تلك الدّعوات التي انطلقت في أوساطهم تدعوهم إلى نبذ ما ألصق بالمذهب من عقائد وطقوس ومواقف شذّت به عن جماعة المسلمين.
وفيما يلي نبذة مختصرة من سير ومواقف أشهر علماء ودعاة وكتّاب الشّيعة الذين رفعوا راية الإصلاح والتّصحيح في هذا الزّمان، ونخصّ بالذّكر:
1. الدكتور الشّيعيّ المجتهد موسى الموسوي رحمه الله صاحب الكتاب المشهور (الشّيعة والتّصحيح).
2. لعلامة الإيراني آية الله شريعت سنكلجي (ت1363هـ) رحمه الله صاحب الكتاب الفذّ (توحيد العبادة).
3. العلامة آية الله أبو الفضل البرقعي رحمه الله، الذي كان أعلى مرجعية من الخميني، من أشهر كتبه في نقد التراث الشّيعي:
• (كسر الصّنم).
• (تضاد مفاتيح الجنان مع القرآن).
• (دراسة علمية في أحاديث المهدي).
• (دراسة في نصوص الإمامة).
4. العلامة إسماعيل آل إسحاق الخوئيني (ت2000م).
5. الكاتب والأديب الايراني أحمد الكسروي (ت1324هـ/1909م) صاحب كتاب (التشيع والشيعة).
6. الباحث الشّيعي أحمد الكاتب: صاحب كتاب تطور الفكر السياسي الشيعي: أبطل فيه نظرية النصّ، وأثبت خرافة نظرية المهدي.
7. العالم الشّيعي المعروف محمّد حسين فضل الله.
1. الدكتور المجتهد موسى الموسوي:
هو حفيد الإمام الأكبر السيد أبو الحسن الموسوي الأصبهاني.. ولد في النجف الأشرف عام 1930، وأكمل الدراسات التقليدية في جامعتها الكبرى، وحصل على الشهادة العليا في الفقه الإسلامي "الاجتهاد" من المرجع الدينيّ الأعلى زعيم الحوزة العلمية في النّجف محمّد الحسين آل كاشف الغطاء سنة 1371هـ. حصل على شهادة الدكتوراه في التشريع الإسلامي من جامعة طهران عام 1955م.
حمل لواء الدّعوة إلى تصحيح المذهب الشّيعي وتنقيته من الانحرافات والخرافات التي ألصقت به في كتابات ومقالات كثيرة، أشهرها على الإطلاق كتابه الفذّ (الشّيعة والتّصحيح) الذي يقول في مقدّمته: " وقد كنت أدعو الله في آناء الليل وأطراف النهار أن يلهمني العلم والبصيرة، ويمنحني القوة والتوفيق لأداء رسالة التصحيح التي كنت أصبو إليها منذ سني الشباب، فكانت نتيجة تلك الدعوات الصالحات هي كتابي: (الشّيعة والتّصحيح: الصراع بين الشّيعة والتشيّع) الذي أقدمه اليوم إلى الشيعة في كل زمان ومكان. إنه نداء للشيعة مبعثه الإيمان المطلق بالله وبرسالة الإسلام الخالدة وبقوة المسلمين وكرامة الإنسان. إنه نداء يدعو إلى الطرق الإصلاحية الكبرى لمحاولة إنهاء الخلاف الطائفي بين الشيعة والفرق الإسلامية الأخرى إلى الأبد وإلى أن تقوم الساعة. إنها صرخة لله ولاستيقاظ الشيعة من نوم عميق دام ألفاً ومائتي عام، إنها قصة الصراع المرير بين المسلمين حتى يومنا هذا. إنه نداء العقل والإيمان إلى الشيعة كي تنفض عن نفسها غبار السنين، وتثور ثورة لا هوادة فيها ولا انتظار على تلك الزعامات المذهبية التي سببت لها هذا التخلف الكبير في الحياة الدينية والفكرية والاجتماعية. وهكذا يدفعني اعتقادي وواجبي أن أوصي ملايين الشيعة وأؤكد عليهم قراءة هذا الكتاب: { فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنْ الْمُنذِرِينَ }[النمل:92] صدق الله العظيم".
2. آية الله شريعت بن محمّد حسن سنكلجي الإيراني (ت1363هـ/1940م):
من أبرز علماء الشّيعة، كان ميالا إلى مدارسة القرآن والتّعمّق في مدلولاته، فهداه الله إلى أنّ ما عليه قومه يناقض القرآن ويضادّه، فأعلن الإنكار على هذا التراث المليء بالخرافة والانحراف، وألّف في ذلك كتابا قيّما أسماه (توحيد العبادة)، فجوبه بالتّهديد والوعيد، وألصقت به التّهمة الجاهزة (تهمة الوهابية)، يقول عليه رحمة الله واصفا ما لاقاه: " أنا أعتقد أن ما يورده الجهلة ويشغبون به عليّ إنما هو بسبب دعوتي للإصلاح التي قدمتها في هذا الكتاب -أي كتاب توحيد العبادة- وكتب ومحاضرات أخرى، حيث بيّنت الإسلام الصحيح الذي هو إسلام السلف، والذي تكون نتيجته دحض كثير من الخرافات وهدم كثير من المعابد الوثنية ".
ويقول أيضا: " تلقّيت مصاعب في تأليف هذا الكتاب ونشره، ومثله كتاب مفاتيح فهم القرآن، ومحاضرات ليلة الخميس، لأنّ بعض الجهلة والذين لا يعرفون حقيقة التوحيد كانوا يشنُّون عليَّ الغارة تلو الغارة، بل أنهم لم يألوا جهداً في الافتراء عليّ طاعة لأنفسهم وأهوائهم ".
وقد ركّز رحمه الله جهوده الإصلاحية في التحذير من الأصوات التي تدّعي أنّ القرآن لا يمكن فهمه، وكشف مقاصد أصحاب هذا القول.
وبسبب إصراره على دعوته وصبره عليها فقد لقي من الأذى الشّيء الكثير، يقول عليه رحمة الله: " أنا شخصياً هددونني بالقتل، وحرِّضوا الناس علي بشكل مستمر { أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذباً فعليه كذبه وإن يك صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب }، وأحياناً يصوِّرون أقوالي بصورة الباطل ويصورنها بأنها أكاذيب، ولا يعلمون أنّ ما كان لله فإنه يبقى وينمو مهما كان، يقول تعالى: { ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء }.
3. آية الله العظمى السيد أبو الفضل البرقعي القمّي الإيرانيّ:
من سلالة الحسين رضي الله عنه، كان من أقران الخميني، بل أعلى مرجعية منه في مذهب الشيعة. حمل لواء الدّعوة إلى التّصحيح وتنقية التراث الشّيعيّ في عهد الشاه.
كان للبرقعي عليه رحمة الله مسجد يؤمّ فيه المصلّين في طهران، وبعد تصدّيه لنقد المذهب الشّيعيّ اجتمع مشايخ قم بزعامة مرجعهم حينذاك شريعتمداري وأرسلوا إلى الشاه ستة آلاف توقيع أن هذا (اليهودي) يريد هدم دين أهل البيت، فأُخذ إلى المحكمة، ولكنّهم لمّا لم يجدوا حجّة لمحاكمته هاجموا مسجده وأغروا الأوباش به واستولوا عليه.
وبعد قيام الثورة الخمينية طورد، وأطلق عليه أحد حراس الثورة النار وهو في بيته يصلي فدخلت الرصاصة من خده الأيسر وخرجت من خده الأيمن لكنه لم يمت، حمل إلى المستشفى وهو مغمى عليه ومُنع من العلاج، وبعد شفائه بسنوات حكم عليه بالسجن ثلاثين سنة.. وتوفي رحمه الله بعد وفاة الخميني.
ألّف البرقعي رحمه الله كتباً قيّمة تنقض انحرافات وخرافات المذهب الشّيعيّ، أهمّها: (كسر الصّنم)، (تضاد مفاتيح الجنان مع القرآن)، (دراسة علمية في أحاديث المهدي)، (دراسة في نصوص الإمامة)، (نقد المراجعات)، (تضادّ المذهب الجعفري مع القرآن والإسلام).
4. العلامة إسماعيل آل إسحاق الخوئيني الإيراني (ت:2000م):
هو ابن آية الله عبد الكريم الخوئيني.. من أبرز علماء الشّيعة في إيران.
حمل لواء الإصلاح في إيران، فمكروا به وحاولوا بكل الوسائل، وعن طريق التجسس في حياته الشخصية والعائلية والاجتماعية، أن يتّهموه بالارتباط بالدول الخارجية والأنظمة العالمية، ولكن بفضل الله لم يتمكنوا من ذلك، فاضطر مسؤولو وزارة المخابرات والمباحث للضّغط عليه للحصول على أية حجة لتنفيذ حكم الإعدام في حقّه، فأجبروه بعد سبعة أشهر من الضرب والشتم والتعذيب على الإقرار بذنب لم يرتكبه، وقرروا إعدامه. كان الأمر منتهياً وقد أحضروا عائلته من قم وطهران،..
في لقائه مع الأقرباء قدّم لهم وصيته المكتوبة، وأخبرهم أنّ هذا هو اللقاء الأخير، ولكن لم يقدر الله إعدامه، فقد مرض الخميني ومات، فأخّر إعدام العلامة الخوئيني. وبرغم وضعه الصحّي المتدهور فقد كان ينقل من سجن إلى سجن، حتى قرّروا إخراجه بعد أن جرّدوه من كلّ وظائفه وتأكّدوا أنّ وضعه الصحيّ لن يمكّنه من تقديم الكثير، وهدّدوه أنه إذا اجترأ على ممارسة أي نشاط ثقافي أو سياسي، فإنّهم سوف يقدمون على اختلاق حادثة ما ويقضون عليه.. ولكنه لم يتوقف عن النشاط إلى أن توفي رحمه الله يوم: 7/10/2000م.
يقول طيّب الله ثراه في رسالة له كتبها في أواخر أيام حياته وهو يتحدّث عن مبرّرات اختراع المذهب الشّيعيّ:
" والمذهب الشيعي السياسي هو حزب سياسي، ظهر باسم الدين وهو مذهب (مخترع) في الدين، ولكي يوجهوا كل السياسات والحركات، ويتمكنوا من الظلم والإجحاف والكذب والإعدام، ولكي ينتقموا من الخلافة والإسلام والمسلمين سموا أنفسهم مسلمين، واخترعوا عناوين الإمامة والولاية، ولكي يستطيع الإمام والقائد أن يتخذ أي قرار شاء أعطوه الولاية الإلهية، والولاية التكوينية والتشريعية والحاكمية المطلقة والولاية المطلقة.
لماذا زعموا بأن المهدي المفترض المزعوم غائب؟ لكي يستطيعوا أن يدعوا خلافته ونيابته والولاية المطلقة، ولأجل تأسيس هذا وترويجه بدأوا يفسرون ويؤولون آيات القرآن الكريم حسب هواهم.
ووضعوا آلاف الأحاديث باسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واخترعوا مئات المعجزات والكرامات، واخترعوا أجوراً خيالية لزيارة القبور وكتبوا كتباً، واخترعوا قصصاً مثل الغدير، ووضعوا روايات كثيرة على ألسنة الأئمة، وألفوا كتباً مثل نهج البلاغة بعد أربعمائة سنة من وفاة علي رضي الله عنه، واخترعوا الصحيفة السجادية وحديث الكساء من دون سند!! وألفوا كتباً مثل مفاتيح الجنان وزاد المعاد، وتعبوا قروناً حتى وضعوا كتباً في مقابل الصحاح الستّة لأهل السنة؛ كالكافي، والوافي، ومن لا يحضره الفقيه، والاستبصار، ولأجل القوة المالية اخترعوا الخمس وسهم الإمام، ولأجل الإطاعة المطلقة من المرجع اخترعوا المرجعية والرسائل العلمية.
واخترع لهم الصفوية مجالس التعازي، وضرب الصدور، والسلاسل والسكاكين، ولأجل الترويج الدائم للمذهب الشيعي اخترعوا التواشيح والأغاني المبكية وجعلوها ثقافة، ولكي لا يستطيع أحد أن يتكلم اخترعوا المداحية لعلي، واخترعوا الشعر وأنشدوا في وصف علي، وبنوا قباباً وأضرحة على القبور، وزركشوها بالذهب.
وقد ضخموا الإمامة الشخصية، هذه الأكذوبة التي هي قطعاً ويقيناً مخالفة للقرآن، ضخموها وكبروها، كما ضخموا وفخموا قضية المهدي المزعوم وعرضوها بشكل قاطع وجدي، واخترعوا له احتفالات مولد، وخرافات أخرى إلى درجة لا يبقى فيها مجال للإنكار ولا حتى التفكير والتدبر في سبب اختراع هذا المذهب وهذا الحزب السياسي، وقد كسبوا القوة والنجاح عدة مرات بهذه الطريقة ".
نجاح الرافضة عبر التاريخ:
1- قتل عمر بواسطة أبي لؤلؤة فيروز الإيراني.
2- قتل عثمان في المدينة بواسطة مجموعة كأنها تنوي مكة في لباس الإحرام، وكان عددهم أربعمائة وسبعين (470) شخصاً جاءوا من الكوفة (مركزتجمع الإيرانيين والمدائنيين المهزومين).
3- قتل الإمام علي بواسطة ابن ملجم القادم من الكوفة ومن الإيرانيين.
4- قتل الإمام الحسن بواسطة زوجته جعدة من الكوفة وهي إيرانية.
5- دعوة الإمام الحسين بواسطة أهل الكوفة -أي: نفس الحزب الشيعي من قبل الإيرانيين المنهزمين من العرب- وقتله في كربلاء.
6- ترك نصرة زيد بن علي بن الحسين حتى قتل وعلق على الدار لمدة سنة.
7- الاجتماع حول مختار في الكوفة.
8- الاجتماع حول مصعب وقتل مختار.
9- الاجتماع حول محمد بن الحنفية في المدينة، والإشاعة بأنه الإمام الغائب في جبل رضوى وذي الطول، وتأسيس الفرقة الحنفية
(الشيعية).
10- تأسيس الفرقة الزيدية المعتقدة بإمامة زيد بن علي بن الحسين، الذي قتل في اليمن ولازالت هذه الفرقة موجودة.
11- تأسيس الفرقة الإسماعيلية في مقابل جعفر الصادق، حتى يوجد اليوم ما يقارب عشرون مليوناً إسماعيلي بين المسلمين، وقد وصلوا إلى الحكم عدة مرات منها في مصر وفي إيران بو اسطة حسن الصباح وغيره.
12- تأسيس الفاطميين ووصولهم إلى الحكم ثم سقوطهم في مصر.
13- تأسيس العلويين في مازندران (من محافظات إيران).
14- الهجوم على بني أمية من خراسان بقيادة أبي مسلم الخراساني.
15- الهجوم على مركز الخلافة الإسلامية في بغداد بواسطة جيش هولاكو وإسقاط الحكومة المركزية والمعتصم في بغداد، بقيادة خواجة نصير الدين الطوسي.
16- تأسيس حكومة شيعية في سلطانية بواسطة شاه (الملك) خدابنده .
17- تأسيس الصفوية في أردبيل (إيران).
18- تأسيس البابية بواسطة سيد علي محمد باب.
19- وتأسيس البهائية بواسطة خلفه بهاء الله ( ميرزا حسين علي).
20- وأخيراً تأسيس حكومة جمهورية إيران الإسلامية!
تلاحظون أن كل هذه حركات ولدت بواسطة الشيعة، والمذهب الشيعي، وباسم دين الإسلام، واليوم ظهرت في الدنيا بشكل أكمل وأشد صرامة وجدية وتسلحاً، وكل ذلك لإغفال عباد الله بواسطة القادة المذهبيين.
الخطر باق:
وما دام هؤلاء القادة موجودين، وزعم حقانية هذا المذهب موجود، ومادام يعرض المذهب الجعفري على أنه هو الحق والبقية على باطل، ولا رادع لكل هذه الأمور، والناس يظنون أن في الدين إمامة وولاية، وكل من يقتل في هذا السبيل فهو شهيد وفي الجنة، سوف يستمر هذا الفكر وهذا البرنامج وهذا المخطط، وتتوسع دائرة قتل العلماء والمحققين التي اشتهرت بـ(المقتلة المسلسلة) ويشتد أكثر من ذي قبل، ولا يبقى أمل لنجاة الإسلام والمسلمين من أيدي هؤلاء القادة والأولياء الفقهاء وهذه الحوزات، وهذا المذهب وهذا المخطط".ا.هـ
5. الكاتب والأديب الإيراني أحمد الكسروي:
عمل رحمه الله أستاذاً في جامعة طهران، وتولى رئاسة بعض المحاكم في بعض المدن الإيرانية، حتى أصبح أحد كبار مفتشي وزارة العدل الأربعة في طهران، ثم تولى منصب المدعي العام في العاصمة الإيرانية، وكان يشتغل محرراً لجريدة ( برجم ) الإيرانية.
من أشهر كتبه التي انتقد فيها التراث الشّيعيّ: كتاب (التشيّع والشّيعة)، الذي تناول فيه نشأة المذهب الإثني عشري وأصوله وأهم كتبه وأئمته وآثاره، وعرض لذلك بشكل علمي وتحليل عقلي، ودعم كلامه بالبرهان التاريخي، وخلص من هذه الدراسة بنتيجة مفادها أنّ هذا المذهب قد جاء بمجازفات وأمور منكرة كثيرة، وأنّ الإثني عشرية قد انفصلوا عن جماعة المسلمين بعقائدهم وأحكامهم.
وكما هو منتظر فقد تعرّض الكسرويّ عليه رحمة الله للتّضييق والتّهديد من قبل علماء وعامّة الشّيعة، حيث قام مجموعة من الغوغاء بإطلاق الرصاص عليه المؤلف بعد نشره لهذا الكتاب، فأدخل المستشفى، وأجريت له عملية جراحية، و تم شفاؤه بفضل الله. ولأنهم أرادوا إسكات كل صوت معارض لموروثهم فقد اتّهموه بمخالفة الإسلام، ورفعوا ضده شكوى إلى وزارة العدل. دعي للتحقيق معه، و في آخر جلسة من جلسات التحقيق، في نهاية سنة 1324هـ، أطلق عليه الرّصاص مرّة أخرى، و طعن بخنجر، فمات على إثر ذلك رحمه الله رحمة واسعة.
من أقواله:
يقول: "وممّا يُرى من لجاج الشّيعة أنّه قد انقضى منذ ظهور الوهابيين أكثر من مائة وخمسين عامًا، وجرت في تلك المدّة مباحثات ومجادلات كثيرة بينهم وبين الطوائف الأخرى من المسلمين، وانتشرت رسالات وطبعت كتب، وظهر جليًا أنْ ليست زيارة القبب، والتوسل بالموتى، ونذر النذور للقبور وأمثالها إلا الشّرك، ولا فرق بين هذه وبين عبادة الأوثان التي كانت جارية بين المشركين من العرب فقام الإسلام يجادلها ويبغي قلع جذورها، يبيّن ذلك آياتٌ كثيرة من القرآن، فأثّرت الوهابية في سائر طوائف المسلمين غير الرّوافض أو الشيعة الإمامية، فإنّ هؤلاء لم يكترثوا بما كان، ولم يعتنوا بالكتب المنتشرة والدلائل المذكورة أدنى اعتناء، ولم يكن نصيب الوهابيين منهم إلا اللّعن والسبّ كالآخرين" [الكسروي/ التشيّع والشيعة: ص89].
6. الباحث الشّيعي أحمد الكاتب:
صاحب المناظرات المشهورة مع علماء الشّيعة، ومؤلّف الكتاب المشهور (تطور الفكر السياسي الشيعي)، الذي أبطل فيه نظرية النصّ، وأثبت خرافة نظرية المهدي الغائب.
7. العالم الشّيعي المعروف محمّد حسين فضل الله:
أنكر فضل الله كثيرا من أساطير الشّيعة، وأعلن استهجانه لأكذوبة ضرب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه لفاطمة وإسقاطه لجنينها، وقال بعدما أثبت كذب تلك الرّوايات التي روتها، قال مخاطبا العقلاء: " أنت إذا جاء أحدهم وهجم على زوجتك وأراد أن يضربها، هل تقعد في بيتك وبالغرفة وتقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، أو تهجم على الذي جاء يضرب زوجتك ؟! علي بن أبي طالب سلام الله عليه، هذا الرّجل الذي دوّخ الأبطال يترك الجماعة يهجمون على الزّهراء بهذا الشّكل وهو قاعد في البيت يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم ؟! أيّ أحد يقبل هذا على نفسه منكم ؟! ولا أحد.. "..
ثمّ قال فضل الله: " لماذا الزّهراء تفتح الباب.. أنت إذا كنت موجودا في البيت وزوجتك موجودة ودقّ البابَ أحدهم، خصوصا إذا جاء رجال أمن ليعتقلوك، هل تقول لامرأتك أنت: اخرجي ؟.. يعني الإمام علي جبان، ما عنده غيرة ؟! يقولون: النبيّ صلى الله عليه وآله أوصاه، أوصاه بأن لا يفتح المعركة في الخلافة ! وليس أن لا يدافع عن زوجته "..
لقد أنكر محمّد حسين فضل الله هذه الرّوايات التي تسيء إلى علي رضي الله عنه قبل أن تسيء إلى أبي بكر وعمر، ودعا الشّيعة إلى ترك مظاهر الشّرك من التعلّق بالقبور ودعاء الموتى والتوسّل بهم، وقال أنّ الإمامة ليست شرطا في صحّة الإسلام أو قبول أعمال العباد، وإنّما هي نظرية ترجّحت عند بعض المسلمين ولم تترجّح عند غيرهم من المسلمين، وهي من المتحوّل الذي يخضع للتّوثيق والتّضعيف، وانتقد بشدّة نسبة علم الغيب للأئمّة..
فماذا كان جزاؤه لمّا دعا الشّيعة إلى التّصحيح؟
كان جزاؤه هو جزاء الذين حاولوا التّصحيح قبله، فقد أصدرت الحوزة العلمية الشّيعية في كلّ من إيران والعراق بيانات تتبرّأ فيها من فضل الله في شهر جمادى الأولى سنة 1418هـ، جُمعت في كتاب عنوانه (الحوزة العلمية تدين الانحراف).. وحرّم الملقّب بآية الله اللنكراني قراءة كتب محمّد حسين فضل الله وبيعها.. وقال الملقّب بآية الله العظمى الشيخ بهجت: أنّ فضل الله مشروع وهابي ينخر كيان التشيع من داخله.. أمّا الملقّب بآية الله العظمى الشيخ وحيد الخراساني فقد صرّح في مجلس علنيّ أنّه يجب على الشّيعة كل بحسب وسعه وقدرته إسقاط فضل الله، وعندما سأله أحد الحضور: هل نقتله؟! أجاب: "كلا"، ثم عقب بما يكشف بأنّ ذلك ليس لحرمة دمه، فقال: "لأنه إذا قتل فستصبح أفكاره أكثر شهرة ورواجاً، والواجب هو القضاء على أفكاره ومنع انتشارها"..
وأمّا المدعو (محمّد باقر الصّافي) في كتابه (فتنة فضل الله)، فقد شنّ هجوما عنيفا على الرّجل وقال في مقدّمة كتابه هذا وهو يتحدّث عن فضل الله: " فقد تصدّى للتنظير الإسلامي واستنباط الأفكار والمفاهيم، ثم الأحكام والفتاوى معممٌ لا ناقة له في الفقه ولا جمل، ولا بضاعة له في العلم ولا متاع.. يبكي وهو يقرأ دعاء كميل، ويبالغ في الوعظ والإرشاد، وهو يعيش السخرية والاستهزاء في داخله والكفر والانحراف في واقعه "..
وألصق به التّهمة الجاهزة تهمة الوهّابية فقال: " لم يختلف عن الطرح الوهابي إلا في الحذر والجبن الذي لم يسمِّ الأشياء بأسمائها.. فهاجم التوسل والشفاعة وتنكر لها ونقضها دون أن ينعتها بالشرك، وطعن في المعجزة ونال من الكرامة ومن مقامات الأولياء دون أن يسمّها بالكفر والغلو.. وهكذا "..
- نداءات على الجدران شعر محمد عفيفى مطر
- وزير التعليم : احتمالية الخطأ في التصحيح و الجمع أصبحت معدومة بفضل التصحيح الألكتروني لإمتحانات الثانوية العامة
- ننشر تفاصيل و صور من جلسات التصحيح الألكترونى
- بدء المرحلة قبل الأخيرة لتجربة التابلت التصحيح الإلكتروني
- إنهاء ندب 15 مصحح ثانوية لرفضهم التصحيح فى غير تخصصهم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى