- ماما هنامشرفة عامة القسم الدينى و الأسرة
- عدد المساهمات : 9179
نقاط : 49036
تاريخ التسجيل : 21/04/2011
الصراع بين قيمة الالتزام وشهوة التفلت
الإثنين 05 يناير 2015, 15:17
الصراع بين قيمة الالتزام وشهوة التفلت
د. خالد سعد النجار
الصراع بين الخير والشر صراع أزلي ، وإن تعددت صوره وأشكاله، وهو صراع تحكمه سنن وضوابط أولى أن نتدبرها ونعتبرها وإلا سقطنا في هوة سحيقة لا فكاك منها، لأن الشر دوما لا يترك نفسه في صورته القبيحة بل يتجمل ويتحلى في عيون ناظريه ومنظرية، والنفس دوما تتطلع للعاجل دون الآجل ولو كان فيه حتفها، لكن كل هذا الزخرف الخداع سرعان ما ينقشع أمام نور الوحي ومداد العلم وتوفيق المولى سبحانه وتعالى.
ويبقى أن نؤكد أنه في غياب معيار الميزان القيمي الرباني لا يمكن التفريق بين الخير والشر والحق والباطل .. إن "الواقعية" ليست معيارا يقاس إليه أي شيء، لأن الناس إذا أفلتت أيديهم من خيط الصعود الذي يشدهم إلى أعلى فلابد أن تهبط بهم ثقلة الشهوات وجواذب الأرض فيزداد واقعهم هبوطا على الدوام .. وما دام معيارنا هو الواقع، فسيظل المعيار ذاته يهبط مع هبوط الإنسان! ونظل نحن - بحجة الواقعية - نتابع الهبوط.
لقد كان القرن التاسع عشر "واقعيا" فنبذ القيم التي سماها مثالية - بمعنى غير واقعية - واعتبرها ترفا عقليا لا تطيقه طبيعة الحياة .. وكانت نتيجة ذلك هي القرن العشرين! قرن التفلت من القيود كلها، والهبوط إلى الحمأة التي يستعفف عنها الحيوان!
وذلك أمر معروف من التاريخ وإن جادلت فيه بعض الآراء المعاصرة، وهى ليست أول مجادلة تجادل في الحق وتنكر البديهيات! فأي جيل من أجيال البشرية أنكر القيم الإنسانية لم يقف حيث كان يوم أنكرها، إنما ازداد هبوطا حتى أدركه الدمار!
حرية الاعتقاد:
إن الشريعة الإسلامية الغراء لم تبح قط الكفر بالله أو الشرك به، ولم تبح قط التعبد بالعبادات الباطلة المبتدعة، ولم تبح قط فعل المنكرات والمعاصي، وأيضا لم تكره الشريعة على الدخول في الإسلام {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة:256] أما "الإباحة" فلا وألف لا، وفرق كبير بين "الإباحة" وبين "عدم الإكراه"، فإن "المباح" هو الذي يستوي فيه الأمران: الفعل أو الترك، والكفر والشرك أكبر الكبائر فكيف يقال: إن الشريعة أباحت ذلك؟!
إن الإسلام لا يكره الكافر على الإيمان به، وإن كان لا حق له في أن يكفر، ويترتب على هذا الفرق الذي لم ينتبه له كثير من الكتاب المعاصرين تحديدُ الموقف من حكم نشر أو إذاعة الكافر لآرائه بين المسلمين تحت دعوى "حرية الاعتقاد"؛ فإذا كان الكافر لا حق له ولا حرية في أن يكفر ويضل؛ فمن باب أوْلى لا حق له ولا حرية في نشر كفره وإذاعته بين الناس، وعدم إكراهه على الإسلام والهدى لا يعطيه حق الدعوة إلى كفره وضلاله في بلاد المسلمين.
الإرجاء وخطره:
عندما أخرج المرجئة العمل من نطاق الإيمان، واكتفوا بمسمى الإيمان وأنه مجرد تصديق القلب، شجعوا على "التفلت" من التكاليف الشرعية - ولو عن غير قصد منهم ابتداء - وجاء زمن زعم فيه المرجئة أن "من قال لا إله إلا الله فهو مؤمن، ولو لم يعمل عملاً واحداً من أعمال الإسلام".
ومن الغريب أن هذا الفكر المريض، جعل في الأمة من يتبنى الإرجاء عقيدة ومنهجاً، وصار يعد مخالفه خارجاً مارقاً من الإسلام، وأضحى يضبط دينه وأحكام إيمانه بأصول فكر الإرجاء وقواعده .. لقد تحول معنى أركان الإسلام إلى اعتقاد وجودها، والإقرار بها، وإن لم يعمل المرء منها شيئاً. مما شجع على التسيب والانحراف داخل المجتمعات الإسلامية، فضلا عن الفسق والفجور، والتهاون في شأن العبادات .
الأئمة المضلون:
قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون" [صحيح الجامع:1551] (الأئمة) جمع «إمام» وهو مقتدى القوم ورئيسهم ومن يدعوهم إلى قول أو فعل أو اعتقاد ؛ لقد كان صلى اللّه عليه وسلم حريصاً على إصلاح أمته, راغباً في دوام خيرتها، فخاف عليهم فساد الأئمة لأن بفسادهم يفسد النظام لكونهم قادة الأنام، فإذا فسدوا فسدت الرعية، وكذا العلماء إذا فسدوا فسد الجمهور من حيث أنهم مصابيح الظلام.
وتحريف الكلم عن المقصود به, ليوافق الأهواء, ظاهرة ملحوظة في كل رجال دين ينحرفون عن دينهم, ويتخذونه حرفة وصناعة, يوافقون بها أهواء ذوي السلطان في كل زمان; وأهواء الجماهير التي تريد «التفلت» من الدين.
هوى النفس:
أنواع الهوى متعددة وموارده متشعبة وإن كانت في مجموعها ترجع إلى "هوى النفس وحب الذات" فهذا الهوى منبت كثير من الأخطاء وحشد من الانحرافات، ولا يقع إنسان في شباكه حتى يزين له كل ما من شأنه الانحراف عن الحق والاسترسال في سبيل الضلال حتى يغدو لديه الحق باطلا والباطل حقا والعياذ بالله.
واتباع الهوى يتجلى في مظاهر عدة نتائجها عظيمة الخطر، من هذه المظاهر:
- الانحراف عن الصراط المستقيم، يؤيد هذا قول الحق تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الجاثية:18]
- الانغماس في الشهوات والعمل لها، والسير وراء مظاهر الحياة الزائفة، وترك ما أمر الله سبحانه وتعالى به، قال تعالى: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم:23]. فصاحب الهوى أعمى أصم أبكم، لا يرى خيراً ولا يسمع نصحاً، ولا ينطق خيراً، قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ} [الجاثية:23]
قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات/40، 41]
يقول أحد السلف : "إذا بدهك أمران لا تدري أيهما أصوبُ فانظر أيهُما أقربُ إلى هواك فخالفه، فإن أكثر الصواب في خلاف الهوى".
وعن السرى قال: "لن يكمل رجل حتى يؤثر دينه على شهوته، ولن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه".
وقال أحمد بن خضرويه: "لا نوم أثقل من الغفلة، ولا رق أملك من الشهوة، ولولا ثقل الغفلة لم تظفر بك الشهوة".
وقال أبو بكر الوراق: "أصل غلبة الهوى مقاربة الشهوات، فإذا غلب الهوى أظلم القلب، وإذا أظلم القلب ضاق الصدر، وإذا ضاق الصدر ساء الخلق، وإذا ساء الخلق أبغضه الخلق، وإذ أبغضه الخلق أبغضهم، وإذا أبغضهم جفاهم، وإذا جفاهم صار شيطانا رجيما".
وقال أبو علي الثقفي: "من غلبه هواه توارى عنه عقله، وليس شيء أولى بأن تمسكه من نفسك ولا شيء أولى بأن تغلبه من هواك".
وقال علي بن سهل: "العقل والهوى يتنازعان، فمعين العقل التوفيق، وقرين الهوى الخذلان، والنفس واقفة بينهما فأيهما ظفر كانت في حيزه".
د. خالد سعد النجار
الصراع بين الخير والشر صراع أزلي ، وإن تعددت صوره وأشكاله، وهو صراع تحكمه سنن وضوابط أولى أن نتدبرها ونعتبرها وإلا سقطنا في هوة سحيقة لا فكاك منها، لأن الشر دوما لا يترك نفسه في صورته القبيحة بل يتجمل ويتحلى في عيون ناظريه ومنظرية، والنفس دوما تتطلع للعاجل دون الآجل ولو كان فيه حتفها، لكن كل هذا الزخرف الخداع سرعان ما ينقشع أمام نور الوحي ومداد العلم وتوفيق المولى سبحانه وتعالى.
ويبقى أن نؤكد أنه في غياب معيار الميزان القيمي الرباني لا يمكن التفريق بين الخير والشر والحق والباطل .. إن "الواقعية" ليست معيارا يقاس إليه أي شيء، لأن الناس إذا أفلتت أيديهم من خيط الصعود الذي يشدهم إلى أعلى فلابد أن تهبط بهم ثقلة الشهوات وجواذب الأرض فيزداد واقعهم هبوطا على الدوام .. وما دام معيارنا هو الواقع، فسيظل المعيار ذاته يهبط مع هبوط الإنسان! ونظل نحن - بحجة الواقعية - نتابع الهبوط.
لقد كان القرن التاسع عشر "واقعيا" فنبذ القيم التي سماها مثالية - بمعنى غير واقعية - واعتبرها ترفا عقليا لا تطيقه طبيعة الحياة .. وكانت نتيجة ذلك هي القرن العشرين! قرن التفلت من القيود كلها، والهبوط إلى الحمأة التي يستعفف عنها الحيوان!
وذلك أمر معروف من التاريخ وإن جادلت فيه بعض الآراء المعاصرة، وهى ليست أول مجادلة تجادل في الحق وتنكر البديهيات! فأي جيل من أجيال البشرية أنكر القيم الإنسانية لم يقف حيث كان يوم أنكرها، إنما ازداد هبوطا حتى أدركه الدمار!
حرية الاعتقاد:
إن الشريعة الإسلامية الغراء لم تبح قط الكفر بالله أو الشرك به، ولم تبح قط التعبد بالعبادات الباطلة المبتدعة، ولم تبح قط فعل المنكرات والمعاصي، وأيضا لم تكره الشريعة على الدخول في الإسلام {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة:256] أما "الإباحة" فلا وألف لا، وفرق كبير بين "الإباحة" وبين "عدم الإكراه"، فإن "المباح" هو الذي يستوي فيه الأمران: الفعل أو الترك، والكفر والشرك أكبر الكبائر فكيف يقال: إن الشريعة أباحت ذلك؟!
إن الإسلام لا يكره الكافر على الإيمان به، وإن كان لا حق له في أن يكفر، ويترتب على هذا الفرق الذي لم ينتبه له كثير من الكتاب المعاصرين تحديدُ الموقف من حكم نشر أو إذاعة الكافر لآرائه بين المسلمين تحت دعوى "حرية الاعتقاد"؛ فإذا كان الكافر لا حق له ولا حرية في أن يكفر ويضل؛ فمن باب أوْلى لا حق له ولا حرية في نشر كفره وإذاعته بين الناس، وعدم إكراهه على الإسلام والهدى لا يعطيه حق الدعوة إلى كفره وضلاله في بلاد المسلمين.
الإرجاء وخطره:
عندما أخرج المرجئة العمل من نطاق الإيمان، واكتفوا بمسمى الإيمان وأنه مجرد تصديق القلب، شجعوا على "التفلت" من التكاليف الشرعية - ولو عن غير قصد منهم ابتداء - وجاء زمن زعم فيه المرجئة أن "من قال لا إله إلا الله فهو مؤمن، ولو لم يعمل عملاً واحداً من أعمال الإسلام".
ومن الغريب أن هذا الفكر المريض، جعل في الأمة من يتبنى الإرجاء عقيدة ومنهجاً، وصار يعد مخالفه خارجاً مارقاً من الإسلام، وأضحى يضبط دينه وأحكام إيمانه بأصول فكر الإرجاء وقواعده .. لقد تحول معنى أركان الإسلام إلى اعتقاد وجودها، والإقرار بها، وإن لم يعمل المرء منها شيئاً. مما شجع على التسيب والانحراف داخل المجتمعات الإسلامية، فضلا عن الفسق والفجور، والتهاون في شأن العبادات .
الأئمة المضلون:
قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون" [صحيح الجامع:1551] (الأئمة) جمع «إمام» وهو مقتدى القوم ورئيسهم ومن يدعوهم إلى قول أو فعل أو اعتقاد ؛ لقد كان صلى اللّه عليه وسلم حريصاً على إصلاح أمته, راغباً في دوام خيرتها، فخاف عليهم فساد الأئمة لأن بفسادهم يفسد النظام لكونهم قادة الأنام، فإذا فسدوا فسدت الرعية، وكذا العلماء إذا فسدوا فسد الجمهور من حيث أنهم مصابيح الظلام.
وتحريف الكلم عن المقصود به, ليوافق الأهواء, ظاهرة ملحوظة في كل رجال دين ينحرفون عن دينهم, ويتخذونه حرفة وصناعة, يوافقون بها أهواء ذوي السلطان في كل زمان; وأهواء الجماهير التي تريد «التفلت» من الدين.
هوى النفس:
أنواع الهوى متعددة وموارده متشعبة وإن كانت في مجموعها ترجع إلى "هوى النفس وحب الذات" فهذا الهوى منبت كثير من الأخطاء وحشد من الانحرافات، ولا يقع إنسان في شباكه حتى يزين له كل ما من شأنه الانحراف عن الحق والاسترسال في سبيل الضلال حتى يغدو لديه الحق باطلا والباطل حقا والعياذ بالله.
واتباع الهوى يتجلى في مظاهر عدة نتائجها عظيمة الخطر، من هذه المظاهر:
- الانحراف عن الصراط المستقيم، يؤيد هذا قول الحق تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الجاثية:18]
- الانغماس في الشهوات والعمل لها، والسير وراء مظاهر الحياة الزائفة، وترك ما أمر الله سبحانه وتعالى به، قال تعالى: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم:23]. فصاحب الهوى أعمى أصم أبكم، لا يرى خيراً ولا يسمع نصحاً، ولا ينطق خيراً، قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ} [الجاثية:23]
قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات/40، 41]
يقول أحد السلف : "إذا بدهك أمران لا تدري أيهما أصوبُ فانظر أيهُما أقربُ إلى هواك فخالفه، فإن أكثر الصواب في خلاف الهوى".
وعن السرى قال: "لن يكمل رجل حتى يؤثر دينه على شهوته، ولن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه".
وقال أحمد بن خضرويه: "لا نوم أثقل من الغفلة، ولا رق أملك من الشهوة، ولولا ثقل الغفلة لم تظفر بك الشهوة".
وقال أبو بكر الوراق: "أصل غلبة الهوى مقاربة الشهوات، فإذا غلب الهوى أظلم القلب، وإذا أظلم القلب ضاق الصدر، وإذا ضاق الصدر ساء الخلق، وإذا ساء الخلق أبغضه الخلق، وإذ أبغضه الخلق أبغضهم، وإذا أبغضهم جفاهم، وإذا جفاهم صار شيطانا رجيما".
وقال أبو علي الثقفي: "من غلبه هواه توارى عنه عقله، وليس شيء أولى بأن تمسكه من نفسك ولا شيء أولى بأن تغلبه من هواك".
وقال علي بن سهل: "العقل والهوى يتنازعان، فمعين العقل التوفيق، وقرين الهوى الخذلان، والنفس واقفة بينهما فأيهما ظفر كانت في حيزه".
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى