- إيمان إبراهيم مساعد
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3909
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
بيوت الصائمين والصائمات البرنامج اليومي للرجل المسلم والمرأة المسلمة في رمضان
الخميس 28 يوليو 2011, 04:45
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين , وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :
فيلاحظ في أيام رمضان ّ على بعض المسلمين والمسلمات , أنه تمضي عليهم أيام الصيام وهم في تفريط وتقصير , واشتغال فيما لا يعود عليهم بالنفع في الدنيا والآخرة , وعدم تنافس في الخيرات وارتكاب للمحرمات من السماع للزمر والطرب , أو النظر إلى ما حرم الله عليهم , ومن أجل ذلك أحببت أن أضع للمسلم والمسلمة برنامجا يومياً يقضوا فيه وقتهم فيما ينفعهم , ويرقي درجاتهم في الجنة يبتديء من السحر إلى السحر , اجتهدت فيه ما استطعت , فإن أصبت فمن الله , وإن أخطأت فمن نفسي المقصرة والشيطان .
* قبل الفجر :
يسن للمسلم والمسلمة أن تتسحر , لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , كما في حديث أنس بن مالك * رضي الله عنه - : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه
ويحصل السحور بما تيسر من الطعام , ولو على تمر لحديث أبي هريرة * رضي الله عنه *أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نعم سحور المؤمن فإن لم تجد التمر شربت قليلاً من الماء , لتحصل لها بركة السحور .
والسنة للمسلم والمسلمة تأخير السحور , ما لم تخش طلوع الفجر , لما ثبت في ذلك من الأحاديث الصحيحة
منها حديث أنس بن زيد بن ثابت قال : ( تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة , قلت : كم كان بين الأذان والسحور ؟ قال : قدر خمسين آية متفق علية .
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يؤخرون السحور , كما روى عمرو بن ميمون , قال : ( كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً وأبطأهم سحوراً {رواه البيهقي بسند صحيح }
ولعل الحكمة من تأخير السحور هي
1- أن السحور يراد به التقوي على الصيام , فكان تأخيره أنفع للصائم
2- أن الصائم لو تسحر قبل طلوع الفجر بوقت طويل ربما نام عن صلاة الفجر
* أذان الفجر :
الواجب على للمسلم والمسلمة إذا تحققوا من طلوع الفجر أن يمسكوا عن الأكل والشرب , وإذا سمعت المؤذن فمن السنة أن تردد معه ألفاظ الأذان . ثم تدعو بما ورد ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة , آت محمداً الوسيلة والفضيلة , وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته , إنك لا تخلف الميعاد ) لتحصل لها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم , ثم تصلي راتبة الفجر , تقرأ في الركعة الأولى : ( قل يأيها الكافرون ) {الكافرون 1 } وفي الثانية : ( قل هو الله أحد ) الإخلاص 1 } وسنة الفجر ينبغي المحافظة عليها , فلقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يدعها سفراً ولا حضراً .
روى البخاري ومسلم عن عائشة * رضي الله عنها * قالت : ( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر , والسنة أن تقرأ سورة طويلة من المفصل * إن تيسر ذلك * وإلا فمما تيسر معها من القرآن .
وبعد الانصراف من صلاة الفجر تحرص على الأوراد والأذكار التي تقال عقب الصلوات من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير .
ويمكن للمسلم والمسلمة الاطلاع عليها في كتيب : ( صحيح الكلم الطيب ) أو غيره من كتب الأذكار المخرجة , وبعدها تقرأ أوراد الصباح , لتكون في حرز من الشيطان , وحصن حصين من الشرور والسنة للمسلم والمسلمة أن يمكث في مصلاه إلى طلوع الشمس , وارتفاعها قيد رمح , يذكر الله * تعالى * ثم يصلي ركعتين , ليكتب له أجر حجة وعمرة تامة تامة . لما روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن سمرة : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس )
ولحديث أنس بن مالك * رضي الله عنه * قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجةوعمرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تامة تامة {رواه الترمذي }
ويشغل في جلوسه بقراءة القرآن , حفظاً إن كان حافظا , أو بمراجعة الحفظ , وإلا قرأ من المصحف ما تيسر لها , وإن لم يكن يعرف القراءة فيمكنه أن يستمع إليها من قارئ أو شريط أو تشتغل بشيء من الأذكار , ومن ذلك أن تقول : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) مائة مرة . وبعدها تقول : ( سبحان الله وبحمده ) مائة مرة . ليحصل لها ما وعد النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة * رضي الله عنه * قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب , وكتب له مائة حسنة , ومحيت عنه مائة سيئة , وكانت له حرزاً من الشيطان في يومه ذلك , حتى يمسي , ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ) وقال : ( من قال : سبحان الله وبحمده , في يوم مائة مرة حطت خطاياه , وإن كانت مثل زبد البحر )
وقول : (لا حول ولا قوة إلا بالله ) , لأنها كنز من كنوز الجنة , فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري حيث قال له : (( ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : قل لا حول ولا قوة إلا بالله )) .
وإن خير ما يقضى به وقت المسلم والمسلمة ، بأحب الكلام إلى الله ، وهو ما ثبت في المسلم من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه * قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : سبحان الله ، والحمد الله ، ولا إله إلا الله والله أكبر ، لا يضرك بأيهن بدأت )) .
إلى غير ذلك من الأذكار والأدعية والأوردة .
وبعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح ، يصلي الصائم ركعتين ، أو ما شاء من ركعات ، ثم يأخذ قسطاً من الراحة والنوم ، ولا تنسى الأذكار الواردة عن النوم ، من قراءة آية الكرسي ، وقولها: ((باسمك اللهم أحيا وأموت )) .
قراءة المعوذات ، والنفث في اليدين ، ومسح الجسد بيديها ، كما ثبت في الصحيحين عن عائشة * رضي الله عنها - (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه ، وقرأ بالمعوذات ، ومسح بهما جسده ))
وقوله : الحمد الله الذي أطعمنا وسقانا ، وكفانا ، وآوانا ، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوى )) وغيرها كثير .
واحرص على أن تعلم أولادك هذه الأذكار عند نومهم ؛ لأن ذلك من التربية لهم ، والدعوة إلى الله ، وفيها حفظ لهم وحرز من الشيطان ، وتعويد لهم على طاعة الله .
* صلاة الظهر :
أخي المسلم و أختي المسلمة : إن لم تكون مرتبط بدوام أو دراسة ، فاستيقظ قبل الظهر ، ولو بزمن يسير لتصلي سنة الضحى ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بها عدداً من الصحابة * رضي الله عنهم * وليس لها عدد معين .
فإذا أذن الظهر فاستمع له ، وقول مثل ما يقول المؤذن ، وادع بما ورد بعد الأذان .
ثم صلى سنة الظهر القبلية ، وهي أربع ركعات ثم صلي الظهر وبعدها صلي ركعتين . وإن شئت أربع ركعات ، وهو أفضل . ولا تنسي الأوراد عقب الصلوات ، وأن تقرئي ما تيسر من القرآن .
أخي أختي :
احرص على إيقاظ أولادك وإخوانك لأداء الصلاة سواء الظهر ، أو العصر ، أو غيرهما ، فإن هذا من التعاون على البر والتقوى .
بيوت الصائمين والصائمات :
إن رمضان شهر القرآن ، فالله أنزل فيه كتابه ، قال تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } . وأمر المسلم بقراءته ، ورغب أن يجعل لبيته قسطاً من القراءة القرآن .
فينبغي للصائم أن بجعل له حزباً يومياً من كتاب الله ، بقرؤه في أثناء نهاره وليله، وأوقات فراغه ، فلا أقل من أن تختم القرآن في شهر ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو بن العاص * رضي الله عنهما * وإن قرأته في نصف شهر أو أسبوع ، أو ثلاثة أيام ، فهو أفضل ، فقد كان عبد الله بن عمرو وتميم الداري * رضي الله عنهما *يختمان كل ثلاثة أيام ، وبين لنا صلى الله عليه وسلم أن البيت الذي يقرأ فيه القرآن لا يقربه الشيطان ، ولقراءتك للقرآن تأثير على الأطفال والصغار ، إذ يسمعون آيات الله تتلى عليهم ، وقراءة القرآن سبب لنزول رحمة الله عليكم .
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة * رضي الله عنه * قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان )) .
وإن نعمة الله علينا في هذا العصر وجود إذاعة القرآن ، وأشرطة القرآن ، والمحاضرات المتوافرة في كل مكان ، فيمكن للمسلم والمسلمة أن بسمع آيات الله طيلة وقتها ، وبسمع كل خير عن طريق هذه الأجهزة .
وكم من الأخوات لا يستطعن القراءة من المصحف ، وعوضها الله بسماع هذه الأشرطة الطبية ، فتزداد أجراً وثواباً بسبب سماعها ، وبهذه الوسيلة يصبح البيت يدوي فيه القرآن دوي النحل ، بدلاً من أن يُدوي فيه الزمر والطرب .....
فقد كانت بيوت الصحابة مليئة بذكر الله * تعالى * فلنحرص على أن نكون مثلهم .
* صلاة العصر
إذا أذن العصر فردد مع المؤذن كما يقول ، وصلي أربع ركعات قبل الفريضة ، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً )) { رواه أبو داود والترمذي بسند حسن } ، ثم صلي الفريضة ، ولا تنسى الأذكار عقب الصلاة ، وبعدها تنطلق الأخت إلى إعداد ما تحتاجه الأسرة من الطعام دون مبالغة ولا إسراف . واحتسبي في إعدادك للطعام ، وأنك تقومين على خدمة صائمين ، فلك أجر عظيم بهذا العمل ، ويمكن إشغال سمعك بما ينفع من سماع لإذاعة القرآن أو شريط إسلامي .
* فرحة الصائم :
وقبيل المغرب تنتظر الصائم المؤذن ، حيث امتنع عن الأكل والشرب طيلة يومه ، استجابة لربه، وعليك أن تشغل هذا الوقت بالدعاء فإنه وقت إجابة كما ورد .
فإذا أذن المؤذن استحب لها تعجيل الفطر ، كما روى البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد * رضي الله عنه * عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور )) ، ولا تغفل عن البسملة قبل الأكل ، وأفطر على تمر * إن تيسر * ثم ردد مع المؤذن ما يقول ،واسأل الله الوسيلة ، والفضيلة ، لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم .
* ملاحظة :
يلاحظ على كثير من البيوت قبل الإفطار أنهم يضعون موائد كبيرة ومتنوعة الأصناف ، مما يؤدي إلى التأخر عن صلاة المغرب ، أو فوات تكبيرة الإحرام ، أو بعض الركعات ، أو فوات الصلاة بالكلية ، وهذا لا ينبغي في غير رمضان ، فكيف في رمضان ؟!
أختي المسلمة : كوني عوناً لأهل بيتك في طاعة الله ، فقدمي لهم طعاماً يسد جوعهم ، واتركي الباقي بعد صلاة المغرب ؛ لأن ترك الصلاة مع الجماعة معصية ، وخطر عظيم .
كما أُذكرك أن لا تنسي الأذكار بعد الإفطار بعد أن أذهب الله عنك الظمأ ، وابتلت العروق ، ومن هذه الأذكار ما رواه عبد الله بن عمر * رضي الله عنهما * قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أفطر : (( ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى )) ٍ[ رواه أبو داود والنسائي بسند حسن ]
وقوله : (( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا ، وجعلنا مسلمين ))
بعد الإفطار أدي صلاة المغرب في أول وقتها ، والأوراد التي بعدها ، وأذكار المساء ..
ثم صل راتبة المغرب ، وما بين المغرب والعشاء يكمل الصائم أو الصائمة وجبة الإفطار ، وما بقي يمكن شغله مع الأهل بفائدة ، إما بدرس القرآن ، أو بقصة صحابي أو سرد غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم . قال علي بن الحسين * رضي الله عنه - : كانوا يعلموننا المغازي والسير ، كما يعلموننا السورة من القرآن .
فإذا أذن للعشاء فاستمع للأذان وردد معه وقول ما ورد ، ثم أد صلاة العشاء وسنتها التي بعدها . صلاة التراويح :
أخي المسلم أختي المسلمة : إن مما تميز به رمضان صلاة التراويح ، إذ ورد في فضلها أحاديث كثيرة ، منها ما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )) أي إيماناً بالله ، وما أعده من الثواب للقائمين ،واحتساباً أي : طلباً لثواب الله ، لم يحمله على أدائها رياء ولا سمعة ، ولا غير ذلك .
والسنة للمرأة أن تصليها في منزلها ، وهو أفضل لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن )) .
وعددها إحدى عشر ركعة ، تسلم من كل اثنتين ، والسنة إطالة القراءة فيها ، لا العجلة ونقرها كنقر الغراب ، وللمرأة أن تصلي التراويح في المسجد ، وإذا صلت في المسجد فليكن مع إمام حسن الصوت ، ليؤثر القرآن على قلبها وجوارحها ، كما قال تعالى : {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } وقال :{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً}
ولا تنصرف من الصلاة حتى ينصرف الإمام من آخر ركعة ، ليكتب لها قيام ليلة كاملة ، فإذا سلم الإمام من وتره وسلمت قالت : سبحان الملك القدوس ، ثلاثة مرات .
* تنبيه :
إذا خرجت المرأة للصلاة في المسجد فلا يجوز لها أن تخرج متزينة أو متبرجة أو متعطرة لما في ذلك من المفاسد العظيمة ، فإن بيوت الله مواطن عبادة لا صالات فرح وتجمل .
* بعد التراويح إلى السحر
كثير من الصائمين والصائمات يسهرون الليل كله ، إما في مباح ، أو محرم ، مما يضطرهم إلى نوم غالب النهار ، فيضيعون عليهم كثيراً من أعمال الخير !!
فمنهم من يسهر ليله على المعاصي والآثام ، إما بزيارات يتخللها كلام في أعراض الناس من غيبة أو سخرية أو نميمة أو غيرها . وإما في جلوس عند أجهزة اللهو أو الطرب ، أو متابعة الأفلام الماجنة ، أو قراءة لمجلات ساقطة هابطة لا خير فيها في الدنيا ولا في الآخرة ، أو خروج للأسواق من غير حاجة ماسة وتضييع للأوقات .
فنقول لهؤلاء : أين أنتم من سيرة السلف ولياليهم * رضي الله عنهم * إذ يقضون غالب أوقاتهم في طاعة الله ، وينامون جزءاً منه ، ليتقووا على فعل الخيرات والمنافسة في الطاعات .
إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال للأمة مرغباً في شغل أوقاتها في كل خير : (( فأروا الله من أنفسكم خيراً ))
ونقول لهؤلاء : اتقوا الله في رمضان ، ولا تضيعوا أوقاته فيما لا ينفع ، وفيما لا يكون سبباً لمغفرة ذنوبكم ، فاجتنبوا المعاصي والآثام صغيرها وكبيرها .
* أعمال يمكن للمسلم والمسلمة أن بشغل وقته بها في رمضان :
1. زيارة أقاربه ، وصلة أرحامه ، وتكون مشتملة على النصح والتوجيه ، وإهداء الأشرطة المناسبة لهم ، من قرآن ، ومحاضرات ، وكتيبات صغيرة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعة الله )) [ رواه البخاري ومسلم ].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سره أن يبسط الله في رزقه ، وأن ينسأ له في أثره ؛ فليصل رحمه )) [ رواه البخاري ومسلم ].
2. زيارة الجيران لا لتضييع الوقت ، وإنما امتثالاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) .
وهذه الزيارة يكون شيء من الإهداء والتعاون على البر والتقوى والتناصح .
3. محاولة حفظ شيء من القرآن ولو قليلا، لتكون من خير هذه الأمة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( خيركم من تعلم القرآن و علمه )).أو حفظ بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
4. التعاون بين الأخوة أو الأخوات للنساء لوضع درس علمي بينهن في بعض ليالي رمضان ، لتحفهم الملائكة ، وتغشاهم الرحمة ، وتنزل عليهم السكينة ، ويذكرهم الله فيمن عنده .
5. حضور المحاضرات والدروس المقامة في بعض المساجد لتتفقه في دينك ، لأنهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم .
6. سماع بعض الأشرطة ، ومحاولة تلخيصها ، والاستفادة منها . وأعني بها أشرطة الدروس لا المحاضرات .
7. وضع برنامج لقراءة بعض الكتب ، وبحث بعض المسائل العلمية ، وإن كان الأفضل إشغال وقتك بتلاوة القرآن أو حفظه .
8. إذا كانت الأخت تحسن قراءة القرآن ، فينبغي لها أن تجعل لها حلقة لتدريس القرآن الكريم ، لأهل بيتها أو جيرانها ، لما في ذلك من الثواب العظيم .
9. الجلوس مع أولادك أو إخوانك لتربيتهم على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وحب الطاعات ، وعلى الأخلاق الفاضلة ، والآداب الإسلامية ، إما بتحفيظهم لبعض الآيات أو بعض الأدعية والأذكار ، أو قص بعض القصص الإسلامية .
فكم من أخوات تظن أن التربية للأولاد في إعداد الطعام ، وتنظيف الملابس وغيرها ، وتنسى تربية القلب والروح ، وهذا من الجهل بالتربية الحقيقية .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين , وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :
فيلاحظ في أيام رمضان ّ على بعض المسلمين والمسلمات , أنه تمضي عليهم أيام الصيام وهم في تفريط وتقصير , واشتغال فيما لا يعود عليهم بالنفع في الدنيا والآخرة , وعدم تنافس في الخيرات وارتكاب للمحرمات من السماع للزمر والطرب , أو النظر إلى ما حرم الله عليهم , ومن أجل ذلك أحببت أن أضع للمسلم والمسلمة برنامجا يومياً يقضوا فيه وقتهم فيما ينفعهم , ويرقي درجاتهم في الجنة يبتديء من السحر إلى السحر , اجتهدت فيه ما استطعت , فإن أصبت فمن الله , وإن أخطأت فمن نفسي المقصرة والشيطان .
* قبل الفجر :
يسن للمسلم والمسلمة أن تتسحر , لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , كما في حديث أنس بن مالك * رضي الله عنه - : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه
ويحصل السحور بما تيسر من الطعام , ولو على تمر لحديث أبي هريرة * رضي الله عنه *أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نعم سحور المؤمن فإن لم تجد التمر شربت قليلاً من الماء , لتحصل لها بركة السحور .
والسنة للمسلم والمسلمة تأخير السحور , ما لم تخش طلوع الفجر , لما ثبت في ذلك من الأحاديث الصحيحة
منها حديث أنس بن زيد بن ثابت قال : ( تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة , قلت : كم كان بين الأذان والسحور ؟ قال : قدر خمسين آية متفق علية .
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يؤخرون السحور , كما روى عمرو بن ميمون , قال : ( كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً وأبطأهم سحوراً {رواه البيهقي بسند صحيح }
ولعل الحكمة من تأخير السحور هي
1- أن السحور يراد به التقوي على الصيام , فكان تأخيره أنفع للصائم
2- أن الصائم لو تسحر قبل طلوع الفجر بوقت طويل ربما نام عن صلاة الفجر
* أذان الفجر :
الواجب على للمسلم والمسلمة إذا تحققوا من طلوع الفجر أن يمسكوا عن الأكل والشرب , وإذا سمعت المؤذن فمن السنة أن تردد معه ألفاظ الأذان . ثم تدعو بما ورد ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة , آت محمداً الوسيلة والفضيلة , وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته , إنك لا تخلف الميعاد ) لتحصل لها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم , ثم تصلي راتبة الفجر , تقرأ في الركعة الأولى : ( قل يأيها الكافرون ) {الكافرون 1 } وفي الثانية : ( قل هو الله أحد ) الإخلاص 1 } وسنة الفجر ينبغي المحافظة عليها , فلقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يدعها سفراً ولا حضراً .
روى البخاري ومسلم عن عائشة * رضي الله عنها * قالت : ( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر , والسنة أن تقرأ سورة طويلة من المفصل * إن تيسر ذلك * وإلا فمما تيسر معها من القرآن .
وبعد الانصراف من صلاة الفجر تحرص على الأوراد والأذكار التي تقال عقب الصلوات من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير .
ويمكن للمسلم والمسلمة الاطلاع عليها في كتيب : ( صحيح الكلم الطيب ) أو غيره من كتب الأذكار المخرجة , وبعدها تقرأ أوراد الصباح , لتكون في حرز من الشيطان , وحصن حصين من الشرور والسنة للمسلم والمسلمة أن يمكث في مصلاه إلى طلوع الشمس , وارتفاعها قيد رمح , يذكر الله * تعالى * ثم يصلي ركعتين , ليكتب له أجر حجة وعمرة تامة تامة . لما روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن سمرة : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس )
ولحديث أنس بن مالك * رضي الله عنه * قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجةوعمرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تامة تامة {رواه الترمذي }
ويشغل في جلوسه بقراءة القرآن , حفظاً إن كان حافظا , أو بمراجعة الحفظ , وإلا قرأ من المصحف ما تيسر لها , وإن لم يكن يعرف القراءة فيمكنه أن يستمع إليها من قارئ أو شريط أو تشتغل بشيء من الأذكار , ومن ذلك أن تقول : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) مائة مرة . وبعدها تقول : ( سبحان الله وبحمده ) مائة مرة . ليحصل لها ما وعد النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة * رضي الله عنه * قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب , وكتب له مائة حسنة , ومحيت عنه مائة سيئة , وكانت له حرزاً من الشيطان في يومه ذلك , حتى يمسي , ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ) وقال : ( من قال : سبحان الله وبحمده , في يوم مائة مرة حطت خطاياه , وإن كانت مثل زبد البحر )
وقول : (لا حول ولا قوة إلا بالله ) , لأنها كنز من كنوز الجنة , فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري حيث قال له : (( ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : قل لا حول ولا قوة إلا بالله )) .
وإن خير ما يقضى به وقت المسلم والمسلمة ، بأحب الكلام إلى الله ، وهو ما ثبت في المسلم من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه * قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : سبحان الله ، والحمد الله ، ولا إله إلا الله والله أكبر ، لا يضرك بأيهن بدأت )) .
إلى غير ذلك من الأذكار والأدعية والأوردة .
وبعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح ، يصلي الصائم ركعتين ، أو ما شاء من ركعات ، ثم يأخذ قسطاً من الراحة والنوم ، ولا تنسى الأذكار الواردة عن النوم ، من قراءة آية الكرسي ، وقولها: ((باسمك اللهم أحيا وأموت )) .
قراءة المعوذات ، والنفث في اليدين ، ومسح الجسد بيديها ، كما ثبت في الصحيحين عن عائشة * رضي الله عنها - (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه ، وقرأ بالمعوذات ، ومسح بهما جسده ))
وقوله : الحمد الله الذي أطعمنا وسقانا ، وكفانا ، وآوانا ، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوى )) وغيرها كثير .
واحرص على أن تعلم أولادك هذه الأذكار عند نومهم ؛ لأن ذلك من التربية لهم ، والدعوة إلى الله ، وفيها حفظ لهم وحرز من الشيطان ، وتعويد لهم على طاعة الله .
* صلاة الظهر :
أخي المسلم و أختي المسلمة : إن لم تكون مرتبط بدوام أو دراسة ، فاستيقظ قبل الظهر ، ولو بزمن يسير لتصلي سنة الضحى ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بها عدداً من الصحابة * رضي الله عنهم * وليس لها عدد معين .
فإذا أذن الظهر فاستمع له ، وقول مثل ما يقول المؤذن ، وادع بما ورد بعد الأذان .
ثم صلى سنة الظهر القبلية ، وهي أربع ركعات ثم صلي الظهر وبعدها صلي ركعتين . وإن شئت أربع ركعات ، وهو أفضل . ولا تنسي الأوراد عقب الصلوات ، وأن تقرئي ما تيسر من القرآن .
أخي أختي :
احرص على إيقاظ أولادك وإخوانك لأداء الصلاة سواء الظهر ، أو العصر ، أو غيرهما ، فإن هذا من التعاون على البر والتقوى .
بيوت الصائمين والصائمات :
إن رمضان شهر القرآن ، فالله أنزل فيه كتابه ، قال تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } . وأمر المسلم بقراءته ، ورغب أن يجعل لبيته قسطاً من القراءة القرآن .
فينبغي للصائم أن بجعل له حزباً يومياً من كتاب الله ، بقرؤه في أثناء نهاره وليله، وأوقات فراغه ، فلا أقل من أن تختم القرآن في شهر ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو بن العاص * رضي الله عنهما * وإن قرأته في نصف شهر أو أسبوع ، أو ثلاثة أيام ، فهو أفضل ، فقد كان عبد الله بن عمرو وتميم الداري * رضي الله عنهما *يختمان كل ثلاثة أيام ، وبين لنا صلى الله عليه وسلم أن البيت الذي يقرأ فيه القرآن لا يقربه الشيطان ، ولقراءتك للقرآن تأثير على الأطفال والصغار ، إذ يسمعون آيات الله تتلى عليهم ، وقراءة القرآن سبب لنزول رحمة الله عليكم .
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة * رضي الله عنه * قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان )) .
وإن نعمة الله علينا في هذا العصر وجود إذاعة القرآن ، وأشرطة القرآن ، والمحاضرات المتوافرة في كل مكان ، فيمكن للمسلم والمسلمة أن بسمع آيات الله طيلة وقتها ، وبسمع كل خير عن طريق هذه الأجهزة .
وكم من الأخوات لا يستطعن القراءة من المصحف ، وعوضها الله بسماع هذه الأشرطة الطبية ، فتزداد أجراً وثواباً بسبب سماعها ، وبهذه الوسيلة يصبح البيت يدوي فيه القرآن دوي النحل ، بدلاً من أن يُدوي فيه الزمر والطرب .....
فقد كانت بيوت الصحابة مليئة بذكر الله * تعالى * فلنحرص على أن نكون مثلهم .
* صلاة العصر
إذا أذن العصر فردد مع المؤذن كما يقول ، وصلي أربع ركعات قبل الفريضة ، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً )) { رواه أبو داود والترمذي بسند حسن } ، ثم صلي الفريضة ، ولا تنسى الأذكار عقب الصلاة ، وبعدها تنطلق الأخت إلى إعداد ما تحتاجه الأسرة من الطعام دون مبالغة ولا إسراف . واحتسبي في إعدادك للطعام ، وأنك تقومين على خدمة صائمين ، فلك أجر عظيم بهذا العمل ، ويمكن إشغال سمعك بما ينفع من سماع لإذاعة القرآن أو شريط إسلامي .
* فرحة الصائم :
وقبيل المغرب تنتظر الصائم المؤذن ، حيث امتنع عن الأكل والشرب طيلة يومه ، استجابة لربه، وعليك أن تشغل هذا الوقت بالدعاء فإنه وقت إجابة كما ورد .
فإذا أذن المؤذن استحب لها تعجيل الفطر ، كما روى البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد * رضي الله عنه * عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور )) ، ولا تغفل عن البسملة قبل الأكل ، وأفطر على تمر * إن تيسر * ثم ردد مع المؤذن ما يقول ،واسأل الله الوسيلة ، والفضيلة ، لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم .
* ملاحظة :
يلاحظ على كثير من البيوت قبل الإفطار أنهم يضعون موائد كبيرة ومتنوعة الأصناف ، مما يؤدي إلى التأخر عن صلاة المغرب ، أو فوات تكبيرة الإحرام ، أو بعض الركعات ، أو فوات الصلاة بالكلية ، وهذا لا ينبغي في غير رمضان ، فكيف في رمضان ؟!
أختي المسلمة : كوني عوناً لأهل بيتك في طاعة الله ، فقدمي لهم طعاماً يسد جوعهم ، واتركي الباقي بعد صلاة المغرب ؛ لأن ترك الصلاة مع الجماعة معصية ، وخطر عظيم .
كما أُذكرك أن لا تنسي الأذكار بعد الإفطار بعد أن أذهب الله عنك الظمأ ، وابتلت العروق ، ومن هذه الأذكار ما رواه عبد الله بن عمر * رضي الله عنهما * قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أفطر : (( ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى )) ٍ[ رواه أبو داود والنسائي بسند حسن ]
وقوله : (( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا ، وجعلنا مسلمين ))
بعد الإفطار أدي صلاة المغرب في أول وقتها ، والأوراد التي بعدها ، وأذكار المساء ..
ثم صل راتبة المغرب ، وما بين المغرب والعشاء يكمل الصائم أو الصائمة وجبة الإفطار ، وما بقي يمكن شغله مع الأهل بفائدة ، إما بدرس القرآن ، أو بقصة صحابي أو سرد غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم . قال علي بن الحسين * رضي الله عنه - : كانوا يعلموننا المغازي والسير ، كما يعلموننا السورة من القرآن .
فإذا أذن للعشاء فاستمع للأذان وردد معه وقول ما ورد ، ثم أد صلاة العشاء وسنتها التي بعدها . صلاة التراويح :
أخي المسلم أختي المسلمة : إن مما تميز به رمضان صلاة التراويح ، إذ ورد في فضلها أحاديث كثيرة ، منها ما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )) أي إيماناً بالله ، وما أعده من الثواب للقائمين ،واحتساباً أي : طلباً لثواب الله ، لم يحمله على أدائها رياء ولا سمعة ، ولا غير ذلك .
والسنة للمرأة أن تصليها في منزلها ، وهو أفضل لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن )) .
وعددها إحدى عشر ركعة ، تسلم من كل اثنتين ، والسنة إطالة القراءة فيها ، لا العجلة ونقرها كنقر الغراب ، وللمرأة أن تصلي التراويح في المسجد ، وإذا صلت في المسجد فليكن مع إمام حسن الصوت ، ليؤثر القرآن على قلبها وجوارحها ، كما قال تعالى : {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } وقال :{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً}
ولا تنصرف من الصلاة حتى ينصرف الإمام من آخر ركعة ، ليكتب لها قيام ليلة كاملة ، فإذا سلم الإمام من وتره وسلمت قالت : سبحان الملك القدوس ، ثلاثة مرات .
* تنبيه :
إذا خرجت المرأة للصلاة في المسجد فلا يجوز لها أن تخرج متزينة أو متبرجة أو متعطرة لما في ذلك من المفاسد العظيمة ، فإن بيوت الله مواطن عبادة لا صالات فرح وتجمل .
* بعد التراويح إلى السحر
كثير من الصائمين والصائمات يسهرون الليل كله ، إما في مباح ، أو محرم ، مما يضطرهم إلى نوم غالب النهار ، فيضيعون عليهم كثيراً من أعمال الخير !!
فمنهم من يسهر ليله على المعاصي والآثام ، إما بزيارات يتخللها كلام في أعراض الناس من غيبة أو سخرية أو نميمة أو غيرها . وإما في جلوس عند أجهزة اللهو أو الطرب ، أو متابعة الأفلام الماجنة ، أو قراءة لمجلات ساقطة هابطة لا خير فيها في الدنيا ولا في الآخرة ، أو خروج للأسواق من غير حاجة ماسة وتضييع للأوقات .
فنقول لهؤلاء : أين أنتم من سيرة السلف ولياليهم * رضي الله عنهم * إذ يقضون غالب أوقاتهم في طاعة الله ، وينامون جزءاً منه ، ليتقووا على فعل الخيرات والمنافسة في الطاعات .
إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال للأمة مرغباً في شغل أوقاتها في كل خير : (( فأروا الله من أنفسكم خيراً ))
ونقول لهؤلاء : اتقوا الله في رمضان ، ولا تضيعوا أوقاته فيما لا ينفع ، وفيما لا يكون سبباً لمغفرة ذنوبكم ، فاجتنبوا المعاصي والآثام صغيرها وكبيرها .
* أعمال يمكن للمسلم والمسلمة أن بشغل وقته بها في رمضان :
1. زيارة أقاربه ، وصلة أرحامه ، وتكون مشتملة على النصح والتوجيه ، وإهداء الأشرطة المناسبة لهم ، من قرآن ، ومحاضرات ، وكتيبات صغيرة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعة الله )) [ رواه البخاري ومسلم ].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سره أن يبسط الله في رزقه ، وأن ينسأ له في أثره ؛ فليصل رحمه )) [ رواه البخاري ومسلم ].
2. زيارة الجيران لا لتضييع الوقت ، وإنما امتثالاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) .
وهذه الزيارة يكون شيء من الإهداء والتعاون على البر والتقوى والتناصح .
3. محاولة حفظ شيء من القرآن ولو قليلا، لتكون من خير هذه الأمة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( خيركم من تعلم القرآن و علمه )).أو حفظ بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
4. التعاون بين الأخوة أو الأخوات للنساء لوضع درس علمي بينهن في بعض ليالي رمضان ، لتحفهم الملائكة ، وتغشاهم الرحمة ، وتنزل عليهم السكينة ، ويذكرهم الله فيمن عنده .
5. حضور المحاضرات والدروس المقامة في بعض المساجد لتتفقه في دينك ، لأنهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم .
6. سماع بعض الأشرطة ، ومحاولة تلخيصها ، والاستفادة منها . وأعني بها أشرطة الدروس لا المحاضرات .
7. وضع برنامج لقراءة بعض الكتب ، وبحث بعض المسائل العلمية ، وإن كان الأفضل إشغال وقتك بتلاوة القرآن أو حفظه .
8. إذا كانت الأخت تحسن قراءة القرآن ، فينبغي لها أن تجعل لها حلقة لتدريس القرآن الكريم ، لأهل بيتها أو جيرانها ، لما في ذلك من الثواب العظيم .
9. الجلوس مع أولادك أو إخوانك لتربيتهم على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وحب الطاعات ، وعلى الأخلاق الفاضلة ، والآداب الإسلامية ، إما بتحفيظهم لبعض الآيات أو بعض الأدعية والأذكار ، أو قص بعض القصص الإسلامية .
فكم من أخوات تظن أن التربية للأولاد في إعداد الطعام ، وتنظيف الملابس وغيرها ، وتنسى تربية القلب والروح ، وهذا من الجهل بالتربية الحقيقية .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى