قائد الحرس الجمهورى فى عهدى مبارك ومرسى لمصطفى بكرى:لو تأخرنا دقيقة ونصفاً لأحرق الإخوان مبنى التليفزيون 28يناير..وجمال كان يتصرف كرئيس دولة
الجمعة 08 أغسطس 2014, 07:50
قائد الحرس الجمهورى فى عهدى مبارك ومرسى لمصطفى بكرى:لو تأخرنا دقيقة ونصفاً لأحرق الإخوان مبنى التليفزيون 28يناير..وجمال كان يتصرف كرئيس دولة
اللواء نجيب عبدالسلام يخرج عن صمته ويتحدث إلى وسيلة إعلامية للمرة الأولى، حيث أدلى بحديث مطول وعلى عدة حلقات إلى الزميل الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، يجرى إذاعتها فى برنامج «حقائق وأسرار» على قناة صدى البلد.
وفى الحلقة الأولى يتحدث اللواء نجيب عبدالسلام عن تفاصيل ما جرى قبل وأثناء ثورة 25 يناير 2011، حيث يشير إلى أن مخطط التوريث وتزوير انتخابات مجلس الشعب وانتشار الفساد واستغلال النفوذ فى البلاد كانت من العوامل التى دفعت الشعب المصرى للثورة.
وأكد قائد الحرس الجمهورى فى حديثه أن عمر سليمان والمشير حسين طنطاوى كانا يرفضان مخطط التوريث، كما أن الرئيس مبارك كانت لديه ثقة كبيرة فى وزير الداخلية حبيب العادلى، وكان يرى أنه قادر على إنهاء أى مظاهر للتوتر فى البلاد عبر التظاهرات والاحتجاجات.
ويكشف قائد الحرس الجمهورى أنه كان مخططًا احتلال مبنى الإذاعة والتليفزيون وحرقه وأنه تم القبض على 32 شخصًا دخلوا إلى المبنى وفى حوزتهم المولوتوف وأدوات الحرق، مشيرًا إلى أن الإخوان كانوا هم الذين أعدوا هذا المخطط.
فيما يلى نص الحلقة الأولى من الحوار..
فى إبريل 2009 توليتم منصب قائد الحرس الجمهورى.. ما أسباب اختياركم لهذا المنصب تحديدًا؟
- هذا منصب رفيع يتمناه أى قائد فى القوات المسلحة، وهذا الترشيح يتم بواسطة القائد العام للقوات المسلحة المشير طنطاوى فى هذا الوقت، وأيضًا لابد أن يحظى بموافقة السيد رئيس الجمهورية، وعندما يجرى الترشيح من الجهة المختصة فلابد أن تكون هناك مواصفات للشخص الذى يجرى اختياره، بأن يكون مثلاً قائدًا لجيش تعبوى وسبق له أن قام بأعمال بارزة فى مهام عمله، وبالنسبة لى فقد جرى إسناد مهمة قيادة تحرير الرهائن الألمان والإيطاليين الذين تم خطفهم فى هذا الوقت، وتم بالفعل تحرير الرهائن دون أية خسائر بشرية فى هذا الوقت.
ماذا حدث فى هذه الواقعة تحديدًا؟
- كانت هناك مجموعة من السائحين الألمان والإيطاليين بصحبة مجموعة من المرشدين المصريين والمرافقين لهم فى المنطقة الحدودية المشتركة بين مصر وتشاد والسودان..
واستطاعت مجموعة إرهابية أن تتسلل وتخطف السياح فى هذا الوقت، حيث كانت لهم مطالب مادية ضخمة، وأخذنا على عاتقنا بما أن الواقعة على أرض مصرية فالجيش المصرى قادر فعلاً على تحرير المختطفين من خلال القوات الخاصة، إضافة إلى تعاون جهاز المخابرات العامة المصرية وبعض أجهزة المخابرات الأجنبية معنا لإنهاء هذه الأزمة.
وخلال 17 يومًا تمكنا من حصارهم وإبقائهم فى هذا المثلث المشترك بين تشاد والسودان من جهة والأراضى المصرية من جهة أخرى، ونتيجة التنسيق المشترك مع السودان وتشاد نجحنا فى تحرير الرهائن، بعد أن قام الإرهابيون بإطلاق سراحهم، وكانت لحظة فارقة فى تاريخ مصر.
زويل يصافح نجيب عبد السلام
لقد أسعد هذا الخبر الرئيس مبارك والقيادة العامة للقوات المسلحة، وكنت فى هذا الوقت قائدًا للمنطقة الجنوبية، وقد كان لهذه العملية دور كبير فى رفع أسهم مصر لدى الرأى العام العالمى، وكانت من أهم الأسباب التى دفعت القيادة إلى ترشيحى لمنصب قائد قوات الحرس الجمهورى.
وماذا جرى فى اليوم الأول لتوليك هذا المنصب ودخولك إلى قيادة الحرس الجمهورى؟
- بالقطع حدثت المقابلة مع السيد رئيس الجمهورية، وهو أمر طبيعى، والحرس الجمهورى هو فرع من أفرع القوات المسلحة، ولكن لديه تشكيلاته الخاصة، والتى لها مهام معينة وتتلقى الأوامر من جهات محددة، من رئيس الجمهورية بشكل مباشر خاصة فى أوقات السلم، ولكن فى ظل وجود أوضاع استثنائية أو خاصة كما حدث فى 25 يناير 2011، هنا يكون دور الحرس الجمهورى ضمن منظومة القوات المسلحة، ومن هنا فإن تولى هذا المنصب الرفيع يستلزم أن يكون هناك إلمام بالأوضاع السياسية والاستراتيجية للدولة، إضافة إلى مهمة تأمين رؤساء وملوك الدول المستضافين لدينا.
والأوامر التى صدرت إليكم خلال أحداث الثورة فى 25 يناير 2011، هل كانت من رئيس الجمهورية أم من القائد العام للقوات المسلحة؟
- لو عدنا بالأحداث إلى الخلف قليلاً، فإن العبء كان كبيرًا على القوات المسلحة فى تأمين الدولة وحدودها الخارجية المختلفة، والأصل فى ذلك أن الحرس الجمهورى هو العنصر القتالى فى تأمين رئاسة الجمهورية ويتلقى تعليماته وأوامره من رئيس الجمهورية مباشرة، ولكن إذا ما تحدثنا عن الشرعية الدستورية ومفهومها فنحن ندخل هنا فى إطار منظومة القوات المسلحة.
قبيل ثورة 25 يناير، كانت هناك الثورة التونسية وقد انتصرت كيف كنت ترى ردود الأفعال داخل القصر الجمهورى فى مصر؟
- عندما كنا فى أحد المؤتمرات الاقتصادية العربية فى شرم الشيخ يوم 19 يناير 2011 أى قبل انطلاق الثورة كان الطاقم الرئاسى قد بدأ يشعر فى هذا الوقت أن ما حدث فى تونس يمكن أن ينعكس على مصر، خاصة بعد أن قام أحد المواطنين المصريين بحرق نفسه أمام مجلس الشعب المصرى، وكان ذلك مؤشرًا خطيرًا بأن أحداث تونس يمكن أن تنتقل إلى مصر وتتكرر، ولكن نفس الفكر الذى كان سائدًا لدى حكام سوريا واليمن وليبيا، كان هو نفس الفكر السائد فى مصر بأن ما حدث فى تونس لا يمكن أن يتكرر عندنا، ولذلك عندما تصاعدت الأحداث كانت هناك صدمة فكرية عنيفة لكل صانعى القرار والدائرة التى حولها.
قائد الحرس الجمهورى السابق بجوار المشير طنطاوى
وماذا عن موقف زكريا عزمى؟
- لقد توقع انقلاب الأوضاع، وربما كان هو الوحيد الذى اجتاحه القلق، وقال وتحديدًا بعد حادث قيام مواطن بحرق نفسه أمام مجلس الشعب: «يا جماعة الموضوع الذى حدث فى تونس سينتقل إلى مصر ولازم نكون جاهزين وعلينا أن نسأل أنفسنا من الآن ماذا سنفعل».
وفى هذا الوقت سألنى زكريا عزمى: «إذا حدث هذا كيف سنتصرف»، فقلت له بتلقائية شديدة: «نحن بالأساس مهمتنا هى حماية شعبنا وأرضنا»، ثم سأل عمر سليمان، فلم يجب عمر سليمان عن السؤال وهز رأسه فقط فى إشارة تعكس إحساسه بخطورة الوضع.
وبعد عودتنا إلى القاهرة تزايدت حدة القلق لدينا، لكن وزير الداخلية حبيب العادلى بأسلوبه المنفر للشعب هو الذى أوصل الأمور إلى هذا الحد، وكنا نتمنى بالفعل أن تحدث تغييرات معبرة عن آمال الشعب، وأن يتم القضاء على الفساد، وأن يعرف الناس حقوقهم وواجباتهم.
وعلى المستوى الشخصى كنت آمل فى حدوث هذا التغيير، وإلا فلماذا نحن موجودون؟ فنحن جميعًا بدون الشعب لا نساوى شيئًا.
وهل تعتقد أن تزوير انتخابات مجلس الشعب لعام 2010 كان هو السبب الحقيقى وراء هذا الانفجار الكبير؟
- هذا أمر لا شك فيه، لقد شعرنا جميعًا بالعار من جراء هذا التزوير، فالأمور كانت واضحة تمامًا، لدرجة أن بعض القادة داخل مؤسسة الرئاسة طلبوا عدم ترشيح فتحى سرور لرئاسة مجلس الشعب فى هذا الوقت، ولكن كان هناك تصميم على الخطأ مما أوصل المواطنين إلى درجة الغليان، لأن الدولة ليست ملكًا لشخص أو لمجموعة أشخاص بل هى ملك للشعب بالأساس.
ألم يجرؤ أحد على تحذير الرئيس مبارك فى هذه الفترة من خطورة تزوير انتخابات مجلس الشعب وتردى الأوضاع فى البلاد؟
- بالنسبة لى فعلت ذلك، لقد حاولت أن أوضح الأمر لرئيس الجمهورية، وقلت له إن انتخابات مجلس الشعب كان فيها نوع من الالتواء كثيرًا جدًا وفساد أيضًا، والحقيقة أن الرئيس مبارك لم يعطنى فرصة لأن أكمل، واعتبرت أن قصده هو أنه ليس من مسؤوليتى أن أتحدث فى السياسة لأننى رجل عسكرى ولى مهمة محددة، ولكن رأيى كان بوازع وطنى وبعدها شعرت بسعادة نفسية لأننى قلت رأيى بصراحة فى هذا الوقت.
قائد الحرس الجمهورى السابق خلال لقاءه مع قيادات من الجيش
هناك من قال إن الرئيس مبارك لم يعد يهتم بشؤون الحكم بعد وفاة حفيده «محمد» ما رأيك فى ذلك؟
- هذه الفترة لم أحضرها كاملة، ولكن بحكم الاطلاع على الأوضاع كان هذا الوقت هو أفضل وقت يعتزل فيه الرئيس مبارك الحياة السياسية ويتركها لمسؤولين آخرين بما يرضى الشعب ويرضى البلد لكى تكون قوية وعظيمة وحرة، ولكن بالفعل كان «وهن» الرئيس وضعفه فى هذه الفترة هو الباب الذى دخل منه مجموعة من الأشخاص كانت لهم مآرب وتطلعات شخصية، وكانت الطامة الكبرى وبداية فتح أبواب الفساد.
توليتم منصبكم فى 9 إبريل 2009، وأوباما جاء إلى القاهرة فى مايو 2009، بداية لماذا لم يذهب معه الرئيس مبارك إلى جامعة القاهرة؟
- زيارة الرئيس الأمريكى أوباما كانت هامة جدًا بالنسبة لنا، فهى لم تكن زيارة رسمية وإنما زيارة شبه خاصة، وفى هذا الوقت عندما حضر أوباما قال لنا الرئيس مبارك: «لن أذهب معه لأنى أريده أن يرى مصر بدون أن يرشده أحد عن شىء أو يملى عليه شيئا».
ولكن الرئيس مبارك كان فى هذا الوقت يعانى من حالة إعياء شديدة بسبب المرض؟
- كانت حالة الإعياء واضحة بالفعل، ولكن الزيارة مرت بسلام، وبالرغم من أننا كنا نتوقع أن يثير الرئيس الأمريكى أوباما مسألة التوريث، ولكن يبدو أنه قد شعر بالإحراج فى أول زيارة له إلى مصر إضافة إلى الإعياء الذى كان واضحًا على الرئيس.
وكيف كنت ترى مظاهر التوريث فى هذا الوقت؟
- كنا قد بدأنا نشعر بأن الوضع فى مصر أصبح مهلهلاً، وأن الفساد بدأ يتغلغل بشدة، وصانعو القرار كانوا يتحركون بعصبية وبتوتر فى صنع القرار وكانوا يتحركون فى اتجاه توريث الحكم لمصلحتهم هم قبل مصلحة البلاد.
فى المنتصف اللواء نجيب عبد السلام
وماذا عن موقف عمر سليمان والمشير طنطاوى من ملف الوريث؟
- كانا يرفضان التوريث بالقطع، بل إن جميعنا كان يرفض ذلك، صحيح لم يكن هناك تصريح مباشر بذلك من السيد عمر سليمان أو المشير طنطاوى، ولكن كانت هناك تصرفات منهما تستطيع من خلالها أن تدرك رفضهما التام لمسألة التوريث.
وهل صحيح ما يردده البعض من أن مبارك كان رافضًا لتوريث نجله أيضًا؟
- مبارك كان يتابع ويراقب الأحداث ليرى رد فعل الشعب والقيادات المختلفة ولم تمهله الأيام.
ولكن جمال مبارك كان فى هذا الوقت يقوم بدور أشبه بدور مدير مكتب الرئيس؟
- ليس إلى هذا الحد، ولكن كان له رأيه فى بعض الأمور باعتبار أنه فى يوم من الأيام سيصبح رئيس دولة.
مع بدايات الثورة، كيف كنت ترى الأوضاع داخل الحرس الجمهورى؟
- كان مفهومًا فى هذا الوقت أن وزير الداخلية لديه القدرة على فض المظاهرات فى أى مكان مهما كان حجمها، وبالتالى كانت هناك ثقة فى الرئاسة على قدرته على فض المظاهرات حتى أننا جميعًا كنا نظن أن ما حدث فى 25 يناير مظاهرة مثل أى مظاهرة أخرى، ولم يتوقع أحد أنها سوف تصل إلى درجة الثورة، ولذلك لم يكن هناك استعداد كامل للتعامل مع هذا الحدث المهم.
فى آخر لقاء للرئيس بالمثقفين فى معرض الكتاب كانت لديه ثقة كبيرة فى استقرار الأوضاع من أين جاءته هذه الثقة فى وقت كانت البلاد تموج فيه باحتجاجات عديدة؟
- بحكم قربى من مؤسسة الرئاسة أستطيع القول إن هناك سببين كانا وراء ذلك.
السبب الأول: ثقته الكبيرة جدًا فى وزير الداخلية حبيب العادلى وقدرته على التعامل مع هذه الأحداث وفض المظاهرات أو أى شغب فى البلاد.
السبب الثانى: رهانه على الشعب وثقته بأن الشعب سيقف إلى جانبه، وهذا بسبب التقارير المضللة التى كانت تصل إليه.
بالعودة إلى ما حدث فى الخامس والعشرين من يناير هل كان الرئيس على علم بالتقارير التى كانت ترصد الدعوة التى انطلقت على «الفيس بوك» للتظاهر؟
- كانت التقارير التى تصل إلى الرئيس تؤكد أنها مظاهرات عادية مثل سابقتها ولا تأثير لها، وأن الأمور سوف تكون مستقرة، ولكن ما حدث كان شيئًا آخر، لقد تسارعت الأحداث وبدت غير واضحة، ولم تكن هناك متابعة على الأرض إلا لرجال وزارة الداخلية باعتبار أن هذا من مهام عمل الوزارة فى السيطرة على الأمور والحيلولة دون تفاقم الأوضاع.
بحكم تواجدكم قائدًا للحرس الجمهورى، كيف اتخذ قرار نزول الجيش إلى الشارع؟
- يوم 28 يناير بالتحديد شعرت بارتباك شديد فى كل أجهزة الدولة وعدم قدرتها على متابعة الأحداث بشكل قوى وفاعل، إلى أن فوجئت باتصال من الرئيس مبارك فى الخامسة إلا الربع مساء نفس اليوم وطلب منى أن أقوم بتأمين مبنى الإذاعة والتليفزيون، وهذا من مهام الحرس الجمهورى فى حال وجود أى تهديد مباشر للمبنى، وفى نفس الوقت صدرت الأوامر للقوات المسلحة بتأمين المؤسسات والمنشآت العامة والأهداف الحيوية على مستوى الدولة وكان المخطط هو أن يجرى تأمين مبنى الإذاعة والتليفزيون خلال 17 دقيقة من صدور الأوامر، خاصة بعد اختراق العديد من المبانى القريبة للمبنى، وقد استطعنا والحمد لله تأمين المبنى خلال 12 دقيقة فقط ولو كنا تأخرنا دقيقة ونصف عن ذلك لاحترق المبنى عن آخره، فالمبنى كان سيتم احتلاله كما أكد وزير الداخلية، وعندما وصلنا إلى هناك كان هناك 32 شخصًا ومعهم زجاجات المولوتوف ويستعدون لحرق المبنى بعد أن دخلوا إلى فنائه فقمنا بالقبض عليهم، وجرى تسليمهم للجهات المعنية، خاصة أن الداخلية كانت قد انهارت تمامًا وفقدت القدرة على السيطرة.
وهل كان لدى رئيس الدولة فى هذا الوقت قناعة بأن جماعة الإخوان هى التى تقف وراء هذه الأحداث؟
- نعم هو قال إن ما يجرى من أحداث فى هذا الوقت هو من صنيعة جماعة الإخوان والجماعات الأخرى المتعاونة معها، لكن كان هناك فقدان للسيطرة على الأمور التى كانت تتسارع بشدة وكانت القوة الوحيدة على الأرض هى القوات المسلحة.
فى هذا اليوم ألقى الرئيس مبارك خطابًا قال فيه إنه سيشكل حكومة جديدة ويعين نائبًا للرئيس ماذا جرى فى هذا الوقت؟
- كانت الأزمة السياسية تزداد تفاقمًا وكان هناك بطء فى اتخاذ القرار حتى أن الرئيس قام بتسجيل خطابه يوم 1 فبراير فى تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا ولم يذع الحديث إلا فى الحادية عشرة مساء ورغم الإيجابية التى خلفها الحوار، حيث بدأت الجماهير فى الانصراف والعودة إلى بيوتها، إلا أن الشارع فوجئ بموقعة الجمل، فعادت الجماهير مرة أخرى بسبب بطء اتخاذ القرار وعدم القدرة على التعامل سريعًا مع الأحداث بشكل ينهى الأزمات ولا يعقدها.
اللواء نجيب عبد السلام قائد الحرس الجمهورى السابق
لماذا رفض المشير طنطاوى منصب نائب رئيس الجمهورية؟
- هذا حدث بالفعل عندما عرض عليه الرئيس مبارك تولى هذا المنصب كان المشير طنطاوى يعتبر نفسه جزءا من منظومة القوات المسلحة، وكان على قناعة بأنه يجب أن يكمل دور القوات المسلحة فى السيطرة على مقاليد الأمور ويتفرغ لها للعبور بالدولة إلى بر الأمان.
فى تقديرك لماذا زار الرئيس مبارك ومعه النائب عمر سليمان وجمال مبارك مركز عمليات القوات المسلحة فى وزارة الدفاع يوم 30 يناير 2011؟
- هذا ظرف استثنائى والزيارة تكون طبيعية فى هذا الوقت، خاصة أن الرئيس سعى لأن يطمئن بنفسه على أوضاع البلاد.
لكن لماذا اصطحب الرئيس معه نجله جمال مبارك ألم يكن ذلك مستفزًا فى هذا الوقت؟
- كانت هناك بعض الأمور خارج السيطرة، وكان جمال مبارك يشارك فى لقاءات كثيرة دون أى صفة، وقد تعود الجميع على ذلك فى مثل هذه الأمور وفى هذه الأماكن، وكان ذلك يحدث دون تخطيط أو التزام مع الوضع فى الاعتبار أن مسألة «التوريث» كانت ثابتة فى أذهان البعض ويتم التعامل معها على أنها حقيقة ستحدث فى المستقبل.
ألم يكن يشعر الرئيس أن ذلك يستفز الناس؟
- وجهة نظر الرئيس وقتها أن الناس مشغولة فى أحداث الثورة والمظاهرات، وتناسى الجميع ما يحدث فى البلاد وضرورة التركيز للبحث عن حلول تضمن كيفية العبور من هذه الأزمة.
طلب الفريق سامى عنان من المشير طنطاوى القيام بانقلاب فى 29 يناير 2011، إلا أن المشير رفض ذلك.
هل كانت لديكم معلومات عن هذا الأمر؟
- لم تصلنا وقتها أية معلومات عن احتمال حدوث انقلاب من الجيش، والقوات المسلحة ليس فى عقيدتها التغيير عن طريق الانقلابات إلا فى الظروف القسرية، أو أن الشعب هو الذى يطلبها منها ذلك، والشعب لا يطلب انقلابًا وإنما انحيازًا من القوات المسلحة لتقف إلى جانبه وتدعم مطالبه المشروعة، ذلك أن الشرعية الحقيقية والأصيلة هى للشعب بالأساس، من هنا كان موقف القوات المسلحة جنبًا إلى جنب مع الشعب وتحقيقًا لمطالبه المشروعة
اللواء نجيب عبدالسلام يخرج عن صمته ويتحدث إلى وسيلة إعلامية للمرة الأولى، حيث أدلى بحديث مطول وعلى عدة حلقات إلى الزميل الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، يجرى إذاعتها فى برنامج «حقائق وأسرار» على قناة صدى البلد.
وفى الحلقة الأولى يتحدث اللواء نجيب عبدالسلام عن تفاصيل ما جرى قبل وأثناء ثورة 25 يناير 2011، حيث يشير إلى أن مخطط التوريث وتزوير انتخابات مجلس الشعب وانتشار الفساد واستغلال النفوذ فى البلاد كانت من العوامل التى دفعت الشعب المصرى للثورة.
وأكد قائد الحرس الجمهورى فى حديثه أن عمر سليمان والمشير حسين طنطاوى كانا يرفضان مخطط التوريث، كما أن الرئيس مبارك كانت لديه ثقة كبيرة فى وزير الداخلية حبيب العادلى، وكان يرى أنه قادر على إنهاء أى مظاهر للتوتر فى البلاد عبر التظاهرات والاحتجاجات.
ويكشف قائد الحرس الجمهورى أنه كان مخططًا احتلال مبنى الإذاعة والتليفزيون وحرقه وأنه تم القبض على 32 شخصًا دخلوا إلى المبنى وفى حوزتهم المولوتوف وأدوات الحرق، مشيرًا إلى أن الإخوان كانوا هم الذين أعدوا هذا المخطط.
فيما يلى نص الحلقة الأولى من الحوار..
فى إبريل 2009 توليتم منصب قائد الحرس الجمهورى.. ما أسباب اختياركم لهذا المنصب تحديدًا؟
- هذا منصب رفيع يتمناه أى قائد فى القوات المسلحة، وهذا الترشيح يتم بواسطة القائد العام للقوات المسلحة المشير طنطاوى فى هذا الوقت، وأيضًا لابد أن يحظى بموافقة السيد رئيس الجمهورية، وعندما يجرى الترشيح من الجهة المختصة فلابد أن تكون هناك مواصفات للشخص الذى يجرى اختياره، بأن يكون مثلاً قائدًا لجيش تعبوى وسبق له أن قام بأعمال بارزة فى مهام عمله، وبالنسبة لى فقد جرى إسناد مهمة قيادة تحرير الرهائن الألمان والإيطاليين الذين تم خطفهم فى هذا الوقت، وتم بالفعل تحرير الرهائن دون أية خسائر بشرية فى هذا الوقت.
ماذا حدث فى هذه الواقعة تحديدًا؟
- كانت هناك مجموعة من السائحين الألمان والإيطاليين بصحبة مجموعة من المرشدين المصريين والمرافقين لهم فى المنطقة الحدودية المشتركة بين مصر وتشاد والسودان..
واستطاعت مجموعة إرهابية أن تتسلل وتخطف السياح فى هذا الوقت، حيث كانت لهم مطالب مادية ضخمة، وأخذنا على عاتقنا بما أن الواقعة على أرض مصرية فالجيش المصرى قادر فعلاً على تحرير المختطفين من خلال القوات الخاصة، إضافة إلى تعاون جهاز المخابرات العامة المصرية وبعض أجهزة المخابرات الأجنبية معنا لإنهاء هذه الأزمة.
وخلال 17 يومًا تمكنا من حصارهم وإبقائهم فى هذا المثلث المشترك بين تشاد والسودان من جهة والأراضى المصرية من جهة أخرى، ونتيجة التنسيق المشترك مع السودان وتشاد نجحنا فى تحرير الرهائن، بعد أن قام الإرهابيون بإطلاق سراحهم، وكانت لحظة فارقة فى تاريخ مصر.
زويل يصافح نجيب عبد السلام
لقد أسعد هذا الخبر الرئيس مبارك والقيادة العامة للقوات المسلحة، وكنت فى هذا الوقت قائدًا للمنطقة الجنوبية، وقد كان لهذه العملية دور كبير فى رفع أسهم مصر لدى الرأى العام العالمى، وكانت من أهم الأسباب التى دفعت القيادة إلى ترشيحى لمنصب قائد قوات الحرس الجمهورى.
وماذا جرى فى اليوم الأول لتوليك هذا المنصب ودخولك إلى قيادة الحرس الجمهورى؟
- بالقطع حدثت المقابلة مع السيد رئيس الجمهورية، وهو أمر طبيعى، والحرس الجمهورى هو فرع من أفرع القوات المسلحة، ولكن لديه تشكيلاته الخاصة، والتى لها مهام معينة وتتلقى الأوامر من جهات محددة، من رئيس الجمهورية بشكل مباشر خاصة فى أوقات السلم، ولكن فى ظل وجود أوضاع استثنائية أو خاصة كما حدث فى 25 يناير 2011، هنا يكون دور الحرس الجمهورى ضمن منظومة القوات المسلحة، ومن هنا فإن تولى هذا المنصب الرفيع يستلزم أن يكون هناك إلمام بالأوضاع السياسية والاستراتيجية للدولة، إضافة إلى مهمة تأمين رؤساء وملوك الدول المستضافين لدينا.
والأوامر التى صدرت إليكم خلال أحداث الثورة فى 25 يناير 2011، هل كانت من رئيس الجمهورية أم من القائد العام للقوات المسلحة؟
- لو عدنا بالأحداث إلى الخلف قليلاً، فإن العبء كان كبيرًا على القوات المسلحة فى تأمين الدولة وحدودها الخارجية المختلفة، والأصل فى ذلك أن الحرس الجمهورى هو العنصر القتالى فى تأمين رئاسة الجمهورية ويتلقى تعليماته وأوامره من رئيس الجمهورية مباشرة، ولكن إذا ما تحدثنا عن الشرعية الدستورية ومفهومها فنحن ندخل هنا فى إطار منظومة القوات المسلحة.
قبيل ثورة 25 يناير، كانت هناك الثورة التونسية وقد انتصرت كيف كنت ترى ردود الأفعال داخل القصر الجمهورى فى مصر؟
- عندما كنا فى أحد المؤتمرات الاقتصادية العربية فى شرم الشيخ يوم 19 يناير 2011 أى قبل انطلاق الثورة كان الطاقم الرئاسى قد بدأ يشعر فى هذا الوقت أن ما حدث فى تونس يمكن أن ينعكس على مصر، خاصة بعد أن قام أحد المواطنين المصريين بحرق نفسه أمام مجلس الشعب المصرى، وكان ذلك مؤشرًا خطيرًا بأن أحداث تونس يمكن أن تنتقل إلى مصر وتتكرر، ولكن نفس الفكر الذى كان سائدًا لدى حكام سوريا واليمن وليبيا، كان هو نفس الفكر السائد فى مصر بأن ما حدث فى تونس لا يمكن أن يتكرر عندنا، ولذلك عندما تصاعدت الأحداث كانت هناك صدمة فكرية عنيفة لكل صانعى القرار والدائرة التى حولها.
قائد الحرس الجمهورى السابق بجوار المشير طنطاوى
وماذا عن موقف زكريا عزمى؟
- لقد توقع انقلاب الأوضاع، وربما كان هو الوحيد الذى اجتاحه القلق، وقال وتحديدًا بعد حادث قيام مواطن بحرق نفسه أمام مجلس الشعب: «يا جماعة الموضوع الذى حدث فى تونس سينتقل إلى مصر ولازم نكون جاهزين وعلينا أن نسأل أنفسنا من الآن ماذا سنفعل».
وفى هذا الوقت سألنى زكريا عزمى: «إذا حدث هذا كيف سنتصرف»، فقلت له بتلقائية شديدة: «نحن بالأساس مهمتنا هى حماية شعبنا وأرضنا»، ثم سأل عمر سليمان، فلم يجب عمر سليمان عن السؤال وهز رأسه فقط فى إشارة تعكس إحساسه بخطورة الوضع.
وبعد عودتنا إلى القاهرة تزايدت حدة القلق لدينا، لكن وزير الداخلية حبيب العادلى بأسلوبه المنفر للشعب هو الذى أوصل الأمور إلى هذا الحد، وكنا نتمنى بالفعل أن تحدث تغييرات معبرة عن آمال الشعب، وأن يتم القضاء على الفساد، وأن يعرف الناس حقوقهم وواجباتهم.
وعلى المستوى الشخصى كنت آمل فى حدوث هذا التغيير، وإلا فلماذا نحن موجودون؟ فنحن جميعًا بدون الشعب لا نساوى شيئًا.
وهل تعتقد أن تزوير انتخابات مجلس الشعب لعام 2010 كان هو السبب الحقيقى وراء هذا الانفجار الكبير؟
- هذا أمر لا شك فيه، لقد شعرنا جميعًا بالعار من جراء هذا التزوير، فالأمور كانت واضحة تمامًا، لدرجة أن بعض القادة داخل مؤسسة الرئاسة طلبوا عدم ترشيح فتحى سرور لرئاسة مجلس الشعب فى هذا الوقت، ولكن كان هناك تصميم على الخطأ مما أوصل المواطنين إلى درجة الغليان، لأن الدولة ليست ملكًا لشخص أو لمجموعة أشخاص بل هى ملك للشعب بالأساس.
ألم يجرؤ أحد على تحذير الرئيس مبارك فى هذه الفترة من خطورة تزوير انتخابات مجلس الشعب وتردى الأوضاع فى البلاد؟
- بالنسبة لى فعلت ذلك، لقد حاولت أن أوضح الأمر لرئيس الجمهورية، وقلت له إن انتخابات مجلس الشعب كان فيها نوع من الالتواء كثيرًا جدًا وفساد أيضًا، والحقيقة أن الرئيس مبارك لم يعطنى فرصة لأن أكمل، واعتبرت أن قصده هو أنه ليس من مسؤوليتى أن أتحدث فى السياسة لأننى رجل عسكرى ولى مهمة محددة، ولكن رأيى كان بوازع وطنى وبعدها شعرت بسعادة نفسية لأننى قلت رأيى بصراحة فى هذا الوقت.
قائد الحرس الجمهورى السابق خلال لقاءه مع قيادات من الجيش
هناك من قال إن الرئيس مبارك لم يعد يهتم بشؤون الحكم بعد وفاة حفيده «محمد» ما رأيك فى ذلك؟
- هذه الفترة لم أحضرها كاملة، ولكن بحكم الاطلاع على الأوضاع كان هذا الوقت هو أفضل وقت يعتزل فيه الرئيس مبارك الحياة السياسية ويتركها لمسؤولين آخرين بما يرضى الشعب ويرضى البلد لكى تكون قوية وعظيمة وحرة، ولكن بالفعل كان «وهن» الرئيس وضعفه فى هذه الفترة هو الباب الذى دخل منه مجموعة من الأشخاص كانت لهم مآرب وتطلعات شخصية، وكانت الطامة الكبرى وبداية فتح أبواب الفساد.
توليتم منصبكم فى 9 إبريل 2009، وأوباما جاء إلى القاهرة فى مايو 2009، بداية لماذا لم يذهب معه الرئيس مبارك إلى جامعة القاهرة؟
- زيارة الرئيس الأمريكى أوباما كانت هامة جدًا بالنسبة لنا، فهى لم تكن زيارة رسمية وإنما زيارة شبه خاصة، وفى هذا الوقت عندما حضر أوباما قال لنا الرئيس مبارك: «لن أذهب معه لأنى أريده أن يرى مصر بدون أن يرشده أحد عن شىء أو يملى عليه شيئا».
ولكن الرئيس مبارك كان فى هذا الوقت يعانى من حالة إعياء شديدة بسبب المرض؟
- كانت حالة الإعياء واضحة بالفعل، ولكن الزيارة مرت بسلام، وبالرغم من أننا كنا نتوقع أن يثير الرئيس الأمريكى أوباما مسألة التوريث، ولكن يبدو أنه قد شعر بالإحراج فى أول زيارة له إلى مصر إضافة إلى الإعياء الذى كان واضحًا على الرئيس.
وكيف كنت ترى مظاهر التوريث فى هذا الوقت؟
- كنا قد بدأنا نشعر بأن الوضع فى مصر أصبح مهلهلاً، وأن الفساد بدأ يتغلغل بشدة، وصانعو القرار كانوا يتحركون بعصبية وبتوتر فى صنع القرار وكانوا يتحركون فى اتجاه توريث الحكم لمصلحتهم هم قبل مصلحة البلاد.
فى المنتصف اللواء نجيب عبد السلام
وماذا عن موقف عمر سليمان والمشير طنطاوى من ملف الوريث؟
- كانا يرفضان التوريث بالقطع، بل إن جميعنا كان يرفض ذلك، صحيح لم يكن هناك تصريح مباشر بذلك من السيد عمر سليمان أو المشير طنطاوى، ولكن كانت هناك تصرفات منهما تستطيع من خلالها أن تدرك رفضهما التام لمسألة التوريث.
وهل صحيح ما يردده البعض من أن مبارك كان رافضًا لتوريث نجله أيضًا؟
- مبارك كان يتابع ويراقب الأحداث ليرى رد فعل الشعب والقيادات المختلفة ولم تمهله الأيام.
ولكن جمال مبارك كان فى هذا الوقت يقوم بدور أشبه بدور مدير مكتب الرئيس؟
- ليس إلى هذا الحد، ولكن كان له رأيه فى بعض الأمور باعتبار أنه فى يوم من الأيام سيصبح رئيس دولة.
مع بدايات الثورة، كيف كنت ترى الأوضاع داخل الحرس الجمهورى؟
- كان مفهومًا فى هذا الوقت أن وزير الداخلية لديه القدرة على فض المظاهرات فى أى مكان مهما كان حجمها، وبالتالى كانت هناك ثقة فى الرئاسة على قدرته على فض المظاهرات حتى أننا جميعًا كنا نظن أن ما حدث فى 25 يناير مظاهرة مثل أى مظاهرة أخرى، ولم يتوقع أحد أنها سوف تصل إلى درجة الثورة، ولذلك لم يكن هناك استعداد كامل للتعامل مع هذا الحدث المهم.
فى آخر لقاء للرئيس بالمثقفين فى معرض الكتاب كانت لديه ثقة كبيرة فى استقرار الأوضاع من أين جاءته هذه الثقة فى وقت كانت البلاد تموج فيه باحتجاجات عديدة؟
- بحكم قربى من مؤسسة الرئاسة أستطيع القول إن هناك سببين كانا وراء ذلك.
السبب الأول: ثقته الكبيرة جدًا فى وزير الداخلية حبيب العادلى وقدرته على التعامل مع هذه الأحداث وفض المظاهرات أو أى شغب فى البلاد.
السبب الثانى: رهانه على الشعب وثقته بأن الشعب سيقف إلى جانبه، وهذا بسبب التقارير المضللة التى كانت تصل إليه.
بالعودة إلى ما حدث فى الخامس والعشرين من يناير هل كان الرئيس على علم بالتقارير التى كانت ترصد الدعوة التى انطلقت على «الفيس بوك» للتظاهر؟
- كانت التقارير التى تصل إلى الرئيس تؤكد أنها مظاهرات عادية مثل سابقتها ولا تأثير لها، وأن الأمور سوف تكون مستقرة، ولكن ما حدث كان شيئًا آخر، لقد تسارعت الأحداث وبدت غير واضحة، ولم تكن هناك متابعة على الأرض إلا لرجال وزارة الداخلية باعتبار أن هذا من مهام عمل الوزارة فى السيطرة على الأمور والحيلولة دون تفاقم الأوضاع.
بحكم تواجدكم قائدًا للحرس الجمهورى، كيف اتخذ قرار نزول الجيش إلى الشارع؟
- يوم 28 يناير بالتحديد شعرت بارتباك شديد فى كل أجهزة الدولة وعدم قدرتها على متابعة الأحداث بشكل قوى وفاعل، إلى أن فوجئت باتصال من الرئيس مبارك فى الخامسة إلا الربع مساء نفس اليوم وطلب منى أن أقوم بتأمين مبنى الإذاعة والتليفزيون، وهذا من مهام الحرس الجمهورى فى حال وجود أى تهديد مباشر للمبنى، وفى نفس الوقت صدرت الأوامر للقوات المسلحة بتأمين المؤسسات والمنشآت العامة والأهداف الحيوية على مستوى الدولة وكان المخطط هو أن يجرى تأمين مبنى الإذاعة والتليفزيون خلال 17 دقيقة من صدور الأوامر، خاصة بعد اختراق العديد من المبانى القريبة للمبنى، وقد استطعنا والحمد لله تأمين المبنى خلال 12 دقيقة فقط ولو كنا تأخرنا دقيقة ونصف عن ذلك لاحترق المبنى عن آخره، فالمبنى كان سيتم احتلاله كما أكد وزير الداخلية، وعندما وصلنا إلى هناك كان هناك 32 شخصًا ومعهم زجاجات المولوتوف ويستعدون لحرق المبنى بعد أن دخلوا إلى فنائه فقمنا بالقبض عليهم، وجرى تسليمهم للجهات المعنية، خاصة أن الداخلية كانت قد انهارت تمامًا وفقدت القدرة على السيطرة.
وهل كان لدى رئيس الدولة فى هذا الوقت قناعة بأن جماعة الإخوان هى التى تقف وراء هذه الأحداث؟
- نعم هو قال إن ما يجرى من أحداث فى هذا الوقت هو من صنيعة جماعة الإخوان والجماعات الأخرى المتعاونة معها، لكن كان هناك فقدان للسيطرة على الأمور التى كانت تتسارع بشدة وكانت القوة الوحيدة على الأرض هى القوات المسلحة.
فى هذا اليوم ألقى الرئيس مبارك خطابًا قال فيه إنه سيشكل حكومة جديدة ويعين نائبًا للرئيس ماذا جرى فى هذا الوقت؟
- كانت الأزمة السياسية تزداد تفاقمًا وكان هناك بطء فى اتخاذ القرار حتى أن الرئيس قام بتسجيل خطابه يوم 1 فبراير فى تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا ولم يذع الحديث إلا فى الحادية عشرة مساء ورغم الإيجابية التى خلفها الحوار، حيث بدأت الجماهير فى الانصراف والعودة إلى بيوتها، إلا أن الشارع فوجئ بموقعة الجمل، فعادت الجماهير مرة أخرى بسبب بطء اتخاذ القرار وعدم القدرة على التعامل سريعًا مع الأحداث بشكل ينهى الأزمات ولا يعقدها.
اللواء نجيب عبد السلام قائد الحرس الجمهورى السابق
لماذا رفض المشير طنطاوى منصب نائب رئيس الجمهورية؟
- هذا حدث بالفعل عندما عرض عليه الرئيس مبارك تولى هذا المنصب كان المشير طنطاوى يعتبر نفسه جزءا من منظومة القوات المسلحة، وكان على قناعة بأنه يجب أن يكمل دور القوات المسلحة فى السيطرة على مقاليد الأمور ويتفرغ لها للعبور بالدولة إلى بر الأمان.
فى تقديرك لماذا زار الرئيس مبارك ومعه النائب عمر سليمان وجمال مبارك مركز عمليات القوات المسلحة فى وزارة الدفاع يوم 30 يناير 2011؟
- هذا ظرف استثنائى والزيارة تكون طبيعية فى هذا الوقت، خاصة أن الرئيس سعى لأن يطمئن بنفسه على أوضاع البلاد.
لكن لماذا اصطحب الرئيس معه نجله جمال مبارك ألم يكن ذلك مستفزًا فى هذا الوقت؟
- كانت هناك بعض الأمور خارج السيطرة، وكان جمال مبارك يشارك فى لقاءات كثيرة دون أى صفة، وقد تعود الجميع على ذلك فى مثل هذه الأمور وفى هذه الأماكن، وكان ذلك يحدث دون تخطيط أو التزام مع الوضع فى الاعتبار أن مسألة «التوريث» كانت ثابتة فى أذهان البعض ويتم التعامل معها على أنها حقيقة ستحدث فى المستقبل.
ألم يكن يشعر الرئيس أن ذلك يستفز الناس؟
- وجهة نظر الرئيس وقتها أن الناس مشغولة فى أحداث الثورة والمظاهرات، وتناسى الجميع ما يحدث فى البلاد وضرورة التركيز للبحث عن حلول تضمن كيفية العبور من هذه الأزمة.
طلب الفريق سامى عنان من المشير طنطاوى القيام بانقلاب فى 29 يناير 2011، إلا أن المشير رفض ذلك.
هل كانت لديكم معلومات عن هذا الأمر؟
- لم تصلنا وقتها أية معلومات عن احتمال حدوث انقلاب من الجيش، والقوات المسلحة ليس فى عقيدتها التغيير عن طريق الانقلابات إلا فى الظروف القسرية، أو أن الشعب هو الذى يطلبها منها ذلك، والشعب لا يطلب انقلابًا وإنما انحيازًا من القوات المسلحة لتقف إلى جانبه وتدعم مطالبه المشروعة، ذلك أن الشرعية الحقيقية والأصيلة هى للشعب بالأساس، من هنا كان موقف القوات المسلحة جنبًا إلى جنب مع الشعب وتحقيقًا لمطالبه المشروعة
________________________________________________
جاري تحميل مناهج 2025 كل الفرق
- تأجيل محاكمة مرسى فى "التخابر مع قطر" إلى الغد لسماع قائد الحرس الجمهورى
- فيديو.. للمرة الاولى كواليس تنحى مبارك داخل مبنى التليفزيون
- النيابة تأمر بضبط مرشد الإخوان وعبد الماجد والبلتاجى وسلطان ومحمود عزت وصفوت عبد الغنى محمود حسين وعبد الرحمن عز بتهمة التحريض و الاشتراك فى أحداث الحرس الجمهورى
- حصاد المحافظات.. "إنقاذ" القليوبية: الإخوان دبروا حادث الحرس الجمهورى لتوريط الجيش.. ومجهولون يطعنون ضابط شرطة بالعريش بآلة حادة.. والجيش الثالث يواصل رفع حالة التأهب وتأمين المنشآت الحيوية بالسويس
- الحرس الجمهورى يتسلم قاعة مؤتمرات جامعة القاهرة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى