منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
ناجح المتولى
عدد المساهمات : 0
نقاط : 3754
تاريخ التسجيل : 13/01/2014

 || ( خطبة عيد الفطر ) للشيخ : ( ياسر برهامي ) || Empty || ( خطبة عيد الفطر ) للشيخ : ( ياسر برهامي ) ||

الأربعاء 20 يوليو 2011, 21:41

خطبة عيد الفطر

يوم العيد يوم فرحة وشكر؛ فرحة بإتمام الصيام على الوجه الذي يرضي الله عز وجل، وشكر لله على أن وفق عباده لصيامه، وما أولاه عليهم من النعم، ومن لوازم شكر الله عز وجل المداومة على العبادة والصيام، والحذر من المعاصي والآثام، وصلة الأقارب والأرحام، والإحسان إلى الضعفاء والمساكين.

الفرحة الحقيقية للمؤمن



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58]. إنه لا يفرح قلب الإنسان، بل قلب كل عبد من عباد الله إلا أن يتفضل الله عز وجل عليه بفضله وبتوفيقه بعبادته وإعانته على ذكره وشكره. فهذه هي الرحمة المستمرة الباقية المتصلة بالرحمة في القبر وبالرحمة يوم القيامة، ويكون العبد برحمة الله سبحانه وتعالى في الجنة. إن الله سبحانه وتعالى جعل السعادة في القرب منه سبحانه، وجعل الشقاوة والتعاسة والألم والعذاب في الدنيا والآخرة في البعد عنه عز وجل، والبعد عن شرعه وعما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم. ولما كان شهر رمضان فيه من ألوان العبادات ما لا يحصل في غيره من الشهور من الصيام والقيام، وتلاوة القرآن، والنفقة والجود، والزكاة الواجبة، وغير ذلك من أنواع الخيرات التي لم يزل المسلمون يتقربون بها إلى الله عز وجل، كان كماله فرحة. وكان من تمام فضل الله عز وجل ورحمته على المؤمنين أن جعل لهم لياليه ليجدوا فيها بداية الفرح، وليدركوا كم يكون الفرح يوم لقاء الله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه). فاجعلوا عباد الله عيدكم العيد الباقي، فقد أتى العيد وسوف يمضي ولن يبقى إلا ما كان متصلاً بالله عز وجل، فاجعلوا عيدكم عباد الله يوم لقاءه سبحانه وتعالى. عباد الله! إن الله سبحانه وتعالى شرع لعباده الصيام ليحققوا التقوى قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]. فمن أراد أن يعلم: هل قبل صومه؟ هل قبل قيامه؟ فلينظر إلى بعد رمضان: هل هو أتقى لله عز وجل وأقرب في عبادته سبحانه وتوحيده ومعاني الإيمان به مما كان قبل ذلك؟! ......


أنواع الذنوب والمعاصي التي تقع فيها الأمة اليوم



عباد الله! إن أمة الإسلام تمر بظروف في غاية الصعوبة، قد اجتمع عليها من بأقطار الأرض، وتكالبوا على محاولة نزع التوحيد منها، وبعدها عن هذا الدين، فلا يريدون إلا بقاء اسمه، بل لو استطاعوا أن يزيلوا اسمه لفعلوا، ولكن كما قال الله عز وجل: الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ [المائدة:3]. فهذا الدين قد يئس الكفار من إزالته، ولكن لم ييئسوا من تحريفه وتبديله وتغييره في نفوس أتباعه؛ لذلك نجد هذه الحرب في كل مكان. وهذه الأمور التي تقع في أهل الإسلام من تسلط الأعداء عليهم، ومن سفك دمائهم، وانتهاك حرماتهم، واحتلال بلادهم، هو ثمرة تقصير طويل المدى لا يعالج إلا بإزالته، فلن يتغير حال أمة الإسلام إلا إذا تغير أبناؤها، فإن الله حكم عدل، ومما حكم به قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11]. فلا بد من تغيير حقيقي جذري في كل واحد منا، لا بد أن يراجع كل منا نفسه مراجعة صادقة، ولا نلقي على عاتق غيرنا مسئولية تدهور حال أمة الإسلام. قل لنفسك: أنت بتقصيرك.. بذنبك.. بمخالفتك لشرع الله، سبب من أسباب تخلف هذه الأمة، ونزول البلاء بها، فإن مجموع التقصير قد وصل إلى الحال التي رأينا. إن أهم الواجبات التي افترضها الله عز وجل على عباده الإسلام: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً)، فهذه أصول الإسلام وأركانه، وتتمة ذلك التزام الحلال واجتناب الحرام في كل المعاملات، فلا بد أن يبحث الإنسان عما شرع الله عز وجل، فلننظر إلى التقصير في باب الإسلام فنتداركه، ولننظر إلى شهادة التوحيد كم تتعرض لما يناقضها من أصلها، أو يناقض كمالها الواجب فضلاً عن كمالها المستحب فنحذر منه. إن الله سبحانه وتعالى جعل الشرك أعظم المحرمات، قال عز وجل: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الزمر:65-66]، وقال عز وجل: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]. فقضية التوحيد هي أعظم قضية على الإطلاق، فهي وصية الأنبياء، قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]. فانظر -عبد الله- إلى الشرك المنتشر في أرجاء الأمة فيما يتعلق بصرف العبادة لغير الله وارث الحال أمتك، إن الشرك يقع فيه كثير من الناس باعتقاد الضر والنفع في غير الله، وبناءً على ذلك أنداداً لله ويطلبون منهم المدد، ويذبحون وينذرون لهم، ويطوفون حول قبورهم والعياذ بالله، وتصرف لهم أنواع العبادات الأخرى من الخوف والرجاء والتقرب إليهم، والحلف بهم وتعظيم قبورهم، بالسفر إليها ونحوه، وهذا من أعظم مظاهر الخطر على الأمة. وللأسف نجد من يحاول إحياء هذه الأمور التي قد ماتت عند الكثيرين، فيحاول أن يحيي تعظيم الأموات والصالحين المبالغ فيه، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله) . وهو عليه الصلاة والسلام الذي أنزل الله عز وجل عليه: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ [آل عمران:128] فالأمر كله لله، إليه يرجع الأمر كله، فلا يملك نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا ولي صالح مع الله عز وجل شيئاً. وانظروا كذلك إلى الشرك الذي يقع فيه كثير من الناس بإبائهم شرع الله عز وجل، وردهم أوامره سبحانه وتعالى، ولقد قال عز وجل: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء:65]، وقال سبحانه وتعالى عن اليهود والنصارى محذراً المسلمين من سبيلهم: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [التوبة:31]، وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله عدي بن حاتم بقوله: (إنا لسنا نعبدهم -قال ذلك قبل أن يسلم- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألم يحرموا الحلال ويحللوا الحرام فاتبعتموهم؟ قال: بلى. قال: فتلك عبادتهم). فالله عز وجل وحده هو الذي يشرع لخلقه ما شاء: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [يوسف:40]. وقال عز وجل: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا [الأحزاب:36]. وهذه المسألة ليست فقط عند التخاصم والاختلاف بين البشر، وعند وجود الجرائم والمخالفات، وإنما في كل حالة من حالات الإنسان، ففي كل أحواله وأوقاته لا بد أن يعود إلى شرع الله، وأن يطبق شرعه سبحانه وتعالى، قابلاً له، راضياً به، وإلا فإن الإباء والرد لشرع الله والاستكبار عنه من خصال إبليس التي صار بها من الكافرين قال تعالى: إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [البقرة:34] فلم يكن تركاً مجرداً، وإنما كان إباءً ورداً نعوذ بالله من ذلك! وما أكثر من يوجد عندهم الرد لشرع الله بعد إقامة الحجة عليهم مما يقعون فيه من مخالفة لا إله إلا الله، فكثير من الناس يعتقد صلاحية أي ملة غير ملة الإسلام، ويصدق أن عبادة غير الله كعبادة الله، وكلها في نظره سواء مقبولة، وقد قال عز وجل: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85]. وما أكثر التفريط في أوثق عرى الإيمان: الحب في الله، والبغض في الله، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (أوثق عرى الإيمان: الحب في الله، والبغض في الله)، وقال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ [المائدة:51-52]. ......


وجوب تعلم أركان الإسلام والعمل بها



عباد الله! إننا نحتاج إلى أن نراجع أنفسنا في صلاتنا، وأن نؤديها في أوقاتها، ونتعلم أحكامها، فنتعلم فقه الصلاة والطهارة ونطبق ذلك، ونهتم كذلك بالخشوع فيها، ونؤديها بقلب حاضر قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2]. ولا بد أن نتعلم الزكاة، وكيف نؤديها على الوجه المرضي الذي شرعه الله عز وجل، فكم من أصحاب الأموال لا يؤدون الزكاة لأنهم لا يعلمون كيف تؤدى، أو لا يؤدونها بالطريقة المشروعة الواجبة عليهم من حسابها في موعدها، فلا بد أن تتعلم فقه ذلك، وسل نفسك: هل حضرت درساً في فقه الزكاة؟ هل قرأت كتاباً في فقه الزكاة؟ وكذا في فقه الصيام، وكذا في فقه الحج والعمرة، فقه هذه المسائل لابد منه حتى تؤدي هذه العبادات كما ينبغي. وسل نفسك: هل تعلمت ما يلزمك من الحلال في كسبك، وفي عملك، وفي معاملتك لوالديك ولجيرانك وأرحامك؟ وفيم تتعامل به في المال والمعاشرة مع الناس، وسيما أهلك؟ فيم تتعامل به من النساء الأجنبيات عنك؟ فهل تعلمت فقه ذلك وطبقته في واقع حياتك؟ ......


تعلم الصلاة والزكاة وتطبيقهما








معرفة أركان الإيمان والإحسان وأسماء الله وصفاته



يجب علينا أن نعرف أركان الإيمان التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره). فلا بد أن تعرف ربك سبحانه وتعالى بكمال أسمائه وصفاته، وكمال ربوبيته، وألوهيته، فـلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]. ولا بد أن تتعلم كيفية الإيمان بالملائكة، والكتب، والرسل، واليوم الآخر، تفاصيله، ابتداءً من القبر وأهوال القيامة وما يكون في الجنة والنار، ولابد أيضاً من الإيمان بالقدر، فكل ذلك لا بد أن نتعلمه ونطبقه، وإذا نظرت إلى قدر التقصير في هذا الباب لوجدت شيئاً هائلاً، وهو الذي أدى بالأمة إلى هذه الحالة التي هي عليها اليوم. وكذلك الإحسان منه قدر واجب، وهو أداء العبادات القلبية الواجبة: كحب الله عز وجل ومراقبته، والإخلاص له، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) . فإيمانك بأن الله يراك فرض عليك وعلى كل مسلم ومسلمة، لا يحصل الإيمان والإسلام والإحسان إلا بأن توقن أن الله يراك، وإذا أيقنت أن الله يراك فستراقبه؛ فتخلص له وتتوكل عليه، فتعمل بشرعه، وتلتزم بما جاء به نبيه صلى الله عليه وآله وسلم. والإحسان بينك وبين الله يثمر لك كذلك إحساناً في معاملة الخلق، فبر الوالدين ثمرة من ثمرات إحسان القلب فيما بينه وبين الله، وكذا صلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران، وهذه كلها من الواجبات، فعقوق الوالدين وإيذاء الجار من الكبائر، وكذلك قطيعة الرحم من أسباب الفساد في الأرض، ومن أسباب نزول البلاء على الأمة، ومع ذلك فهي من ثمار الإحسان. فاحرصوا عباد الله على الإحسان فيما بينكم وبين أهليكم وبين جيرانكم وزملائكم، ولا تكن العداوة والبغضاء هي الأصل في العلاقة بين المسلمين، وهي وأسبابها منهي عنها كما في الحديث: (لا تباغضوا، لا تحاسدوا، ولا تدابروا). قال تعالى: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا [الحجرات:12] فحذر الله عز وجل من الغيبة. ولابد عليك أيها السملم أن تصدق في الحديث، وتؤدي الأمانة وتجنب الخيانة، ولا بد أن تفي بالوعد، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد حذر من خصال النفاق فقال: (أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر).





التغيير الجذري باطناً وظاهراً



لا بد عباد الله أن نغير من أنفسنا، ومن داخلنا حتى يغير الله عز وجل ما بنا، لابد أن نكون ملتزمين بالإسلام التزاماً صادقاً لا التزاماً مظهرياً فقط. وإن كثيراً منا قد يكتفي بأنه أدى بعض العبادات، أو أتى ببعض المظاهر الإسلامية المحمودة، ولكن لا يكفي ذلك، بل لابد أن نزن أنفسنا حتى تتغير موازين الصراع بين الحق والباطل بين الأمة الإسلامية وأعدائها وستكون الغلبة لصالح أمة الإسلام بعون الله، فنحن لا ننتصر إلا بطاعة الله كما قال عز وجل: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:105-107]. فهذه هي العبودية لله، وهذا هو الصلاح الذي أمر الله عز وجل به مع الإيمان دائماً، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات وعدهم بالنصر، قال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا [النور:55]، فمن حقق عبودية الله بغير شرك وعمل الصالحات كان مؤمناً وهو الموعود بالتمكين.





القيام بحق الأخوة في الدين



عباد الله! نحتاج إلى أن نترابط فيما بيننا، يحب بعضنا بعضاً في الله، ونتآخى فيه سبحانه وتعالى، وننصح بعضنا بعضاً حتى نؤدي الدين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة قيل: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم). فلا بد لكل منا أن يكون ناصحاً لأمته، ناصحاً لإخوانه في الله عز وجل، محباً الخير للعالم، يريد أن يظهر هذا الدين حتى تعم الرحمة وينتشر الخير، فإن الخير هو في اتباع شرع الله سبحانه وتعالى لا غير ذلك أبداً. عباد الله! لابد أن نكون متعاونين على البر والتقوى، قال عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2] وكل ما يعين على معصية الله فهو من التعاون على الإثم والعدوان، وكل ما يعين على طاعة الله وهو محمود شرعاً فيرجى أن يقبل من صاحبه، ولابد أن يعان عليه. فكل من طلب منك عوناً على طاعة الله عز وجل فلا بد أن تعنه، ولنكن يداً واحدة، فإن المسلمين كالجسد الواحد كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر). ونحن وفي يوم العيد وقد فرحنا بإتمام نعمة الله عز وجل علينا بالصيام والقيام، وفرحنا باجتماعنا في اعتداء صلاة العيد، ونتذكر آلافاً أو ملايين من المسلمين في المشارق والمغارب منهم من فقد أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً بسبب الظالمين والمجرمين والكفرة على بلاد الإسلام، فنذكر آلام المسلمين ونتألم لألمهم، ونفرح لفرحهم، وندعو لهم. نحتاج إلى أن نستشعر هذه الوحدة في الجسد الواحد للأمة في كل أجزائها، فإن ذلك من نعم الإيمان، ومن معاني الإسلام التي أمر بها القرآن والسنة، فلا بد لنا أن تكون قضايا الإسلام هي قضايانا، ولا بد أن نعين المسلمين بكل ما نقدر عليه، وإن عجزنا فلا أقل من أن ندعو لهم في كل مكان أن يفرج الله كربهم، وأن ينصرهم على عدوه وعدوهم.





وصايا لابد منها



عباد الله! اجتهدوا في يوم العيد في صلة الأرحام، وفي الإحسان إلى الناس عموماً، فإنه يوم بهجة وسرور. اجتهدوا في يوم العيد في البعد عن الحرام، فليس انتهاء رمضان معناه أن نعود مرة ثانية إلى ما حرم الله عز وجل علينا، من سماع المنكرات كالمعازف والأغاني التي لا يشك عاقل فضلاً عن عالم بتحريمها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف). احذروا شباب الإسلام من كل مسكر ومفتر من هذه المسكرات والمخدرات بأنواعها المختلفة، فإنها من أعظم الضرر ومن أعظم الخطر على أهل الإسلام، وإن من يعين على نشرها ولو كان لتحقيق كسب سريع فهو والعياذ بالله من المفسدين في الأرض، ويأكل الحرام ويعيش فيه. إن المعاونة على نشر هذه المخدرات في أوساط الشباب بأي درجة من درجات الإعانة أو البيع أو التجارة في قليل أو كثير من كبائر الذنوب نعوذ بالله من ذلك! احرصوا عباد الله على تجنب الربا فإنه محق للبركة قال تعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ [البقرة:276]، وهو مؤذن بحرب قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:178-279]. فكيف ننتصر على عدونا والله عز وجل هو الذي يحاربنا؟! فإنا إذا أكلنا الربا فقد حاربنا الله، نعوذ بالله من ذلك! عباد الله! احذروا من الرشوة، فكل موظف وكل من قام على أمر من أمور المسلمين فلابد أن يعلم أنه لخدمتهم، ولمصلحتهم، وإنما يأخذ أجراً من أموالهم العامة، على أداء الخدمة لهم، على أن يكون رفيقاً ناصحاً لهم، مؤدياً لخدماتهم التي ألزم بها، بل ويزيد على ذلك. ولقد انتشرت الرشوة في كل مكان، فاحذروا عباد الله منها، لا تطعم نفسك وأولادك حراماً، فما يغني عنك الصيام في رمضان إذا كنت تأكل الحرام، وتغصب أموال الناس، وإذا ترتشي وفي الحديث: (لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما) أي: الذي يسير بينهما بالواسطة في هذه الرشوة. فاحذروا عباد الله من هذه المحرمات، واحذروا من أذية المسلمين في دمائهم وأعراضهم وأموالهم قال صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه). إن انتشار المنازعات بين المسلمين في شوارعهم، حتى يقع الواحد منهم في عدة حدود في الدقيقة الواحدة، فيقذف الرجل ويقذف أباه، ويقذف أمه -وكلها من الكبائر- فيرد الآخر عليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من الكبائر شتم الرجل والديه. قيل: أيسب الرجل والديه يا رسول الله؟! قال: يسب أبا الرجل؛ فيسب أباه، ويسب أمه؛ فيسب أمه) نعوذ بالله! إن انتشار استعمال الأدوات التي تؤذي المسلمين من أسلحة أو غير ذلك من أعظم الأمور خطراً، والسكوت على ذلك من أسباب الهلاك، حتى سهل على كثير من الشباب أن يطعن أخاه، أو يضربه، أو يسفك دمه متهاوناً بذلك، فلابد أن نتقي الله عز وجل في أعراض المسلمين. إن انتشار الفواحش من أعظم أسباب هلاك هذه الأمة وضياعها، ولقد هلكت بنو إسرائيل عندما اتخذت النساء الشعور المستعارة، أي: الواصلة والمستوصلة كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك ولعن فاعله، حيث قال: (لعن الله الواصلة والمستوصلة، والنامصة والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة، والمتفلجات بالحسن، المغيرات لخلق الله). عباد الله! إن التبرج من أعظم الأمور خطراً على الأمة، وهو من أسباب رجوعها إلى الجاهلية، قال الله عز وجل: وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [الأحزاب:33]. يا نساء المسلمين! اتقين الله عز وجل، فإذا خرجتن من بيوتكن فاخرجن في الهيئة الشرعية، إياكن وحجاب التبرج! كثير من النساء قد علمت وجوب الحجاب قطعاً ويقيناً، بل صار هذا بفضل الله وبانتشار الدعوة إلى الله عز وجل أمراً يكاد يكون معلوماً من الدين بالضرورة جملة، ولكن كثيراً من الأخوات من النساء إذا التزمن بالحجاب التزمن بحجاب ليس شرعياً، وإنما هو أقرب إلى تبرج الجاهلية الأولى، وذلك أن المرأة كانت في الجاهلية لا تشد خمارها على رأسها، كان لها خمار ولكنها لا تشده، فتظهر خصائل من شعرها، ويظهر بعض صدرها، وقد أمر الله بالضرب بالخمار على الجيب أي: على الصدر والعنق، كما قال عز وجل: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النور:31]. فلا بد أن تغطي المرأة صدرها بالكامل بحجابها، حتى لا يظهر ارتفاع صدرها، وهذا أمر من أعظم الأمور خطراً، أي: أن نظن أننا قد ألزمنا بناتنا ونساءنا بالحجاب وهن لسن ملتزمات به. احذروا من الاختلاط المحرم الذي يقع بين الشباب والفتيات، والرجال والنساء في كثير من بلاد المسلمين، وفي كثير من شوارعهم وطرق مواصلاتهم، فاتق الله أيها المسلم ولا تلمس بيدك امرأة أجنبية؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لأن يطعن رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له). وإياك أن تزاحم بمنكبك امرأة قد خرجت لأي سبب من الأسباب، ووقعت في نفس وسيلة المواصلات! ولا يجوز هذا في أمر العورة ولو من فوق الثياب، فلا بد أن تفصل بينك وبين من بجوارك من النسوة؛ حتى لا تلمس بدنها الذي هو عورة ولو من فوق الثياب، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المرأة عورة)، فكما لا يجوز باتفاق المسلمين أن يضع رجل يده على فخذ امرأة ولا صدرها، فكذلك لا يجوز بالأولى ولو من فوق الثياب أن يضع فخذه ملامساً لفخذها. فاتقوا الله عباد الله، إن كثيراً من المنكرات تقع في شوارع المسلمين، وفي طرق مواصلاتهم، وهي بمجموعها تؤدي إلى الخلل الذي يحصل لنا في حياتنا، والذي يؤدي إلى تسلط أعدائنا علينا، فإن الله ما ولى الظالمين أمور المسلمين إلا لأجل وجود الظلم فيهم، وما جعل عدوهم يأخذ بعض ما بأيديهم إلا بسبب مخالفتهم للشرع. إن احتلال الكفار لبلاد المسلمين إنما هو ثمرة هذا التقصير وهذه المنكرات، وثمرة المخالفة لشرع الله عز وجل، فإذا تبنا إلى الله عز وجل، وكل منا له دوره في إصلاح نفسه، ثم في إصلاح أسرته، ثم في إصلاح المخالفين له، فيكون ناصحاً لأمته، داعياً إلى الله عز وجل، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر كما شرع الله، فلنبشر بالخير والنصر. قال تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل:125]. فلا تقل للناس: غيروا المنكر بأي طريقة أو اسفكوا الدماء، أو انتهكوا حرمات المسلمين، فإن ذلك من أعظم الأمور خطراً، وإن سفك دماء المسلمين بدعوى إقامة الدين لهو من أعظم أسباب ضياع ثمرة العمل الإسلامي، حين ينتسب إلى العمل الإسلامي من لا يراعون حرمات المسلمين، ويسعون إلى قتل من أرادوا القتل ولو على دماء المسلمين الأبرياء، ولقد قال عز وجل في صلح الحديبية: وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [الفتح:25]. لكننا نقول: ندعو إلى الله بما شرع الله، وندعو بعلم وبصيرة قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف:108]. يا أخي في الإسلام! إن كنت قد سمعت في شهر رمضان أو في هذا اليوم الكريم بفضل الله شيئاً كنت مقصراً فيه، من ترك لطاعة، أو فعل لمحرم، فاليوم اعزم عزماً أكيداً على أن تبدأ في التغيير، وعلى أن تبدأ في الطاعة، وأن تبدأ في ترك المعصية، ولنتب إلى الله جميعاً عسانا أن نفلح قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]. وكلنا ينوي التغيير إلى الأفضل والأحسن، ولا سبيل لذلك بأن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى، فاستعينوا بالله عز وجل على عبادته، فهذا هو السبيل الوحيد الذي به يصل الإنسان إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه، فمن استطاع منكم أن يأتيه الأجل وهو في عمل الله فليفعل، واعلموا أنكم لن تنالوا ذلك إلا بالله عز وجل. نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم. اللهم اجعلنا ممن صام رمضان إيماناً واحتساباً فغفرت له، واجعلنا ممن قام رمضان إيماناً واحتساباً فغفرت له، واجعلنا ممن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً فغفرت له. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا، وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا. اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا، وانصرنا على عدوك وعدونا واهدنا سبل السلام وأخرجنا من الظلمات إلى النور، واجعلنا هداة مهتدين. اللهم انصر المسلمين في كل مكان. اللهم فرج كرب المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان والهند وكشمير، وفي مشارق الأرض ومغاربها. اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان. اللهم أنج المستضعفين من المسلمين في كل مكان. اللهم فرج كرب المكروبين، وفك أسر المأسورين، وارفع الظلم عن المظلومين. اللهم إنا نسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحينا ما علمت الحياة خيراً لنا، وتوفنا ما علمت الوفاة خيراً لنا. الله

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى