- حمدي عبد الجليلالمشرف العام
- عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28461
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
آية - إن بعض الظن إثم -
الأحد 24 يوليو 2011, 23:48
لم خصصت هذه الآية: إن بعض الظن إثم؟
****
هذا أول حديث: قال:
((يا رسول الله, أي الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده))
[أخرجه الطبراني في المعجم الصغير, والإمام أحمد في مسنده]
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث))
سؤال: الله عز وجل قال:
﴿إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾
[سورة الحجرات الآية:12]
قال: إن كل الظن إثم؟ لم يقل: إن بعض, طيب: البعض الآخر, ما نوعه؟.
قال النبي الكريم:
((الحزم سوء الظن))
((الحزم سوء الظن))
((احترس من الناس بسوء الظن))
((سوء الظن عصمة))
حسناً: ما المرجح؟ ما المقياس؟ ما الضابط الذي يجعل الظن تارة إثماً تعاقب عليه, وتارة حرصاً, وذكاء, واحتياطاً, وعقلاً؟.
العلماء قالوا:
((الدليل))
إذا في دليل مريد, عليك أن تسيء الظن ولا شيء عليك, إذا لم يوجد دليل وأسأت الظن, هذا هو الإثم الذي قال الله عنه:
﴿إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾
[سورة الحجرات الآية:12]
قال عليه الصلاة والسلام:
((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث))
يعني: لا تبن موقف, ولا قرار على كلمة تكلمها فلان بلا دليل, لا تقلع إنسان لأنه وشا لك عنه شخص من دون دليل:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾
[سورة الحجرات الآية:6]
لا تطلق زوجتك على وشاية لست متأكداً منها, لا تفك شركة لسبب غير متأكد منه.
((إن الظن أكذب الحديث))
لا تبن قرار على ظن:
﴿قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾
[سورة النمل الآية:27]
تحقق, تسبب.
دل على موضع الشاهد في هاتين القصتين :
في أخ من أخواننا -توفي رحمه الله- كان عنده معمل كاتو, قال لي -قصة قديمة جداً-: طلبنا من معمل زبدة, يبعث لنا مئة قطعة من الزبدة, وصلت, عديتهم: تسع وتسعون, عجيب! ذهبنا لمعطف أحد الصناع, وجدنا الجيبة مطمرة, عملنا هكذا ....., وجدنا في قالب زبدة في الجيبة, ما معناها؟ سارقه, أليس كذلك؟ طلب مئة, وجدهم ينقصون واحداً, معطف هذا الصانع فيه باكيت زبدة, عمل هكذا ....., وجد في باكيت, قال لي: الله هدّاني, تريثت, في اليوم الثاني زار المعمل ليحاسبه, قال له: والله بعثنا لك مئة قالب, اشترى صانعك قالب, وهات ثمن التسع وتسعين, لا تستعجل.
((إن الظن أكذب الحديث))
رجل شك بابنته, شك بابنته, يعني تحدث, أخذ تحليل على المحلل, المحلل, الصانع عنده, وقع من يده العينة, كسرت, خاف من معلمه, فكتب العمل إيجابي, التحليل إيجابي, ظنها زوجة, هي بنت, بكر, في اليوم الثاني جاء الأب, قال له: والله مبروك حامل, ذهب وذبح ابنته, طول بالك, لعل يكون المحلل غلطان.
((إن الظن أكذب الحديث))
((إن الظن أكذب الحديث))
الإنسان ليس له حق يتسرع, قال:
﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً﴾
[سورة الفرقان الآية:63]
تأكد, تحقق, اطلب الدليل, اسمع من اثنين, اسمع من ثلاثة.
مرة زارني طبيب .....:
مرة زارني طبيب, لا أنساها له, قال لي: أستاذ, حكى لي قصص عديدة, قال لي: لي عندك رجاء, إذا أحد أخوانك يريد أن يجري عملية, لا توافق إلا على ثلاثة أطباء, ثلاثة, قال لي: استئصال بالنوات, قال لي: يوجد عندي فتاة بريعان الشباب, الطبيب شخص أن معها سرطان بالثدي, التشخيص خطأ, استئصل ثديها, بعد ما استئصل, وجدنا الثدي ما فيه شيء, طبعاً: الزوج فسخ العقد, وأصبحت البنت مطلقة, يعني مخلوعة, هذه غلطة كبيرة جداً, حكى لي قصتين, ثلاثة, أربعة, فأنا أقنعني, سبحان الله! بعد شهر زارني أخ مهندس, ابنته كلوتها وقفت, عمرها سنتان, قال له الطبيب: تستأصلها فوراً, وإلا الثانية تتوقف, فقال لي: هكذا, قلت له: لا, نريد أن نرى طبيباً ثانياً, رأى طبيباً ثانياً؛ صالحاً مؤمناً, قال له: لا, ممكن تبقى شهرين, ثلاثة واقفة, بعد ذلك تعمل, لأن البنت صغيرة, انتظر شهرين, بعد شهر وثمانية عشر يوماً, الكلوة عملت, الآن ابنته عمرها حوالي ثماني سنوات بكلوتين, لو سمع كلام أول طبيب, كان نزع لها الكلوة.
ما هو الآن الحديث:
((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث.
-لا تبن قرار على فكرة, رأي إفرادي, تأكد, تحقق, اطلب الدليل, اطلب التعليل, اطلب التواتر, اطلب الكثرة-.
ما محاور هذا الحديث؟ :
ولا تحسسوا: -ما هو التحسس؟ تتبع الأخبار الطيبة, فلانة تزوجت, تزوجت؟ كم أعطاها مهر؟ لماذا تتدخل في أمور غيرك؟.
((من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه))
فلان اشترى بيت, من أين جاب ثمنه؟-.
ولا تجسسوا: -غير التحسس, التحسس: تتبع الخبر الطيب, ما في شيء, لكن يوجد أناس عندهم فضول, أناس حشريون, فلانة طلقت, لماذا طلقت؟ الحق على من؟ حسناً: لا ينجب أولاد, منه أم منها؟ طيب: منه أم منها؟ أنت ليس لك شأن بهذا, هذا ليس شأنك.
قال:
((مرة سيدنا عمر سألته زوجة: يعني فلان لماذا غضبان منه؟ قال لها: يا أمة السوء, وما شانك أنت بهذا؟))
هذا اختصاصي, هذا عملي, أنت ليس لك حق تتدخلي بشؤوني.
(ولا تحسسوا): انظر, لذلك: النبي حتى عن الخبر الطيب نهانا أن نتحسس, عمل حفلة, كم كلفتك هذه الحفلة؟ ماذا أخذ منك فلان؟.
يوجد أسئلة كثيرة فضولية, رأيته في الطريق, أين ذاهب؟ اتركه, حر, لا تجعله يكذب , أين ذاهب؟ معزوم؟ من عزمك؟.
(ولا تحسسوا): ابق أديباً, (ولا تحسسوا): لا تتبع الخبر الطيب تطفلاً, ولا تتبَّع الخبر السيء, أيضاً: إيذاء-, ولا تحاسدوا, ولا تدابروا, ولا تباغضوا, وكونوا عباد الله أخوانا))
هؤلاء المؤمنون, نحن مشكلتنا يوجد عندنا نصوص جميلة جداً, لكن هذه النصوص لو ترجمت إلى واقع, لكنا في حال غير هذا الحال, لأحب بعضنا بعضاً.
خاتمة القول :
أنا قلت لكم من قبل: أعداؤنا الألداء اليهود, يتعاونون على خمسة بالمئة من قواسم مشتركة, والمسلمون, والشيء المؤسف: يتنافسون, ويتحاسدون, ويتباغضون, وبينهم خمس وتسعون بالمئة من القواسم المشتركة, لكل الحلقات, كل هذه الجماعات, كل جماعة تظن أن الله لها, لوحدها فقط, الله لها, وأخوانه للجنة, أما الآخرون أعانهم الله, من جماعة ثانية, مع أن الله للجميع, كل واحد له ..........:
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
[سورة يونس الآية:62]
من هو الولي؟ قال:
﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾
[سورة يونس الآية:63]
أي إنسان عرف الله, واستقام على أمره, على العين والرأس.
أخواننا في الله, الآية الدقيقة:
﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾
[سورة الشعراء الآية:215]
جميلة الآية واضحة.
أيها الأخوة, يوجد آية ثانية:
﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾
[سورة الشعراء الآية:215]
لا يوجد لمن اتبعك, اجمع الآيتين, معناها: أي مؤمن, عليك أن تحبه, وأن تتواضع له , وأن تخفض جناحك له, إذا كنت مؤمناً, وأنت لست مؤمناً, إلا إذا انتميت إلى مجموع المؤمنين, لا إلى جماعة صغيرة, ولا إلى حلقة صغيرة, ولا إلى فقاعة صغيرة, إن لم تنتم إلى مجموع المؤمنين, فلست مؤمناً.
النبي الكريم قال:
((المؤمنون بعضهم لبعض نصحة متوادون ولو ابتعدت منازلهم, والمنافقون بعضهم لبعض غششة متحاسدون ولو اقتربت منازلهم))
هذا الحديث في البخاري:
((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث, ولا تحسسوا, ولا تجسسوا, ولا تحاسدوا, ولا تدابروا, ولا تباغضوا, وكونوا عباد الله أخوانا))
منقول
________________________________________________
- ناجح المتولى
- عدد المساهمات : 0
نقاط : 3753
تاريخ التسجيل : 13/01/2014
رد: آية - إن بعض الظن إثم -
الإثنين 25 يوليو 2011, 00:22
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى