شجاعة داعية انقدت الرجل من الضلال والنهاية المشينة .

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد،
مراحد الدعاة رفقة صديق له وكان الوقت وقت الاصيل والشمس تجنح للمغيب
عادامن قرية متوجهين الى المدينة، فلما قربا من قنطرة بواد هناك نظر احدهما
فلاح له شخص يجلس بمكان مريب قرب قنطرة على الوادي، قال ما رايك ان نعرج عليه وندعوه الى الله
قال انظر جيدا الا ترى الى قارورة الخمر بجنبه وهو يشرب فلا نامن جانبه ثم
ما عسى دعوتنا تفعل بقلب مخمور قال لابدمن ذلك ولن يصيبنا الا ما كتب الله لنا
فتوجها نحوه فسلما عليه فرد وعليكم ثم نظر اليهما مليا، قال الداعية نحن قاصدين
الى المدينة ورايناك فاردنا ان نتحدث اليك ؟ قال فيما قال في الله سبحانه وتعالى
قال تحدث وعجل فلا وقت لدي فافتتح الداعية الكلام كلام بسيط يتحدث عن عظمة الخالق سبحانه وتعالى
وقوته وجبرورته وعن نعمه التي انعم بها على الانسان وانه سخر له الكون لالشيء الا لعبادته
التي من اجلها خلق قال تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) فتوقف الرجل عن الشرب
فقال له الداعية، لاتتوقف اشرب حتى لاتقل اننا عطلنا عن الشرب، فشرب لكن توقف
وبدأ الداعية يتلو بعض الايات من القران بخشوع وخضوع وتاثر ثم صار يحدثه عن النهاية وانها حتما الموت
والقبروانها انماهي جنة اونار وسرد بعض الاحاديث ببساطة ودون تكلف وبلهجة عامية يفهمها
المدعو قال فاذا بالرجل يرمي الكاس من يده ثم قام وكسر الزجاجة وانخرط في نوبة بكاء شديدة
كان لم يبكي مثلها قبلها، ثم قال اتدري ما جلوسي هاهنا قالا الله اعلم فاستل سكينا طويلة
من جنبه وقال كنت ازمع انهاء الشرب واعترض اول مار من هاهنا اسلبه اواقتله.
لكن الله انقذني بكما قال اين تريدان قال المسجد الفلاني لاداء الصلاة. قال سوف اذهب الى المنزل
واصلي العشاء بعدما اغتسل فاني لااصلي وموعدنا صلاة الفجر بالمسجد المذكور.
واعطاهما عنوانه وقال ان لم احضر لاتتركاني للشيطان.
طلع الفجر ولم يحضر الرجل وطلعت الشمس فقال الداعية لصاحبه هيابنا نسال عن اخينا
فقد طلب منا ذلك فلما ذهبا وجدا مأثما قائما واذا الدار دار الرجل واذا الميت هو ؟
فسالا فاذا بوالدته جاءت قالت: ربما انتما الذين واعدتما ابني المسجد فجرا قالا نعم
قال فانخرطت في البكاء ودعت لهما بخير ثم قالت: كان ابني مدمن خمرق قاطع طريق
قاسي القلب لايعود الى البيت الا في وقت متاخر من الليل
يرفس الباب ويضرب زوجته اول ما تفتح له الباب ، الا انه يوم امس حدث امرعجيب جاء
وطرق الباب بادب فتحت زوجته وتاخرت خوفا من ان يضربهاكعادته واذا به يقبل راسها باكيا ويطلب
منها السماح ونفس الامر فعله معي ومع اولاده ثم قص علينا قصته فذهب واغتسل وصلى العشاء
ثم قال اني ضربت موعدا مع منقذاي فايقظاني لصلاة الفجر ونام تائبا وعلى تلك النية لكن لما ارادت زوجته
ايقاظه لصلاة الفجر كانت روحه قد فاضت .. قال فبكى الداعية وصاحبه وقالا الحمد لله الذي
انقذه بسببنا ثم دعيا له بالرحمة والمغرفة ووليا ادراجهما
بارك الله فيكم جميعا وغفر لنا ولكم جميعا